الفروض العينية والتكاليف الشرعية
************************************************************ *********************************
.
لقد أبان الله فى كتابه لجميع خلقه وكافة عباده .. الفروض العينية والتكاليف الشرعية التى يجب عليهم أن يؤدونها ويأتمرون بها
مؤمنين .. وغير مؤمنين " وبما لا يصح إلا به وهو الإيمان واتباع دين الإسلام " ..
فلقد ورد الخطاب والتكليف عاماً لكل الناس أجمعين .. لأنهم جميعاً مأمورين باتباع دين الله القويم وإلا استحقوا العذاب الأليم ..
.
ففى الصلاة .. يقول العزيز الحكيم : { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }
وفى الزكاة .. يقول رب العالمين : { وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ }
وفى الصيام .. يقول الله : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ }
وفى الحج .. يقول سبحانه : { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً }
*****
الصلاة المأمور بها : خمس صلوات فى اليوم والليلة هى ..
صلاة الفجر . وصلاة الظهر . وصلاة العصر . وصلاة المغرب . وصلاة العشاء ..
{ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً }
.
ولقد بين الوحى الأمين سيدنا جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم عددها وكيفية أدائها
وكيفية حلول الأوقات المحددة لها التى يجب على المرء أداء هذه الصلاة خلالها قبل خروج وقتها ..
وعلّمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :
( صلوا كما رأيتمونى أصلى ) رواه الإمام البخارى فى صحيحه
.
وسنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض النوافل منها ما يُؤدى قبل الفريضة .. ومنها ما يؤدى بعد الفريضة ..
وما سنّه رسول الله فبحكم الله سنه فما سن رسول الله سنة قط إلا جاءته بها رسالة الله فأثبتت سنته بفرض الله ..
*****
والزكاة .. فرضها الله على المال الذى يملكه المرء .. طالما كان به نماء . وبلغ النصاب . وحال عليه الحول .. أياً كان مسماه أو نوعه ..
ويستثنى من الحول : ما وجد من رِكاز فزكاته حين العثور عليه .. وماخرج من المعادن فزكاته حين يكون صالحاً ..
وما أنبتت الأرض من زرع أو ثمار أو غراس فزكاته حال جنيه أو حصاده ..
.
ولقد بيّن الله لعباده الأصناف التى يجب أن توزع عليهم الزكاة .. وهم ثمانية أصناف ويطلق عليهم أهل الصدقة أو أهل الزكاة .. هم :
( الفقير . المسكين . العاملون عليها . المؤلفة قلوبهم . فى الرقاب . الغارمون . فى سبيل الله . ابن السبيل ) ..
{ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ }
.
وهناك فصل فى الزكاة بين ما هو مملوك للرجل وماهو مملوك للمرأة ( أو الزوج والزوجة )
حيث أن الذمة المالية لكل منهما منفصلة عن الآخر ..
يقول تبارك وتعالى : { وَآتُواْ الزَّكَاةَ } .. ويقول جل شأنه : { وَآتِينَ الزَّكَاةَ }
*****
والصيام .. هو صيام شهر من كل عام .. هو شهر رمضان .. يقول جل ذكره :
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } .
ومعنى " شَهِدَ " أى كل من حضر . أو علم . أو سمع .. بثبوت رؤية الهلال فقد وجب عليه الصيام .. وذلك :
بالإمتناع عن الأكل والشرب منذ طلوع الفجر وحتى مغيب الشمس .. والإمتناع عن إتيان أهله خلال نهار شهر رمضان ..
*****
والحج : حج أكبر . وحج أصغر ..
الحج الأكبر : له مواقيت وأشهر بعينها لا يجوز الإحرام له قبلها وهى ( شهر شوال وذو القعدة وعشر من ذى الحجة )
{ وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ }
والحج الأصغر هو : العمرة وهى جائزة طول العام وتؤدى فى أى وقت خلال أى من الشهور أو الليالى والأيام ..
{ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ }
{ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً }
.
ولقد بين الوحى الأمين سيدنا جبريل عليه السلام لرسول الله مناسك الحج والعمرة ..
وعلّمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ( خذوا عنى مناسككم ) رواه الإمام مسلم فى صحيحه .
***************
وإلى جانب الصلاة والزكاة والحج وصوم شهر رمضان ..
فرض الله على عباده اتباع تعاليمه وأحكامه من جهاد فى سبيله ومن تحريم للفواحش ماظهر منها ومابطن
ومن تحريم للإثم والبغى والميسر والزنا والخمر وأكل الميتة ولحم الخنزير
ومن اتباعٍ لحدود الله فى المواريث
وفى القصاص والجنايات وفى الحدود والتعازير والمعاملات وفى أحكام الأسرة من زواج وفُرقة وطلاق ومن عدم أكل أموال اليتامى ظلماً
وعدم رمى المحصنات الغافلات ....... إلى آخر ما أظهره الله فى كتابه وما بينه لنا رسول الله فى سنته ..
.
فعلى المرء أن يأتمر بما أمره الله وينتهى عما نهاه الله .. وإلا عُدّ مذنباً وآثماً وعاصياً لله ورسوله ..
فالشريعة لم يشرعها الله لعباده لكى يذروا تعاليمها أو يعطلوا أحكامها .. يقول سبحانه :
{ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً }
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( كل أمتى يدخلون الجنة إلا من أبى فقالوا يارسول الله ومن يأبى قال من أطاعنى دخل الجنة ومن عصانى فقد أبى )
رواه الإمام البخارى فى صحيحه
.
************************************************************ *********************************
سعيد شويل