الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئله لاهوتيه 2

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

لمسات بيانية الجديد 10 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على مقطع خالد بلكين : الوحي المكتوم المنهج و النظرية ج 29 (اشاعة حول النبي محمد) » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | قالوا : ماذا لو صافحت المرأة الرجل ؟ » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | () الزوجة الصالحة كنز الرجل () » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | مغني راب أميركي يعتنق الإسلام بكاليفورنيا » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الإعجاز في القول بطلوع الشمس من مغربها » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | لمسات بيانية الجديد 8 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنهما بعمر السادسة و دخوله عليها في التاسعة » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | المصلوب بذرة ( الله ) ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئله لاهوتيه 2

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى ... 2 3
النتائج 21 إلى 24 من 24

الموضوع: الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئله لاهوتيه 2

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    06:05 PM

    افتراضي




    تابع الرد على السؤال رقم 21

    فوجدنا ما يأتي:
    1. لا يوجد خلاص إلا بدم المسيح، جميع الأعمال الصالحة وحدها مهما سمت، مهما علت، مهما كملت، لا يمكن أن تخلّص الإنسان بدون الإيمان بدم المسيح.
    2. وهكذا إن وجد إنسان يعمل أعمالا صالحة، وهو غير مؤمن (أي بدم المسيح) ... فان هذا لا يفيده شيئًا... وأعماله الصالحة وحدها لا تخلصه بدون الإيمانب الرب يسوع وبدم المسيح ... لأن ذلك هو نقطة البدء في موضوع الخلاص.

    § ولكن لماذا لا يكون الخلاص إلا بدم المسيح ؟؟؟
    1. الخطية هي عصيان لله، وتعد على حقوقه، وعدم محبة له ... والله غير محدود، إذن فالخطية غير محدودة لأنها موجهة ضد الله غير المحدود ... ومهما عمل الإنسان فان أعماله محدودة، لذلك لا تغفر الخطية إلا كفارة غير محدودة ...
    2.وحيث لا يوجد غير محدود إلا الله ... لذلك لم يكن هناك حل لمغفرة الخطية سوى أن يتجسد الله ذاته (أي داخل جسد المسيح) ويموت !!! ويكون موته كفارة غير محدودة، توفى عدل الله غير المحدود، في الاقتصاص من الخطية غير المحدودة ... الموجهة ضد الله غير المحدود ... ولولا دمه الأقدس لهلكنا جميعًا ... وكفارة المسيح إذن غير محدودة تكفي لمغفرة جميع الخطايا لجميع الناس في جميع الأجيال، في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل.3. هذا الكلام ينطبق على خطيئة آدم ... كما ينطبق على خطية أي إنسان ... لأن الخطية هي الخطية ... وعدل الله هو هو>>>انتهى كتاب الخلاص للبابا شنودة

    § هذا وبأسلوب مبسط سنوضح للقارئ الكريم ما ورد عن عقيدة الكفارة والفداء وسفك دم المسيح حسب إيمان النصارى ... ثم نبين بعد ذلك موقف الاسلام من تلك العقيدة ... ثم نترك للقارئ الكريم حرية الاختيار بعد ذلك ...

    § عقيدة النصارى عن موضوع الكفارة والفداء وسفك دم المسيح:

    §
    إن جوهر العقيدة النصرانية باختصار يرتكز على أن آدم قد ارتكب خطيئة عندما عصى الله واكل من شجرة معرفة الخير من الشر في الجنة والتي نهاه الله عن الأكل منها ... وقد سميت هذه الخطيئة بالخطيئة الأصلية ... " وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: " مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً ... وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا ... لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا ... مَوْتًا تَمُوتُ " التكوين 2/16-17... والموت هنا موت جسدي بالإضافة الى الموت الروحاني حيث انفصلت حياته عن الله مصدر الحياة كانفصال الظلمة عن النور (موقع الأنبا تكلا) ... ولا خلاص من هذا الموت الا بالأيمان بالسيد المسيح كمخلص وكما سيرد لاحقاً.
    § ترتب على ارتكاب آدم لتلك الخطيئة أيضاً أن فسدت طبيعته الصافية المخلوق بها ... ومن ثم ورّث آدم هذه الطبيعة الفاسدة المستجدة ... وأيضاً ورث تلك الخطيئة الأصلية لذريته حتى قيام الساعة ... لأنهم أتوا من ذات الطبيعة التي سقطت تحت ناموس الخطيئة..." مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ (أي آدم) دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ ... وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ ... وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ ... إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ (أي جميع الناس) " رومية 5/12

    § وحيث أن هذه الخطيئة كانت في حق الله ... فترتب على ذلك أن هذه الخطيئة التي تم توريثها من آدم لذريته ... أصبحت خطيئة غير محدودة ... وبالتالي فإنه يلزمها كفارة وذبيحة غير محدودة ... حتى يغفر الله تلك الخطيئة الأصلية الغير محدودة التي وقعت في حقه سبحانه وتعالى ... وحيث لا يوجد غير محدود الا الله ... لذلك لزم أن يتجسد الله بذاته ويأخذ شكل بشر مثلنا داخل رحم مريم ... (وهو السيد المسيح ابن الله) ... ثم يخرج من رحمها ... ويمكّن اليهود منه ليعذبوه ... ثم يصلبوه فيموت على الصليب كذبيحة وكفارة غير محدودة للبشرية حتى يوم القيامة ... ولماذا ؟؟؟ لأنه: " وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ" عبرانيين 9/22 ... ويشير الكتاب المقدس الى المسيح بقوله: " لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا " كورونتوس الأولى 5/7

    §
    وهذا السيناريو يعبر عن عدل الله مع المخطئين وضرورة معاقبتهم ... ويعبر أيضاً على رحمته بالبشر وتضحيته بابنه الوحيد (السيد المسيح) وصلبه ككفارة عن خطيئة آدم المورّثة للبشر ... بدلاً من معاقبتهم على خطيئة آدم التي ورثوها ... لذلك كان موت المسيح رب المجد وسفك دمه على الصليب بدلاً عن الخطاه ... " لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ " كورونتوس الأولى 2/8... وبعملية صلب المسيح وموتهتمت المصالحة بين الله القدوس والإنسان الخاطئ ... كما ورد ذلك في رسالة كولوسى" وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ " كولوسى 1/20

    § وعليه فإن كل من يؤمن بهذا السيناريو من نسل آدم !!! وأن السيد المسيح (وبداخله الله) صُلب ومات كذبيحة وكمخلص للبشرية من خطيئة آدم ... سَيُعطى عطية مجانية من الله ويغفر له مباشرة ما ورثة من خطيئة آدم التي يرثها كل فرد منا عند ولادته ... وأيضاً يغفر له ما ارتكبه من خطايا بسبب الطبيعة الفاسدة التي ورثها من آدم ... وإلا سيظل محملاً بما ورثة من خطيئة آدم المذكورة ... وأيضاً بالطبيعة الفاسدة وحتى موته آثما بهذه الخطيئة وتلك الطبيعة ... بل وسيعاقب على ذلك يوم القيامة ويهلك !!! ولذلك تُعمّد الأطفال لأنهم ورثوا الخطية الأصلية والتي عاقبتها الموت ... وذلك لإزالة آثار تلك الخطيئة الأصلية التي ورثوها ..." لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ (أي يهلك البشر نتيجة خطيئة آدم والطبيعة الفاسدة المورثة لهم) ... هكَذَا فِي الْمَسِيحِ(من يؤمن بهذا العمل الفدائي والتضحية للمسيح) سَيُحْيَا الْجَمِيعُ(أي تعود للمؤمنين بخلاص المسيح والمعمدين الذين يموتون وهم في حالة توبة ... تعود لهم الرابطة بالله وحياة الشركة معهُ)" كورنتوس الأولى 15/22
    https://st-takla.org/FAQ-Questions-V...ginal-Sin.html

    § وبهذا فانه يمكن ايجاز عقيدة النصارى عن موضوع الكفارة والفداء: بأن الله قد أرسل الله ليُصلب ويُقتل ... ليغفر الله !!!
    §
    عقيدة المسلمين عن موضوع الكفارة والفداء وسفك دم المسيح:

    1- عصى آدم وزوجه وصيه الله في الجنة ... وأكلا من الشجرة المنهي عنها (بعد وسوسه الشيطان لهما) وطلبا من الله المغفرة ... فتلقى آدم من ربه كلمات يدعو الله بها لمغفرة هذه المعصية ... {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}البقرة 37 ... ودعا آدم وزوجه الله بهذه الكلمات {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} الأعراف 23

    2- واستجاب الله الغفور التواب الرحيم لتوبتهما بعد هذا الدعاء وغفر لهما ... {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ... إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الزمر 53 ... وبالتالي فلا يوجد خطيئة ورّثت لذريتهما أو ما شابه ذلك إطلاقاً ... ولا معنى إذن لسيناريو الصلب والقتل للفداء والكفارة ... {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ} النساء 157... حيث أبطل الله مكر اليهودبالسيد المسيح (رسوله الكريم) ولم يمكنهم من قتله ...{بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} النساء 158... وهكذا انتهى الأمر ببساطة ...

    3- لا يؤمن المسلمون بمبدأ توريث خطيئة أحد لأحد ... {... وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ...} الزمر 7 ... ولا يؤمنون أيضاً بفداء أحد عن أحد ...{وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى} النجم 39-42... فكل مخطئ يجب أن يدفع ثمن خطيئته بمعرفته ... أو يتوب عنها فيغفر له الله بحكمته ورحمته إن شاء تلك الخطيئة ... وكذلك يُكافئ كل من لا يخطئ ولا يُحمّل بأخطاء الآخرين وتكون" كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ " المدثر 38

    4- ويؤمن المسلمون بأن السبيل الوحيد الذي يوصلهم للجنة هو الإيمان بالله والعمل الصالح طبقاً للمنهج الذي حدده الله لهم ... وليس بالإيمان بصلب أو ذبح شخص آخر للفداء أو ما شابه ذلك ... {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا * خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا} الكهف 107-108

    5- هذا والمسلمون يؤمنون أنه ليس من المنطق أن يصلب ويذبح الله رب العالمين نفسه ... تحت ادعاء أن ذلك هو السبيل الوحيد للتوفيق بين عدل الله الكامل ورحمته ومغفرة خطايا البشر !!! لأنه ليس من المنطق بالطبع أن يخطأ زيدٌ فيُصْلبُ عمراً ... لنغفر لزيدٍ خطيئته ... تحت شعار أن عمراً يُحب زيداً ففداه بذبح نفسه ؟؟؟ فذلك استهتارا بقدسية الله الكاملة ... حين يدفع البريء حساب المخطئ ... ويؤكد ذلك ما ورد في حزقيال 18/20-21 ... " النفس التي تخطيء هي تموت ... الابن لا يحمل من إثم الأب ... والأب لا يحمل من إثم الابن ... بر البار عليه يكون ... وشر الشرير عليه يكون "... وصدق الله العظيم فقد قال ..." كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ " المدثر38 ..." وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " الزمر 7 ...

    § لقد ذكر الناقد أنه لا يمكن التكفير عن الخطية إلا بسفك دم كقول الإنجيل " بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لَا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ " (عبرانيين 9: 22)ولذلك فلا غفران بغير الفادي المسيح الذي قدم نفسه (وبداخله الله) وسُفِكَ دمه كذبيحة على الصليب ... ولكن ما ذكره الناقد يضعه امام أحد احتمالين لا ثالث لهما ... هذا وسنترك الحكم للقارئ الذكي بعد ذلك ...

    الاحتمال الأول:فداء السيد المسيح كان فداء وغفراناً عاماً وشاملاً عن خطيئة آدم ... بالإضافة الى غفران أي خطيئة دنيوية يفعلها أي بشر يؤمن بالسيد المسيح الى قيام الساعة مهما عظمت خطاياه ... وهذا الاحتمال إن صح فهنيئاً للمذنبين والعصاة ... وعليهم أن يَفْرَحوا ويَطمئنوا ... فاللهُ قد ذبح نفسه على الصليب كفارةٌ لذنوبهم ... وفَدى بدَمُه المسفوكُ على الصليبِ ذنوبَ المذْنبين جميعاً ... وعليه لا يُطْلَبُ من البشر السابقينَ واللاحقينَ شيءٌ ... لا توبةٌ ولا استغفار، ولا اجتنابٌ للكبائر، ولا تَرْك للصغائر ... ولا دَفْعٌ للكفارات ... ولا حرج علي البشر حينئذ اذا ما ارتكبوا الذنوب صغيرة كانت أو كبيرة ... أسوة بأبيهم آدم الذى ارتكب الخطيئة الاصلية للبشرية ... فدفع الله ثمن تلك الخطيئة بقتل نفسه !!!الاحتمال الثاني:أن فداء السيد المسيح كان فقط بهدف غفران خطيئة آدم للبشر ... وسيُمنح هذا الغفران كعطاء مجاني لمن يؤمن من البشر بذلك ... أما خطايا البشر بعد ذلك فيتحملها كل مخطئ ... وعليه تقديم كفارة وفداء وذبيحة حتى يصفح عنه الإله القدوس العادل كما ذكر الناقد ... ولكن إن صح هذا الاحتمال فهل يكون المطلوب من المذنب حينئذ:

    1. أن يقتل نفسه على صليب أيضاً اسوة بالله لتتحقق الكفارة ويتم الفداء ؟؟؟
    2. أو يسفك دم غيره حتى يتحقق هذا الهدف ؟؟؟
    3. أو يشترى صكوك الغفران التي أقرها المجمع الثاني عشر المنعقد في روما سنة 1215م ... والذي قرر فيه المجتمعون أن " الكنيسة البابوية تملك الغفران وتمنحه لمن تشاء " ... هذا لمن يتوفر لديه المال اللازم لشراء تلك الصكوك ؟؟؟ وقد استندت الكنيسة في هذا المعتقد إلى عدد من النصوص التي رأوها تمنحهم هذا السلطان منها أن المسيح خاطب بطرس قائلاً: " أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا ... وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات ... فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ ... يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ ... وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ» متى 16/18-19... ولما كانت الكنيسة تعتبر نفسها وارثة لبطرس ... ورثت أيضاً هذا السلطان عنه ...
    4. أو يذهب المذنب الى الأب الكاهن (أب الاعتراف كوكيل عن الله) فيعترف له بذنوبه ... حيث يشهد هذا الكاهن على التوبة القلبية ويقول للمعترف: (الله يحاللك) حينما يرى أنه تائب (كتاب كلمة منفعة – 26 الاعتراف والتوبة – البابا شنودة الثالث) ... وذلك تأسيساً على ما قاله المسيح لتلاميذه: " مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ» يوحنا 20/23... وحينئذ يستخدم الروح القدس يد الكاهن في نقل خطايا المعترف إلى حساب دم المسيح الكفاري(تفسير انطونيوس فكرى) ... ثم بعد الاعتراف يقوم الأب الكاهن في الكنيسة بمناولة المعترف (أي إطعامه في فمه) خبزا وخمرا تم تلاوة طقوسا معينة عليها ... فيتحول بعدها هذا الخبز إلى جسد الرب (أي جسد المسيح) و يتحول هذا الخمر أيضا إلى دم الرب (أي لدم المسيح) ... وبذلك يأكل المعترف جسد الرب ويشرب دم الرب ... فيحصل على غفران لباقي الخطايا (التي لم تغفر عند الاعتراف) وهى الخطايا الأخرى التي لم يعترف بها ... لأننا لا نعرفها مثل خطايا الشهوات التي لا نحس بها ... وبذلك يحصل المؤمن على غفران كامل ولكافة الخطايا ... وأيضا يحصل بعد التناول على حياة أبدية ... كما يثبت في الرب ... " مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ... وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ " يوحنا 6 /54... وأن أي أسلوب غير ذلك لغفران الخطايا لا يتفق مع قداسة الله وعدله !!
    5. وإذا كان مصير الانسان في الآخرة يتحدد بناء على اداءه وافعاله في الدنيا بمفرده ... بمعنى أن المخطئ لا يمكن ان يدخل الجنة بالرغم من ذبح وصلب الله نفسه على الصليب ككفارة لغفران خطيئة آدم كما يؤمن بذلك الناقد ... إذن فمن الذي صُلب أو ذبح ككفارة ليغفر الله للأنبياء والرسل قبل ميلاد المسيح الذين ارتكبوا كبائر الاثم والفواحش (زنا محارم – زنى بحليلة الجار – القتل – السكر – الكفر بالله وعبادة الأصنام ... الخ) كما نسب الكتاب المقدس لهم ذلك ؟؟؟ ومنطقياً لابد وأن يكون الله قد غفر لهم تلك الكبائر ... والا ستكون جهنم مثواهم ... وهذا بالطبع لا يعقل فهم سفراء السماء للأرض !!! هذا ولا نعلم أن احداً من هؤلاء الأنبياء والرسل قدم نفسه أو غيره ذبيحة أو كفارة ... أو قام بالاعتراف أمام أب اعتراف !!!
    http://www.ebnmaryam.com/vb/t188865-3.html
    6. أم أن مغفرة الخطايا تكون بالتوبة الصادقة لله الغفور الرحيم التواب مباشرة ... ورد المظالم الى أصحابها ... والحرص أيضاً على عمل الحسنات للحصول على الغفران من الله دون أي واسطة ... " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " الزمر 53... ليس هذا فحسب فقد قال تعالى" إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا " الفرقان 70... فمن لا يناسبه ان الله غفور تواب رحيم يقبل توبة التائب على نحو ما ذكرنا فهو وشانه ... وعليه حينئذ بشريعة الكفارة والفداء وقتل الله نفسه وسفك دمه ... حتى يرضى الله نفسه بنفسه ... ويغفر للبشر خطاياهم !!!



    تم بحمد الله وفضله الرد على السؤال 21
    والله تعالى أعلم وأعظم
    ينبع بإذن الله وفضله




    التعديل الأخير تم بواسطة سيف الإسلام ; 08-06-2022 الساعة 09:56 PM
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    06:05 PM

    افتراضي




    الرد على السؤال رقم22: جاء في سورةالنساء 157-158 " وَقَوْلِهِمْ (أي اليهود) إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ ... وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ... وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ... مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ... وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ... بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ... وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا "وقال الناقد: إن بسبب هذه الآية القرآنية الواحدة ... ينكر بعض المسلمين صلب المسيح ... مع أن بالقرآن ثلاث آيات تقطع أن المسيح تُوفي ومات وُبعث حياً ورُفع إلى السماء، وهي: " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " آل عمران 55 ... وأيضاً سورة المائدة 117 " مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ ... أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ... وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ... فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ... وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " ... وأيضاً سورة مريم 33 " وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا " ... والناقد يسأل: كيف يقول القرآن مرة إن المسيح لم يُصلب ولم يُقتل بل رُفع حياً، ويقول مراراً إنه تُوفّي ومات ثم رُفع حياً ؟؟؟وأضاف الناقد: وإن جاز أن يقال إن الله يلقي شبه إنسان على آخر، ألا يفتح هذا باب الشك في كل شيء ؟؟؟ فإذا رأيت زيداً يُحتمل أنه ليس بزيد بل أُلقي شبه زيد عليه، وعند ذلك لا تبقى على الأرض حقيقة !!! بل إننا نشك في التواتر، لأننا نتساءل إن كان ما رواه الأولون حق أم شبيه الحق !!! بل إننا نشك في الشرائع التي جاء بها أشباه الأنبياء بل الأنبياء أنفسهم !!! وهل في إلقاء الشبه على آخر ليقتله اليهود بدل المسيح شيء من العدل على الرجل المقتول ؟؟؟ ألا يظن اليهود أن الله يُعِز المسيح ويكرمه ؟؟؟ إن الذين ينكرون الصلب يرسمون لنا الله إلهاً يرضى بالغش والكذب !!!


    الرد على سؤال السيد الناقد


    § قال الناقد أن بسبب آية قرآنية واحدة هي: " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ "النساء 157 ... ينكر بعض المسلمين صلب المسيح ... وحقيقة الأمر أن كل المسلمين (وليس بعضهم كما ادعى السيد الناقد) ينكرون صلب المسيح ... وهم لا يحتاجون الى أكثر من آية واحدة في هذا الأمر لإنكار صلب المسيح لأنها صادرة من الله رب العالمين ... ومن ناحية أخرى فإن المسلمين لا يتمشى مع عقولهم إطلاقاً ... أن يكون الشخص الذليل المعلق على الصليب هو السيد المسيح وبداخله الله رب العالمين خالق السماوات والأرض وما بينهما ... كما يعتقد النصارى ذلك !!!
    § وبخصوص الاعتماد على نص واحد لإثبات الحقيقة ... فكم طالبنا النصارى (دون جدوى) بإفادتنا بنص واحد (وليس استنتاجات) من كتابهم المقدس ... قال فيه السيد المسيح بلسانه الشريف وبصراحة ووضوح " أنا ربكم فاعبدون " ... وذلك على غرار ما صرح الله سبحانه وتعالى به في القرآن الكريم بقوله تعالى: " وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ " الأنبياء 92 أما عن سؤال الناقد ... كيف يقول القرآن الكريم مرة إن المسيح لم يُصلب ولم يُقتل بل رُفع حياً ... ويقول مراراً إنه تُوفّي ومات ثم رُفع حياً ... كما ورد بالثلاث آيات التي ذكرها سيادته ... فقبل أن نستعرض تفسير هذه الآيات الثلاث كما وردت بكتب التفسير ... نود أن نشير الى أن تفسير آيات القرآن الكريم يتطلب الالمام بمهارات متعددة ... منها الاحاطة التامة باللغة العربية وفنونها وقواعدها والمعاني المتعددة لكل كلمة ... واستخدامها في الموضع الذي يناسبها ... كما سيتضح من تفسير تلك الآيات الثلاث:
    الآية الأولى: " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" آل عمران 55
    تفسير المنتخب:واذكر (أيها النبي) إذ قال الله: يا عيسى إني مستوفٍ أجلك، ولا أمكِّن أحداً من قتلك، وإني رافعك إلى محل كرامتي، ومنجيك من أعدائك الذين قصدوا قتلك، وجاعل المتبعين لك، الذين لم ينحرفوا عن دينك ظاهرين بالقوة والسلطان على الذين لم يهتدوا بهديك إلى يوم القيامة، ثم إلىَّ مصيركم في الآخرة فأقضى بينكم في الذي تنازعتم فيه من أمر الدين ... انتهى
    التفسير الميسر:
    قال الله لعيسى: إني قابضك من الأرض من غير أن ينالك سوء، ورافعك إليَّ ببدنك وروحك، ومخلصك من الذين كفروا بك، وجاعل الذين اتبعوك أي على دينك وما جئت به عن الله من الدين والبشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم وآمَنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، بعد بعثنه، والتزموا شريعته ... ظاهرين على الذين جحدوا نبوتك إلى يوم القيامة، ثم إليّ مصيركم جميعًا يوم الحساب، فأفصِل بينكم فيما كنتم فيه تختلفون من أمر عيسى عليه السلام ... انتهى
    التفسير الوجيز:
    قال الله يا عيسى: {إني متوفيك} أَيْ: قابضك من غير موتٍ وافياً تاماً، أَيْ: لم ينالوا منك شيئاً ... {ورافعك إليَّ} أَيْ: إلى سمائي ومحل كرامتي، فجعل ذلك رفعاً إليه للتَّفخيم والتَّعظيم {ومطهِّرك من الذين كفروا} أَيْ: مُخرجك من بينهم ... انتهى
    تفسير الطنطاوي:
    قول جمهور العلماء أن معنى {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} أي قابضك من الأرض ورافعك إلى السماء بجسدك وروحك لتستوفي حظك من الحياة هناك ... وأصحاب هذا الرأي لا يفسرون التوفى بالموت ... وإنما يقولون: إن التوفى في اللغة معناه أخذ الشيء تاما وافيا ... فمعنى{مُتَوَفِّيكَ} آخذك وافيا بروحك وجسدك ... ومعنى {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} ورافعك إلى محل كرامتي في السماء فالعطف للتفسير ... يقال: وفيت فلانا حقه أي أعطيته إياه وافيا فاستوفاه وتوفاه أي أخذه وافيا كاملا ...قال القرطبي: " معنى متوفيك قابضك ورافعك إلى السماء من غير موت ... مثل توفيت مالي من فلان أي قبضته " ... انتهى تفسير الشعراوي: ونريد أن نقف الآن عند كلمة قول الحق: {متوفيك} ... نحن غالبا ما نأخذ معنى بعض الألفاظ من الغالب الشائع، ثم تموت المعاني الأخرى في اللفظ ... ويروج المعنى الشائع فنفهم المقصد من اللفظ ... إن كلمة «التوفي» نفهمها على أنها الموت، ولكن علينا هنا أن نرجع إلى أصل استعمال اللفظة، فإنه قد يغلب معنى على لفظ، وهذا اللفظ موضوع لمعان متعددة، فيأخذه واحد ليجعله خاصا بواحد من هذه ... إن كلمة «التوفي» قد يأخذها واحدا لمعنى «الوفاة» وهو الموت ... ولكن، ألم يكن ربك الذي قال: {إني متوفيك}؟ هو القائل في القرآن الكريم: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون} الأنعام 16... إذن {يتوفاكم} هنا بأي معنى؟ إنها بمعنى ينيمكم ... فالنوم معنى من معاني التوفي ... ألم يقل الحق في كتابه أيضا الذي قال فيه: {إني متوفيك} ... قال أيضاً: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الزمر 42 لقد سمى الحق النوم موتا أيضا ... هذا من ناحية منطق القرآن، إن منطق القرآن الكريم بين لنا أن كلمة «التوفي» ليس معناها هو الموت فقط ولكن لها معان أخرى ... إلا أنه غلب اللفظ عند المستعملين للغة على معنى فاستقل اللفظ عندهم بهذا المعنى، فإذا ما أطلق اللفظ عند هؤلاء لا ينصرف إلا لهذا المعنى ... ولهؤلاء نقول: لا، لا بد أن ندقق جيدا في اللفظ ولماذا جاء ؟؟؟واللغة العربية توضح ذلك، فأنت تقول (على سبيل المثال) لمن أقرضته مبلغا من المال، ويطلب منك أن تتنازل عن بعضه لا، لا بد أن أستوفي مالي، وعندما يعطيك كل مالك، تقول له: استوفيت مالي تماما، فتوفيته، أي أنك أخذته بتمامه ... إذن، فمعنى {متوفيك} قد يكون هو أخذك الشيء تاما.إذن، «فمتوفيك» تعني مرة تمام الشيء، «كاستيفاء المال» وتعني مرة «النوم» ... وحين يقول الحق (للمسيح): {إني متوفيك} ماذا يعني ذلك ؟؟؟ إنه سبحانه يريد أن يقول (للمسيح): أريدك تماما، أي أن خلقي لا يقدرون على هدم بنيتك، إني طالبك إلى تاما، لأنك في الأرض عرضة لأغيار البشر من البشر ... لكني سآتي بك في مكان تكون خالصا لي وحدي، لقد أخذتك من البشر تاما، ومعنى «تاما» ... أي أن الروح في جسدك بكل مواصفاته، فالذين يقدرون (أي البشر) عليه من هدم المادة (أي الجسد) لم يتمكنوا منه ... انتهى

    الآية الثانية:
    " مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ ... أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ... وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ... فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ... وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " المائدة 117

    تفسير المنتخب:
    أي ما قلت لهم: إلا ما أمرتني بتبليغه لهم ... قلت لهم: اعبدوا الله -وحده -فإنه مالك أمري وأمركم ... وكنت أعلم حالهم وأنا موجود بينهم، فلما انتهى أجل إقامتي الذي قَدَّرته بينهم، كنت أنت -وحدك -المطلع عليهم، وأنت مطلع على كل شيء ... انتهى
    التفسير الميسر:
    قال عيسى عليه السلام: يا ربِّ ما قلتُ لهم إلا ما أوحيته إليَّ، وأمرتني بتبليغه من إفرادك بالتوحيد والعبادة، وكنتُ على ما يفعلونه -وأنا بين أظهرهم-شاهدًا عليهم وعلى أفعالهم وأقوالهم، فلما وفيتني أجلي على الأرض، ورفعتني إلى السماء حيًّا، كنت أنت المطَّلِع على سرائرهم، وأنت على كل شيء شهيد، لا تخفى عليك خافية في الأرض ولا في السماء ... انتهىالتفسير الوجيز:كنتُ عليهم شهيداً} أَيْ: كنت أشهد على ما يفعلون ما كنتُ مقيماً فيهم ... {فلما توفيتني} [يعني: رفعتني] إلى السَّماء ... {كنت أنت الرقيب} الحفيظ {عليهم وأنت على كلِّ شيء شهيد} أَيْ: شهدت مقالتي فيهم ... وبعد ما رفعتني شهدتَ ما يقولون من بعدي ... انتهى
    تفسير الطنطاوي:
    وقوله: {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ على كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} بيان لانتهاء مهمته بعد فراقه لقومه ... أي: أنت تعلم يا إلهي بأني ما أمرتهم إلا بعبادتك وأني ما قصرت في حملهم على طاعتك مدة وجودي معهم ... {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي} يا إلهي ... أي: قبضتني بالرفع إلى السماء حيا، كنت أنت الرقيب عليهم ... أي: كنت أنت وحدك الحفيظ عليهم المراقب لأحوالهم، العليم بتصرفاتهم الخبير بمن أحسن منهم وبمن أساء وأنت -يا إلهي -على كل شيء شهيد، لا تخفى عليك خافية من أمور خلقك ... هذا وما ذهبنا إليه من أن معنى{فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي} أي: قبضتني بالرفع إلى السماء حيا قول جمهور العلماء ...قال بعض العلماء مؤيدا ما ذهب إليه الجمهور قوله:{فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي} أي فلما أخذتني وافيا بالرفع إلى السماء حيا، إنجاء لي مما دبروه من قتلي، من التوفي وهو أخذ الشيء وافيا أي كاملا ... وقد جاء التوفي بهذا المعنى في قوله - تعالى - {يا عيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الذين كَفَرُواْ ...} ولا يصح أن يحمل التوفي على الإِماتة ... لأن إماتة عيسى في وقت حصار أعدائه له ليس فيها ما يسوغ الامتنان بها، ورفعه إلى السماء جثة هامدة سخف من القول، وقد نزه الله السماء أن تكون قبرا لجثث الموتى، وإن كان الرفع بالروح فقط، فأي مزية لعيسى في ذلك على سائر الأنبياء، والسماء مستقر أرواحهم الطاهرة فالحق أنه (أي المسيح) عليه السلام رفع إلى السماء حيا بجسده وروحه وقد جعله الله آية ... والله على كل شيء قدير ... انتهى
    تفسير الشعراوي:
    ومسألة التوفي -كما نعلم -هي الأخذ كاملا دون نقض للبنية بالقتل ... وعندما نتأمل بالدقة اللغوية كلمة «توفيتني» نجد «توفاه» قد تعني أماته ... فالحق سبحانه يقول: {قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم} السجدة 11... والحق سبحانه وتعالى يقول أيضا: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليه الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى} الزمر 42 ... إنه سبحانه يسمي النوم وفاة، وهو أمر فيه إرسال وفيه قبض ... ومعنى الموت في بعض مظاهره غياب حس الحياة، والذي ينام إنما يغيب عن حس الحياة، إذن فمن الممكن أن تكون الوفاة بمعنى النوم ... ويقال أيضا عن الدين توفيت ديني عند فلان أي أخذت ديني كاملا غير منقوص ... وكذلك أمر قتل المسيح قال فيه الحق جل وعلا القول الفصل: {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم} النساء 157 ... ونعرف أن الموت يقابله القتل أيضا، فالحق يقول: {أفإن مات أو قتل} آل عمران 144... فالموت خروج الروح مع بقاء الأبعاض سليمة، أما القتل فهو إحداث إتلاف في البنية فتذهب الروح ... وقد قال الحق على لسان المسيح: {فلما توفيتني} أي أخذتني كاملا غير منقوص ... انتهى

    الآية الثالثة: " وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا" مريم 33
    تفسير المنتخب:
    والأمان من الله علىَّ يوم ولادتي، ويوم موتى، ويوم بعثي حياً ... انتهى
    التفسير الميسر:والسلامة والأمان عليَّ من الله يوم وُلِدْتُ، ويوم أموت، ويوم أُبعث حيًا يوم القيامة ... انتهى
    التفسير الوجيز:
    أَيْ: السَّلامة عليَّ من الله تعالى في هذه الأحوال ... انتهى
    تفسير الطنطاوي
    :
    {والسلام} والأمان منه تعالى {عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ} مفارقا هذه الدنيا ... {وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً} للحساب والجزاء يوم القيامة ... انتهى
    تفسير زهرة التفاسير: " وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا " ... وفي هذا تقرير أنه يعيش في أمن ... وقد ولد في أمن ... وأنه يموت في أمن ... وفي هذا إشارة إلى أنه لن يقتله ولن يصلبه أحد ... بل هو ولد آمنا ... وعاش آمنا ... ومات آمنا؛ لأن السلام هو الأمن ... انتهى

    من خلاصة التفاسير المتعددة للآيات الثلاثة ... ندرك أن السيد الناقد قد أثار في كلامِه مجموعةً من الإِشكالاتِ والمغالطات، يُمكنُ ايجازها والرد عليها في النقاط التالية:
    1. زَعَمَ الناقد أَنَّ القرآنَ مُتَناقِضٌ في حديثِه عن نهايةِ المسيح عليه السلام ... فقالَ سيادته: كيف يقول القرآن مرة إن المسيح لم يُصلب ولم يُقتل بل رُفع حياً، ويقول مراراً إنه تُوفّي ومات ثم رُفع حياً ؟؟؟ وهذا زَعْمٌ باطلٌ مردود ...ولاتَناقُضَ بين الآياتِ القرآنيةِ التي تتحدَّثُ عن الموضوعِ الواحد ... وكيف ؟؟؟ إن المعْتَمَدُ في أَمْرِ المسيحِ عليه السلام آياتُ سورةِ النساء، التي تُصَرِّحُ أَنَّ اللهَ حمى رسولَه عيسى عليه السلام ... وعَصَمَه من كيدِ اليهود، وأَنْجاهُ من الصلب ورَفَعَه إِلى السماءِ مُباشَرَة، فلم يُصَبْ بأي أذى ... هذا ولم يتحدث القرآن عن صَلْبِ المسيح ودَفْنِه وموتِه، ثم قيامَتِه حَيّاً من قبره كما يعتقد النصارى ذلك ...
    2. أما اقتصار تفسير الناقد لفظ " التوفى " على أنه الموت فقط ... فهذا قصور من السيد الناقد في فهم اللغة العربية والفاظها والمعاني المتعددة للكلمة الواحدة ... التي لا يستطيع تفسيرها الا علماء اللغة والبيان والتفسير ... على ضوء السياق العام وموضع الكلمة فيه وأيضاً قواعد اللغة العربية وفنونها ... وكما وضح ذلك من التفاسير المتعددة التي أوردناها ...
    3. ولذلك فليسَ معنى قولِه تعالى " إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ " ... أي سأَسْمَحُ لليهود بصلْبِك وقَتْلِك ودَفْنك، وأَكونُ بهذا قد أَمَتُّكَ، ثم أْحْييكَ بعدَ دفنِك مباشرة، وأَرفعكَ إِلَيَّ حَيّاً ... كما يؤمنُ بذلك النصارى ... وإِنما معنى {إني متوفيك} كما ورد في العديد من كتب التفاسير المختلفة ... أي آخذك وقابضك من الأرض وافيا بروحك وجسدك لأن من ضمن معاني " التوفى " في اللغة العربية ... أخذ الشيء تاماً وافياً كاملاً غير منقوص ...
    4.وعلى ذلك فإن المسيح الآنَ حيّ في السماءِ، سيُنْزِلُهُ اللهُ في آخرِ الزمان، ثم يُميتُه، ثم يَبْعَثُه حَيّاً يومَ القيامة كما يَبْعَثُ باقي الناس ... وبهذا اُزيل التناقضَ الموهومَ بين الآيات، ونَعْرِفُ من القرآنِ أَنَّ اليهودَ لم يَقْتُلوا عيسى ولم يَصْلبوه، بل رَفَعَه الله إِليه ... وسيُنزلِهُ في آخرِ الزمان، ويُميتُه كما يُميتُ باقي البشر، ويبعثُه حَيّاً يوم القيامة كما يَبْعَثُ باقي البَشَر ... قال تعالى: " وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ ... وَيَوْمَ أَمُوتُ ... وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا " مريم 33


    والله تعالى أعلم وأعظم
    يتبع بإذن الله بالجزء الثاني من الرد على السؤال رقم 22




    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    06:05 PM

    افتراضي




    تابع الرد على السؤال رقم 22 (2)

    أما عن سؤال الناقد عن أن القاء شبه إنسان على آخر يفتح باب الشك في كل شيء ... ويتضمن عدم العدل على الرجل المقتول ويرسم لنا الهاً يرضى بالغش والكذب !!! فنقول لسيادته:

    1. منطقياً لو أن القرآن الكريم كان من عند غير الله ... وأن بشراً من الأرض قد افتراه كذباً على الله ... وادعى أنه أوحي إليه، أما كان الأولى به، والأيسر لرواج دعوته: أن يقول بصلب المسيح، باعتبار أن ذلك كان شائعا ومعروفاً بين النصارى آنذاك ... وفي تلك الحال فإنه سيستميل النصارى إليه، ويقلل من المشاكل والعقبات التي تعترض قبولهم الإسلام!!!ولكنه القرآن الكريم الذي نزل من عند الله ليصحح ويصوب للبشر أي معتقدات خاطئة ... ومنها صلب المسيح الذي يعتقد النصارى انه الله رب العالمين خالق السماوات والأرض وما بينهما ... وأنه بموجب هذا الصلب ... قدم الله بنفسه ولنفسه ذبيحه ككفارة وفداء للبشر عن خطيئة أبوهم آدم !!! فما تفسير ذلك ؟؟؟

    2.
    إن النصارى يعتقدون أن خطيئة آدم التي وقعت أحداثها في الجنة ... كانت في حق الله ... فترتب على ذلك أن هذه الخطيئة أصبحت خطيئة غير محدودة ... وقد ورّثها آدم لذريته من بعده وحتى يوم القيامة ... وبالتالي فإنه يلزمها كفارة وذبيحة غير محدودة حتى يغفر الله تلك الخطيئة التي وقعت في حقه سبحانه وتعالى ... وحيث لا يوجد غير محدود الا الله ... ولذلك لزم أن يتجسد الله بذاته (بعد الآلاف السنين من موت آدم) ويأخذ شكل بشر مثلنا (هو السيد المسيح) ... بمعنى أن الله سبحانه وتعالى خالق السماوات والأرض وما بينهما نزل ومكث في بطن امرأة تسعة اشهر ليخرج بعدها ويمكّن اليهود منه ... ليعذبوه ويهينوه ثم يصلبوه ويسفك دمه فيموت على الصليب ... كذبيحة وكفارة غير محدودة للبشرية حتى يوم القيامة ... وبالتالي يغفر الله حينئذ تلك الخطيئة الأصلية الغير محدودة التي ارتكبها آدم !!! " لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَاصَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ " كورونتوس الأولى 2/8 ...وهذا يعنى أنه لما أخطأ آدم ... صَلَبَ الله نفسه بدلاً منه ... بهدف أن يغفر الله لآدم خطيئته !!!

    3.
    وحقيقة الأمر أن اليهود كانوا قد اتخذوا كافة الطرق لقتل المسيح عليه السلام ... ولكن حيل بينهم وبين ما يشتهون لأسباب خارجة عن طاقتهم ... فقد خيب الله عز وجل سعيهم، وأبطل مكرهم، وحال بينهم وبين ما يشتهون ... ونجى السيد المسيح من شرورهم فلم يُقتل ولم يُصلب ... ولكن رفعه الله إليه دون أن يمسه أي سوء منهم ...


    4. إن كلا من النصوص القرآنية أو النبوية لم تتحدث عن أي تفصيل عن كيفية نجاة المسيح ... حيث أن العلم بهذا الأمر ليس من ورائه فائدة كبيره ... ولو كانت لنا إليه حاجة ... لبينه لنا نبينا صلى الله عليه سلم ... وكل ما في الأمر أن القرآن الكريم أفاد بوقوع الصلب، ولكن على غير المسيح ... وبين القرآن جهل اليهود وغيرهم بحقيقة المصلوب واختلافهم في شخصه ... وذلك في قوله تعالى: " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ... وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ... مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ... " النساء: 157 ... فالشك في الآية منصرف إلى شخصية المصلوب ... هذا ولم يحدد القرآن الكريم شخص هذا المصلوب، لكنه أكد على نجاة السيد المسيح عليه الصلاة والسلام ورفعه للسماء " وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ... بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ... وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا " النساء 158

    5.
    لقد سكت القرآن الكريم وأيضاً السنة النبوية عن سيناريو وتفاصيل واحداث نجاة السيد المسيح من الصلب ... ولم يصرح القرآن بمن هو الشبيه لنحكم بعدم العدل ... كما حكم بذلك السيد الناقد ... لكن الذي لا شك فيه ... أن ذلك الأمر قد تم بطريقة عادلة لا يشوبها أي ظلم بالطبع ... ولماذا ؟؟؟ لأنها كانت بإرادة وتدبير العادل خالق السماوات والأرض وما بينهما سبحانه وتعالى الذي قال " إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ " النساء 40... وقال أيضاً " وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا " الكهف 49 ... لقد كان هذا الأمر معجزة خاصَّةٌ ومحدودة قَدَّرَها الله، ليحميَ بها عَبْدَه ورسوله المسيح عليه السلام ... وبالتالي فلا مجال لأي شك في الحقائقِ والأَشياءِ والأَشخاص كما ادعى الناقد، لأَنَّ هذه المعجزةَ لا تُعَمَّم على الجميع لأنها خاصة بالسيد المسيح فقط ... وبما أن هذا الأمر لم يتم بفعل بشر، إِنما تَمّ بإرادة وفعلِ الله ... إذن فذلك هو الصوابُ الذي لا خَطَأ فيه ... ولكن عدم العدل هو صلب وذبح الله (أي المسيح كما يؤمن بذلك النصارى) نفسه لإرضاء نفسه ... أي بعملية انتحارية ... حتى يغفر الله خطيئة آدم في الجنة ... دون الحاجة الى ذلك كله ... لاسيما وان هذا أمرا يتعارض مع قول المسيح نفسه والوارد في انجيل متى 9/13 ... " فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّيأُرِيدُرَحْمَةًلاَذَبِيحَةً ... لأَنِّيلَمْ آتِلأَدْعُوَأَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ " ...

    6. والقرآن الكريم عندما تحدث عن نجاة السيد المسيح من الصلب ... فهو بذلك أبطل الزعم والادعاء بألوهية السيد المسيح التي يؤمن بها النصارى ... وأبطل أيضاً الاعتقاد بتجسد الله في رحم السيدة مريم ثم خروجه منها ليُصلب حتى يغفر الله نفسه خطيئة آدم ... حيث أن حادثة الصلب هذه ... حولها النصارى من مجرد حدث تاريخي إلى عقيدة عظيمة الشأن تزعم أن خلاص البشرية هو عن طريق الدم المسفوح للسيد المسيح (والله بداخله) على الصليب !!!

    7. إن القول بنجاة السيد المسيح من القتل كما ورد بالقرآن الكريم ... يضع الأمور في ميزانها الصحيح، فتعبد البشرية ربها الحقيقي، وهي موقنة بأنها تعبد الرب العفُوّ الرحيم الكريم ... لا تعبد رب مصلوب كالذي تريد الكنيسة من الناس أن يعبدوه ... حيث أدى ذلك الاعتقاد الى انتشار الإلحاد في العالم الغربي ... لعدم إيمانهم بموت الإله على الصليب بهدف الفداء ... لأن ذلك عمل غير عادل وغير أدبي وغير لائق بالإله على الاطلاق !!! وهذا الأمر أيضاً جعل الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في البلاد الصليبية ... أي في أوربا وامريكا لتمشيه مع المنطق العقلي لهم ...
    8. لقد شهدت مريم المجدلية بالفعل واقعة الصلب حسب ما قاله يوحنا في إنجيله " وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا ... وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ " يوحنا 19/25... وقد كانت أعرف الناس به بالطبع فهي من تلاميذه ... فهل تعرفت المجدلية على المسيح بعد أن قام من الموت أمام قبره ؟؟؟ الإجابة لا ... ولماذا ؟؟؟ اسمع لما ورد في إنجيل يوحنا " فَقَالاَ (أي الملائكة) لَهَا (أي لمريم المجدلية): «يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟» قَالَتْ لَهُمَا: «إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي (أي المسيح)، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!» ... وَلَمَّا قَالَتْ هذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ، فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفًا، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ ... قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ ؟؟؟ مَنْ تَطْلُبِينَ ؟؟؟» فَظَنَّتْ تِلْكَ (أي مريم المدجدلية) أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ ... فَقَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّدُ ... إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُهُ» ... قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي !!!» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ. " يوحنا 20/13-16... إن هذا النص يبرهن على أن مريم المجدلية اشتبه عليها المسيح فلم تتعرف عليه وظنت أنه البستاني ... ولم تتعرف عليه الا بعد أن كلمها ونبهها ... الأمر الذي يدل على أن شاهدة الاثبات على واقعة الصلب ... لا يستبعد اطلاقا عدم تيقنها بشخصية المعلق على الصليب ... أهو المسيح أم غيره !!! هذا والقارئ الذكي سيلاحظ أن مريم تلك ... تعتبر من أهم الشخصيات المسيحية المذكورة في العهد الجديد ... وأول الذاهبين لقبره بعد صلبه ... وأول من ظهر المسيح لها بعد قيامته من موته (كما يعتقد النصارى) ... ومع ذلك كله " قَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي!» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ "... أي لم تقل له يا رب ... او يا الله ... او يا ابن الله ... او يا أحد أعضاء الشركة الثلاثية مع الله ... كما يؤمن بذلك النصارى اليوم !!!

    9.
    ومن ناحية أخرى أمسك الله عيون تلميذين من تلامذة المسيح عن معرفته بعد قيامته من الموت (كما يعتقد النصارى) ... وكيف ذلك ؟؟؟ ارجع الى كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) ... الأنبا بيشوي ... موقع الأنبا تكلا:

    كان اثنان من
    التلاميذ منطلقين في يوم أحد القيامة إلى قرية بعيدة عن أورشليم اسمها "عمواس" ... وكانا يتكلمان بعضهما مع بعض عن جميع الحوادث التي واكبت صلب السيد المسيح وما يليها، بما في ذلك ظهور السيد المسيح للمريمات (أي أكثر من مريم واحدة) بعد قيامته ... " وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ، اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا... وَلكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ " لوقا 24/15-16 ... بمعنى أن عدم معرفتهما له في البداية كان شيئًا مقصودًا بتدبير إلهي ... ويؤكد إنجيل مرقص أيضاً أن هيئة المسيح قد تغيرت الى هيئة أخرى لدرجة أن تلاميذه مشوا وتحدثوا معه وهم لا يعرفانه " وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ بِهَيْئَةٍ أُخْرَى لاثْنَيْنِ مِنْهُمْ، وَهُمَا يَمْشِيَانِ مُنْطَلِقَيْنِ إِلَى الْبَرِّيَّةِ. " مرقص 16/12 ... والمقصود بالهيئة الأخرى أي بخلاف الهيئة التي ظهر بها لمريم المجدلية في البستان وظنته البستاني ... ثم ماذا ؟؟؟فَقَالَ (أي المسيح) لَهُمَا (أي للتلميذين): «مَا هذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» ... فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا، الَّذِي اسْمُهُ كِلْيُوبَاسُ وَقَالَ لَهُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ؟» ... فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ، الَّذِي كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا (أي أنه ليس إله أو ابن إله أو شريك في الشركة الثلاثية المتكون منها الله)مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ ... كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ. " لوقا 17/17-20(ثم بعد حديث طويل بين المسيح والتلميذين أثناء سيرهما وهما يجهلان شخصيته تماماً ... أي أنهما شُبّه عليهما أن المسيح شخص آخر) ... " ثُمَّ اقْتَرَبُوا (أي التلميذان) إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ إِلَيْهَا، وَهُوَ (أي المسيح) تَظَاهَرَ كَأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ إِلَى مَكَانٍ أَبْعَدَ ... فَأَلْزَمَاهُ قَائِلَيْنِ: «امْكُثْ مَعَنَا ... لأَنَّهُ نَحْوُ الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَارُ» ... فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا ... فَلَمَّا اتَّكَأَ مَعَهُمَا ... أَخَذَ خُبْزًا وَبَارَكَ ... وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا ... فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ (بالرغم من كل تلك الأحاديث الطويلة أثناء سيرهما مع المسيح) ... ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا " لوقا 17/28-31 ...انتهى
    إن النصوص الواردة بهذه الحادثة ... وأيضاً ما ورد على لسان مريم المجدلية في البند السابق ... وجميعها على لسان تلامذة المسيح ... تبرهن على أن أقرب الناس للمسيح شُبّه له ... فلم يتعرف على المسيح بالرغم من مواجهته التامة له ... بل والحديث والسير معه ... وتبرهن أيضاً ان المسيح إنسان ونبي ومعلم فقط ... وليس هو الله أو ابنه أو شريكه أو مساهم معه في كيان الألوهية ... وهذا ما أثبته النص الوارد في سورة
    النساء ... والذي كان محلاً لسؤال الناقد " وَقَوْلِهِمْ(أي اليهود)إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ ... وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ... وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ " النساء 157-158

    10.
    إن مما يسهل على النصارى فهم إمكانية تغير شبه وهيئة السيد المسيح عليه السلام ونجاته من الصلب أيضاً ... تلك الحادثة التي ذكرها متى في إنجيله، ونصها: " وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ ... وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ (أي تغيرت صورة المسيح) وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. " متى 17/1-2 ... إن هذا التغيير في هيئة المسيح (في وجهه وثيابه) ... الذي أقر به متى وأيضاً مرقص في إنجيله 9/2 " وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ (أي المسيح) قُدَّامَهُمْ " ... يفسر لنا بأجلي بيان سهولة إلقاء شبه المسيح على غيره ونجاته من الصلب ...

    ولكن
    ... ومن ناحية أخرى فقد فتح لنا السيد الناقد بسؤاله هذا مجالاً واسعاً لنستعرض مع القارئ الكريم بعضاً من عجائب الروايات المختلفة لحادثة الصلب ... كما وردت بالأناجيل المتعددة بالكتاب المقدس ... لتكون تحت نظر القارئ الذكي:1. هل شهد أحد من كتبة الأناجيل الأربعة (متى / مرقص / لوقا / يوحنا) أو تلاميذ المسيح واقعة أو احداث الصلب أم ماذا ؟؟؟
    *
    بداية فإن اثنين من هؤلاء الكتبة الأربعة لم يعاصروا المسيح أصلاً ... ولم يكونوا من تلاميذه (مرقص كان تلميذ بطرس وقد تنصر بعد رفع السيد المسيح / لوقا تنصر على يد بولس) ... فكيف يعتبرون شهوداً أساساً على واقعة الصلب ؟؟؟
    *
    الثابت أنه لم يحضر أحد من كتبة الأناجيل الأربعة أو تلاميذ المسيح واقعة الصلب ... وبالتالي فجميع هؤلاء لم يروا عملية الصلب أصلاً ليكونوا شهود إثبات على صلب المسيح من عدمه !!! وكيف ؟؟؟ إن تلاميذ المسيح كانوا في ذلك اليوم هاربين مستخفين من أعدائهم ... كما أقر مرقص بذلك في إنجيله: " فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا " مرقص 14/50 ...فكيف يمكن الاعتداد بكتبة الأناجيل كشهود عيان لواقعة ... وهم لم يروا أصلاً أحداث تلك الواقعة ... إن مثل هذه القضية لو عرضت على أي محكمة متحضرة لسارعت إلى رد شهادة هؤلاء الشهود في أقل من دقيقتين ...

    * من العجيب انفراد لوقا (الذي لم يعاصر المسيح) في إنجيله بسرد الحوار الهامس الذي دار بين المصلوب على الصليب وبين زميله المعلق على الصليب أيضاً ... «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ».لوقا 23 / 39 ـ 42...
    * إن من الجدير بالذكر أن النساء اللاتي كن يعرفن المسيح شاهدن من كان معلقاً على الصليب في الظلمة ... " وَمِنَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ ... وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ " متى 27/45-46 ... بل وشاهدن أيضاً من كان معلقاً على الصليب من بعيد وليس عن قرب ... وكيف ذلك ؟؟؟ " وَكَانَ جَمِيعُ مَعَارِفِهِ ... وَنِسَاءٌ كُنَّ قَدْ تَبِعْنَهُ مِنَ الْجَلِيلِ ... وَاقِفِينَ مِنْ بَعِيدٍ يَنْظُرُونَ ذلِكَ. " لوقا 23/49... وماذا أيضاً ؟؟؟" وَكَانَتْ أَيْضًا نِسَاءٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ ... بَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ " مرقص 15/40 ... فإذا كانت الظلمة بدأت فيالساعة السادسة فما بالنا بالساعة التاسعة !!! وكيف يمكن لمريم المجدلية وغيرها التحقق من أن الذي كان معلقاً على الصليب هو المسيح أو غيره في هذه الظلمة ... بل وهن يشاهدونهمن بعييييييييييييييييييييد !!!!!!! إذن فاعتماد النصارى على قتل وصلب المسيح ناتج من شهادة اليهود فقط ... الذين استأجروا أحد تلاميذه (يهوذا) ليدلهم عليه ... وأعطوه مقابل ذلك أجراً " حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ (أي الذي أرشد اليهود على المسيح) أَنَّهُ (أي المسيح) قَدْ دِينَ (ادانه اليهود) ... نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ (وهي الرشوة التي أخذها يهوذا من اليهود ليرشدهم على المسيح) إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ ... قَائِلاً: "قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا " ... متى 27/3-4
    *
    إذن ليس هناك تأكيد أو يقين على قتل وصلب المسيح ... سواء من النساء اللاتي حضرن الصلب ... أو من تلاميذ المسيح أو من كتبة الاناجيل نفسها الذين اعتمدوا على شهادة اليهود في هذا الأمر ... ولو قبل النصارى شهادة اليهود على صلبالمسيح ... فليقبلوا شهادتهم إذن علي مريم بالزنا (حاشاها) !!!

    2.
    ليلة القبض على المسيح
    ** انفرد إنجيل لوقا في وصف ليلة القبض على المسيح بأمور لم يذكرها غيره ... ومنها: أنه صلى وطلب من الله إعفاءه من مهمته (أي صلبه) التي من المفروض حسب عقيدة النصارى ... انها سبب تجسد الله داخل جسد السيد المسيح !!! يقول لوقا: " وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ ... وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ»لوقا 22/41-42 ... كما بالغ لوقا في إظهار جزع المسيح وخوفه، حتى ان الله أيده بملاك يقويه! وكأنه أوشك على الانهيار مع انه هو الله المتجسد كعقيدة النصارى مما يثير أسئلة استفهام كبيرة تبحث عن إجابة !!! يقول لوقا: " وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ ... وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ ... وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ " لوقا 22/43-44

    ** إن من الجدير بالذكر أن يوحنا لم يذكر في إنجيله شيئاً عن معاناة المسيح وآلامه تلك الليلة ... حتى يتجنب اظهار المسيح في صورة يكتنفها الضعف والوهن البشري ... وهو أمر يتضارب مع الاعتقاد بأن المسيح شارك أباه في قدرته القاهرة !!


    ** ليس هذا وحسب... إنما كيف عرف لوقا (الذي لم يعاصر المسيح) بنزول ملاك يقوى السيد المسيح (وهو الله كاعتقاد النصارى) !!! بل وكيف شاهد لوقا عرق المسيح وهو يتصبب منه كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ على هذه الكيفية؛ كيف ذلك ... وجميع التلاميذ كانوا نياماً كما وصفهم لوقا بعدها مباشرة بقوله: " ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ ... فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا مِنَ الْحُزْنِ ... فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا أَنْتُمْ نِيَامٌ؟»" لوقا 22/45-46؛ كما أن المسيح لم يكن بجوارهم، فقد كان يصلي بعيداً عنهم " وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى " لوقا 22/41 ... بل لنا أن نتساءل لمن كان يصلى المسيح وهو بعيد عن أعين البشر ... وهو الله كاعتقاد النصارى ... هل كان يصلى بنفسه لنفسه ؟؟؟



    والله تعالى أعلم وأعظم
    يتبع بإذن الله بالجزء الثالث من الرد على السؤال رقم 22









    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    06:05 PM

    افتراضي



    تابع السؤال رقم 22 - الجزء الثالث


    3. هل ذهب رؤساء الكهنة للقبض على المسيح حسب روايات الأناجيل المتعددة ؟؟؟


    **الذين ذهبوا للقبض على المسيح حسب رواية انجيل متى:

    "جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ الشَّعْبِ " متى 26/47

    ** الذين ذهبوا للقبض على المسيح حسب رواية انجيل مرقص:

    "جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ " مرقص 14/43

    ** الذين ذهبوا للقبض على المسيح حسب رواية انجيل يوحنا:
    " فَأَخَذَ يَهُوذَا الْجُنْدَ وَخُدَّامًا مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ، وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَمَصَابِيحَ وَسِلاَحٍ. " يوحنا 18/3

    - إن هذه الروايات الثلاث تبرهن على أن الفريق الذي حضر للقبض على المسيح لم يكن من بينهم رؤساء الكهنة إطلاقاً ...
    ولو كانوا قد حضروا لما صح إغفال ذكرهم مع الحاضرين ... فهم ليسوا أقل أهمية من الكتبة والشيوخ والدهماء ... ولكن العجيب أن لوقا (الذي لم يعاصر المسيح) ذكر في إنجيله ... أن رؤساء الكهنة جاءوا بأنفسهم للقبض على المسيح إذ يقول:
    " قَالَ يَسُوعُ لِرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَالشُّيُوخِ الْمُقْبِلِينَ عَلَيْهِ: «كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ " لوقا 22/52 ... إذن فالتناقض واضح وصارخ بين رواية لوقا وبين الروايات الثلاث المذكورة ... الأمر الذي يجعل أي قاضى حالياً يستبعد من القضية التي ينظرها شهادة هؤلاء الشهود الأربعة جميعاً !!!

    4- لماذا يهرب المسيح وهو الذي تجسد الله فيه ليصلب ؟؟؟

    ومن التنافر في رواية الصلب أيضاً ما جاء في إنجيل مرقص ... أن المسيح جاء إلى التلاميذ فوجدهم نياماً فقال:
    " وَقَالَ لَهُمْ: «نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! يَكْفِي! قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ! هُو َذَا ابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الْخُطَاةِ ... قُومُوا لِنَذْهَبَ !!! هُوَ ذَا الَّذِي يُسَلِّمُنِي قَدِ اقْتَرَبَ!»." مرقص 14/41-42 ... وبصرف النظر عن عدم توافق قول المسيح لتلاميذه: " ناموا الآن واستريحوا " مع قوله لهم في تمام الجملة: " قوموا لنذهب " ؟؟؟ ولكن كيف يطلب المسيح الهرب وهو يعرف أنه هو الله المتجسد ... الذي لابد وأن يؤخذ ويصلب ويسفك دمه على الصليب ... ليكون ذلك بمثابة كفارة وفداء للبشرية عن خطيئة آدم التي ارتكبها في الجنة وورثتها ذريته ... ولا يوجد أي بديل آخر لغفران الله تلك الخطيئة إلا بصلب الله نفسه كما يؤمن بذلك النصارى !!!

    5-لماذا شك الجند الذين جاءوا للقبض على المسيح ... وشك رئيس الكهنة والكهنة في شخصية المأخوذ:

    * إن من جاءوا للقبض على المسيح أنكروا وجهه وصوته، ولم يعرفوه حيث خرج إليهم
    " وَقَالَ لَهُمْ: "مَنْ تَطْلُبُونَ؟" ... أَجَابُوهُ: "يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ". قَالَ لَهُمْ: "أَنَا هُوَ" ... فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ: "إِنِّي أَنَا هُوَ"، رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ (فأعاد عليهم السؤال) ... فَسَأَلَهُمْ أَيْضًا: "مَنْ تَطْلُبُونَ؟" فَقَالُوا: "يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ"." يوحنا 18/3 – 8 ... فهذا يدل على شكهم في شخصه ... والسؤال المثير للاستغراب: كيف سقطوا على الأرض بهذا الشكل وما تبع ذلك من هرج ومرج بالطبع -وأيضاً لماذا تكرار السؤال عن شخص المسيح ... والمسيح قد عاش بين أظهرهم فترة طويلة، وهو أشهر من علم ؟؟؟

    * وعندما اقتيد المقبوض عليه وسيق للكهنة لم يتيقن رؤساء الكهنة من كونه هو المسيح ... حيث ظهر الشك جلياً في قول رئيس الكهنة له أثناء المحاكمة:
    " فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: " أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟" ... قَالَ لَهُ يَسُوعُ: " أَنْتَ قُلْتَ! (وهي إجابة ليست قاطعة تصدر من فم نبي) ..." متى 26/62 – 64 ... وشك رئيس الكهنة في شخصية المأخوذ، هو أمر جِد مستغرب، إذ المسيح كان يجلس في الهيكل، ويتحدث مع الكهنة ورؤسائهم، والجميع يعرفونه معرفة جيدة ... بل ورأوه وهو يقلب موائد الصيارفة في الهيكل (انظر متى 21/12– 15& 23/46) ... وهل كل الجموع التي احتشدت لم تقنع رئيس الكهنة أن الذي أتوا به هو المسيح ؟؟؟ إن هذا النص صريح وقاطع في أن رئيس الكهنة وقع في شك كبير في شخصية الذي أمسكوا به ولا يدري ما إذا كان المسيح أم لا !! حتى لجأ إلى استحلافه بالله أمام هذا الحشد الكبير ... هذا وقد أجابه الشخص الممسوك به على هذا الاستحلاف أشد عجبا حيث قال: " أَنْتَ قُلْتَ " متى 26/62 – 64 ... يعني أنت الذي تقول إنني المسيح ولست أنا !!!

    * وبالإضافة الى الشك في شخصية المقبوض عليه على النحو الذي ذكرناه ... إلا أنه يعظم من شأن هذا الشك ويجعله يقيناً بأن المقبوض عليه ليس هو المسيح ... الشك في شخصية المسيح أيضاً من جميع الحاضرين ... فقد ورد في
    إنجيل لوقا:" وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ اجْتَمَعَتْ مَشْيَخَةُ الشَّعْبِ: رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ، وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَجْمَعِهِمْ ... قَائِلِينَ: " إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمسِيحَ، فَقُلْ لَنَا!". فَقَالَ لَهُمْ: " إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ ... وَإِنْ سَأَلْتُ لاَ تُجِيبُونَنِي وَلاَ تُطْلِقُونَنِي(إن كان المقبوض عليه هو المسيح ... فلا ندرى لماذا يرغب في إطلاق سراحه وهو قد جاء ليصلب كما يؤمن بذلك النصارى) ... فَقَالَ الْجَمِيعُ: "أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟" فَقَالَ لَهُمْ: " أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ "(أي أنه لم يعترف بشجاعة الأنبياء أنه المسيح) ... فَقَالُوا: " مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شَهَادَةٍ ؟؟؟ لأَنَّنَا نَحْنُ سَمِعْنَا مِنْ فَمِهِ (علما ان فمه لم تخرج منه كلمة تدل على أنه المسيح وكما هو واضح بالنصوص) " لوقا 22/66-71 ... يا للعجب في وضح النهار مشيخة الشعب ورؤساء الكهنة والكتبة الذين يعرفون المسيح جيداً ... الكل مجتمعون ... ومع ذلك يشكون في شخصية هذا الذي أمسكوا به ويقولون: إن كنت أنت المسيح فقل لنا !!! الأمر الذي يبرهن على شكهم التام في شخصية المقبوض عليه ... واصرارهم على إقرار واعتراف الذي أمسكوا به والمشكوك في شخصه بالإفصاح عن شخصيته !!! وأيضاً لما سأل بيلاطس المقبوض عليه " قِائِلاً: " أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ " فَأَجَابَهُ وَقَالَ: " أَنْتَ تَقُولُ " لوقا 23/3 ... أي أنه لم يعترف أنه المسيح ... إنه الشك الواضح الذي أشار إليه القرآن الكريم " وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ " النساء 157-158

    * إن القارئ الذكي سيلاحظ أن الجميع كان منشغلاً بالتحقق من شخصية المقبوض عليه حتى في محاكمته ... ونلحظ أيضاً أن إجابة المقبوض عليه كانت: " أنت قلت " ... وقال لبيلاطس: " أنت تقول " ... بمعنى أن لو كان المقبوض عليه هو المسيح لاعترف بشجاعة الأنبياء أنه المسيح ... لكن المقبوض عليه قال لهم: هذا ما تقولونه أنتم ... ولا يفسر هذه الإجابات الغريبة، بل وتلك الأسئلة الغريبة من أناس كانوا يرون المسيح في كل يوم، لا يفسره إلا أن نقول بأن المقبوض عليه هو غير المسيح، وإن أشبهه، وهذا الشبه حير رؤساء الكهنة في حقيقة المأخوذ، فحاولوا استجلاء الحقيقة بسؤال المأخوذ ... فكان رده بكلمات لا تثبت إطلاقاً أنه المسيح الذى بداخله الله رب العالمين ... والذى جاء ليصلب ويموت برغبته فداء للبشر كعقيدة النصارى !!! والشك في شخصية المصلوب هذا من قبل اليهود ... هو الذي ذكره القرآن ... " وَقَوْلِهِمْ (أي اليهود) إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ ... وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ... وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ... مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ... وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ... بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ... وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا " النساء 157-158

    *
    وهنا قد يتساءل البعض، لماذا شك الجند ورئيس الكهنة والكهنة في شخصية المأخوذ ؟؟؟ وفي الإجابة نقول: لقد كانوا يعهدون في المسيح بداية ... معالم ظاهرية في شكله وصورته وصوته بالطبع ... وأيضاً معالم معنوية، في كلامه، وذكائه، وشجاعته، وعلمه ... وهم اليوم لا يرون شيئاً إطلاقاً من ذلك في الشخص الماثل أمامهم.
    ولأجل هذه المعالم المفقودة في الشخص المأخوذ ... احتقر "هيردوس" المقبوض عليه ... لأنه كان يتوقع أن يرى المسيح العظيم الذي طالما سمع عنه:
    " وَأَمَّا هِيرُودُسُ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدًّا، لأَنَّهُ كَانَ يُرِيدُ مِنْ زَمَانٍ طَوِيل أَنْ يَرَاهُ، لِسَمَاعِهِ عَنْهُ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً، وَتَرَجَّى أَنْ يَرَي آيَةً تُصْنَعُ مِنْهُ ... وَسَأَلَهُ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ ... وَوَقَفَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ بِاشْتِدَادٍ ... فَاحْتَقَرَهُ هِيرُودُسُ مَعَ عَسْكَرِهِ وَاسْتَهْزَأَ بِهِ ... وَأَلْبَسَهُ لِبَاسًا لاَمِعًا، وَرَدَّهُ إِلَى بِيلاَطُسَ. " لوقا 23/8-11 ... لقد رآه هيرودس دون الرجل العظيم الذي كان يسمع عنه ... بل لم يجد لديه أياً من معالم العظمة التي كان يسمع عنها ... فاحتقره !!!

    6- بماذا أخبر المقبوض عليه اليهود عن المسيح ؟؟؟


    - استحلف رئيس الكهنة المقبوض عليه بين أيديهم إن كان هو المسيح ... " فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: "أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟"متى 26/63 ... فكان رد المقبوض عليه " أَنْتَ قُلْتَ ... وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ " متى 26/64 ... بمعنى أنتم الذين تدعون إنني المسيح ولست انا ... أما أنا فأقول لكم من الآن (أي في نفس هذه اللحظة التي أحدثكم فيها) يكون ابن الإنسان (وهو أحد ألقاب المسيح في الكتاب المقدس) جالسا عن يمين قوة الله !!! فهذا النص يدل على أن المقبوض عليه في هذه اللحظة ليس هو المسيح بالطبع ... حيث أن المسيح في هذه اللحظة كان جالسا عن يمين قوة الله بموجب هذا النص ... هذا ولو كان المقبوض عليه هو المسيح لأعلن عن نفسه بكل صراحة ووضوح وشجاعة ... فهو الذي جاء ليُصلب برغبته وإرادته ويكون ذبيحة وكفارة وفداء للبشرية عن خطيئة آدم في الجنة ؟؟؟ وإذا لم يفصح المسيح للبشرية كلها بكل وضوح عن نفسه في آخر مشهد له على الأرض وعن حقيقته وانه هو الله المتجسد الذي جاء ليُصلب ليكون ذبيحة تغفر للبشر خطيئة آدم في الجنة ... فمتى يفصح إذن ؟؟؟

    7- الشك الواضح في شخصية حامل الصليب ... هل هو المسيح نفسه ... أم سمعان القيرواني ؟؟؟


    - عندما صدر حكم بيلاطس بصلب المسيح، وخرج به اليهود لتنفيذ الحكم، وفيما هم خارجون لقيهم رجل يقال له سمعان القيرواني ... فجعلوه يحمل صليب المسيح ... يقول مرقص: " فَسَخَّرُوا رَجُلاً مُجْتَازًا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ ... لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ " مرقص 15/20-22

    *
    ويذكر كل من إنجيل متى وإنجيل لوقا ... أن الذي حمل الصليب نيابة عن المسيح كان سمعان القيرواني أيضا ... ففي إنجيل متى ورد " وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ وَجَدُوا إِنْسَانًا قَيْرَوَانِيًّا اسْمُهُ سِمْعَانُ، فَسَخَّرُوهُ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ " متى 27/32 ...أما في إنجيل لوقا فقد ورد " وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ أَمْسَكُوا سِمْعَانَ، رَجُلاً قَيْرَوَانِيًّا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَوَضَعُوا عَلَيْهِ الصَّلِيبَ لِيَحْمِلَهُ خَلْفَ يَسُوعَ " لوقا 23/26

    * لكن يوحنا يخالف الإنجيليين الثلاثة المذكورين ... فيجعل المسيح بمفرده حاملاً لصليبه من البداية للنهاية بدلاً من سمعان، يقول يوحنا:
    " فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ» ... وَيُقَالُ لَهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ «جُلْجُثَةُ» ... حَيْثُ صَلَبُوهُ "يوحنا 19/17-18 ... هذا ولم يذكر يوحنا شيئاً عن سمعان القيرواني، فمن الذي حمل الصليب ... سمعان أم المسيح عليه السلام ؟؟؟

    8- الشك في توقيت ساعة الصلب !!!

    ورد في إنجيل مرقص 15/25 " وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ " ... بينما يقول إنجيل يوحنا 19/14-18:

    14 وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ، وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ ... فَقَالَ (أي بِيلاَطُسُ) لِلْيَهُودِ: «هُوَ ذَا (أي المسيح) مَلِكُكُمْ!».
    15فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ! اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ!».
    16
    فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ ... فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ
    17فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ» وَيُقَالُ لَهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ «جُلْجُثَةُ»،
    18حَيْثُ صَلَبُوهُ، وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا، وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ.

    * إذن فحسب رواية انجيل مرقص فقد تم صلب المسيح في الساعة الثالثة ... بينما حسب رواية انجيل يوحنا كان المسيح في الساعة السادسة لا يزال يحاكم !!! ليس هذا فقط ولكن إذا تمشينا مع رواية يوحنا فقد احتاج المسيح ليصلب الى ثلاث ساعات أخرى على الأقل تبدأ بعد صدور امر بيلاطس بالصلب في الساعة السادسة {وهي مدة الجلد / الإهانات / استهزاء العابرين / اعتراض المجتازين طوال مسافة سيره من موقع جلده وحتى مكان الصلب / اقتسام الجند لثيابه / عملية الصلب نفسها والتثبيت على الصليب ورفعه ... الخ} وبالتالي يصبح توقيت صلبه في الساعة التاسعة على الأقل حسب رواية يوحنا.


    * ولما كان أياً من مرقص أو يوحنا لم يشاهد عملية الصلب بنفسه ... ولكن كان مصدر الهام كتابة الأناجيل لهما واحد ... وهو الروح القدس (كما يؤمن بذلك النصارى) ...
    اذن فالمفروض أن يتطابق توقيت لحظة الصلب حسب رواية مرقص (أي في الثالثة) مع توقيت لحظة الصلب حسب رواية يوحنا (أي في التاسعة على الاقل) !!! لأنه لا يعقل أن يغفل الروح القدس أن يوحى لكتبة الأناجيل بنفس ساعة الصلب ... وذلك حسب التوقيت المحلى للمكان الذي وقع فيه هذا الحدث البالغ الأهمية ... ودون أي فرق في التوقيت بالطبع ... حيث أن فروق التوقيت لم تعرفها البشرية الا حديثاً بناء على خطوط الطول للكرة الأرضية ... اذن فهذا التناقض في توقيت لحظة الصلب ... يبرهن على أن تلك الاناجيل من كتابة بشر وليس عن طريق الالهام بالروح القدس الذي لو كان فإنه من المنطقي أن يوحى ليوحنا نفس التوقيت الذي اوحاه لمرقص من قبله !!!

    * ولو ذهبنا الى تفسير القس انطونيوس فكرى لذلك سنجده يقول: كان اليهود يقسمون الليل إلى 4ساعات كبيرة ... ويقسمون النهار إلى 4 ساعات كبيرة (الساعة الكبيرة = 3 ساعات بتوقيتنا) ... وتبدأ ساعات النهار عند شروق الشمس ولمدة 3 ساعات بحسب ساعاتنا ... وتسمى الساعة الأولى ... هذا ولم تكن هناك ساعات في يدهم لتحديد الزمن، بل بالتقريب ... وربما يطلقون على نهاية الساعة الثالثة أنها الساعة السادسة وعلى بداية السادسة أنها الثالثة ... فالتدقيق في الساعات لم يكن مهمًا في ذلك الوقت ... فإن قال مرقص أن الصلب قد حدث في الساعة الثالثة فهو يقصد نهايتها ... وإذا قال يوحنا أن الصلب حدث في الساعة السادسة فهو يقصد بدايتها ... وكلاهما يصح التعبير عنه بطريقتهم كما حدث " انتهى ...
    ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ... اين وحي الروح القدس الدقيق والمتطابق لكتبة الأناجيل والذي لا يعتمد في وحيه لهما على تحديد الساعة بالنظر في الساعة التي في يده ؟؟؟

    * لقد قسّمَ السيد المسيح النهار الى (12) ساعة
    " أَجَابَ يَسُوعُ: " أَلَيْسَتْ سَاعَاتُ النَّهَارِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ؟ " يوحنا 11/9 ... وقد أكد القس انطونيوس فكرى ذلك فيما ذكره في تفسيره أعلاه ... لذلك وجدناه يقول: كان اليهود يقسّمون الليل إلى 4ساعات كبيرة ... ويقسّمون النهار إلى 4 ساعات كبيرة (الساعة الكبيرة = 3 ساعات بتوقيتنا) ... انتهى ... والساعة الثالثة تقع بالطبع في الربع الأول من ساعات النهار ... بينما تقع الساعة التاسعة في نهاية الربع الثالث للنهار !!! ولذلك فهناك فارق كبير بين وقوع حدث في الساعة الثالثة من وقوعه في الساعة التاسعة ... وهو أمر يمكن لأي بشر أن يدركه بسهولة ... فما بالنا من إدراك الروح القدس لذلك !!!

    شروق الشمس============================================================ ============ غروب الشمس
    I ----- الربع الأول وبه الساعة الثالثة -----I---- الربع الثاني وبه الساعة السادسة ----I----- الربع الثالث وبه الساعة التاسعة ---- I---- الربع الرابع ------I


    9- الشك في موقف المصلوبين من جارهما على الصليب ... ؟؟؟


    - تتحدث الأناجيل عن تعليق المسيح على الصليب، وأنه صُلِبَ بين لصين أحدهما عن يمينه، والآخر عن يساره، ويذكر متى ومرقص أن اللصين سَخِروا من المسيح، يقول متى:
    " وَبِذلِكَ أَيْضًا كَانَ اللِّصَّانِ اللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ يُعَيِّرَانِهِ " متى 27/44 ... ويقول مرقص: " وَاللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ كَانَا يُعَيِّرَانِهِ " مرقص 15/ 32

    - بينما من العجيب أن لوقا ذكر خلاف ذلك ... لأنه قال ان أحد اللصوص فقط هو الذي سَخِرَ من المسيح ... فنهره اللص الآخر، ولم يوافقه في استهزائه وسخريته بالمسيح ... يقول لوقا ...
    " وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: " إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا ... فَأجَابَ الآخَرُ وَانْتَهَرَهُ قَائِلاً: " أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ، إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟ ... أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْل، لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا، وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ" ... ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: " اذْكُرْنِي يَارَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ " ... فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:" الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ". لوقا 23/39-43

    10- الشك في آخر ما قاله المصلوب قبل موته ؟؟؟

    - تذكر الأناجيل اللحظات الأخيرة في حياة المسيح على الصليب ... ولكنها تختلف في وصف المسيح حينذاك ... فيصور متى ومرقص حاله حال اليائس القانط ينادي ويولول ويصرخ:
    " إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي " (متى 27/46 – 50، ومرقص 15/34 -37) ... ثم يُسلم الروح ... وهذه العبارة تؤكد أن هذا المصلوب قد تركه إلهه فأطلق صرخة اليأس على الصليب ... الأمر الذي يبرهن على إنما هو شخص آخر غير المسيح الذي لا يليق بأن تصدر عنه مثل تلك العبارة (التي تتضمن اللوم والعتاب من نبي لله رب العالمين) ... لاسيما أن الله سبحانه وتعالى متجسد في داخله ... كما يعتقد النصارى ذلك !!! وأيضاً لأن المسيح سبق وأن قال لتلاميذه بكل ثقة ويقين: " وَأَنَا لَسْتُ وَحْدِي لأَنَّ الآبَ مَعِي "يوحنا 16/32 ... وقال أيضاً: " وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي، لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ " يوحنا 8/ 29 ...وما من شك في أن هذا يبرهن على أن المصلوب شخص ضعيف غلبه أعداؤه ... وتركه إلهه للموت ليقهره ويسود عليه ... بعد أن تجرع كأسه المريرة حتى النهاية !!!

    - أما لوقا فيرى أن هذه النهاية لا تليق بالمسيح، فيصوره بحال القوي الراضي بقضاء الله حيث قال:
    " يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ " لوقا 23/46

    - ويتجنب يوحنا وصف مشاعر المسيح على الصليب دفعاً للحرج، لكنه يسجل مقالة أخرى ينسبها إلى المسيح ويجعلها آخر كلماته على الصليب ... فيقول:
    " فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ: «قَدْ أُكْمِلَ» ... وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. " يوحنا 19/30 ...فأي الكلمات كانت آخر كلام المسيح، وأي الحالين كان حاله على الصليب ؟؟؟

    - هذا ولقد أظهرت الأناجيل المسيح على الصليب غاية في الضعف والذل والهوان ... يستجديهم الماء حيث قَالَ:
    " أَنَا عَطْشَانُ " يوحنا 19/28 ... وهو يرى شماتتهم، ثم يُسمعهم صراخه ... ولا يتطابق هذا تماماً مع ما عُرف عن شخصية المسيح القوية، والتي تحدى فيها اليهود حين دخل الهيكل فطرد الصيارفة" وَجَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ ... وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ الْهَيْكَلَ ابْتَدَأَ يُخْرِجُ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ ... وَقَلَّبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ ... وَلَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَجْتَازُ الْهَيْكَلَ بِمَتَاعٍ " مرقص 11/15 ... ويتعارض ذلك أيضاً مع المسيح الذى صام أربعين يوماً قبلُ ذاك من غير أن يشكو جوعاً أو عطشاً " فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا " متى 4/2 ... فمن هو الشخص الذى كان معلقاً على الصليب والذى كان يعانى كل هذا الخوف والاضطراب والجزع والخوار ؟؟؟

    - ثم هل يعقل أن يكون الشخص الذليل المعلق على الصليب هو المسيح الذي يدّعون أنه الله رب العالمين خالق السماوات والأرض وما بينهما !!! بل وكيف يصدر هذا الخور والجزع والاضطراب منه ... ثم اليس هو القائل لتلاميذه:
    " لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ ... سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ: أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ ... لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ، لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي. " يوحنا 14/27 -28


    والله تعالى أعلم وأعظم
    يتبع بإذن الله وفضله بالجزء الرابع من الرد على السؤال رقم 22






    التعديل الأخير تم بواسطة سيف الإسلام ; 11-06-2022 الساعة 10:48 PM
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى ... 2 3

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئله لاهوتيه 2

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة لاهوتية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 06-10-2020, 05:33 PM
  2. الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 14-01-2018, 06:04 PM
  3. الرد على توهم لإنتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئله إجتماعيه 1
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 09-10-2017, 07:28 PM
  4. الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة اجتماعية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 08-10-2017, 04:02 PM
  5. الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة جغرافية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 03-02-2017, 09:38 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئله لاهوتيه 2

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئله لاهوتيه 2