بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رهبان دير الأنبا مقار: المسيح في حياته المقدسة بحسب تعليم القديسَين أثناسيوس الرسولي و كيرلس الكبير – صـ 47. [ففي المسيح نجد هذه المضادة παραδοξον الغريبة والعجيبة حقاً، فقد كانت فيه الربوبية في شكل العبد والمجد الإلهي في الهوان البشري والكرامة الملكية كانت تتوّج الذي تحت النير – فيما يخص حدود بشريته – والمذلة المتناهية كانت مرفوعة فوق القمم. لأن الابن الوحيد قد صار إنساناً ليس لكي يبقى على الدوام في حدود إخلائه؛ بل لكي إذ يقبل هذا الإخلاء مع كل ما يترتب عليه، يظهر نفسه – حتى وهو في هذا الوضع – أنه إله بطبعه، فيكرم بذلك طبيعة الإنسان بأن يجعلها شريكة الكرامات الإلهية المقدَّسة.]

يوحنا الدمشقي: المئة مقالة في الإيمان الأرثوذكسي، سلسلة الفكر المسيحي بين الأمس واليوم، منشورات المكتبة البولسية لبنان – صـ 230، 166. [كيف السجود لجسد المسيح: – إذًا إن المسيح واحد وهو إله كامل وإنسان كامل. ونحن نسجد له مع الآب والروح بسجدة واحدة مع جسده الطاهر، ولسنا نقول بعدم السجود لجسده لأن السجود حاصل في أقنوم الكلمة الواحد الذي صار أقنومه نفسه. ومن ثم لسنا بساجدين لخليقة، فإننا لسنا نسجد له على أنه مجرد جسد، بل على أنه متحد باللاهوت، في وجه واحد وفي أقنوم كلمة الله الواحد المتواجد بطبيعتين اثنتين. أنا أخشى أن أمس الجمرة لتواجد النار فيها، وأنا أسجد للمسيح بما فيه من ازدواج، لأن لاهوته متحد بجسده. إذًا أنا لست بواضع وجهًا رابعًا في الثالوث. حاشى! بل أنا أعترف بوجه كلمة الله الواحد ويجسده. والثالوث يبقى ثالوثًا حتى بعد تجسّد الكلمة.]



المسيح في رسائل القديس أثناسيوس، المركز الارثوذكسي للدراسات الآبائية، مؤسسة القديس انطونيوس، الرسالة إلى أدلفيوس المعترف ضد الآريوسيين عام 370 م – نقطة 3 – صـ 13. [لأنه إن كان الجسد نفسه، في حد ذاته هو جزء من عالم المخلوقات، إلاّ أنه صار جسد الله فنحن من ناحية ، لا نفصل الجسد عن الكلمة، ونعبد مثل هذا الجسد في حد ذاته، ومن ناحية أخرى عندما نريد أن نعبد الكلمة، فإننا لا نفصل الكلمة عن الجسد.]

المسيح في رسائل القديس أثناسيوس، المركز الارثوذكسي للدراسات الآبائية، مؤسسة القديس انطونيوس، الرسالة إلى أدلفيوس المعترف ضد الآريوسيين النقطة رقم (5) عام 370م – صـ 14. [أين سيجد الكافرون، الجسد الذى اتخذه المخلص، منفصلاً عنه، حتى يتجاسروا أن يقولوا أيضًا: إننا لا نعبد الرب متحدًا بالجسد بل نفصل الجسد ونعبد الكلمة وحده ؟]

الأسقف إيسوذورس: الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة – صـ 472. [قال أثناسيوس الرسولي في مقالة له على التجسد استشهد بها كيرلس الكبير مراراً وقد وردت في الجزء الأول والثالث من تاريخ مجمع أفسس وفي كتاب اعتراف للآباء وفي كتاب منارة الأقداس للمفريان أغريغوريوس ابن العبري (نعترف بإبن الله المولود من الآب خاصياً أزلياً قبل كل الدهور وولد من العذراء بالجسد في آخر الزمان من أجل خلاصنا وهذا الواحد هو الإله وهو ابن الله بالروح وهو ابن الإنسان بالجسد ولسنا نقول عن هذا الابن الواحد انه طبيعتان واحدة نسجد لها وأخرى لا نسجد لها بل طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد ونسجد له مع جسده سجدة واحدة ولا نقول باثنين واحد هو ابن الله بالحقيقة وله نسجد وآخر هو إنسان من مريم ولسنا نسجد له وأنه صار ابن الله بالموهبة مثل البشر بل الذي هو من الله هو الله.)] [وقال أيضاً كما نقل القمص غبريال عبد المسيح، في كتابه الرأي الصريح في طبيعة ومشيئة المسيح، صـ 60. "ابن الله هو بعينه ابن الإنسان، وابن الإنسان هو بعينه ابن الله".]

القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير: إذا كان المسيح إلهاً فكيف تألم ومات ؟ – صـ12، الأسقف إيسوذورس: الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة – صـ 472. [وقال القديس أثناسيوس الرسولي: “ونعترف بإبن الله المولود من الآب خاصياً أزلياً قبل كل الدهور وولد من العذراء بالجسد في آخر الزمان من أجل خلاصنا … طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد ونسجد له مع جسده.”]

يوحنا الدمشقي: المئة مقالة في الإيمان الأرثوذكسي، سلسلة الفكر المسيحي بين الأمس واليوم، منشورات المكتبة البولسية لبنان – صـ 216. [المقالة الخامسة والسبعون: في جلوس المسيح عن ميامن الأب، ونقول بأن المسيح قد جلس بجسده عن ميامن الله الأب، ولا نقول بيمين مكانيّة. فكيف تكون يمين مكانيّة لمن لا يُحصر؟ واليمين واليسار تختصان بالأجسام المحدودة. لكننا نعني بيمين الآب مجد لاهوته وكرامته اللذين يقيم فيها ابن الله قبل الدهور، بصفته إلهاً، مساوياً للآب في الجوهر، ثم بصفته قد تجسد، هو يجلس بالجسد ليشرك معه جسده، فتسجد له الخليقة كلها بسجدة واحدة مع جسده.]

البابا شنودة الثالث: بِدَع حديثة، الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ108, 109. [(أ) جسد المسيح المولود من العذراء هو جسد حقيقي، بالمعنى الحرفي للكلمة .. (ب) جسد المسيح قد وُلِدَ من القديسة العذراء مريم .. (ج) جسد المسيح الذى هو من العذراء، هو الذى نتناوله من على المذبح .. (د) جسد المسيح المولود من العذراء نسجد له في سرّ الأفخرستيا قائلين «نسجد لجسدك المقدس يا رب».. (هـ) جسد المسيح على الصَّليب هو الذى فدانا... (و) جسد المسيح مُتَّحِد باللاهوت اتحاداً دائماً لم يُفارقه لحظة واحدة ولا طرفة عين.. (ز) جسد المسيح المولود من العذراء هو جسد كامل]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ271. [نتيجة الاتِّحاد إنَّنا نُقدِّم العبادة والسُّجُود للمسيح الواحد: إنَّنا نرفُض الفكر النسطوري الذي يعبد اللاهوت ويكتفي بتقديم الاحترام للناسوت لأنَّه نال شرف مُصاحبة اللاهوت، ويقول بوليدس أسقف روما في القرن الرابع: «وإن كان الكلمة صار جسدًا كما هو مكتوب، فإنَّه إذا سجد أحدٌ للكلمة فقد سجد للجسد، وإذا سجد للجسد فقد سجد لللاهوت، هكذا الرُّسُل أيضًا لما سجدوا للجسد المُقدَّس، فإنَّهم سجدوا للكلمة، وهكذا الملائكة كانوا يخدمون شكل الجسد ويعرفون أنَّه ربَّهم ويسجدون له، وهكذا لمّا وَلَدَت مريم العذراء الجسد فإنَّها وَلَدَت الكلمة، فلأجل هذا هي والدة الإله بالحقيقة، ولمّا صَلَبَ اليهود الجسد فالله الكلمة المُتجسِّد هو الذي صُلِبَ، وليس في أحد الكُتُب نَطَقَ اللهُ بشيءٍ من الافتراق بين الكلمة وجسده، بل هو طبيعة واحدة وصورة واحدة وفعل واحد، هو كلّه الإله وهو كلّه الإنسان، وهو فعل واحد».]

تاريخ الفكر المسيحي، القس الدكتور حنا جرجس الخضري (4/ 88، 90)، والله في المسيحية، عوض سمعان، ص (412)، رسائل القديس كيرلس إلى نسطور ويوحنا الأنطاكي، ص (12، 16). [وكان كيرلس من أشهر المنادين بعقيدة "تألم الإله"، وقال في الحرمانات الشهيرة التي أصدرها؛ في الحرمان الثاني عشر: "فليكن محروماً كل من ينكر أن الكلمة الله تألم في جسده، وصلب في جسده، وذاق الموت في جسده، وأصبح باكورة الراقدين"، فهو يرى اشتراك اللاهوت والناسوت في الصفات والخواص، ويؤكد على أن "اللاهوت يشعر بما يشعر به الناسوت، ويشترك في أعماله وكذلك الناسوت، فإن كان الناسوت تألم فإن اللاهوت تألم أيضاً؛ بسبب الوحدة القوية بين الجوهرين"، ولذلك يؤكد كيرلس على استحقاق جسد المسيح للعبادة: "المسيح يسوع، الإبن الوحيد، الذي يكرم بسجدة واحدة مع جسده الخاص".]

كنيسة القديسين مار مرقس والبابا بطرس: أسئلة حول حتمية التَّثليث والتَّوحيد وحتمية التَّجسُّد الإلهي – صـ 225. [طفل رضيع مُقمَّط بالخِرَق في مزود هو هو الله المَهُوب المَرْهُوب الذي تُسبِّحه الملائكة وتسجُد له كل الطَّغمات السَّمائية. يا لهذا السِّر الذي يفوق الأذهان والإدراك. يا ليتك يا صاحب السِّر تكشف لنا ولو قليلًا قليلًا عن ذاك السِّر العظيم. سِرّ التَّقوى والخلاص والنَّجاة والحياة الأبدية السَّعيدة.]

البابا شنودة الثالث: طبيعة المسيح, الكُلِّيّة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس – صـ16. [إنِّ المسيح ليس ابنين، أحدهما ابن لله المعبود، والآخر إنسان غير معبود. ونحن لا نفصل بين لاهوته ناسوته. وكما قال القدِّيس أثناسيوس الرسوليّ عن السيد المسيح «ليس هو طبيعتين نسجد للواحدة، ولا نسجد للأخرى، بل طبيعة واحدة هي الكلمة المُتجسِّد، المسجود له مع جسده سجوداً واحداً». ولذلك فإنَّ شعائر العبادة لا تُقدَّم للاهوت وحده دون الناسوت، إذ لا يوجد فصل، بل العبادة هي لهذا الإله المُتجسِّد.]

القمص عبد المسيح بسيط، إذا كان المسيح إلهاً فكيف حبل به وولد، مطبعة مدارس الأحد – صـ 101، 102. [س: إذا كان المسيح بناسوته، جسده، هو من مريم العذراء، فهل يعني هذا أننا نعبد المخلوق؟
& نحن لا نعبد المخلوق وإنما نعبد الخالق، فهو وحده الذي يجب أن تقدم له العبادة. أننا نعبد المسيح لأنه الإله القدير، الحكيم، العظيم، الواحد، المبارك، القدوس، الله الذي ظهر في الجسد، عمانوئيل الله معنا.
فهو قد اتخذ جسدا واتحد به اتحادا أبديا لا ينفصل، وصار هذا الجسد هو جسده الخاص به وغير المنفصل عنه لحظة واحدة ولا طرفة عين. لأن الجسد هو جسده الذي اتخذه " الكلمة صار جسدا " (يو14: 1)، وظهر فيه وبه " عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد " (1تي16: 3)، إذ حل فيه حلولا كاملا بتمام وكمال لاهوته " الذي فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا " (كو9: 2)، ولأنه واحد مع جسده شخص واحد، أقنوم واحد، طبيعة واحدة متحدة من طبيعتين بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير، لذا نعبد المسيح بلاهوته، كإله دون أن نفصل عنه ناسوته، نعبد المسيح الواحد، عمانوئيل، الله معنا، الله الظاهر في الجسد دون تفرقه بين لاهوته وناسوته كالإله المتجسد، الكامل في لاهوته والكامل أيضا في ناسوته.
إذا فالرب يسوع المسيح، الإله المتجسد، بلاهوته وناسوته، هو المعبود والذي يقدم له الجميع السجود والعبادة. فقد دعى تلاميذه أنفسهم عبيداً له، عبيد ليسوع المسيح، الرب يسوع المسيح، وقدموا له الإكرام وكل ما يتعلق ويليق به وعبادته كرب الكون المعبود.]