هجرة رسول الله من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة
****************************** ***********************
..................
ضاق أهل مكة من نبى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومن دعوته وبلاغ رسالته
مكروا مكرهم وأضمروا له الكيد والشر والعداوة وعقدوا العزم والنية وأجمعوا على قتله أو على أن يخرجوه من موطنه ومكان مولده
أو يمنعوه من الدعوة إلى دين الله .. فخاب أملهم وانقطع رجاؤهم ..
{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }
.......
جهلوا أن إخراجهم لرسول الله من موطنه ومكان مولده .. كان إلى .. موضع بيته ومثواه ومقر مسجده
جهلوا أن هجرته .. قد قضاها الله فى علمه وأثبتها الله فى كتابه وحكمه ..
لم يدركوا أن هجرته .. كانت انطلاقاً لاكتمال دعوته ولإظهار دين الله على كل الرسالات والأديان ..
أذِن الله لنبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرةمن مكة إلى المدينة ..
وأقسم الله له بجلاله وبعزة سلطانه بأنه سوف يعود إلى موطنه ومكان مولده فى الأجل الذى سماه .. فقال له سبحانه :
{ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ }
.......
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الصديق والرفيق أبو بكر الصدّيق .. وأراه الله طريق هجرته
تعقبه الكفار لقتله أو لصده ومنعه من الدعوة إلى دين الله ..فانعدمت حيلهم وفشلت كل آمالهم ..
دخل رسول الله وصاحبه غار ثور .. أصاب أبو بكر الخوف والأسى والحزن . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ماظنك يا أبابكر باثنين الله ثالثهما ) ..
فأنزل الله على سيدنا أبى بكر رضى الله عنه الأمن والسكينة والطمأنينة ..
{ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا }
.......
سلك رسول الله وصاحبه مسالك مكة القفرة وطرقاتها الوعرة سلكا جبالها وتضاريس أرضها .
سلكا البرارى الممتدة والشاسعة المتسعة وسط أوديتها وكثبان رملها .
سارا بين صحراء جرداء وجبال صماء لا زرع فيها ولا ماء . سارا فى لهيب الشمس وشدة حرها
( أو فى قسوة وشدة بردها وعواصف رياحها )
سلكا الفيافى القاحلة والصحراء النائية والبيداء المظلمة والمخيفة الموحشة فى حلكة ليلها وظلمته الدامسة
( أو فى سنا قمرها إذا ما نفض أضواءه وأنواره وتلألأ وعلا وازدهى )
( من خلال الحسابات الفلكية الحديثة يتبين أن أول أيام الهجرة كان يوم جمعة هذا اليوم يوافق 16 يوليو من عام 622 ميلادية
أى وقت لهيب الشمس والتهاب سعيرها .. هذا اليوم هو اليوم الذى اتخذه سيدنا عمر رضى الله عنه بدءاً للتاريخ والتقويم الهجرى )
.......
وطِىء النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم أرض يثرب ( المدينة المنورة ) فأضاءت وأنارت بمقدِمه ..
أراه الله مكان بيته وموضع مثواه ومقر مسجده ..
استقبله الموحدون من النصارى ممن كانوا على ملة التوحيد ملة أبيهم إبراهيم يتقدمهم أبو أيوب الأنصارى رضى الله عنهم وأرضاهم .
فقد كانوا ينتظرونه ويترقبون مبعثه وكانوا يعرفون نعته وصفته التى أنزلها الله فى كتبهم ..
استقبلوه عند " ثنية الوداع" ( موضع فى أول المدينة المنورة ) استقبلوه بالبهجة والفرحة والسرور متهللين ومنشدين :
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ....... وجب الشكر علينا ما دعا لله داع .
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع ....... جئت شرفت المدينة مرحباً يا خير داع .
كان استقبالهم لرسول الله بالنصرة والإيمان واتباع دين الإسلام .. وهؤلاء هم : ( الأنصار ) .
وأتى أصحابه الكرام من مكة وما حولها مهاجرين إلى حيث هجرته .. وهؤلاء هم : ( المهاجرين ) .
.......
كانت يثرب هى الدار التى جمعت وآخت بين المهاجرين والأنصار ..
وكان أهل المدينة وماحولها من قبائل وبلاد وبلدان لايحكمهم سلطان ولايربطهم نظام ..
وكانت قبيلتى الأوس والخزرج من أكبر القبائل بالمدينة .. قبيلة الأوس يتزعمها سعد بن معاذ وقبيلة الخزرج يتزعمها سعد بن عباده ..
والعلاقة بينهما كانت علاقة خصومة وعداء وثأر وانتقام .
دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام وبإسلامهم ألّف الله بينهم وبين قلوبهم وبعد أن كانوا أعداء متنافرين اتصل حبلهم والتأم شملهم ..
عقد رسول الله عقداً أو حلفاً أطلق عليه المؤرخون اسم " الصحيفة " وقالوا بأنها كانت تجمع بين كل أطياف المدينة ..
تحول القبلة فى الصلاة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام
مكث رسول الله وصحابته يتخذون من المسجد الأقصى بالقدس الشريف قبلة ووِجهة لهم فى الصلاة
طوال مدة وفترة إقامتهم بمكة المكرمة وحتى بعد الهجرة إلى المدينة المنورة .. إلى أن نزل أمر الله فى " مسجد القبلتين " ..
( مسجد القبلتين كائن على حافة وادى العقيق بالمدينةويوجدبه علامة دالّة على القبلة الأولى للمسلمين فى الصلاة ) ..
شرَع الله ما قضاه فى علمه وما ارتضاه نبيه ومصطفاه
أمره سبحانه أن يتحول بوِجهته فى الصلاة من استقبال المسجد الأقصى والتولى بها نحو الكعبة المشرفة وبيت الله الحرام ..
{ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنّ َكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا . فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ }
وأوجب الله على كل من سلك براًأو بحراًأو جواًفى مختلف أرجاء العالم بأسره أن تكون قبلتهم نحو الكعبة المشرفة والبيت الحرام
كلٌ حسب البلد أو القطر الذى هو فيه أو الذى أتى عليه أو الذى مرّ أو سيمر به أثناء سيره أو ركْبه أو أثناء ركابه وسفره ..
{ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ }
..................
****************************** ***********************
سعيد شويل