بسم الله الرحمن الرحيم

نقرا من قانون الايمان حسب الكنيسة الارثذوكسية القبطية :
(( بالحقيقة نؤمن بإله واحد، الله الآب، ضابط الكل، خالق السماء والأرض، ما يُرَى وما لا يرى. نؤمن برب واحد يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر، الذي به كان كل شئ.... ))

حسب المفهوم النصراني فان اقنوم الابن هو المراد به من عبارة (اله حق من اله حق) و انه مولود غير مخلوق

فاذا يعتقد النصارى في اقنوم الابن :
1. انه له صفات الالوهية
2. انه منذ الازل لكونه له صفات الالوهية و اقنوم من اقانيم الثالوث
3. انه مولود غير مخلوق
.

و الحقيقة ان هذا المفهوم يحوي على مغالطات منطقية كثيرة حيرت كبار علماء النصارى انفسهم و ذلك بسبب :

وقوع هذا المفهوم لاقنوم الابن تحت عدة مغالطات منطقية بدهية :

اولها : انهم جعلوا المعلول (اقنوم الابن ) ازلي و بالتالي فهو اقدم من العلة (فعل الولادة ) .
قولهم انه اله ازلي و انه مولود غير مخلوق هو جمع بين نقيضين فكيف يكون ازليا و هو مولود و الولادة هنا هو الفعل او العلة التي بها يستلزم وجود المعلول وهو اقنوم الابن بمعنى :

ان وجود الابن كاقنوم الهي قائم على وقوع فعل الولادة >>> وقيام هذا الفعل يستلزم وجود زمان لم يحدث فيه هذا الفعل (الولادة) >>>> و بالتالي وجود زمان قبل الفعل او العلة (الولادة) لم يكن فيه اقنوم الابن موجودا >>>> اذا اقنوم الابن ليس ازليا >>>>> اذا اقنوم الابن ليس الها
.

و هذه المغالطة شكلت محنة شديدة في تفسيرها لدى علماء النصرانية فقد اعترف بهذه المعضلة القديس كيرلس الاسكندري (من علماء القرن الرابع - الخامس الميلادي) في كتاب حوار حول الثالوث الصفحة 71 :
(( ارميا : هذا هو التفكير الصحيح و لكنهم سوف يتساءلون مرة اخرى على ما اظن عن كيفية ان الاب عندما ولد لماذا لم يصبه شيء مما يحدث في العادة للذين يلدون مثل التجزئة او انفصال جزء منهم عنهم ، و كيف لا تكون العلة اقدم من المعلول في كل الاحوال ؟
كيرلس :هذا امر صعب للغاية يا ارميا و ليس من السهل ان نصل الى عمقه و هو امر ليس سهل المنال حتى للقادرين على الشرح. لان العقل لا يستطيع ان يدرك من هو فوق العقل و من هو فوق الكلام. لا يمكن شرحه بالكلام. فالله اب و قد ولد الابن بالحقيقة من جوهره الخاص و هذا تسلمناه بالايمان و الكتب المقدسة الموحى بها من الله تذكر في كل مكان الله الاب و انه ولد. و اعتقد انه يجب ان لا نكون فضوليين اكثر من ذلك و الا مجازف بالفحص المتهور لما تسلمناه بالايمان و ذلك لان الذي بالايمان لا نسعى لامتلاكه بطرق اخرى. و ذلك كما يقول الرسول الحكيم جدا بولس : (( لاننا بالرجاء خلصنا و لكن الرجاء منظور ليس رجاء لان ما ينظره احد كيف يرجوه ايضا؟. و لكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن بانه موجود و انه يجازي الذين يطلبونه)) و لا ينبغي ان نبحث اكثر من ذلك . و لهذا يجب ان نقبل الراي ان الله هو الاب و انه ولد و لنترك كيفية ذلك لانه فوق قدرتنا))

الاســـم:	Screen Shot 2019-08-27 at 1.06.14 AM.png
المشاهدات: 652
الحجـــم:	125.3 كيلوبايت

الاســـم:	Screen Shot 2019-08-27 at 1.06.20 AM.png
المشاهدات: 446
الحجـــم:	269.0 كيلوبايت

https://archive.org/details/7war7wlEl/page/n203

ثانيا : الايمان بان اقنوم الابن جاء من فعل الولادة لازم للقول بان الاله او بمعنى اخر الثالوث عندهم لم يخلق كل شيء .

بمعنى اخر : ان المسلم به ان اي فعل بين اثنين يقع ضرورة تحت اطار الزمان >>>>> فاذا هناك زمان ما قبل الفعل (الولادة) و زمان ما بعده >>>> و كون ان اقنوم الابن جاء من فعل الولادة يقتضي وجود فترة زمانية لم يكن الابن فيها موجودا >>>>>و على هذا فان اقنوم الابن لم يكن له اي شان في خلق الزمان >>>> فبالتالي فان الثالوث لم يخلق كل شيء لاستثناء الزمان من ذلك .


هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم