(13)
جاء يوم الأحد الموعود..
واحتشد الأهل والأقارب ..
وكل من يهمه الأمر ليرى هزيمة هذا الطبيب الذي خدع وصبأ عن دينه الحق ..
إلى دين المسلمين ..
وهم يهددونه ويتوعدونه لئن لم ينته عما هو مقدم عليه ليمزقنه إرباً ..

ويصيرونه عدماً ..
وأن هذه هي الفرصة الأخيرة ما لم ينصع إلى دين يسوع المسيح..
ثم انبرى كبير القساوسة في الجلسة ..
وهو يتطاول في كرسيه يتيه على الحاضرين بما حفظه ولقنه قريباً في *******..
فقال من كلام الشرك والتثليث ما هو من دينه ..
ثم رد عليه الطبيب الشاب فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم..
إله واحد ..
فرد صمد ..
لم يلد ولم يولد ..
ولم يكن له كفواً أحد ..
سلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ..
فضل المسلمين بالإيمان على جميع الأجناس ..
وجعلهم خير أمة أخرجت للناس ..
أوحد الله بموجبات توحيده ..
وأمجده سبحانه حق تمجيده ..
وأومن به وبملائكته وكتبه ورسله ..
لا نفرق بين أحد من رسله ..
ولا أشرك بعبادته سبحانه أحداً ..
وأصلي وأسلم على من جاء بالهدى ..
خالص أصفيائه وخاتم رسله وأنبيائه ..
سيد ولد آدم ..
بعثه ربه في الأميين ..
ليخرج البشر من الظلمات إلى النور ..
ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ..
وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ..
صلى الله عليه وسلم من نبي كريم ..
على خلق عظيم ..
بعثه الله على فترة من الرسل ..
موضحاً للسبل ..
داعياً إلى خير الملل ..
ملة إبراهيم ..
ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ..
وما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً ..
وما كان من المشركين ..
وإن الدين عند الله الإسلام ..
ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ..
وهو في الآخرة من الخاسرين ..
فرد عليه أحد القساوسة:
عجيب أمرك أيها الفتى الضال ..
وعجيب أمر أصحابك الذين أضلوك عن كتابك ..

فلقنوك من الكلام ما قد سمعناه منك الآن ..
حتى صرت أشد منهم حماساً لدينهم، وأحفظ منهم لآيات كتابهم ..
فأصبحنا نراك وأنك قد نسيت دينك ودين آبائك ..
وهو الدين الذي عليه نشأت وترعرعت، فربى عقلك وأصلح فساد نفسك ..
فرد عليه عبده:
والله الفرد الصمد الواحد الأحد ..
ما أضلني ولا أغواني منهم أحد ..
وإنما هداني إليه ربي ..
وساقني إليه فطرتي ..
واختاره لي صحيح عقلي ..
ودلني عليه عافية نفسي ..
فرأيت فيه ما لم أره في غيره من الشرائع والأديان من النور والهدى والحق والصدق
فتمسكت به ..
ولزمته لأني وجدت فيه تمام عقلي وصلاح أمري ..
ومنطلق فكري وشفاء روحي ..
وجواباً راجحاً لكل سؤالي ..
فليس هذا الدين كدينكم ..
الذي يمجد الفقر ..
ويسوغ الذل ..
ويورث العقل الخلل ..
ويحيل المرشد سفيهاً والمحسن مسيئاً ..
لأن من كان في أصل عقيدته التي جرى نشوءه عليها الإساءة إلى الخالق ..
والنيل منه بوصفه بغير صفاته الحسنى ..
فأولى به أن يستحل الإساءة إلى المخلوق ..
فكيف أترك ما هداني الله إليه من الكمال والنعمة ..
بعدما بان لي من جهلكم وتحريفكم لدينكم ..
ولست مجادلكم إلا بالتي هي أحسن ..
فما في الإسلام من حث على مخاصمتكم ومعاداتكم ..
بل هو أرحم عليكم وأحنى حتى من دينكم لكم ..
فتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ..
ألا نعبد إلا الله ولا نشرك بعبادة ربنا أحداً ..
صاح أحدهم:
بل نقرعك الحجة بالحجة ..
فإن كانت لنا الغلبة عدت إلى دين الخلاص ..
وإلا تركناك تتخبط فيما مسك من جنون ..
فتكون من الخاسرين الذين تصيبهم لعنة الرب إلهنا يسوع ..
قال الطبيب الشاب:
قبلت التحدي ..
ووالله إن ضلالاتكم قد سارت مسير الشمس ..
وبواطلها قد لاحت لعيون الجن والإنس ..
فوالله لا يخذلني الله أمامكم ..
وأنتم قوم غيّرتم فغيّر بكم ..

وأطعتم جهالاً من ملوككم ..
فخلطوا عليكم في الأدعية ..
فقصدتم البشر في التعظيم بما هو للخالق وحده ..
فكنتم في ذلك كمن أعطى القلم مدح الكاتب ..
على حين أن حركة القلم لا تكون بغير الكاتب ..
وها أنا ذا على قصور سني وإغفال المطالعة أقبل منازلتكم ..
فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ..
.........
ودار حوار طويل جداً ..
لثلاثــــــــــــــــــــــة أيـــــــــــــــــــام ..
.........