لمن قدم المسيح نفسه فداء ؟
اذا سئلت النصراني بهدوء هل يجوز تقديم قربان للشيطان؟ لأجاب بلا تردد لا ، يزداد المرء حيرة حين يجد هذه الإجابة فكلنا يؤمن بان الله سبحانه و تعالى هو الله الواحد لهذا الكون هل لديكم شك فى هذا , اذن فان عقيدة الخلاص التى يؤمن بها النصارى هى باختصار شديد جدا "ان ادم و زوجته عصيا الله و أكلا من الشجرة التي نهاهما عنها فطردهما من الجنة و ظلت الخطيئة يتوارثها نسلهما و ظل اى إنسان يموت من ذلك الحين يدخل الجحيم بسبب هذه المعصية و ذلها حتى جاء يسوع المخلص المخلوق منذ الأزل و قدم نفسه فداء للبشر و مات على الصليب مقدما نفسه فداء للبشر ليخرجهم من الجحيم جميع البشر ومنهم الأنبياء السابقين حتى تاريخ نزوله ". وهى عقيدة بلا مصدر لا من التوراة ولا من الإنجيل ذاته ؟؟؟؟ وقد قرأت النص فى سفر التكوين فى التوراة و لم أجد ذكر أن ادم عليه السلام ، سيورث الخطيئة لنسله ، و هي من وضع آباء الكنيسة بلا شك ، لقد قرأت هذه العقيدة باهتمام شديد قد أكون لخصتها لكن المهم ان هذا هو جوهرها و ذات مرة سألت احد المسئولين فى احد المنتديات القبطية لمن قدم المسيح نفسه فداء ؟؟ فأجاب فداء للبشرية فتعجبت الم يفهم سؤالى ؟؟؟
و أعطيكم مثالا لو أننا نعمل لدى صاحب شركة و صاحب الشركة هذا يوزع علينا العمل ثم يقول لنا لا تنفذوا العمل لانى بدون عملكم هذا سأعطيكم حوافز و مكافآت بدون عمل ، و يكفى عندي أنكم موظفين لدى و يقوم هو بإنجاز الأعمال التي كلفنا بها ؟؟ اعتقد انه بلا شكك رجل مجنون لأنه افقد العمل جوهره افقده الثواب والعقاب اذن ما فائدة العمل هنا اذا كان على حال سيكافئنا فلو نمت فى بيتى سيعطينى راتبى زائد عليه الحوافز اما المنطق يقول اعمل تجد الثواب بدون عمل لا يوجد راتب او حوافز .
بمعنى اخر اذا أردت ان أقدم هدية لمسئول ما فهذا لأنه اكبر منى سلطة و اذا قدم هو هدية سيقدمها لمن هو اكبر منه لإنجاز الخدمة ؟ فلمن قدم المسيح نفسه ؟ لمن قدم المسيح كقربان ؟؟؟
السؤال هنا لو كان المسيح هو الله فهل قدم نفسه قربان لنفسه ؟
ام بفرض انه ابن الله فما فائدة إن يقدم الله ابنه قربان لنفسه ؟ و لماذا هذه الحيرة و كل هذا الجهد ؟؟ أما كان الله قادر على المغفرة و هو فى مكانه (والعياذ بالله) ؟
ام انه هناك اله آخر أقوى من الله (استغفر الله) قدم الله ابنه أو نفسه له فداء للبشرية ؟؟ خاصة وان القربان لا يقدم الا من الضعيف للأقوى من العبيد للسادة من البشر للالهة .
ان المسيح فى جوهر عقيدة الخلاص التي تؤدى بلا شك إلى طريق مجهول فى خضم بحر متلاطم من الأسئلة التي لا نهاية لها لمن قدم الله نفسه قربان هذه ليست عقيدتي إنما عقيدة النصارى و لماذا ظل أمر الخلاص سر و لم تذكره التوراة من قريب او بعيد و لم يذكره اى نبى من الأنبياء و لم يشر إلى أمر الخلاص او أن هناك قربان او خطيئة تورث و خلت كتب العهد القديم و إسفارها من ذكر هذه الخرافة .فهل يمكن ان يهان و يجلد و يصلب و يقتل الله على يد من خلقهم ؟ و لمن قدم المسيح الإله نفسه قربان اعتقد ان هذا لو صح لكان الإله المقدم له القربان هو أحق بالعبادة .
و كيف يكون اله وقد عرض عليه ابليس ملك الدنيا اما كان ابليس يعرف انه يخاطب الله او ابن الله وقد كتب متى في [ 4 : 8 ] :
ان إبليس أخذ المسيح إلي قمة جبل عال جداً ، وأراه جميع ممالك العالم ، وقال له : (( أعطيك هذه كلها إن جثوت وسجدت لي ! ))
كيف يطمع إبليس في أن يسجد له وأن يخضع له من فيه روح اللاهوت . . . ؟ !
ومن العجب أن الشيطان لا يبقى ويثبت مع وجود الملك ، فكيف يطمع ويثبت فيمن يعتقد ربوبيته و أنه صورة الله ؟
ألا يستحي المسيحيون وهم يقرأون هذا الكلام!! ألا يستحون وهم يعتقدون ان من فيه اللاهوت والربوبية و قد صحبه إبليس، وعرض عليه السجود له مقابل أن يملكه الدنيا .
مقال من كتاب حوارات و مناظرات
للأستاذ / خالد عبد اللطيف
المفضلات