1- في اللاهوت المسيحي العقيدة هي حقيقة موحاة من الله ومن شأنها أن ترسم الحدود الجوهرية للإيمان المسيحي. يتم تحديد حقيقة معينة كعقيدة عندما يتوافر فيها شرطان على الأقل:
ـ أن تكون هذه الحقيقة مستندة إلى الكتاب المقدس والتقليد الكنسي؛
ـ أن تُعلَن مِن قِبل سلطة كنسية معترف بها.
2- في تاريخ المسيحية حُدِّدت العقائد بسبب الخلافات التي كانت تهدد الإيمان وحتى العقائد المقبولة من جميع الكنائس، تعكس جدلاً تمَّ في زمن معين وحضارة معينة، لذلك فإن اللغة التي استعملتها الكنيسة لتحديد عقيدة ما يجب أن تُفهَم في ضوء الأحداث والمحيط الثقافي التي نشأت فيهِ. تعابير كـ "جوهر" و"طبيعة" تتخذ اليوم معان مختلفة عما كانت عليه في القرن الخامس يوم استعملتها الكنيسة في مجمع خلقيدونية. لهذا فإنه من الطبيعي أن تحتاج العقيدة ذاتها إلى تأويل صحيح يفسرها بحسب ما كانت تعنيهِ يوم أُعلِنت.
يقول البابا يوحنا بولس الثانى
اولا : الوحى والعقل
1-الإيمان والعقل هما بمثابة الجناحين اللذين يمكّنان العقل البشري(الانسان) من الارتقاء إلى تأمل الحقيقة أن كل حقيقة نُصيبها ما هي سوى مرحلة في الطريق إلى الحقيقة الكاملة التي سوف تظهر لنا في تجليّ الله الأخير: «الآن ننظر في مرآة، في إبهام، أمَّا حينئذٍ فوجهاً إلى وجه. الآن أعلم علماً ناقصاً، أما حينئذٍ فَسَأعْلَم كما عُلِمت»
2-إن المجمع الفاتيكاني، عندما يؤكد أن الأساقفة هم «شهود الحقيقة الإلهية والكاثوليكيّة» الشهادة للحقيقة هي إذن مسؤولية وُكلت إلينا تحن الأساقفة،
3- في منطلق كل فكر تخوض فيه الكنيسة، نجد اليقين بأنها مؤتمنة على رسالة تنبع في ذات الله (را 2 قو 4، 1-2). المعرفة التي تقدمها الكنيسة للإنسان ليست عصارة تفكيرها، مهما سما، بل نتيجة تلقيّها كلمة الله في الإيمان (را 1 طيم 2، 13).
4-المجمع الفاتيكاني الأول يعلمنا إذن أن الحقيقة التي نحصّلها عن طريق الفكر الفلسفي والحقيقة الصادرة عن الوحي لا تختلطان، وأن الواحدة لا تغني عن الأخرى: «هناك صنفان من المعرفة متميزان، لا من حيث المصدر وحسب، بـل من حيث الموضوع أيضاً.
5- أمّا من حيث المصدر، فلأن المعرفة الأولى تتوسّل العقل الطبيعي، وأمّا الثانية فتعتمد الإيمان الإلهي للوصول إلى المعرفة. وأمّا من حيث الموضوع، فلأن هناك ما يتخطى الحقائق التي يستطيع العقل الطبيعي أن يحصّلها، وهو مجموع ما يقدّمه لنا الإيمان من أسرارٍ مطويَّة في الله نعجز عن معرفتها إذا لم يكشفها الله لنا»
6- في ضوء هذه الاعتبارات، نصل إلى النتيجة الأولى الملزمة: الحقيقة التي ينقلها إلينا الوحي ليست هي الثمرة الناضجة أو القمة التي يفضي إليها فكر يفرزه العقل، بل تبدو لنا، بالعكس، حقيقة مجَّانيّة تُفعِّل الفكر ولا يمكن إلاَّ أن نتقبلها بمثابة تعبير من تعابير حبّ الله.
ثانيا: أومن لأفهم
1-العلاقة العميقة بين المعرفة بالإيمان والمعرفة بالعقل يعبّر عنها الكتاب المقدّس «طوبى للرجل الذي يتأمل في الحكمة ويتحدّث بها في عقله، ويفكّر في طرقها بقلبه ويتبصّر في أسرارها، وينطلق في إثرها » (ابن سيراخ 14، 20-27). 2- فالإيمان لا يتدخل ليقلّل من استقلالية العقل أو لينتقص من رقعة عمله، ولكن ليُفهِم الإنسان أن إله إسرائيل يتجلّى ويعمل من خلال هذه الأحداث. في سفر الأمثال«قلب الإنسان يفكّر في طريقه والرب يهدي خطواته» (16، 9)
3- العقل والإيمان لا يمكن إذن الفصل بينهما بدون أن يفقد الإنسان قدرته على أن يعرف ذاته، ويعرف الله والعالم معرفة وافية. من المستحيل إذن أن يقوم صراع أو منافسة بين العقل والإيمان
4- أن العقل مقدّر حق قدره، لا فوق قدره. فكل ما يصل إليه العقل يمكن أن يكون صحيحاً، ولكنه لا يكتسب ملء معناه إلاّ إذا وُضع محتواه في رؤية أوسع، هي رؤية الإيمان: «إنما خطوات الرجل من الربّ أمّا الإنسان فكيف يفهم طريقه؟» (سفر الأمثال 20، 24). «مخافة الرب رأس العلم» (سفر الأمثال 1، 7؛ را ابن سيراخ 1، 14).
ثالثا: أفهم لأومن
1-الإنسان منذ مولده يلفي نفسه مندمجاً في تقاليد مختلفة يستمدّ منها مجموعة من الحقائق التي يعتنقها اعتناقاً غريزياً نوعاً ما.وفي كل حال، لا بدّ للإنسان، عند نموّه ونضجه الشخصي، من أن يضع هذه الحقائق نفسها موضع الشك ويخضعها لنشاط فكره الناقد. ولكن هذا لا يمنع الإنسان، بعد هذه المرحلة العابرة، من أن «يعود ويجد» هذه الحقائق، ارتكازاً على اختباره لها أو اعـتماداً على استنتاجات فكره.
2- وحدة الحقيقة هي من أسس مسلّمات العقل البشري، يعبّر عنها مبدأ اللاتناقض. أن الحقيقة المستقاة من الوحي هي نفسها الحقيقة التي ندركها في ضؤ العقل
رابعا: الصلات بين الإيمان والعقل
1- الرباط القائم بين العقل والدين يعود الفضل في إظهاره إلى آباء الفلسفة. لم يكتفوا بالأساطير القديمة بل أرسَوا معتقدهم في الألوهة على مرتكزٍ عقلي. فأُقِرَّت خُرافية الأساطير وطُهِّرت الديانة، وإن جزئياً، بفضل التحليل العقلاني.القديس بولس في رسالته التحذيرية إلى أهل قولوسي: «إياكم وأن يخلبكم أحد بالفلسفة، بذلك الغرور الباطل القائم على سُنّة الناس وأركان العالم، لا على المسيح» (قول 2، 8).
2-يقول القديس توما نور العقل ونور الإيمان كلاهما من الله، على حدّ تفسيره، ولذا لايستطيعان أن يتناقضا .الإيمان لا يخشى إذن العقل بل يلتمسه ويثق به. الإيمان يفترض العقل ويكمّله. العقل المستنير بالإيمان يتحرّر من الأوهان والمحدوديات أن العقل البشري لا يتلاشى ولا يُقهر عندما يذعن لمحتوى الإيمان
3- أن العلاقة الراهنة بين الإيمان والعقل لا تزال تقتضي جهداً تمحيصيّاً متيقظاً، لأن العقل والإيمان كلاهما قد افتقرا وضعُفا الواحد تجاه الآخر. فالعقل الذي حُرِم رِفد الوحي راح يخبط في دروب جانبية بإمكانها أن تثنيه عن رؤية هدفه الأخير. والإيمان، بدون العقل، أخذ يركّز على الإحساس والاختبار، متعرّضاً لأن تسقط عنه ميزته الشمولية.
4- من العبث إذن التفكير بأن الإيمان يقوى بإزاء عقل ضعيف؛ بل هو يتعرض، بالعكس، لأن يمسي مجرّد أسطورة أو خرافة. وكذلك العقل، إذا لم يواكبه إيمان بالغ، لا يعود يهتم لما هو جديد وجذري في الحياة.
خامسا :تدخلات السلطة التعليمية في نطاق-الفلسفة
1- السلطة التعليمية في خدمة الحقيقة والكنيسة لا تقترح فلسفتها الخاصة ولا تكرّس أي فلسفة على حساب الفلسفات الأخرى إلاّ أن من واجبها أن تتصدى بقوّة ووضوح لكل طرح فلسفي مشبوه يهدّد فهم الوحي بوجه صحيح ولكل نظرية مزيَّفة ومنحازة تنشر من الأضاليل الخطيرة ما يبلبل إيمان شعب الله ويعكّر صفوه وبساطته.
2- من حق السلطة التعليمية أن تحدّد، قبل كل شيء، ما هي المفترضات وما هي الخلاصات التي لا تتناغم مع الحقيقة الموحاة، وتوضح، بالتالي، المقتضيات التي تُلزم الفلسفة من وجهة نظر الإيمان.
3- فالكتاب المقدّس، في نظر الكنيسة، ليس هو المرجع الوحيد. «فقاعدة الإيمان العليا» تستمدها من الوحدة التي حققها الروح بين التقليد المقدّس والكتاب المقدس والسلطة التعليمية في الكنيسة، بحيث لا يمكن لأيٍ من هذه المراجع الثلاثة أن يستمرّ بطريقة مستقلة» .
4-من بين العناصر الموضوعية في الفلسفة المسيحية نجد أيضاً ضرورة البحث في معقولية بعض الحقائق الواردة في الكتب المقدّسة، من بينها، مثلاً، ما أُكرِم به الإنسان من دعوة تفوق الطبيعة، وقضيةُ الخطيئة الأصلية نفسها. هذه المهمّات تحث العقل على الاعتراف بوجود ما هو حقُّ وعقلاني خارج الحدود الحصريّة التي قد ينـزوي فيها العقل. هذه القضايا توسّع، في الواقع، نطاق النشاط العقلاني.
5- وضع الفلسفة الذي نبحث فيه الآن يجب أن يخضع مباشرة، مع اللاهوت، لإشراف السلطة التعليمية ورقابتها،
6- وخلاصة القول أن الوحي المسيحي هو، في الحقيقة، نقطة التلاقي والتواجه بين الفكر الفلسفي والفكر اللاهوتي في علاقاتهما المتبادلة.ما نتمناه إذن على اللاهوتيين والفلاسفة أن يهتدوا بهدي سلطة الحقيقة الواحدة، فيصوغوا فلسفة تتجانس مع كلام الله.
7- يجب أن يقوم بعض الفلاسفة رواداً يعملون على إعادة اكتشاف التقليد ودوره الحاسم في الوصول إلى صيغة معتدلة في المعرفة. والواقع أن الركون إلى التقليد ليس مجرَّد تذكير بالماضي، بل هو الإقرار بقيمة تراث ثقافي هو ملك البشرية كلها. ويمكن القـول أيضاً إننا نحن المعنيّون بالتقليد وأنه لا يسوغ لنا أن نتلاعب به كما نشاء. ارتدادنا إلى جذور التقليد هو الذي يتيح لنا التعبير عن فكر مبتكر وجديد وشاخص إلى المستقبل.(ات)
من هذه الرسالة نستفيد النتائج الاتية
1- ان مصادر الايمان المسيحى كما حددها (المعصوم فى زعم اتباعه) رئيس الكنيسة الكاثوليكية ونقلناها فى الرسالة باعلاه هى
«فقاعدة الإيمان العليا» تستمدها من الوحدة التي حققها الروح بين التقليد المقدّس والكتاب المقدس والسلطة التعليمية في الكنيسة، بحيث لا يمكن لأيٍ من هذه المراجع الثلاثة أن يستمرّ بطريقة مستقلة» (
2- ان هناك ازمة فى الادلة العقلانية لدى المسيحية حتمت على البابا ان يفتح من جديد الباب امام العقل ولكن بحدود , وحتى لانتهم بالتحيز وسوء الفهم ننقل مايؤيد فهمنا هذا من رسالة للاب هنرى بولاد اليسوعى بعنوان منطق الثالوث حيث يقول

موضوع الثالوث الأقدس بالغ الأهمّيّة في الإيمان المسيحيّ. ذلك بأنَّ أكثر الأسئلة وأحرجها في هذا المَيْدان تدور حول الثالوث الأقدس، سواء أكانت من الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا أمّ من التي يطرحها علينا الآخرون.. وترسّخ إيماننا بالثالوث الأقدس في حياتنا على مستوى غير واعٍ في أغلب الأحيان، لكنّنا نفـاجَأ، وربّما إلى حدّ الفزع، حين نجد أنفسنا عاجزين عن إيجاد ردّ مقنع وعلى مستوى منطقيّ من التفكير.)

)A Beginner's Guide to the Anglican Church( وننقل
وهو موقع انجيلى
(The Parish of Saint John the Evangelist, Roslyn من موقع (
What is the Trinity?
The short answer is; we don't know. ...... In the past, theologians have attempted to explain and codify the idea of the Trinity,
but in fact it's something which we don't fully understand.
وترجمة ذلك( مامعنى الثالوث؟ الاجابة المختصرة : لا نعرف ..... لقد حاول علماء اللاهوت فى الماضى شرح وتقنين فكرة التثليث ولكن الحقيقة انها شىْ لانستطيع ان نفهمه تماما)ْ
3- ان رجال الدين الكاثوليك هم الذين يمكنهم ومن واجبهم كشف الحقيقة مستندين على مقولات الاباء
أن الأساقفة هم «شهود الحقيقة الإلهية والكاثوليكيّة» الشهادة للحقيقة هي إذن مسؤولية وُكلت إلينا تحن الأساقفة، .... ارتدادنا إلى جذور التقليد هو الذي يتيح لنا التعبير عن فكر مبتكر وجديد وشاخص إلى المستقبل.
4-الايمان يحكم العقل
مهمة العقل أن يجد معنىً ويكتشف الأسباب التي تُتيح للجميع الوصول إلى شيء من فهم محتوى الإيمان. «ثمة مرتبتان للمعرفة متميزتان لا بالمصدر وحسب بل بالموضوع أيضاً» لا بدّ من التأكيد على الفرق بين أسرار الإيمان والكشوف الفلسفية، وكذلك على سموّ وتقدّم الأولى على الثانية.
5-التعليم الدينى يحكم الايمان والعقل
من حق السلطة التعليمية أن تحدّد، قبل كل شيء، ما هي المفترضات وما هي الخلاصات التي لا تتناغم مع الحقيقة الموحاة، وتوضح، بالتالي، المقتضيات التي تُلزم الفلسفة من وجهة نظر الإيمان. من هنا واجب السلطة التعليمية أن تحدّد وتشجع نمطاً من الفكر الفلسفي لا ينافي الإيمان
6- خلاصة القول ان الكنيسة تحكم كل شىء وبالتالى فان الاباء هم مصدر تفسير الوحى وهم المكلفون باظهار الحقيقة والرقابة على عقل البشر فهم كما يقولون شهود الحق فهل شهدوا بالحق ام تحولوا الى شهود زور
لمزيد من التفصيل:
جامع العقائد الجزء الاول – اهل السنة
http://www.4shared.com/file/38082887/2e4d06a8/____.html
جامع العقائد الجزء الثانى - المسيحية
http://www.4shared.com/file/38083183/9e4d9e5b/__2_.html
جامع العقائد الجزء الثالث - الصوفية
http://www.4shared.com/file/38083302/2217f0ab/___3.html
جامع العقائد الجزء الرابع – اهل الحديث
http://www.4shared.com/file/38083514/d6e2186d/__4.html
جامع العقائد الجزء الخامس - الشيعة
http://www.4shared.com/file/37784969..._5_online.html
الامامة ولوازمها عند الشيعة
http://www.4shared.com/file/37593063...ified=929a0869
جامع العقائد شاملة
http://www.4shared.com/file/39612028.../__online.html