الرضاعة الطبيعية الغذاء الأمثل للطفل

بقلم الدكتور حجي ابراهيم الزويد

إنَّ الرضاعة الطبيعية هي الطريقة المثلي لتغذية الطفل ولاسيما خلال الشهور الثلاثة أشهر الأولى من العمر لما لها من فوائد متعددة ليس للطفل فقط بل للأم أيضا ‏.‏


‏تبدأ هذه العلاقة المتينة بين الطفل والأم المرضعة بعد الولادة فالتلامس المبكر بين الأم والطفل فور الولادة مباشرة يقوي الرابطة بينهما وينشيء علاقة عاطفية حميمة بينهما‏,ويزيد من ثقتها بقدرتها علي رعاية طفلها.

‏تمتاز الرضاعة الطبيعية أنها جاهزة دائماً متوفرة للطفل في أي وقت يحتاجها دونما التقييد بمواعيد ثابتة لأن ادرار اللبن يرتبط ارتباطاً قوياً بعملية مص الطفل للثدي.


‏إنَّ الخطأ الذي تفعله بعض الأمهات ( الغير موظفات) ‏بإعطاء رضعات خارجية يقلل من درجة فعاليةالرضاعة الطبيعية وبالتالي يقلل من افراز الحليب بالاضافة إلي الارتباك الذي يحدث للطفل بين الرضاعة من الأم ومن الحليب الاصطناعي مما قد يؤدي في أحيان كثيرة إلى رفض الطفل للرضاعة الطبيعية لكون طعم الحليب الخاجي أكثر حلاوة علاوة علي التأثير السلبي على مقدرة الأم علي ارضاع طفلها فقد تظن ان لبنها غير كافي أو غير مغذي‏.‏

ينبغي أن تعلم كل أم ان كل ما هو مطلوب للطفل بعد الولادة هو فقط لبنها‏(‏ اللبأ‏)‏ خلال اليومين أو الثلاثةة الأولي وهو مغذي وملين ويحتوي علي اجسام مناعية وبعد ذلك يتوفر اللبن بكميات كبيرة.

ولذا فإن إعطاء الماء والسكر للوليد ( دون استشارة طبية) هي من الممارسات الخاطئة
, لأنها تسبب تأرجحاً في مستوى الجلوكوز بالدم

‏على الأم المرضع الاهتمام بتغذيتها بشكل جيد ‏والإكثار من شرب السوائل ليساعد ذلك على إدرار الحليب( لأنه يقل تدفق الحليب في الجو الحار الجاف إذا فقدت الأم كمية معينة من السوائل),‏ كما أنه ينبغي عليها أن تبتعد عن بعض المأكولات والمشروبات التي قد تمر من خلال اللبن وتؤثر في الطفل.

إن مستوى أداء الرضاعة الطبيعية يرتبط بكل من تغذية الأم وغددها والعوامل الفسيولوجية.

أولاً : التغذية :

- إذا كانت تغذية الأم غير مناسبة فإن ناتج الحليب يقل

ثانياً : العوامل الهرمونية

يعتمد تطور ونمو وظيفة الإفراز في الثدي على حث الهرمونات المناسبة. في الحمل يحدث تطور في جهاز الإفراز بغدة الثدي بتأثير بعض الهرمونات, كما أن المخاض يحفز الفص الأمامي للغدة النخامية على إفراز مادة البرولاكتين الذي يؤثر في الغدد اللبنية بالثدي ويدفعها إلى تكوين اللبن وإفرازه.

الفعل المنعكس لإطلاق الحليب :

تبدأ الغدد اللبنية بالثدي في لإفراز الحليب, أما استمرار لإفرازه وتدفقه خلال القنوات اللبنية فيتم عن طريق آلية العصب الهرموني, والذي يُعرف عادة بالفعل المنعكس لإطلاق الحليب.

تغذي حلمة الثدي والهالة التي تحيط بها شبكة غنية بالأعصاب.

عند ما يلامس الطفل حلمة الثدي تنبه الأعصاب الحسية المغذية للحلمة التي ترسل بدورها إشارة إلى الهايبوثالامس الذي يقوم بحث الغدة النخامية على إفراز مادة البرولاكتين ( هرمون الحليب).

يقوم البرولاكتين بتنشيط الغدد اللبنية بالثدي وحثها على الإفراز.

وهناك هرمون لآخر هو هرمون oxoytocin الأوكسيتوسين يفرزه الفص الخلفي للغدة النخامية, ويسبب هذا الهرمون انقباض الخلايا السطحية العضلية بالثدي التي تقوم بعدئذ بدفع اللبن خلال القنوات اللبنية.

ولربما لاحظ بعض النساء أنه عند وضع الطفل على أحد الثديين, فإن الثدي الآخر يبدأ بتنقيط بعض اللبن, ومن هنا جاء مصطلح الفعل المنعكس لإطلاق الحليب let-down reflex

يعتبر رد الفعل المنعكس لإطلاق الحليب أهم ردود الفعل الفسيولوجية للرضاعة الناجحة.

أي علامل يكبت رضاعة الطفل للثدي يؤثر في رد الفعل المنعكس وبالتالي في إفراز الحليب, مما يؤدي في النهاية إلى جفاف الثدي.

ولهذا فإن التفريغ المنتظم والمتكرر للثدي عن طريق الرضاعة يحفز إفراز وتدفق الحليب.

من النصائح للأم المرضع :

- إعطاء الطفل الثدي بعد ولادته بعد أن تكون الأم مهيأة لذلك.

- إعطاء الطفل الثدي كلما رغب في ذلك

- تجنب إعطاء الطفل السكر المذاب دون حاجة, لأن هذا يؤدي إلى إضعاف رد الفعل المنعكس لإطلاق الحليب, وذلك بتقليل حافز الرضاعة.

- تجنب الضغوط النفسية لأن لها تأثيراً سلبيا في عملية الرضاعة.

- الإهتمام بالتغذية المتوازنة للأم والإكثار من شرب السوائل ولا سيما في الأجواء الحارة.