بسم الله الرحمن الرحيم

كما اعتدنا من قبل فان اعداء الدين من اليهود و النصارى و الملاحدة لا يتورعون عن اختلاق الاكاذيب على سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم للطعن فيه و لكن هيهات فان التحقيق و التدقيق يكشف كذب وبطلان دعاويهم المبنية على الكذب الممزوج بالجهل

و هنا مثال واحد على هذا الكذب الصريح من قبل المستشرقين و خاصة اولئك الذين اشرفوا و شاركوا في كتابة الموسوعة اليهودية :
In the summer of 625 Mohammed attacked and besieged the Banu al-Naḍir. There appears to have been no satisfactory pretext for the attack. Mohammed claimed that he had received a revelation telling him of the treachery of the Jews. After a siege of fifteen or twenty days Abdallah ibn Ubai prevailed on the Naḍir to surrender. They were exiled, being allowed to take their goods with them, and emigrated toward the north, settling in Khaibar and in Syria.
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/10545-medina

و الكذب هنا الادعاء بانه لا يوجد اي دليل على ان بني النضير غدروا و نقضوا العهد و ادعو ان هذا كله مرجعه الى الوحي الذي نزل على نبينا صلى الله عليه وسلم و الذي انباه بالغدر
و هذا من الكذب الصريح و سببه الجهل الفظيع بالروايات الصحيحة

و ردنا على هذه الكذبة سيكون مقسوما الى قسمين :
1. بيان ضعف الرواية المشهورة في المغازي عن سبب غزوة بني النضير و التي اعتمد عليها هؤلاء الكذبة و تضعيف اهل العلم لها
2. ذكر الرواية الصحيحة عن غدر بني النضير مع تصحيح اهل العلم لها
.

اولا : ضعف الرواية المشهورة عن سبب غزوة بني النضير :
و المقصود بالرواية المشهورة هنا هي رواية ابن اسحاق في المغازي و التي فيها استعانة النبي صلى الله عليه بيهود بني النضير من اجل دفع دية عمرو بن امية الضمري وقد رويت بعدة طرق كلها ضعيفة

اولا : طريق ابن اسحاق :
نقرا في سيرة ابن هشام الجزء الثاني :
قال ابن إسحاق: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير يستعينهم في دية ذينك القتيلين من بني عامر ، اللذين قتل عمرو بن أمية الضمري ، للجوار الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد لهما ، كما حدثني يزيد بن رومان ، وكان بين بني النضير وبين بني عامر عقد وحلف . فلما أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينهم في دية ذينك القتيلين ، قالوا نعم ، يا أبا القاسم ، نعينك على ما أحببت ، مما استعنت بنا عليه ثم خلا بعضهم ببعض ، فقالوا : إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه - ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب جدار من بيوتهم قاعد - فمن رجل يعلو على هذا البيت ، فيلقي عليه صخرة ، فيريحنا منه ؟ فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب ، أحدهم ، فقال : أنا لذلك ، فصعد ليلقي عليه صخرة كما قال ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه ، فيهم أبو بكر وعمر وعلي ، رضوان الله عليهم . فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما أراد القوم ، فقام وخرج راجعا إلى المدينة . فلما استلبث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ، قاموا في طلبه ، فلقوا رجلا مقبلا من المدينة ، فسألوه عنه ؛ فقال : رأيته داخلا المدينة . فأقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى انتهوا إليه صلى الله عليه وسلم ، فأخبرهم الخبر ، بما كانت اليهود أرادت من الغدر به ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ لحربهم ، والسير إليهم .

التحقيق : الرواية ضعيفة لعلة :
الارسال من ابن اسحاق فهو لم يدرك الواقعة وقد ولد سنة ثمانين للهجرة .
نقرا في سير اعلام النبلاء للامام الذهبي رحمه الله الجزء السابع الطبقة السادسة :
((محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار ، وقيل : ابن كوثان العلامة الحافظ الأخباري... ولد ابن إسحاق سنة ثمانين ورأى أنس بن مالك بالمدينة ، وسعيد بن المسيب . ))

الطريق الثاني : طريق الواقدي :
نقرا في مغازي الواقدي الجزء الاول :
حَدّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَمُحَمّدُ بْنُ صَالِحٍ، وَمُحَمّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ سَهْلٍ، وَابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، فِي رِجَالٍ مِمّنْ لَمْ أُسَمّهِمْ، فَكُلّ قَدْ حَدّثَنِي بِبَعْضِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَبَعْضُ الْقَوْمِ كَانَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ، وَقَدْ جَمَعْت كُلّ الّذِي حَدّثُونِي، قالوا: أقبل عمرو ابن أُمَيّةَ مِنْ بِئْرِ مَعُونَةَ حَتّى كَانَ بِقَنَاةٍ،.....قَدْ أَنَى لَك أَنْ تَزُورَنَا وَأَنْ تَأْتِيَنَا، اجْلِسْ حَتّى نُطْعِمَك! وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَنِدٌ إلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِهِمْ، ثُمّ خَلَا بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ فَتَنَاجَوْا، فَقَالَ حُيَيّ بْنُ أَخْطَبَ: يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ، قَدْ جَاءَكُمْ مُحَمّدٌ فِي نَفِيرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ لَا يَبْلُغُونَ عَشْرَةً- وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَلِيّ، وَالزّبَيْرُ، وَطَلْحَةُ، وَسَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، وأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ- فَاطْرَحُوا عَلَيْهِ حِجَارَةً مِنْ فَوْقِ هَذَا الْبَيْتِ الّذِي هُوَ تَحْتَهُ فَاقْتُلُوهُ، فَلَنْ تَجِدُوهُ أَخْلَى مِنْهُ السّاعَةَ! فَإِنّهُ إنْ قُتِلَ تَفَرّقَ أَصْحَابُهُ، فَلَحِقَ مَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ قُرَيْشٍ بِحَرَمِهِمْ، وَبَقِيَ مَنْ هَاهُنَا مِنْ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ حُلَفَاؤُكُمْ، فَمَا كُنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَصْنَعُوا يَوْمًا مِنْ الدّهْرِ فَمِنْ الْآنَ! فَقَالَ عَمْرُو بْنُ جَحّاشٍ: أَنَا أَظْهَرُ عَلَى الْبَيْتِ فَأَطْرَحُ عَلَيْهِ صَخْرَةً. قَالَ سَلّامُ بْنُ مِشْكَمٍ: يَا قَوْمِ، أَطِيعُونِي هَذِهِ الْمَرّةَ وَخَالِفُونِي الدّهْرَ! وَاَللهِ إنْ فَعَلْتُمْ لَيُخْبَرَنّ بِأَنّا قَدْ غَدَرْنَا بِهِ، وَإِنّ هَذَا نَقْضُ الْعَهْدِ الّذِي بَيْنَنَا وبينه، فلا تفعلوا! ألا فو الله لَوْ فَعَلْتُمْ الّذِي تُرِيدُونَ لَيَقُومَنّ بِهَذَا الدّينِ مِنْهُمْ قَائِمٌ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يَسْتَأْصِلُ الْيَهُودَ وَيُظْهِرُ دِينَهُ! وَقَدْ هَيّأَ [ (1) ] الصّخْرَةَ لِيُرْسِلَهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَحْدُرَهَا، فَلَمّا أَشْرَفَ بِهَا جَاءَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَبَرُ مِنْ السّمَاءِ بِمَا هَمّوا بِهِ، فَنَهَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيعًا كَأَنّهُ يُرِيدُ حَاجَةً، وَتَوَجّهَ إلَى الْمَدِينَةِ وَجَلَسَ أَصْحَابُهُ يَتَحَدّثُونَ وَهُمْ يَظُنّونَ أَنّهُ قَامَ يَقْضِي حَاجَةً، ))

التحقيق : الرواية ضعيفة لعلتين
:
1. الواقدي ضعيف كذاب يركب الاسانيد و يتفرد بالغرائب و متهم بالوضع
نقرا من ترجمته في تهذيب الكمال الجزء التاسع :
(( قال أَبُو بكر الأثرم : سمعت أبا عَبْد اللَّهِ يقول في حديث نبهان : هذا قوله : " عمياوان أنتما ".
قال : هذا حديث يونس ، لم يروه غيره .
ال أَبُو عَبْد اللَّهِ : وكان الواقدي رَوَاهُ عن معمر ، وتبسم أي ليس من حديث معمر.
حدثناه عَبْد الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ المبارك عن يونس.
وقال زكريا بن يحيى الساجي مُحَمَّد بن عمر بن واقد الأسلمي قاضي بغداد متهم.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ ، قال : سمعت أَحْمَد بن حنبل يقول : لم نزل ندافع أمر الواقدي حتى روى عن : معمر عن الزهري عن نبهان عن أم سلمة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ " أفعمياوان أنتما " فجاء بشيء لا حيلة فيه والحديث حديث يونس لم يروه غيره .
وقال أَبُو جعفر العقيي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن حنبل قال : حَدَّثَنِي أَبِي قال : سمعت وكيعا يقول لأبي عَبْد الرَّحْمَنِ يعني الضرير وحدث بحديث زمعة في غسل الحصا للجمار فقال : لو كنت عند الواقدي لحدثك فيه بكذا وكذا يعني كذا وكذا حديث قال أبي : كان الواقدي بعث إلى المنبهي يستعير كتبه يقول : يدخلها في كتبه وكنا نرى أن عنده كتبا من كتب الزهري فكان يحمل وربما قال : يجمع يقول : فلان وفلان عن الزهري حديث نبهان عن معمر والحديث لم يروه معمر إنما هو حديث يونس حدثناه عَبْد الرَّزَّاقِ عن يونس كان يحمل الحديث ليس هو من حديث معمر قال : وسمعت أبي مرة أخرى يقول : ما أشك في الواقدي أنه كان يقلبها يعني الأحاديث يقول : يحمل حديث يونس على معمر
وقال البخاري : الواقدي مديني سكن بغداد متروك الحديث تركه أَحْمَد وابن نمير وابن المبارك وإسماعيل بن زكريا وقال في موضع آخر : كذبه أَحْمَد
وقال معاوية بن صالح : قال لي أَحْمَد بن حنبل : هو كذاب
وقال معاوية أيضا عن يحيى بن معين : ضعيف وقال في موضع آخر : ليس بشيء وقال في موضع أخر : قلت ليحيى : لم لم تعلم عليه حيث كان الكتاب عندك قال : أستحيي من ابنه وهو لي صديق قلت : فماذا تقول فيه قال : كان يقلب حديث يونس يغيرها عن معمر ليس بثقة وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين : ليس بشيء وقال عبد الوهاب بن الفرات الهمذاني : سألت يحيى بن معين عن الواقدي فقال : ليس بثقة
وقال المغيرة بن مُحَمَّد المهلبي : سمعت علي بن المديني يقول : الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي ولا ارضاه في الحديث ولا في الأنساب ولا في شيء
وقال أَبُو دَاوُدَ : أخبرني من سمع علي بن المديني يقول : روى الواقدي ثلاثين ألف حديث غريب
وقال مسلم : متروك الحديث
وقال النسائي : ليس بثقة
وقال الحاكم أَبُو أَحْمَد : ذاهب الحديث .
وقال عَبْد الرَّحْمَنِ بن أبي حاتم : حَدَّثَنِي أَبِي قال : حَدَّثَنَا معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله الأشعري الدمشقي قال : سمعت سنيد بن داود يقول : كنا عند هشيم فدخل الواقدي فسأله هشيم عن باب ما يحف فيه فقال له الواقد : ما عندك يا أبا معاوية ؟ فذكر خمسة أحاديث أو ستة في الباب ثم قال للواقدي : ما عندك ؟ فحدثه بثلاثين حديثا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وأصحابه التابعين ثم قال : سألت مالكا وسألت بن أبي ذئب وسألت وسألت فرأيت وجه هشيم يتغير وقام الواقدي فخرج فقال هشيم : لئن كان كذابا فما في الدنيا مثله ، وإن كان صادقا فما في الدنيا مثله.))

و نقرا في تهذيب التهذيب لابن حجر رحمه الله الجزء التاسع :
((قلت: قال الشافعي فيما أسنده البيهقي كتب الواقدي كلها كذب.
وقال النسائي في الضعفاء الكذابون المعروفون بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة الواقدي بالمدينة ومقاتل بخراسان ومحمد ابن سعيد المصلوب بالشام وذكر الرابع وقال ابن عدي أحاديثه غير محفوظة والبلاء منه.
وقال ابن المديني عنده عشرون الف حديث يعنى ما لها أصل وقال في موضع آخر ليس هو بموضع للرواية وإبراهيم بن أبي يحيى كذاب وهو عندي أحسن حالا من الواقدي.
وقال أبو داود لا أكتب حديثه ولا أحدث عنه ما أشك أنه كان يفتعل الحديث ليس ننظر للواقدي في كتاب الا تبين أمره وروى في فتح اليمن وخبر العنسي أحاديث عن الزهري ليست من حديث الزهري وقال بندار ما رأيت أكذب منه.
وقال إسحاق بن راهويه هو عندي ممن يضع
وحكى أبو العرب عن الشافعي قال كان بالمدينة سبع رجال يضعون الأسانيد أحدهم الواقدي
وقال أبو زرعة الرازي وأبو بشر الدولابي والعقيلي متروك الحديث
وقال أبو حاتم الرازي وجدنا حديثه عن المدنيين عن شيوخ مجهولين مناكير قلنا يحتمل أن تكون تلك الأحاديث منه ويحتمل أن تكون منهم ثم نظرنا إلى حديثه من ابن أبي ذئب ومعمر فإنه يضبط حديثهم فوجدناه قد حدث عنهما بالمناكير فعلمنا أنه منه فتركنا حديثه وحكى ابن الجوزي عن أبي حاتم أنه قال كان يضع.
وثنا أحمد بن محمد يعني ابن محرز ثنا عمرو الناقد قال قلت للواقدي تحفظ عن الثوري عن ابن خثيم عن عبد الرحمن بن نبهان عن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أبيه في لعن زوارات القبور فقال حدثنا سفيان فقلت لعله علي فأملاه علي بالسند فقال أنا عبد الرحمن ابن ثوبان فقلت الحمد لله الذي أوقعك أنت تعرف انساب الجن مثل هذا يخفى عليك. قال الساجي والحديث حديث قبيصة ما رواه عن سفيان غيره
وقال النووي في شرح المهذب في كتاب الغسل منه الواقدي ضعيف باتفاقهم
وقال الذهبي في الميزان استقر الاجماع على وهن الواقدي وتعقبه بعض مشائخنا بما لا يلاقي كلامه
وقال الدارقطني الضعف يتبين على حديثه
وقال الجوزجاني لم يكن مقنعا.))

2. الارسال من شيوخ الواقدي المذكورين في السند و كلهم لم يدركوا الواقعة و لا ادركوا النبي صلى الله عليه وسلم . و على اية حال فالرواية لا تصح اليهم نظرا لضعف الواقدي الشديد .

ثالثا : طريق موسى بن عقبة :
نقرا في مغازي موسى بن عقبة الجزء الاول الصفحة 292 :
عن موسى بن عقبة قال : هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج الى بني النضير يستعينهم في عقل الكلابيين ... فلما كلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في عقل الكلابيين قالوا: ....))

التحقيق: الرواية ضعيفة لعلة :
الارسال من موسى بن عقبة فقد عده الذهبي رحمه الله من الطبقة الرابعة من التابعين فهو لم يشهد الواقعة و لا ادرك زمن النبوة
.

وقد ضعف الرواية الامام بن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب المغازي و سنذكر كلامه في النقطة الثانية


ثانيا : ذكر الرواية الصحيحة في غدر بني النضير و اجلائهم :

نقرا في سنن ابو داود كتاب الخراج و الامارة و الفيء باب في خبر بني النضير اب في خبر النضير 3004 حدثنا محمد بن داود بن سفيان حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن كفار قريش كتبوا إلى ابن أبي ومن كان يعبد معه الأوثان من الأوس والخزرج ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بالمدينة قبل وقعة بدر إنكم آويتم صاحبنا وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنه أو لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبي ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لقيهم فقال لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ ما كانت تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم تفرقوا فبلغ ذلك كفار قريش فكتبت كفار قريش بعد وقعة بدر إلى اليهود إنكم أهل الحلقة والحصون وإنكم لتقاتلن صاحبنا أو لنفعلن كذا وكذا ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم شيء وهي الخلاخيل فلما بلغ كتابهم النبي صلى الله عليه وسلم أجمعت بنو النضير بالغدر فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرج إلينا في ثلاثين رجلا من أصحابك وليخرج منا ثلاثون حبرا حتى نلتقي بمكان المنصف فيسمعوا منك فإن صدقوك وآمنوا بك آمنا بك فقص خبرهم فلما كان الغد غدا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكتائب فحصرهم فقال لهم إنكم والله لا تأمنون عندي إلا بعهد تعاهدوني عليه فأبوا أن يعطوه عهدا فقاتلهم يومهم ذلك ثم غدا الغد على بني قريظة بالكتائب وترك بني النضير ودعاهم إلى أن يعاهدوه فعاهدوه فانصرف عنهم وغدا على بني النضير بالكتائب فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء فجلت بنو النضير واحتملوا ما أقلت الإبل من أمتعتهم وأبواب بيوتهم وخشبها فكان نخل بني النضير لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة أعطاه الله إياها وخصه بها فقال وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب يقول بغير قتال فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم أكثرها للمهاجرين وقسمها بينهم وقسم منها لرجلين من الأنصار وكانا ذوي حاجة لم يقسم لأحد من الأنصار غيرهما وبقي منها صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي في أيدي بني فاطمة رضي الله عنها

تصحيح اهل العلم للرواية :
نقرا في صحيح و ضعيف سنن ابي داود رحمه الله للالباني رحمه الله الحديث 3004 : ((اسناده صحيح))
و نقرا في تحقيق سنن ابي داود رحمه الله (تخريج سنن ابي داود رحمه الله للمحقق شعيب الارنؤوط) الحديث رقم 3004 : ((اسناده صحيح))
وقد صحح الرواية ايضا الحافظ بن حجر رحمه الله وصرح ايضا بضعف رواية ابن اسحاق رحمه الله على شهرتها حيث قال في فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب المغازي باب حديث بني النضير :
(( وروى ابن مردويه قصة بني النضير بإسناد صحيح إلى معمر عن الزهري " أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : كتب كفار قريش إلى عبد الله بن أبي وغيره ممن يعبد الأوثان قبل بدر يهددونهم بإيوائهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ....وكذا أخرجه عبد بن حميد في تفسيره عن عبد الرزاق ، وفي ذلك رد على ابن التين في زعمه أنه ليس في هذه القصة حديث بإسناد ، قلت : فهذا أقوى مما ذكر ابن إسحاق من أن سبب غزوة بني النضير طلبه - صلى الله عليه وسلم - أن يعينوه في دية الرجلين ، لكن وافق ابن إسحاق جل أهل المغازي ، فالله أعلم . ))

وقد رويت الرواية بلفظ مطول يرد مزاعم المستشرقين الكذبة :
مصنف الامام عبد الرزاق الجزء الخامس كتاب المغازي باب وقعة بني النضير
9733 عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري قال : وأخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن رجل ، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : " أن كفار قريش كتبوا إلى عبد الله بن أبي ابن السلول ، ومن كان يعبد الأوثان من الأوس والخزرج ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بالمدينة ، قبل وقعة بدر يقولون : إنكم آويتم صاحبنا ، وإنكم أكثر أهل المدينة عددا ، وإنا نقسم بالله لتقتلنه ، أو لتخرجنه ، أو لنستعن عليكم العرب ، ثم لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم ، ونستبيح نساءكم ، فلما بلغ ذلك ابن أبي ومن معه من عبدة الأوثان تراسلوا فاجتمعوا ، وأرسلوا ، وأجمعوا لقتال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فلقيهم في جماعة فقال : " لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ ، ما كانت لتكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم ، فأنتم هؤلاء تريدون أن تقتلوا أبناءكم وإخوانكم " فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم تفرقوا ، فبلغ ذلك كفار قريش ، وكانت وقعة بدر فكتبت كفار قريش بعد وقعة بدر إلى اليهود : إنكم أهل الحلقة والحصون ، وإنكم لتقاتلن صاحبنا ، أو لنفعلن كذا وكذا ، ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم [ شيء ] وهو الخلاخل فلما بلغ كتابهم اليهود أجمعت بنو النضير [ على ] الغدر ، فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم اخرج إلينا في ثلاثين رجلا من أصحابك ، ولنخرج في ثلاثين حبرا حتى نلتقي في مكان كذا نصف بيننا وبينكم ، فيسمعوا منك ، فإن صدقوك وآمنو بك ، آمنا كلنا ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثين من أصحابه ، وخرج إليه ثلاثون حبرا من اليهود حتى إذا برزوا في براز من الأرض ، قال بعض اليهود لبعض : كيف تخلصون إليه ، ومعه ثلاثون رجلا من أصحابه كلهم يحب أن يموت قبله ، فأرسلوا إليه : كيف تفهم ونفهم ونحن ستون رجلا ؟ اخرج في ثلاثة من أصحابك ، ويخرج إليك ثلاثة من علمائنا ، فليسمعوا منك ، فإن آمنوا بك آمنا كلنا ، وصدقناك فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة نفر من أصحابه ، واشتملوا على الخناجر ، وأرادوا الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسلت امرأة ناصحة من بني النضير إلى بني أخيها ، وهو رجل مسلم من الأنصار فأخبرته خبر ما أرادت بنو النضير من الغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقبل أخوها سريعا ، حتى أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فساره بخبرهم قبل أن يصل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم ، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما كان من الغد ، غدا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكتائب فحاصرهم ،....))

و ناخذ من هذه الرواية عدة نقاط نرد بها على اكاذيب الموسوعة اليهودية :

1. ان ادعاءهم ان نقض العهد من طرف بني النضير كان خبره مقتصرا على الوحي باطل لان النبي صلى الله عليه وسلم انما جاءه الخبر من امراة من داخل قبيلة بني النضير حيث ارسلت الخبر الى اخيها الذي بدوره ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم خبر نقضهم

2. ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطاهم الفرصة لكي يبقوا في المدينة بشرط تجديد العهد الذي بينه و بينهم و لكنهم رفضوا مما يدل على خبث نياتهم وبياتهم الغدر الذي افشته تلك المراة النضيرية لاخيها المسلم

3. انهم اخفوا خبر الكتاب الذي ارسلته اليهم قريش فدل هذا على انهم اضمروا الغدر و الخيانة و الا لكانوا افشو خبر ذلك الكتاب الى النبي صلى الله عليه وسلم


و اخيرا اقول لكل طاعن في النبي صلى الله عليه وسلم :
لن تفلح فقد حاول قبلك الكثيرون فشلوا و ستفشل كما فشلوا هم فالحق ظاهر بين يذيب ما تافكون كما قال تعالى : ((فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ))
فحالكم في محاولة الطعن على النبي صلى الله عليه وسلم هو كما قال الاعشى في معلقته :
كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

مواضيع ذو صلة :
http://www.ebnmaryam.com/vb/t211240.html

http://www.ebnmaryam.com/vb/t211717.html

http://www.ebnmaryam.com/vb/t211210.html

هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم