بعض أصدقائنا المسيحيين يعتقدون أن آريوس هو أول من نطق ببشرية المسيح و جاهد من أجلها و لا يعلمون أن خلف هذا الرجل تاريخ طويل و سلسلة متصلة إلى رسل المسيح عليهم السلام !!!

ففي الفصل الثامن و العشرين من الكتاب الخامس من تاريخ الكنيسة ليوسابيوس القيصري يتحدث عن بدعة أرتيمون التي تقول بأن المسيح مجرد إنسان !!!
و قائدهم ثيودوتس الاسكافي ( 180 م )
و يحكي عنهم انهم يقولون أن جميع المعلمين المتقدمين و الرسل تقبلوا ما يعلنونه هم الآن و كانوا ينادون به ، و أن حق الإنجيل حفظ حتى أيام فيكتور الأسقف الثالث عشر لروما بعد بطرس ، و لكن الحق فسد منذ أيام خلفه زفيرينوس !!
ثم يقول معقبا على هذا : ( و لو لم تناقضهم الأسفار الإلهية لكان ما يقولونه معقولا !!! )
ثم يتحدث عن بولس السمساطي ( أسقف أنطاكية من 260 إلى 265 ) على أنه مجدد هذه البدعة في زمنه !!!
و بولس هذا هو أستاذ لوسيان ( لوقيانوس ) الأنطاكي الشهيد الذي تتلمذ على يديه كل من آريوس و يوسابيوس النيقوميدي !!!

و نحن نتعجب كيف يصبح مبتدعة أمثال هؤلاء أساقفة و يطلق عليهم ألقاب شهيد و غيرها و هم على بدعة و هرطقة على زعم الزاعمين !!!

هل يعلم أصدقاؤنا المسيحيون أن جيروم ( أكبر مترجمي الكتاب المقدس ) اعتمد في ترجمته على ترجمات لاثنين من الموحدين الذين يؤمنون ببشرية السيد المسيح !!!

الأول وهو لوسيان الشهيد
فقد تعهد لوقيانوس ( لوسيان ) بمراجعة الكتاب المقدس بعهديه حتى تتطابق ترجماته المختلفة. قام بمراجعة التوراة إما بمقارنتها بالطبعات القديمة أو عن طريق النسخة العبرية كونها اللغة التي كتب بها الكتاب المقدس، ومن المؤكد أن نسخة القديس لوسيان نالت تقديرًا عظيمًا، وكانت ذات فائدة عظيمة للقديس جيروم. ويقول القديس إيرونيموس ( جيروم ) :"ان ترجمة الكتاب المقدس من العبرية إلى اليونانية بيد لوقيانوس كانت عظيمة القيمة، دقيقة، سلسة وانها انتشرت بين القسطنطينية وانطاكية".
و لوسيان هذا هو أستاذ آريوس و معلمه !!!

الثاني هو سيماخوس: و هو مترجم ترجم العهد القديم إلى اليونانية، وضمّنها أوريجانوس في السداسية والرباعية ، التي قارنت بين عدة نسخ من العهد القديم بعضها البعض بالنسخ السبعونية. دفعت بعض الأجزاء الباقية من نسخة سيماخوس في السداسية باحثين إلى تقييم ووصف ترجمته لليونانية بالنقاء والأناقة، حتى أن هيرونيموس ( جيروم ) كان شديد الإعجاب بها، واعتمد عليها عند تأليفه لكتابه فولغاتا.

يقول يوسابيوس القيصري في الفصل السابع عشر من الكتاب السادس من مؤلفه تاريخ الكنيسة :
يجب أن نذكر هنا أن سيماخوس كان أبيونيا ، على أن بدعة الأبيونيين تؤكد أن المسيح كان ابن يوسف و مريم ، معتبرة إياه مجرد إنسان ، و مصرة بشدة على حفظ الناموس بطريقة يهودية .... ولا تزال بين أيدينا تفاسير لسيماخوس يدعم فيها هذه البدعة بمهاجمة إنجيل متى !!!

و السؤال كيف يعتمد جيروم على ترجمات لهراطقة و مبتدعة ألا يطعن هذا في مصداقية ترجمته أم أنهم في الحقيقة ليسوا كذلك ؟؟!!