الاطعمة المحرمة ( قبل نزول التوراة )

التكوين 9
(1) وبارَكَ اللهُ نوحًا وبَنيهِ وقالَ لهُمْ: «أثمِروا واكثُروا واملأوا الأرضَ.
(2) ولتَكُنْ خَشيَتُكُمْ ورَهبَتُكُمْ علَى كُلِّ حَيَواناتِ الأرضِ وكُلِّ طُيورِ السماءِ، مع كُلِّ ما يَدِبُّ علَى الأرضِ، وكُلِّ أسماكِ البحرِ. قد دُفِعَتْ إلَى أيديكُمْ.
(3) كُلُّ دابَّةٍ حَيَّةٍ تكونُ لكُمْ طَعامًا. كالعُشبِ الأخضَرِ دَفَعتُ إلَيكُمُ الجميعَ.
(4) غَيرَ أنَّ لَحمًا بحَياتِهِ، دَمِهِ، لا تأكُلوهُ.
( وَلَكِنْ لَا تَأْكُلُوا لَحْماً بِدَمِهِ. )ترجمة كتاب الحياة
تفسير العدد الأخير : هل هو اللحم المقطوع من الحيوان و هو حي ، أو هو ميتة الحيوان لأنه يقول في لاويين 17
(14) لأنَّ نَفسَ كُلِّ جَسَدٍ دَمُهُ هو بنَفسِهِ، فقُلتُ لبَني إسرائيلَ: لا تأكُلوا دَمَ جَسَدٍ مّا، لأنَّ نَفسَ كُلِّ جَسَدٍ هي دَمُهُ. كُلُّ مَنْ أكلهُ يُقطَعُ.
فالميتة الغير مذكاه يبقى دمها فيها فهو لحم بحياته او بدمه !!!
و المقطوع من الحيوان وهو حي في حكم الميتة في الشريعة الاسلامية .
قال تعالى
كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَـزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
عن ابن عباس قوله: " كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه " فإنه حرّم على نفسه العروقَ، وذلك أنه كان يشتكي عرق النسا، فكان لا ينام الليل، فقال: والله لئن عافاني الله منه لا يأكله لي ولد = وليس مكتوبًا في التوراة! وسأل محمد صلى الله عليه وسلم نفرًا من أهل الكتاب فقال: ما شأن هذا حرامًا؟ فقالوا: هو حرام علينا من قِبَل الكتاب. فقال الله عز وجل: " كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل " إلى " إنْ كنتم صادقين ".
عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ الذي حرّم إسرائيل على نفسه: أنّ الأنساء أخذته ذات ليلة، فأسهرته ، فتألَّى إنِ الله شفاه لا يطعم نَسًا أبدًا، فتتبعت بنوهُ العروق بعد ذلك يخرجونها من اللحم.
و بالفعل نجد التوراة لا تقول بتحريم العروق و لكن تقول بأنها عادة متبعة عند بني اسرائيل

كما في تكوين 32
(32) لذلكَ لا يأكُلُ بَنو إسرائيلَ عِرقَ النَّسا الّذي علَى حُقِّ الفَخذِ إلَى هذا اليومِ، لأنَّهُ ضَرَبَ حُقَّ فخذِ يعقوبَ علَى عِرقِ النَّسا.
قال ابن جرير الطبري
وإنما ذلك خبر من الله عن كذبهم، لأنهم لا يجيئون بذلك أبدًا على صحته، فأعلم الله بكذبهم عليه نبيَّه صلى الله عليه وسلم، وجعل إعلامه إياه ذلك حجةً له عليهم. لأن ذلك إذْ كان يخفى على كثير من أهل ملتّهم، فمحمد صلى الله عليه وسلم وهو أميٌّ من غير ملتهم، لولا أن الله أعلمه ذلك بوحي من عنده كان أحرَى أن لا يعلمَه. فكان ذلك له صلى الله عليه وسلم من أعظم الحجة عليهم بأنه نبي الله صلى الله عليه وسلم، إليهم. لأن ذلك من أخبار أوائلهم كان من خفيِّ عُلومهم الذي لا يعلمه غير خاصة منهم، إلا من أعلمه الذي لا يخفى عليه خافية من نبي أو رسول، أو من أطلعه الله على علمه ممن شاء من خلقه.