قال نصرانى :
كلام خطا وتفسير خطا ..قرانك قلك اذا كنت في شك فيما بين يديك (اي ايات القران ) فااسال الذين اتواء الكتاب قبلكم ..فنحن نعلمكم مش انتوا تعلمونا..كلام قرانكم معناه الله بيقول لرسولكم اذا كنت في شك في ايات القران فاسال واستفسر من اهل التوارة والانجيل اي المسحيين واليهود..

الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــرد :

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد :

السائل ( موسى . ص ) تحية لك وبعد ...

القرآن الكريم ليس فيه ما تقول ( اذا كنت في شك فيما بين يديك ) فالكلام هذا ليس موجود داخل القرآن ..

الله تعالى فى القرآن الكريم يقول :

" فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ"

بداية قبل ان نتكلم حول الآية الكريمة حينما أرى نصرانيا يتكلم فى القرآن أقول له أولا لا تحاول فهم القرآن بنفس الرأس التى تفهم بها كتابك لأن الفرق شاسع والاختلاف كبير وبالتالى لن تصل الى نتيجة فكتابك كتب فى الأصل بلغات بائدة لم تعد مستخدمة الا على نطاق ضيق مثل اللغة الآرامية والسريانية والعبرية وما بين أيديكم ما هو الا ترجمات مختلفة عن بعضها البعض بالاضافة الى أن كتاب هذا الكتاب مجهولون .. أى أن كتابك مجهول المصدر ولا يعرف على وجه التحديد من كتبه وألفه ..

أما القرآن الكريم فنزل باللغة العربية وما بين أيدينا هو النص الأصلى الذى نزل من السماء على قلب خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ..

لذلك عليك اذا أردت فهم القرآن أن تكون أولا على دراية باللغة التى كتب بها والأساليب المتبعة فى الخطاب القرآنى وهذا ان أردت فهمه فما بالك ان أردت تفسيره ؟!!

قبل أن أتطرق الى الآية أود أن أوجه لك مجموعة من الأسئلة الاعتراضية ..

هل تظن أن من عاش مدة 13 سنة فى مكة يدعوا سرا وجهارا متعرضا لأذى المشركين بمختلف ألوانه وهو يقول يا قوم قولوا لا اله الا الله تفلحوا قد حدث له شك فى دعوته ولو للحظة ؟!

هل تظن أن من صبر على حصار مدته ثلاث أعوام صبرا على دعوته شك ولو للحظة واحدة ؟!
هل تظن أن من وصفه المشركون بالشعر وبالجنون وبالكهانة وصبر على ذلك فى سبيل دعوته شك ولو للحظة واحدة ؟!

هل تظن أن من حاول المشركون خنقه وهو واقف يصلى ولم يصده ذلك عن دعوته شك ولو للحظة واحدة ؟!
هل تظن أن من يلقى على ظهره سلى الجذور وهو ساجد لربه وصبر على ذلك فى سبيل دعوته شك ولو للحظة واحدة ؟!

هل تظن أن من ذهب الى الطائف هذه المسافة الكبيرة فى سبيل دعوته وسلط أهلها عليه سفهائهم حتى أدموا قدميه الشريفتين وصبر على ذلك فى سبيل دعوته شك ولو للحظة واحدة ؟!

اقول لك ان هذه بعض صور الايذاء فى الفترة المكية فقط والتى تحكى حال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصدق نبوته ويقينه فى موعود ربه لذلك تحمل كل هذا الأذى فى سبيل رسالته ودعوته ..

وهناك الكثير والكثير من المواقف لكن تعالى بنا الى الآية:

ان الآية ليس فيها أن النبى صلى الله عليه وسلم شك وانما تبين أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يشك قط وانه على يقين برسالته فأسلوب الخطاب بضد المعنى معروف عند العرب الاقحاح فمثلا :

عندما يقول الاب لابنه " ان كنت ابنى فبرنى "

فهل الأب يشك أن هذا ابنه ... بالطبع لا

وهل الابن يشك أن هذا أباه .. بالطبع ل
ا
أو ان يقول السيد لعبده :

" ان كنت عبدى فأطعنى "

فالأسلوب المضاد فى الكلام يعطى معنى أبلغ فى المعنى المقصود من الكلام بخلاف أن يقول له " أنت عبدى فأطعنى " او " أنت ابنى فبرنى "

وهذا المعنى أيضا موجود بكثرة فى القرآن الكريم :

قال تعالى " لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا "

وقوله تعالى " قل ان كان للرحمن ولد فأنا أول العبابدين "

وقوله تعالى " ولقد أوحى اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك "

فهذا كله محال حدوثه ولا مجال البتة لحدوثه ولكن كما يقال اياك اعنى واسمعى يا جارة .

فالحديث المخاطب به المشركين فمحال أن يكون لله ولد ومحال أن يكون فى الكون الهين ومحال أن يشرك النبى والأنبياء الذين من قبله كذلك محال أن يشك النبى صلى الله عليه وسلم .

فيكون المعنى هكذا : ان كان هناك أحد ممن يسمع الخطاب فى شك فى نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فليسأل أهل الكتب السابقة عن النبى الخاتم المذكور فى كتبهم مثل عبدالله بن سلام وغيره.

قال علماء اللغة ( ان تعليق الحكم بالشرط لا يستلزم وقوع الشرط اذ قد يتعلق الحكم بشرط ممتنع )

كما هو فى الأيات السابقة .

ومما يؤكد ذلك أنه لا يوجد أثر واحد يقول أن النبى شك أو سأل ,,

وقد صح عن سعيد بن جبير قال : " ما شك وما سأل " انتهى من " تفسير الطبري "

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَشُكَّ وَلَمْ يَسْأَلْ ؛ وَلَكِنَّ هَذَا حُكْمٌ مُعَلَّقٌ بِشَرْطِ ، وَالْمُعَلَّقُ بِالشَّرْطِ يُعْدَمُ عِنْدَ عَدَمِهِ ، وَفِي ذَلِكَ سَعَةٌ لِمَنْ شَكَّ ، أَوْ أَرَادَ أَنْ يَحْتَجَّ ، أَوْ يَزْدَادَ يَقِينًا " مجموع الفتاوى

وقال قتادة بن دعامة بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
{ لا أشك ولا أسأل }

وكذا قال بن عباس وسعيد بن جبير والحسن البصري

فلم يثبت ان النبى شك قط أو سأل قط ولكن قال لا والله لا أشك ولا أسأل ..

فالآية على العكس من كلامك تبين مدى يقين النبى صلى الله عليه وسلم فيما هو عليه وأنه يستحيل وقوع الشك منه .

فأنت فهمت الآية على غير مدلولها ومرادها لأنك لم تفهم أسلوب الخطاب المتبع لدى العرب .

وسنظل نحن المسلمون نردد قول الله تعالى :

" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ "