الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله وعلي اله وصحبه ومن والاه وبعد :-

_ باذن الله ساطرح في منشوري هذا نقطتين :-
- الاولي :- الادله علي ان التعدد كان مباحا في العهد القديم حسب النصاري والتوراه عند اليهود
_والثانيه :- نقاش تبرير النصاري لتحليل الههم للتعدد في العهد القديم ثم تحريمه في العهد الجديد وبيان بطلان حجتهم
#نبدء_باذن الله _______

_ النقطه الاولي :- ادلة اباحة التعدد في العهد القديم او التوراه

-نقرء في سفر التثنيه اصحاح٢١
_15) «إذا كانَ لرَجُلٍ امرأتانِ، إحداهُما مَحبوبَةٌ والأُخرَى مَكروهَةٌ، فوَلَدَتا لهُ بَنينَ، المَحبوبَةُ والمَكروهَةُ. فإنْ كانَ الِابنُ البِكرُ للمَكروهَةِ،
(16) فيومَ يَقسِمُ لبَنيهِ ما كانَ لهُ، لا يَحِلُّ لهُ أنْ يُقَدِّمَ ابنَ المَحبوبَةِ بكرًا علَى ابنِ المَكروهَةِ البِكرِ،
(17) بل يَعرِفُ ابنَ المَكروهَةِ بكرًا ليُعطيَهُ نَصيبَ اثنَينِ مِنْ كُلِّ ما يوجَدُ عِندَهُ، لأنَّهُ هو أوَّلُ قُدرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكوريَّةِ.

_ نلاحظ هنا الله حسب كتابهم يخاطب من هو متزوج بامراتين دون ان ينكر عليه هذا الزواج او ينهاه عنه او يبين له ضرره بل يوجهه في تعامله مع اولاده من الاثنتين ودليل كلامي ان هذا النص يشير الي ان التعدد كان مباح لنقرء شرح يوحنا المقاري لسفر التثنيه ص٣٤٠ تحت عنوان ، تعدد الزوجات وحق البكوريه

-يعلق علي هذا النص قائلا :-
_ امامنا في هذا النص احكام تحمي حق الابن البكر لرجل متزوج باكثر من زوجه واحده وحيثما وجد تعدد الزوجات #التي_كانت_مباحه_في_ناموس_العهد_القديم فهناك دائما احتمال التمييز بين الزوجات والابناء والواقع ان الله _ قد اجاز هذا التشريع لهم في العهد القديم _ فانما ذلك لاجل قسوة قلوبهم ، مثلما قال الرب يسوع في مسالة الطلاق ايضا :- ان موسي من اجل قساوة قلوبكم اذن لكم ان تطلقوا نسائكم ولكن من البدء لم يكن هكذا "متي١٩ :٨ "
-لان الله الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وانثي وقال ، من اجل ذلك يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته ، ويكون الاثنان جسدا واحدا ، اذا ليس بعد اثنين بل جسد واحد فالذي جمعه الله لا يفرقه انسان " متي١٩: ٤_٦ "

#انتهي_الاقتباس
-طبعا سناتي ان شاء الله لنقاش حجتهم في تحريمه التي ذكرها الراهب في النقطه الثانيه باذن الله

_ وهناك نص ايضا امر فيه بالمساواه بين الزوجتين نقرء في الخروج ٢١ :-
3) إنْ دَخَلَ وحدَهُ فوَحدَهُ يَخرُجُ. إنْ كانَ بَعلَ امرأةٍ، تخرُجُ امرأتُهُ معهُ.
(4) إنْ أعطاهُ سيِّدُهُ امرأةً وولَدَتْ لهُ بَنينَ أو بَناتٍ، فالمَرأةُ وأولادُها يكونونَ لسَيِّدِهِ، وهو يَخرُجُ وحدَهُ.
(5) ولكن إنْ قالَ العَبدُ: أُحِبُّ سيِّدي وامرأتي وأولادي، لا أخرُجُ حُرًّا،
(6) يُقَدِّمُهُ سيِّدُهُ إلَى اللهِ، ويُقَرِّبُهُ إلَى البابِ أو إلَى القائمَةِ، ويَثقُبُ سيِّدُهُ أُذنَهُ بالمِثقَبِ، فيَخدِمُهُ إلَى الأبدِ.
(7) وإذا باعَ رَجُلٌ ابنَتَهُ أمَةً، لا تخرُجُ كما يَخرُجُ العَبيدُ.
(8) إنْ قَبُحَتْ في عَينَيْ سيِّدِها الّذي خَطَبَها لنَفسِهِ، يَدَعُها تُفَكُّ. وليس لهُ سُلطانٌ أنْ يَبيعَها لقَوْمٍ أجانِبَ لغَدرِهِ بها.
(9) وإنْ خَطَبَها لابنِهِ فبحَسَبِ حَقِّ البَناتِ يَفعَلُ لها.
(10) إنِ اتَّخَذَ لنَفسِهِ أُخرَى، لا يُنَقِّصُ طَعامَها وكِسوَتَها ومُعاشَرَتَها.
(11) وإنْ لَمْ يَفعَلْ لها هذِهِ الثَّلاثَ تخرُجُ مَجّانًا بلا ثَمَنٍ.

_اشترط الله حسب هذا النص ان يساوي الشخص بين المراه الاخري التي سيتخذها وبين الاولي في الطعام والكسوه والمعاشره بقوله
_ 10) إنِ اتَّخَذَ لنَفسِهِ أُخرَى، لا يُنَقِّصُ طَعامَها وكِسوَتَها ومُعاشَرَتَها.

_ يؤكد انطونيوس فكري في تفسيره ان هذا العدد يشير لاباحة التعدد فيقول في تفسيره له :-
_ أي أنه لم ينفذ قصده الأول أن يتزوجها. وآية (10) نجد أن الشريعة لقساوة قلوبهم أباحت الزواج بأكثر من واحدة ولكن إن تزوج بأكثر من واحدة فعليه أن يهتم بالأولى ولا ينقص لإحداهن طعامها ولا كسوتها.

_المصدر:- https://st-takla.org/pub_Bible-Inter...ter-21.html#10

_ ومع ان ما ذكرناه يكفي ليدلل علي اباحة التعدد لاكن ازيد ان انبياء العهد القديم كثير منهم تزوج باكثر من واحده وهذا دليل ان التعدد كان امرا مباحا ومنهم علي سبيل المثال موسي نفسه حيث تزوج باثنتان " صفوره _ وامراة كوشية "
_ نقرء في سفر الخروج ٢ :-
- (20) فقالَ لبَناتِهِ: «وأين هو؟ لماذا ترَكتُنَّ الرَّجُلَ؟ ادعونَهُ ليأكُلَ طَعامًا».
(21) فارتَضَى موسَى أنْ يَسكُنَ مع الرَّجُلِ، فأعطَى موسَى صَفّورَةَ ابنَتَهُ.
(22) فوَلَدَتِ ابنًا فدَعا اسمَهُ «جَرشومَ»، لأنَّهُ قالَ: «كُنتُ نَزيلًا في أرضٍ غَريبَةٍ».

_ واما المراة الكوشية نقرء في سفر العدد١٢:-
-وتَكلَّمَتْ مَريَمُ وهارونُ علَى موسَى بسَبَبِ المَرأةِ الكوشيَّةِ الّتي اتَّخَذَها، لأنَّهُ كانَ قد اتَّخَذَ امرأةً كوشيَّةً.


#ثانيا_________
_ لو نظرنا الي تبرير النصاري لتحليل التعددفي العهد القديم لوجدناه تبريرا سخيفا جدا فهم متفقون تقريبا ان الله قد اباحه لان شعوب العهد القديم كانت قاسيه فاقتبس مثلا من كلام يوحنا المقاري الذي وضعته سابقا قوله (قد اجاز هذا التشريع لهم في العهد القديم _ فانما ذلك لاجل قسوة قلوبهم)
- ونفس الحجه يذكرها انطونيوس كما نقلنا عنه انفا فيقول ( نجد أن الشريعة لقساوة قلوبهم أباحت الزواج بأكثر من واحدة ) وهذه حجه فاسده لان شعوب اليوم قلوبها قاسيه ايضا فاين الفرق ؟
-علي سبيل المثال شعوب اليوم وقعت بينها حروب ومعارك تفوق بشاعة حروب شعوب العهد القديم بمراحل علي سبيل المثال الحرب العالميه الثانيه راح ضحيتها *ما بين 50 و85 مليون قتيل*حسب التقديرات؛ لذلك تعد الحرب العالمية الثانية أكثر الحروب دموية في تاريخ البشرية
-وراجع :- https://ar.m.wikipedia.org/wiki/الحرب_العالمية_الثانية
ومعظم المشاركين في هذه الحرب دول ذات غالبيه مسيحيه آن ذاك ، مثل فرنسا وغيرها

_وايضا وقعت مجازر علي يد ما يعرف بالحروب الصليبيه التي قادتها الكنيسه في وقت من الاوقات ولنقرء في كتب التاريخ عن بشاعة هذه المجازر
- يقول غوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب الصفحة 336-337:
((ونرى في كل صفحة من الكتب التي ألفها مؤرخو النصارى في ذلك الزمن براهين على توحش الصليبيين. ويكفي لبيان ذلك أن ننقل الخبر الآتي الذي رواه الشاهد المؤرخ الراهب التقي "روبرت" قال: وكان قومنا يجوبون الشوارع والميادين وسطوح البيوت ليرووا غليلهم من التقتيل، وذلك كاللبؤات التي خطفت صغارها، وكانوا يذبحون الأولاد والشبان والشيوخ ويقطعونهم إربًا إربًا، وكانوا يشنقون أناسًا كثيرين بحبل واحد بغية السرعة، فيا للعجب ويا للغرابة، كانت الدماء تسيل كالأنهار في المدينة المغطاة بالجثث. ))

و في الصفحة 338 ينقل عن راهب نصراني شاهد الواقعة و شمت بالقتلى المسلمين و غير المسلمين قائلا :حدث ما هو عجيب بين العرب عندما استولى قومنا على أسوار القـدس وبروجها، فقـد قطعت رؤوس بعضهم، فكان هذا أقل ما يمكن أن يصيبهم، وبقرت بطون بعضهم ؛ فكانوا يضطرون إلى القذف بأنفسهم من أعلى الأسوار، وحرق بعضهم في النـار ؛ فكان ذلك بعد عذاب طويل، وكـان لا يرى في شوارع القدس وميادينها سوى أكداس من رؤوس العرب وأيديهم وأرجلهم، فلا يمر المرء إلا على جثث قتلاهم، ولكن كل هذا لم يكن سوى بعض ما نالوا))

-اليست هذه قساوه واجرام ايضا !؟!

_وايضا مثال اخر حرب الثلاثين التي جرت بين عامي*1618و1648*م والتي مزقت اوروبا وبدات اصلا بسبب صراع ديني بين الكاثوليك والبروستانت
_وهذا رابط للتعريف بتفاصيلها :- https://ar.m.wikipedia.org/wiki/حرب_الثلاثين_عاما

الم تكن تلك الحروب دليلا علي قساوة قلوب هذه الشعوب ايضا فلما يكيل الهكم بمكيالين يحلل التعدد حسب قولكم في العهد القديم لان قلوب شعوبه كانت قاسيه ويحرمه في العهد الجديد مع ان الشعوب التي اتت بعده حتي اليوم ثبت تاريخيا انها كانت مجرمه او وجد فيها اجرام ومجازر نتيجة الحروب ابشع من مجازر العهد القديم فهل الهكم يكيل بمكيالين يبيحه لشعوب العهد القديم لان قلوبها قاسيه ويحرمه علي شعوب العهد الجديد مع انه ثبت كما قلنا وجود شعوب قاسيه مجرمه فيه كما وجد في العهد القديم!؟؟ والكيل بمكيالين ظلم لا يجوز في حق الله عز وجل الذي تدعون انه حرمه
- ام ان الهكم لم يكن يعلم انه ستوجد شعوب بعد تحريم التعدد اقسي قلوبا من شعوب العهد القديم ؟ وهذا اتهام لالهكم بالجهل وهو صفة نقص ؟
-الملفت ان المانيا حين ارادت ان تستفيق مما سببته هذه الحرب حيث هبطت حرب الثلاثين بسكان ألمانيا من عشرين مليونا إلى ثلاثة عشر ونصف مليونا كان من اهم الاجراءات التي اتخذتها اباحة التعدد حتي لرجال الدين انفسهم نقرء اقتباس من الرابط الذي وضعته سابقا
_ جاء في موسوعة "قصة الحضارة" تحت عنوان: "إعادة تنظيم ألمانيا (1648-1715)"*:

«"هبطت حرب الثلاثين بسكان ألمانيا من عشرين مليونا إلى ثلاثة عشر ونصف مليونا، وبعد عام أفاقت التربة التي روتها دماء البشر، ولكنها ظلت تنتظر مجيء الرجال. وكان هناك وفرة في النساء وندرة في الرجال. وعالج الأمراء الظافرون هذه الأزمة البيولوجية بالعودة إلى تعدد الزوجات كما ورد في*العهد القديم. ففي مؤتمر*فرنكونيا*المنعقد في فبراير*1650*بمدينة*نورنبيرغ*اتخذوا القرار الآتي:- "لا يقبل في الأديار الرجال دون الستين... وعلى القساوسة ومساعديهم (إذا لم يكونوا قد رسموا)، وكهنة المؤسسات الدينية، أن يتزوجوا... ويسمح لكل ذكر بأن يتزوج زوجتين، ويذكر كل رجل تذكيراً جدياً، وينبه مراراً من منبر الكنيسة، إلى التصرف على هذا النحو في هذه المسألة".»

_ التعدد حل مشكله وكارثه وقعت في المانيا بسبب حروب بشعه كما نقلنا ومما اوردناه سابقا وناقشناه يتبين لنا بطلان حجتهم التافهه التي بررو بها تحريم التعدد فكما ذكرنا ان كان سبب تحليل الهكم للتعدد هو ان شعوب العهد القديم كانت قلوبها قاسيه فاليوم شعوب العهد الجديد ثبت تاريخيا انه وجد فيها من الاجرام مالم يوجد اصلا في العهد القديم فلم يقع في حروب العهد القديم ما وقع مثلا في الحرب العالميه الثانيه فلما لم يحلله لها ايضا ما دام علة تحليليه في العهد القديم قساوة قلوب الشعوب !!؟
بل وتلك الحروب والجرائم جزء منها ارتكب علي يد الكنيسه نفسها كما نقلنا عن الحروب الصليبيه وحرب الثلاثين كان سببها في البدايه صراع بين طائفتين مسيحيتين وانظر كيف وصف حلمي القمص يعقوب جزء مما حصل في هذه الحرب يقول في كتابه رحله الي قلب الالحاد الجزء الاول / الفصل الاول اقتبس منه :-
أما الكنائس فقد تحوَّلت إلى إسطبلات للخيل، وتكدَّست الخيول داخل كنيسة القديس بطرس وخارجها، والويل للراهبات والعذارى، فلقد كان الجند ينتزعونهن انتزاعًا من الأديرة ومن أحضان أمهاتنا"*(3)*وكان نتيجة اقتحام روما قتل ثلاثة وخمسين ألف نفس وهكذا وُلدتالبروتستانتية*في حلبة الصراع مع*الكنيسة الكاثوليكية*(راجع كتابنا: يا إخوتنا البروتستانت.. هلموا نتحاور ج1 ص 8 - 52)

اليست هذه قساوة قلب !؟؟؟؟؟؟؟

-وهكذا ثبت لنا ان حجة النصاري وتبريرهم لتحليل الههم للتعدد في العهد القديم وتحريمه في العهد الجديد تبرير فاسد غير منطقي يتعارض مع العلم و الحكمه الالهيه بل ويطعن فيهما كما بينا






_ هذا والله اعلي واعلم وصل الله وسلم علي نبينا محمد وعلي اله وصحبه وسلم.