الشبهةُ السابعةُ عشر: هل سينزل المسيحُ ديانًا يدين الناس؟!

كثيرًا ما أسمع من المُنصّرين أن المسيحَ سينزلُ قبل القيامةِ ديانًا ليدين العالم....وهذا ما جاء في الإسلامِ أيها المسلمون .... فأمنوا بيسوعَ ربًّا ومُخلصًا...!

الرد على الشبهة

أولًا: لا يوجد في الإسلامِ أبدًا أنّ المسيحَ سينزلُ ديانًا يدينُ الناسِ... فما هي إلا ترهات وأكاذيب لا قيمة لها، بل من الخرافات....!

ثانيًّا: إنْ قيل: إنّ هناك حديثًا في صحيح البخاري يقول بأن المسيحَ ينزل ديانًا ...
عن أبي هُرَيْرَةَ tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا". ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا }. (صحيح البخاري برقم3192) .

قلتُ: ليس في الحديث أنّ المسيحَ ينزل ديانا .... !
أين كلمة "ديان" في الحديث؟!

فإنْ قصدوا قوله r:" حكمًا عدلًا "!

قلتُ: سيكون حكامًا عدلًا في اليهود الذين كذبوه، آذوه، وقالوا بأنهم قتلوه مصلوبًا ، ووبخوه وأمّه بقولًا مُشينًا ....!
وحكمًا عدلًا في النصارى الذين ألهوه، وجعلوه مصلوبا ملعونا ، وأقنوما.... إلى أن اخترعوا دينًا ليس من دينه ، فظلموا أنفسهم، وجعلوه مُهانًا ومُهينًا...!
" فبحسب الحديث" هو لا يدين أحدًا؛ بل يبيّن للناس حقيقة أمرِه وأمرهم، وكيف كان ظلمهم وكذبهم له تأثيرًا...
فيقوم بكسر أي صليب؛إشارة منه بأنه لم يصلب ، وعد قدسية الصليب ، وبأنه وثن .... ويقوم بقتل الخنزير، لأنه تابعٌ لشريعة موسى التي تحرم أكله ...فيؤكد أنه على العهد مُكملًا ليس ناقضًا...
ويضع الجزية فلا يقبلها؛ وذلك لأن الأرض توشك على الرحيل... فيقاتل بأمر ربه عدلًا ودِينًا....


ثالثًا: إنّ يسوع المسيح نفسه قال:" فتشوا الكتب": فلما فتشتُ الكتاب المقدس وجدتُ أنّه كان رجلًا رسولًا، ولم يقل يومًا:" أني إلهٌ ، أو اعبدوني، أو أني دَّيَّانٌ ...!

ولما فتشتُ أكثر وجدتُ أنّ يسوع المسيح كان يعترف على نفسِه بأنه ليس ديانًا؛ بل الله وحده.... وهو لا يقدر أنْ يُدين أحدًا، ولا يقدر أن يفعل من نفسِه شيئًا وإنْ كان يسيرًا.......
جاء ذلك في الآتي:
1- إنجيل يوحنا أصحاح 5 عدد 30 " أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي".

2- إنجيل يوحنا أصحاح 3 عدد( 17-18 )"لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ. اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ؛ لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللَّهِ الْوَحِيدِ."


3- إنجيل يوحنا أصحاح 12 عدد (47-48 )"وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِأُخَلِّصَ الْعَالَمَ. مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ".
المُلاحظ من النصوص :أنه رسول مُبلغ عن ربِّه رسالةً وأمانة؛ منْ صدقه وقبلها فاز ولا يدان يوم الدينونة ، ومن رفضها سوف يُدان ويتوعد وعيدًا عظيمًا...

والأعجب من ذلك أنّ العهدَ القديم ذكر صراحةً أنّ اللهَ وحده دَّيَّانٌ يدينَ الناس يوم الدين يقينًا... أكتفي بما جاء في الآتي:

1- سفر صموئيل الأول أصحاح 15 عدد 24 " فَيَكُونُ الرَّبُّ الدَّيَّانَ وَيَقْضِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَيَرَى وَيُحَاكِمُ مُحَاكَمَتِي، وَيُنْقِذُنِي مِنْ يَدِكَ".


2- مزمور أصحاح 6 عدد 50 "وَتُخْبِرُ السَّمَاوَاتُ بِعَدْلِهِ لأَنَّ اللهَ هُوَ الدَّيَّانُ. سِلاَهْ".

وعليه: فإنّ اللهَ وحده الدّيَّانُ، وأن يسوع ليس ديانًا بل عبدًا وسولًا أمينًا .....!
كتبه/ أكرم حسن مرسي