الشبهةُ الرابعةُ عشر: هل المسيح إله لأنه جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ؟!

قالوا: إنّ المسيحَ رُفِعَ إلى السماءِ، وهو جالس عن يمينِ الآب (الله)...
وذلك في عدّة مواضعَ مِنَ الكتاب المقدّسِ منها ما قاله بولس الرسول في رسالته إلى أهل كولوسي أصحاح 3 عدد 1" فإنّ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ ".

الردّ على الشبهةِ


أولًا: إن رفعَ المسيح u إلى السماء وجلوسه عن يمين الله ليس دليلًا على إلوهيته؛ وإنّما دليل على نبوّته كشأن غيره مِنَ الأنبياء الذي صعدوا إلى السماء بجانب ربِّهم، وذلك بحسبِ اعتقادهم ، وبما جاء في الكتابِ المقدّسِ في موضعين:

الأوّل: النبيّ أخنوخ u(إدريس) أُصعد إلى السماء.... وذلك في سفرِ التكوينِ أصحاح 5 عدد24" وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، وَلَمْ يُوجد لأنّ اللهَ أَخَذَهُ".

الثاني:النبيّ إيليا u(إليسع) أُصعد إلى السماء..... وذلك في سفرِ الملوك الثاني أصحاح 2 عدد 11 " وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ ".

الملاحظُ مِنْ خلالِ ما سبقَ: أنّ النبيَّين ُرفعا إلى اللهِ I دون صلبٍ، أو إهانةٍ من أعدائهما بخلافِ ما فُعِل بيسوع المسيح، وذلك بزعم الأناجيل التي قالت: إنّه ضربَ، وبُصِق في وجهِه، وسُخِر منه،والبسوه لباسا قرمزيا ، ووضع تاج الشوك على رأسه.....
وذلك من نصوص متفرقة منها ما جاء في إنجيلِ متى أصحاح26 عدد 67 " حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ، وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ 68قَائِلِينَ: تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا الْمَسِيحُ، مَنْ ضَرَبَكَ؟ ".!


ثانيًا: إنّ هناك نصًّا فاصلًا باطلًا لزعم المُنصّرين المهرطقين…...
جاءَ في إنجيلِ لوقا أصحاح 22 عدد66وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ اجْتَمَعَتْ مَشْيَخَةُ الشَّعْبِ: رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ، وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَجْمَعِهِمْ 67قَائِلِينَ:«إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمسِيحَ، فَقُلْ لَنَا!». فَقَالَ لَهُمْ:«إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ، 68وَإِنْ سَأَلْتُ لاَ تُجِيبُونَنِي وَلاَ تُطْلِقُونَنِي. 69مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ اللهِ».

الملاحظُ: " 69مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ اللهِ ".
ولم يقل: الله جالسًا عن يمين قوة الله؛ إنّما قال ابنُ الإنسان- قصد يسوع- أيْ: النبيّ المكرم... وهذا يكفي لإبطال الشبهةُ بحسب نصوصهم واعتقاد بعضهم....!
فلا يُوجد نصٌ واحدٌ مِنَ الأناجيلِ الأربعةِ يقولُ: إن يسوع لاهوت كامل...!

وبالتالي: فقصد بولس الرسول -إنْ أحسنتُ به الظنَ – أن النبيَّ يسوع صعدَ إلى يَمِينِ الربَّ الإله ، و لم يقل: إنّ الإله صعد وجلس بجانب الإله....كما ذُكِرَ في النصِ الآخر: " مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ اللهِ" وإنْ لمْ يقصد ذلك فسيكون هذا من ضمن النصوص المتناقضة في الكتاب المقدس...!!

كتبه / أكرم حسن مرسي