الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله وعلي اله وصحبه ومن والاه وبعد:-
- حديثي في هذا المنشور باذن الله حول سفر دانيال وهو احد اسفار العهد القديم ضمن اسفار الانبياء يقول ميخائيل ماكسي اسكندر في كتابه دراسه عامه للكتاب المقدس :-
_ لم ترد بعض الاجزاء من سفر دانيال في النسخه العبريه ، ولكنها وردت في الترجمه السبعينيه اليونانيه ، وترجمة ثيؤدوسيون وغيرها من الترجمات القديمه ، وهي ترد في الطبعه الكاثوليكيه وفي كتب وطقوس الكنيسه القبطيه الارثوذكسيه وتشمل :-
١_ ترنيمة الثلاثة فتيه في اتون النار ، في بابل .
٢_ قصة سوسنه العفيفه .
٣_ قصة الصنم بال .
٤_ قصة التنين المعبود في بابل .

-من ص٩٥ الي ص٩٧ باختصار.

_تعقيبي في نقطتين
-الاولي :- اذا كانت تلك الترنيمه والثلاث قصص لا وجود لها في النص العبري بينما هي موجوده في الترجمات التي اخذت منها كالسبعينيه فالقاريء المسيحي امام خياران لا ثاني لهما اما تلك العناصر الاربعه الترنيمه والثلاث قصص التي ذكر مؤلف الكتاب حذفها اليهود من النص العبري وهنا يتاكد لك وللجميع انهم لم يكونو امناء في نقل الكتاب المقدس وانه وقع منهم بالفعل تحريف في اسفاره وحينها فانت تطعن في صحة نقل اسفار العهد القديم لان نقلته ثبت تحريفهم بحذفهم لتلك العناصر الموجوده في السبعينيه واما ان هذه العناصر اضيفة بعد ذلك الي تلك الترجمات وليست باصليه وحينها فانت تطعن ايضا في كتابك لان تلك الترجمات وعلي راسها السبعينيه هي مصادر لكتابك يستمد منها نصه فهي مصادر تاريخيه له بل وتطعن في كتبة الاناجيل انفسهم لان منهم من كان يترك النص العبري ويستدل من السبعينيه كالوقا مثلا فان قلت ان السبعينيه دخل عليها هذه العناصر كزياده ليست اصليه فانت تتهم لوقا الذي تزعمون انه كان يكتب بالروح القدس بانه استمد معلوماته من مصادر دخل عليها تحريف وترك الاصل السليم ، ودليلي انه كان يستمد شواهده من العهد القديم من الترجمه السبعينيه وليس من النص العبري
- يقول الراهب ايفانيوس المقاري في كتابه سفر التكوين الترجمه السبعينيه بالمقارنه مع النص العبري والترجمه القبطيه حيث ذكر في ص ٥٦ معلقا علي العدد ٢٤ من سفر التكوين في هامش رقم ١٢٢ الاتي :-
_ حسب النص العبري:- ولد شالح وشالح ولد عابر ويتفق معه النص القبطي البحيري اما حسب الترجمه اليونانيه السبعينيه :- ارفكشاد ولد قينان ولد شالح وشالح ولد عابر ويتفق معه ما جاي في لوقا ( ٣ /٣٥ _٣٦)
سلسلة نسب يسوع:- بن عابر بن شالح بن قينان بن ارفكشاد ، (وهذا دليل واضح ان القديس لوقا كان يقرا من الترجمه السبعينيه وليس من التوراه العبريه)
#انتهي ( نلاحظ قول الراهب وتاكيده ان لوقا كان يستشهد او يقرا من الترجمه السبعينيه )


_ ولناتي للترجمه اليسوعيه وحديثها عن هذا السفر في مدخله حيث تقول :-
_ اورثت اليهودية الناطقة باليونانية الكنيسه القديمه نصين مختلفين لسفر دانيال :- نص الترجمه السبعينيه ونص ثاودوتيون كلاهما يضيفان الي النص الاصلي فقرات واحده في جوهرها وهما تدرجان في الفصل الثالث نصين طقسيين يلائمان هذا الاطار القصصي ( صلاة عذريا ونشيد الفتيان الثلاثه ) ويضعان في اول الكتاب او في اخره قصة سوسنه وفي الخاتمه قصة بال وقصة التنين الا ان النصين هما في وضع مختلف بالنسبه الي نص الكتاب المقدس العبري ، فالترجمه السبعينيه تختلف عنه اختلافا كثيرا ، ولا سيمافي الفصل الرابع والفصل السادس ، وقد نتساءل هل النص المترجم كان نصا اصليا ساميا يختلف عن النص الحالي ، واما ثاودوتيون فهو قريب جدا من هذا النص في حالته الحاضره وفي العهد الجديد ، تنتمي الشواهد تارة الي الترجمة السبعينيه وتارة ( وفي اغلب الاحيان ) الي ثاودوتيون والراجح ان الفقرات الطقسيه المضافه الي النص الاصلي تستند الي نص اصلي عبري ويرجح ذلك ايضا فيما يختص بقصة سوسنه وقصة بال وقصة التنين
- ان نص الكتاب المقدس العبري ، الذي ضبط في حوالي السنه ٩٠ ب.م ، لم يدخل هذه الاضافات وكان لهذا الامر انعكاسات علي استعمال كتاب دانيال في الكنيسه ، فلم يقتصر الامر علي احلال نص ثاودوتيون محل النص اليوناني القديم في وقت مبكر ، بل قام نزاع علي سلطة الفقرات اليونانيه التي لم يرد في الكتاب المقدس العبري ، ومن مظاهر هذا النزاع ان هيرومنيس وضع في ملحق قصة سوسنه ( الفصل ١٣ ) وقصة بال والتنين ( الفصل ١٤) ، في حين ان ترك الفقرات الطقسيه ( الفصل ٣) في مكانها ، اعترفت الكنيسه الكاثوليكيه بقانونية هذه الفقرات ، ولم تعترف بها الكنائس المنبثقه عن الاصلاح البروستانتي .
#انتهي_ص١٨٥٣.

ولي اكثر من ملاحظه علي كلام الترجمه :-
_ اولا :- ذكرت الترجمه ان من الارجح ان تلك الفقرات وقصة سوسنه وبال والتنين اللذان بالمناسبه يمثلان الاصحاحان ال١٣ وال١٤ اللذان لا وجود لهما في اي ترجمه حديثه الا في النسخه اليسوعيه ( الكاثوليكيه ) تقريبا ، ذكرت الترجمه ان تلك الاضافات تستند علي نص عبري اصلي وانا هنا اسال سؤالا منطقيا جدا من اين اتت الترجمه بهذا الاستنتاج بل الترجيح ؟ لماذا مثلا لاتكون تلك الاضافات من وضع نساخ السبعينيه اخذوها مثلا عن مصادر اخري غير الكتاب المقدس العبري الذي كانوا يترجمونه الي اليونانيه والذي لا يحتوي علي تلك الاضافات كما سلف ووضحنا ؟
واين هذا النص الاصلي وما الدليل علي انه كان موجودا يوما فلا يوجد الان سوي النص العبري المعتمد الذي بين ايديكم وهو لا يحتوي البتي علي اي من تلك الفقرات !

_ ثانيا :- ان قول الترجمة هنا يطعن في اليهود بشكل غير مباشر فهي هنا تقول ان الترجمه السبعينيه والتي حوت تلك الفقرات استندت علي نص عبري اصلي بينما لا توجد تلك الفقرات في النص العبري الذي بين ايديهم الان ومعني ذلك ان هذه الفقرات حذفة من النص العبري الموجود اليوم او لم تنقل له من الاساس وهذا يطعن في امانة نساخ النص العبري الحالي او في اليهود اهل الكتاب والطعن في امانة الناقل طعن في المنقول فان كان نقلت الكتاب ثبت انهم لم يعتنوا بنقله او حرفوا فيه سواء بزيادة او حذف جمل او فقرات كالفقرات الخاصه بسفردانيال التي ذكرناها ، فالمنقول مشكوك في صحته .


_ ثالثا :- لو سلمنا باصالة هذه النصوص فنحن امام كارثه حقيقيه هذه النصوص او الفقرات التي ناقشناها لا توجد الا في الترجمه اليسوعيه تقريبا بينما تختفي من الترجمات الاخري علي سبيل المثال الفانديك اشهر الترجمات في الشرق الاوسط وترجمة الحياه والعربيه المشتركه والمبسطه وغيرهم ناهيك عن الترجمات الانجليزيه وهذه الترجمات يتداولها ملايين فما ذنبهم في ان تصل لهم كلمة ربكم ناقصه محذوف منها تلك الفقرات بينما هي متاحه لغيرهم قراء الترجمه اليسوعيه ؟؟؟ اين العدل الالهي ؟ اين حفظ الاله لسالمة وصول تلك الفقرات التي سلمنا انها اصليه لكافة المسيحيين المؤمنين بالكتاب علي حد سواء دون ان يحرم من قراتها احد بسبب حذف التراجم لها ؟؟؟؟


هذا والله اعلي واعلم وصل الله وسلم علي نبينا محمد وعلي اله وصحبه وسلم.