بسم الله الرحمن الرحيم

نقرا من زكريا 4
1 فَرَجَعَ الْمَلاَكُ الَّذِي كَلَّمَنِي وَأَيْقَظَنِي كَرَجُل أُوقِظَ مِنْ نَوْمِهِ.
2 وَقَالَ لِي: «مَاذَا تَرَى؟» فَقُلْتُ: «قَدْ نَظَرْتُ وَإِذَا بِمَنَارَةٍ كُلُّهَا ذَهَبٌ، وَكُوزُهَا عَلَى رَأْسِهَا، وَسَبْعَةُ سُرُجٍ عَلَيْهَا، وَسَبْعُ أَنَابِيبَ لِلسُّرْجِ الَّتِي عَلَى رَأْسِهَا.
3 وَعِنْدَهَا زَيْتُونَتَانِ، إِحْدَاهُمَا عَنْ يَمِينِ الْكُوزِ، وَالأُخْرَى عَنْ يَسَارِهِ».
4 فَأَجَبْتُ وَقُلْتُ لِلْمَلاَكِ الَّذِي كَلَّمَنِي قَائِلاً: «مَا هذِهِ يَا سَيِّدِي؟»
5 فَأَجَابَ الْمَلاَكُ الَّذِي كَلَّمَنِي وَقَالَ لِي: «أَمَا تَعْلَمُ مَا هذِهِ؟» فَقُلْتُ: «لاَ يَا سَيِّدِي».
6 فَأَجَابَ وَكَلَّمَنِي قَائِلاً: «هذِهِ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى زَرُبَّابِلَ قَائِلاً: لاَ بِالْقُدْرَةِ وَلاَ بِالْقُوَّةِ، بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.
7 مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الْجَبَلُ الْعَظِيمُ؟ أَمَامَ زَرُبَّابِلَ تَصِيرُ سَهْلاً! فَيُخْرِجُ حَجَرَ الزَّاوِيَةِ بَيْنَ الْهَاتِفِينَ: كَرَامَةً، كَرَامَةً لَهُ».
8 وَكَانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قَائِلاً:
9 «إِنَّ يَدَيْ زَرُبَّابِلَ قَدْ أَسَّسَتَا هذَا الْبَيْتَ، فَيَدَاهُ تُتَمِّمَانِهِ، فَتَعْلَمُ أَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ».
10 لأَنَّهُ مَنِ ازْدَرَى بِيَوْمِ الأُمُورِ الصَّغِيرَةِ. فَتَفْرَحُ أُولئِكَ السَّبْعُ، وَيَرَوْنَ الزِّيجَ بِيَدِ زَرُبَّابِلَ. إِنَّمَا هِيَ أَعْيُنُ الرَّبِّ الْجَائِلَةُ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا.
11 فَأَجَبْتُ وَقُلْتُ لَهُ: «مَا هَاتَانِ الزَّيْتُونَتَانِ عَنْ يَمِينِ الْمَنَارَةِ وَعَنْ يَسَارِهَا؟»
12 وَأَجَبْتُ ثَانِيَةً وَقُلْتُ لَهُ: «مَا فَرْعَا الزَّيْتُونِ اللَّذَانِ بِجَانِبِ الأَنَابِيبِ مِنْ ذَهَبٍ، الْمُفْرِغَانِ مِنْ أَنْفُسِهِمَا الذَّهَبِيَّ؟»
13 فَأَجَابَنِي قَائِلاً: «أَمَا تَعْلَمُ مَا هَاتَانِ؟» فَقُلْتُ: «لاَ يَا سَيِّدِي».
14 فَقَالَ: «هَاتَانِ هُمَا ابْنَا الزَّيْتِ الْوَاقِفَانِ عِنْدَ سَيِّدِ الأَرْضِ كُلِّهَا».


تخبط النصارى تخبطا كبيرا و حاروا حيرة كبيرة جدا في تفسير العدد 14 و تفسير من هما فرعا الزيتون في العدد 12 !!!!

و اراءهم تباينت على اكثر من راي :

الملك و الكاهن الذي يمسحه
المسيح و الروح القدس !!!
طبيعتي المسيح !!!
المسيح بصفته ملكا و بصفته كاهنا !!!
المسيح و الكنيسة !!!
ايليا و اخنوخ !!!
بطرس و بولس !!!!
الشاهدان من سفر الرؤيا !!!!
اليهود و الامميين (النصارى)!!!

و كما ترى الحيرة و تعدد الاراء المتخبطة

وقد اعترف علماءهم بعجزهم و حيرتهم عن توفير تفسير معين و مقنع لهذا النص :

نقرا من تفسير ادم كلارك :
These are the two anointed ones - Joshua, the high priest; and Zerubbabel the governor. These are anointed - appointed by the Lord; and stand by him, the one to minister in the ecclesiastical, the other in the civil state.
Probably we may not be able to comprehend the whole of this hieroglyphical vision; for even the interpreting angel does not choose to answer the questions relative to this, which were put to him by the prophet. See Zac 4:4, Zac 4:11. But though the particulars are hard to be understood; yet the general meaning has, I hope, been given.

https://www.sacred-texts.com/bib/cmt/clarke/zac004.htm

و نقرا من تفسيرMatthew Poole's Commentary
Not Enoch and Elias, nor the two witnesses, nor Peter and Paul, nor the two churches of Jew and Gentile; nor principally Zerubbabel and Joshua, though perhaps the exposition may glance upon them, and the two orders, magistracy and ministry, in them; as these are types of Christ in his two offices. King and Priest, or Christ and the Comforter: in this I determine nothing.
https://biblehub.com/commentaries/zechariah/4-14.htm


و نعطي الان مثالا لحيرتهم و الاحتمالات التي ضربوها في تفسير هذا النص :

نقرا من تفسير Gill's Exposition of the Entire Bible
Then said he, These are the two anointed ones,.... Or "sons of oil" (t). Some think the gifts and graces of the Spirit are meant, which come from the God of all grace, remain with Christ, are given freely by him to the sons of God, and are always for the service of the church, and sufficient for it; others, Christ the Son of God, and the Holy Spirit. Christ is the anointed One, or son of oil, being anointed with the Holy Ghost to the office of Prophet, Priest, and King; and with which oil he has supplied his candlestick, the church, in all ages. The Holy Spirit is the oil of gladness, and that anointing which teacheth all things. And this is the sense of Capellus, as has been observed on Zechariah 4:2. And the learned and judicious Pemble makes a "query" of it, whether Christ and the Comforter; or Christ in his two natures; or Christ in his two offices of King and Priest of his church; or how else the words are to be understood: and this was the sense of Origen long ago, though censured by Jerom; it may be the rather, because he interprets the candlestick of the Father
https://biblehub.com/commentaries/zechariah/4-14.htm

و يتحفنا المفسر تادرس مالطي بمجموعة من الاراء ايضا :
(( رابعًا: "وعندها زيتونتان إحداهما عن يمين الكوز والآخر عن يساره" [3]. لعل هاتين الزيتونتين تشيران إلى زربابل ويهوشع الممسوحين لإعادة بناء الهيكل، إذ هما "ابنا الزيت" [14]. إحداهما يقوم بالدور المادي والآخر بالعمل الروحي دون ثنائية، وإنما كل يكمل الآخر ويسنده.إن كان الزيت يُشير إلى عمل الروح القدس الذي يُنير النفس بالمعرفة الحقة فإن الزيتونة التي على اليمين في رأى القديس ديديموس تُشير إلى المعرفة بالإلهيات، أما الثانية فتُشير إلى دراسة العالم ونظامه وتدبير العناية الإلهية له.
ويرى القديس ديديموس أيضًا أن الزيتونتين تُشيران إلى موسى وإيليا اللذين ظهرا عن يمين الرب ويساره في لحظات التجلي (لو 9: 30) بكونه الناموس روحي ابن المسحة وكلمة النبوة روحية أيضًا؛ والاثنان يشهدان لمجد السيد ولاهوته[32].
ولعل الزيتونتين تشيران إلى الكتاب المقدس بعهديه، فالروح القدس يستخدمه في إنارة قلبنا بنور المعرفة وتجلي الرب في داخلنا.))
https://st-takla.org/pub_Bible-Inter...ter-04.html#14

فالان صار عندنا راي يقول ان فرعا الغصن هما العهد القديم و العهد الجديد و راي اخر يقول انهما موسى و ايليا و كان النبوءات تكون عن الماضي !!!!



و خلاصة القول في سبب هذه الحيرة هو:

ان معظم شراح الكتاب المقدس و باختصار فسروا الغصن الاول بانه المسيح و احتاروا في الثاني خاصة و انه وصف بنفس الوصف ابن الزيت اي الممسوح فلم تستطيع السنتهم ان تنطقها و ان تصرخ بالحقيقة الصادمة في النص هنا و هي ان النص يتنبا بقدوم شخصين ممسوحين ففضل بعضهم تاكيد القارئ بان الغصن الاول هو المسيح و ترك تاويل الثاني لمخيلة القارئ النصراني القابع في ظلمات الحيرة !!! .

و النص الماسوري واضح جدا اذ انه يتكلم عن شخصين و يصرح ذلك تماما

نقرا زكريا 9 الاعداد 12-14

וָאַעַן שֵׁנִית, וָאֹמַר אֵלָיו: מַה-שְׁתֵּי שִׁבְּלֵי הַזֵּיתִים, אֲשֶׁר בְּיַד שְׁנֵי צַנְתְּרוֹת הַזָּהָב, הַמְרִיקִים מֵעֲלֵיהֶם, הַזָּהָב.וַיֹּאמֶר אֵלַי לֵאמֹר, הֲלוֹא יָדַעְתָּ מָה-אֵלֶּה; וָאֹמַר, לֹא אֲדֹנִי.
וַיֹּאמֶר, אֵלֶּה שְׁנֵי בְנֵי-הַיִּצְהָר, הָעֹמְדִים, עַל-אֲדוֹן כָּל-הָאָרֶץ.

الترجمة
And I answered the second time, and said unto him: 'What are these two olive branches, which are beside the two golden spouts, that empty the golden oil out of themselves?'

And he answered me and said: 'Knowest thou not what these are?' And I said: 'No, my lord.'
Then said he: 'These are the two anointed ones, that stand by the Lord of the whole earth.'
http://mechon-mamre.org/p/pt/pt2304.htm

واضح ان النص يفسر نفسه لان الملاك عرف عن الغصنين بانهما رمزان لشخصين و الا نحتاج لمزيد من التكلف و السفسطة التي قام بها شراح الكتاب المقدس من النصارى و ذلك بسبب ورطتهم و خوفهم من الاعتراف بان النص يتحدث عن مسيحين اثنين .

و كون ان النص هو باختصار :

نبوءة عن خروج و بعثة مسيحين او ممسوحين اثنين بكل بساطة .

نستطيع ان نستبعد موسى و ايليا عليهما الصلاة و السلام او ايليا و اخنوخ او حتى هوشع و زربابل لانهم انبياء و صالحون عاشوا و مضو قبل هذه النبوءة
و نستطيع ان نستبعد كل تلك التفسيرات السفسطائية و التي تدخل فيها الروح القدس او الكنيسة او الانجيل او اليهود او الامميين او ...... الخ

الغصنان ببساطة هما :
المسيح عيسى و خاتم الانبياء محمد صلى الله عليهما و سلم
.

و كون النصارى رضو بتاويل الغصن الاول على انه المسيح عليه الصلاة و السلام فهو لازم عليهم ان يؤولوا الغصن الثاني بانه انسان يبعث بعد المسيح عليه الصلاة و السلام اذ لا يصح تاويل الاول بشكل حرفي موافق لسياق النص و من ثم تاويل الثاني بشكل "روحاني" (سفسطائي) كما فعلوا من اجل الهروب من ورطة الاعتراف ببعثة نبي بعد المسيح عليه الصلاة ر السلام


هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم