إمام العلماء وليلة الإسراء والمعراج
****************************************************
............................................................ ..........
صلى الله عليه وسلم
جعل الله إسراء ومعراج رسول الله ارتقاءً له على كل إنسان أو جان فى الصعود إلى الفضاء واختراق أبواب السماء .
فالجان قد صعدوا إلى السماء ولها قد لمسوا .. واتخذوا منها مقاعد للسمع ووجدوها ملئت حرساً شديداً وشهبا ..
{ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً }
{ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً }
وقضى الله فى علمه أنّ من البشرية من سوف يصعد إلى الفضاء وسوف يأذن الله ويفتح لهم أبواباً من أبواب السماء لكى
يهبطوا منها على بعض الكواكب والأقمار للبحث عما فى الكون من أسرار ليرواْ آيات الله فى صُنعه وصَنعته وفى خلقه وقدرته
فيزداد الذين آمنوا إيماناً ويوقن الذين كفروا واتبعوا الباطل بوحدانيته ..
{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ }
...
فكان الإسراء والمعراج بنبى الله ورسوله آية من الله ومعجزة خارقة لكل قوانين ونواميس الحياة ..
أُسْرى برسول الله صلى الله عليه وسلم ليلاً من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى بالقدس الشريف ..
وعُرِج به من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى ..
.......
من ارتاد أو يرتاد الفضاء لابد له من اتخاذ السبل والوسائل اللازمة فى صعوده وتصعده حتى لايشعر بضيق فى التنفس أو يحس
بالإختناق ولكى يتحاشى الإنقباض فى رئتيه أو يصيبه دوار أو حرج فى القلب وحتى لاتكون حالته مضطربة فى السكون أو الحركة
نظراً لانخفاض الضغط الجوى وقلة نسبة الأكسجين كلما صعد وتصعد فى الهواء .
.
رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد الفضاء دون انقباض فى الرئتين ودون حرج فى القلب أو شعور بضيق أو اختناق ..
*******
الصعود فى الفضاء دائماً مايكون عبر خطوط متعرجة ومنحنية وهو ما يسمى بالعروج أو المعراج لأن حركة الأجسام فيه
لاتكون فى خطوط معتدلة بل لابد لها من التعرج والإنحناء ..
وإذا ماعلا رائد الفضاء وخرج من طبقة الغلاف الجوى واخترق الجاذبية المحيطة بالكرة الأرضية فهو بذلك يكون قد دخل باباً من
أبواب السماء وحينئذ تنعدم الجاذبية الأرضية وتنعدم الأوزان فلايكون له استقامة أو استواء حيث تسْبح الأجسام وتترنح فى الفضاء .
.
رسول الله صلى الله عليه وسلم فى معراجه خرج ونفذ من طبقة الغلاف الجوى والجاذبية الأرضية واخترق أبواب السماء دون تعرج أو انحناء
ودون انعدام وزن أو ترنح فى الفضاء .. كان معتدلاً مستوياً فى الآفاق .. لقد استوى رسول الله .. استوى ولم ولن يستوى أحداً سواه ..
{ فَاسْتوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى }
********
إذا ما أذِن الله لأىٍ من رواد الفضاء وفتح له باباً من أبواب السماء .. فإنه سوف يرى الكون أمامه مظلماً ظلمة حالكة
وعينيه ستكون فيه كأنها مُسكّرة مغلقة وجسده سيكون سابحاً مسلوباً منه كمن أصابه سحراً أو صار مسحورا ..
{ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ . فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ . لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا . بَلْ نَحْنُ قَوْمٌمَّسْحُورُونَ}
.
رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح الله له كل أبواب السماء ونفذ فيها من سماء إلى سماء دون ظلمة أو ظلام ودون حيدة أو طغيان ..
كان يبصر ويعى ما يرى من آيات الله دون ميل عن القصد ودون إقفال أو تسكير فى الإبصار ..
{ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى . لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى }
وبلغ رسول الله فى ليلة إسرائه ومعراجه مالا يبلغه أحداً من قبله وما لن يبلغه أحداً من بعده ..
لقد بلغ إلى سدرة المنتهى.. وسدرة المنتهى عندها الجنة التى وعدنا الله بها .. يقول رب العرش العظيم :
{ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى }
.......
فسبحان مالك الملك والملكوت وصاحب العزة والسلطان وتبارك الله ذو الجلال والإكرام ..
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا } .
وصلى الله وسلم على إمام العلماء وخاتم الرسل والأنبياء خير الأنام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .
............................................................ ..........
************************************************************ ****************
سعيد شويل