بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقول الشبهة :
إن القي معناها طرح أو رمى . وهذا يدل على أن الجبال طرحت على الأرض من السماء وهذا بخلاف الحقيقة العلمية التي تثبت أن الجبال تكونت نتيجة اضطرابات القشرة الارضيه . وكان الأصح أن يقول انبت أو اخرج من الأرض الجبال
الرد على الشبهة .
في اللغة العربية تاخذ كلمة ألقى عدة معانى حسب وضع الجمله التى تحتويها
فعندما تقول ( ألقى الاستاذ المحاضره) لا يكون معناها رماها اوطرحها ولكن القاها معناها قالها وشرحها وعندما قال القرأن الكريم ( القوه على وجه أبى يأتى بصيرا ..... ) ( البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا...) لا يعنى هذا انهم رموا القميص على وجه ابيهم لما فى ذلك من سؤ أدب ولكنه معناه وضعوا القميص على وجه ابيهم ,
وحينما قال القرأن الكريم ( ألقى الشيطان فى امنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ) ليس معنها رمى الشيطان الامنيه ولكنه وسوس بها
فكذلك يأتى معنى ( القى ) هنا ليدل على الوضع فى الارض أو الدخول فى الارض ,
( ألقى في الأرض ) معناها وضع فى الارض أو أدخل في الأرض .. وهذا يشهد على تصديق العلم للقران الكريم .
حيث ثبت أن الجبل يتكون عندما تصطدم القشور الارضيه مع بعضها ويحدث أن تطفو قشره إلى أعلى والقشرة الأخرى تدخل أو تندس إلى أسفل وهو يكون الجزء الأكبر الغائر في الأرض .عملية الاندساس (subduction)
فكأن الله تعالى يخبرنا أن الجبال تلقى في الأرض من سطح الأرض إلى داخل الأرض .
أما لو كان المقصود أنها ألقيت من السماء فكان ذكر (القي على ) أو ( ألقى إلى) بدل (القي في ) , ولكننا نجد أن جميع الآيات التي تحدثت عن الرواسي جاءت بلفظ ( ألقى في الأرض) أو ( جعل فيها رواسي) . وكما دل حديث الرسول (ص) بان الأرض كانت تميد بعد خلقها اى أن سطح الأرض كان مضطربا وهذا ما أثبته العلم أن الجبال تكونت نتيجة اضطراب القشرة الارضيه- والله أعلم