_الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي اله وصحبه ومن والاه وبعد:
- مقال باذن الله شرح وتوضيح لمعني كلمة الله وروح منه المذكوره في الايات وساقسمه لثلاثة اقسام
١_معني كلمة الله
٢_روح الله
٣_بيان مذهب اهل السنه حول نسبة الروح واضافتها الي الله
#نبدء_باذن_الله____________
_اولا :- معني كلمة الله
- قال تعالي :-

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا﴾ [النساء: ١٧١]
- فما معني كلمته ؟ ناخذ اقوال اهل العلم

١_تفسير القران العظيم للامام ابن كثير رحمه الله يقول في تفسير الايه :- ( وكلمته القاها الي مريم وروح منه ) اي انما هو عبد من عباد الله وخلق من خلقه قال له :- كن فكان ، ورسول من رسله وكلمته القاها الي مريم اي :- خلقه بالكلمه التي ارسل بها جبريل عليه السلام الي مريم ، فنفخ فيها من روحه باذن ربه عز وجل فكان عيسي باذن الله عز وجل

- اذا نستنتج هنا من كلام الامام :- ان معني الكلمه المذكوره هنا فهي الامر التكويني ( كن) مثله مثل ادم الذي قال عنه عز وجل :- ( ان مثل عيسي عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون)

- مثال ذالك في كتابكم المدعو مقدس / مزمور ١٤٨ / ٧-٨ :- سبحي الرب من الارض ، ايتها التنانين وكل اللجج
- النار والبرد، والثلج والضباب والريح العاصفه الصانعه كلمته.

- اي ان هذه الاشياء المذكوره حسب الكتاب المقدس صنعة وتكونة بكلمة الله اي بامره التكويني

٢_تفسير الجامع لاحكام القران للامام القرطبي يقول في تفسير قوله ( وكلمته القاها الي مريم وروح منه ) :- اي هو مكون بكلمة كن فكان بشرا من غير اب والعرب تسمي الشيء باسم الشيء اذا كان صادرا عنه
-وقيل كلمته بشارة الله تعالي مريم عليها السلام ورسالته اليها علي لسان جبريل :-( اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسي ابن مريم )
- وقيل الكلمه هنا بمعني الايه :- ( وصدقت بكلمات ربها )

- نستنتج من كلام الامام الاتي :- انه ذكر عدة اقوال في تفسير معني كلمة الله كلها صحيحه لا اشكال فيها فعيسي فعلا كلمة الله اي مخلوق بامره التكويني كن فكان وهذا المعني الاول وهو ايضا الذي بشر به الملائكه السيده مريم كما ذكرنا في المعني الثاني وهو ايضا ايه من ايات الله في نبوته ومعجزاته التي منحها المولي عز وجل له واجراها علي يده كدليل علي صدق نبوته فلا اشكال في تعدد الاقوال في تفسير معني الكلمه هنا .

- ثم ذكر معني القاها الي مريم فقال :- امر بها مريم
- وفي هامش رقم( ٨) في البحر:- القاها الي مريم اي اوجدها في مريم وحصله فيها .


٣_تفسير الالوسي رحمه الله / روح المعاني :- قوله تعالي( وكلمته القاها الي مريم وروح منه ) :-
- وكلمته عطف علي ( رسول الله ) ومعني كونه كلمة انه حصل بكلمة ( كن) من غير ماده معتاده والي ذالك ذهب الحسن وقتاده .
- فنستنتج من الامام هنا :- انه اكد نفس المعني الذي ذهبنا اليه والذي اكده الامام ابن كثير والقرطبي وهو ان الكلمه المذكوره هي الامر التكويني ( كن)

_ثم نقل شرحا موجزا ورائعا للامام الغزالي فقال فيه :- لكل مولود سبب قريب وبعيد ، فالاول المني والثاني قول ( كن ) ولما دل الدليل علي عدم القريب في خق عيسي عليه السلام _ اضافه الي البعيد وهو قول كن اشارة الي انتفاء القريب واوضحه بقوله سبحانه وتعالي:- ( القاها الي مريم) اي:- اوصلها اليها وحصلها فيها كالمني الذي يلقي في الرحم فهو استعاره

- اذا نستنتج من هذا الشرح الاكثر من رائع :- ان سبب وجود اي مولود يكون بسببين سببا قريبا عن طريق عملية التزاوج وسبب بعيد عن طريق قدرة الله ومشيئته المتمثله في امره التكويني ( كن ) ولما كان عيسي بدون اب فقد السبب القريب فاضافه الس البعيد وهو الامر التكويني ( كن ) والذي هو كلمته المذكوره في الايه .

٤ _تفسير التحرير والتنوير / للطاهر عاشور / تفسير قوله تعالي ( كلمة الله وروح منه ):-
- يقول رحمه الله:- والكلمة هي التكوين ، وهو المعبر عنها في الاصطلاح ب( كن) فاطلاق الكلمه علي التكوين مجاز وليس هو بكلمه ولكنه تعلق القدره ، ووصف عيسي بذالك لانه لم يكن لتكوينه التاثير الظاهر المعروف في تكوين الاجنه ، فكان حدوثه بتعلق القدره

- نستنتج من كلام الامام :- انه اكد علي نفس المعني الذي ذهب اليه من سلف ذكرهم وان معني الكلمه هو الامر التكويني ( كن) بل واكد نفس كلام الغزالي في جزئية لماذا خص عيسي بالكلمه وهو ان عيسي خلقه كان متعلقا بقدرة الله مطلقا دون التدخل من بشر ودون حدوث عملية الزواج المعروفه

- ثم ذكر معني القاها الي مريم :- ومعني القاها الي مريم اي اوصلها الي مريم .


٥_تفسير المحرر الوجيز لابن عطيه / تفسير قوله تعالي ( وكلمته القاها الي مريم وروح منه) :-
- وكلمته :- اي مكون عن كلمته التي هي ( كن ) :- وقوله القاها عبارة عن ايجاد هذا الحادث في مريم .

_ واما قوله تعالي ( ان الله يبشرك بكلمة منه )
- نقرء في أضواء البيان — محمد الأمين الشنقيطي (١٣٩٤ هـ)

﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ [آل عمران: ٤٥] قَوْلُهُ تَعالى: ﴿إذْ قالَتِ المَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنهُ﴾ الآيَةَ، لَمْ يُبَيِّنْ هُنا هَذِهِ الكَلِمَةَ الَّتِي أُطْلِقَتْ عَلى عِيسى؛ لِأنَّها هي السَّبَبُ في وُجُودِهِ مِن إطْلاقِ السَّبَبِ وإرادَةِ مُسَبِّبِهِ، ولَكِنَّهُ بَيَّنَ في مَوْضِعٍ آخَرَ أنَّها لَفْظَةُ كُنْ، وذَلِكَ في قَوْلِهِ: ﴿إنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ﴾ [آل عمران: ٥٩]، وقِيلَ: الكَلِمَةُ بِشارَةُ المَلائِكَةِ لَها بِأنَّها سَتَلِدُهُ واخْتارَهُ ابْنُ جَرِيرٍ، والأوَّلُ قَوْلُ الجُمْهُورِ.

- اذا فهذه الايه نفس الايه السابقه وهي ان الكلمه هنا هي الامر التكويني كن وهذا قول جمهور المفسرين وقيل قول اخر وهو ان الكلمه في تلك الايه هي بشارة الملائكه لها بانها ستلد وهذا قول الطبري وفيه نظر والاصح هو الاول وتدل عليه اية ال عمران ٥٩ واية النساء ١٧١

والله اعلي واعلم .


#ننتقل_للقسم_الثاني_____
- ثانيا:- تفسير قوله تعالي وروح منه :-

١_تفسير اضواء البيان لمحمد امين الشنقيطي / قوله تعالي ( وروح منه) :- ليست لفظة ' من' في هذه الايه للتبعيض كما يزعمه النصاري افتراء علي الله ، ولكن ' من" هنا لابتداء الغايه ، يعني :- ان مبدا ذالك الروح الذي ولد به عيسي حيا من الله تعالي لانه هو الذي احيا به ، ويدل علي ويَدُلُّ عَلى أنَّ مِن هُنا لِابْتِداءِ الغايَةِ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكم ما في السَّماواتِ وما في الأرْضِ جَمِيعًا مِنهُ﴾ [الجاثية: ١٣]، أيْ: كائِنًا مَبْدَأُ ذَلِكَ كُلِّهِ مِنهُ جَلَّ وعَلا
- اذا نستنتج من كلام الامام :- ان "من" هنا للابتداء اي ان روح عيسي مصدرهاا من عند الله عز وجل كما هو حال السماوات والارض وما فيهن وليست من للتبعيض فليس عيسي او روحه جزءا منفصلا من الله او بعض منه حاشاه ذالك

٢_تفسير مفاتيح الغيب / للرازي / تفسير قوله تعالي :- ( وروح منه ) :- ذكر في تفسيرها الرازي ٥ اقوال :-
-الأوَّلُ: أنَّهُ جَرَتْ عادَةُ النّاسِ أنَّهم إذا وصَفُوا شَيْئًا بِغايَةِ الطَّهارَةِ والنَّظافَةِ قالُوا: إنَّهُ رُوحٌ، فَلَمّا كانَ عِيسى لَمْ يَتَكَوَّنْ مِن نُطْفَةِ الأبِ وإنَّما تَكَوَّنُ مِن نَفْخَةِ جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - لا جَرَمَ وُصِفَ بِأنَّهُ رُوحٌ، والمُرادُ مِن قَوْلِهِ: (مِنهُ) التَّشْرِيفُ والتَّفْضِيلُ كَما يُقالُ: هَذِهِ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ، والمُرادُ كَوْنُ تِلْكَ النِّعْمَةِ كامِلَةً شَرِيفَةً.
- الثّانِي: أنَّهُ كانَ سَبَبًا لِحَياةِ الخَلْقِ في أدْيانِهِمْ، ومَن كانَ كَذَلِكَ وُصِفَ بِأنَّهُ رُوحٌ. قالَ تَعالى في صِفَةِ القُرْآنِ ﴿وكَذَلِكَ أوْحَيْنا إلَيْكَ رُوحًا مِن أمْرِنا﴾ [الشُّورى: ٥٢]
- الثّالِثُ: رُوحٌ مِنهُ أيْ: رَحْمَةٌ مِنهُ، قِيلَ في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وأيَّدَهم بِرُوحٍ مِنهُ﴾ [المُجادَلَةِ: ٢٢] أيْ: بِرَحْمَةٍ مِنهُ، وقالَ - عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ -: («إنَّما أنا رَحْمَةٌ مُهْداةٌ» ) فَلَمّا كانَ عِيسى رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ عَلى الخَلْقِ مِن حَيْثُ أنَّهُ كانَ يُرْشِدُهم إلى مَصالِحِهِمْ في دِينِهِمْ ودُنْياهم لا جَرَمَ سُمِّيَ رُوحًا مِنهُ.
- الرّابِعُ: أنَّ الرُّوحَ هو النَّفْخُ في كَلامِ العَرَبِ، فَإنَّ الرُّوحَ والرِّيحَ مُتَقارِبانِ، فالرُّوحُ عِبارَةٌ عَنْ نَفْخَةِ جِبْرِيلَ وقَوْلُهُ: (مِنهُ) يَعْنِي أنَّ ذَلِكَ النَّفْخَ مِن جِبْرِيلَ كانَ بِأمْرِ اللَّهِ وإذْنِهِ فَهو مِنهُ، وهَذا كَقَوْلِهِ: ﴿فَنَفَخْنا فِيها مِن رُوحِنا﴾ .

- الخامِسُ: قَوْلُهُ: (رُوحٌ) أدْخَلَ التَّنْكِيرَ في لَفْظِ (رُوحٌ) وذَلِكَ يُفِيدُ التَّعْظِيمَ، فَكانَ المَعْنى: ورُوحٌ مِنَ الأرْواحِ الشَّرِيفَةِ القُدُسِيَّةِ العالِيَةِ، وقَوْلُهُ: (مِنهُ) إضافَةٌ لِذَلِكَ الرُّوحِ إلى نَفْسِهِ لِأجْلِ التَّشْرِيفِ والتَّعْظِيمِ.

_اذا نستنتج مما نقله الرازي :- ان تفسير الروح هنا يحتمل عدة معاني كلها جائزه كما سلف وبينا
فعيسي عليه السلام تكون فعلا بنفخة من جبريل وهو نعمة من الله عز وجل كاملة شريفه لكونه نبي من انبياء الله وهذا هو القول الاول
وعيسي عليه السلام ايضا كان سببا لهداية الخلق في زمانه حيث اتي مكملا لشريعة موسي وامرا بالمعروف وناهيا عن المنكر ياعتباره نبي ومكلف برساله من الله وهذا هو القول الثاني
وعيسي عليه السلام ايضا رحمة من الله كما كان نبينا صل الله عليه وسلم رحمة مهداة للناس اجمعين وهذا هو القول الثالث
وعيسي عليه السلام نفخ جبريل روحه في امه بامر من الله واذنه وهذا هو القول الرابع
وعيسي عليه السلام روح قدسيه عاليه باعتباره نبيا من انبياء الله وعبدا من عباده الصالحين وهذا هو المعني الخامس فكلها معاني جائزه في خق المسيح عليه السلام

٣_تفسير القران العظيم للامام ابن كثير / تفسير قوله تعالي ( وروح منه )
- يقول :- قيل لعيسي:- انه كلمة الله وروح منه لانه لم يكن له اب تولد منه وانما هو ناشيء عن الكلمه التي قال له بها :- كن ، فكان والروح التي ارسل بها جبريل ، قال تعالي :- ( ان مثل عيسي عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) قال :- ليس الكلمة صارت عيسي، بل بالكلمه صار عيسي

- فهذا شرح الامام لمعني قوله تعالي وروح منه واخر جمله قالها مهمه جدا وهي ان الكلمه لم تصر عيسي بل بالكلمه صار اي خلق عيسي كما خلقت الكائنات وصنعة حسب كتابكم المقدس في مزمور ١٤٨ / ٧-٨ :- سبحي الرب من الارض ، ايتها التنانين وكل اللجج
- النار والبرد، والثلج والضباب والريح العاصفه الصانعه كلمته.

- اي ان هذه الاشياء المذكوره حسب الكتاب المقدس صنعة وتكونة بكلمة الله اي بامره التكويني

كما سبق ووضحنا
#القسم_الثالث_________
- - ثالثا:- بيان عقيدة المسلمين حول نسبة الروح الي الله وهل هي صفه من صفاته ام لا مع الرد علي الايات التي يستشهد بها المخالف احيانا نبدء باذن الله

- اولا عقيدة المسلمين في الروح هل هي صفه لله عز وجل وان كانت ام لا وبما نسمي اضافتها الي الله :-
١_يقول الامام الراجحي في شرح العقيده الطحاويه :- المضاف إلى الله -سبحانه- نوعان: صفات لا تقوم بأنفسها: كالعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام، فهذه إضافة الصفة إلى الموصوف بها، فعلمه وكلامه وقدرته وإرادته وحياته صفات له غير مخلوقة، والثاني: إضافة أعيان منفصلة عنه كالبيت والناقة والعبد والرسول والروح، فهذه إضافة المخلوق إلى خالقه، والمصنوع إلى صانعه ولاكنها إضافة تقتضي تخصيصا، وتشريفا يتميز به المضاف عن غيره.
- المصدر:- شرح الطحاويه للراجحي / ج١/ ص٢٩٥

- نستنتج من كلام الامام :- ان كل ما اضيف الي الله عز وجل كقوله ( يد الله فوق ايديهم ) اضاف اليد له ، او كقوله ( فاذا سويته ونفخت فيه من روحي ) اضاف الروح له
كل هذه المضافات لا تخلوا من حالين :-
١_ان تكون صفات لا تقوم بنفسها بمعني انها تحتاج لمن يقيمها او يقوم بها كالقدره والسمع والبصر وصفة الكلام هذا النوع يضاف الي الله عز وجل اضافة صفة الي موصوف وتصبح من صفات الله عز وجل ونثبتها له
٢_ان تكون تلك المضافات اعيان منفصله كالمسجد مثلا في قوله تعالي ( ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه ) اضاف المساجد اليه ، او كقوله تعالي ( هذه ناقة الله لكم ايه ) اضاف الناقة له ، او كقوله تعالي ( فاذا سويته ونفخت فيه من روحي ) اضاف الروح له
كل هذه الاعيان المنفصله تضاف الي الله تشريفا لها ومن باب كونه مالكها وخالقها وتشريف لها وتخصيص ومن باب كونها ملك له وخلق من خلقه ولا تضاف كصفه من صفاته وعليه فان الروح ليست من صفات الله عز وجل فالله ليس له عندنا روح

- وقال شيخ الاسلام رحمه الله:- قَدْ يُضَافُ إِلَيْهِ مِنَ الْأَعْيَانِ الْمَخْلُوقَةِ وَصِفَاتِهَا الْقَائِمَةِ بِهَا مَا لَيْسَ بِصِفَةٍ لَهُ بِاتِّفَاقِ الْخَلْقِ، كَقَوْلِهِ: (بَيْتُ اللَّهِ) وَ (نَاقَةَ اللَّهِ) وَ (عِبَادَ اللَّهِ) بَلْ وَكَذَلِكَ (رُوحُ اللَّهِ) عِنْدَ سَلَفِ الْمُسْلِمِينَ وَأَئِمَّتِهِمْ وَجُمْهُورِهِمْ.
وَلَكِنْ إِذَا أُضِيفَ إِلَيْهِ مَا هُوَ صِفَةٌ لَهُ وَلَيْسَ بِصِفَةٍ لِغَيْرِهِ، مِثْلَ كَلَامِ اللَّهِ وَعِلْمِ اللَّهِ، وَيَدِ اللَّهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، كَانَ صِفَةً لَهُ.
- المصدر:- الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح / ج٤ /ص٤١٦

وهنا يؤكد شيخ الاسلام نفس كلام الراجحي

#ناتي_للنقطه_الثانيه______
الرد علي بعض ما يتعلق به النصاري كالقش وساتناول هنا ايتان يستشهد بهما كثير من النصاري وسنطبق عليهما في تفسيرهم ما سلف ذكره من عقيدتنا في الروح واضافتها الي الله عز وجل

#الايه_الاولي______
- قول الله عز وجل :- ( فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ) كثيرا ما يستشهد النصاري بهذه الايه كدليل علي خرافة التجسد فمن هو المشار اليه بروحنا ولماذا اضيفة الروح الي الله هنا ؟

- الرد:- المذكور ب" روحنا " هنا هو جبريل واضافة روح جبريل الي الله عز وجل هنا بقوله روحنا اضافة تشريف وتخصيص كما سبق وشرحنا من كتاب شرح العقيده الطحاويه ونقلنا كلام شيخ الاسلام ايضا في اضافة الروح الي الله عز وجل والدليل علي ذالك

١_قال الشنقيطي في تفسيره اضواء البيان في تفسيره لهذه الايه :- اظهر الاقوال ان المراد بقوله روحنا جبريل ويدل علي ذالك :- قوله تعالي ( نزل به الروح الامين ) ، وقوله ( قل نزله روح القدس من ربك بالحق) #واضافته_الي_الله_اضافة_تشريف_وتكريم
- اذا نستنتج من كلام الامام :- ١- ان المذكور هنا والموضوف بقوله تعالي "روحنا" هو جبريل فهو الصحيح في تفسير الايه والذي يتوافق مع سياقها
٢_ ان روح جبريل اضافة الي الله عز وجل اضافة تشريف وتكريم له وليست اضافة صفه


٢_قال الامام الالوسي في تفسيره / روح المعاني :- ( فارسلنا اليها روحنا ) اي جبريل عليه السلام كما قال الاكثر، وعبر عنه بذالك لان الدين يحيي به وبوحيه فهو مجاز، والاضافه للتشريف كبيت الله تعالي.

-اذا نستنتج :- نفس الكلام الذي قاله الامام الشنقيطي في تفسيره عن كون المذكور والموصوف هو جبريل وان الاضافه اتت للتشريف كما سلف ذكره .

٣_ قال القرطبي رحمه الله في تفسيره / الجامع لاحكام القران :- ( فارسلنا اليها روحنا )
- قيل هو عيسي عليه السلام ، لان الله تعالي خلق الارواح قبل الاجساد ، فركب الروح في جسد عيسي عليه السلام الذي خلقه في بطنها
- وقيل #هو_جبريل واضيف الروح الي الله تعالي تخصيصا وتكريما #والظاهر_انه_جبريل عليه السلام لقوله :( فتمثل لها ) اي تمثل الملك لها

- اذا نستنتج من كلام الامام :-
١- ان هناك قول ذكر انه عيسي وهو غير صحيح فظاهر الايه وما عليه جمهور المفسرين وسياق النص ان الموصوف بذالك هو جبريل
٢_انه اكد ان اضافة جبريل الي الله هنا اضافة تخصيص وتكريم كما سلف وبينا

_وبهذا نكون قد انهينا تفسير هذه الايه الكريمه وقبل ان ننتقل لغيرها ناخذ اعتراض للنصاري لطالما يوجهونه الا وهو اذا كان الروح هو جبريل فلماذا قال القران في سورة القدر ( تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر ) لماذا ذكر الروح منفصلا عن الملائكه وجبريل منهم ؟

_الرد :- قيل في تفسير من وصف بالروح هنا اقوال منها انه جبريل عليه السلام وهذا هو الذي عليه جمهور المفسرين وهذا اصح الاقوال وقيل انه صنف خاص من الملائكه وقيل غير ذالك
فستنستعرض باذن الله ما اورده جمهور المفسرين لنؤكد اتفاق السواد الاعظم منهم علي انه جبريل ثم نجيب عن نقطة لماذا خصه بوصفه بالروح دون الملائكه

_قال القرطبي رحمه الله في تفسيره / الجامع لاحكام القران :- ( والروح فيها باذن ربهم ) :- اي جبريل عليه السلام _ ثم سرد الاقوال الاخري التي وردت في تفسير معناها
ولاكن هنا هو رجح القول القائل بانه جبريل بقوله في تفسير الايه بصيغة التوكيد ( اي ) جبريل تاكيدا علي اختياره لهذا المعني

_وقال البغوي في تفسيره/ معالم التنزيل :- قوله عز وجل ( تنزل الملائكة والروح ) يعني جبريل عليه السلام معهم .

_ وقال الرازي في كتابه / مفاتيح الغيب :- بعد ان سرد كافة الاقوال المختلفه في من هو المراد بالروح هنا رجح منها ان الصحيح فيها ان المراد به جبريل فقال بعد عرض الاقوال :- #والأصَحُّ_ أن_َّ الرُّوح_َ هَهُنا جِبْرِيلُ_ وتَخْصِيصُه_ُ بِالذِّكْرِ _لِزِيادَةِ _شَرَفِهِ _كَأنَّهُ تَعالى _يَقُولُ: المَلائِكَةُ في كِفَّةٍ والرُّوحُ في كِفَّةٍ.

فهنا رجح الامام رحمه الله ان المراد بالروح هنا هو جبريل عليه السلام

_وورد في التفسير الميسر للقران الكريم :- ( تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم ) :- يكثر نزول الملائكة وجبريل عليه السلام فيها ، باذن ربهم من كل امر قضاه في السنه .

_وورد في تفسير الجلالين / للمحلي والسيوطي :- قال ( تنزل الملائكه ) بحذف التائين من الاصل ( والروح) اي جبريل .

_وورد في تفسير التحرير والتنوير للطاهر عاشور رحمه الله :- ( والروح):- هو جبريل اي : ينزل جبريل في الملائكه .

فالسواد الاعظم من المفسرين اتفقوا انه جبريل عليه السلام واما سبب تخصيصه بالذكر بوصفه بالروح فله سببين :-
١- اما انه معطوف علي الملائكه من باب عطف الخاص علي العام وذكر ذالك الشنقيطي في تفسيره " اضواء البيان " والامام ابن كثير في تفسيره " القران العظيم"
٢_انه خصص بالذكر هنا لزيادة شرفه ، وذكر ذالك الرازي والالوسي والشوكاني والقنوجي وغيرهم .

#ننتقل_لايه_اخري________

- قوله تعالي :- (فاذا سويته ونفخت فيه من روحي ) هل من هنا للتبعيض والله له روح وادم روحه جزء منه ؟

- الرد:- من هنا للابتداء وليس للتبعيض اي ان روح ادم من عند الله عز وجل ومنشاها من عنده تعالي وليست تشير الي ان روح ادم انفصلت من ذات الله حاشاه ذالك وانما اضيفت الروح اضافة تشريف كما سبق ووضحنا في هذا المنشور وضربنا امثله عن ذالك

ناخذ ما يثبت كلامي من كتب اهل العلم
١_قال الامام القرطبي في كتابه / الجامع لاحكام القران في تفسيره للايه :- وحقيقته اضافة خلق الي خالق ، فالروح اضافه الي نفسه تشريفا وتكريما كقوله :- ارضي وبيتي وناقة الله وشهر الله

- فهنا يؤكد الامام ان الروح اضيفة الي الله اضافة خلق الي خالق واضافة تشريف وتكريم وليست اضافة صفه

٢_وقال الواحدي في كتابه / التفسير البسيط :- ( ونفخت فيه من روحي ) النفخ اجراء الريح في الشيء ، والروح جسم رقيق يحيا به البدن واضاف روح ادم اليه تكرمة له لما كرمه وشرفه ، وهي اضافة مالك .

- وهنا ايضا يؤكد الامام في تفسيره علي نفس المعني الذي سلف ذكره ان الروح اضيفت هنا اضافة تكريم وايضا ملكيه وليس صفه

٣_وفي تفسير الجلالين/ للمحلي والسيوطي :- ( فيه من روحي ) فصار حيا واضافة الروح اليه تشريف لادم

٤_قال السمعاني في تفسيره / تفسير القران :- ( ونفخت فيه من روحي ) الروح جسم لطيف يحيا به الانسان ( واضافها ) الي نفسه تشريفا وتكريما .

٥_وقال ابن عطيه في تفسيره / المحرر الوجيز :- ( من روحي ) اضافة خلق وملك الي خالق ومالك ، :- اي من الروح الذي هو لي ولفظة الروح هنا للجنس

وهكذا انتهينا بفضل الله من تفسير معني كلمة الله وروح منه ومذهب اهل السنه في الروح والرد علي بعض الايات التي يستشهد بها النصاري

_فهذا مقال مختصر بفضل الله ، عن تفسير قوله تعالي كلمة الله وروح منه فما وفقني الله عز وجل فيه فبفضل منه ومن واحسان وما اخطات او قصرت فيه فمن نفسي ومن الشيطان نعوذ بالله منهما وقبل ان اختم لي عدة اساله من كتاب النصاري

١_كلمة الله مؤنثه وتعنى الشريعه اى التوراه
إنجيل يوحنا 10: 35
إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ،

فهل الشريعه والتوراه هى الله

وهذا اول دليل على ان كلمة الله لا تعنى الله ولا حتى مذكره مثلما ادعى كاتب انجيل يوحنا

2- كلمة الله تعنى الوحى والنبوه وهى مؤنثه
ارميا 32:1الكلمة التي صارت الى ارميا من قيل الرب

فهل الوحى هو الله نفسه ??????????

3- الكلمه كانت على يوحنا المعمدان وهى مؤنثه
إنجيل لوقا 3: 2
فِي أَيَّامِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ حَنَّانَ وَقَيَافَا، كَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ عَلَى يُوحَنَّا بْنِ زَكَرِيَّا فِي الْبَرِّيَّةِ،

فهل يوحنا المعمدانى هو الله لان كلمة الله كانت عليه ???????????

4- الله ليس له كلمه واحده بل كلمات كثيره وتعنى الاوامر والوصايا التى يصدرها الله
إنجيل لوقا 4: 4
فَأَجَابَهُ يَسُوعُ قِائِلاً: «مَكْتُوبٌ: أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ».

فهل اوامر الله هى نفسها الله ؟؟؟؟؟؟؟؟



والحمد لله رب العالمين وصل الله وسلم علي نبينا محمد وعلي اله وصحبه اجمعين.