حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 21

الموضوع: حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,112
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    11:17 AM

    افتراضي

    الفصل الرابع
    حرب الثلاثين عاما Thirty Years' War 1618/1648
    وانتشار المذهب البروتستانتي

    هي سلسلة صراعات دامية مزقت أوروبا بين عامي 1618 و 1648 م ، وقعت بين البروتستان والكاثوليك والدول المتحالفة معهم، وكلفت الاوربيين الملايين من الضحايا، وحدثت وقائعها بشكل عام في أراضي ألمانيا التي خسرت حوالي نصف سكانها، وكانت المجازر تشمل عمليات القتل والحرق والتهجير بين القرى المتجاورة، بل داخل البلدة الواحدة.
    وقد تدخلت في هذه الحرب معظم القوى الأوروبية الموجودة في ذاك العصر فيما عدا إنجلترا وروسيا .
    بالرغم من أن اندلاع الحرب كان أساسًا بسبب صراع ديني بين الكاثوليك والبروتستانت إلا أن التنافس بين أسرة هابسبرج والقوى المركزية الأخرى في أوروبا على حكم الدول الأوروبية كان محركا ومشعلا أساسيًا لفتنة هذه الحرب، بل ويعد السبب الرئيس في نظر البعض؛ ففرنسا الكاثوليكية في ذاك الوقت ساندت الجانب البروتستانتي في الحرب بسبب تنافس كل من فرنسا وآل هابسبرج على الحكم.

    حرب الثلاثين عاما والتي صاحبتها أوبئة ومجاعات كانت نتائجها مدمرة ومهلكة. دامت الحرب عمليا 30 عاما فقط، لكن الصراعات والنزاعات بقيت في القارة لمدة تزيد عن الـ300 عام، انتهت الحرب بصلح وستفاليا الشهير عام 1648 م.

    الأحوال في أوروبا قبل الحرب:
    سلام أبسبرج الذي عقد عام 1555 م قام بالتأكيد على نتيجة اجتماع شبير الأول، وأنهى العنف القائم بين اللوثريين والكاثوليك في ألمانيا، ونصت بعض بنود السلام على ما يلي:
    أولاً : يجوز للأمراء الألمان والذين يصل عددهم لـ225 أن يختاروا الديانة التي يريدون اتباعها (إما لوثرية أو كاثوليكية) في مملكاتهم أو إماراتهم كل حسب رغبته وضميره.
    ثانيًا : أي لوثري قاطن في منطقة تقع تحت تحكم أسقف له الحق في البقاء لوثريا.
    ثالثًا: يستطيع اللوثريون الاحتفاظ بالأراضي التي انتزعوها من الكنيسة الكاثوليكية منذ معاهدة سلام باساو المنعقدة في 1552 م.

    رابعًا : على كل أسقف كاثوليكي كان يحكم منطقة ما وتحول للوثرية أن يسلم أراضيه ويرجعها للكاثوليك.

    وفي أوائل القرن السابع عشر الميلادي كان الصراع والتوتر سائدًا بين العديد من دول أوروبا القوية وخصوصا حول الأراضي الألمانية، فمثلا:
    أسبانيا كانت مهتمة بضم الولايات الألمانية إلى ملكها حيث إنها كانت تسيطر على ما كان يعرف باسم هولندا الأسبانية (هولندا الجنوبية) المجاورة لحدود ألمانيا.

    فرنسا بدورها كانت تطمح لاحتلال الولايات الألمانية حيث كانت تلكم الولايات أضعف تكتل سياسي حول أراضيها.

    السويد والدانمارك كانتا تريدان ضم الأجزاء الشمالية من ألمانيا إلى أملاكهما حتى تحصلان على سيطرة مطلقة على بحر البلطيق.

    بالإضافة للأطماع السياسية كان التوتر الديني قد بلغ مبلغا كبيرا في أواخر القرن السادس عشر. كان سلام أبسبرج قد بدأ بالانحلال بعد قيام العديد من الأساقفة بعدم تسليم أراضيهم للكاثوليك كما نصت الاتفاقية، ومما فاقم الوضع أيضا قيام مذهب مسيحي جديد هو الكلفنية والذي انتشر في عدة ولايات ألمانية وكذلك قيام بعض وجهاء إسبانيا وأوروبا الشرقية بمحاولة استرجاع نفوذ الكاثوليك في مناطق التوتر الديني.

    تخوف أباطرة آل هابسبرج الذين تلوا تشارلز الخامس (خاصة فريديناند الأول وماكسميليان الثاني بالإضافة لرودولف الثاني وخليفته ماتياس) من قوة نفوذ أبناء عمومتهم حكام إسبانيا بالإضافة إلى اطلاعهم على نتائج فترة السياسة غير المتسامحة دينيا في إنجلترا عام 1534 م إبان عهد هنري الثامن والتي أدت إلى حروب أهلية واسعة، أجبر الهابسبرج على القيام بالسماح بتعدد الأديان في مناطق حكمهم مما أدى إلى رضا البعض عن هذا التصرف ولكن في نفس الوقت سخط دعاة التوحد الديني (الكاثوليك غالبا) على التعددية الدينية. في الوقت ذاته، كانت السويد والدنمارك اللوثريتان تحاولان دعم ومساعدة معتنقي البروتستانتية في الإمبراطورية الرومانية حتى تحصلان على مكاسب سياسية واقتصادية مرجوة من هذا الدعم.

    قادت هذه التوترات أخيرًا إلى اندلاع العنف في دوناوفورث إحدى مدن ألمانيا التابعة للإمبراطور الروماني مباشرة في عام 1606 م. كان سكان المدينة اللوثريين قد قاموا بمنع الأقلية الكاثوليكية من ممارسة بعض شعائرهم الدينية الأمر الذي أدى لاحتدام القتال بينهم.
    قام ماكسميليان البافاري بالتدخل بعدها لمصلحة الكاثوليك. بعد القضاء على الثورة وانتهاء أعمال العنف هذه، شعر الكلفنيون في ألمانيا - والذين كانوا أقلية وكان دينهم لا زال ناشئا- بالخطر والتهديد وقاموا بالانضمام إلى الرابطة الإيفانجليكية (الاتحاد البروتستانتي أو الاتحاد الإنجيلي).
    نشأ هذا الاتحاد البروتستانتي ضعيفا بسبب غياب قيادة مؤثرة تقوده، كما وأضعفه انضمام الكلفنيين واللوثريين إليه.
    في المقابل، قام الكاثوليك بإنشاء ما عرف باسم الرابطة الكاثوليكية (أو العصبة المقدسة) تحت قيادة الدوق ماكسميليان البافاري.
    مات الإمبراطور الروماني وملك بوهيميا ماتياس عام 1619 دون أن يخلف ورائه من يتولى الحكم بعده فتولى الحكم أقرب أقربائه من الذكور إليه وهو ابن عمه فيرديناند من ستيريا.
    كان فيرديناند كاثوليكيا مخلصا، تلقى تعليمه على يد رهبان يسوعيين ممن كانوا يريدون أن تستعيد الكاثوليكية سيطرتها على أوروبا.
    بالإضافة لما سبق فقد كان فيرديناند ذو شعبية منخفضة جدا في بوهيميا، وهذا بحد ذاته (أي شعبيته المنخفضة) كان سببا رئيسيا لاندلاع أحداث حرب الثلاثين عاما والتي يمكن تقسيم أحداثها إلى أربع فترات رئيسية وهي: الثورة البوهيمية والتدخل الدنماركي وتلاه التدخل السويدي ثم أخيرا التدخل السويدي الفرنسي.




    الثورة البوهيمية 1618 - 1625
    كان الإمبراطور الروماني ماتياس بلا بنين أو حفدة، ولذا أراد التأكد من انتقال الملك من بعده إلى وريثه الشرعي فرديناند الستيرياوي (نسبة إلى ستيريا) والذي تولى حكم الإمبراطورية الرومانية لاحقا. قام ماتياس بتعيين فرديناند واليا له على إقليمي المجر وبوهيميا.
    كان فرديناند كاثوليكيا متعصبا، وأدى تعيينه على بوهيميا إلى تخوف قيادات المذهب البروتسنتي في ذلك الإقليم من فقدان حقوقهم الدينية التي منحت لهم من قبل الإمبراطور رودولف الثاني في الوثيقة المسماة "رسالة الفخامة" ومنحت لهم كذلك من قبل فريدريك الخامس البروتستانتي حاكم البلاتين المنتخب وخليفة فريدريك الرابع مؤسس العصبة الإيفانجيلية (الاتحاد الإنجيلي). بالمقابل، قام عدد كبير من البوهيميين البروتستانت بدعم تواجد القوات الكاثوليكية في أراضيهم، وبالتالي وكنتيجة مباشرة لذلك تم انتخاب فيرديناند الثاني وليا للعهد على بوهيميا من قبل السلطات البوهيمية.

    عندما قام مرشح الملك بإرسال ممثلين اثنين له إلى قلعة هارادشاني في براج لتولي أمور بوهيميا في حال غيابه عنها، قام جماعة من الكلفنيين (كل كلفني هو بروتستانتي والعكس ليس صحيح) بإلقاء القبض عليهما و محاكمتهما محاكمة زائفة وألقوا بهما من نافذة القلعة التي تعلو 50 قدما (16 مترا) عن سطح الأرض، ومما يجدر ذكره أن المصادر التاريخية تذكر أن ممثلي الملك لم يقتلا بسبب الحادثة وإن كانا قد أصيبا إصابات قوية.
    وتعد هذه الحادثة الفريدة الثانية من نوعها في براغ فقد سبق أن ألقى جمع غاضب من سكان براغ بسبعة مسئولين من نوافذ المجلس البلدي.

    بعد هذه الحادثة (حادثة الإلقاء من النافذة) اشتعلت الثورة البوهيمية في براغ وما لبثت أن انفجرت ثورات أخرى في شتى أنحاء بوهيميا وسيليزيا ولوساتيا ومورافيا وما لبثت أن انتشرت الحرب الأهلية في مناطق كثيرة من أوروبا الغربية.

    كان من الممكن أن تتوقف الحرب الأهلية المعروفة باسم الثورة البوهيمية في أقل من 30 شهرا، إلا أن موت الإمبراطور ماتياس في عام 1619 م شجع قادة الثورة البروتستانت على الاستمرار فيها بعد أن كانت الأمور على حافة التهدئة وكان الجميع يرجح انتهاء الحرب الأهلية.
    ضعف الإمبراطور فيرديناند خليفة ماتياس وكذلك ضعف البوهيميين الثائرين أنفسهم أدى لانتشار الحرب إلى غربي ألمانيا مما فاقم الوضع ووضع الإمبراطور الجديد في موقف حرج مما حدى به الاستعانة بابن أخيه الملك فيليب الرابع ملك إسبانيا.
    في أول الثورة، كان كفة البوهيميين هي الراجحة، وكانت الأمور تسير لصالحهم.
    قام العديد من نبلاء النمسا العليا اللوثريين والكلفنيين بالدخول في الثورة ودعمها ولحق بهم نبلاء النمسا السفلى في عام 1619 م. قام الكونت ثورن بمحاصرة فيينا في محاولة لاقتحامها. في ترانسلفانيا (غربي رومانيا اليوم)، قام جابرييل بثلين بحملات عديدة على هنجاريا يحالفه فيها الخليفة العثماني. بسبب كل هذه المتلاحقة سارع الإمبراطور الروماني بتكوين جيش لقمع البوهيميين وحلفائهم قبل أن يتسع مدى الثورة وتغرق كل الإمبراطورية الرومانية فيها.
    قام الكونت بوكوي، قائد الجيش النمساوي الموالي للإمبراطورية الرومانية، بهزيمة قوات العصبة الإنجيلية (العصبة البروتستانتية)
    في معركة سابلات في العاشر من يونيو 1619 م.
    أدت هذه الهزيمة إلى إعاقة وقطع اتصالات الكونت ثورن، والذي كان يحاصر فيينا، أدى إلى قطعها مع البوهيميين في براغ كما وأدت إلى إنهاء حصاره للعاصمة النمساوية. بالإضافة إلى ثورن، فقد البوهيميون حليفا آخرا وهو تشارلز إيمانويل الأول دوق آل سافوي الذي كان داعما للبروتستانت ورافضا لتوسع آل هابسبرج في أوروبا.
    وعلى الرغم من الهزيمة في معركة سابلات، بقيت قوات الكونت ثورن المتبقية في النمسا قوة يحسب لها حساب، كما قام الكونت إرنست فان مانسفيلد قائد البوهيميين في المعركة بإعادة تنظيم جيوشه وجمعها في شمال بوهيميا. في أغسطس 1619 قامت الولايات النمساوية العليا بتوقيع معاهدة تحالف مع البوهيميين، كما قام البوهيميين بخلع الإمبراطور فرديناند رسميا من رئاسة البلاد وإفساح الطريق أمام القائد البلاتيني فريدريك الخامس لتولي الحكم. في المقابل وبينما حدثت كل هذه الأحداث المتسارعة في بوهيميا قام الترانسلافيون بإحداث تقدم ملحوظ في هنغاريا بل وطردوا منها قوات الإمبراطور الروماني بحلول عام 1620ُُ م.
    قام الإسبان بإرسال جيوش لدعم الإمبراطورية الرومانية بقيادة الماركيز أمبروسيو سبينولا، كما عمل السفير الإسباني لدى فيينا الدون إنيجو أنيت على إقناع بروتستانت مقاطعة ساكسونيا على التدخل والمشاركة في الحرب ضد البوهيميين الثائرين على أن يمنحوا أراضي لوساتيا مكافأة لهم. كنتيجة مباشرة لذلك، حارب الساكسونيين البوهيميين وقام الجيش الإسباني بمنع تدفق المساعدات على القوات البوهيمية من قبل العصبةالإنجيلية (العصبة البروتستانتية).
    وعد أنيت دوق بافاريا بإعطاءه حكم البلاتين في حال دعمه للعصبة الكاثوليكية. قام الجنرال تيلي بقيادة قوات العصبة الكاثوليكية(الموالية للإمبراطورية الرومانية) وتجميعها في النمسا العليا، وقام الإمبراطور فيرديناند الروماني بتجميع قواته هو الآخر في النمسا السفلى ، ثم اتحد الجيشان وتوجها غربا نحو بوهيميا.
    تلاقت قوات الإمبراطورية الرومانية وقوات فريدريك الخامس قرب پراگ في 8 نوفمبر1620 م في معركة عرفت باسم معركة الجبل الأبيض وهزمت فيها قوات البوهيميين هزيمة ساحقة وخسر فريدريك ملكه، وقد كلفت هذه الهزيمة البوهيميين استقلالهم وبقيت بلادهم تحت ملك الهابسبرج 300 سنة أخرى.
    أخمدت ثورة البروتستانت وأصبحت الكاثوليكية الديانة الرسمية للدولة مرة أخرى.
    سببت هزيمة البوهيميين في معركة الجبل الأبيض حل العصبة البروتستنتية وخسارة فريدريك الخامس لأملاكه ومنحت لنبلاء كاثوليك وذهب لقب "حاكم البلاتين" إلى ابن عمه البعيد ماكسميليان دوق بافاريا.
    قام فريدريك بعدها بمحاولة إقامة علاقات مع كل من: الدنمارك وهولندا والسويد. قام جابرييل بيثلين من ترانسلفانيا بتوقيع معاهدة سلام نيكولسبيرج مع الإمبراطور الروماني في 31 ديسمبر 1621 منهيا بذلك سلسلة توغلاته في أراضي هنجاريا والتي منح أجزاء منها إثر توقيع المعاهدة.
    بعض المؤرخين يعدون الفترة الواقعة بين عامي 1621 و1625 م مرحلة منفصلة عن حرب الثلاثين عاما ويطلقون عليها مسمى فترة البلاتين.
    بعد خسارة البوهيميين في معركة الجبل الأبيض خمدت الثورة في أغلب أنحاء بلادهم وهدأت الأمور بشكل عام ما عدا في مناطق البلاتين. قام الإسبان وفي محاولة منهم لتطويق الاستعدادات الهولندية باحتلال أراضي البلاتين وبدأت مدن تلك المنطقة تسقط في أيديهم ولكن بعد حصارات لها طويلة، فسقطت ماينهايم وهايدلبرج في عام 1622 وتبعتهما فرانكنثال في 1623 م وبهذا خضعت جميع أراضي البلاتين لملوك إسبانيا.
    بقي من القوات البروتستنتية ما كان تحت قيادة مانسفيلد وكرستيان من برونسويك واللذين توجها نحو هولندا وساعدوا في فك حصار بيرجين أوب زوم. لم يستطع الهولنديين أن يبقوهما في أراضيهم خوفا من ملاحقتهم فيها ومن ثم فقدانهم إياها. منح القائدان مالا وأرسلا لاحتلال أراض مجاورة لهولندا لتدخل تحت ملكهما. اتجه مانسفيلد إلى تلكم لأراضي وبقي فيها، بينما توجه كرستيان إلى ساكسونيا السفلى (شمال ألمانيا) لمساعدة قريبه الذي طلب منه المعونة. خاف أفراد جيش كرستيان على أنفسهم من التوغل في الأراضي الألمانية وفضلوا التراجع إلى هولندا. في 6 أغسطس 1623 م وعلى بعد 10 أميال من الحدود الهولندية واجهت قوات الجنرال تيلي قوات كرستيان في معركة عرفت باسم معركة شتاتلون وأوقعت بها هزيمة ساحقة وقتلت أربع أخماس الجيش (حوالي 15 آلاف شخص).
    بعد سماع هذه الأنباء، أجبر فريدريك الخامس والذي كان يمني نفسه بالعودة واسترجاع ملكه الضائع، أجبر من قبل صهره ومستضيفه في منفاه على ترك المحاولات للرجوع إلى بوهيميا والبلاتين. وبهزيمة كرستيان واستقرار مانسفيلد وتوقف فريدريك الخامس عن التفكير في الرجوع انتهت الحقبة الأولى من حرب الثلاثين عاما وخيمت على الإمبراطورية الرومانية فترة من الهدوء والسلام لم تلبث أن تنقطع بعد التدخل الدنماركي في عام 1625 م.

    التدخل الدانماركى 1625 إلى 1629 م
    كانت الدنمارك بصفتها مملكة بروتسنتية متخوفة من كون وجودها واستقلالها مهددا.
    حاكم الدنمارك في فترة حرب الثلاثين عاما، كرستيان الخامس كان قد وصل بدولته لمستوى عال من الثبات والأمن والاقتصاد المنتعش مالم تصله أغلب دول أوروبا كما أن نفوذه بدأ يقوى في الأراضي الألمانية.
    بدأت فترة التدخل الدنماركي عندما قام كرستيان الخامس ملك الدنمارك والذي كان لوثريا بإرسال جيش لمحاربة الإمبراطورية الرومانية دعما للوثريي شمال ألمانيا. عين كرستيان الخامس مسؤولا لجيشه في ساكسونيا السفلى (شمال ألمانيا) وزاد عدد جنوده 20000 ألف مقاتلا في تلك المناطق. بسبب هذه التحركات العسكرية، وازدياد نفوذ كرستيان في مناطق شمال ألمانيا، أرادت الإمبراطورية الرومانية المقدسة وضع حد للدنماركيين وإيقافهم توغلهم في أراضي أوروبا.
    بعد هذه الأحداث، طلب فيرديناند الثاني مساعدة عسكرية من أحد نبلاء بوهيميا وهو ألبرخت فان فالنشتاين. كان فالنشتاين رجلا ذا نفوذ، وكان قد جمع ثروة طائلة بمصادرته أموالا وعقارات من قبل البوهيميين أنفسهم، كما كان عنده ما يتراوح بين 30 ألف و100 ألف جندي. وافق فالنشتاين على مساعدة فيرديناند شرط أن تمنح للأول الأراضي الجديدة المحتلة.
    رد الامبراطورية الرومانية
    فاجأت قوات فالنشتاين مشتركة مع قوات الجنرال تيلي قوات الملك كريستيان الدنماركي، الذي لم يكن يعلم بوجودها في الأصل، كما لم يسمع بتحركاتها نحو أراضيه؛ فاضطر كرستيان إثر ذلك إلى الانسحاب، ولم تجد محاولات كرستيان بالاستعانة بحلفائه، ففرنسا كانت تعيش حربا أهلية، والسويد كانت تخوض حربا ضد بولندا، وإنجلترا كانت تعيش فترة سيئة في تاريخها، فكانت مقسمة ضعيفة، وحتى المقاطعتان الألمانيتان، ساكسونيا وبراندنبرج، فضلتا عدم التورط في الحرب والجنوح للسلم.
    هزمت قوات فالنشتاين قوات مانسفيلد البروتسنتي في معركة جسر ديساو (1626 م) وخسر مانسفيلد أكثر من نصف جنوده ومات بعدها بعدة أشهر. كما هزم الدنماركيون من قبل قوات الجنرال تيلي في معركة لوتر (1626 م).

    سقوط الأراضي الدنماركية
    قامت قوات فالنشتاين بالتحرك شمالا تجاه مناطق الدانماركيين، فاحتلت مكلينبيرج، وبومرانيا(مناطق ألمانية جنوب الدانمارك) حتى وصلت ليوتلاند أو شبه الجزيرة الدانماركية وسيطرت عليها، إلا أن تلك القوات لم تستطع الوصول إلى جزيرة زيلاند (توجد في هذه الجزيرة مدينة كوبنهاجن عاصمة الدنمارك)، حيث لم تكن تملك أي أساطيل بحرية تساعدها في الوصول إلى مبتغاها، كما أن مدن الرابطة الهانزية الموجودة في المنطقة لم تسمح لقوات فالدشتين ببناء أي أسطول على موانئها.
    اتجه فالدشتين إلى السواحل الألمانية على البلطيق حيث مدينة شترالسند الواقعة في أقصى شمال شرق ألمانيا، وذلك بعد أن يئس من تجاوب موانئ الدنمارك لمطالبه بالإضافة إلى أن ميناء هذه المدينة يحوي المصانع والأدوات اللازمة لبناء أسطول بحري كبير كاف لأداء مهمة احتلال كوبنهاجن والجزر الدنماركية الأخرى، إلا أن بناء الأسطول البحري لم يكتمل إذ أن تكلفته كبيرة مقارنة مع الفائدة التي ستجنى إذا اكتمل غزو الدنمارك.

    معاهدة لوبيك

    أدت هذه الظروف إلى توصل الأطراف المتنازعة إلى اتفاقية لوبيك عام 1629 م، وتنص هذه الاتفاقية على استرجاع الملك كرستيان الخامس الأراضي الدنماركية مقابل تخليه عن نصرة البروتستانت في الأراضي الألمانية، وتوقفه عن التدخل في شؤون تلك الأراضي، وكنتيجة مباشرة لهذه المعاهدة ازداد نفوذ الكاثوليك في هذه مناطق الشمال الألماني.
    المرجع:http://www.startimes.com/?t=29696817
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,112
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    11:17 AM

    افتراضي

    حرب الثلاثين عاما
    تنقسم حرب الثلاثين عاما إلى أربع مراحل رئيسية :
    الثورة البوهيمية. التدخل الدنماركي. التدخل السويدي. التدخل الفرنسي .
    بدأت اولا كمواجهة دينية اندلعت عام 1606 في مدينة دوناوفورت الحرة إحدى مدن ألمانيا التابعة للإمبراطور الروماني الكاثوليكي، حيث حاولت الأغلبية البروتستانتية منع الكاثوليك من أداء موكب ديني مسببين اضطرابات عنيفة، مما دعى تدخل ماكسيمليان الأول حاكم (بافاريا ـ جنوب المانيا) مساندا الكاثوليك لاعادة الوضع إلى حاله.
    هذه السلسة من الأحداث أوجدت لدى البروتستان (الذين ظلوا أقلية في المنطقة) شعورا بوجود مؤامرة كاثوليكية لاجتثاثهم، وإزاء هذا التهديد قاموا في عام 1608 بتأسيس الإتحاد الإنجيلي بقيادة( فريدريك الرابع) ملك اسبانيا الذي كان يحكم أجزاء من المانيا ووسط اوربا.

    فرد الألمان الكاثوليك عام 1609 بانشاء الرابطة الكاثوليكية تحت قيادة الامير ماكسيمليان الأول.
    عند هذه النقطة أصبح الوضع السياسي في ألمانيا على استعداد للدخول في مواجهة الطائفية.
    عام 1617 حاول (فيرديناند) حاكم بوهيميا(جيكيا الحالية) الذي كان كاثوليكيا متعصبا أن يفرض العقيدة الكاثوليكية على السكان الذين كانوا بغالبية بروتستانتية.
    تسبب منعهم لبناء عدد من الكنائس البروتستانتية في ثورة عنيفة عام 1618 بلغت ذروتها عندما تم إلقاء اثنين من ممثلي الإمبراطور من نوافذ القصر الملكي في براغ، وأشعل هذا الحدث شرارة حرب الأعوام الثلاثين .
    في الجزء الثاني من فترة الحرب امتدت المعارك إلى فرنسا والأراضي المنخفضة وشمال إيطاليا وكاتالونيا .
    خلال سنواتها الثلاثين تغيرت تدريجيا طبيعة ودوافع الحرب : فقد اندلعت الحرب في البداية كصراع ديني بين الكاثوليك والبروتستانت وانتهت كصراع سياسي من أجل السيطرة على الدول الأخرى بين فرنسا والنمسا، بل ويعد السبب الرئيس في نظر البعض، ففرنسا الكاثوليكية تحت حكم الكردينال ريشيليو في ذلك الوقت ساندت الجانب البروتستانتي في الحرب لإضعاف منافسيهم آل هابسبورج لتعزيز موقف فرنسا كقوة أوروبية بارزة، فزاد هذا من حدة التناحر بينهما، مما أدى لاحقا إلى حرب مباشرة بين فرنسا وإسبانيا.
    كان الأثر الرئيس لحرب الثلاثين عاما والتي استخدمت فيها جيوش مرتزقة على نطاق واسع ، تدمير مناطق بأكملها تركت جرداء من نهب الجيوش .
    وانتشرت خلالها المجاعات والأمراض وهلاك العديد من سكان الولايات الألمانية وبشكل أقل حدة الأراضي المنخفضة وإيطاليا، بينما أُفقرت العديد من القوى المتورطة في الصراع .
    استمرت الحرب ثلاثين عاما ولكن الصراعات التي فجرتها ظلت قائمة بدون حل لزمن أطول بكثير.
    انتهت الحرب بمعاهدة مونستر وهي جزء من صلح فستفاليا الأوسع عام 1648 م .
    وخلال الحرب انخفض عدد سكان ألمانيا بمقدار 30 ٪ في المتوسط ؛ و في أراضي براندنبورج بلغت الخسائر النصف، في حين أنه في بعض المناطق مات ما يقدر بثلثي السكان وانخفض عدد سكان ألمانيا من الذكور بمقدار النصف تقريبا .
    كما انخفض عدد سكان الأراضي التشيكية بمقدار الثلث .
    وقد دمر الجيش السويدي(البروتستاني) لوحده اثناء تغلغله في المناطق الالمانية الكاثوليكية 2000 قلعة مع سكانها ، 18000 قرية و 1500 مدينة في ألمانيا، أي ثلث عدد جميع المدن الالمانية .
    هبطت حرب الثلاثون عاما بسكان ألمانيا من عشرين مليونا إلى ثلاثة عشر ونصف مليونا، وبعد عام أفاقت التربة التي روتها دماء البشر، ولكنها ظلت تنتظر مجيء الرجال.
    وكان هناك وفرة في النساء وندرة في الرجال. وعالج الأمراء الظافرون هذه الأزمة البيولوجية بالعودة إلى تعدد الزوجات كما ورد في العهد القديم.
    ففي مؤتمر فرانكونيا المنعقد في فبراير 1650بمدينة نورنبيرج اتخذوا القرار الآتي:-
    "لا يقبل في الأديار الرجال دون الستين... وعلى القساوسة ومساعديهم (إذا لم يكونوا قد رسموا)، وكهنة المؤسسات الدينية، أن يتزوجوا... ويسمح لكل ذكر بأن يتزوج زوجتين، ويذكر كل رجل تذكيراً جدياً، وينبه مراراً من منبر الكنيسة، إلى التصرف على هذا النحو في هذه المسألة"..
    الحرب الدينية الأولى ( 1562-1563 )
    حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك, ومن أبرز أحداثها مجزرة واسي , التي حصلت في الأول من مارس 1562 حيث قتل رماة السهام التابعين لدوق دي جيز الكاثوليكي 70 بروتستانتيا" وجرحوا 200 مجتمعين في إحدى المزارع , يستمعون لوعظ أحد المبشرين البروتستانت.
    أبرز أحداث عام 1563 هي التوقيع على اتفاقية سلام , سمحت السلطات الملكية بموجبها بإقامة شعائر البروتستانت داخل قصور النبلاء فقط , دون الانتشار في الأحياء الشعبية وأوساط الحرفيين.
    جاء عنها في موسوعة قصة الحضارة:
    طلب الفريقان المعونة من الخارج وحصلا عليها، الكاثوليك من أسبانيا، والبروتستنت من إنجلترا وألمانيا، فأرسلت اليزابث 6.000 رجل إذ أغراها وعد البروتستنت بإعطائها كالية، واستولى 2.000 منهم على روان، ولكن جيز انتزع المدينة ونهبها (26 أكتوبر 1562)، ونهب جنده المتعطشون للغنيمة السكان الكاثوليك والبروتستنت وذبحوهم دون تحيز لأي فريق .

    الحرب الدينية الثانية ( 1567-1568 ).
    حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث المحاولة الفاشلة للبروتستانت للاستيلاء على مدينة باريس عام 1567.
    في عام 1568 تم الاتفاق على شروط سلام مماثلة لشروط أمبروز ويضاف عليها الاعتراف بمدينة لاروشيل في شمال فرنسا كمدينة تابعة للمذهب البروتستانتي. عُرفت هذه الاتفاقية باتفاقية لونجومو.

    الحرب الدينية الثالثة ( 1568-1570 )
    حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث هزيمة البروتستانت في منطقة جرناك حيث قُتل أمير آل كوندي . وهزيمة مونكونتور البروتستانتية, تبعها اتفاق قضى باعتراف البروتستانتية رسميا" في فرنسا والاعتراف لها بالنفوذ الشرعي في أربع مدن كبرى.
    غير أن مجزرة سان بارتيليمي التي طالت عددا" كبيرا" من البروتستانت في فرنسا بتاريخ 24 أغسطس 1572 عادت فأشعلت الصراع مرة ثانية.
    الحرب الدينية الرابعة ( 1573-1574 (
    حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث الحصار الذي ضربته القوات الكاثوليكية على مدينة لاروشيل , معقل البروتستانت , ثم الإتفاقية التي عُقدت في هذه المدينة مكررة نقاط الاتفاقيات السابقة ( أمبواز ولونجومو) وقد تم رفع الحصار العسكري بعد التوقيع على الاتفاق الجديد بتاريخ 24 يونية 1573.

    غير أن المعارك استمرت في جنوب البلاد , في منطقة لانغ دوك , وفي 29 مايو 1574 تم التوصل إلى اتفاق بعد هزيمة البروتستانت.

    الحرب الدينية الخامسة ( 1576 (

    حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث التوصل إلى اتفاقية بعد عدة معارك دامية , كان من بنود الاتفاقية ( 73 بنداً )
    - حرية الممارسة الدينية البروتستانتية في الريف والمدن الفرنسية.
    - تسليم السلطة للبروتستانت في 8 مدن رئيسية عبر البلاد.
    الحرب الدينية السادسة ( 1577 (

    حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث استيلاء أخ الملك على مركز لاشاريتي , المركز البروتستانتي العام بتاريخ 1 مايو 1577 , ثم تم عقد اتفاقية بعدها عرفت باتفاقية بيرجوراك في 15 سبتمير 1577 و تسمح هذه الاتفاقية للبروتستانت بإقامة شعائرهم الدينية في جميع أنحاء المملكة .

    الحرب الدينية السابعة ( 1580 )
    حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث استيلاء هنري دو نافار على مدينة كاهور في 30 مايو 1580 , ثم عقد اتفاقية سلام في فليكس بتاريخ 26 نوفمبر 1580.

    الحرب الدينية الثامنة ( 1585-1598 )
    حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك , ومن أبرز الأحداث انتصار البروتستانت في معركة كوتراس في 20 نوفمبر 1587 .
    في سنة 1588 حدثت انتفاضة شعبية ضد الملك هنري الثالث, وبعد قمع الانتفاضة تحالف الملك هنري الثالث مع قائد البروتستانت هنري دو نافار وقاموا بمهاجمة وحصار باريس التي انتفضت مرة ثانية.
    تم اغتيال الملك هنري الثالث و رفض جنوده الكاثوليك قيادة هنري دو نافار , الذي تم تتويجة ملكا" للبلاد باسم (هنري الرابع) بعد أن تحول للكاثوليكية.
    الحروب الدينية لم تنته فعلا" إلا بعد توقيع اتفاقية نانت في 15 أبريل 1598 التي اعترفت بحرية المعتقد في فرنسا.
    http://www.ssrcaw.org/ar/print.art.asp?aid=329044&ac=1
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  3. #13
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,112
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    11:17 AM

    افتراضي

    الفصل الخامس
    الاغتيالات المقدسة
    الاغتيالات المقدسة باسم الكتاب المقدس وطبقا لتعاليم يسوع المجيدة

    1 - إعدام القاضية ان دي بورج: تحدثنا عن مذبحة القديس بارتولوميو Massacre de la Saint-Barthélemyوالتي وقعت في 23 أغسطس 1572.. وواقع الأمر أن هذه المذبحة إنما هي ضمن سلسلة من المذابح تعدت المائة مذبحة حيث أن الحروب الدينية في فرنسا وحدها قد أدت إلى مقتل ما بين 2 إلى 4 مليون مسيحي على أيد المسيحيين. ظهرت أولي الاضطرابات الدينية في فرنسا في عهد الملك فرنسوا الأول (1515-1547) حيث تم اعدام القاضية ان دي بورج(1521-1559), Execution of Anne du Bourg







    Anne du Bourg (1521 - 23 ديسمبر 1559 ، باريس) كانت قاضيًة فرنسية ، ابنة شقيق المستشار أنطوان دو بور.
    تلقت تعليمها في جامعة اورليان ، وأصبحت أستاذا ثم مستشارا لبرلمان باريس في 1557.
    هاجمت دو بورج Anne du Bourg السياسة الملكية للقمع ضد "هؤلاء الذين يطلق عليهم الهراطقة" ..فهي لم تخف قناعاتها الكالفينية.
    تمت إدانتها بالهرطقة ، ليتم شنقها المكان المعروف بـ (سان جان أون جريف) [المكان الحالي دي ل حيث يقع فندق Hôtel de Ville ] في باريس وحرق جثتها.

    توفيت في 23 ديسمبر1559 ، بعد أن أعلنت في المشنقة:
    "My friends, I am not here as a thief or a murderer, but for the evangelium."
    "يا أصدقائي ، أنا لست هنا كلصوص أو قاتلة ، ولكن بالنسبة لإيماني الإنجيلي".
    فلقد ظهرت أولي الاضطرابات الدينية في فرنسا في عهد الملك فرنسوا الأول (1515-1547).
    بالرغم من إنسانية النهضة إلا أن الملك قد اعتبر نزعة الإصلاح الديني شئ ضار لسلطته .
    في عام (1545) ذُبح 3000 ولدينيسيون فى ليبيرون في ميرندول بأمر من برلمان إكس وبموافقة الملك . و في عهد نجله هنري الثاني زادت حدة التوترات الدينية.
    1 - شَرع الملك قانون ضد البروتستانت ضاعف فيه المراسيم القمعية كمرسوم كومبرانيه في عام 1547والذي سمح فيه للمحاكم العلمانية بمحاكمة البروتستانت بمجرد وجود فضيحة عامة .
    2 – أصدر مرسوم إكوين لعام 1557 طالب بإطلاق النار علي البروتستانت بدون محاكمة لمن يحاولون الفرار أو الثورة .
    3 - في عام 1559 أعطت رسائل إكوين مَهمة لشخصيات بارزة للسفر في المقاطعة لمنع الهرطقة.
    4 – ثم في النهاية تم بناء الغرفة المشتعلة المصنوعة في برلمان باريس لمحاكمة المهرطقين في محرقة الجثث وفي عامين تم انهاء 37 شخص بها .
    وبالرغم من هذه الاضطهادات إلا أن البروتستانتية قد نمت بشكل كبيروتم انتشارها في المناطق الحضارية وخصوصاً إلذين يستطيعون الوصول إلي الثقافة مثل : البرجوازيين، الحرفيين، رجال الكنيسة، العلماء ، الكُتاب و موظفين القضاء .
    تفاعل الملك مع مرسوم شاتوه بريون في عام 1551 حيث شرح فيه بالضبط أنماط القمع حيث يزيد العقوبات المفروضة علي أمناء المكتبة، المحررين ، وناشرين الكتب المحظورة .
    انضمت طبقة النبلاء إلي الإصلاح منذ عام 1555 ومنها شخصيات كبيرة من القصر مثل أمير كونديه وفرانسوا دي اندولوه والذين ساهموا في تنميته .
    وفي نهاية عهد هنري الثاني مللك فرنسا ، حققت البروتستانتية تقدما كبيرا أكثر من باقي الكنائس وكان رد فعل الملك وحشي حيث تم إيقاف 6 من أعضاء برلمان باريس منهم القاضية آن دي بورج Anne du Bourg وذلك بعد جلسة 10 يونيو 1559.
    مات الملك بعد ذلك بشهر وسببت وفاته فترة من عدم اليقين حيث تركت معاهدة كاتو كمبريسيس طبقة النبلاء دون عمل ومتاحين للحروب الداخلية .
    2 - مذبحة يوم القديس بارتولوميو ((Massacre de la Saint-Barthélemy
    ويعتقد تاريخياً أن هذه المجزرة من تدبير(كاترين دي مديتشي) ، والدة الملك (شارل التاسع)،حيث وقعت المذبحة بعد خمسة أيام من زفاف شقيقة الملك (مارجريت) على الپروتسانتي (هنري الثالث من نفارا) (هنري الرابع من فرنسا مستقبلاً). وكانت التقديرات لأعداد القتلى عبر فرنسا متفاوتة بشكل كبير، حيث تتراوح من 30.000 إلى 60.000 قتيل.
    ففي پاريس وفي 23 اغسطس اجتمع مجلس الملك للتحقيق في الجريمة (جاسبار دي كوليني ، الزعيم العسكري والسياسي للهيوجنو).
    وتبين للمجلس أن البيت الذي أطلق منه العياران تملكه (وإن لم تشغله) دوقة هنري جيز الأرملة، التي أقسمت من قبل على أن تثأر لمقتل زوجها فرنسيس، وأن القاتل هرب ممتطياً جواداً من مرابط أسرة هنري جيز ، وأن السلاح كان مُلْكاً لأحد حرس الدوق أنجو. ولم يقبض على القاتل قط. وفي رواية لأنجو بعد ذلك أنه هو وهنري جيز قررا الآن أنه لا بد من قتل كوليني وبعض الهيجونوت الآخرين. وبينما كانت (كاترين دي مديتشي) وبعض أعضاء المجلس مجتمعين في التويلري، اندفع إلى الاجتماع عميل لأنجو يسمي بوشافان معلناً أن الهيجونوت في بيت كوليني يخططون لفتنة عنيفة يقومون بها على الأرجح في المساء.
    وأضيف الآن عامل جديد إلى كراهية كاترين للأميرال، وغضبها مما لاح لها أنه أغواء منه للملك ليحرمه من إرشادها، واقتناعها بأن سياسة الحرب مع أسبانيا ستكون وبالاً على فرنسا وعلى أسرتها- ذلك هو الخوف على حياتها من خطر داهم، وخشيتها ان تنتقل كل السلطة سريعا إلى ايدي كوليني وأصحابه.
    فوافقت على قتل زعماء الهيجونوت، ولكن موافقة الملك كانت أمراً مرغوباً فيه، إن لم يكن ضرورياً، وكان لا يزال يطالب بمحاكمة جميع من لهم علاقة بالهجوم على كوليني.
    وحوالي الساعة العاشرة من مساء ذلك اليوم (23 أغسطس) أرسلت الملكة الأم الكونت رتز ليحذر شارل من الفتنة المزعومة، وسرعان ما أحاطت كاترين ومستشارها بالحاكم الشاب الذي شارف الآن على الجنون لفرط انفعاله.
    وأكدت له كاترين أن ثلاثين ألفاً من الهيجونوت يخططون لاعتقاله في الغد وخطفه إلى قلعة بروتستنتية حيث يظل أسيراً لا حول له ولا قوة، أو لم يحاولوا من قبلاً أن يضربوا هذه الضربة مرتين؟ فإذا تم لهم النصر قتلوها للشبهة في إصدارها الأمر بالاعتداء على الأميرال أو السماح بهذا الاعتداء. وقيل للفتى ذي الثلاثة والعشرين ربيعاً أن يختار بين حياة أمه أو حياة ستة من الهيجونوت.
    فلو أنه رفض الموافقة وتغلبت باريس الكاثوليكية على الثورة، لتنحى جانباً لأنه جبان أحمق. ولكنه قاوم هذه الحجج، وسأل، لم لا يكفي أن يقبض على زعماء الهيجونوت ويحاكموا قانونياً، وأجاب المستشارون أن الوقت فات لتفادي الثورة بمثل هذا الإجراء،وهددته كاترين بأنها ستنسحب إلى إيطاليا وتتركه لمصيره.
    وأخيراً، بعد أن قارب الليل أن ينتصف، وفي نوبة من الانهيار العصبي والغضب، صاح شارل، "قسماً بموت الإله "، ما دمتم تريدون قتل الأميرال، فأنا موافق، ولكن يجب أن تقتلوا جميع الهيجونوت في فرنسا، حتى لا يبقى منهم أحد ليلومني... اقتلوهم جميعاً! اقتلوهم جميعاً! " وبعد ان لعن وجدف ، هرب من مستشاريه وحبس نفسه في حجرته.

    وإذا كان المتآمرون قد دبروا قتل نفر من الهيجونوت، فإنهم اغتنموا الآن فرصة هذا الأمر المجنون الذي نطق به الملك ليستأصلوا شافة الهيجونوت ما أمكنهم ذلك.
    وأصرت كاترين على حماية هنري نافار، واستثنى أمير كونديه الشاب- هنري الأول- وآل مونمورنسي لأنهم أنبل أصلاً من أن يسمح بقتلهم، وأنقذ الملك (الجراح أمبرواز باريه)، ولكن الأمر أبلغ لقواد أحياء باريس بأن يسلحوا رجالهم ويستعدوا للعمل بمجرد سماعهم أجراس الكنائس تدق في الثالثة من صباح 24 أغسطس، وهو عيد القديس بارتولوميو.
    وأعطى دوقا جيز تفويضاً مطلقاً بانقاذ ثأرهما من الأميرال بعد أن طال إرجاؤه. وأرسل هنري جيز كلمة إلى ضباط المليشيا بأن على رجالهم حالما يسمعون ناقوس الخطر يقرع أن يذبحوا كل هيجونوتي يعثرون عليه؛ أما أبواب المدينة فتقفل لتمنع الهاربين من الهروب.
    وبينما كان الظلام لا يزال مخيماً قاد (جيز) نفسه ثلاثمائة جندي إلى المبنى الذي ينام فيه(كوليني). وكان على مقربة منه (باريه) طبيبه، و(ميرلان) سكرتيره، و(نيقولا) خادمه. وأيقظهم وقع أقدام جند مقبلين، ثم سمعوا طلقات وصياح- كان حرس (كوليني) يقتلون.
    واندفع صديق إلى الحجرة وهو يصيح "لقد قضي علينا! " وأجاب الأميرال، "إنني اعددت نفسي للموت منذ زمن طويل، فأنقذوا أنفسكم، لا أريد أن يلومني أحباؤكم على موتكم. أستودع روحي لرحمة الله ".
    وهربوا واقتحم جند جيز الباب فوجدوا كوليني راكعاً يصلي، وطعنه جندي بسيفه وشق وجهه، وطعنه آخرون، ثم قذف من النافذة وهو حي بعد فسقط على الرصيف أسفلها عند قدمي جيز. وبعد أن تأكد الدوق من موت كوليني أمر رجاله بأن ينتشروا في باريس ويذيعوا هذه العبارة "اقتلوا! اقتلوا! هذا أمر الملك " وفصل رأس الأميرال عن جسده وأرسل إلى اللوفر- وقيل إلى روما، أما الجسد فسلم للجماهير التي مثلت به تمثيلاً وحشياً فقطعت الأيدي والأعضاء التناسلية لتعرضها للبيع، وعلقت بقيته من عرقوبيه.
    وأرسلت الملكة خلال ذلك الأوامر لدوق جيز بوقف المذبحة لشعورها بشيء من الندم أو الخوف.
    وكان الجواب أن الأوان فات، أما وقد مات كوليني. فلا بد من قتل الهيجوت وإلا فهم لا محالة ثائرون. وخضعت كاترين وأمرت بقرع ناقوس الخطر.
    وتلت ذلك مذبحة ندر أن عرفتها المدن حتى في جنون الحرب، واغتبطت الجماهير باطلاق دوافعها المكبوتة لتضرب وتوجع وتقتل. فاقتنصت وذبحت من الهيجونوت وغيرهم عدداً يتفاوت بين الألفين وخمسة الآلاف، واستطاع من بيتوا نية القتل من قبل أن يقتلوا الآن خصومهم وهم آمنون من العقاب؛ واغتنم الأزواج المعذبون أو الطامعون والزوجات الفرصة ليتخلصوا من زوجاتهم وأزواجهن غير المرغوب فيهم، وذبح التجار منافسيهم، ودل الورثة المنتظرون على أقربائهم الذين طال ترقبهم لموتهم واتهموهم بأنهم هيجونوت. وقتل راموس الفيلسوف بتحريض أستاذ حسود. واقتحم كل بيت اشتبه في إيوائه الهيجونوت وفتش.
    وجر الهيجونوت وأبناؤهم إلى الشوارع وذبحوا ذبح الأنعام وانتزعت الأجنة من بطون أمهاتهم القتيلات وهشموا.
    وما لبثت الجثث أن تناثرت على أرصفة الشوارع، وأخذ الصبية يلعبون ألعابهم فوقها.
    ودخل حرس الملك السويسريون المعمعة وراحوا يذبحون في غير تمييز للذة الذبح الخالصة.
    وقتل رجال مقنعون الدوق دلاروشفوكو الذي لعب التنس مع الملك بالأمس، وقد حسبهم جاءوا يدعونه إلى حفلة ملكية.
    ودعي النبلاء والضباط الهيجونوت الذين انزلوا قصر اللوفر باعتبارهم حاشية ملك نافار إلى الفناء وضربوا بالنار واحداً بعد الآخر عند وصولهم.
    أما هنري فكان قد خرج ليلعب التنس بعد أن استيقظ في الفجر. وأرسل شارل في طلبه هو وكونديه وخيرهما بين "القداس او الموت " واختار كونديه الموت ولكن الملكة أنقذته.
    أما نافار فوعد بالامتثال فأبقى عليه. وأما عروسه مارجريت النائمة نوماً مضطرباً فقد أيقظها هيجونوتي جريح اندفع إلى حجرتها وفراشها، فأقنعت مطارديه بألا يقتلوه. ذكر السفير الأسباني في تقريره "إنهم يقتلونهم جميعاً وأنا أكتب هذا، إنهم يعرونهم.. ولا يعفون أحداً حتى الأطفال. تبارك الله! ".
    أما وقد أصبح القانون ذاته خارجاً على القانون، فقد انطلق السلب والنهب في غير قيد، وأبلغ الملك أن بعض حاشيته شاركوا في نهب العاصمة. والتمس منه بعض المواطنين المروعين عندما اقتربت الظهيرة أن يأمر بوقف المذبحة، وعرضت جماعة من شرطة المدينة أن تعاون على استتباب الأمن. فأصدر الأوامر بوقف المذبحة، وأمر الشرطة بأن يحبسوا البروتستنت حماية لهم؛ ثم أنقذ بعض هؤلاء، وأغرق غيرهم بأمره في السين. وهدأت المذبحة هنيهة. ولكن حدث في يوم الاثنين الخامس والعشرين من الشهر، أن شجيرات الشوك البري أزهرت في غير أوانها في مقبرة الأطفال؛ وهلل الكهنة للأمر حاسبينه معجزة، وقرعت أجراس الكنائس في باريس احتفالاً به، وظنت الجماهير أن هذا القرع دعوة إلى تجديد المذبحة، فأستؤنف القتل من جديد.
    وفي يوم السادس والعشرين ذهب الملك في موكب رسمي هو وحاشيته إلى قصر العدالة مخترقاً الشوارع التي ما زالت الجثث مبعثرة فيها، وشهد لبرلمان باريس في فخر بأنه أمر بالمذبحة. وأجاب رئيس البرلمان بخطاب تهنئة طويلة. وقرر البرلمان بأن ورثة كوليني يجب حرمانهم من حماية القانون، وأن بيته في شاتيون يجب أن يهدم، وأن ما بقي من أملاكه يجب أن يصادره الدوق أنجو. وفي اليوم الثامن والعشرين زار الملك والملكة الأم والحاشية عدة كنائس في احتفال ديني للشكر على تخليص فرنسا من الهرطقة ونجاة الأسرة المالكة من الموت.
    - مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي http://www.ssrcaw.org
    كاترين ده مديتشي Catherine de' Medici
    تولت الحكم(31 مارس 1547 – 10 يوليو 1559)
    (13 أبريل 1519 – 5 يناير 1589)، إبنة لورنز الثاني ده مديتشي و مادلين ده لا تور دي أوفرنيه، كانت نبيلة إيطالية وملكة فرنسامن 1547 حتى 1559، بصفتها زوجة الملك هنري الثاني. وكأم لثلاثة أبناء أصبحوا ملوكاً لفرنسا في حياتها .كان لها نفوذ سياسي متفاوت على فرنسا. لفترة حكمت فرنسا كولية للعهد.

    على بوابات اللوڤر، لوحة من القرن 19، رسم إدوار ديبا-پونسان وفيها ترى كاترين دي مديتشي متشحة بالسواد.
    لتحقيق سيطرتها الكاملة ، دخلت كاترين في حروب مع إسبانيا في اراضى الفلمنك بفرنسا ووسعت حدود المملكة.
    فى الفترة التي حصلت فيها المذبحة التى وقعت في سانت بارثولوميو في باريس اثارت من جديد مشكلة الحروب في اراضى الفلمنك مع إسبانيا، وقد اتهمت كاترين بارتكاب هذه الحادثة حيث كانت هناك محاولة اغتيال فاشلة على القصر.
    وبعد مذبحة عيد القديس باثوموليو ، اندلعت الحرب الاهلية الرابعة ومن اجل انهائها تولى الدوق هنرى انجو (لاحقا هنرى الثالث) عرش بولندا .
    توفيت كاترين بعد قتل هنرى الثالث ب 8 أشهر عام 1589.استلم الحكم أحد احفادها وهو هنرى السابع الذى نجح في اعادة تأسيس المملكة من جديد في فرنسا، وكان أكبر انجاز ونجاح له بانه عمل على الحفاظ على قوة المملكة التي تفانت في الحفاظ عليها الملكة كاترين و السعي لدوامها وإنجاحها.
    1 ـ مذبحة أمبواز في فرنسا ( 1560- 1598 ): حاول الكليفينيون ( جماعة بروتستانتية ) أن يخلعوا الملك فرانسوا الثاني ( كاثوليك ) لتنصيب ملكا" أخر.
    في 17 مارس 1560 جمع قائدهم 500(دي كونديه) فارس في قصره استعدادا" لبدء الهجوم.
    ابلغ أحدهم عن الخطة , فقام جيش ملك فرنسا بتطويقهم وقتلهم داخل قصر شاتو-رينو ،إلا أن مائة منهم تمكنوا من الفرار والتحصن في قصر أخر شاتو-موزاي.
    وعدهم الملك بالعفو إن استسلموا ولكن بعد الاستسلام قام بشنقهم جميعا" , أما قائد العملية الذي كان قد قُتل في المعركة فتم شنق جثته وقطع الرأس على جسر أمبواز.
    فبعد وفاة الملك هنري الثاني عام 1559، تبارت مختلف الأحزاب، في 1560، للسيطرة علي الحكم الملكي الموضوع منذ يوليو 1559 بين يدي الملك الشاب فرنسوا الثاني، الذي يبلغ من العمر 15 عام وكانت صحته بحالة سيئة. وقد عهد بحكمه إلي أعمام زوجته،الدوق دي جيز،وكاردينال دي لورين الكاثوليكيان.. طُعن في شرعية وجودهم في السلطة من قبل البروتستانت من الأمير دي كونديه والذي كانت نهايته الشنق هو وكل الناجين من جماعته.

    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  4. #14
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,112
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    11:17 AM

    افتراضي

    فلقد كان رد فعل الملك وحشي . حيث تم إيقاف 6 من أعضاء برلمان باريس منهم القاضية (آن دي بورج ) وذلك بعد جلسة 10 يونيو 1559 والتي صدر الحكم بإعدامها ونفذ الحكم في ميدان عام. ومات الملك بعد ذلك بشهر .

    2 ـ تلتها مجزرة واسي ( 1562-1563 )
    وهي حرب نشأت بين البروتستانت والكاثوليك في واسي,والتي حصلت في الأول من مارس 1562 . طلب الفريقان المعونة من الخارج وحصلا عليها، الكاثوليك من أسبانيا، والبروتستنت من إنجلترا وألمانيا.
    فأرسلت اليزابث 6.000 رجل إذ أغراها وعد البروتستنت بإعطائها كالية، واستولى 2.000 منهم على روان، ولكن جيز انتزع المدينة ونهبها (26 أكتوبر 1562)، ونهب جنده المتعطشون للغنيمة السكان الكاثوليك والبروتستنت وذبحوهم دون تحيز لأي فريق..
    أبرز أحداث عام 1563 هي التوقيع على اتفاقية سلام , سمحت السلطات الملكية بموجبها بإقامة شعائر البروتستانت داخل قصور النبلاء فقط , دون الانتشار في الأحياء الشعبية وأوساط الحرفيين.
    3 - "هيباتيا" hypatia - اجورا.
    الفيلم الذى اعترضت على عرضه كنيسة شنودة وتم حجبه من على النت..
    الفيلم التاريخى (آجورا) AGORA الذى يشرح هدم نصارى مصر لمكتبة الأسكندرية وتدمير الحضارة المصرية القديمة وتدمير العلوم الأنسانية بإتلاف مخطوطاتها وتدميرها
    ربما لايعرفُ كثيرونَ أن أولَ عالمةٍ في التاريخْ كانت اسكندرانيةً ، وُلدت في عام 370 بعد الميلادْ، وعاشت إبانَ العهدِ الروماني مع بدايةِ انتشارِ الدينِ المسيحي في العالمْ.
    وحينما أصبحت المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية تم اقتحام المعابد الإغريقية والرومانية ومكتبة الإسكندرية من قبل الجماعات المتطرفة ذات الهوس الديني من النصارى.
    حيث قامت تلك الجماعات بهدم التماثيل وتحطيم الرموز الفنية وحرق الأبحاث العلمية والوثائق والخرائط بدعوى انتمائها للتراث الوثني.
    وتم تصوير فيلم تدور أحداثه في العام 391 ميلادية حيث يروي قصة عالمة الفلك والرياضيات الفيلسوفة" هيباتيا السكندرية " والتي اعتبرت "أما روحية" للعلوم الطبيعية الحديثة، ورمزا للحكمة.. وضعتها ابحاثها حول النظام الشمسي في مواجهة مع الكنيسة، مما جعلها تتعرض للاضطهاد لان ابحاثها العلمية تشكك في الايمان المسيحي.
    وفي مهرجان كان 2009 تم عرض فيلم (أجورا) للمخرج الإسباني (اليخاندرو امينابار)، معيدًا الالتفات إلى مصر في القرن الخامس بعد الميلاد بهذا الفيلم الذي تناول التطرف الديني ويفضح دو احد باباوات الكنيسة المصرية الذى يلقبونه بـ (كيرلس العظيم) ويفضح دمويته وضيق افقه .
    حيث ركّز الفيلم الذي تجري أحداثه في الإسكندرية في أواخر أيام الإمبراطورية الرومانية على الصراع الدامي الذي دارت رحاه بين الوثنيين واليهود من جهة؛ والمسيحيين الذين تمكنوا من تولي السلطة تدريجيًّا في منطقة البحر المتوسط.
    وينطلق الفيلم مع مشهد تدمير المسيحيين واليهود لمكتبة الإسكندرية الثانية.

    أما مكتبة الإسكندرية الأولى فقد دمرها يوليوس قيصر.‏
    كما صور الفيلم دعوات أحد الأساقفة "سيرل" بضرورة التنكيل والفتك باليهود المقيمين في الإسكندرية ونهب ممتلكاتهم وقتلهم، كذلك دعوة الأسقف لمنع عمل النساء، وضرورة عودة المرأة وبقائها في المنزل وحظر عملها بالتدريس أو الفكر وعدم الاستماع إليها،وذلك طبقا لنصوص من الكتاب المقدس..
    بل والتحريض على قتل هيباتيا كونها وثنية وكونها "ساحرة" ابتكرت نظريات علمية (لم تعرفها البشرية إلا بعد 12 قرناً على يد يوهانس كيبلر) ، ولا تؤمن بالديانة الجديدة، وذلك بالرغم من كونها تدافع عن حق أيا كان في الإيمان بما يشاء.
    ينتهي الفيلم بالقبض على (هيباتيا) وتجريدها من ملابسها استعدادا لسلخ جلدها بالسكاكين في وسط الكنيسة، لكن يعترض على ذلك عبدها السابق (دافوس) الذي يخنقها حتى، لا تحس بعذاب الموت، أثناء قيام الرجال بجمع الحجارة لرجمها.
    وكما تذكر كتب التاريخ فبعد الرجم قام المسيحيون بتشويه جسدها ونثر أشلائه وجرها في المدينة والتمثيل بها وحرقها.
    وتظهر على الشاشة كلمات تصف ما حدث بعد ذلك، وهو أن (هيباتيا) كانت عالمة استثنائية واشتهرت بابحاثها في الرياضيات، وأنه في القرن السابع عشر الميلادي أي بعد 1200 عامًا اكتشف العالم الألماني (يوهانس كيبلر) القوانين التي توصلت لها هيباتيا.
    ــــــــــــــــ
    تعليقنا من على هذه الحادثة:
    المفهوم الكنسي للأرض:
    لماذا قتلت الكنيسة هيباتيا؟..

    لأن الكنيسة كانت أبعد من الحقيقة بكثير باعتقادها أن للأرض أربعة زوايا فلقد ورد في رؤيا يوحنا:
    (وَيَخْرُجُ لِيُضِلَّ الأُمَمَ الَّذِينَ فِي أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ: جُوجَ وَمَاجُوجَ، لِيَجْمَعَهُمْ لِلْحَرْبِ، الَّذِينَ عَدَدُهُمْ مِثْلُ رَمْلِ الْبَحْرِ) رؤ 20: 8
    وذكر المفسر الكبير آدم كلارك ان عمل الملائكة علي زواية الأرض الأربع هو لمنع تسلل الشياطين.
    ويقول تفسير ألبيرت بارنيس أن مفهوم يوحنا هو المفهوم الذي كان يسود في المجتمع اليهودي في ذلك الوقت إذ كانوا يظنون أن للأرض أربع زواية وأن لها أطراف تغيب فيها الشمس وتشرق منها بل إنهم كانوا يعتقدون أن للأرض أعمدة.
    أما القدّيس إيريناؤس أسقف ليون من آباء الكنيسة الأوائل في كتابه ضد الهراطقة فلقد إستخدم مفهوم الزوايا الأربع ليعلل على وجود أربع أناجيل..
    يقول القدّيس إيريناؤس : " لا يمكن ان يكون هناك اكثر من أربع اناجيل ولا اقل من أربع كما أن للأرض أربع زوايا وأربع رياح رئيسية وحين أن الأناجيل هي أعمدة الكنيسة فوجب أن يكون للكنيسة أربع أناجيل كما للأرض. ".. ضد الهراطقة الجزء الثالث الباب الحادي عشر.
    و لما جاء العالم الإيطالي( جاليليو جاليلي) وقال بأن الأرض تدور، اعتقلته الكنيسة واتهمته بالكفر ، و قد واجه حكم الإعدام بعد محاكمته و لم تطلق سراحه إلا بعد اجباره بالإعتراف بأن الأرض لا تدور ، ولكنه بعدما أصبح حرا قال كلمته المشهورة (ورغم ذلك فالأرض تدور) ، وقد ألف عدة كتب ، و العالم جليليو مشهور جدا لدى علماء الفزياء خاصة الغرب ، وبسببه دبت الخلافات بين الكنيسة والجامعات وكليات الفزياء والتي لا تزال قائمة إلى الآن.
    في الحقيقة تم منع الفيلم من العرض في مصر.. وكذلك تم حجبه من اليوتيوب..
    ويمكنكم تحميله من خلال الملفات الثلاث التالية:
    الملف الأول:
    http://www.up-9.com/downloadf-148338792053981-rar.html
    الملف الثاني:
    http://www.up-9.com/downloadf-148341882135851-rar.html
    الملف الثالث:
    http://www.up-9.com/downloadf-148342552790971-rar.html




    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  5. #15
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,112
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    11:17 AM

    افتراضي


    4 - إعـدام الليـدي جيـن جـراي واللوحة للفنان الفرنسـي بـول دولاروش، 1833

    يحفل تاريخ انجلترا السياسي بالكثير من قصص العنف وسفك الدماء التي تقشعرّ لها الأبدان.
    وقد شهدت القرون الوسطى، على وجه الخصوص، سلسلة من الأحداث العنيفة والدامية على خلفية ما كان يجري آنذاك من مؤامرات سياسية وصراعات مذهبية وتنافس محموم على السلطة. وكانت ظاهرة العنف التي اتّسم بها تاريخ انجلترا في تلك الفترة موضوعا للكثير من الكتب والدراسات.
    هذه اللوحة تصوّر واحدة من أشهر عمليات الإعدام التي شهدتها انجلترا في العام 1554م. والمرأة التي تظهر في اللوحة هي الليدي جين جراي التي تولّت عرش بريطانيا لبضعة أيّام فقط قبل أن ُيزجّ بها في السجن وُيحكم عليها بالإعدام في ما بعد.
    كانت الليدي جراي قد ترشّحت لمنصب الملكة بناءً على وصيّة ابن عمّها الملك ادوارد السادس، لتصبح الملكة البروتستانتية التالية لانجلترا.
    وبعد موت ادوارد تمّ تنصيب الليدي جراي ملكة إنفاذا للوصيّة.
    لكنّ أخت ادوارد الكاثوليكية، ميري الأولى، لم تكن راضية عن قرار شقيقها، فأضمرت في نفسها خطّة لإزاحة جين والجلوس مكانها.
    ولم تلبث أن أعلنت مطالبتها بالعرش على اعتبار أنها الأحقّ بذلك، بحكم أنها تتمتّع بدعم الشعب والكنيسة.
    وقد تنازلت جين جراي عن العرش فعلا بعد أن حكمت انجلترا لمدة تسعة أيّام فقط.
    غير أن ميري بادرت بعد ذلك إلى سجن زوج جين ووالده في برج لندن بعد اتهامهما بالخيانة العظمى.
    ثم سارعت بإصدار أمرها بإعدام الليدي جراي التي كان عمرها في ذلك الوقت سبعة عشر عاما، بالإضافة إلى إعدام زوجها وذلك بقطع رأسيهما.
    ثم أعدم والد الزوج بعد ذلك بيومين وبنفس الطريقة.
    الفنان بول دولاروش اشتهر برسوماته التي صوّر فيها أحداثا تاريخية مهمّة.
    وقد رسم حادثة إعدام الليدي جراي بعد مرور ثلاثمائة عام على وقوعها. واعتمد في رسم اللوحة على بعض المصادر التاريخية التي تحدّثت عن الحادثة.
    واللوحة تصوّر اللحظات الأخيرة في حياة المرأة، أي وهي تساق إلى مكان الإعدام في إحدى غرف برج لندن. وهو نفس المكان الذي سبق وأن أعدمت فيه كل من آن بولين وكاثرين هاوارد زوجتي الملك هنري الثامن.
    وتظهر الليدي في اللوحة وهي ترتدي فستانا من الساتان الأبيض بينما ُعصبت عيناها. وقد جرت العادة في ذلك الزمان أن تجري عمليات الإعدام بعيدا عن أعين العامّة وألا يشهدها سوى عدد قليل من الأشخاص.
    في هذا المشهد لا نرى أكثر من أربعة أشخاص يراقبون ما يجري. الأوّل هو الجلاد الذي يقف إلى يمين اللوحة وقد أمسك بيده أداة الإعدام أي الفأس الضخم.
    وهناك الرجل في الوسط، أي الذي يهمّ بمساعدة السيّدة على الجلوس، وهو المسئول عن البرج وقت الحادثة.
    وإلى يسار اللوحة تظهر امرأتان: الأولى تعطي ظهرها للناظر بينما تسند رأسها ويديها إلى الجدار علامة اليأس والحزن الشديد. والثانية مرضعة الليدي غراي في طفولتها، وتبدو جالسة على الأرض وقد أمسكت بيدها مسبحة وبدا على وجهها الإعياء والكرب الشديد.
    يقال إن الليدي جراي عندما أخبرت بأنها ستصبح ملكة سقطت مغشيا عليها من اثر المفاجأة وتردّدت كثيرا في قبول المنصب.
    وأثناء فترة سجنها بعثت برسالة إلى ميري تطلب منها الصفح والغفران وتخبرها بأن رجال القصر خدعوها وغرّروا بها. وفعلا أمرت ميري بتجميد الحكم لبعض الوقت. غير أن والد زوج الليدي أفسد كلّ شيء عندما قاد تمرّدا ضد الملكة تحت تأثير تعطشّه للسلطة وطمعه في أن يكون لعائلته دور في حكم البلاد.
    وما عقّد الأمور أكثر تدخّل ملك اسبانيا الكاثوليكي فيليب الثاني في القضيّة. إذ اشترط لإتمام زواجه من ميري أن تسارع إلى تصفية جميع البروتستانت الذين يثيرون المشاكل ويتحيّنون الفرص للانقضاض على حكمها.
    إلى أسفل اللوحة، أي أمام الليدي، تظهر الخشبة التي يفترض أن يضع المحكوم رأسه عليها قبل التنفيذ، وحولها تناثرت قطع من القشّ الذي وضع هناك ليقوم بوظيفة امتصاص دم الضحيّة وتجفيف الأرضية.
    وفي اللوحة بعض التفاصيل الفنية التي لا تخلو من دلالات إنسانية ودرامية: ملابس الليدي البيضاء التي يشعّ منها النور الساطع، ربّما للدلالة على طهرها وبراءتها. وغلبة اللون الأحمر على ملابس الجلاد الذي ينتظر بصبر إتمام المهمّة الدموية التي تنتظره. والمناطق المظلمة التي تتوزّع على مساحات اللوحة خاصة الأجزاء العلوية منها. والمرأتان اللتان لا تستطيعان النظر إلى ما يجري لكنهما غير قادرتين على مغادرة المكان. ثم هناك اليد العطوفة لممثّل السلطة، أي رئيس البرج، الذي يواسي الليدي بحنان أبوي ويطلب منها أن تغفر لهم قبل أن تأخذ الوضع المناسب للذبح.
    في العصر الفيكتوري ُبعثت شخصية الليدي جين جراي باعتبارها شهيدة بروتستانتية. وكانت تصوّر دائما على أنها الفتاة الصغيرة البريئة التي قتلتها ملكة كاثوليكية متعصّبة.
    وبعد مرور أكثر من 400 عام على إعدامها، ما تزال شخصية الليدي جراي حيّة في الضمير الانجليزي بما آلت إليه من نهاية مفجعة ومصير بائس. حيث يرى الكثيرون أنها قتلت غيلة وظلما بعد أن تنازلت عن السلطة عن طيب خاطر وبمحض إرادتها.
    لقد كانت الليدي جين جراي – بحسب بعض المؤرّخين - شابّة ذكيّة وواعدة لكنها لم تكن تملك أمرها ومصيرها بيدها. ومن سوء حظها أنها كانت مجرّد حجر صغير في شطرنج السياسة ولعبة الصراعات والولاءات المتغيّرة في تلك الفترة المظلمة من تاريخ انجلترا.



    أصبحت الليدي جين جراي بعد إعدامها رمزا للضحيّة البريئة. كانت فتاة عذراء عندما قُطع رأسها إذ لم تكن قد تجاوزت سنّ السادسة عشرة. مع مرور السنوات أضفى طابع أسطوري على شخصية هذه الفتاة. وقيل إن المصير البائس الذي لاقته كان بسبب ما زُعم عن "مكائد وحيل والدتها الشرّيرة التي ضحّت بابنتها على مذبح طموحاتها وأهوائها الجامحة".
    لكن خلف السير الشعبية الكثيرة التي تحدّثت عن الليدي جين جراي تختفي قصص أخرى عن الماسوشية وكراهية النساء.
    الليدي جراي نفسها أصبحت رمزا للأنثى العاجزة بينما أصبحت والدتها تجسيدا للاعتقاد الشائع بأن النساء القويّات متوحّشات ومسترجلات. بداية القصّة تقول إن الليدي جين غراي ولدت في العام 1537. كانت ابنة أخت فرانسيس شقيقة الملك هنري الثامن من زوجها هاري جراي ماركيز دورسيت.
    كانت ملامح فرانسيس تشبه كثيرا ملامح شقيقها الملك هنري الثامن. كانت امرأة جشعة ومتعطّشة للسلطة كما كانت تعامل زوجها وبناتها بأسلوب استبدادي ومتغطرس.
    وقد عاشت جين طفولة تعسة، إذ كانت تتعرّض للضرب بانتظام من قبل والدتها غير المحبّة. وعندما بلغت الخامسة عشرة من عمرها أجبرت على الزواج من نجل إحدى الشخصيّات المقرّبة من الملك.
    كانت فرانسيس تعتقد أن ذلك الزواج من شأنه أن يعزّز مكانة جين كوريثة للملك البروتستانتي المحتضر ادوارد السادس.
    وقد أوصى ادوارد فعلا بأن ترث جين العرش بدلا من أخته الكاثوليكية ميري. واضطرّت جين لقبول ذلك رغم أنها رفضت المنصب في البداية على أساس أن ميري هي الوريث الشرعي للملك.
    وفي العاشر من يوليو 1553 تم تجهيز جين كي تُزف إلى تاور هيل كملكة. كانت ترتدي حذاءً بكعب عال لجعلها تبدو اكبر من عمرها. وبعد تسعة أيّام أطاحت ميري بـ جين وسجنتها في برج لندن. وخلال أيّام تمّت محاكمتها واتهمت بالخيانة العظمى. غير أنها ظلت سجينة البرج على أمل الحصول على عفو نهائي من ميري. لكن فجأة قاد والد زوجها تمرّدا عسكريا فاشلا ضدّ الملكة الجديدة.
    ورغم انه لم يكن لـ جين علاقة بالتمرّد، فقد نُفّذ فيها حكم الإعدام بقطع رأسها في الثاني عشر من فبراير عام 1554 وكان عمرها لا يتعدّى السادسة عشرة.
    واقعة إعدام الليدي صوّرها دولاروش في لوحته المشهورة التي رسمها عام 1883 والتي تبدو فيها المرأة واقفة على منصّة الإعدام وقد عُصبت عيناها وقُيّدت قدماها.
    وعلى ما يبدو، لم تحرّك مشاعر فرانسيس حادثتا إعدام ابنتها وزوجها. كانت تلك المرأة تعيش حياتها من اجل المتعة فقط. فبعد بضعة أشهر تزوّجت من مراهق يدعى ادريان ستوكس.
    لكن هل ثمّة دليل واقعي يثبت فعلا أن فرانسيس كانت امرأة متوحّشة ومتبلّدة المشاعر؟
    تقول المؤلفة إن الاتهامات التي وُجّهت لها بإساءة معاملة ابنتها بُنيت على قصّة تواترت بعد عقود من إعدام جين. إذ تذكر بعض المصادر أن جين كانت تقرأ لـ أفلاطون باليونانية بينما كان بقيّة أفراد العائلة متواجدين خارج المنزل للصيد. والحقيقة أن جين لم تكن منجذبة للصيد والقمار واللهو وغيرها من الأمور التي كانت تستهوي أبناء وبنات النبلاء عادة. كانت تحبّ القراءة كثيرا، وأفضل لحظاتها كانت تلك التي تقضيها في المطالعة بصحبة معلّمها الطيّب جون ايلمر الذي كان اقرب الناس إليها. كانت تلك اللحظات بمثابة استراحة من المعاملة السيّئة التي كانت تتلقاها من أبويها، وخاصّة من أمّها.
    تقول جين في إحدى رسائلها: إن إحدى النعم العظيمة التي منحني إيّاها الله هي انه أرسل إليّ أبوين قاسيين ومعلّما مهذّبا ورحيما".

    عندما حضرت الوفاة ادوارد السادس كانت جين قد تلقّت تعليما عاليا ومميّزا. وكانت تشاطر والديها أفكارهما البروتستانتية المتشدّدة. ويذكر معلّمها أنها قبل ظهور بوادر الصراع الذي أدّى إلى مقتلها سبق وأن رفضت هدايا من ميري على أساس أن الأخيرة "عدوّة للدين وضدّ كلمة الله".
    بوصفها ملكة، كان على جين جراي أن تمارس سلطتها على الدولة والكنيسة معا. لكن ادوارد كان قد اختارها لخلافته، ليس فقط لأنها كانت بروتستانتية، وإنّما أيضا لأنها كانت تثق في عائلة زوجها. والد زوجها، جون دادلي، كان رئيسا لمجلس الملك. ونظرا إلى أن حكم الإناث كان يعتبر غير طبيعي، فقد كان مفترضا أن زوج جين أو والد زوجها سيتولّى الأمور الفعلية للحكم.
    لكن من سوء حظ الليدي أن حبّ ادوارد لعائلة زوجها لم يكن يحظى برضا الشعب. فقد كان جون دادلي، والد زوجها، مكروها من الجميع بل واعتُبر السبب الأوّل وراء السياسات غير الشعبية للحكومة.
    ولتخفيف آثار الاستياء الشعبي، حاولت جين بعد تنصيبها ملكة أن تعلن استقلالها عن عائلة دادلي من خلال إصرارها على التوقيع على القرارات بنفسها وتعيين زوجها دوقا وليس ملكا.
    لكن رغم هذه الجهود، فإن اقترانها باسم عائلة دادلي أسهم في تدمير قضيّتها وإسقاطها في النهاية.
    وهناك روايات معاصرة تسجّل توسّلات فرانسيس إلى ميري المنتصرة، وتذكر في إحداها أنهم كانوا ضحايا عائلة زوج ابنتها وأنها كانت هي شخصيا ضدّ زواج جين. قُرب فرانسيس من ابنتها تؤكّده ملاحظات جين الخاصّة التي تعكس آراء والدتها. وفي إحداها تلقي جين باللوم على والد زوجها الذي جلبت طموحاته عليها وعلى عائلتها المصائب والشقاء.
    الآمال المبكّرة في احتمال أن تعفو ميري عن الليدي جين جراي سرعان ما تلاشت بعد أن قاد والد زوجها تمرّدا عسكريا ضدّ الملكة. بعد ذلك اعتبرت ميري أن جين باتت تشكّل عامل تهديد مستمرّ لها فقرّرت التخلّص منها ووقّعت على قرار إعدامها. وقبيل مقتلها مُنحت الليدي فرصة أخيرة لتتخلّى عن أفكارها البروتستانتية وتتحوّل إلى الكاثوليكية. لكنها رفضت ذلك العرض بإصرار.
    وقد تزوّجت والدتها بعد ذلك بأشهر من رجل من عامّة الشعب. ويقال أنها تعمّدت أن لا تتزوّج من شخص نبيل في محاولة لحماية ابنتيها الأخريين من عواقب الصراع على السلطة الذي أودى بحياة جين.
    لكن كيف بدأت هذه الأسطورة؟ تقول المؤلفة: كانت جين تعرف الضرر الذي لحق بالقضية البروتستانتية نتيجة وصمها بالخيانة العظمى. لذا أعلنت وهي على منصّة الإعدام أنها مذنبة. لكنّها أكّدت على أنها لم تسعَ إلى العرش وإنما قبلته فقط. ومن هذه الحقيقة شاعت وتجذّرت الفكرة التي تتحدّث عن براءتها.

    غير أن هناك بعدا جنسيا للقصّة. فلعدّة قرون، شاع اعتقاد بأن النساء في مواقع السلطة يفقدن أنوثتهنّ ويصبحن عاقرات. وهي نظرية تعود إلى اليونان القديمة.
    والصفات الرجولية التي خُلعت على والدة جين التي تسلّمت السلطة واقعا كأمّ طُبقت أيضا على الملكة إليزابيث الأولى. فبعد موت الملكة بوقت قصير، راجت شائعة مفادها أن أعضاءها الجنسية كانت مشوّهة. وفي العام 1985 ذهب احد الأطباء ابعد من ذلك عندما زعم بأن إليزابيث كانت رجلا من الناحية الجينية. وهي نظرية دامت زمنا وساعد في انتشارها حقيقة أن إليزابيث كانت تتمتّع بملكات ذهنية غير عادية بالإضافة إلى ما عُرف عنها من قوّة الشخصية والدهاء السياسي.
    بعد أشهر من إعدام الليدي جين جراي تزوّجت الملكة ميري الأولى من فيليب ملك اسبانيا وظلّت تحكم انجلترا لمدّة خمس سنوات أعلنت خلالها أن الكاثوليكية هي الديانة الرسمية لانجلترا وأتبعت ذلك بإصدار أحكام بالموت طالت الكثير من البروتستانت.
    وبعد ميري جاءت الملكة البروتستانتية إليزابيث الأولى التي أعادت الكنيسة إلى الوضع الذي كانت عليه أيّام هنري الثامن كما أعادت الاعتبار لابنة عمّها الليدي جين جراي باعتبارها شهيدة في سبيل دينها. وعاشت إليزابيث الأولى بعد ذلك لتصبح إحدى أعظم الملكات اللاتي تولّين عرش انجلترا.
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,112
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    11:17 AM

    افتراضي

    5 – جان دارك .. القديسة التى قادت جيوش فرنسا وأُعدمت حرقًا قبل بلوغها العشرين:
    جان دارك الملقبة بعذراء أورليان، ولدت لعائلة من الفلاحين فى الوسط الشرقى من فرنسا عام 1412، وأعدمت فى 30 مايو 1431، وتُعد بطلة قومية فرنسية وقديسة في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.
    ادعت جان دارك الإلهام الإلهى، وقادت الجيش الفرنسى إلى عدة انتصارات مهمة خلال حرب المائة عام، ممهدةً بذلك الطريق لتتويج شارل السابع ملكاً على البلاد، قُبض عليها بعد ذلك وأرسلت إلى الإنجليز مقابل المال، وحوكمت بتهمة “العصيان والزندقة”، ثم أعدمت حرقاً بتهمة الهرطقة عندما كانت تبلغ 19 عاماً.
    أذن البابا كاليستوس الثالث بعد خمس وعشرين سنة من إعدامها بإعادة النظر فى محاكمتها من قِبل لجنة مختصة، التى قضت ببراءتها من التهم التي وُجهت إليها وأعلنتها بناءً على ذلك شهيدة، تم تطويب جان دارك عام 1909، وأعقب ذلك إعلانها قديسة عام 1920 كما اقيم لها تمثال ذهبى شهير يعتبر مزارًا للسائحين .
    جان دارك هي إحدى القديسين الشفعاء لفرنسا إلى جانب القديس مارتين، ولويس التاسع، وغيرهم، ادّعت بأنها رأت الله فى رؤيا يأمرها بدعم شارل السابع واستعادة فرنسا من السيطرة الإنجليزية فى أواخر حرب المائة عام.
    بعثها الملك غير المتوج شارل السابع إلى حصار أورليان، حيث حققت هناك أولى انتصاراتها العسكرية الكبيرة، تبعها عدة انتصارات سريعة أخرى أدت فى نهاية المطاف إلى تتويج شارل السابع في ريمس.
    أنشأ الكتاب والسينيمائيون والملحنون العديد من الأعمال عن جان دارك منذ وفاتها باعتبارها إحدى أكثر الشخصيات شعبيةً، وما زالت تظهر فى السينما، والمسرح، والتلفزيون، وألعاب الفيديو إلى يومنا هذا.
    وصف شهود عيان إعدام جان دارك حرقًا بالنَار يوم 30 مايو 1431م، فأُشير إلى أنَها رُبطت بعمود طويل في السوق القديم بمدينة روان، وقبل إضرام النار فيها طلبت من كاهنين هما: الأب مارتن لادفينو والأب إيسمبارت دي لا بيير أن ينصبا صليبًا مُقابلها، كما قام جندي إنجليزي بصنع صليبٍ صغير وضعته قرب ثوبها.
    وبعد موتها، قام الجنود الإنجليز بإزالة الحطب المتفحِم ليكشفوا جسدها المتفحِم كي لا يقول أحد العامَة أنها هربت بمعجزة دون أن يصيبها ضرر، ثُم أُحرقت الجثَّة مرتين حتى استحالت رمادًا، فى سبيل منع الناس من الاحتفاظ بأى أثر من الفتاة يتخذونه للتبرك، ثمَ قام الإنجليز برمى الرماد فى نهر السين من على الجسر الوحيد المسمى “ماتيلدا”.
    "جان دارك كانت كائنا ليس كسائر الكائنات العادية ولن يجود الزمن بمثلها ولو بعد ألف عام"، هكذا وصف رئيس الحكومة البريطانية الأسبق تشرشل القديسة الفرنسية جان دارك.
    وتمر اليوم الذكرى الـ605، على ميلاد القديسة الفرنسية جان دارك، إذ ولدت فى 6 يناير عام 1412، وتوفيت وهى ذات 19 ربيعا، بعدما تم إعدامها حرقا فى 30 مايو 1431، على يد محكمة بريطانية، بتهمة العصيان والزندقة، رغم تقديسها فى الجانب الفرنسى، لدورها الكبير ضد الاحتلال البريطانى.
    وبحسب كتاب "موسوعة أشهر الاغتيالات فى العالم أكثر من 100 شخصية عربية وأجنبية" للكاتب الحسينى الحسينى معدى، إن "دارك" لقبت بـ"جان" نسبة إلى جدتها التى روت أن معجزات وقعت يوم مولدها، ويؤكد الكاتب أن "دارك" قضت طفولتها بين الغابات وحقول التوت البرى، بعيدا عن الناس وعن المناطق الفرنسية التى كانت تعانى كارثة الاحتلال البريطانى.

    ويشير الكاتب إلى أن جهاد دارك بدأ ضد القوات البريطانية مع عام 1429، إذ قادت قوات عسكرية، وكانت تلبس درعا غريبة حاملة شعارا دينيا كان عبارة عن رمح عليه رموز غريبة، بحسب وصف المؤلف.
    وهنا يوضح الكاتب فراس البيطار فى كتابه "الموسوعة السياسية والعسكرية: الجزء السادس"، إن الأوضاع ساءت فى فرنسا بعد وفاة الملك شارل السادس ملك فرنسا وهنرى الخامس ملك إنجلترا، واختار أهل "أورليان" ولى العهد شارل السابع ملكا، وبدا "شارل" ضعيفا وعاجزا أمام الزحف الإنجليزى، حتى وصلوا لمحاصرة مدينة أورليان "مدينة جان دارك"، ويشير الكاتب إلى أنه فى هذه الفترة ظهرت جان دارك، حيث استطاعت أن تقنع شارل السابع بتزويدها بجيش لإنقاذ المدينة، واستطاعت أن تجبر القوات البريطانية على الانسحاب وفك الحصار وغيرت اتجاه حرب المائة عام ضد الإنجليز، وبعدها توجت الوصى شارل السابع، داخل كنيسة تحت اسم الملك شارل السابع.
    ويفسر المؤرخ ستيفن ريتشى انجذاب جان للبلاط الملكى بأنهم صوروها على أنها مصدر الأمل الوحيد لنظام كان على وشك الانهيار، بعد سنوات من الهزائم المذلّة المتتالية، أصاب الإحباط كلاً من القيادة العسكرية والمدنية فى فرنسا وأفقدها مصداقيتها، وعندما طلب شارل من جان دارك الاستعداد للحرب ووضعها على رأس الجيش، كان خياره مستنداً إلى حقيقة أن كل حل عقلانى قد حُكم عليه بالفشل، ولم يكن لجيش أن يلتفت إلى فتاة فلاحة أميّة تزعم بأن صوتاً من الله يرشدها لقيادة جيش بلادها إلّا أن كان هذا الجيش قد وصل إلى أعلى درجات اليأس".
    ومنذ ذلك الوقت أصبحت جان دارك رمزا للكفاح الفرنسى وأحد رموز الحرية عند الفرنسيين.
    جان دارك أنثاء أحد المعارك
    وأثارت قيادتها للجيش الملكى حسد القادة هناك، فسهلوا وقوعها أسيرة بيد أمير برجندى موالى للإنجليز والذى سلمها لبريطانيا مقابل ألف كراون ذهبى، وذلك عام 1430، وتمت إحالتها إلى محكمة دينية أدانتها بالكفر والهرطقة، وقضت بإعدامها حرقا عام 1431.
    ويوضح الكاتب الحسينى الحسينى معدى، إن "دارك" وجهت رسالة للبريطانين حينها قالها "أنا مبعوثة الرب، ملك السماء"، فعوقبت بتهمة الهرطقة وعقاب السحرة، وكان العقاب فى ذلك الوقت من العصور الوسطى فى أوروبا الموت حرقا، فأحرقت وعمره 19 سنة.

    دخول جان دارك إلى ريمس



    واسنمرت الحرب لمدة 22 عاما بعد إعدام جان دارك، وبعد انتهاء الحرب وحافظ شارل السابع على حكمه، وأعاد محاكمتها بعد 25 سنة من وفاتها، وأبطل الحكم، وأعطى لأسرتها لقبا نبيلا ومنحهم شعارها، وبعد مرور قرون أعلن البابا بندكت الخامس عشر أن جان دارك قديسة وذلك فى 16 مايو 1920، لتصبح واحدة من أكثر القديسين شهرةً فى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.

    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  7. #17
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,112
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    11:17 AM

    افتراضي

    الفصل السادس
    اضطهاد المسلمين في العصور الحديثة

    في الفصول السابقة تحدثنا عن الجرائم القذرة للمسيحيّة المتوحّشة عبر التاريخ ثم تناولنا الطوائف المسيحية وتاريخها الدامي مستعرضين ما قد تم في حرب الثلاثين عاما Thirty Years' War 1618/1648وانتشار المذهب البروتستانتي وكل ذلك تم تحت مسمى الحروب والاغتيالات المقدسة.
    ولقد رأينا أبشع من ذلك في العصور اللاحقة والحديثة فما حدث وما يحدث للمسلمين من إبادة جماعية ممنهجة وبطريقة منظمة خير دليل وشاهد على صدق ما أقول..
    ولنأخذ أشهر حملات الاضطهاد ضد المسلمين في العالم:
    فلقد تعرض المسلمون الى حملات اضطهاد وتعذيب وسجن وقتل غير مبرر لفترة طويلة، وبدأت هذه الحملات منذ الأيام الأولى لظهور رسالة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأستمرت لغاية اليوم.

    . اضطهاد المسلمين في جزيرة العرب: تعرض المسلمون الجدد في الأيام الأولى لرسالة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للاضطهاد الديني من قبل الكفار والمشركين العرب، بل وتهجموا على النبي الأمين ووصفوه بالمجنون والساحر، في حين القي عليه القاذورات وهو يصلي وتلقى شتى أنواع الشتائم والألقاب. وهناك من المسلمين من قُتل مثل سمية أم عمار، بينما تعرض بلال بن رباح الحبشي، والذي أصبح أول مؤذن للمسلمين لاحقا، الى شتى أنواع الايذاء والتعذيب في الصحراء.
    . اضطهاد المسلمين في بيت المقدس: الحروب الصليبيبة.
    لقد وَصَلَت حدودُ الدولة الإسلامية من الصين شرقاً، وحتى حدود فرنسا غرباً في نهاية عهدِ العباسيين، واتّسعت أكثر لتشمل أجزاء من اليونان وأوروبا، ولمَّا ازداد انتشار الدولة الإسلامية، ازدادت الخلافات والانقسامات، فظهرت الدويلات الصغيرة، وأصبحَ البعضُ يستعين بأعداءِ الدين لكي يقضي على البعض الآخر، وسادت أجواء من الحقدِ والضغينة والتَّفَكُك، حتى باتت الدولة الإسلامية فريسةً سهلةً تحت أنياب الغزاة، ولمّا كان الأوروبيون يستشعرون خطر الدولة الإسلامية على مناطقهم وعلى ديانتهم السائدة آنذاك وهي الديانة المسيحية بسبب انتشارها واتساعها، علت بعضُ أصوات الباباوات والقسيسين تطالب بإنقاذ الأرض المقدسة من أيدي المسلمين، لتنطلق بذلك أول الحملات الصليبية، وفيما يلي نتحدثُ عن الحملات الصليبية على دولة الإسلام، لنعرف أسبابها، وأهدافها، ثم عددها وأثرها على بلاد المسلمين.
    الحملات الصليبية هي مصطلح يطلقُ على الحملاتِ العسكريةِ التي انطلقت من أوروبا إلى بلادِ المسلمين، بداعي تخليص الأرض المُقدَّسة (بيت المقدس) من أيدي المسلمين، وسُمِيَت بالصليبية؛ لأنَّ المقاتلين الأوروبيين كانوا يضعون شعار الصليب على ألبستهم، فانطلقت أولى الدعوات في شهر نوفمبر من العام 1905م، وكان أول من دعا إليها البابا أوربان الثاني، ثم كانت لكل حملة ظروف خاصة أدت إلى الدعوة إليها حسب الحاجة لها. إنَّ الهدف البارز الذي أعلنَ عنه الصليبيون هو "تخليص الأرض المقدسة من أيدي المسلمين"، وبدعوى إرادة الرب والتكفير عن الخطايا.
    أسباب ظهور فكرة الحملات الصليبية :
    إنّ كلّ الأبحاث والدراسات التي قرأتها عن هذه الحملات والحروب، وجدت إجماعاً من المؤرخين على أنَّ هناك أسباب ودوافع مباشرة معلنة لتلك الحملات، وهناك أسباب ودوافع غير مباشرة وغير مُعلنة، أدت إلى بروز فكرة احتلال الدولة الإسلامية وغزوِها، كما يُجمِع الباحثون والمؤرخون على أنَّ هذه الحروب دوافعها اقتصادية ولكنَّها أُلْبِسَتْ زِيَّاً دينياً لتبريرها، ونُلخِّصُ ذلك فيما يلي:
    الأسباب المباشرة للحملات الصليبية: تخليصُ الأرض المقدسة من خطرِ المسلمين، وقد تزيَّن هذا السبب بعد هدمِ كنيسة القيامة في السنةِ التاسعة بعد الألف، بأمر من الحاكم بأمر الله الفاطمي.
    الأسباب غير المباشرة للحملات الصليبية:
    أسباب اجتماعية
    : وهي الدافعُ الأبرز لهذه الحملات من وجهة نظر البعض، فقد كانت أوروبا تعيش في تلك الآونة نظاماً طبقياً إقطاعياً، فظهرت (طبقة النبلاء ورجال الكنيسة، وطبقة التجار، وأخيرا طبقة الفلاحين)، وكانت طبقة رجال الدين والنبلاء هي الطبقة الأبرز والمسيطرة على كل خيرات البلاد، فاستعبد الإقطاعِيّ الفلاحين الذين كانوا يعملون لديه بالسخرة، وفيما يلي نذكر مدى تأثير النظام الاجتماعي على الحروب والحملات الصليبية:
    أبناء النبلاء والإقطاعيين: كان نظام الإرث في أوروبا يقضي بأن يتم توريث الابن الأكبر دوناً عن غيره من الإخوة؛ حفاظاً على تَشَتُّتِ الأملاك وضياعها بعد نَيِّف من العمر، هذا النظام أوجدَ طبقة من أبناء النبلاء، الذين وجدوا أنفسهم لا يملكون أي أرض ولا مال، ووجدوا أنّ أخاهم الأكبر يتحكّم بهم، وبالتالي كان الحلُّ لهم هو البحث عن أراض جديدة يتملكونها، فكانت دعوة الباباوات خير حل لهم.
    الفُقراء: وهم الذين عانوا من ظلم الإقطاعِي، ومن شُحِّ الحياة، وشُحِّ الدخل، فوجدوا في الحملات الصليبية تلك قاربُ النجاةِ لهم، أولاً للتخلص من ظلم الإقطاعي، وثانياً للبحث عن خيرات ووسائل أخرى للدخل، وهذا ما وُعِدُوا به من قِبَل الباباوات.
    أسباب اقتصادية: حيث أراد الأوروبيون أن يسيطروا على خيرات الدولة الإسلامية، واقتصادها، وذلك عن طريق السيطرة على تجارتها وزراعتها، وممراتها المائية والبرية، وبالتالي إنعاش الاقتصاد الأوروبي.
    عدد الحملات الصليبية الحملات الصليبية الأساسية والمعروفة هي ثمانية حملات، ولكنّ البعض يرى أنّها عشرة، والبعض الآخر يرى أنَّها قائمة إلى يومنا هذا، ولكن بطابع فكري بحت، لا بطابع عسكري، حيث يطلقون على ذلك (الغزو الفكري)، وفيما يلي نُلَخِّصُ الحملات الثمانية، ونذكرُ مع كل حملة ظروفها وأهم أحداثها.
    الحملة الصليبية الأولى حملة الفقراء: هي حملة سبقت الحملة الرئيسية، فقد كان عدد المقاتلين فيها خمسة وعشرين ألفاً، وكان وعد الكنيسة بالخلاص، وبالحصول على الغنائم دافعاً قويا للفقراء وعامة الشعب للمشاركة بتلك الحملة، وقد سُميت بحملة الفقراء؛ لأنَّ الفرسان فيها كانوا قلة قليلة، ولم تكن هذه الحملة مُنظمة، بحيث قضى عليهم السلاجقة في شهر أكتوبر من العام 1096م. تعتبر هذه الحملة من الحملات القليلة الناجحة، ويعود نجاح هذه الحملة إلى حالة الانقسام والتشرذم التي عاشها المسلمون في تلك الآونة، خصوصاً بين الفاطميين والسلاجقة، حيث انطلقت هذه الحملة في العام 1096م، فنتج عنها احتلال القدس في العام 1099م.
    الحملة الصليبية الثانية (حملة الملوك): هي أول حملة يشارك فيها الملوك، وقد بدأت في العام 1147م وانتهت في العام 1192م، وفيها أسّسَ الصليبيون إماراتهم الأربعة (أنطاكية، والرُها، وطرابلس، والقدس)، بعد أن هزموا السلاجقة في مواجهات عديدة، وفيها أيضاً قضى جيشُ الصليبين على جميع سكان القدس، ويُقال أنهم قتلوا في ساحات المسجد الأقصى سبعين ألف مسلم، وقد تغنّى الأوروبيون بهذه النجاحات، حيث استطاعوا أن يحقِّقُوا الهدف الأسمى، وهو السيطرة على بيت المقدس.
    معركة حطين: في اليوم الرابع من شهر يوليو للعام الميلادي 1187، قامت معركة فاصلة وحاسمة في تاريخ المسلمين، بقيادة سلطان مصر والشام (السلطان صلاح الدين الأيوبي)، الذي استطاع أن يُحرّر بيت المقدس من أيدي الصليبيين.
    الحملة الصليبية الثالثة: انطلقت الدعوة لتلك الحملة بعد الهزيمة الساحقة التي تلقاها الصليبيون على يدِ القائد صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين، والتي خسروا على إثرها السيطرة على مدينة القدس، وفي عام 1191م حاصرت هذه الحملة مدينة عكا، واستباحوها بعد أن استسلمت لهم، لتنتهي الحملة بعقد السلطان صلاح الدين الأيوبي الصلح مع الصليبين، وبموجب اتفاق الصلح سمح السلطان صلاح الدين الأيوبي للمسيحيين أن يزوروا بيت المقدس ويؤدوا مناسك الحج.
    الحملة الصليبية الرابعة: قام الصليبيون بهذه الحملة بتدمير مدينة القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية، الأمرَ الذي أثار الجدل حول الأهداف الدينية والأوامر الإلهية التي ادعتها الكنيسة، والتي كانت المبرر الأول لهذه الحملات والحروب، وبعد عشرة سنوات من تلك الحملة، انطلقت الحملة الطفولية، وهي تلك الحملة التي قام بها عامة الناس المستاءون من فشل الحملات السابقة، وقد مات معظم المشاركين في تلك الحملات من الجوع والظروف الصعبة، بحيث لم تصل هذه الحملة إلى الأراضي المقدسة.
    الحملة الصليبية الخامسة: استولت هذه الحملة على مدينة دمياط في مصر، كان ذلك في العام 1219م، وانتهت بتوقيع معاهدة صلح بين المسلمين والصليبين لمدة ثمانية سنوات، كان ذلك في العام 1221م، وعلى إثر المعاهدة انسحب الصليبيون من دمياط، الأمر الذي أدى إلى فشل هذه الحملة.
    الحملة الصليبية السادسة: انطلقت في العام 1228م، وهي الحملة الوحيدة التي لم تباركها الكنيسة، وقد تمت معاهدة بين المسلمين والصليبين مُدتها عشرة سنوات، بحيث يتنازل المسلمون عن القدس باستثناء منطقة الحرم، والناصرة وبيت لحم.
    الحملة الصليبية السابعة: انطلقت هذه الحملة في العام 1248م، واستمرت حتى عام 1254م، حيث كان سببها هو خسارة الصليبيين نهائياً لبيت المقدس في العام 1244م، فسيطرت هذه الحملة على دمياط والمنصورة، ولكن المسلمين تصدّوا لهذه الحملة بقيادة السلطان الصالح نجم الدين أيوب، فألحقوا بالصليبيين هزيمة فادحة، وأسروا الملك لويس التاسع (قائد الحملة)، لتحقق هذه الحملة فشلاً كبيراً.
    الحملة الصليبية الثامنة: انطلقت في العام 1270م، ولم تلق ترحيبا من النبلاء والبارونات والفرسان؛ وذلك بسبب انحطاط سمعة الحملات السابقة، لكن الملك لويس التاسع اشترى رضا النبلاء بالأموال، وأقنعهم بالمسير، فتوجهت الحملة نحو تونس، وانتهت بمعاهدة صلح بين الصليبين وحاكم تونس (المستنتصر)، بحيث تم إلزامه بدفع جزية لملك الصقليين، ثم غادر الصليبيون بعد توقيع المعاهدة.
    انطلقت حملات صليبية كثيرة أخرى، لكنها لم تتخذ طابعا رئيسياً أو أساسياً، فكان عبارة عن حملات صغرى، مثل حملة نيقيا1396م، والحملة على الإسكندرية 1365م، والحملة على الهراطقة 1209م.
    . اضطهاد المسلمين في بغداد: قاد الجيش المغولي هولاكو خان ومعه القائد الصيني جو خان نائبه بالقيادة المخصصة لبغداد في نوفمبر سنة 1257م/ ذو القعدة سنة 655هـ، ولم يكن هولاكو وحده بوذي المذهب ولكن معظم كبار قادة جيشه كانوا كذلك. وسار هولاكو بأضخم جيش مغولي على الإطلاق وبأمر من منكو خان، واحد من كل عشرة مقاتلين بالإمبرطورية كلها يجب أن يذهب مع هولاكو وانضم إليهم جيوش من مملكة جورجيا ومملكة الأرمن وإمارة انطاكيا الصليبية الذين كان لهم دور نشط في احتلال وتدمير بغداد وانهاء الخلافة العباسية سنة 1258م/656هـ. حاول الكثير من الأهالي الفرار ولكن المغول أعترضوهم وقتلوهم بشكل عشوائي، وبلغ عدد القتلى في بغداد بين 800 ألف-2 مليون قتيل، بينهم 50 ألف من جنود الدولة العباسية.
    وحول هذه المجزرة الرهيبة يقول ديفيد مورجان: "جرفوا كل من بالمدينة كأنهم جوارح جائعة تنهش أي طير أمامهم، أو كذئاب مسعورة تهاجم الخراف اطلق لهم العنان وبوقاحة، نشروا الموت والرعب. الأسرة والوسائد المصنوعة من الذهب والملبسة بالجواهر قد قطعت بالسكاكين إلى اجزاء وقطع صغيرة.... سحبوا على الأرض خلال الشوارع والأزقة حتى أضحوا إلعوبة ومات الناس بين يدي الغزاة". ويقول ابن كثير نقلا عن ابو شامة واوب عبد الله الذهبي وقطب الدين اليونيني: "أصاب الناس في هذه السنة بالشام وباء شديد، وذكروا أن سبب ذلك من فساد الهواء والجو، فسد من كثرة القتلى ببلاد العراق، وانتشر حتى تعدى إلى بلاد الشام فالله أعلم‏". انسحب المغول من بغداد بعد تنصيبهم أحد الوزراء المقربين إلى هولاكو وهو الشيخ الفارسي علاء الدين عطاملک جوینی كحاكم شكلي على العراق وايران.
    . اضطهاد المسلمين في الأندلس: سقطت غرناطة، آخر قلاع المسلمين في إسبانيا، سنة 1492م/897هـ. وكان ذلك نذيرا بسقوط صرح الأمة الأندلسية الديني والاجتماعي، وتبدد تراثها الفكري والأدبي، وكانت مأساة المسلمين هناك من أفظع مآسي التاريخ، حيث شهدت تلك الفترة أعمالا وحشية ارتكبتها محاكم التفتيش، لتطهير أسبانيا من آثار الإسلام والمسلمين، وإبادة تراثهم الذي ازدهر في هذه البلاد زهاء ثمانية قرون من الزمان.
    حيث عملت هذه المحاكم على أجبار المسلمين باعتناق المسيحية، كما أصدروا قانون أخر في الخامس والعشرين من مايو سنة 1566م/ الخامس من ذو القعدة سنة 973هـ ينص على حظر استخدام اللغة العربية أو استخدام الملابس العربية او اقامة المهرجانات الاسلامية بهدف التمهيد لسلخ المسلمين من رحاب امتهم.
    بعد ذلك، أصدر الملك فيليب الثاني ملك إسبانيا امرا بتدمير جميع الحمامات العامة وذلك لانها تذكر الناس بالوضوء، بل وتعداه باصداره امرا يحظر فيه حيازة القران الكريم والكتب المكتوبة باللغة العربية ومن يضبط ومعه هذه الكتب يعتبر دليلا ملموسا على العصيان ويعاقب بشدة. وفي السنة الجديدة، الأول من يناير سنة 1568م/ الاول من رجب سنة 975هـ، اصدر الكهنة المسيحيين الأوامر بجمع الأطفال المغاربة والذين تتراوح اعمارهم بين 3-15 عاما ووضعهم في مدارس خاصة ليتعلموا فيها القشتالية والعقيدة المسيحية.
    وكل هذه القوانين كانت تتم قسريا، ناهيكم عن مصادرة اموال وسبائك ومجوهرات المسلمين وأدخالهم في حالة الفقر والحرمان والجوع حتى يضطروا الى استبدال عقيدتهم.
    . اضطهاد المسلمين في باكستان وافغانستان: قاد الجيش السيخي المهراجا رانجيت سينغ الى بيشاور، وما ان دخل الى المدينة حتى عاث فيها تدميرا وحرقا وقتلا وخرابا.
    بعد ذلك، امر قائد جيشه هاري سينغ نلوى باحتلال كشمير، وبالفعل تمكن من احتلالها وأصبح حاكما عليها سنة 1819م/ 1234هـ. أصدر هاري سينغ نلوى العديد من الأحكام الجائرة على المسلمين في بيشاور وكشمير منها حظر ذبح الأبقار ومن يخالف ذلك يعدم، كما قام باختطاف الكثير من النساء المسلمات من البشتون والأوزبك ومن ثم بيعهن في أسواق العبيد، بل وامتد طغيانه حتى وصل الى كابول وسن قانون فيها يحظر فيه ذبح الأبقار، كما فرض على المسلمين ضرائب طائلة..
    اضطهاد المسلمين في الأناضول: تعرض الكثير من المسلمين من الأتراك والأكراد الى عمليات قتل وابادة جماعية من قبل الروس والأرمن في شرق وغرب الأناضول، وتركزت هذه المجازر في بتليس وارزينجان وبايبورت وأرضروم وازمير ومانيسا واوساك بحجة الرد على الابادة الجماعية للأرمن. وفي الرابع عشر من مايو سنة 1919م/ الثالث عشر من شعبان سنة 1337هـ، رست سفن حربية امريكية وبريطانية وفرنسية ويونانية في ميناء ازمير "ميناء سميرنا" وعلى متنها الكثير من العصابات اليونانية، فجابت هذه العصابات شوارع المسلمين نهبا وسلبا وقتلا واغتصابا. وحول هذا المجازر، كتب المستشرق السويدي يوهانس كولمودين، والذي كان في ذلك الوقت في ازمير، رسالة الى الصحافة السويدية يقول فيها: " أحرق الجيش اليوناني 250 قرية تركية مُسلمة".
    . اضطهاد المسلمين في البلقان: بدأت الدولة العثمانية بالتراجع منذ أواخر القرن السابع عشر، ففقدت الكثير من الأراضي في كل من أوروبا والقوقاز لصالح اليونان وصربيا ورومانيا وبلغاريا. شجعت القوى المسيحية المتنافسة على تطوير الأيديولوجيات القومية وغذتها بتصوير المسلمين باعتبارهم "طابور خامس" ومن بقايا الحقبة السابقة التي لا يمكن دمجها في الدول المخطط انشائها في المستقبل.
    وبذلك أصبح النضال من أجل التخلص من المسلمين في منطقة البلقان عنصرا هاما في تحديد مصير المسيحيين. تمكن قائد الجيش الروسي الكسندر سوفوروف خلال الحرب الروسية التركية 1787-1792م/1201-1206هـ من الوصول الى قلعة ازماييل في الثاني والعشرين من ديسمبر سنة 1790م/ الخامس عشر من ربيع الثاني سنة 1205هـ، فعاث في المدينة سفكا للدماء بمعونة من البلغار.
    وتشير الاحصائيات بان أكثر من 40 الف مُسلم قتل على يدّ سوفوروف وجيشه. وبعد تنفيذ سوفوروف هذه المذابح بدم بارد، عاد الى خيمته ثم جلس يهرج بأنه حزين ويبكي، حسب أحد الرحالة الأنجليز! تقدر الاحصائيات بانه جرى خلال السنوات 1821-1922م/ 1237-1341هـ طرد نحو 5 مليون ونصف المليون مسلم من أوروبا ومقتل نحو 5 مليون مسلم اخرين بسبب الجوع والفقر والامراض وأثناء محاولة الفرار من الاضطهاد المسيحي.
    لكن ذروة العمليات الاجرامية ضد المسلمين حدثت خلال حروب البلقان 1912-1913م/ 1331-1332هـ، ويصف تقرير مؤسسة كارنيجي لسنة 1914م/1333هـ هذه العمليات الوحشية ضد المسلمين بانها بلغت أعلى مستويات القتل ولم ترى أوروبا من قبل مثل هذه المذابح. وتشير التقديرات ايضا الى مقتل وطرد نحو 2.9 مليون مسلم في منطقة البلقان خلال الفترة 1912-1926م/1331-1345هـ.
    وقد وقعت أحداث مماثلة في مكان اخرى، فمثلا أثناء اندلاع الثورة اليونانية، طرد غالبية السكان المسلمين من موريا والذين يقدر عددهم نحو 300 ألف مسلم.
    وأثناء التمرد في بلغاريا سنة 1876م/ 1293هـ، قتل نحو 1000 مُسلم.
    غطت الصحافة الالمانية الحرب في بلغاريا ورصدت الفضائع الروسية ضد المسلمين، ويصف تقرير لهذه المجازر الاطفال والنساء وكبار السن المسلمين الذين ذبحوا في قراهم على ايدي المسيحيين. وكشفت مؤخرا وزارة الخارجية الألمانية وثائق تعود الى الحرب الروسية التركية يكشف فيها المذابح التي قام بها الروس ضد المسلمين في منطقة ستارا زاكورة والتي راح ضحيتها نحو 20 ألف مسلم.
    واضافت الصحافة الالمانية بان الكثير من المجازر ارتكبت ضد المسلمين اثناء حروب البلقان وكانت تنفذ من قبل البلغار واليونانيين والأرمن، بينما حولت العديد من المساجد الى كنائس وتعرضت الكثير من النساء للاغتصاب وتشويه الجثث.
    . اضطهاد المسلمين في تركستان الشرقية: حدثت بين المسلمين التركستانيين وبين حكام منجو الصينية معارك دامية سنة 1759م/1172هـ فراح ضحيتها أكثر من مليون مسلم وفرضوا سيطرتهم على تركستان الشرقية حتى سنة 1862م/ 1278هـ، وقد شهدت تلك الفترة تمرد شعب تركستان الشرقية ضد إحتلال المنجو 42 مرة وفي آخر تمرد سنة 1863م/1278هـ نجح المسلمين من طرد حكام منجو وأقاموا دولة إسلامية مستقلة تحت زعامة يعقوب بك والذي إستمر في حكمه 16 عاما، ولكن نظرا للتوسع الروسي خلال عهد التسارست فقد تخوف البريطانيون وقوع تركستان الشرقية تحت الإحتلال الروسي فقدموا النصيحة والأموال لحكام منجو الصينية بإحتلال تركستان الشرقية مرة ثانية واستطاعت الجيوش الصينية الضخمة بقيادة الجنرال زوزونج تانج مهاجمتها واحتلاها مرة أخرى سنة 1876م/ 1293هـ ومنذ ذلك التاريخ تم تسمية تركستان الشرقية باسم شينجيانج، وفي الثامن عشر من نوفمبر سنة 1884م/الثلاثون من محرم سنة 1302هـ ضمت تركستان الشرقية داخل حدود إمبراطورية المنجو وأصبحت تابعة لها.
    وبعد تولى الحكومة الوطنية الصينية مقاليد السلطة في الصين سنة 1911م/1329هـ، حاول المسلمون التحرر من الإحتلال الأجنبي فقاموا بعدة ثورات ونجحوا مرتين الأولى سنة 1933م/1352هـ والثانية سنة 1944م/1363هـ حيث تمكنوا من إقامة دولة إسلامية مستقلة في تركستان الشرقية إلا أن تلك الدويلة المستقلة لم يكتب لها الإستمرار حيث أن موسكو لم تتردد في كلا المرتين من إرسال قواتها البرية والجوية والقيام بكل ما من شأنه للقضاء على هذه الدولة الفتية لأنهم كانوا يعرفون أن تركستان الشرقية ستكون داعمة لشقيقاتها في آسيا الوسطى في كفاحهم للتخلص من ربقة الشيوعية وقتل الصينيون بعد قتل الحكومتين أكثر من مليون مسلم. بدأت الصين الشعبية إحتلال تركستان الشرقية بمذابح رهيبة وفرضت حكمها بعد مجازر دموية فظيعة وكان ما فعلت به في البلاد أن هرعت إلى بعض الترتيبات لإزالة الإسلام من النفوس ومواصلة حكمها للبلاد ومارسوا أبشع أنواع الظلم والإضطهاد الذي لم تشهده الدنيا من قبل وقسمت البلاد إلى 450 معسكر عمل اجباري ليعمل فيها العمال والفلاحون المسلمون وهم يشكلون 98 في المئة من عدد السكان وقد مات الكثيرون في هذه المعسكرات وألغيت الملكية الخاصة وصودرت كل ثروات المسلمين بما في ذلك حلى النساء وحتى الأفراد والأولاد وجعل طعام الناس جماعي ومنع الطبخ في البيت وحتى فرق الأزواج من بعضهما ومن متطلبات الحياة العمومية أنه يسمح للمتزوج لقاء زوجته لعدة دقائق بعد كل أسبوعين وكانت تمنح للمرأة إجازة لثلاثة أيام فقط للولادة.
    ولما رأى الشيوعيون أن الدين الإسلامي هو أكبر عائق أمامهم عملوا تحت مسمى الإصلاح الثقافي ضد الإسلام بالاعلان رسميًا بأن الإسلام خارج على القانون ويعاقب كل من يعمل به ومنع تعليم الدين وإقامة العبادات وبدء تدريس الإلحاد في المدارس وإغلاق أكثر من 28 ألف مسجد و18 ألف مدرسة دينية واستخدمت المباني الإسلامية مثل المساجد والمدارس في أعمال تتتافى مع قيم الإسلام.
    . اضطهاد المسلمين في فيتنام: عانى المسلمون بعد غزو امبراطورية مينه مانج من الاضطهاد سنة 1832م/ 1248هـ. وعلى الرغم من أن المسلمين في فيتنام هم سكان أصلييين من عرق تشام، الا ان الحكومة الفيتنامية تعاملهم كسكان غرباء. وقد فرضت عليهم الحكومية الفيتنامية الحالية قيودا عنيفة تتعلق بممارسة عقيدتهم. وخلال الاعوام 2010-2013م/ 1431-1434هـ، وقعت العديد من عمليات القتل ضد المسلمين في تين فوك وقرى نهون، كما قامت الشرطة الفيتنامية في قرية شاو جيانج باقتحام مسجد تشام وسرقة مولد كهربائي والأعتداء على المسلمين في المسجد وأغتصاب المسلمات التشاميات.
    . اضطهاد المسلمين في اندونيسيا: أرتكبت قبيلة الداياك الوثنية مجزرة مروعة في اندونيسيا ضد مسلمي المادوره سنة 1999م/ 1420هـ.
    ورغم ضخامة المجزرة والتي راح ضحيتها نحو 3 آلاف مسلم إلا أن الحكومة الاندونيسية لم تفعل شيئا يذكر لايقافها. وبعد عامين من المجزرة، عاودة قبيلة الداياك، القيام بمجزرة اخرى ضد المسلمين راح ضحيتها نحو 500 مسلم وتهجير نحو 100 ألف من منازلهم، اضافة الى قطع رؤوس نحو 100 مسلم بينهم أطفال ونساء.

    . اضطهاد المسلمين في البنغال والفلبين: ارتكبت القوات اليابانية والبورمية مذبحة رهيبة ضد مسلمي الروهينجا سنة 1942م/ 1361هـ، بل وتعدى ذلك بقيام هذه القوات باغتصاب العشرات من النساء المسلمات وتهجير 40 ألف مسلم من ولاية البنغال باتجاه شيتاجونج ببنجلادش.
    تشير التقارير الاعلامية ايضا الى قيام القوات اليابانية بمجازر وتعذيب وأعمال وحشية ضد مسلمي مورو في مينداناو وسولو بالفلبين.
    وقد اعترفت القوات البحرية اليابانية بان المسعفين قاموا بتشريح المسلمين المدنيين من المورو بينما كانوا لا يزالون على قيد الحياة.
    وبالنسبة للمسلمين في الفلبين، فتاريخ معاناتهم طويل، وقد بدأ عندما أحتلت اسبانيا جزر الفلبين التي كان يقطن فيها قبائل وثنية وقبائل مُسلمة، ففرضت محاكم التفتيش الاسبانية قوانين عرفية لاجبار المسلمين على اعتناق المسيحية، لذا فأغلب الناجين باسلامهم من بطش محاكم التفتيش ظلوا محصورين في مينداناو لاعتبارات اهمها بان الغزو الاسباني لم يصل اليها. خلقت محاكم التفتيش والسلطات الاستعمارية الاسبانية معاناة وتوترات بين المسيحيين والمسلمين في البلاد الى يومنا هذا.
    . اضطهاد المسلمين في الهند: قررت بريطانيا في سنة 1947م/ 1366هـ منح الهند استقلالها في نطاق تقسيمها إلى دولتين، إحداهما للهندوس ويطلق عليها الهند والأخرى للمسلمين، والتي أطلق عليها المسلمون باكستان أي أرض الأطهار، وإطلاق الحرية في كل ولاية هندية للانضمام للهند أو باكستان أو الاستقلال بنفسها برغم معارضة غاندي الشديدة لهذه الفكرة، لأنه كان يريد السيطرة على المسلمين تماما.
    وبالفعل كونت الولايات الشمالية الشرقية في الهند "البنغال الشرقية وجزء من آسام" والشمالية الغربية "جزء من البنجاب والسند وبلوجستان" دولة باكستان وعاصمتها كراتشى، والباقي للهند وعاصمتها دلهي ثم أصبحت نيودلهي وكل من باكستان والهند يأخذان نظام الدومنيونات، أي يكون مع استقلالها ارتباط مع التاج البريطاني، وخضوعها لإشراف الحاكم العام البريطاني، وكان تقسيما جائرا على المسلمين فقد قسموا بعض الولايات ذات الأغلبية المسلمة مثل البنجاب والبنغال بين المسلمين والهندوس، وأرادت بعض الولايات الهندية الانضمام لباكستان مثل جوناكاد، ودعا إلى ذلك حاكمها المسلم، وكذلك إمارة حيدر أباد بسبب حاكمها المسلم، ولكن الهند رفضت ذلك، وأرسلت قوة إلى كل ولاية لاحتلالها وضمها إلى الهند، بينما ولايتا نيبال وبوتان كانتا في الأصل مستقلتين عن الإنجليز، حيث لم يدخلوهما، وأهلهما بوذيون فلم ينضما إلى الهند وانضمت ولاية سكيم إلى الهند سنة 1976م/ 1396هـ، واستقلت سريلانكا عن الهند سنة 1947م/1367هـ، وكانت جزر المالديف ذات الأغلبية المسلمة تتبعها، ثم استقلت جزر المالديف عن سري لانكا سنة 1953م/ 1373هـ، وعندما تم التقسيم نكل الهندوس بالمسلمين في الهند أشد التنكيل، فهاجر الكثير منهم إلى باكستان، وكان الهندوس يحرقون القطارات التي تنقل المسلمين إلى باكستان لحقدهم الشديد عليهم، بينما بلغ عدد القتلى المسلمين بين 50-200 ألف مسلم.
    أما بالنسبة لكشمير، فكان هناك مطالب للتخلص من هيمنة أسرة الدونمرا والأنجليز المعاديين للاسلام. وعندما نالت الهند استقالها، اراد المسلمين في كشمير الانضمام إلى باكستان بينما حاكم كشمير (المهراجا) آخر حكام أسرة الدونمرا عمل على منع حدوث ذلك، فأسس عصابات من الهندوس الكشميريين، والهندوس الذين أتوا من الهند لمنع انضمام كشمير إلى باكستان، وأخذت هذه العصابات في الهجوم على المسلمين، وقتلت نحو 135 ألف مسلم، فقام المسلمون بالمظاهرات وأطلقت الشرطة التابعة للمهراجا النار على المتظاهرين الذين يطالبون بانضمام كشمير إلى باكستان وسجنت الكثير منهم، وتدفق المجاهدون المسلمون على كشمير لنجدة إخوانهم، واستطاعوا تحرير جزء من كشمير بينما فر المهراجا (هري سنج) إلى الهند، وعقد مع الهند اتفاقية بانضمام كشمير إلى الهند برغم أن المسلمين يشكلون 80% من سكانها، وهذا ما يتنافى مع شروط تقسيم الهند إلى منطقتين، مسلمة وهندوسية تعتمد على الغالبية القاطنة.
    يعيش الآن في الهند ما يزيد على 90 مليون مسلم، يذوقون ألوان البأس والاضطهاد من الهندوس، من هدم للمساجد، وهتك للأعراض، وإزهاق للأرواح، وإبادة، ولعل صورة البطش في الهند تتضيح اليوم بالمجازر التي وقعت ضد المسلمين في ولاية اسام سنة 2012م/ 1433هـ والتي ادت الى نزوح نحو 400 ألف مسلم من 400 قرية عائدة اليهم باتجاه المخيمات.
    .
    اضطهاد المسلمين في اراكان: يتواجد في اراكان او ميانمار مسلمين من الروهنجيا. حدث اول اضطهاد ديني ضد المسلمين في اراكان خلال السنوات 1550-1589م/ 956-997هـ، عندما منعهم الملك البوذي بينانج من اقامة شعائرهم الدينية، وكذلك حظر عليهم ذبح الحيوانات في سبيل الله "نحر الماشية في عيد الاضحى".
    وكل هذه الاجراءات لدفعهم لاعتناق البوذية، وبعد تولي الجنرال ني وين السلطة سنة 1962م/ 1381هـ، أصبح وضع المسلمين سيئا للغاية، ومارس عليهم التضيق في حياتهم اليومية مما دفع الكثير من المسلمين مغادرة اراكان باتجاه بنجلادش.
    وبلغ عدد الذين غادروا أراكان نحو 200 ألف سنة 1978م/ 1398هـ ونحو 250 ألف سنة 1991م/ 1412هـ.
    تصاعد اضطهاد المسلمين في بورما على نطاق واسع سنة 2012م/ 1433هـ، مما ادى الى نزوح نحو 90 الف مسلم، كما ارتكبت العصابات البوذية وبالتنسيق مع الحكومة الشيوعية مجازر دموية راح ضحيتها الالاف من المسلمين.
    . اضطهاد المسلمين في سريلانكا: عمل متمردو نمور التاميل الهندوسيين على طرد المسلمين من المقاطعة الشمالية، كما قاموا بالتعاون مع البوذيين بمهاجمة المسلمين ومساجدهم أثناء الحرب الأهلية السريلانكية 1983-2009م/ 1403-1430هـ.
    .
    اضطهاد المسلمين في البوسنة: تعرض المسلمين في البوسنة الى حملات كثيرة للقتل والإبادة الجماعية والترحيل، وكان ورائها القوات الصربية. ولعل مذبحة سربرنيتسا أكثرها شهرة. ففي يوليو سنة 1995م/ صفر سنة 1416هـ، نفذت القوات الصربية وميليشيا العقارب المسيحية وباوامر مباشرة من أعضاء هيئة الأركان الرئيسية للجيش الصربي عملية تطهير عرقي ممنهجة ضد المسلمين البوسنيين.
    حدثت هذه العملية على مرأى وسمع الفرقة الهولندية التابعة للامم المتحدة من دون التحرك لانقاذ حياة المدنيين، بل وفي بعض الاحيان تواطئت مع الجُناة. خلفت هذه المذبحة نحو 8372 ألف مُسلم ونزوح الالاف من المدنيين المُسلمين من المنطقة، تاركين وراءهم عيونًا لم تجف حتى بعد 19 عامًا من حدوث المذبحة.

    .
    اضطهاد المسلمين في تتارستان: كارثة بشرية وابادة جماعية تعرض لها المسلمون في تتارستان خلال السنوات 1921-1922م/ 1339-1340هـ، وراح ضحيتها نحو 2 مليون مسلم، والجاني الاتحاد السوفيتي السابق، مما ادى الى انخفاض عدد المسلمين في منطقة الأورال الى أقل من نحو 50 في المئة. وكل هذا بهدف أحداث تغير يجعل من الروس الغالبية في البلاد. يشكك بعض الكتاب الالمان في بعض الصور التي يعرضها اليهود في وسائل الاعلام والتي يدعون فيها بانها تعود ليهود عذبوا وقتلوا في معسكرات النازية، ويشير فريق الكتاب هذا بان هذه الصور تعود لمسلمين في تتارستان.
    . اضطهاد المسلمين في افريقيا الوسطى: يتعرض مسلمو إفريقيا الوسطى لحرب إبادة جماعية وتطهير عرقي منذ مارس سنة 2013م/ جمادى الاول سنة 1434هـ. ومع اتساع نطاق نزوح المسلمين، تشير التقارير إلى أنه لم يبق سوى أيام وسيغادر جميع المسلمين أفريقيا الوسطى فراراً من العنف الذي تركتبه جماعة "آنتي بلاكا" المسيحية، بينما توجد أحياء كاملة هُجر سكانها من المسلمين بالكامل، ويتم هدم منازلهم بصورة ممنهجة، حيث يتم نزع الأبواب والنوافذ والأسقف، وتوجد أدلة على محو وجودهم الاسلامي بالكامل. وكانت شوارع بانجي قد شهدت أعمال قتل مروعة وتشويها لجثث مسلمين نفذتها عناصر مجرمة من مليشيات "آنتي بالاكا"، كما وردت تقارير عن قيام جنود من الجيش التابع للسلطة الجديدة بإعدامات في الشوارع.

    . اضطهاد المسلمين في شبه جزيرة القرم: كان الاتحاد السوفيتي معاديا لجميع أشكال الدين، لذا كانت الحرية الدينية نسبية للمسلمين في السنوات التي أعقبت الثورة، ولكن في أواخر سنة 1920م/ 1339هـ أخذت الحكومة السوفيتية منعطفا جديدا ضد الدين، فعملت على أغلاق دور العبادة جميعا. وخلال فترة قيادة ستالين، أصبح مسلمو تتار القرم والشيشان وانجوشيا وبلقاريا وكراشاي ضحية الترحيل الجماعي.
    بدأ ترحيل المسلمين بصورة مكثفة في مايو سنة 1944م/ جمادى الأول سنة 1363هـ، حيث عمل نحو 32 ألف جندي على ترحيل المسلمين من شبه جزيرة القرم، فكانت النتيجة ترحيل نحو 193 ألف مسلم من تتار القرم الى أوزبكستان وكازاخستان والأقاليم المختلفة في روسيا الشيوعية. ولعل هذه الصورة تكون انسانية لو وصلت الى هذا الحد، لكن توفى ما يقارب 27 في المئة من مسلمي تتار القرم جوعا في أوزبكستان وأقاليم روسيا الشيوعية. استمرت مجازر الشيوعيين ضد المسلمين في الشيشان حتى بلغت ذروتها خلال الحرب الشيشانية الاولى 1994-1996م/ 1415-1417هـ والحرب الشيشانية الثانية سنة 1999م/ 1420هـ.

    .اضطهاد المسلمين في كمبوديا: قتل نحو 500 ألف مسلم من مسلمي التشام من قبل الشيوعيين في كمبوديا خلال سنة 1970م/ 1390هـ، وقد عمل حكم الخمير الحمر على تدمير نحو 132 مسجدا واعدام نحو 90 شيخ مُسلم.

    .
    اضطهاد المسلمين في العراق أفغانستان وباكستان والصومال واليمن: عمل الجيش الأمريكي وتحت ذريعة الحرب على الإرهاب، على قتل بين 62 ألف-1.2 مليون مسلم مدني في العراق، غالبيتهم العظمى في المناطق السنية: 48 في المئة قتلوا جراء طلق ناري و 9 في المئة قتلوا جراء القصف الجوي و6 في المئة قتلوا جراء حوادث عشوائية.
    كما قام الجيش الأمريكي أيضا بقتل بين 10-49 ألف مسلم مدني في افغانستان، بينهم 3100-3600 مسلم قتلوا جراء القصف الجوي الأمريكي وهجمات القوات الخاصة. وعلى مسافة قريبة من أفغانستان، باكستان، قتل الجيش الامريكي بين 1467-2334 مسلم مدني جراء القصف الجوي العشوائي بالطائرات بدون طيار، بينما بلغ عدد القتلى المسلمين في الصومال جراء القصف العشوائي لهذه الطائرات نحو 6500 مسلم مدني واصابة نحو 8516 مسلم مدني وأرقام أخرى مخيفة يجرى التكتم عنها في اليمن.
    . اضطهاد المسلمين في سوريا: بدأ اضطهاد المسلمين في سوريا منذ فترة طويلة، ولكنه تصاعد في مارس سنة 2011م/ ربيع الثاني سنة 1432هـ وأستمر لغاية اليوم.
    أسفرت حملات الإبادة ضد المسلمين الى مقتل بين 102-150 ألف مسلم، وتهجير بين 4.5-5.1 مليون مسلم داخليا وخارجيا، بينما يقدر عدد المفقودين والمحتجزين لدى النظام الهجين نحو 130 ألف مسلم.
    . اضطهاد المسلمين في فلسطين: عملت العصابات اليهودية على قتل الالاف من المسلمين وتهجير بين 711-726 ألف مسلم فلسطيني خلال حربي فلسطين سنة 1948م/ 1367هـ وسنة 1967م/ 1387هـ. لعل الاضطهاد الأكبر للمسلمين يكون في فقدان الجانب الغربي لبيت المقدس ومن ثم الجانب الشرقي.
    فمن الذي يرتكب المجازر..
    ومالنا نذهب بعيداً ..
    فلنشاهد اكبر مذبحة شهدها التاريخ بيد اليهود وضد اليهود أنفسهم.. فما حدث من إبادة سبط بنيامين بالكامل على أيدي باقي الأسباط الإحدى عشر في أفظع مجزرة عرفها التاريخ البشري وهي المعروفة إعلاميا بمعركة جبعة بنيامين..

    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,112
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    11:17 AM

    افتراضي

    الفصل السابع
    معركة جبعة Battle of Gibeah
    رأينا ذلك في سفر القضاة 19 : 1 تحت عنوان: Battle of Gibeah معركة جبعة
    وعلى الرغم من أن معركة جبعة ذكرت في الكتاب المقدس من أجل نشر ثقافة الشذوذ..إلا أنها تعتبر أبشع مجزرة ذكرت في الكتاب المقدس بحق أبناء العموم من بني إسرائيل..ففيها تم إبادة سبط بالكامل وهو سبط بنيامين بخلاف الأسباط العشرة المفقودة والذين تحولوا إلى قردة وخنازير ثم أهلكهم الرب (يسوع قبل التجسد)وهم المعروفون في التاريخ بأصحاب السبت..
    1- الأسباط العشرة المفقودة:
    الأسباط العشرة الضائعة
    في عام 722 ق م هدمُ الآشوريين بقيادة شلمانصر مملكة إسرائيل الشمالية ، وتم تشريد سكانها، واستبدال أهل مملكة الشمال بأمم أخرى من غير اليهود.
    1ـ تم نفي العشرة أسباط من بني إسرائيل إلى آشور، وضياعهم بعد ذلك بشكل نهائي، ولم يبق بذلك من أحفاد أسباط بني إسرائيل الإثناعشر سوى سبطي يهوذا وبنيامين، وهما السبطين الذين تشكل منهم يهود المملكة الجنوبية، إلا أنّ أعدادا بسيطة من أحفاد العشرة أسباط يبدو أنها بقيت بفلسطين , قد يكون بعضهم من ضمن ما عرف بعد ذلك بالسامريين.. وإن كان السامريون هؤلاء يُعتبروا من المتهودين من غير بني إسرائيل، من بقايا السومريين الذين جاءوا مع الآشوريين..

    2ـ لازال اختفاء أسباط بني إسرائيل العشرة لغزا لدى المؤرخين مستعصيا على التفسير..
    وقد وُضعت بعض النظريات لكنها ظلت عاجزة عن تفسير سرّ الاختفاء السريع للعشرة أسباط الكبيرة من بني إسرائيل..
    جاء بالملوك الثاني إصحاح 17: 18 :[ 18فَغَضِبَ الرَّبُّ جِدًّا عَلَى إِسْرَائِيلَ وَنَحَّاهُمْ مِنْ أَمَامِهِ، وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ. 19وَيَهُوذَا أَيْضًا لَمْ يَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِهِمْ، بَلْ سَلَكُوا فِي فَرَائِضِ إِسْرَائِيلَ الَّتِي عَمِلُوهَا. 20فَرَذَلَ الرَّبُّ كُلَّ نَسْلِ إِسْرَائِيلَ، وَأَذَلَّهُمْ وَدَفَعَهُمْ لِيَدِ نَاهِبِينَ حَتَّى طَرَحَهُمْ مِنْ أَمَامِهِ، 21لأَنَّهُ شَقَّ إِسْرَائِيلَ عَنْ بَيْتِ دَاوُدَ، فَمَلَّكُوا يَرُبْعَامَ بْنَ نَبَاطَ، فَأَبْعَدَ يَرُبْعَامُ إِسْرَائِيلَ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ وَجَعَلَهُمْ يُخْطِئُونَ خَطِيَّةً عَظِيمَةً. 22وَسَلَكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي جَمِيعِ خَطَايَا يَرُبْعَامَ الَّتِي عَمِلَ. لَمْ يَحِيدُوا عَنْهَا 23حَتَّى نَحَّى الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَمَامِهِ كَمَا تَكَلَّمَ عَنْ يَدِ جَمِيعِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ، فَسُبِيَ إِسْرَائِيلُ مِنْ أَرْضِهِ إِلَى أَشُّورَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.].
    3ـ ونعلم نحن كمسلمين أن أقواما منهم اختفت لأنّ الله عز وجلّ قد مسخها خلقاً آخر..
    قال تعالى في سورة البقرة :( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ) البقرة : 65- 66
    ويقول سبحانه وتعالى في سورة المائدة :[ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ] المائدة: 60
    ويقول تعالى في سورة الأعراف: ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ * وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ *وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ *) الأعراف 165- 169
    كما أن الله عز وجلّ قد مسخ سبط منهم خلقاً آخر بخلاف القردة والخنازير فلقد روى الأمام احمد في مسنده قال:[ حَدَّثَنَا ‏ ‏يُونُسُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ‏ ‏يَقُولُ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏بِضَبٍّ فَقَالَ اقْلِبُوهُ لِظَهْرِهِ فَقُلِبَ لِظَهْرِهِ ثُمَّ قَالَ اقْلِبُوهُ لِبَطْنِهِ فَقُلِبَ لِبَطْنِهِ فَقَالَ ‏ ‏تَاهَ ‏ ‏سِبْطٌ مِمَّنْ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ ‏ ‏بَنِي إِسْرَائِيلَ ‏ ‏فَإِنْ يَكُ فَهُوَ هَذَا فَإِنْ يَكُ فَهُوَ هَذَا فَإِنْ يَكُ فَهُوَ هَذَا.]. مسند أحمد ،باقي مسند المكثرين ، مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه حديث رقم 10949ولعله بقايا سبط بنيامين كما سنرى بعد حين.
    سيدي يا رسول الله..من أنبأك هذا؟..
    2 – سبط بنيامين
    تم إبادة ذلك السبط فيما يعرف بمعركة جبعة Battle of Gibeah.
    بالعبرية: פלגש בגבעה واليونانية‎: Γαβαά.
    وجبعة اسم عبري גבעה معناه "تل" وهي تل الفول الحالية على بعد 4 أميال شمال القدس(يبوس) شرقي الطريق من القدس(يبوس) إلى نابلس.
    وفي معركة جبعة نشاهد كل أنواع الرذائل المنحطة والتي لا تصدر إلا عن سفلة القوم..
    نشاهد فيها نشر ثقافة الشذوذ والدياثة والسرقة والاغتصاب .


    إن تلك القضية مرتبطة بإدانة سبط بنيامين من شعب إسرائيل، بشكل كامل؛ وذلك بسبب اغتصاب مجموعة من رجال بني بليَّعال زوجة رجل لاوي كان مغترب في أرضهم...حيث كان اللاوي ضيفاً على رجل غريب في جبعة بنيامين فأحاطوا ببيته يريدون معاشرة الرجل اللاوي والذي فدى نفسه منهم بأن أعطاهم زوجته فعاشروها طوال الليل وفي الصباح ماتت المرأة،
    فأخبر اللاوي باقي أسباط بني إسرائيل بما حدث (قضاة 19)؛بعدما قام بتقطيع جثة زوجته اثنتا عشرة قطعة ووزعها عليهم فانزعج باقي الأسباط من حدوث ذلك الأمر؛ فطلبوا من بني بنيامين أن يسلموا لهم رجال بليَّعال الذين اقترفوا ذلك الإثم، فلم يقبلوا (قضاة 20: 13).
    المثير في الأمر أن هؤلاء الرجال كانوا شواذا ويريدون إقامة علاقة مثلية مع الضيف فكيف بهم يتحولون فجأة لممارسة الجنس مع امرأة وهو ما يتنافى مع طبيعتهم المثلية..معنى ذلك أنهم كانوا ثنائي المثلية..
    المهم أن بني إسرائيل سألوا الرب ماذا يفعلون، فدعاهم الرب (يسوع قبل التجسد) لأن يحاربوا سبط بنيامين، وأن يبيدوهم بالكامل عن بكرة أبيهم، وهذا ما فعلوه.
    وبقي من بنيامين فقط 600 رجل قد هربوا من الحرب، فأعفي عنهم.
    وبعدها صدر حكم من الرب(يسوع قبل التجسد) بأن يبيدوا أيضًا أهل يابيش جلعاد، الشعب الذي لم يستجب لنداء الأسباط عندما اجتمعوا في المصفاة، ليسألوا الله ماذا يفعلوا ببنيامين ولما رفض أهل يابيش بالاشتراك في هذه المذبحة أمر الرب(يسوع قبل التجسد) بأن يبادوا جميعاً مع النساء والأطفال، ما عدى 400 عذراء ليعطونهن للبنياميين ؛ ليتزوجْنَ، من الـ 600 رجال الناجين من بنيامين. ...أهل هذا عدل؟..فما هو ذنب اليابيشيين ؟.
    فعلوا ذلك لكي تكون هذه نواة، لإعادة إحياء سبط بنيامين الذي أبيد بسبب عدم خضوعه لدعوتهم بالمشاركة في المذبحة الوحشية.
    فكانت نتيجة تلك الفاجعة، أنه قتل من إسرائيل في ذلك اليوم، أربعين ألف رجل؛ ومن سبط بنيامين أكثر من خمسة وعشرين ألف رجل.
    ولأن الرجال الناجين الـ 600، لا يكفيهم أن يتزوجوا فقط بـ 400 فتاة، فأشير عليهم من قبل قادة جميع الأسباط، أن يخطفوا الراقصات اللواتي يخرجن من شيلوه؛ ليكملوا النقص للـ 200 رجل الباقين، في محاولة منهم لإعادة إحياء سبط بنيامين.
    وأشير عليهم أن يفعلوا هذا، لأن جميع أسباط إسرائيل قد حلفوا أمام الله، بأن لا يعطوا بناتهم لسبط بنيامين (قضاة 21: 1). وهكذا كان خطف الراقصات ليتزوجن الـ 200 رجل الباقين، دون علم آبائهم حتى لا يحنثوا قسم آبائهم بأن لا يزوجوا أي فتاة منهم لرجل بنياميني.

    القصة كما وردت في الكتاب المقدس:
    الإصحاح التاسع عشر
    المغتصبون والنذل والمرأة المظلومة .. ونشر ثقافة الشذوذ

    1 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ حِينَ لَمْ يَكُنْ مَلِكٌ فِي إِسْرَائِيلَ، كَانَ رَجُلٌ لاَوِيٌّ مُتَغَرِّبًا فِي عِقَابِ جَبَلِ أَفْرَايِمَ، فَاتَّخَذَ لَهُ امْرَأَةً سُرِّيَّةً مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا.
    2 فَزَنَتْ عَلَيْهِ سُرِّيَّتُهُ وَذَهَبَتْ مِنْ عِنْدِهِ إِلَى بَيْتِ أَبِيهَا فِي بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا، وَكَانَتْ هُنَاكَ أَيَّامًا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ.
    3 فَقَامَ رَجُلُهَا وَسَارَ وَرَاءَهَا لِيُطَيِّبَ قَلْبَهَا وَيَرُدَّهَا، وَمَعَهُ غُلاَمُهُ وَحِمَارَانِ. فَأَدْخَلَتْهُ بَيْتَ أَبِيهَا. فَلَمَّا رَآهُ أَبُو الْفَتَاةِ فَرِحَ بِلِقَائِهِ.
    4 وَأَمْسَكَهُ حَمُوهُ أَبُو الْفَتَاةِ، فَمَكَثَ مَعَهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَبَاتُوا هُنَاكَ.
    5 وَكَانَ فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ أَنَّهُمْ بَكَّرُوا صَبَاحًا وَقَامَ لِلذَّهَابِ. فَقَالَ أَبُو الْفَتَاةِ لِصِهْرِهِ: «أَسْنِدْ قَلْبَكَ بِكِسْرَةِ خُبْزٍ، وَبَعْدُ تَذْهَبُونَ».
    6 فَجَلَسَا وَأَكَلاَ كِلاَهُمَا مَعًا وَشَرِبَا. وَقَالَ أَبُو الْفَتَاةِ لِلرَّجُلِ: «ارْتَضِ وَبِتْ، وَلْيَطِبْ قَلْبُكَ».
    7 وَلَمَّا قَامَ الرَّجُلُ لِلذَّهَابِ، أَلَحَّ عَلَيْهِ حَمُوهُ فَعَادَ وَبَاتَ هُنَاكَ.
    8 ثُمَّ بَكَّرَ فِي الْغَدِ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسِ لِلذَّهَابِ. فَقَالَ أَبُو الْفَتَاةِ: «أَسْنِدْ قَلْبَكَ، وَتَوَانَوْا حَتَّى يَمِيلَ النَّهَارُ». وَأَكَلاَ كِلاَهُمَا.
    9 ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ لِلذَّهَابِ هُوَ وَسُرِّيَّتُهُ وَغُلاَمُهُ، فَقَالَ لَهُ حَمُوهُ أَبُو الْفَتَاةِ: «إِنَّ النَّهَارَ قَدْ مَالَ إِلَى الْغُرُوبِ. بِيتُوا الآنَ. هُوَذَا آخِرُ النَّهَارِ. بِتْ هُنَا وَلْيَطِبْ قَلْبُكَ، وَغَدًا تُبَكِّرُونَ فِي طَرِيقِكُمْ وَتَذْهَبُ إِلَى خَيْمَتِكَ».
    10 فَلَمْ يُرِدِ الرَّجُلُ أَنْ يَبِيتَ، بَلْ قَامَ وَذَهَبَ وَجَاءَ إِلَى مُقَابِلِ يَبُوسَ، هِيَ أُورُشَلِيمُ، وَمَعَهُ حِمَارَانِ مَشْدُودَانِ وَسُرِّيَّتُهُ مَعَهُ.
    11 وَفِيمَا هُمْ عِنْدَ يَبُوسَ وَالنَّهَارُ قَدِ انْحَدَرَ جِدًّا، قَالَ الْغُلاَمُ لِسَيِّدِهِ: «تَعَالَ نَمِيلُ إِلَى مَدِينَةِ الْيَبُوسِيِّينَ هذِهِ وَنَبِيتُ فِيهَا».
    12 فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: «لاَ نَمِيلُ إِلَى مَدِينَةٍ غَرِيبَةٍ حَيْثُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ هُنَا. نَعْبُرُ إِلَى جِبْعَةَ».
    13 وَقَالَ لِغُلاَمِهِ: «تَعَالَ نَتَقَدَّمُ إِلَى أَحَدِ الأَمَاكِنِ وَنَبِيتُ فِي جِبْعَةَ أَوْ فِي الرَّامَةِ».
    14 فَعَبَرُوا وَذَهَبُوا. وَغَابَتْ لَهُمُ الشَّمْسُ عِنْدَ جِبْعَةَ الَّتِي لِبَنْيَامِينَ.
    15 فَمَالُوا إِلَى هُنَاكَ لِكَيْ يَدْخُلُوا وَيَبِيتُوا فِي جِبْعَةَ. فَدَخَلَ وَجَلَسَ فِي سَاحَةِ الْمَدِينَةِ وَلَمْ يَضُمَّهُمْ أَحَدٌ إِلَى بَيْتِهِ لِلْمَبِيتِ.
    16 وَإِذَا بِرَجُل شَيْخٍ جَاءَ مِنْ شُغْلِهِ مِنَ الْحَقْلِ عِنْدَ الْمَسَاءِ. وَالرَّجُلُ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ، وَهُوَ غَرِيبٌ فِي جِبْعَةَ، وَرِجَالُ الْمَكَانِ بَنْيَامِينِيُّونَ.
    [IMG]file:///C:/Users/Soma/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image008.jpg[/IMG]Judges 19:14-30). This leads to the Battle of Gibeah wherein other tribes of Israel join the Levites to take revenge on the Tribe of Benjamin (Judges 20) which becomes referred to as 'the smallest of all the tribes' due to so many if its tribe dying in battle. Saul, the first king of Israel, descends from the surviving Benjamites.">
    17 فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَرَأَى الرَّجُلَ الْمُسَافِرَ فِي سَاحَةِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ الرَّجُلُ الشَّيْخُ: «إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ؟»
    18 فَقَالَ لَهُ: «نَحْنُ عَابِرُونَ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا إِلَى عِقَابِ جَبَلِ أَفْرَايِمَ. أَنَا مِنْ هُنَاكَ، وَقَدْ ذَهَبْتُ إِلَى بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا، وَأَنَا ذَاهِبٌ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ وَلَيْسَ أَحَدٌ يَضُمُّنِي إِلَى الْبَيْتِ.
    19 وَأَيْضًا عِنْدَنَا تِبْنٌ وَعَلَفٌ لِحَمِيرِنَا، وَأَيْضًا خُبْزٌ وَخَمْرٌ لِي وَلأَمَتِكَ وَلِلْغُلاَمِ الَّذِي مَعَ عَبِيدِكَ. لَيْسَ احْتِيَاجٌ إِلَى شَيْءٍ».
    20 فَقَالَ الرَّجُلُ الشَّيْخُ: «السَّلاَمُ لَكَ. إِنَّمَا كُلُّ احْتِيَاجِكَ عَلَيَّ، وَلكِنْ لاَ تَبِتْ فِي السَّاحَةِ».
    21 وَجَاءَ بِهِ إِلَى بَيْتِهِ، وَعَلَفَ حَمِيرَهُمْ، فَغَسَلُوا أَرْجُلَهُمْ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا.
    22 وَفِيمَا هُمْ يُطَيِّبُونَ قُلُوبَهُمْ، إِذَا بِرِجَالِ الْمَدِينَةِ، رِجَالِ بَنِي بَلِيَّعَالَ، أَحَاطُوا بِالْبَيْتِ قَارِعِينَ الْبَابَ، وَكَلَّمُوا الرَّجُلَ صَاحِبِ الْبَيْتِ الشَّيْخَ قَائِلِينَ: «أَخْرِجِ الرَّجُلَ الَّذِي دَخَلَ بَيْتَكَ فَنَعْرِفَهُ».
    23 فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ الْرَّجُلُ صَاحِبُ الْبَيْتِ وَقَالَ لَهُمْ: «لاَ يَا إِخْوَتِي. لاَ تَفْعَلُوا هذِهِ الْقَبَاحَةَ.
    24 هُوَذَا ابْنَتِي الْعَذْرَاءُ وَسُرِّيَّتُهُ. دَعُونِي أُخْرِجْهُمَا، فَأَذِلُّوهُمَا وَافْعَلُوا بِهِمَا مَا يَحْسُنُ فِي أَعْيُنِكُمْ. وَأَمَّا هذَا الرَّجُلُ فَلاَ تَعْمَلُوا بِهِ هذَا الأَمْرَ الْقَبِيحَ».
    25 فَلَمْ يُرِدِ الرِّجَالُ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ. فَأَمْسَكَ الرَّجُلُ سُرِّيَّتَهُ وَأَخْرَجَهَا إِلَيْهِمْ خَارِجًا، فَعَرَفُوهَا وَتَعَلَّلُوا بِهَا اللَّيْلَ كُلَّهُ إِلَى الصَّبَاحِ. وَعِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ أَطْلَقُوهَا.
    26 فَجَاءَتِ الْمَرْأَةُ عِنْدَ إِقْبَالِ الصَّبَاحِ وَسَقَطَتْ عِنْدَ بَابِ بَيْتِ الرَّجُلِ حَيْثُ سَيِّدُهَا هُنَاكَ إِلَى الضَّوْءِ.
    27 فَقَامَ سَيِّدُهَا فِي الصَّبَاحِ وَفَتَحَ أَبْوَابَ الْبَيْتِ وَخَرَجَ لِلذَّهَابِ فِي طَرِيقِهِ، وَإِذَا بِالْمَرْأَةِ سُرِّيَّتِهِ سَاقِطَةٌ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ، وَيَدَاهَا عَلَى الْعَتَبَةِ.
    28 فَقَالَ لَهَا: «قُومِي نَذْهَبْ». فَلَمْ يَكُنْ مُجِيبٌ. فَأَخَذَهَا عَلَى الْحِمَارِ وَقَامَ الرَّجُلُ وَذَهَبَ إِلَى مَكَانِهِ.

    והנה האשה פלגשו נפלת פתח הביתשופטים י"ט, כ"זאפיפיאנו גאריי
    29 وَدَخَلَ بَيْتَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ وَأَمْسَكَ سُرِّيَّتَهُ وَقَطَّعَهَا مَعَ عِظَامِهَا إِلَى اثْنَتَيْ عَشَرَةَ قِطْعَةً، وَأَرْسَلَهَا إِلَى جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ.
    [IMG]file:///C:/Users/Soma/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image015.jpg[/IMG]
    ויקח את המאכלת ויחזק בפילגשו וינתחה לעצמיה לשנים עשר נתחים וישלחה בכל גבול ישראל – שופטים י"ט, כ"ט – אוטו אליגר
    30 وَكُلُّ مَنْ رَأَى قَالَ: «لَمْ يَكُنْ وَلَمْ يُرَ مِثْلُ هذَا مِنْ يَوْمِ صُعُودِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. تَبَصَّرُوا فِيهِ وَتَشَاوَرُوا وَتَكَلَّمُوا
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  9. #19
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,112
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    11:17 AM

    افتراضي

    يقول وليم باركيلي يقول فى تفسيره .
    ثم نقرأ في الإصحاح التاسع عشر قصة فظيعة يبان منها سوء حالة سبط بنيامين، فإنهم كانوا مفسَدين جميعاً متوغلين بفواحش ممنوع ذكرها نظير أهل سدوم وعمورة الذين أبادهم الرب بالنار والكبريت من السماءِ. إن عبادة الأصنام هي تعدٍّ عَلَى حقوق الرب، والظلم والفساد لنحو الإنسان أيضاً، وكلاهما أي التعدي عَلَى حقوق الله والظلم لنحو الإنسان ضدّ كلمة الله عَلَى حدٍّ سوى، ولكن بني إسرائيل لم يقشعرُّوا من عبادة ميخا كما اقشعروا من ظلم أهل بنيامين لنحو أخيهم الغريب الرجل اللاوي وسريتهِ؛ لأن الإنسان طبعاً يشعر بأن الظلم للبشر محرّم بينما يستخف بالتعدي عَلَى حقوق الله في عبادتهِ، فسمح الرب بحدوث ذلك العمل الفظيع في سبط بنيامين ليوقظ جميع الأسباط من غفلتهم ويبين لهم سوء الحالة التي كانوا قد وصلوا إليها. استعمل الرجل اللاوي المظلوم وسائط غير اعتيادية لا أريد أذكرها بالتفصيل لكي ينبه بها جميع الأسباط ويذكرهم أنهم شعب واحد وأن الظلم الذي صار لواحد منهم كان إهانة للجميع.
    وهنا يحاول المفسر الأبتعاد عن تفاصيل القصة لكي لا يقع في كارثة عندما يفسر مثل هذة الألفاظ التي لا تحمل اي قداسة . سوف يقع فى مشكلة عندما يفسر هذا الجزء القبيح من الكتاب المقدس .. لذلك أبتعد كل البعد عن هذا التفسير وأكتفي بذكر بعض التلميحات التي تعبر عن مرارة هذا المفسر من الأحداث التي وقعت .. وأكتفي بكلمة واحدة ( لا أريد أذكرها بالتفصيل) وبهذا أستطاع المفسر الهروب من هذا النص بطريق أعتقد أنها لائقة .
    ويقول تاردس يعقوب ملطي:
    (.. هذه قصة مُرّة بحق تعلن ما وصل إليه الكل من بشاعة ووحشية!إذ كتب البابا أثناسيوس الرسولي بخصوص المرارة التي حلت بالكنيسة بسبب الأريوسيين في خطاب دوري للأساقفة لم يجد ما يصف به الكنيسة من معاناة فقال أن ما تعانيه الكنيسة أقسى مما عاناه هذا اللاوي من جهة زوجته. وأقسى من كل اضطهاد، فإن اللاوي تضرر في شخص واحد هو زوجته أما ما فعله أريوس فأساء إلى إيمان الكنيسة كلها).
    والسؤال كيف يعرض الكتاب المقدَّس قصة سيئة مثل عاهرة الكاهن واغتصابها وتقطيعها (قض 19)؟
    يقول "جوناثان كيرتش": "رواية شمشون ودليلة من الصعب أن تكون الأكثر شناعة في القصص الوحشية التي نجدها في سفر القضاة، الدائرة المتصاعدة للإثم والفضيحة التي تبلغ ذروة دامية من الاغتصاب الجماعي والجريمة الجماعية في قصة المسافر اللاوي وسريته".
    ويقول "ليوتاكسل": "يقول "بولينجبروك".. {ولكن ما الذي نستطيع قوله عن أهالي جبعة وهم أكثر إثارة للاشمئزاز من الكلاب وقت السعار؟ والآن حق لنا أن نتساءل: هل يمكننا أن نصادف في غير الكتاب الذي ينسب إلى "روح القدس" صورة أشد كراهية من الذي وقع بهذا اللاوي الذي يُرجَح أن يكون غبار الطريق قد غطى لحيته الكهنوتية وزادها قزارة، وعلى ذلك أثار شهوة رجال مدينة جبعة كلهم؟.
    ويتابع " بولينجبروك " قائلًا {في قصص التاريخ القديم كلها لا تقع على ما هو أكثر قباحة من هذا العفن، فالملاكان اللذان جاءا إلى سدوم كانا شابين نضرين مقدَّسين بل وربما فاتنين أيضًا كما هو حال الملائكة كلهم، وهو أمر من شأنه إثارة شهوة أهل سدوم، أما أهل جبعة فقد بلغوا الدرك الأسفل من العهر".


    يقول القمص تادرس يعقوب تعقيباً على تلك القصة الشنيعة:
    فهذه القصة (سرية اللاوي) من أشنع القصص الحقيقية التي حدثت في تاريخ بني إسرائيل، وأظهرت مدى الفساد الأدبي والانحطاط الخلقي الذي وصل إليه هذا الشعب، فلم يكتفوا بإهمال الغريب ولم يأووه، إنما تطاولوا عليه متخلين عن إنسانيتهم وهبطوا إلى رتبة الحيوان وأكثر، وعندما طالب بنو إسرائيل سبط بنيامين بتسليم هؤلاء المجرمين، رفض البنيامنيون وخرجوا لمحاربة بني إسرائيل، وهاجم النُقَّاد الكتاب المقدَّس وكأنه هو السبب والدافع لهذه القصة، وكأنه هو الذي نسج تفصيلاتها الكريهة، وتغافلوا تمامًا عن الذي صنع هذه القصة هو الإنسان الذي أُصيب بعمي البصيرة من جراء إهمال الشريعة الإلهيَّة، فليس المسئول عن هذه القصة الكتاب المقدَّس لأنه لم يصنعها ولم يوصي بمثل هذا الانحطاط الفاسد، إنما الكتاب ذكرها كإدانة لها وتشهير بها، وأظهر مدى فسادها ورائحتها النتنة، وذلك بهدف تحذير وإنذار البشرية على مرَّ السنين والأيام، فهذه الحادثة القذرة قد تسببت في فناء سبط بالكامل باستثناء ستمائة رجل فقط.
    سفر القضاة 20
    1 وَرِجَالُ إِسْرَائِيلَ حَلَفُوا فِي الْمِصْفَاةِ قَائِلِينَ: «لاَ يُسَلِّمْ أَحَدٌ مِنَّا ابْنَتَهُ لِبَنْيَامِينَ امْرَأَةً».
    2 وَجَاءَ الشَّعْبُ إِلَى بَيْتِ إِيلَ وَأَقَامُوا هُنَاكَ إِلَى الْمَسَاءِ أَمَامَ اللهِ، وَرَفَعُوا صَوْتَهُمْ وَبَكَوْا بُكَاءً عَظِيمًا.
    3 وَقَالُوا: «لِمَاذَا يَا رَبُّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ حَدَثَتْ هذِهِ فِي إِسْرَائِيلَ، حَتَّى يُفْقَدَ الْيَوْمَ مِنْ إِسْرَائِيلَ سِبْطٌ؟»
    4 وَفِي الْغَدِ بَكَّرَ الشَّعْبُ وَبَنَوْا هُنَاكَ مَذْبَحًا، وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ.
    5 وَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ: «مَنْ هُوَ الَّذِي لَمْ يَصْعَدْ فِي الْمَجْمَعِ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ؟» لأَنَّهُ صَارَ الْحَلْفُ الْعَظِيمُ عَلَى الَّذِي لَمْ يَصْعَدْ إِلَى الرَّبِّ إِلَى الْمِصْفَاةِ قَائِلاً: «يُمَاتُ مَوْتًا».
    6 وَنَدِمَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى بَنْيَامِينَ أَخِيهِمْ وَقَالُوا: «قَدِ انْقَطَعَ الْيَوْمَ سِبْطٌ وَاحِدٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ.
    7 مَاذَا نَعْمَلُ لِلْبَاقِينَ مِنْهُمْ فِي أَمْرِ النِّسَاءِ، وَقَدْ حَلَفْنَا نَحْنُ بِالرَّبِّ أَنْ لاَ نُعْطِيَهُمْ مِنْ بَنَاتِنَا نِسَاءً؟»
    8 وَقَالُوا: «أَيُّ سِبْطٍ مِنْ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَصْعَدْ إِلَى الرَّبِّ إِلَى الْمِصْفَاةِ؟». وَهُوَذَا لَمْ يَأْتِ إِلَى الْمَحَلَّةِ رَجُلٌ مِنْ يَابِيشِ جِلْعَادَ إِلَى الْمَجْمَعِ.
    9 فَعُدَّ الشَّعْبُ فَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ رَجُلٌ مِنْ سُكَّانِ يَابِيشِ جِلْعَادَ.
    10فَأَرْسَلَتِ الْجَمَاعَةُ إِلَى هُنَاكَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُل مِنْ بَنِي الْبَأْسِ، وَأَوْصَوْهُمْ قَائِلِينَ: «اذْهَبُوا وَاضْرِبُوا سُكَّانَ يَابِيشِ جِلْعَادَ بِحَدِّ السَّيْفِ مَعَ النِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ.
    11 وَهذَا مَا تَعْمَلُونَهُ: تُحَرِّمُونَ كُلَّ ذَكَرٍ وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتِ اضْطِجَاعَ ذَكَرٍ».
    12 فَوَجَدُوا مِنْ سُكَّانِ يَابِيشِ جِلْعَادَ أَرْبَعَ مِئَةِ فَتَاةٍ عَذَارَى لَمْ يَعْرِفْنَ رَجُلاً بِالاِضْطِجَاعِ مَعَ ذَكَرٍ، وَجَاءُوا بِهِنَّ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى شِيلُوهَ الَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.
    13 وَأَرْسَلَتِ الْجَمَاعَةُ كُلُّهَا وَكَلَّمَتْ بَنِي بَنْيَامِينَ الَّذِينَ فِي صَخْرَةِ رِمُّونَ وَاسْتَدْعَتْهُمْ إِلَى الصُّلْحِ.
    14 فَرَجَعَ بَنْيَامِينُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ، فَأَعْطَوْهُمْ النِّسَاءَ اللَّوَاتِي اسْتَحْيَوْهُنَّ مِنْ نِسَاءِ يَابِيشِ جِلْعَادَ. وَلَمْ يَكْفُوهُمْ هكَذَا.
    15 وَنَدِمَ الشَّعْبُ مِنْ أَجْلِ بَنْيَامِينَ، لأَنَّ الرَّبَّ جَعَلَ شَقًّا فِي أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ.
    16 فَقَالَ شُيُوخُ الْجَمَاعَةِ: «مَاذَا نَصْنَعُ بِالْبَاقِينَ فِي أَمْرِ النِّسَاءِ، لأَنَّهُ قَدِ انْقَطَعَتِ النِّسَاءُ مِنْ بَنْيَامِينَ؟»
    17 وَقَالُوا: «مِيرَاثُ نَجَاةٍ لِبَنْيَامِينَ، وَلاَ يُمْحَى سِبْطٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ.
    18 وَنَحْنُ لاَ نَقْدِرُ أَنْ نُعْطِيَهُمْ نِسَاءً مِنْ بَنَاتِنَا، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَلَفُوا قَائِلِينَ: مَلْعُونٌ مَنْ أَعْطَى امْرَأَةً لِبَنْيَامِينَ» .
    19 ثُمَّ قَالُوا: «هُوَذَا عِيدُ الرَّبِّ فِي شِيلُوهَ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ شِمَالِيَّ بَيْتِ إِيلَ، شَرْقِيَّ الطَّرِيقِ الصَّاعِدَةِ مِنْ بَيْتِ إِيلَ إِلَى شَكِيمَ وَجَنُوبِيَّ لَبُونَةَ».
    20 وَأَوْصَوْا بَنِي بَنْيَامِينَ قَائِلِينَ: «امْضُوا وَاكْمِنُوا فِي الْكُرُومِ.
    21 وَانْظُرُوا. فَإِذَا خَرَجَتْ بَنَاتُ شِيلُوهَ لِيَدُرْنَ فِي الرَّقْصِ، فَاخْرُجُوا أَنْتُمْ مِنَ الْكُرُومِ وَاخْطِفُوا لأَنْفُسِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ مِنْ بَنَاتِ شِيلُوهَ، وَاذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ بَنْيَامِينَ.
    22 فَإِذَا جَاءَ آبَاؤُهُنَّ أَوْ إِخْوَتُهُنَّ لِكَيْ يَشْكُوا إِلَيْنَا، نَقُولُ لَهُمْ: تَرَاءَفُوا عَلَيْهِمْ لأَجْلِنَا، لأَنَّنَا لَمْ نَأْخُذْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ فِي الْحَرْبِ، لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ لَمْ تُعْطُوهُمْ فِي الْوَقْتِ حَتَّى تَكُونُوا قَدْ أَثِمْتُمْ».
    23 فَفَعَلَ هكَذَا بَنُو بَنْيَامِينَ، وَاتَّخَذُوا نِسَاءً حَسَبَ عَدَدِهِمْ مِنَ الرَّاقِصَاتِ اللَّوَاتِي اخْتَطَفُوهُنَّ، وَذَهَبُوا وَرَجَعُوا إِلَى مُلْكِهِمْ وَبَنَوْا الْمُدُنَ وَسَكَنُوا بِهَا.
    24 فَسَارَ مِنْ هُنَاكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى سِبْطِهِ وَعَشِيرَتِهِ، وَخَرَجُوا مِنْ هُنَاكَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مُلْكِهِ.
    25 فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمْ يَكُنْ مَلِكٌ فِي إِسْرَائِيلَ. كُلُّ وَاحِدٍ عَمِلَ مَا حَسُنَ فِي عَيْنَيْهِ.

    سفر القضاة 21
    1 فَخَرَجَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَاجْتَمَعَتِ الْجَمَاعَةُ كَرَجُل وَاحِدٍ، مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ مَعَ أَرْضِ جِلْعَادَ، إِلَى الرَّبِّ فِي الْمِصْفَاةِ.
    2 وَوَقَفَ وُجُوهُ جَمِيعِ الشَّعْبِ، جَمِيعُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ فِي مَجْمَعِ شَعْبِ اللهِ، أَرْبَعُ مِئَةِ أَلْفِ رَاجِل مُخْتَرِطِي السَّيْفِ.
    3 فَسَمِعَ بَنُو بَنْيَامِينَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ صَعِدُوا إِلَى الْمِصْفَاةِ. وَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ: «تَكَلَّمُوا، كَيْفَ كَانَتْ هذِهِ الْقَبَاحَةُ؟»
    4 فَأَجَابَ الرَّجُلُ اللاَّوِيُّ بَعْلُ الْمَرْأَةِ الْمَقْتُولَةِ وَقَالَ: «دَخَلْتُ أَنَا وَسُرِّيَّتِي إِلَى جِبْعَةَ الَّتِي لِبَنْيَامِينَ لِنَبِيتَ.
    5 فَقَامَ عَلَيَّ أَصْحَابُ جِبْعَةَ وَأَحَاطُوا عَلَيَّ بِالْبَيْتِ لَيْلاً وَهَمُّوا بِقَتْلِي، وَأَذَلُّوا سُرِّيَّتِي حَتَّى مَاتَتْ.
    6 فَأَمْسَكْتُ سُرِّيَّتِي وَقَطَّعْتُهَا وَأَرْسَلْتُهَا إِلَى جَمِيعِ حُقُولِ مُلْكِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُمْ فَعَلُوا رَذَالَةً وَقَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ.
    7 هُوَذَا كُلُّكُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ. هَاتُوا حُكْمَكُمْ وَرَأْيَكُمْ ههُنَا» .
    8 فَقَامَ جَمِيعُ الشَّعْبِ كَرَجُل وَاحِدٍ وَقَالُوا: «لاَ يَذْهَبُ أَحَدٌ مِنَّا إِلَى خَيْمَتِهِ وَلاَ يَمِيلُ أَحَدٌ إِلَى بَيْتِهِ.
    9 وَالآنَ هذَا هُوَ الأَمْرُ الَّذِي نَعْمَلُهُ بِجِبْعَةَ. عَلَيْهَا بِالْقُرْعَةِ.
    10 فَنَأْخُذُ عَشَرَةَ رِجَال مِنَ الْمِئَةِ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ، وَمِئَةً مِنَ الأَلْفِ، وَأَلْفًا مِنَ الرِّبْوَةِ، لأَجْلِ أَخْذِ زَادٍ لِلشَّعْبِ لِيَفْعَلُوا عِنْدَ دُخُولِهِمْ جِبْعَةَ بِبَنْيَامِينَ حَسَبَ كُلِّ الْقَبَاحَةِ الَّتِي فَعَلَتْ بِإِسْرَائِيلَ».
    11 فَاجْتَمَعَ جَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ عَلَى الْمَدِينَةِ مُتَّحِدِينَ كَرَجُل وَاحِدٍ.
    12 وَأَرْسَلَ أَسْبَاطُ إِسْرَائِيلَ رِجَالاً إِلَى جَمِيعِ أَسْبَاطِ بَنْيَامِينَ قَائِلِينَ: «مَا هذَا الشَّرُّ الَّذِي صَارَ فِيكُمْ؟
    13 فَالآنَ سَلِّمُوا الْقَوْمَ بَنِي بَلِيَّعَالَ الَّذِينَ فِي جِبْعَةَ لِكَيْ نَقْتُلَهُمْ وَنَنْزِعَ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ». فَلَمْ يُرِدْ بَنُو بَنْيَامِينَ أَنْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ إِخْوَتِهِمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
    14 فَاجْتَمَعَ بَنُو بَنْيَامِينَ مِنَ الْمُدُنِ إِلَى جِبْعَةَ لِكَيْ يَخْرُجُوا لِمُحَارَبَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
    15 وَعُدَّ بَنُو بَنْيَامِينَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْمُدُنِ سِتَّةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُل مُخْتَرِطِي السَّيْفِ، مَا عَدَا سُكَّانَ جِبْعَةَ الَّذِينَ عُدُّوا سَبْعَ مِئَةِ رَجُل مُنْتَخَبِينَ.
    16 مِنْ جَمِيعِ هذَا الشَّعْبِ سَبْعُ مِئَةِ رَجُل مُنْتَخَبُونَ عُسْرٌ. كُلُّ هؤُلاَءِ يَرْمُونَ الْحَجَرَ بِالْمِقْلاَعِ عَلَى الشَّعْرَةِ وَلاَ يُخْطِئُونَ.
    17 وَعُدَّ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ، مَا عَدَا بَنْيَامِينَ، أَرْبَعَ مِئَةِ أَلْفِ رَجُل مُخْتَرِطِي السَّيْفِ. كُلُّ هؤُلاَءِ رِجَالُ حَرْبٍ.
    18 فَقَامُوا وَصَعِدُوا إِلَى بَيْتِ إِيلَ وَسَأَلُوا اللهَ وَقَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ: «مَنْ يَصْعَدُ مِنَّا أَوَّلاً لِمُحَارَبَةِ بَنِي بَنْيَامِينَ؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «يَهُوذَا أَوَّلاً».
    19 فَقَامَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي الصَّبَاحِ وَنَزَلُوا عَلَى جِبْعَةَ.
    20 وَخَرَجَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ لِمُحَارَبَةِ بَنْيَامِينَ، وَصَفَّ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ أَنْفُسَهُمْ لِلْحَرْبِ عِنْدَ جِبْعَةَ.
    21 فَخَرَجَ بَنُو بَنْيَامِينَ مِنْ جِبْعَةَ وَأَهْلَكُوا مِنْ إِسْرَائِيلَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُل إِلَى الأَرْضِ.
    22 وَتَشَدَّدَ الشَّعْبُ، رِجَالُ إِسْرَائِيلَ، وَعَادُوا فَاصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ فِي الْمَكَانِ الَّذِي اصْطَفُّوا فِيهِ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ.
    23 ثُمَّ صَعِدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَبَكَوْا أَمَامَ الرَّبِّ إِلَى الْمَسَاءِ، وَسَأَلُوا الرَّبَّ قَائِلِينَ: «هَلْ أَعُودُ أَتَقَدَّمُ لِمُحَارَبَةِ بَنِي بَنْيَامِينَ أَخِي؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «اصْعَدُوا إِلَيْهِ».
    24 فَتَقَدَّمَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى بَنِي بَنْيَامِينَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي،25 فَخَرَجَ بَنْيَامِينُ لِلِقَائِهِمْ مِنْ جِبْعَةَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي، وَأَهْلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَيْضًا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ رَجُل إِلَى الأَرْضِ. كُلُّ هؤُلاَءِ مُخْتَرِطُو السَّيْفِ.
    26فَصَعِدَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكُلُّ الشَّعْبِ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ إِيلَ وَبَكَوْا وَجَلَسُوا هُنَاكَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَصَامُوا ذلِكَ الْيَوْمَ إِلَى الْمَسَاءِ، وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ أَمَامَ الرَّبِّ.
    27 وَسَأَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الرَّبَّ، وَهُنَاكَ تَابُوتُ عَهْدِ اللهِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ.
    28 وَفِينَحَاسُ بْنُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ وَاقِفٌ أَمَامَهُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، قَائِلِينَ: «أَأَعُودُ أَيْضًا لِلْخُرُوجِ لِمُحَارَبَةِ بَنِي بَنْيَامِينَ أَخِي أَمْ أَكُفُّ؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «اصْعَدُوا، لأَنِّي غَدًا أَدْفَعُهُمْ لِيَدِكَ».
    29 وَوَضَعَ إِسْرَائِيلُ كَمِينًا عَلَى جِبْعَةَ مُحِيطًا.
    30 وَصَعِدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى بَنِي بَنْيَامِينَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَاصْطَفُّوا عِنْدَ جِبْعَةَ كَالْمَرَّةِ الأُولَى وَالثَّانِيَةِ.
    31 فَخَرَجَ بَنُو بَنْيَامِينَ لِلِقَاءِ الشَّعْبِ وَانْجَذَبُوا عَنِ الْمَدِينَةِ، وَأَخَذُوا يَضْرِبُونَ مِنَ الشَّعْبِ قَتْلَى كَالْمَرَّةِ الأُولَى وَالثَّانِيَةِ فِي السِّكَكِ الَّتِي إِحْدَاهَا تَصْعَدُ إِلَى بَيْتِ إِيلَ، وَالأُخْرَى إِلَى جِبْعَةَ فِي الْحَقْلِ، نَحْوَ ثَلاَثِينَ رَجُلاً مِنْ إِسْرَائِيلَ.
    32 وَقَالَ بَنُو بَنْيَامِينَ: «إِنَّهُمْ مُنْهَزِمُونَ أَمَامَنَا كَمَا فِي الأَوَّلِ». وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَقَالُوا: «لِنَهْرُبْ وَنَجْذِبْهُمْ عَنِ الْمَدِينَةِ إِلَى السِّكَكِ».
    33 وَقَامَ جَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَمَاكِنِهِمْ وَاصْطَفُّوا فِي بَعْلِ تَامَارَ، وَثَارَ كَمِينُ إِسْرَائِيلَ مِنْ مَكَانِهِ مِنْ عَرَاءِ جِبْعَةَ.
    24 وَجَاءَ مِنْ مُقَابِلِ جِبْعَةَ عَشَرَةُ آلاَفِ رَجُل مُنْتَخَبُونَ مِنْ كُلِّ إِسْرَائِيلَ، وَكَانَتِ الْحَرْبُ شَدِيدَةً، وَهُمْ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الشَّرَّ قَدْ مَسَّهُمْ.
    35 فَضَرَبَ الرَّبُّ بَنْيَامِينَ أَمَامَ إِسْرَائِيلَ، وَأَهْلَكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ بَنْيَامِينَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُل وَمِئَةَ رَجُل. كُلُّ هؤُلاَءِ مُخْتَرِطُو السَّيْفِ.
    36 وَرَأَى بَنُو بَنْيَامِينَ أَنَّهُمْ قَدِ انْكَسَرُوا. وَأَعْطَى رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مَكَانًا لِبَنْيَامِينَ لأَنَّهُمُ اتَّكَلُوا عَلَى الْكَمِينِ الَّذِي وَضَعُوهُ عَلَى جِبْعَةَ.
    37 فَأَسْرَعَ الْكَمِينُ وَاقْتَحَمُوا جِبْعَةَ، وَزَحَفَ الْكَمِينُ وَضَرَبَ الْمَدِينَةَ كُلَّهَا بِحَدِّ السَّيْفِ.
    38 وَكَانَ الْمِيعَادُ بَيْنَ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ وَبَيْنَ الْكَمِينِ، إِصْعَادَهُمْ بِكَثْرَةٍ، عَلاَمَةَ الدُّخَانِ مِنَ الْمَدِينَةِ.
    39 وَلَمَّا انْقَلَبَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ فِي الْحَرْبِ ابْتَدَأَ بَنْيَامِينُ يَضْرِبُونَ قَتْلَى مِنْ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ نَحْوَ ثَلاَثِينَ رَجُلاً، لأَنَّهُمْ قَالُوا: «إِنَّمَا هُمْ مُنْهَزِمُونَ مِنْ أَمَامِنَا كَالْحَرْبِ الأُولَى».
    40 وَلَمَّا ابْتَدَأَتِ الْعَلاَمَةُ تَصْعَدُ مِنَ الْمَدِينَةِ، عَمُودَ دُخَانٍ، الْتَفَتَ بَنْيَامِينُ إِلَى وَرَائِهِ وَإِذَا بِالْمَدِينَةِ كُلِّهَا تَصْعَدُ نَحْوَ السَّمَاءِ.
    41 وَرَجَعَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ وَهَرَبَ رِجَالُ بَنْيَامِينَ بِرَعْدَةٍ، لأَنَّهُمْ رَأَوْا أَنَّ الشَّرَّ قَدْ مَسَّهُمْ.
    42 وَرَجَعُوا أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي طَرِيقِ الْبَرِّيَّةِ، وَلكِنَّ الْقِتَالَ أَدْرَكَهُمْ، وَالَّذِينَ مِنَ الْمُدُنِ أَهْلَكُوهُمْ فِي وَسَطِهِمْ.
    43 فَحَاوَطُوا بَنْيَامِينَ وَطَارَدُوهُمْ بِسُهُولَةٍ، وَأَدْرَكُوهُمْ مُقَابَلَ جِبْعَةَ لِجِهَةِ شُرُوقِ الشَّمْسِ.
    44 فَسَقَطَ مِنْ بَنْيَامِينَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ رَجُل، جَمِيعُ هؤُلاَءِ ذَوُو بَأْسٍ.
    45 فَدَارُوا وَهَرَبُوا إِلَى الْبَرِّيَّةِ إِلَى صَخْرَةِ رِمُّونَ. فَالْتَقَطُوا مِنْهُمْ فِي السِّكَكِ خَمْسَةَ آلاَفِ رَجُل، وَشَدُّوا وَرَاءَهُمْ إِلَى جِدْعُومَ، وَقَتَلُوا مِنْهُمْ أَلْفَيْ رَجُل.
    46 وَكَانَ جَمِيعُ السَّاقِطِينَ مِنْ بَنْيَامِينَ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُل مُخْتَرِطِي السَّيْفِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ. جَمِيعُ هؤُلاَءِ ذَوُو بَأْسٍ.
    47 وَدَارَ وَهَرَبَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ إِلَى صَخْرَةِ رِمُّونَ سِتُّ مِئَةِ رَجُل، وَأَقَامُوا فِي صَخْرَةِ رِمُّونَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ.
    48 وَرَجَعَ رِجَالُ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى بَنِي بَنْيَامِينَ وَضَرَبُوهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ مِنَ الْمَدِينَةِ بِأَسْرِهَا، حَتَّى الْبَهَائِمَ، حَتَّى كُلَّ مَا وُجِدَ. وَأَيْضًا جَمِيعُ الْمُدُنِ الَّتِي وُجِدَتْ أَحْرَقُوهَا بِالنَّارِ.



    ap of Jebus and Gibeah; Jebus would later become the city of Jerusalem
    وفي سفر التثنية 20/10-18 (وحين تتقدمون لمحاربة مدينة فادعوها للصلح أولا، فإن أجابتكم إلى الصلح واستسلمت لكم، فكل الشعب الساكن فيها يصبح عبيداً لكم، وإن أبت الصلح وحاربتكم فحاصروها. فإذا أسقطها الرب إلهكم في أيديكم، فاقتلوا جميع ذكورها بحد السيف.
    وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة من أسلاب فاغنموها لأنفسكم، وتمتعوا بغنائم أعدائكم التي وهبها الرب إلهكم لكم. هكذا تفعلون بكل المدن النائية عنكم التي ليست من مدن الأمم القاطنة هنا. أما مدن الشعوب التي يهبها الرب إلهكم لكم ميراثاً فلا تستبقوا فيها نسمة حية، بل دمروها عن بكرة أبيها، كمدن الحثيين والآموريين والكنعانيين والفرزيين والحيويون واليبوسيون… ولكن هذا ما تفعلونه بهم: اهدموا مذابحهم، وحطموا أصنامهم، وقطعوا سواريهم وأحرقوا تماثيلهم.
    وقد قدر العلامة رحمة الله الهندي في كتابه (إظهار الحق) أهل هذه القبائل بما يزيد على المليون والنصف، بناء على الإحصاءات الواردة في العهد القديم.
    ومما لا يخفى أن العهد القديم يقدسه اليهود والنصارى معاً، وفيه عشرات الوقائع المشابهة لما ذكرنا.
    وعليه، فلا مجال لاعتراضهم على ما جاءت به شريعة الإسلام من قتل الكافرين المعاندين وناقضي العهود، مع امتياز هذه الشريعة السمحة بالكف عن قتل النساء والصبيان والرهبان، ومن لا قدرة له على القتال، ولا رأي له فيه.
    لذلك حينما نتناول حدثا ما من الأحداث بمعزل عن البيئة التي أدت لظهوره والظروف المحيطة به والملابسات التي رافقته فإننا نكون بذلك غير منصفين..
    والله ولي التوفيق.
    زهدي جمال الدين محمد.
    21 مارس 2018 - الاسكندرية
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  10. #20
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,112
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    11:17 AM

    افتراضي

    التعديل الأخير تم بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد ; 07-04-2018 الساعة 09:13 PM
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تعالوا نتعرف على حقائق عرش إبليس, وأول الحروب في التاريخ..
    بواسطة ابوغسان في المنتدى الأدب والشعر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-12-2011, 07:23 PM
  2. انتشار الإسلام بالسيف أكذوبة تدحضها حقائق التاريخ
    بواسطة نعيم الزايدي في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-01-2011, 02:51 PM
  3. الهوية المصرية .. بين حقائق التاريخ ومغالطات توماس
    بواسطة دفاع في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-08-2008, 08:31 PM
  4. بنيامين يخرج من مخبائه
    بواسطة صفى الدين في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 16-05-2007, 12:19 AM
  5. امسك .......... بنيامين بين منكبي الرب!!!!!!!!!!!!!!
    بواسطة Habeebabdelmalek في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-11-2005, 06:11 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط بنيامين المفقود..

حقائق التاريخ المطموسة بين بني قريظة وسبط  بنيامين المفقود..