ما هي حقيقية توحيد الحاكمية؟

نبذة تاريخية وواقعية عن توحيد الحاكمية:

إنّ عن الحديث هذا التوحيد لم يكن بارزًا ومشهورًا في القرون الأولى بهذه الهيئة الحالية...بل لم يكن ليُشهر إلا في عصرنا الحديث... فلم يكن يتخيل قديمًا أن خليفة أو حاكمًا حكم بغير ما أنزل الله ....لذا لم تطل الأبحاث أو الكلمات... ولم يكن ظاهرًا بهذا الاسم أو كان قسمًا من أقسام التوحيد الأولية ...
فتوحيد الحاكمية كان داخلًا تحت توحيد الإلوهية والربوبية والأسماء والصفات ويرى اليوم كثيرٌ من العلماء بأن لا يصح إضافة (توحيد الحاكمية ) كقسم رابع إلى أقسام التوحيد؛ إذّ أنه موجود بالفعل في داخل توحيد الإلوهية، والربوبية والأسماء والصفات.
فإذا عُبِد اللهُ أتُبِعَ حكمه وتشريعه، وإذا دبر أمر عباده وجب عليهم الامتثال لحكمه وتشريعه... ومن أسمائه التي ذُكرت في القرآن الكريم الحَكَم، والحاكم، والحكيم، فلا يوجد داع لإفراده بالكلية...
وقد اشتهر في عصرنا أنّ أكثر من يتحدثون عنه، ويطيلون النفس حوله، هم من التكفيريين، والخوارج، والجماعات الإرهابية...
والحق أنّ استخدام مبدأ توحيد الحاكمية لم يكن وليد عصرنا ...بل له أساس من الماضي .... فقد استُخدم لأول مرة في معركة صفين، والتي دارت بين علي ومعاوية ؛ فلما آلت دفة المعركة لصالح علي، فإذا بجند معاوية يرفعون المصاحف على الرماح طالبين تحكيم كتاب الله بينهم ووقف القتال....
بينما رأى علي أن هذا قد يكون من قبيل الخدعة، وكسب الوقت لصالحهم، وإعادة ترتيب خطتهم وصفوفهم ... لكنّ المناصرين لمبدأ وفكرة الاحتكام لكتاب الله أجبروا عليًّا أن يختار بين قبول التحكيم وبين قتاله هو إذ أنه إذا رفض الاحتكام لكتاب الله صار كافرا... فما كان من علي إلا أن قال:"هذا كتاب الله بين دفتي المصحف صامت لا ينطق ولكن يتكلم به الرجال".
قصد علي أن القرآن يخضع لتفسيرات المسلمين وهي مختلفة، وقد رفع الوحي برفع النبي محمد إلى جوار ربه وهو حكم حق... فلا داع لهذه الإحداثية...
ومن هنا ظهر قوم سموا بالخوارج؛ خرجوا من جيش علي فقط؛ اعترضوا على ما كان من واقعة التحكيم بين علي ومعاوية....
فكانت هذه هي أول واقعة في التاريخ الإسلامي دخل فيها مبدأ التحكيم أو الحاكمية ....

وبعد زمان بعيد تكلم بتفصيل وتأصيل الأستاذ الباكستاني/ أبو الأعلى المودودي فكتب ما بين عامي 1937 - 1941م فكره السياسي، وتوسع في البحث عن الحاكمية ، وذلك لأن الحاكمية كنت بيد الاحتلال الإنجليزي للهند وهو حكم بشري جاهلي، من سلطة كافرة أحكامها كفرية ...
وقد صرح أبو الأعلى المودودي بكفره هذه الحاكمية البشرية، ودعا إلى الحاكمية الإلهية....مدونًا ذلك في كتابه:" تدوين الدستور الإسلامي" وذلك بعد تقسيم الهند وسكنه في لاهور بباكستان....عا الى الحاكمية الالهية....مدونا ذلك فيي يدخل فيها مبدأ التحكيم أو الحاكمية ..

ثم انتقلت مبادئ وأفكار أبي الأعلى المودودي إلى العرب فقد أخذ منه إلى العربية الأستاذ /سيد قطب متأثرًا بفكره فقام بنقله والإضافة عليه قليلًا في مقالاته بمجلة الإخوان المسلمين، وكتبه أهمها بوضوح في كتابه": معالم في الطريق" ووضعت متفرقة في تفسيره "في ظلال القرآن" ...ثم كتب أخوه/ محمد قطب ، وآخرون من بعدهم أشهرهم/ أبو محمد المقدسي...

وكانت كتاباتهم قد نالت جذبا وتركا بين أهل الفكر؛ منهم من رأي عقيدة صافية، ومنهم من رأي عقيدة تكفيرية...
وكان من علماء السلفية من يرونه قسمًا رابعًا من أقسام التوحيد نظرًا للحاجة إليه بعد شيوع دساتير وضعية، تحمل قوانين أجنبية.... وبرلمانات حزبية وسياسية قائمة على تشريعات إنسانية... وكذلك انتشار مقولة " الحكم للشعب" وهذا يقتضي رفض بأحكام الله التشريعية...!
ويبدو أنّ الاحتلال الأجنبي، وسقوط الخلافة العثمانية، ومن قبله ضعفها بين الإمبراطوريات...كان له دخل كبير أدى إلى هذا التدهور والتدني في الأخلاقيات، وتطور الخيانات، والتأسي بالغرب في المعاملات، وحروب أهلية وعرقية، ونزاعات قومية ، والانبهار بالامبريالية العالمية .....
واليوم نحن بحاجة إلى إعادة الدراسة لمبدأ الحاكمية بشكل معتدل ومنصف مراعين في ذلك فقه الواقع، والمصالح المرسلة، ومراعاة حالات الأمية الفكرية...


تعريف توحيد الحاكمية:

توحيد الحاكمية :هو إفراد الله وحده في الحكم والتشريع للإنسان، فلا يشاركه أحدٌ في حكمه وتشريعه؛ لأن الله هو الحكم العدل ...فكما أنه لا شريك له في العبادة، ولا شريك له في الملك وتدبير أمور الخلق، فلا يشريه أحدٌ في الحكم والتشريع، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير...؟!
كما أنّ من أسماء الله I التي ذُكرت في القرآن الكريم؛ الحَكَم، والحاكم، والحكيم... فالله يحكم على عباده في الدنيا والآخرة بحكمه الحكيم، فله وحده الحكم الكوني، وله وحده الحكم الشرعي...بما يراه وحده؛ فله مطلق الحرية...
فهو عالم بما ينفعنا أكثر من أنفسنا، ولو عشنا قرونا فوق قرون، ودرسنا كامل الكرة الأرضية..!


الأدلة على توحيد الحاكمية:

جاءت أدلة من القرآن والسنة تدعوا إلى توحيد الحاكمية لصالح الإنسانية:

أولًا: من القرآن الكريم:

1- قولهI :" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) " (النساء).
2-قولهI :" فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) " (النساء).

3-قولهI :" إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) " (النساء).
4-قولهI :" إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1) " (المائدة).

5-قولهI :" إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) " (الأنعام).
6-قولهI :" إنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40) " (يوسف).
7-قولهI :" وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) " (المائدة).
8-قولهI :" وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) " (المائدة).
9-قولهI :" وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) " (المائدة).
10قولهI :" أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) " (المائدة).
11-قولهI :" وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121) " (الأنعام).

12-قولهI :" وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41) " (الرعد).
13-قولهI :" وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70) " (القصص).
14-قولهI :" وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) " (الكهف) .
15-قولهI :" وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88) " (القصص).

16-قولهI :" وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10)"(الشورى).

17- قولهI :" وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36)"(الأحزاب).

ثانيًا: أدلة من السنة:
أكتفي بذكر حديثين يخدمان القضية:
الأول:سنن النسائي برقم 5292 قَالَ النبي محمدr :" إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ ".
قال الشيخ الألباني: ( صحيح ) انظر حديث رقم 1845 في صحيح الجامع.

الثاني : صحيح البخاري برقم 1365 عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْيَمَنِ قَالَ إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ".
الواضح من أدلة القرآن الكريم والسنة أنَّ الحكم لله يحكم ما يريد...وحكمه هو مصدر حياة للإنسان ...وحكمه حق وهو خير الحاكمين ...وحكمه واجب على المسلمين المكلفين...ورفض حكمه كفر مبين، وحرب على ربَّ البرية..!


حكم منْ لم يحكم بما أنزل الله، وموقف غير المسلمين من الحاكمية:

من رفض حكمه وشرعه جحودًا ونكرانًا، أو رأى بأنه غير عادل وفيه ظلم... بينما حكم الإنسان أحكم وأعدل، فقد كفر بدين الإسلام؛ وأفعاله كفرية إجرامية... فالكفر لمن استحل رفض حكم الله...
أما تعطيله لأسباب حتمية وقتية مع السعي له وإنّ طال؛ فلا يعد كفرًا أو إثمًا، وذلك بقدر الضرورة التي تقدر بقدرها....
فقد يوجد حاكم مسلم يريد تطبيق شرع الله وإحكامه؛ بينما لا تسمح حالة أفراد المجتمع التعليمة والنفسية والفلسفية... فيبدأ من جديد بتأهيل وصبر؛ بغية الحالة المرضية... متجنبًا لصدام، أو حروب طائفية وأهلية....
وأما غير المسلم فلا تفرض عليه أحكام شريعة الإسلام، بل يُحكم بتشريعاته الدينية...إلا في الأحكام العامة الجنائية والعادات الأخلاقية؛ فالمسلم وغيره تحت أحكام عامة تفرض عليهم بأحكام متساوية....
قال تعالى: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ " (256)(البقرة).
فمن أجبر غير مسلم على شريعته فقد ظلم واستبد، وصار خصمًا للنبي محمد إذ أمر بالإحسان إليه، ونهى عن الأذية... ومن بعده خليفته عمر في الوثيقة العمرية..


تنبيه وتصحيح لأهم عبارة قانونية:

ما يتحدث عنه الناس كثيرًا في مجتمعي حول عبارة: " الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع " وقولهم بأن (أل) في كلمة الشريعة هي للاستغراق....
قلتُ:وهذه العبارة قريبة للصحة؛ لكنها قد تشير بأن هناك مصادر أخرى للتشريع غير رئيسية دخيلة حتمية...
والأصح أن يُقال: " الشريعة هي مصدر التشريع ".فهذه عبارة واضحة لا تخضع للتحايل أو التمايل...فهي تدل بوضوح على أنّ مصادر التشريع جميعًا في المجتمع تنحصر في الشريعة الإسلامية وحدها، كما أن (أل) في كلمة التشريع هي للاستغراق الكامل بحق في لغتنا العربية...


توحيد الحاكمية في الكتاب المقدس:

بعد هذا العرض المتواضع،قد يتفاجئ القارئ بأن توحيد الحاكمية مذكور في الكتاب المقدس... تتطرق له من باب عقد مقارنة الأديان، والدراسة البحثية...
والسؤال:هل حقًا في الكتاب المقدس الذي يؤمن به اليهود والنصارى توحيد حاكمية ؟!
الجواب: نعم ، جاء في الكتاب المقدس توحيد الحاكمية بأمر من الربِّ في العهد القديم ، والجديد ....
فقد أمر الربُّ أن يُحكم بحكمه وبشريعته، وأن يُقتل كل من يرفض أحكامه وتشريعاته... لأن من يرفضها هو كافر ومجرم،لا يحق له العيش بين إخوانه في اليهودية أو النصرانية....

جاءت نصوص كثيرة تؤكد بأن الحكم للرب وحده؛ ينظم حياتهم بما يراه مناسبًا لصلاح حالهم ، وإعمار وطنهم... ومن يخالف حكمه يُقتل، أو يُطرد، أو يعاقب بنجاسة أبدية...

أولًا: من العهد القديم:
1-سفر اََلاَّوِيِّين أصحاح 18 عدد24«بِكُلِّ هذِهِ لاَ تَتَنَجَّسُوا، لأَنَّهُ بِكُلِّ هذِهِ قَدْ تَنَجَّسَ الشُّعُوبُ الَّذِينَ أَنَا طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ 25فَتَنَجَّسَتِ الأَرْضُ. فَأَجْتَزِي ذَنْبَهَا مِنْهَا، فَتَقْذِفُ الأَرْضُ سُكَّانَهَا. قَبْلَكُمْ. 29بَلْ كُلُّ مَنْ عَمِلَ شَيْئًا مِنْ جَمِيعِ هذِهِ الرَّجَسَاتِ تُقْطَعُ الأَنْفُسُ الَّتِي تَعْمَلُهَا مِنْ شَعْبِهَا. 30فَتَحْفَظُونَ شَعَائِرِي لِكَيْ لاَ تَعْمَلُوا شَيْئًا مِنَ الرُّسُومِ الرَّجِسَةِ الَّتِي عُمِلَتْ قَبْلَكُمْ وَلاَ تَتَنَجَّسُوا بِهَا. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ».

2-سفر اََلاَّوِيِّين أصحاح 19 عدد 1وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 2«كَلِّمْ كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ إِلهُكُمْ. 3تَهَابُونَ كُلُّ إِنْسَانٍ أُمَّهُ وَأَبَاهُ، وَتَحْفَظُونَ سُبُوتِي. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. 4لاَ تَلْتَفِتُوا إِلَى الأَوْثَانِ، وَآلِهَةً مَسْبُوكَةً لاَ تَصْنَعُوا لأَنْفُسِكُمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. 5وَمَتَى ذَبَحْتُمْ ذَبِيحَةَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ فَلِلرِّضَا عَنْكُمْ تَذْبَحُونَهَا. 6يَوْمَ تَذْبَحُونَهَا تُؤْكَلُ، وَفِي الْغَدِ. وَالْفَاضِلُ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ يُحْرَقُ بِالنَّارِ. 7وَإِذَا أُكِلَتْ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ فَذلِكَ نَجَاسَةٌ لاَ يُرْضَى بِهِ. 8وَمَنْ أَكَلَ مِنْهَا يَحْمِلُ ذَنْبَهُ لأَنَّهُ قَدْ دَنَّسَ قُدْسَ الرَّبِّ. فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا.

3-سفر اََلاَّوِيِّين أصحاح 20 عدد 22«فَتَحْفَظُونَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَجَمِيعَ أَحْكَامِي، وَتَعْمَلُونَهَا لِكَيْ لاَ تَقْذِفَكُمُ الأَرْضُ الَّتِي أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا لِتَسْكُنُوا فِيهَا. 23وَلاَ تَسْلُكُونَ فِي رُسُومِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ أَنَا طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ. لأَنَّهُمْ قَدْ فَعَلُوا كُلَّ هذِهِ، فَكَرِهْتُهُمْ.

4-سفر اََلاَّوِيِّين أصحاح26 عدد«لكِنْ إِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لِي وَلَمْ تَعْمَلُوا كُلَّ هذِهِ الْوَصَايَا، 15وَإِنْ رَفَضْتُمْ فَرَائِضِي وَكَرِهَتْ أَنْفُسُكُمْ أَحْكَامِي، فَمَا عَمِلْتُمْ كُلَّ وَصَايَايَ، بَلْ نَكَثْتُمْ مِيثَاقِي، 16فَإِنِّي أَعْمَلُ هذِهِ بِكُمْ: أُسَلِّطُ عَلَيْكُمْ رُعْبًا وَسِلُا وَحُمَّى تُفْنِي الْعَيْنَيْنِ وَتُتْلِفُ النَّفْسَ. وَتَزْرَعُونَ بَاطِلاً زَرْعَكُمْ فَيَأْكُلُهُ أَعْدَاؤُكُمْ. 17وَأَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّكُمْ فَتَنْهَزِمُونَ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ، وَيَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ مُبْغِضُوكُمْ، وَتَهْرُبُونَ وَلَيْسَ مَنْ يَطْرُدُكُمْ.
18«وَإِنْ كُنْتُمْ مَعَ ذلِكَ لاَ تَسْمَعُونَ لِي، أَزِيدُ عَلَى تَأْدِيبِكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ، 19فَأُحَطِّمُ فَخَارَ عِزِّكُمْ، وَأُصَيِّرُ سَمَاءَكُمْ كَالْحَدِيدِ، وَأَرْضَكُمْ كَالنُّحَاسِ، 20فَتُفْرَغُ بَاطِلاً قُوَّتُكُمْ، وَأَرْضُكُمْ لاَ تُعْطِي غَلَّتَهَا، وَأَشْجَارُ الأَرْضِ لاَ تُعْطِي أَثْمَارَهَا.
21«وَإِنْ سَلَكْتُمْ مَعِي بِالْخِلاَفِ، وَلَمْ تَشَاءُوا أَنْ تَسْمَعُوا لِي، أَزِيدُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَاتٍ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ. 22أُطْلِقُ عَلَيْكُمْ وُحُوشَ الْبَرِّيَّةِ فَتُعْدِمُكُمُ الأَوْلاَدَ، وَتَقْرِضُ بَهَائِمَكُمْ، وَتُقَلِّلُكُمْ فَتُوحَشُ طُرُقُكُمْ.
«وَإِنْ لَمْ تَتَأَدَّبُوا مِنِّي بِذلِكَ، بَلْ سَلَكْتُمْ مَعِي بِالْخِلاَفِ، 24فَإِنِّي أَنَا أَسْلُكُ مَعَكُمْ بِالْخِلاَفِ، وَأَضْرِبُكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ. 25أَجْلِبُ عَلَيْكُمْ سَيْفًا يَنْتَقِمُ نَقْمَةَ الْمِيثَاقِ، فَتَجْتَمِعُونَ إِلَى مُدُنِكُمْ وَأُرْسِلُ فِي وَسَطِكُمُ الْوَبَأَ فَتُدْفَعُونَ بِيَدِ الْعَدُوِّ. 26بِكَسْرِي لَكُمْ عَصَا الْخُبْزِ. تَخْبِزُ عَشَرُ نِسَاءٍ خُبْزَكُمْ فِي تَنُّورٍ وَاحِدٍ، وَيَرْدُدْنَ خُبْزَكُمْ بِالْوَزْنِ، فَتَأْكُلُونَ وَلاَ تَشْبَعُونَ.
27«وَإِنْ كُنْتُمْ بِذلِكَ لاَ تَسْمَعُونَ لِي بَلْ سَلَكْتُمْ مَعِي بِالْخِلاَفِ، 28فَأَنَا أَسْلُكُ مَعَكُمْ بِالْخِلاَفِ سَاخِطًا، وَأُؤَدِّبُكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ، 29فَتَأْكُلُونَ لَحْمَ بَنِيكُمْ، وَلَحْمَ بَنَاتِكُمْ تَأْكُلُونَ. 30وَأُخْرِبُ مُرْتَفَعَاتِكُمْ، وَأَقْطَعُ شَمْسَاتِكُمْ، وَأُلْقِي جُثَثَكُمْ عَلَى جُثَثِ أَصْنَامِكُمْ، وَتَرْذُلُكُمْ نَفْسِي. 31وَأُصَيِّرُ مُدُنَكُمْ خَرِبَةً، وَمَقَادِسَكُمْ مُوحِشَةً، وَلاَ أَشْتَمُّ رَائِحَةَ سَرُورِكُمْ. 32وَأُوحِشُ الأَرْضَ فَيَسْتَوْحِشُ مِنْهَا أَعْدَاؤُكُمُ السَّاكِنُونَ فِيهَا. 33وَأُذَرِّيكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ، وَأُجَرِّدُ وَرَاءَكُمُ السَّيْفَ فَتَصِيرُ أَرْضُكُمْ مُوحَشَةً، وَمُدُنُكُمْ تَصِيرُ خَرِبَةً. 34حِينَئِذٍ تَسْتَوْفِي الأَرْضُ سُبُوتَهَا كُلَّ أَيَّامِ وَحْشَتِهَا وَأَنْتُمْ فِي أَرْضِ أَعْدَائِكُمْ. حِينَئِذٍ تَسْبِتُ الأَرْضُ وَتَسْتَوْفِي سُبُوتَهَا. 35كُلَّ أَيَّامِ وَحْشَتِهَا تَسْبِتُ مَا لَمْ تَسْبِتْهُ مِنْ سُبُوتِكُمْ فِي سَكَنِكُمْ عَلَيْهَا. 36وَالْبَاقُونَ مِنْكُمْ أُلْقِي الْجَبَانَةَ فِي قُلُوبِهِمْ فِي أَرَاضِي أَعْدَائِهِمْ، فَيَهْزِمُهُمْ صَوْتُ وَرَقَةٍ مُنْدَفِعَةٍ، فَيَهْرُبُونَ كَالْهَرَبِ مِنَ السَّيْفِ، وَيَسْقُطُونَ وَلَيْسَ طَارِدٌ. 37وَيَعْثُرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ كَمَا مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ وَلَيْسَ طَارِدٌ، وَلاَ يَكُونُ لَكُمْ قِيَامٌ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ، 38فَتَهْلِكُونَ بَيْنَ الشُّعُوبِ وَتَأْكُلُكُمْ أَرْضُ أَعْدَائِكُمْ. 39وَالْبَاقُونَ مِنْكُمْ يَفْنَوْنَ بِذُنُوبِهِمْ فِي أَرَاضِي أَعْدَائِكُمْ. وَأَيْضًا بِذُنُوبِ آبَائِهِمْ مَعَهُمْ يَفْنَوْنَ. 40لكِنْ إِنْ أَقَرُّوا بِذُنُوبِهِمْ وَذُنُوبِ آبَائِهِمْ فِي خِيَانَتِهِمِ الَّتِي خَانُونِي بِهَا، وَسُلُوكِهِمْ مَعِيَ الَّذِي سَلَكُوا بِالْخِلاَفِ، 41وَإِنِّي أَيْضًا سَلَكْتُ مَعَهُمْ بِالْخِلاَفِ وَأَتَيْتُ بِهِمْ إِلَى أَرْضِ أَعْدَائِهِمْ. إِلاَّ أَنْ تَخْضَعَ حِينَئِذٍ قُلُوبُهُمُ الْغُلْفُ، وَيَسْتَوْفُوا حِينَئِذٍ عَنْ ذُنُوبِهِمْ، 42أَذْكُرُ مِيثَاقِي مَعَ يَعْقُوبَ، وَأَذْكُرُ أَيْضًا مِيثَاقِي مَعَ إِسْحَاقَ، وَمِيثَاقِي مَعَ إِبْرَاهِيمَ، وَأَذْكُرُ الأَرْضَ. 43وَالأَرْضُ تُتْرَكُ مِنْهُمْ وَتَسْتَوْفِي سُبُوتَهَا فِي وَحْشَتِهَا مِنْهُمْ، وَهُمْ يَسْتَوْفُونَ عَنْ ذُنُوبِهِمْ لأَنَّهُمْ قَدْ أَبَوْا أَحْكَامِي وَكَرِهَتْ أَنْفُسُهُمْ فَرَائِضِي. 44وَلكِنْ مَعَ ذلِكَ أَيْضًا مَتَى كَانُوا فِي أَرْضِ أَعْدَائِهِمْ، مَا أَبَيْتُهُمْ وَلاَ كَرِهْتُهُمْ حَتَّى أُبِيدَهُمْ وَأَنْكُثَ مِيثَاقِي مَعَهُمْ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُهُمْ. 45بَلْ أَذْكُرُ لَهُمْ الْمِيثَاقَ مَعَ الأَوَّلِينَ الَّذِينَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّعُوبِ لأَكُونَ لَهُمْ إِلهًا. أَنَا الرَّبُّ».
46هذِهِ هِيَ الْفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ وَالشَّرَائِعُ الَّتِي وَضَعَهَا الرَّبُّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ سِينَاءَ بِيَدِ مُوسَى.

5-سفر حزقيال أصحاح 5عدد5«هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هذِهِ أُورُشَلِيمُ. فِي وَسْطِ الشُّعُوبِ قَدْ أَقَمْتُهَا وَحَوَالَيْهَا الأَرَاضِي. 6فَخَالَفَتْ أَحْكَامِي بِأَشَرَّ مِنَ الأُمَمِ، وَفَرَائِضِي بِأَشَرَّ مِنَ الأَرَاضِي الَّتِي حَوَالَيْهَا، لأَنَّ أَحْكَامِي رَفَضُوهَا وَفَرَائِضِي لَمْ يَسْلُكُوا فِيهَا. 7لأَجْلِ ذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ ضَجَجْتُمْ أَكْثَرَ مِنَ الأُمَمِ الَّتِي حَوَالَيْكُمْ، وَلَمْ تَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي، وَلَمْ تَعْمَلُوا حَسَبَ أَحْكَامِي، وَلاَ عَمِلْتُمْ حَسَبَ أَحْكَامِ الأُمَمِ الَّتِي حَوَالَيْكُمْ، 8لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَا إِنِّي أَنَا أَيْضًا عَلَيْكِ، وَسَأُجْرِي فِي وَسْطِكِ أَحْكَامًا أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ، 9وَأَفْعَلُ بِكِ مَا لَمْ أَفْعَلْ، وَمَا لَنْ أَفْعَلَ مِثْلَهُ بَعْدُ، بِسَبَبِ كُلِّ أَرْجَاسِكِ. 10لأَجْلِ ذلِكَ تَأْكُلُ الآبَاءُ الأَبْنَاءَ فِي وَسْطِكِ، وَالأَبْنَاءُ يَأْكُلُونَ آبَاءَهُمْ. وَأُجْرِي فِيكِ أَحْكَامًا، وَأُذَرِّي بَقِيَّتَكِ كُلَّهَا فِي كُلِّ رِيحٍ. 11مِنْ أَجْلِ ذلِكَ حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكِ قَدْ نَجَّسْتِ مَقْدِسِي بِكُلِّ مَكْرُهَاتِكِ وَبِكُلِّ أَرْجَاسِكِ، فَأَنَا أَيْضًا أَجُزُّ وَلاَ تُشْفُقُ عَيْنِي، وَأَنَا أَيْضًا لاَ أَعْفُو. 12ثُلُثُكِ يَمُوتُ بِالْوَبَإِ، وَبِالْجُوعِ يَفْنَوْنَ فِي وَسْطِكِ. وَثُلُثٌ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ مِنْ حَوْلِكِ، وَثُلُثٌ أُذَرِّيهِ فِي كُلِّ رِيحٍ، وَأَسْتَلُّ سَيْفًا وَرَاءَهُمْ. 13وَإِذَا تَمَّ غَضَبِي وَأَحْلَلْتُ سَخَطِي عَلَيْهِمْ وَتَشَفَّيْتُ، يَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ فِي غَيْرَتِي، إِذَا أَتْمَمْتُ سَخَطِي فِيهِمْ. 14وَأَجْعَلُكِ خَرَابًا وَعَارًا بَيْنَ الأُمَمِ الَّتِي حَوَالَيْكِ أَمَامَ عَيْنَيْ كُلِّ عَابِرٍ، 15فَتَكُونِينَ عَارًا وَلَعْنَةً وَتَأْدِيبًا وَدَهَشًا لِلأُمَمِ الَّتِي حَوَالَيْكِ، إِذَا أَجْرَيْتُ فِيكِ أَحْكَامًا بِغَضَبٍ وَبِسَخَطٍ وَبِتَوْبِيخَاتٍ حَامِيَةٍ. أَنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ. 16إِذَا أَرْسَلْتُ عَلَيْهِمْ سِهَامَ الْجُوعِ الشِّرِّيرَةَ الَّتِي تَكُونُ لِلْخَرَابِ الَّتِي أُرْسِلُهَا لِخَرَابِكُمْ، وَأَزِيدُ الْجُوعَ عَلَيْكُمْ، وَأُكَسِّرُ لَكُمْ قِوَامَ الْخُبْزِ، 17وَإِذَا أَرْسَلْتُ عَلَيْكُمُ الْجُوعَ وَالْوُحُوشَ الرَّدِيئَةَ فَتُثْكِلُكِ، وَيَعْبُرُ فِيكِ الْوَبَأُ وَالدَّمُ، وَأَجْلُبُ عَلَيْكِ سَيْفًا. أَنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ».
6-سفر حزقيال أصحاح13عدد10فَأَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَأَتَيْتُ بِهِمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ. 11وَأَعْطَيْتُهُمْ فَرَائِضِي وَعَرَّفْتُهُمْ أَحْكَامِي الَّتِي إِنْ عَمِلَهَا إِنْسَانٌ يَحْيَا بِهَا. 12وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضًا سُبُوتِي لِتَكُونَ عَلاَمَةً بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، لِيَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُهُمْ.
13«فَتَمَرَّدَ عَلَيَّ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ فِي الْبَرِّيَّةِ. لَمْ يَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي وَرَفَضُوا أَحْكَامِي الَّتِي إِنْ عَمِلَهَا إِنْسَانٌ يَحْيَا بِهَا، وَنَجَّسُوا سُبُوتِي كَثِيرًا. فَقُلْتُ: إِنِّي أَسْكُبُ رِجْزِي عَلَيْهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ لإِفْنَائِهِمْ. 14لكِنْ صَنَعْتُ لأَجْلِ اسْمِي لِكَيْلاَ يَتَنَجَّسَ أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ الَّذِينَ أَخْرَجْتُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ. 15وَرَفَعْتُ أَيْضًا يَدِي لَهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ بِأَنِّي لاَ آتِي بِهِمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً، هِيَ فَخْرُ كُلِّ الأَرَاضِي. 16لأَنَّهُمْ رَفَضُوا أَحْكَامِي وَلَمْ يَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي، بَلْ نَجَّسُوا سُبُوتِي، لأَنَّ قَلْبَهُمْ ذَهَبَ وَرَاءَ أَصْنَامِهِمْ. 17لكِنَّ عَيْنِي أَشْفَقَتْ عَلَيْهِمْ عَنْ إِهْلاَكِهِمْ، فَلَمْ أُفْنِهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ. 18وَقُلْتُ لأَبْنَائِهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ: لاَ تَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِ آبَائِكُمْ، وَلاَ تَحْفَظُوا أَحْكَامَهُمْ، وَلاَ تَتَنَجَّسُوا بِأَصْنَامِهِمْ. 19أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ، فَاسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي وَاحْفَظُوا أَحْكَامِي وَاعْمَلُوا بِهَا، 20وَقَدِّسُوا سُبُوتِي فَتَكُونَ عَلاَمَةً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، لِتَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. 21فَتَمَرَّدَ الأَبْنَاءُ عَلَيَّ. لَمْ يَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي وَلَمْ يَحْفَظُوا أَحْكَامِي لِيَعْمَلُوهَا، الَّتِي إِنْ عَمِلَهَا إِنْسَانٌ يَحْيَا بِهَا، وَنَجَّسُوا سُبُوتِي. فَقُلْتُ: إِنِّي أَسْكُبُ رِجْزِي عَلَيْهِمْ لأُتِمَّ سَخَطِي عَلَيْهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ. 22ثُمَّ كَفَفْتُ يَدِي وَصَنَعْتُ لأَجْلِ اسْمِي لِكَيْلاَ يَتَنَجَّسَ أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ الَّذِينَ أَخْرَجْتُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ. 23وَرَفَعْتُ أَيْضًا يَدِي لَهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ لأُفَرِّقَهُمْ فِي الأُمَمِ وَأُذَرِّيَهُمْ فِي الأَرَاضِي، 24لأَنَّهُمْ لَمْ يَصْنَعُوا أَحْكَامِي، بَلْ رَفَضُوا فَرَائِضِي، وَنَجَّسُوا سُبُوتِي، وَكَانَتْ عُيُونُهُمْ وَرَاءَ أَصْنَامِ آبَائِهِمْ. 25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضًا فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ، وَأَحْكَامًا لاَ يَحْيَوْنَ بِهَا، 26وَنَجَّسْتُهُمْ بِعَطَايَاهُمْ إِذْ أَجَازُوا فِي النَّارِ كُلَّ فَاتِحِ رَحْمٍ، لأُبِيدَهُمْ، حَتَّى يَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.

7-سفر حزقيال أصحاح 44 عدد24وَفِي الْخِصَامِ هُمْ يَقِفُونَ لِلْحُكْمِ، وَيَحْكُمُونَ حَسَبَ أَحْكَامِي، وَيَحْفَظُونَ شَرَائِعِي وَفَرَائِضِي فِي كُلِّ مَوَاسِمِي، وَيُقَدِّسُونَ سُبُوتِي.


وتذكر نصوصًا أخرى بأن من يطبق أحكام الله ووصاياه وشريعته يكون إنسانًا بارًا وقريًبا للأبدية....
أكتفي بنص جاء في سفر حزقيال أصحاح 18 عدد4هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الابْنِ، كِلاَهُمَا لِي. اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. 5وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَانَ بَارًّا وَفَعَلَ حَقًّا وَعَدْلاً، 6لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، وَلَمْ يُنَجِّسِ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ، وَلَمْ يَقْرُبِ امْرَأَةً طَامِثًا، 7وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَانًا، بَلْ رَدَّ لِلْمَدْيُونِ رَهْنَهُ، وَلَمْ يَغْتَصِبِ اغْتِصَابًا بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ، وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْبًا، 8وَلَمْ يُعْطِ بِالرِّبَا، وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً، وَكَفَّ يَدَهُ عَنِ الْجَوْرِ، وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ وَالإِنْسَانِ، 9وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَامِي لِيَعْمَلَ بِالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.


ثانيًا: من العهد الجديد:
عهد النعمة -كما يعتقد النصارى- ذكر أن يسوع أنه تابع لشريعة موسى ، وكان يتصادم صدمًا عنيفًا مع الكهنة والكتبة الفريسين من أجل تزيفيهم وتحريفهم لشريعة موسى ...بل وكان يعلم في المجمع وغيره بشريعة موسى ، وصرح أنه ما جاء ناقضًا لها بل مؤيدًا ومكملًا للأعطية...
وبين أنْ من يتبع الشريعة هم أبناء الله (أحباء الله) ونهى عن مخالفة الشريعة، ومخالفته أوامره الشخصية ....وتوعد بذبح من يخالف أحكامه...!
لكنه لم يستطع أن ينفذ كلامه ؛ فلم يُمكن له بُعد ولم يملك قوة أو جماعة يسوعية.. فقتل مغلوبًا مصلوبًا ملعونًا قبل تمكينه لمبدأ الحاكمية....

جاء في إنجيل لوقا أصحاح 19 عدد27أَمَّا أَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».
فرغم تعرض الكتاب المقدس لتحريف طال النصوص ...إلا أن توحيد الحاكمية ظل موجودًا ومعمولًا به في الديانتين كليًّا وجزئيًّا ، وذلك بطبيعة حال زمان ومكان الأديان والطوائف المختلفة حول الإلوهية ...

كتبه/ أكرم حسن مرسي

باحث في مقارنة الأديان