رد شبهة : نبيُّ الإسلام يقول : " الشيطان له ضراط " !

قالوا ساخرين: هل يُخرج الشيطانُ ريحًا عند سماعِ الأذان... هذا ما أدعاه نبي الإسلام....!!
تعلقوا على ذلك بما جاء في صحيح البخاري برقم 139 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ :" إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ لَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ النِّدَاءَ فَإِذَا قُضِيَ النِّدَاءُ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ حَتَّى إِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ يَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا اذْكُرْ كَذَا لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إِنْ يَدْرِي كَمْ صَلَّى ".


الرد على الشبهة

أولًا : إن اعتراضهم على الشيطان له ضُرَاطٌ –على فرض ظاهره-هو محض اعتراض على قدرةِ اللهI ، وليس للنبيِّ محمد r دورًا في هذا الأمر إلا بلاغ ما علمه من مولاه....

ويبقى سؤال يطرح نفسه: ما هو المانع لعدم قبول ذلك ؟!

الجواب لا مانع؛ لأن الله I على كل شيء قدير، وقد عَلمنا أن الشيطان يأكل، ويشرب ، ويبول .... ليس ذلك مثل البش؛ فمجرد التصور العقلي للأمر خاطئ فيما أملاه ...

قال ابنُ حجرٍ في الفتحِ: قَالَ عِيَاض : يُمْكِنُ حَمْلُهُ عَلَى ظَاهِره لِأَنَّهُ جِسْمٌ مُتَغَذٍّ يَصِحّ مِنْهُ خُرُوج الرِّيح، وَيَحْتَمِلُ أَنَّهَا عِبَارَة عَنْ شِدَّة نِفَارِهِ ، وَيُقَوِّيهِ رِوَايَة لِمُسْلِمٍ " لَهُ حُصَاصٌ " بِمُهْمَلَاتٍ مَضْمُوم الْأَوَّل فَقَدْ فَسَّرَهُ الْأَصْمَعِيُّ وَغَيْرُهُ بِشِدَّةِ الْعَدْوِ . قَالَ الطِّيبِيُّ : شَبَّهَ شُغْلَ الشَّيْطَان نَفْسه عَنْ سَمَاع الْأَذَان بِالصَّوْتِ الَّذِي يَمْلَأ السَّمْع وَيَمْنَعهُ عَنْ سَمَاع غَيْره ، ثُمَّ سَمَّاهُ ضُرَاطًا تَقْبِيحًا لَهُ
( تَنْبِيهٌ ) : الظَّاهِر أَنَّ الْمُرَاد بِالشَّيْطَانِ إِبْلِيس ، وَعَلَيْهِ يَدُلُّ كَلَام كَثِير مِنْ الشُّرَّاحِ كَمَا سَيَأْتِي ، وَيَحْتَمِلُ أَنَّ الْمُرَاد جِنْس الشَّيْطَان وَهُوَ كُلّ مُتَمَرِّد مِنْ الْجِنّ وَالْإِنْسِ ، لَكِنَّ الْمُرَاد هُنَا شَيْطَانُ الْجِنّ خَاصَّةً . قوْله : ( حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِين ) ظَاهِره أَنَّهُ يَتَعَمَّد إِخْرَاجَ ذَلِكَ إِمَّا لِيَشْتَغِلَ بِسَمَاعِ الصَّوْت الَّذِي يُخْرِجُهُ عَنْ سَمَاع الْمُؤَذِّن ، أَوْ يَصْنَع ذَلِكَ اِسْتِخْفَافًا كَمَا يَفْعَلهُ السُّفَهَاءُ ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ لَا يَتَعَمَّدَ ذَلِكَ بَلْ يَحْصُلُ لَهُ عِنْدَ سَمَاع الْأَذَان شِدَّةُ خَوْفٍ يُحْدِثُ لَهُ ذَلِكَ الصَّوْت بِسَبَبِهَا ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَتَعَمَّدَ ذَلِكَ لِيُقَابِل مَا يُنَاسِب الصَّلَاة مِنْ الطَّهَارَة بِالْحَدَثِ ، وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى اِسْتِحْبَاب رَفْعِ الصَّوْت بِالْأَذَانِ لِأَنَّ قَوْلَهُ " حَتَّى لَا يَسْمَعَ " ظَاهِر فِي أَنَّهُ يَبْعُدُ إِلَى غَايَةٍ يَنْتَفِي فِيهَا سَمَاعُهُ لِلصَّوْتِ ، وَقَدْ وَقَعَ بَيَانُ الْغَايَة فِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ مِنْ حَدِيث جَابِر فَقَالَ " حَتَّى يَكُون مَكَانَ الرَّوْحَاء "......اهـ


ثانيًا : إنني أتعجب منْ أنّ الذي أخرج هذه الشبهة هم المُنصّرون.... وما دفعني للتعجب أذكره في الأسئلة التالية:

السؤال الأول : هل الكتاب المقدس فيه ما ينفي أن الشيطان له ضُرَاط ؟!
الجواب: لا ؛ بل الأعجب أنهم يتعجبون من أن للشيطان ضُرَاط، ولا يتعجبون من أن ربَّ السماوات والأرض ومن فيهما – يسوع بحسب إيمانهم - له ضُرَاط ، وذلك لأنه أكل ، وشرب ، وقضى حاجته ، وأخرج ريحًا.....!
تنبيه :معتقد الأرثوذكس أن اللاهوت لم يفارق الناسوت لحظة واحدة ... !


أدلة ما سبق كثيرة منها:

1- لما جاع الربُّ يسوع أكل سمكًا؛ المتيقن أنه بعد الأكل إخراج ريحًا وغائطًا... وذلك في إنجيل لوقا أصحاح 24 عدد36وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسْطِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ:«سَلاَمٌ لَكُمْ!» 37فَجَزِعُوا وَخَافُوا، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ نَظَرُوا رُوحًا. 38فَقَالَ لَهُمْ:«مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ، وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟ 39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَانْظُرُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي». 40وَحِينَ قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 41وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ، وَمُتَعَجِّبُونَ، قَالَ لَهُمْ:«أَعِنْدَكُمْ ههُنَا طَعَامٌ؟» 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءًا مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ، وَشَيْئًا مِنْ شَهْدِ عَسَل. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ .

2- لما صام يسوع أربعين يومًا، جاع أخيرًا وأكل،و المتيقن أنه بعد الأكل إخراج ريحًا وغائطًا... وذلك في إنجيلِ متى أصحاح 4 عدد2فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا.

ويبقى سؤالين :

السؤال الأول : لماذا التعجب على أن الشيطان له ضُرَاط وهذا هو إلههمم له ضُرَاط وغائط وبول.... ؟

السؤال الثاني: هل هذه صفات جيدة تنسب لربِّ العالمين (إله يخرج ريحًا....) أم إنها صفات إنسان ضعيف نبي عفيف ...؟!
لا تعليق !

كتبه / أكرم حسن مرسي