السلخ


{وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ ﴿يس: ٣٧﴾


{... وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴿يس: ٤٠﴾


{... يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً ...﴿ الأعراف : 54 }





السلخ : نزع وخلع وفصل سطحين فوق بعضهما البعض بالتدريج وبوجود عامل ( للسلخ ) ، والسلخ يبدأ من المنطقة الضعيفة باتجاه المنطقة القوية ، والسلخ لا يكون إلا لطبقة وغشاء يغلف ويغطي ويخفي ظهور سطح آخر








يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ: فالنهار غشاء الليل فكأن الليل إذا غشي ( ألبس وغطي ) بغشاء الضوء ( النهار ) تذهب ظلمته ، وإذا نزع وسلخ هذا الغشاء الضوئي ( النهار ) عن الليل بانت ظلمته ، التغشية بالنهار و سلخ النهار متعاقبات و متتاليات في شطري الكرة الأرضية ( تعاقب الليل والنهار ) ، والليل يطلب النهار حثيثا ( ولا الليل سابق النهار ) فلا يتكون الليل إلا بعد إنسلاخ النهار وإدباره فلحظة إنسلاخ النهار يبدأ الليل بالتكون فأينما انسلخ النهار تكون الليل تابعا له ولحق به فالنهار سابق زمانيا ومكانيا وتكوينيا الليل ، وكأن الليل تابع متحرك أينما ذهب النهار ، فالملاحظ أن النور يخلق أولا ( الغشاء الضوئي ) والظلمة عارض لانعدام النور والضياء ( إنسلاخ الغشاء الضوئي ) .





الليل : الوقت الذي يبدأ فيه الظلام ( أثر إنعدام ونقصان الأشعة الضوئية ) بانسلاخ النهار إلى بداية الوقت الذي يظهر فيه ( الضوء ، النور ) ... و الظلمة تنشأ عن إنسلاخ النهار ( نقصان كمية الأشعة الضوئية الساقطة على بقعة ما أو انعدامها .


النهار : الوقت الذي يبدأ فيه ظهور ( النور ، الضوء ) [‌أ] ( أثر وجود الأشعة الضوئية ) وقت حلول الضوء بتغشية الليل بالنهار إلى الوقت الذي يبدأ في الظلام... والضوء ينشأ بتغشية الليل بالنهار ( زيادة كمية الأشعة الضوئية الساقطة على بقعة ما ) ومقدار الإضاءة في غشاء النهار تعتمد على كمية الأشعة الضوئية التي يحملها .


والنهار أشبه شكلا بغشاء على شكل نصف كرة مضاء ( وهو المواجه للشمس ) يغطي ويحيط بالليل الذي يشبه كرة معتمة كاملة ، والغشاء ( المضاء ) ثابت لا يتحرك والكرة ( المعتمة ، المظلمة ) هي التي تدور أسفل نصف الغشاء المضاء بشكل دوراني حول نفسها فحلول النهار على منطقة ما ناتج عن دوران الأرض


فالأرض عند دورانها ولحظة دخولها إلى منطقة الضوء تظهر وكأنها تغطى ( تغشى ) بالنهار بإلقائه فوقها ( بزيادة كمية أشعة الضوء الساقط عليها ) وتظهر عند لحظة خروجها من منطقة الضوء إلى منظقة الظلمة وكأن الضوء ينتزع ويسحب من فوقها ( يسلخ منها ) ( بنقصان كمية الضوء الساقط عليها )



غشاء النهار يظهر على شكل طبقة سمكها لا تتجاوز 100 كم تحيط بالجزء المقابل للشمس من الكرة الأرض وللغلاف الجوي الأرضي فضل في تكوينه وتوزيع الإضاءة







كمية الضوء الساقط من الشمس عموديا على الأرض في المنطقة المقابلة للشعاع ( 3 ) تكون متساوية وأكبر من كمية الضوء عند مشرق الشمس على الأرض في المنطقة المقابلة للشعاع ( 1 ) وأكبر من كمية الضوء عند مغيب الضوء على الأرض في المنطقة المقابلة للشعاع ( 5 ) فنلاحظ أن كمية الضوء الساقطة على الأرض في المنطقة المقابلة للأشعة الضوئية ( 1 < 2 < 3 > 4 > 5 )


وكمية الضوء الساقطة على الأرض تزيد من الشروق وحتى منتصف النهار و تقل كلما اتجهنا من منتصف النهار وحتى الغروب بسبب كروية الأرض وحركتها حول نفسها


{وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الرعد3


لاحظ الربط بين مد الأرض ويغشي الليل النهار


فمد الأرض : لكبر سطح تكور الأرض بالنسبة لحجم الإنسان فإنه يظهر كأنه ممدودا و ظاهرة الليل والنهار لا تحدث إلا إذا كانت الأرض متكورة ومتحركة حول نفسها


دورية وتكرار إنسلاخ النهار يكون بسبب كروية الأرض وحركتها حول نفسها وينشأ عن هذه الكروية والحركة الدورانية إنسلاخات فترات زمنية أخرى ( الأشهر ، الأيام ، الساعات ، الدقائق ، الثواني )


فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿التوبة: ٥﴾


سلخ النهار وسلخ الإيمان


فإذا سلخ غشاء النهار عن الأرض كليا بلا عودة ( بعدم تلقى الضوء والنور ) فلا يبقى على الأرض إلا الظلمة و العتمة وهذا ما يحدث للإنسان عندما لا يتلقى الإيمان و الهدى من الله عز وجل فلا يبقى فيه إلا الكفر والظلمة و العتمة والعدوان وياليتها تقف عند هذا بل يزيد من هذه العتمة والظلمة ظلمة وعتمة الشيطان بغوايته وضلاله .


وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ﴿الأعراف: ١٧٥﴾


ومما يثير الدهشة في ذكاء الشيطان واتباعه أنهم لا يسلخون الإيمان دفعة واحدة من المؤمنين بل يكون ذلك تدريجيا ومن المنطقة الأضعف إيمانيا بالشبهات والشهوات ... ( خطوات الشيطان ).


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿النور: ٢١﴾


النظير والضد ... نلاحظ أنه إذا حدث إنسلاخ شيء عن آخر نتج نظير وضد الشيء


الإيمان و الكفر ... إذا انعدم الايمان حل الكفر


النهار والليل... إذا زال النهار حل الليل


الأشهر الحرم الأشهر الحل ... إذا مضت الأشهر الحرم جاءت الأشهر الحل






--------------------------------------------------------------------------------


[‌أ] الكثافة الضوئية متدرجة ومتفاوتة في غشاء النهار