بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..

صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم العرض الأكبر ..

لك الحمد يا رب حتى ترضى ، ولك الحمد إذا رضيت ، ولك الحمد بعد الرضا ..


أما بعد ..


فإن مما يجب أن تعرفه أيها الأخ الفاضل عن المسلم هو دينه ، لأن العقيدة بالنسبة

للمسلم الحق هي كل شيء ، ولأجلها يبذل كل غالٍ ونفيس ، الأهل والوطن ،

المال والجاه ، المكانة والسمعة ، الروح والنفس ..

ومن خلال تصفحي لهذا الموقع الكريم - جعله الله سبحانه في ميزان حسنات صاحبه -

تكونت لدي خلفيات كثيرة وتولدت في الذهن أفكار حول الطريقة التي يتناظر فيها أهل

النصارى مع المسلمين ، والتي في كثير من الأحيان ناتجة عن فهم خاطئ مغلوط

ومدسوس حول الدين الإسلامي الحنيف ( صدقوني أسطّر ما سطّرت وأنا أحسن الظن

بكم ، حتى ولو كان وراء الأكمة ما وراءها ) ..

لهذا السبب ولغيره ، سأقرب لكم قدر ما أستطيع ماذا يعني الإسلام بالنسبة للمسلم ..



الإسلام أيها الفاضل ليس مجرد دين يعتنقه المسلم ليجاري به أصحاب الديانات الأخرى ..

الإسلام هو منهاج الحياة ، جاء لينقل الناس من حياة ظلمات الشرك والكفر إلى نور

الوحدانية والإيمان ..

لا يعبدون سوى إلهٍ واحد هو الله جل شأنه ، متفرد بكل صفات الجلال والكمال والعظمة ..

سيقفون بين يديه سبحانه للحساب والجزاء ، فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم

سابقٌ بالخيرات ..

كتابهم القرآن الكريم ، كلام الله المعجِز ، الذي تكفّل الله سبحانه جلّ شأنه بحفظه فلم

يطله التزييف والتحريف كما الكتب السابقة ، بل هدى الله سبحانه به الأمم ، كيف لا وهو

كلامه جلّ وعلا ..

أسلوبه عجيب ، من يستمع إليه يحار فيه ، عذبٌ ليس ككلام البشر ، تجد فيه أنباء الأمم

السابقة ، وأخبار ما ستؤول إليه الحياة ، عندما يتكلّم ينصت كل شيء ، ليستمع إلى

أوامره ونواهيه ، ونصحه وإرشاده ..

وحتى تتمتع بهذا العذب النقي ، عليك أن تستمع بصدق وتنصت له ، فهو يأمر أتباعه بهذا

يقول الله عز وجل : ( وإذا قُرئ القرآنُ فاستمعوا له وأنصتوا لعلّكم ترحمون ) .


نبيهم هو خاتم النبيين ، محمد ، إن أردت وصفه فهو كما تقول عائشة رضي الله

عنها قرآنٌ يمشي على الأرض ، يأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، يتجاوز عن

المسيء ، يسامح ويعفو ، يرحم ويعطف ، يصلي ويسجد ، يصبر ويحتمل ، يدعو بالحكمة

والموعظة الحسنة ، يحب الخير لكل الناس ويتمنى لهم الهداية ويسعى لهذا ..

كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه

وسلم يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: "أسلِم". فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له:

أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو

يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار .

هذا هو الهم الذي كان يحمله صلى الله عليه وسلم في صدره ، وهذا هو الهدف من

إنشاء قاعدة للتحاور معكم ، فنحن لسنا أنانييّن لنقول بأن هذا الدين مقتصر علينا فقط

كأنما ورثناه عن آبائنا وأجدادنا ، لا يا سيدي هذا الدين هو للعالمين ، ونريد أن ننقل هذه

السعادة والراحة التي نشعر بها إليكم لتسعدوا أنتم أيضاً ، فوالله الذي لا إله إلا هو في

الإسلام ما يريح نفسك ، ويطمئن قلبك ، ويسعد روحك في الدنيا والآخرة ..


هذا باختصار ما أنت بحاجة لمعرفته جيداً قبل أن تناظر عن الإسلام ..



السعيد بإسلامه ملوكي..