رد شبهة :نبي الإسلام يقول : لا تترك العانة فوق أربعين يومًا !

اعترض المُنصّرون من أحاديث النبيِّ محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- التي تتعلق بشأن النظافة الشخصية الداخلية، مثل : حلق العانة، وأسفل الإبط.... بطريقة غير أخلاقية ....
تعلقوا على اعتراضهم بما يلي:

1- قال رسولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم- :" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يترك عانته فوق أربعين يومًا".
2- حديث عمر وعن أبي عبد الله -عليه السلام- قال : " السنة في النورة في كل خمسة عشرة يوماً فمن أتت عليه إحدى وعشرين يوماً فليستدين على الله - عزّ وجلّ- وليتنور ، ومن أتت عليه أربعون يوماً ولم يتنور فليس بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة ".

ثم قالوا : لماذا خلقها ثم نحلقها نحن...؟ أليس هذا تغيرًا في خلق الله...؟ّ


الرد على الشبهة


أولًا: إن طعن الكافرين وأصحاب عادت الجاهلية لا يقدح فيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأنهم هم الضالون الذين أُرسل إليهم ليُعلمهم ويُطهرهم.... ويحكم على تصرفاتِهم بما أراه اللهُ، وليس كما جاء من المعترضين، الذين هم للنظافة كارهين....!
وأما عن قولِه: أن هذا من خلق الله، أنبت الشعر فلماذا نحلقها نحن...؟
الجواب: إن الله خلقه وأمرنا بحلقه في تلك الأماكن نظافة لنا....
فقد خلق لنا شعر الرأس و نحن نحلقه ونهذبه نظافة لنا .....فمن شاء ظل وسخًا ، ومن شاء صار نظيفًا...!
و خلق شعرًا عند المرأة والرجل في عدة أماكن في الجسد، تزيله هي لكمال أنوثتها، ويبقيه هو لكمال رجولته...


ثانيًا: إن الحديثين لم يصحا عن النبي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فالأول: لا وجود له في كتب الأحاديث والتفاسير... والثاني: لا وجود له.... فهو من تأليف الشيعة الرافضة...

وعليه: تسقط هذه الشبهة الهاوية الخاوية....


ثالثًا: إن الأحاديث الصحيحة التي وردت في هذا الباب تختلف عن هذين الحديثين اللذين لا يصحا البتة ؛ من هذه الأحاديث كما يلي :

1- صحيح البخاري برقم1436 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " خَمْسٌ مِنْ الْفِطْرَةِ تَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ وَقَصُّ الشَّارِبِ وَنَتْفُ الْإِبْطِ وَحَلْقُ الْعَانَةِ وَالْاخْتِتَانُ ".

2- صحيح مسلم برقم 379 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ أَنَسٌ : " وُقِّتَ لَنَا فِي قَصِّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ وَنَتْفِ الْإِبِطِ وَحَلْقِ الْعَانَةِ أَنْ لَا نَتْرُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً".

3- صحيح مسلم برقم 384 عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : " عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ قَصُّ الشَّارِبِ وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ وَالسِّوَاكُ وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ وَقَصُّ الْأَظْفَارِ وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ وَنَتْفُ الْإِبِطِ وَحَلْقُ الْعَانَةِ وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ" قَالَ زَكَرِيَّاءُ:قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ ". زَادَ قُتَيْبَةُ قَالَ وَكِيعٌ انْتِقَاصُ الْمَاءِ يَعْنِي الِاسْتِنْجَاءَ و حَدَّثَنَاه أَبُو كُرَيْبٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ أَبُوهُ وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ.

نلاحظ من خلال ما سبق: أن هذه الأحاديث تدفع المسلمَ إلى الطهارة الحسية ( النظافة البدنية) التي بدورها تؤثر على النظافة المعنوية ... فهذه الخصال من سنن الفترة التي كان عليها الأنبياء... فمن يعترض على هذه الأمور التنظيفية هو إنسان قذر لا يحب النظافة ولا الطهارة....!
منطقة العانة وتحت الإبط خصوصًا حينما يكثر فيهما الشعر، وينتشر العرق، تنتج عنهما رائحة كريهة جدًا ...

كما ثبت علمًّيا أن حلق العانة بالموس يجدد الدورة الدموية عند منطقة العانة( الشَّعْر الَّذِي فَوْق ذَكَر الرَّجُل) مما يساعده على قوة جنسية ... بلإضافة إلى النظافة العامة للجنسين...
أما بالنسبة للمدة ( أربعين يومًا) فالأفضل حلقهما قبل ذلك....ويكره بعدها فكلما طال الوقت كثرت الرائحة القذرة ....
قال صاحب عون المعبود : ( وَحَلْق الْعَانَة ):
قَالَ النَّوَوِيّ : الْمُرَاد بِالْعَانَةِ الشَّعْر الَّذِي فَوْق ذَكَر الرَّجُل وَحَوَالَيْهِ وَكَذَا الشَّعْر الَّذِي حَوَالَيْ فَرْج الْمَرْأَة، وَنُقِلَ عَنْ أَبِي الْعَبَّاس بْن سُرَيْج : أَنَّهُ الشَّعْر النَّابِت حَوْل حَلْقَة الدُّبُر ، فَتَحَصَّلَ عَنْ مَجْمُوع هَذَا اِسْتِحْبَاب حَلْق جَمِيع مَا عَلَى الْقُبُل وَالدُّبُر وَحَوْلهمَا ، لَكِنْ قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد قَالَ أَهْل اللُّغَة : الْعَانَة : الشَّعْر النَّابِت عَلَى الْفَرْج ، وَقِيلَ: هُوَ مَنْبَت الشَّعْر ، فَكَأَنَّ الَّذِي ذَهَبَ إِلَى اِسْتِحْبَاب حَلْق مَا حَوْل الدُّبُر ذَكَرَهُ بِطَرِيقِ الْقِيَاس . اهـ


رابعًا: بعد أن تم البيانُ ودُفع البهتانُ، جاء الدور لسؤال المعترضين عن حال يسوع الإله والإنسان.....

ألم يكن يسوع المسيح - الإله بحسب اعتقادهم- لهوتًا وناسوتًا ؟
الجواب : بلى ، كان لهوتًا وناسوتًا.

يبقى السؤال : هل كان الربُّ يسوعُ يحلق عانته وتحت إبطيه كونه إنسان(ناسوت) أم كان يتركهما دون حلاقتهما ... وكانت تبعث منه رائحة كريهة...؟!

اكتفي بذكر دليل على واحد على أن يسوع إنسان؛ والإنسان له شعر عانة وأسفل إبطيه....
جاء في إنجيل يوحنا أصحاح 8 عدد40وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.
لا تعليق!

كتبه / أكرم حسن مرسي