بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كثيرا جدا ما يطنطن النصارى وبعض اللادينين حول هذه النقطة ويسئلون عن هذه المسألة،والحقيقة أن كتب السيرة اجمعت بأن خديجة رضى الله تعالى عنها هى من طلبت النبى صلى الله عليه وسلم للزواج،والسبب الظاهر هو أمانته ولكن امانته صلى الله عليه وسلم كانت معلومة قبلا،ولكن التدبر فى كتب السيرة يكشف سببا أخر،وهو ما وقع فى رحلة الشام،وما نقله غلامها ميسرة الذى ارسلته ليصاحب النبى صلى الله عليه وسلم ظاهرا ويراقب تصرفه فى المال باطنا على عادة التجار وكانت رضى الله تعالى عنها تاجرة لا تعطى الامان بمحض السماع،فلما نقل لها غلامها ميسرة اشياء عن النبى صلى الله عليه وسلم ،ماذا فعلت؟تصرفت بعقلية التجار وذهبت إلى أهل الاختصاص،لنقرء من سيرة ابن هشام
قال ابن إسحاق : وكانت خديجة بنت خويلد قد ذكرت لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ، وكان ابن عمها ، وكان نصرانيا قد تتبع الكتب وعلم من علم الناس - ما ذكر لها غلامها ميسرة من قول الراهب ، وما كان يرى منه إذ كان الملكان يظلانه ؛ فقال ورقة : لئن كان هذا حقا يا خديجة ، إن محمدا لنبي هذه الأمة ، وقد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي ينتظر ، هذا زمانه أو كما قال .
ويقول صاحب السيرة الحلبية
ثم إن خديجة ذكرت ما رأته من الآيات وما حدثها به غلامها ميسرة لابن عمها ورقة بن نوفل وكان نصرانيا: أي بعد أن كان يهوديا على ما يأتي، قد تتبع الكتب، فقال لها: إن كان هذا حقا يا خديجة إن محمدا نبي هذه الأمة، وقد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي منتظر هذا زمانه: أي وكان يتجر قبل النبوة قبل أن يتجر لخديجة،
ويقول صاحب السيرة الحلبية فى شأن زواج النبى من خديجة
قال النووي: وعند ذلك قال عمها عمرو بن أسد: هو الفحل لا يقدع أنفه وأنكحها منه. وقيل قائل ذلك ورقة بن نوفل: أي فإنه بعد أن خطب أبو طالب بما تقدم خطب ورقة، فقال: الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت، وفضلنا على ما عددت، فنحن سادة العرب وقادتها، وأنتم أهل ذلك كله لا ينكر العرب فضلكم، ولا يردّ أحد من الناس فخركم وشرفكم ورغبتنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم، فاشهدوا عليّ معاشر قريش إني قد زوّجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله وذكر المهر،
فهذه الأخبار يشد بعضها،أن ورقة رحمه الله تعالى رجح مما وقع فى رحلة الشام وشهادة ميسرة أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو رسول الله ،فأشار على خديجة بالزواج منه،وربما هذا هو سبب نبرة الثقة التى جعلت أم المؤمنين خديجة رضى الله تعالى عنها
فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَداً ، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ .