بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
النبى الكذاب فى سفر الرؤيا لا ارتباط بينه وبين ابليس ولا المسيح الدجال مباشرة لأن كاتب سفر الرؤيا الذى هو اعلم شخص بما يقوله تعمد ربط النبى الكذاب بالوحش وهذا يعنى أن النبى الكذاب ناتج عن حضارة ودولة وليس هو نفسه صانع لحضارة ودولة،فهو ليس رجل دولة بل هذا النبى الكذاب هو نفسه تابع لرجال الدولة الذين هم تابعين للدجال،والملحوظة الثانية أن سفر الرؤيا فى مجمله رموز ولامجال شخصنة فالاشخاص المعينيين الذين يريد الكاتب تعيينهم يذكرهم ولكن معظم سفر الرؤيا هو رموز،وطبعا كاتب قصة الوحش والنبى الكذاب فى سفر الرؤيا جعل الوحش رمزا فالمنطق-وإن كان المنطق صعب جدا على النصارى-يقول بأن النبى الكذاب هو رمز كسيده الوحش وليس بشخص،وهذا يعنى أن النبى الكذاب:هوالمؤسسة الكهنوتية النصرانية لأن صفاتها التى انبأ عنها المسيح عليه السلام،ولكن لابد أن يكون الكلام ليس استنتاجا بل لابد أن نترك النصوص نفسها تتكلم وتكشف هذا الدجال المضلل المجرم الذى يكذب على الله سبحانه وتعالى ويكذب على الرسل الاولين عليهم السلام ويقول عليهم الافتراءات
نقرء فى سفر الرؤيا16
13وَرَأَيْتُ مِنْ فَمِ التِّنِّينِ، وَمِنْ فَمِ الْوَحْشِ، وَمِنْ فَمِ النَّبِيِّ الْكَذَّابِ، ثَلاَثَةَ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ شِبْهَ ضَفَادِعَ، 14فَإِنَّهُمْ أَرْوَاحُ شَيَاطِينَ صَانِعَةٌ آيَاتٍ.
نقرء فى سفر الرؤيا19
20فَقُبِضَ عَلَى الْوَحْشِ وَالنَّبِيِّ الْكَذَّابِ مَعَهُ، الصَّانِعِ قُدَّامَهُ الآيَاتِ الَّتِي بِهَا أَضَلَّ الَّذِينَ قَبِلُوا سِمَةَ الْوَحْشِ وَالَّذِينَ سَجَدُوا لِصُورَتِهِ.
والنص السابق من اوضح النصوص على ارتباط الكهنوت النصرانى بالسياسة إذ أن النبى الكذاب هو امام الوحش ودوما معه برفقته وهو يشير الى مرحلة ما قبل الاسلام واستخدام الروم للكهنوت فى فرض سلطتهم والأيات التى صنعها ويصنعها النبى الكذاب لمصلحة الوحش هى الأيات الكاذبة التى يصنعها الكهنة والرهبان والقساوسة ولاتختلف كثيرا عن الاعيب السحرة والمشعوذين وليس هذا بجديد على الحقيقة لأن الكهنة عبر التاريخ الانسانى كانوا فى المجمل انبياء كذبة لأنهم تركوا تراث النبوة الحقيقى واخترعوا دينا من عند أنفسهم ولو قرئت الاصحاح التاسع عشر من سفر الرؤيا بعناية وتدبر ستشعر أنه يتحدث عن التمهيد لظهور الاسلام،ومرحلة ما قبل الاسلام،وأيضا فى الاصحاح العشرين من سفر الرؤيا اقتران بالوحش بالنبى الكذاب ليتأكد أنهما دوما قرينان
10وَإِبْلِيسُ الَّذِي كَانَ يُضِلُّهُمْ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ، حَيْثُ الْوَحْشُ وَالنَّبِيُّ الْكَذَّابُ. وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَارًا وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.
ويُلاحظ أن الوحش يأتى اولا وبعده النبى الكذاب وكأنه هو الذى يصنعه ولا خلاف بين علماء النصرانية أن الوحش رمز للإمبراطورية،والذى كانت الامبراطوريات تصنعه هو الكهنوت المضلل الذى يأتى بأشياء كاذبة على الانبياء،واكثر ما يدل على وصف النبى الكذاب بأنهم الكهنوتيون المضللون هو وصف المسيح نفسه فى متى24
وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ. 7لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ. 8وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ. 9حِينَئِذٍ يُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ضِيق وَيَقْتُلُونَكُمْ، وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ الأُمَمِ لأَجْلِ اسْمِي. 10وَحِينَئِذٍ يَعْثُرُ كَثِيرُونَ وَيُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. 11وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ.
وهذا النص السابق يشبه سفر الرؤيا مع الفرق:استبدل سفر الرؤية كلمة مملكة بكلمة وحش والانبياء جعلهم واحدا،وهذا يؤكد ما قلته أن الانبياء الكذبة هى المؤسسات الكهنوتية النصرانية،وأيضا يستكمل المسيح عليه السلام
22وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ. 23حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا. 25هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. 26فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ! فَلاَ تَخْرُجُوا. هَا هُوَ فِي الْمَخَادِعِ! فَلاَ تُصَدِّقُوا.
ليس للمرء أن يتكلم بعد أن شرح المسيح عليه السلام سفر الرؤيا،ولكن السؤال للنصارى هل ستقبلون تفسير المسيح بأن القساوسة والكهنة الذين يزعمون أن المسيح سيأتى ويظهر فى البرية هم الانبياء الكذبة،هل سترضون بهذا؟ هى الحقيقة على كل حال،والحمد لله رب العالمين وسلاما على من أتبع هدى المرسلين وإمام المرسلين محمد الامين صلى الله عليه وسلم.