المسيح عليه الصلاة والسلام لم يكن هو النبي حجر الزاوية لأنه كان نبي مرسل الى بنى اسرائيل فقط وهذه هي الأدلة

المقدمة :-

يعتقد البعض أن بولس كان يبشر بين الأمميين ولكن فى هذا البحث تحليل جميع الرسائل والأناجيل التي قدسها المسيحيين فكانت النتيجة هى أن بولس نفسه لم يبشر أبدا بين أمميين وأن جميع الرسائل المنسوبة اليه والى تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام وكذلك الأناجيل كانت موجهة إلى بني إسرائيل ولكن علماء المسيحية استغلوا خلط المفاهيم فى دلالات الكلمات وعدم معرفة أتباعهم بطريقة تحدث اليهود في الفترة الهلنستية وأوهموا الناس بعالمية رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام فقد كان اليهود في تلك الفترة يطلقون على بني جلدتهم من بني إسرائيل أسماء الموطن الذي عاشوا فيه نتيجة لشتاتهم فكان الإسرائيلي الذي تشتت وعاش في قبرص يتم اطلاق مسمى قبرصى عليه والذى تشتت في بلاد الرومان يطلق عليه روماني وهكذا مع الباقي ، كما أطلق اليهود على بني جلدتهم ممن تشبهوا باليونانيين مسمى يوناني ، أما اليوناني الحقيقي فقد كانوا يطلقون عليه مسمى أممي ، ففي الحقيقة أن بولس كان ترحاله وسفره من أجل بني إسرائيل في الشتات


و الأمر يتلخص في :-
فى فترة من تاريخ بنى إسرائيل انقسم الأسباط الاثني عشر إلى مملكتين هما مملكة إسرائيل الشمالية وكانت تضم عشرة أسباط ، ومملكة يهوذا فى الجنوب وكانت تضم سبط يهوذا وسبط بنيامين وبعض من اللاويين ، وكانت المملكتين فى أغلب الأوقات فى عداء شديد


وكانت مملكة إسرائيل الشمالية أشد كفرا من مملكة يهوذا والتي كانت فى أحيان كثيرة تعبد الله عز وجل عبادة صحيحة

وكان الله عز وجل يبعث الرسل إلى بني إسرائيل لإعادتهم إلى العبادة الصحيحة ، وكان بعض من هؤلاء الأنبياء مرسل الى مملكة واحدة بدون الأخرى خاصة مع حدوث تشتت مملكة إسرائيل الشمالية قبل مملكة يهوذا على يد ملك آشور ، وعند عودة جزء كبير من نسل مملكة يهوذا (سبطين ونصف) من السبي البابلي ظل يراودهم حلم تجميع كل أسباط بني إسرائيل مرة أخرى فى مكان واحد وإلى عبادة الله الواحد الأحد ، ولكن بمرور الزمان عاد الفساد ليدب بين العائدين من السبي البابلي وحدثت مقاومة عنيفة من المتمسكين بدينهم ضد هؤلاء الذين انجذبوا إلى الفساد المتمثل فى التشبه باليونانيين الوثنيين ولكن زاد هذا الفساد وبدأ يصل إلى نسل المتمسكين بدينهم وأصبح التمسك بالدين في الظاهر فقط وبما لا يؤثر على حبهم فى زينة الحياة الدنيا
وانقسم بنو إسرائيل فى تلك الفترة إلى يهود وهم المتمسكين بتقليد الأجداد ، و يهود يونانيين (واختصارا كان يسميهم كتبة الأناجيل بـ يونانيين ) حيث كانوا من بني إسرائيل المتشبهين باليونانيين فى ثقافتهم و وثنيتهم


فأرسل الله عز وجل سيدنا زكريا وسيدنا يحيى والمسيح عليهم صلوات الله وسلامه

فكان المسيح عليه الصلاة والسلام مرسل إلى كل أسباط بنى إسرائيل سواء المقيمون فى فلسطين وأغلبهم من ذرية مملكة يهوذا والى أيضا باقي الأسباط العشرة المشتتيين فكرا ومكانا ولذلك ظن البعض من المسيحيين بعد أن توفاه الله عز وجل أنه هو النبي حجر الزاوية على أساس فهم خاطئ منهم أن حجر الزاوية هو من يلم شمل كل أسباط بنى إسرائيل ولم يكن فى فكرهم العالم
ولكن الجميع كان يعرف أن المسيح عليه الصلاة والسلام هو نبي مرسل إلى الأسباط الاثني عشر الاسرائيليين ولم يكن مرسل الى العالم و نصوص الأناجيل تشهد بذلك


ثم ظهر البعض زعموا أنهم من أتباعه وبدأوا فى تحريف دينه شيئا فشيئا فنشأ بينهم وبين المتمسكين بدينه صراعات ونزاعات

وكانوا جميعا باختلاف طوائفهم من بنى اسرائيل فظن البعض أن سبب دخول الفلسفات اليونانية فى المسيحية هم الأمميون ولكن الحقيقة أن سببها هم اليهود المتشبهين باليونانيين فلم يكن هناك إيمان للأمميين فى العصور المسيحية الأولى وهذا هو ما يتضح عند تحليل جميع الرسائل و أناجيل العهد الجديد وهو ما أتناوله فى هذا البحث فى صورة سلسلة مواضيع

حتى جاء الإمبراطور الروماني قسطنطين فى القرن الرابع الميلادي

واتبع فكر طائفة من طوائف المسيحيين فى ذلك الوقت ومزجها بأفكار وثنية ثم أراد نشر هذا الدين على العالم مثل ما فعله ملوك اليونانيين (مكابيين الأول 1: 43) ولذلك تم وضع نصوص زائفة تزعم بأن المسيح عليه الصلاة والسلام أوصى التلاميذ قبل ارتفاعه بأن يذهبوا ويكرزوا الى كل الخليقة وتم تحريف كلمة (الأمة) فى بعض الرسائل المنسوبة إلى بولس وتحويلها إلى (الأمم) ولذلك نجد تضارب بين المخطوطات حول تلك الكلمة وجعلوا من بولس بدلا من رسول الأمة إلى رسول الأمم وزيفوا دلالة كلمة (اليونانيين) وأدخلوا الوهم إلى الناس بأن المقصود من تلك الكلمة فى الزمان الماضي الوثنيين متلاعبين بصيغتين لتلك الكلمة فى اللغة اليونانية (الهيلنيين والهلينستيين) بينما كان المقصود فئة من بني إسرائيل أخذت مواطنة اليونانيين الحقيقيين وتشبهت بهم ، وانتشر هذا الفكر فى عهد الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس الأول وجعله دين وحيد للإمبراطورية الرومانية وقام اضطهاد كل من خالف هذا الفكر


ولكن ظلت دائما نصوص ما جمعوه من كتب وقدموه للناس تدل على أنه كتابهم المقدس شاهدا على أن أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام لمدة ثلاث قرون على الأقل كانوا من بني إسرائيل فقط

ولم يكن هناك كرازة إلى باقي الأمم وكانوا يعلمون أنه ليس هو النبي المرسل إلى العالمين والذي تحدث عنه (إشعياء 42)

وفى الحقيقة فان المسيح عليه الصلاة و السلام لم يكن هو النبي الخاتم المرسل إلى العالم فلم ينطبق عليه أوصاف هذا النبي وإحدى هذه الأوصاف هو عالمية الرسالة فلم تكن رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام عالمية وإنما كانت لبني إسرائيل فقط


وهذه هي الأدلة :-