الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية

صفحة 1 من 3 1 2 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 26

الموضوع: الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية

    بســـــــــــــم اللـــــــــه الرحمن الرحيم

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    " إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ ... أو علمٍ ينتفعُ به ... أو ولدٍ صالحٍ يدعو له " ... الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم -المصدر: صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 1631 خلاصة حكم المحدث: صحيح

    نعم إذا مات الانسان يتوقف في الحال تدفق إيداعاته في حساب رصيده في بنك الآخرة ... بل ويجمّد هذا الرصيد فوراً ويرفع من الخدمة ... ولكن أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المذكور بإمكانية استمرارية تغذية هذا الرصيد من خلال ثلاث منابع لا رابع لها ... وأحد هذه المنابع " علمٍ ينتفعُ به " ... ولذلك أسأل الله أن يجعل ثواب هذا العلم يصل الى رصيد كل صاحب فضل تحت التراب على كاتب هذه السطور.

    مقدمة

    لا أدرى لماذا تصر بعض المواقع التنصيرية على محاولاتها المستمرة لهدم دين الإسلام أولاً ومن ثم بناء دين النصرانية على أنقاضه ... أي باتباع اسلوب
    " لأن تبيض صفحتك يجب ان تسود صفحات الآخرين " !!!! وهو أمر لم يتبعه السيد المسيح عليه السلام نفسه وقت دعوته ... ولا يَرضى بالطبع ان يتبعه أي أحد من الذين ينتسبون الى شريعته السمحاء ... وإننا نود أن نهمس في أذن كاتب هذه الانتقادات بأن لا يشغل نفسه بالطعن في القرآن الكريم ... فهو كتاب لا يؤمن به سيادته ... وبالتالي فليس هناك ما يدعوه لأن يشغل باله وتفكيره ووقته بالبحث فيه ... وعليه أن يدعه لمن شاء أن يؤمن به ... وذلك حتى يتفرغ سيادته للتركيز والبحث والدراسة في كتابه المقدس ... وعليه أن يركز فقط في عرض ما في معتقده هو وليس غير ذلك ... لأن العقيدة الصحيحة لا تحتاج لنشرها الا للطرح الموضوعي والصحيح لها دون الحاجة الى تجريح الآخر ... وفى النهاية يُترك الخيار للقارئ ... " فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " الكهف 29
    هذا وسنقوم بإذن الله بالرد على تلك الانتقادات التي صاغها السيد الناقد على هيئة أسئلة حتى يقف الجميع على حقيقة ما طُرح ... وسيلمس القارئ الذكي مدى التجني على الإسلام ... وايضاً مدى عظمته ... وانه رسالة السماء الأخيرة للأرض ولا شك ... هذا وسنتبع النهج الراقي في الرد بعدم المساس او تجريح للآخر ...
    " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " النحل 125




    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 1: جاء في سورة الأعراف 148 " وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ " ... وجاء في سورة طه 87-88" قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ ... فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ "
    والناقد يسأل: من أين استقى القرآن هذا الخبر الذي ليس له أساس تاريخي ؟؟؟ وهل من المعقول أن العجل الذهبي يخور كالعجل الطبيعي ؟؟؟ وهل يتمنّى السامري المزعوم ذلك ... ويطلبه هارون من الله ... فيوافق الله على تحسين الصنم فيخور ليغري الناس ليعبدوه مِن دون الله ؟؟؟ فهل صار السامري وهارون والله شركة متحدة في صنع الصنم !!!


    § قال تعالى
    " وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ " فاطر 43 ... أي أن ضرر المكر السيئ لا يصيب إلا من دبروه ... وبهذا المعنى قال الشاعر: " ومن يحتفر بئرا ليوقع غيره ... سيقع يوما في الذي هو حافرُ " ... ويقول العامة " من حفر حفرة لأخيه ... وقع فيها " ...

    §
    إن الناقد ودون أن يدري أصاب نفسه في مقتل ... وكيف ؟؟؟ انه وجه انتقاداته لقصة قوم موسى مع العجل الذهبي على نحو ما كتبت في كتابه المقدس لأن فطرته لم تقبلها !!! ظناً منه أنها هي الواردة في القرآن الكريم ... ولم يدري أن هذه القصة قد ذكرها القرآن الكريم ولكن بعد تصحيح وتصويب ما ذكر في الكتاب المقدس عنها ... فأصبحت تتفق وتتمشى مع العقل والمنطق ... فكيف ذلك ؟؟؟

    §أولاً: قصة قوم موسى مع العجل الذهبي كما وردت في الكتاب المقدس

    § صعد موسي الي الجبل ليتلقى الشريعة من الله حيث مكث 40 يوماً ... وعندما شعر بنو إسرائيل بتأخره ... طلبوا من هارون عليه السلام ان يصنع لهم إلهاً ... فطلب منهم حُليّهم ... وصهرها ... ثم صنع لهم منها عجلا ليعبدوه ... فقالوا هذا إله إسرائيل الذي أخرجنا من مصر ... ثم بنى لهم هارون بعد ذلك مذبحاً ليكون معبداً لهذا الصنم ... وحدد لهم اليوم التالي ليكون عيداً لهذا الإله ... فاحتفلوا به !!! اسمع لما ورد في سفر الخروج بهذا الشأن !!!!
    " وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى أَبْطَأَ فِي النُّزُولِ مِنَ الْجَبَلِ ... اجْتَمَعَ الشَّعْبُ عَلَى هَارُونَ وَقَالُوا لَهُ: «قُمِ اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا ... لأَنَّ هذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ» ... فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ: «انْزِعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَاتُونِي بِهَا» ... فَنَزَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ وَأَتَوْا بِهَا إِلَى هَارُونَ ... فَأَخَذَ ذلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالإِزْمِيلِ، وَصَنَعَهُ عِجْلاً مَسْبُوكًا ... فَقَالُوا: «هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ» ... فَلَمَّا نَظَرَ هَارُونُ بَنَى مَذْبَحًا أَمَامَهُ، وَنَادَى هَارُونُ وَقَالَ: «غَدًا عِيدٌ لِلرَّبِّ» ... فَبَكَّرُوا فِي الْغَدِ وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَدَّمُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ ... وَجَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ. " سفر الخروج 32/1-6

    §
    فلما علم الله بذلك حينما كان موسى في حضرته أخبره بذلك ... وأعلمه بفساد شعبه ... " َقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اذْهَبِ انْزِلْ ... لأَنَّهُ قَدْ فَسَدَ شَعْبُكَ الَّذِي أَصْعَدْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. " سفر الخروج 32/7 ... ثم أخبر الله موسى بأن يتركه حتى يعد الله عدته ليفنى هذا الشعب الضال !!! " وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: فَالآنَ اتْرُكْنِي لِيَحْمَى غَضَبِي عَلَيْهِمْ وَأُفْنِيَهُمْ ... فَأُصَيِّرَكَ شَعْبًا عَظِيمًا». سفر الخروج 32/9-10 ... فاسمع أيها القارئ الكريم ماذا حدث ؟؟؟ " فَتَضَرَّعَ مُوسَى أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِهِ ... وَقَالَ: «لِمَاذَا يَا رَبُّ يَحْمَى غَضَبُكَ عَلَى شَعْبِكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَيَدٍ شَدِيدَةٍ ؟؟؟ ... لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ الْمِصْرِيُّونَ قَائِلِينَ: أَخْرَجَهُمْ بِخُبْثٍ لِيَقْتُلَهُمْ فِي الْجِبَالِ ... وَيُفْنِيَهُمْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ ؟؟؟ اِرْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ، وَانْدَمْ عَلَى الشَّرِّ بِشَعْبِكَ. " سفر الخروج 32/11-12 !!! فاسمع أيها القارئ الكريم ماذا كان جواب الرب سبحانه وتعالى على معاتبة موسى له ؟؟؟ " فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ. " سفر الخروج 32/10 ... إننا لن نعقب على ذلك ولكننا سنترك التعليق للقارئ الكريم ...

    §
    ولكن من ناحية أخرى فإن الكتاب المقدس نفسه ... يبرهن على أن هارون عليه السلام لا يمكن أن يكون هو ذلك الشخص الذي ارتكب جريمة صنع العجل الذهبي لبنى إسرائيل حتى يعبدوه من دون الله ... وذلك للأسباب التالية:

    1. إذا كان هارون هو الذي صنع هذا العجل الذهبي ... فلماذا لم تطبق عليه عقوبة القتل التي فرضها الله على كل من عبد هذا الصنم ؟؟؟
    «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: ضَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ عَلَى فَخْذِهِ وَمُرُّوا وَارْجِعُوا مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ فِي الْمَحَلَّةِ، وَاقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ ... فَفَعَلَ بَنُو لاَوِي بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى ... وَوَقَعَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ رَجُل.». سفر الخروج 32/27-28

    2.
    كيف يعقل أن يصطفى الله بشراً ليكون نبياً له ... فيصنع الأوثان والتماثيل ويشرك بالله ؟؟؟ فهل الله لا يحسن اختياره ؟؟؟ الا يعلم الله بعلمه الأزلي أن هارون سيضل بنى اسرائيل بهذا الاسلوب فلا يختاره لشرف تبليغ رسالته ؟؟؟ " وَقَالَ الرَّبُّ لِهَارُونَ: «اذْهَبْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لاسْتِقْبَالِ مُوسَى» ... فَذَهَبَ وَالْتَقَاهُ فِي جَبَلِ اللهِ وَقَبَّلَهُ ... فَأَخْبَرَ مُوسَى هَارُونَ بِجَمِيعِ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي أَرْسَلَهُ، وَبِكُلِّ الآيَاتِ الَّتِي أَوْصَاهُ بِهَا ... ثُمَّ مَضَى مُوسَى وَهَارُونُ وَجَمَعَا جَمِيعَ شُيُوخِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ... فَتَكَلَّمَ هَارُونُ بِجَمِيعِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى بِهِ، وَصَنَعَ الآيَاتِ أَمَامَ عُيُونِ الشَّعْبِ ... فَآمَنَ الشَّعْبُ. " سفر الخروج 4/27-31

    3. جاء في الكتاب المقدس ما يفيد تكريم هارون عليه السلام تكريماً عظيمًا ... فقد مسحه كاهن وصب من دهن المسحة على راس هارون ومسحه لتقديسه ... ورد في
    اللاويين 8/12" وَصَبَّ مِنْ دُهْنِ الْمَسْحَةِ عَلَى رَأْسِ هَارُونَ وَمَسَحَهُ لِتَقْدِيسِهِ. "

    4.
    جعل الله من نسل موسى أنبياء ورسلا مثل: زكريا، ويحيى، وعيسى عليهم جميعاً السلام ... فكل هذا يدل دلالة قاطعة على أن هارون أخيه عليه السلام كان نبياً تقياً لا يمكن ان يصدر منه جريمة صنع العجل الذهبي وعبادته !!!
    +
    5. مما تقدم فلا يعقل أن يكون هارون عليه السلام هو الذي صنع العجل الذهبي لبنى اسرائيل ليعبدوه ... ولكن الذي يعقل أنه عندما وصل الى علم كاتب هذا السفر هذه القصة بعد أن تناقلتها الأجيال جيل بعد جيل ... ربط الكاتب بين صانع العجل وبين عتاب ولوم موسى عليه السلام لهارون ...
    " وَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «مَاذَا صَنَعَ بِكَ هذَا الشَّعْبُ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيْهِ خَطِيَّةً عَظِيمَةً؟» سفر الخروج 32/21 ... فظن الكاتب ان صانع العجل هو هارون فألصق هذه الجريمة بهارون عليه السلام ... حاشاه ...

    §
    ثانياً: قصة قوم موسى مع العجل الذهبي كما وردت في القرآن الكريم

    §
    واعد الله موسى بالمناجاة وإعطاءه التوراة ... وقال موسى لأخيه هارون حين توجه للمناجاة: كن خليفتي في قومي، وأصلح ما يحتاج إلى الإصلاح من أمورهم ... واحذر أن تتبع طريق المفسدين ... " وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ " الأعراف 142 ... ثم ماذا ؟؟؟ " وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ "الأعراف 148 ... فما تفسير ذلك كما ورد في تفسير المنتخب ؟؟؟

    § " وبعد أن ذهب موسى إلى الجبل لمناجاة ربه ... اتخذ قومه من حليهم المخصصة للزينة جسما على صورة العجل الذي لا يعقل ولا يميز ...
    له صوت يشبه صوت البقر ... مما أودع فيه من الصناعة ومرور الريح بداخله ... وقد صنعه لهم السامري وأمرهم بعبادته ... يا لسفاهة عقولهم ... ألم يروا حين اتخذوه إلها وعبدوه أنه لا يكلمهم ولا يقدر على هدايتهم إلى طريق الصواب !!! إنهم ظلموا أنفسهم بهذا العمل الشنيع ... انتهى تفسير المنتخب

    §
    ثم ماذا ؟؟؟ نذهب لنكمل الأحداث مع آيات سورة طه ... " فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89) وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) ... فما تفسير هذه الآيات كما ورد في تفسير المنتخب ؟؟؟

    86- فعاد موسى إلى قومه في غضب شديد وحزن مؤلم ، وخاطب قومه - منكراً عليهم - بقوله : لقد وعدكم ربكم النجاة والهداية بنزول التوراة ، والنصر بدخول الأرض المقدسة ، ولم يطل عليكم العهد حتى تنسوا وعد الله لكم ، أردتم بسوء صنيعكم أن ينزل بكم غضب الله بطغيانكم الذى حذركم منه ، فأخلفتم عهدكم لي بالسير على سنتي والمجيء على أثرى.

    87-
    قال قوم موسى معتذرين : لم نتخلف عن موعدك باختيارنا ، ولكننا حُمِّلنا حين خرجنا من مصر أثقالا من حِلْى القوم ، ثم رأينا - لشؤمها علينا - أن نتخلص منها ، فأشعل السامري النار في حفرة ورمينا فيها هذه الأثقال ، فكذلك رمى السامري ما معه من الحلى.

    88- فصنع السامري لهم عجلا مجسماً من الذهب ، يمر الريح في جوفه فيكون له صوت يسمع كخوار البقر ، لتتم الخديعة به ، ودعاهم إلى عبادته فاستجابوا ، وقال هو وأتباعه : هذا معبودكم ومعبود موسى ... فنسى أنه يسهل بالتأمل والاستدلال على أن العجل لا يكون إلهاً.

    89-
    لقد عميت بصائرهم حين يعتبرون هذا العجل إلهاً !!! أفلا يرون أنه لا يرد على أقوالهم، ولا يستطيع أن يدفع عنهم ضراً، ولا أن يجلب لهم نفعاً.

    90-
    وكان هارون مقيماً فيهم - حين قيام هذه الفتنة - ولقد قال لهم قبل رجوع موسى - عليه السلام - : يا قوم ، لقد وقعتم في فتنة السامري بهذا الباطل ، وإن إلهكم الحق هو الله الرحمن دون سواه ، فاتبعوني فيما أنصحكم به ، وامتثلوا رأيي بالامتناع عن هذه الضلالة.

    91- قالوا: سنظل مستمرين على عبادة هذا العجل إلى أن يعود موسى إلينا. انتهى تفسير المنتخب

    §
    فماذا فعل موسى عليه السلام مع السامري الذي صنع هذا العجل الصنم لعبادته ؟؟؟ نذهب الى آيات سورة طه ..." قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98) ...فما تفسير هذه الآيات كما ورد في تفسير المنتخب ؟؟؟

    95- قال موسى - عليه السلام - للسامري: ما هذا الأمر الخطير الذى يُعد خَطْباً ووقعت فيه.

    96-
    قال السامري لموسى: عرفت من حذق الصناعة وحِيَلِها ما لم يعلمه بنو إسرائيل ، وصنعت لهم صورة عجل له هذا الصوت ،وقبضت قبضة من أثر الرسول فألقيتها في جوف العجل ، تمويهاً على الناس، وكذلك زَيَّنت لي نفسى أن أفعل ما فعلت.

    97- قال موسى للسامري: اخرج من جماعتنا ، وابعد عنا ، وإن جزاءك في الدنيا أن تهيم على وجهك ، وينفر الناس منك ، حتى لا تكون بينك وبينهم صلة ، فلا يقربك أحد ، ولا تقترب أنت من أحد ، وإن لعذابك في الآخرة موعداً محدداً لا تستطيع الفرار منه ، وندد موسى به وبإلهه قائلا: انظر الآن ماذا نصنع بإلهك الذى عكفت على عبادته ، وفتنت الناس به ، لنحرقنه ثم لنذروه في البحر ذروا.

    98-
    وقام موسى بإنجاز ما قال ، ثم اتجه إلى بنى إسرائيل بعد هذه العبرة قائلا لهم: إن إلهكم الواحد ، هو الذى لا يُعبد بحق سواه ، وقد أحاط علمه بكل شيء مما كان ومما سيكون. انتهى تفسير المنتخب

    §
    مما تقدم يتضح أن القران الكريم قد صحح وصوّب ما ذكره الكتاب المقدس في أحداث هذه القصة فأصبحت تتمشى مع العقل والمنطق ... وأجاب في نفس الوقت على أسئلة الناقد التي طرحها على النحو الآتي:

    1.
    الناقد يسأل: من أين استقى القرآن هذا الخبر الذي ليس له أساس تاريخي ... والرد أنه استقاه من نفس المصدر الذي استقى منه موسى نفس الخبر أيضاً ... وهو الله رب العالمين ... ولكن القارئ الذكي سيلاحظ بالطبع أن احداث هذا الخبر حسب نصوص القرآن تتمشى وتتفق مع العقل والمنطق ... بينما لا تحظى نصوص التوراة لنفس الخبر بمثل ذلك !!!

    2.
    الناقد يسأل:وهل من المعقول أن العجل الذهبي يخور كالعجل الطبيعي ؟؟؟ الإجابة لا بالطبع ... حيث أن خوار العجل الذهبي صناعي ناتج عن مرور الريح في جوف هذا الصنم فيكون له صوت يُسمع كخوار البقر ... لتتم الخديعة به ... " وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ " الأعراف 148 ... ولما دعاهم السامري إلى عبادة هذا الصنم استجابوا له ... الأمر الذي يدل على سفاهة وتفاهة عقل كل من يعبد أي صنم ... ومن ثم سهولة خداعه ..." أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ " الأعراف 148

    3. الناقد يسأل: وهل يتمنّى السامري المزعوم ذلك ... ويطلبه هارون من الله ... فيوافق الله على تحسين الصنم فيخور ليغري الناس ليعبدوه مِن دون الله ؟؟؟ والإجابة وكما وضح من نصوص القرآن الكريم بعاليه ... أن السامري لم يطلب من هارون أي شيء يتعلق بجريمة صنع العجل الذهبي ... ولم يطلب هارون من الله أي شيء يتعلق بهذا العجل المصنوع أيضاً ... كما حاول الناقد أن يوهم القارئ السطحي بذلك ... بل إن الشخص الوحيد الذي تفرد بجريمة صناعة العجل وطلب عبادته هو السامري !!! أما موقف هارون من جريمة صنع العجل وعبادته ... فواضح مدى رفضه لذلك ... ونُصْحِهِ لقومه بأنهم وقعوا بتلك الجريمة في فتنة
    " وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي " طه 90 ... فماذا كان ردهم على نصيحة هارون بعدم عبادة العجل " قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى " طه 91

    4.
    والناقد يسأل:هل صار السامري وهارون والله شركة متحدة في صنع الصنم !!! وللإجابة فإننا نكرر أنه حسب نصوص القرآن الكريم فإن الشخص الوحيد الذي تفرد بجريمة صناعة العجل وطلب عبادته هو السامري ... أما حسب نصوص الكتاب المقدس فإن الشخص الوحيد الذي تفرد بجريمة صناعة العجل وطلب عبادته هو نبي الله هارون ... حاشاه.

    5. إن سؤال الناقد عن الشركة الثلاثية المتحدة في صنع الصنم (الله – هارون – السامري) لا علاقة للقرآن به !!! ولكن هذا السؤال طُرح بالطبع نتيجة تأثر الناقد بصُلب عقيدته ... بأن كينونة الله وذاتيته عبارة عن شركة مساهمة ثلاثية ومتحدة ... والمساهمون فيها كل من الآب والابن والروح القدس ... ليشكلوا بذلك كيان الله في النهاية ... واستبعاد أي مساهم من هؤلاء المساهمين يخل بالطبع بمنظومة كيان الإله ... هذا ولا أحد يعلم نصيب أو حصة أي منهم في أسهم تلك الشركة !!!


    " فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ ... وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. "رسالة يوحنا الأولى 5 / 7
    ملف مرفق 16540



    ملف مرفق 16541


    ملف مرفق 16542



    واللـــــــــــــه سبحانه وتعالى أعلم وأعظم

    يتبع بإذن اللـــــــــــه وفضله





    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 2: جاء في سورة ص 34-35 " وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ... قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ "
    ثم قال الناقد: إن المفسرين المسلمين قالوا إن سليمان قتل ملك صيدون وأخذ بنته جرادة لجمالها ... فكانت تبكي في بيت سليمان على أبيها ... فأوصى سليمان الشياطين فعملوا تمثالا لأبيها وضعته أمامها وكانت تسجد له أربعين يوماً ... وكان لسليمان خاتم يلبسه ... وكان إذا دخل للطهارة يعطيه لزوجته أمينة !!! فمرة دخل للطهارة وظهر الشيطان لأمينة في شكل سليمان وأخذ الخاتم وجلس على سرير الملك وتزوج بنساء سليمان !!! واستمر في المُلك أربعين يوماً ... وسليمان مطرود يستنكره كل من رآه ... وطار الشيطان وسقط منه الخاتم في البحر ... وصاد الصيادون سمكاً وأعطوا سليمان سمكتين أجرة له على خدمته في حَمل السمك ... فوجد الخاتم في جوف السمكة ولما لبسه عاد إليه الملك !!! فما معنى هذا الخاتم السحري الذي من يلبسه من الإنس أو الجن يصير ملكاً ؟؟؟ وكيف يتزوج الشيطان النساء وهو من الأرواح ؟؟؟ ومتى كان سليمان الملك شحاذاً وحمّال سمك أربعين يوماً ؟؟؟
    § إِنَّ ما قاله السيد الناقد عن تفسير تلك الآيات ... هو كلامَ لم يَرِدْ في كتابِ الله، ولا في حديثِ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم ... ولم يقلْه أحد من الصحابةِ أَو التابعين ... ولذلك فهو من الإِسرائيلياتِ والخرافاتِ والأَساطيرِ الباطلة ... والتي لا يَجوزُ أَنْ نُفَسِّرَ بها كلامَ الله ... أو أن تنسب لنبي الله سليمان عليه السلام الذي قال القرآن الكريم عنه:
    " وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ " ص 30 ... (الأوبة = التوبة والإنابة، وإظهار كمال الافتقار إلى الله تعالى في كل شأن وفي كل حال) ... هذا وقد رد العلماء والمحققون من العلماء على هذه الخرافات كابن كثير، والرازي ... وغيرهما من العلماء.

    §
    وإذا كان بعض المفسرين قد ذكروا ما قاله الناقد ... فإن ذلك كان من قبيل التعريف بما قاله اليهود في هذا الصدد ... وليس لأنه هو الوارد في كتاب الله أو حديث لرسوله أو قول للصحابة أو التابعين ... هذا وقد ورد في تفسير تادرس يعقوب لسفر الملوك الأول 11/ 42 أنه: " يعتقد البعض بأنَّه كان لسليمان خاتم سحري يمارس به السحر ويشفي المرضى ... إلخ ".

    §
    وإذا اطلعنا على عدد مما ذكرته كتب التفسير للآية 34 من سورة ص التي استدل بها الناقد ... سنجد:

    مختصر تفسير ابن كثير
    يَقُولُ تَعَالَى:
    {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ} أَيِ اخْتَبَرْنَاهُ بِأَنْ سَلَبْنَاهُ الْمُلْكَ ...{وَأَلْقَيْنَا على كرسيه جسداً} ... (رويت عدة روايات مطولة عن موضوع (فتنة سليمان) وكلها إسرائيليات ... ومن أغربها وأنكرها ما رواه ابن أبي حاتم إن سليمان عليه السلام أراد أَنْ يَدْخُلَ الْخَلَاءَ ... فَأَعْطَى الْجَرَادَةَ خَاتَمَهُ وَكَانَتِ أحب نسائه إليه ... فجاءها الشيطان بصورة سليمان فقال لها: هاتي خاتمي، فظنته سليمان فَأَعْطَتْهُ إِيَّاهُ، فَلَمَّا لَبِسَهُ دَانَتْ لَهُ الْإِنْسُ والجن والشياطين ... وكل هذه القصص لا تصح لأنها من الإسرائيليات وقد ذكرها ابن كثير وبيّن غرابتها ونكارتها، ولذلك ضربنا صفحاً عنها) ... انتهى مختصر تفسير ابن كثير

    صفوة التفاسير
    قال ابن كثير: «وقد ِأورد بعضُ المفسرين أثاراً كثيرة عن جماعةٍ من السلف ... وأكثرها أو كلُّها متلقاه من الإِسرائيليات، وفي كثير منها نكارة شديدة» ... واختار الإِمام الفخر أن الفتنة المذكورة في الآية الكريمة يقصد بها فتنته في جسده ... حيث إن سليمان ابتلي بمرضٍ شديد نحل منه وضعف ... حتى صار لشدة المرض كأنه جسد ملقى على كرسي ... قال والعرب تقول في الضعيف: إنه لحم على وضم ... وجسم بلا روح ... ثم أناب أي رجع إلى حالة الصحة ... انتهى تفسير صفوة التفاسير

    ظلال القران
    § وعن الجسد الذي ألقي على كرسي سليمان ... كلتاهما إشارتان لم تسترح نفسي لأي تفسير أو رواية مما احتوته التفاسير والروايات عنهما ... فهي إما إسرائيليات منكرة، وإما تأويلات لا سند لها ... ولم أستطع أن أتصور طبيعة الحادثين تصورا يطمئن إليه قلبي، فأصوره هنا وأحكيه.

    §
    ومن ثم لا يستطيع متثبت أن يقول شيئا عن تفصيل هذين الحادثين المشار إليهما في القرآن ... وكل ما نخرج به هو أنه كان هناك ابتلاء من الله وفتنة لنبي الله سليمان عليه السّلام في شأن يتعلق بتصرفاته في الملك والسلطان ... كما يبتلي الله أنبياءه ليوجههم ويرشدهم ... ويبعد خطاهم عن الزلل ... وأن سليمان أناب إلى ربه ورجع، وطلب المغفرة واتجه إلى الله بالدعاء والرجاء: «قالَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ» ص 35 ... انتهى تفسير الظلال

    تفسير الرازي
    § اعلم أن هذه الآية شرح واقعة ثانية لسليمان عليه السلام واختلفوا في المراد من قوله:
    {وَلَقَدْ فَتَنَّا سليمان} ...ولأهل الحشو والرواية فيه قول ... ولأهل العلم والتحقيق قول آخر ... أما قول أهل الحشو فذكروا فيه حكايات (ثم ذكر الرازي خمس حكايات من ضمنها الحكاية التي ذكرها الناقد) ...

    §
    ثم قال الرازي:واعلم أن أهل التحقيق استبعدوا هذا الكلام من وجوه ... الوجه الأول: أن الشيطان لو قدر على أن يتشبه بالصورة والخلقة بالأنبياء، فحينئذ لا يبقى اعتماد على شيء من الشرائع ... فلعل هؤلاء الذين رآهم الناس في صورة محمد وعيسى وموسى عليهم السلام ما كانوا أولئك ... بل كانوا شياطين تشبهوا بهم في الصورة لأجل الإغواء والإضلال، ومعلوم أن ذلك يبطل الدين بالكلية ...

    §
    والوجه الثاني:أن الشيطان لو قدر على أن يعامل نبي الله سليمان بمثل هذه المعاملة لوجب أن يقدر على مثلها مع جميع العلماء والزهاد، وحينئذ وجب أن يقتلهم وأن يمزق تصانيفهم وأن يخرب ديارهم ... ولما بطل ذلك في حق آحاد العلماء ... ولأن يبطل مثله في حق أكابر الأنبياء أولى ... والوجه الثالث: كيف يليق بحكمة الله وإحسانه أن يسلط الشيطان على أزواج سليمان ؟؟؟ ولا شك أنه قبيح ... انتهى تفسير الرازي

    §
    ومن ناحية أخرى فإنه من غير المنطق صحة ما ادعاه الناقد للأسباب التالية على سبيل المثال لا الحصر:

    1. لما أقسم إبليس بعزة الله ليغوين الناس أجمعين ... أجابه الله بقوله:
    " إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ " الحجر 42 ... وسليمان عليه السلام هو نبي من انبياء الله المصطفين الأخيار من بين سائر البشر ... وقد شهد الله لسليمان بمقام العبودية الصالحة لله ... فقال عنه: " وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ " ص 30 ... فكيف يتسلط الشيطان إذن على كرسي سليمان مع أنه لا سلطان له عليه.

    2.
    ادعاء الناقد مبنى على أن ملك سليمان عليه السلام مرتبط بخاتمه ... فما دام معه الخاتم فالملك ثابت مستقر له ... وإن فقد الخاتم سلب منه الملك ... وليس لهذا سند من العقل أو النقل ... فالعقل يستبعد أن يرتبط ملك سليمان بخاتمه ... كما أنه لم يرد عن الله عز وجل ولا عن نبيه صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن ملك سليمان عليه السلام مرتبط بخاتمه ... ولو كان في ذلك الخاتم السر الذي يقولون ... لذكره الله عز وجل في قرآنه الكريم !!!

    3.
    إن سياق هذه الآيات شاهد على بطلان هذه الأقوال ... ولماذا ؟؟؟ لأن الآيات السابقة واللاحقة على ذكر هذه الفتنة ... تنفى أن تكون هذه الفتنة على النحو الذي ورد في هذه الأقوال الباطلة ... فالآيات السابقة واللاحقة تحكي أمر الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالصبر على ما يقوله كفار قريش وغيرهم ... وأن يذكر من ابتلي فصبر من إخوانه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام (كداود وسليمان وأيوب) ليتأسى ويسترشد بهم ... ولا يتأتى الاسترشاد بأحد إلا وقد صدرت عنه الأعمال الفاضلة لا الأعمال المشينة ... مثل التي نسبت زوراً بالطبع لسليمان عليه السلام.

    §
    هذا وقد عرّف الإسلام الأنبياء بأنهم هم الذين اصطفاهم الله من البشر ... وطهرهم وعصمهم من الكبائر ونزههم عن المعاصي (لأنه من البديهي أن يحسن أي مرسل اختيار من يرسله لآخرين .... فما بالنا إذا كان الحال مع الله رب العالمين ومن يرسلهم) وذلك حتى يبلغوا بأمانة رسالة الله وينشروا تعاليمه بين البشر ... ويكونوا أيضا قدوة حسنة وصالحة لأتباعهم للاقتداء بهم كبشر مثلهم ... وبذلك أيضا يكون قد أغلق الطريق تماما على من يمكنه التحجج بأفعال الأنبياء المشينة إن وجدت (حاشاهم) ... " اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ " الحج 75

    §
    لكن من العجيب أننا نجد حال الأنبياء في الكتاب المقدس على النقيض من ذلك تماماً ... فقد نسب إليهم الكتاب المقدس كبريات الذنوب والمعاصي منها: (زنا محارم – زنى بحليلة الجار – القتل – السكر – الكفر بالله وعبادة الأصنام ... الخ) وكيف ذلك ؟؟؟

    1.
    نوح عليه السلام: شرب نوح الخمر فسكر وتعرى ورأى ابنه عورته فلعنه نوح ... سفر التكوين 9 /20 – 25
    2.
    لوط عليه السلام:شرب الخمر وسكر وزنا بالمحارم (بابنتيه) وحملتا سفاحا منه ... سفر التكوين 19 / 30 -36
    3.
    يعقوب عليه السلام
    ** مكر بابيه اسحق وسرق البركة من أخيه عيسو ...
    سفر التكوين 27 / 18 -40
    **
    صارع الرب وكاد أن يغلبه ... سفر التكوين 32 / 24 -30
    ** لطم الخدود وشق الجيوب وكفر بقضاء الله حين سمع بخبر أكل الذئب لابنه يوسف عليه السلام:
    سفر التكوين 27 /32 – 35
    4.
    موسى عليه السلام:
    **
    خان الله عز وجل هو وأخوه هارون ولم يقدسا الله تبارك وتعالى بين شعب إسرائيل كما أمرهما ...التثنية 32 /48 -51
    ** أساء الأدب مع الله وهو يخاطبه ...
    سفر الخروج 5/22-23
    5.
    هارون عليه السلام:صنع هارون العجل لبنى إسرائيل ثم عبدوه جميعا من دون الله ... سفر الخروج 32/1-6
    6.
    داود عليه السلام:
    ** يزني بحليلة جاره فتحمل منه ... فيخطط مؤامرة لقتل زوجها ليخفى جريمته ... ثم يقتله ويتزوجها ... وينجب منها سليمان عليه السلام !!!... ارجع للقصة كاملة في
    سفر صموئيل الثاني إصحاح 11
    **
    يقتل 200 من الفلسطينيين ويقطع غلفهم (أي حشفة ذكورهم) ليقدمهم مهرا لعروسه ميكال بنت شاول ... سفر صموئيل الأول 18/25 – 29
    ** يرقص بكل قوته أمام الرب ويتكشف فتحتقره امرأته ...
    سفر صموئيل الثاني 6/ 14 – 21
    **
    ينام في حضن فتاه عذراء غريبة عنه لتدفئه ... سفر الملوك الأول 1/ 1-4
    ** ينشر بالمناشير شعوبا كاملة – أطفالا ونساء وشيوخا ورجالا ...
    سفر الأيام الأولى 20/3-5
    7.
    سليمان عليه السلام:
    ** تزوج وعاشر العديد من النساء (1000 إمراه) مخالفا بذلك الشريعة ... وهؤلاء النساء أملن قلبه حتى كفر بالله وعبد الأصنام ...
    سفر الملوك الأول 11/1 -12
    8. اشعياء:

    **
    مشى عريانا وحافيا ثلاث سنوات ... سفر اشعياء 20 / 2 – 5
    9.
    إبراهيم عليه السلام:
    ** يضحى بشرفه وشرف زوجته ساره خوفا على نفسه من القتل ولتحقيق مكاسب دنيوية ... ويأمر زوجته بالكذب ... ارجع للقصة كاملة في
    سفر التكوين إصحاح 12
    كان هذا هو موجز الأنباء أما الأنباء بالتفصيل تجدها في الرابط

    http://www.ebnmaryam.com/vb/t188865-3.html




    واللـــــــــــــه سبحانه وتعالى أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللـــــــــــه وفضله



    التعديل الأخير تم بواسطة سيف الإسلام ; 07-11-2017 الساعة 08:48 PM
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 3: جاء في سورة الجمعة 8 ..." قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " ...ثم ذكر الناقد أنه جاء في حديث البخاري المروى عن السيدة عائشة رضى الله عنها ... " دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ المَدِينَةِ، فقالتا لي: إنَّ أهلَ القُبورِ يُعَذَّبونَ في قُبُورِهِم ... فكَذَّبْتُهُما ... ولَمْ أُنْعِمْ أَن أُصَدِّقَهُما ... فخَرَجَتا ... ودخَلَ علَيَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقلتُ له: يا رسولَ اللهِ ... إنَّ عَجوزَينِ وذَكَرْتُ له ... فقال: (صَدَقَتا ... إنَّهُم يُعَذَّبونَ عَذابًا تَسْمَعُهُ البَهائِمُ كُلُّها) ... فما رأيتُهُ بعدُ في صلاةٍ إلَّا تَعَوَّذَ مِن عَذابِ القَبرِ ...
    وروي عن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ العَجزِ والكسَلِ ... والجبنِ والهرَمِ وأعوذُ بِكَ من فتنةِ المَحيا والمماتِ ... وأعوذُ بِكَ مِن عذابِ القبرِ.
    وروي أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: إن العبدَ إذا وُضِعَ في قَبرِه، وتولى عنه أصحابَه ... وإنه ليسمعُ قَرْعَ نعالِهم ... أتاه ملكانِ ... فَيُقعَدانِه فيقولانِ: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجلِ (أى لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم) ... فأما المؤمنُ فيقولُ: أشهدُ أنه عبدُ اللهِ ورسولُه ... فَيُقالُ له: انظرْ إلى مقعدِكَ من النارِ ... قد أبدلك اللهُ به مقعدًا من الجنةِ ... فيراهما جميعًا ... وأما المنافقُ والكافرُ فَيُقالُ له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجلِ ؟؟؟ فيقولُ: لا أدري ... كنتُ أقولُ ما يقولُ الناسُ ... فَيُقالُ: لا دَريتَ ولا تَليتَ، ويُضْرَبُ بِمَطارِقَ من حديدٍ ضربةً ... فيصيحُ صيحةً ... يَسمعُها من يليِه غيرَ الثقلين.
    والناقد يسأل: إذا كان الميت يسمع ويتعذب في القبر فلماذا لا يسمع عذاب أهل القبر إلا البهائم ؟؟؟ وإذا كان أهل المقابر الذين يعترفون بنبوة محمد يُعفَون من العذاب فلماذا كان النبي نفسه دائماً يتعوَّذ من عذاب القبر ؟؟؟ لعل خرافة العجوزين (اللتين كذبتهما عائشة) ... تعود إلى أنهما سمعتا عن شخصٍ دُفن بسرعة بعد أن ظنوه مات ... ولما أفاق في القبر استغاث وليس من يغيث حتى مات ... فخرجت إشاعة إن أهل القبور يُعذبون.

    إن الآية التي استدل بها الناقد ليدلل على عذاب القبر ... " قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ "الجمعة 8 ... لا تتحدث ولا تشير الى عذاب القبر ... وتفسيرها ... " قل: إن الموت الذي تهربون منه لا مفرَّ منه ... فإنه آتٍ إليكم عند مجيء آجالكم ... ثم ترجعون يوم البعث إلى الله العالم بما غاب وما حضر ... فيخبركم بأعمالكم ... وسيجازيكم عليها. " التفسير الميسر


    لكن الآيةُ الصريحةِ في عذابِ القبر هي قولُ اللهِ عز وجل ... " وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ... النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ " غافر 45-46 ... وتفسير ذلك: ... وحلَّ بهم (أي بآل فرعون) سوء العذاب حيث أغرقهم الله عن آخرهم ... لقد أصابهم الغرق أولا وهلكوا ... ثم يُعذَّبون في قبورهم حيث النار ... يُعرضون عليها صباحًا ومساء إلى وقت الحساب ... ويوم تقوم الساعة يقال: أدخلوا آل فرعون النار؛ جزاء ما اقترفوه من أعمال السوء ... وهذه الآية أصل في إثبات عذاب القبر ... التفسير الميسر


    وعذاب القبر لمن يستحقه ثابت أيضاً من الأحاديث المذكورة وغيرها ... وهو من أمور الغيب ... التي لا طاقة للعقل في إدراكها ... ولا يمكنه أن يصل إلى كيفيتها ... وإنما يتوقف الإيمان به على النصوص الواردة ... ولذلك فعذاب القبر شاء أن يؤمن به من يشاء ... ويعتقد أنه خرافة ويتهكم عليه (كما فعل الناقد) من يشاء ... أسأل الله أن يبعدنا جميعاً والسيد الناقد عنه ...

    إن للأشرار في عقيدة الناقد عقاب ولن يُتركوا ... بل سَيَنَالهم بالطبع عذاب اليم ... كما ورد في كتاب سنوات مع أسئلة الناس ... أسئلة عقائدية ب -الأنبا شنودة الثالث ... يقول: حيث أن العذاب الفعلي الحقيقي يكون بعد القيامة والدينونة ... " فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ ... فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ ... وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ. " انجيل يوحنا 5/28-29 ... ولكنهم لا يذهبون بعد القيامة مباشرة، إلى الجزاء الأبدي، إنما لا بُدّ من الدينونة العامة قبل ذلك.


    وفي الدينونة العامة يقف الكل أمام الرب ليصدر حكمة ... " لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ ... لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ ... خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا. " 2كو5/10 ... وفى هذه الدينونة " يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي ... رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ ... ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ " انجيل متى 25/31-42 ... وحينئذ وبعد هذه المحاكمة ... " يَمْضِي هؤُلاَءِ إِلَى عَذَاب أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ ".متى 25/46 ... إذن العذاب الابدي، يكون بعد القيامة، والدينونة العامة ...


    " وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ." رؤ 20/15 ... هذه هي جهنم الأشرار ... أما الجحيم فهو مكان انتظار لأرواح الأشرار ... والعذاب الأبدي يكون للجسد والروح معًا بعد القيامة ... أما العذاب في الجحيم، إنما هو عذاب نفسي، من الخوف والقلق والاضطراب، إذ يتذكر الخاطئ كل خطاياه، التي لم يتب عنها ... لأن كل الذين يموتون سواء أبراراً أو أشراراً " أَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ " ... كما يقول الكتاب المقدس (رؤ14: 13) ... تقف أمامهم كل صور خطاياهم، أما عذابات جهنم، فهي في بحيرة النار والكبريت. انتهى ما ورد في كتاب سنوات مع أسئلة الناس ... أسئلة عقائدية ب -الأنبا شنودة الثالث


    إذن فالعذاب لمن يستحقه قادم وآت لا محالة في عقيدة السيد الناقد ... كما في الإسلام ... مع اختلاف بداية التوقيت ... حيث أن العذاب في الإسلام يبدأ بعد دفن المتوفى بصورة غيبية لا مجال لبحثها هنا ... بخلاف عقيدة الناقد حيث بداية العذاب يكون بعد القيامة والدينونة ...

    نأتي الى سؤال الناقد وهو إذا كان الميت يسمع ويتعذب في القبر ... فلماذا لا يسمع عذاب أهل القبر إلا البهائم ؟؟؟ وللإجابة عن ذلك نقول ان لا أحد يجهل أن الصوت يعتبر أحد الظواهر الهامة التي يستعملها الإنسان والحيوان للتخطيط والتفاهم عن طريق حاسة السمع (الاذن) ... والتي يتم بواسطتها تحويل الصوت من موجات صوتية إلى إشارات كهربائية عن طريق الاذن والمخ ... حيث تتحول إلى معلومات مفهومة ... وتشمل هذه الظواهر جميع الأصوات على اختلاف مصادرها ووسائلها ... والصوت يستعمل كوسيلة اتصال بين الكائن وبين كائن آخر من جنسه أو من جنس آخر ... يعبر من خلالها عما يريد قوله أو فعله بوعي أو بغير وعي مسبق ...


    والموجات الصوتية المسموعة التي تحس بها الأذن البشرية الطبيعية هي تلك الموجات التي تقع تردداتها بين 20 هرتز و20.000 هرتز ... وأقصى درجات الإحساس بالصوت لأذن بشرية عادية يقع في المدى بين 5000 هيرتز و8000 هيرتز والذي يشمل ذبذبات الحروف الهجائية.


    والموجات الفوق سمعيةهي الموجات التي تزيد تردداتها على 20 ألف هيرتز ... والتي تقع خارج نطاق حاسة الاذن البشرية ... وهذا النوع من الموجات ما زال موضع بحث واهتمام مكثف نظرا للتطبيقات المهمة التي تمس مجالات عديدة في الصناعة والطب وغيرهما ... وقد أصبح بالإمكان إنتاج موجات فوق صوتية تزيد تردداتها على 1000000 هيرتز ولا تختلف هذه الموجات من حيث الخواص عن الموجات الصوتية الاخــرى ... إلا أنه نظرا لقصر طولها الموجي فإنه بالإمكان أن تنتقل على هيئة أشعة دقيقة عالية الطاقة.


    أما الموجات دون السمعية فهي الموجات الصوتية التي يقل ترددها عن 20 هرتز ... ولذلك لا تستطيع الاذن البشرية الإحساس بها ... واهم مصدر لها هو الحركة الاهتزازية والانزلاقية لطبقات القشرة الأرضية وما ينتج عنها من زلازل وبراكين ... وعليه فإنها مهمة جدا في رصد الزلازل وتتبع نشاط البراكين ... ومن الجدير بالذكر أن بعض الحيوانات تستطيع الإحساس بالزلازل قبل حدوثها وهو أمر لا يمكن للأذن البشرية أن تشعر به ... لمعرفة التفاصيل ادخل الرابط: https://ar.wikipedia.org/wiki/صوت


    هذا ولا أحد من المثقفين يجهل ظاهرة شعور بعض الحيوانات بخطر الهزات الأرضية قبل وقوعها بساعات أو أيام ... حيث تظهر علامات وتصرفات غريبة عليها ... فتهرب من المنطقة مذعورة بصورة غريبة ... وقد تمكن العلماء من تسجيل هذه الظاهرة بشكل أكيد وانتهوا إلى أن لبعض الحيوانات حاسة سمع مذهله فوق العادة تنفذ إلى باطن الأرض ... بحيث تستطيع التقاط أي تغير في خصائص الصخور المنذرة بقرب الهزات الأرضية ... وتمييزها قبل وقوع الهزات عن طريق حاسة السمع المرهفة الموجودة لديها ... كما أنها قادرة على التقاط و سماع الموجات و الذبذبات الضعيفة التي لا يمكن للإنسان التقاطها للمجال المغناطيسي للأرض ... مما يجعلها تشعر بالتغيير الذي يطرأ عليه عادة قبل وقوع الزلازل ... هذا ويشار إلى أن قدرات الحيوانات على رصد الأخطار لا تقتصر على الزلازل فقط بل تتعداها إلى أشياء أخرى كالفيضانات والانهيارات الأرضية ... فالدراسات والأبحاث المتواصلة من قبل العلماء أثبتت بأن هذه الحيوانات لها حواس إضافية أو بالأحرى أنها تملك قوة في الحواس أكثر من التي يمتلكها بني البشر ... للمزيد من المعلومات ادخل هذا الرابط وغيره:

    http://aljuraisy.topgoo.net/t2928-topic

    إذن فمن الناحية العلمية البحتة فبعض الحيوانات تسمع ما لا تسمعه الأذن البشرية ... وهذا يكتب ويحسب كإعجاز علمي للرسول الذي أخبر بذلك منذ أكثر من أربعة عشر قرناً ... ولكن على صعيد آخر دعنا نتخيل ماذا لو كان بإمكان البشر سماع ما تسمعه الحيوانات من أصوات لمن يتعذبون في قبورهم ... لو حدث ذلك لتوقف البشر عن دفن موتاهم ... فمن رحمة الله حجب سماع هذه الأصوات عن أذن البشر ...



    أما سؤال الناقد لماذا كان النبي يتعوَّذ دائماً من عذاب القبر ؟؟؟ فالجواب لأن النبي بشر مثلنا ... " قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ " الكهف 110 ... وبالتالي فهو قدوة لنا ... ومن الواجب علينا أن نقتدي به وبتصرفاته وبأفعاله " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " الأحزاب 21 ... وبشرية النبي هذه هي أمر منطقي ... لأنه لو كان النبي غير ذلك ... كأن يكون إلهاً متجسداً مثلاً ... أو شبه إله ... أو ابن إله ... أو في مقام شراكة مع الله ... حينئذ لم يكن في مقدورنا محاكاة أفعاله واقواله ... وذلك نظراً لاختلاف طبيعته الإلهية عن طبيعتنا البشرية ...


    ولكن إذا كان الناقد يسألنا لماذا كان النبي (وهو بشر مثلنا وقدوة لنا) يدعو الله خالق السماوات والأرض ... فلماذا لم يفطن ويسأل الناقد نفسه ... ولماذا كان يصلى المسيح وهو في معتقد الناقد أنه الله رب العالمين ؟؟؟ ولمن كان يصلى ؟؟؟

    إننا نود أن نلفت نظر الناقد ... أنه بعد أن انتهى السيد المسيح من صلاته ... طلب منه أحد تلاميذه أن يعلمهم الصلاة ... " وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي فِي مَوْضِعٍ ... لَمَّا فَرَغَ ... قَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: «يَا رَبُّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا عَلَّمَ يُوحَنَّا أَيْضًا تَلاَمِيذَهُ». انجيل لوقا 11/1 ... فماذا كان جوابه ؟؟؟ ... " فَقَالَ لَهُمْ: «مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاء كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ ... خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ ... وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا، وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ». " انجيل لوقا 11/2-4


    ورد في تفسير القس أنطونيوس فكري في آية (1): إذ كان يصلي = المسيح كإنسان كامل كان يحتاج للصلاة ... وكنائب عن البشرية يرفع صلاة عنا ... وليقدم لنا نموذجًا ... والتلاميذ حينما رأوه يصلي بحرارة اشتهوا أن يصلوا مثله، فسألوه أن يعلمهم الصلاة.


    حسب اعتقاد النصارى فإن السيد المسيح انسان مثلنا ... ولكن بداخل جسده ... الله رب العالمين خالق السماوات والأرض وما بينهما !!! " عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ "رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس 3: 16 ...والصلاة على النحو المذكور بعاليه عباره عن تقديس وتمجيد للآب الذي في السماوات وطلب للخبز والمغفرة والنجاة من الشيطان ...


    فهل كان الله الظاهر في الجسد على الارض (السيد المسيح) يفعل ذلك مع الآب الذي في السماوات غير الظاهر في الجسد؟

    ولو كان يصلى كإنسان مجرد (وكأن الله ليس بداخله) ليقدم بذلك مثالاً للصورة المُثلى للإنسان ... أو حتى لا يعطى انطباعاً للعامة أنه بعيدًا عن الحياة الروحية والصلة بالله ... فإنه بذلك كان يؤدى دوراً تمثيلياً ... !!!


    وإذا كان يرفع الصلاة كنائب عنا ... فلمن يرفعها ؟؟؟ هل يرفعها لنفسه بنفسه ؟؟؟ ولماذا لا يتقبلها هو والله بداخله ... أم أن هناك لله الذي في السماوات ذاتية أخرى تتقبل ما لا تتقبله ذاتية الله داخل جسد السيد المسيح ؟؟؟

    وإذا كان يصلى ليقدم لنا نموذجًا لنقتدي به ... فالنموذج الذي يقتدى به البشر يجب أن تكون طبيعته مطابقة تماما لهم في بشريتهم والخالية من وجود الله بداخلهم ... مثل حالة السيد المسيح كما يؤمن بذلك النصارى ...


    والتلاميذ ساووا السيد المسيح بيوحنا في بشريته المجردة ... ولذلك طلبوا منه " عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا عَلَّمَ يُوحَنَّا أَيْضًا تَلاَمِيذَهُ " انجيل لوقا 11/1 ... وإذا كان التلاميذ يعلمون أن المسيح وهو يصلى أن الله بداخله لما طلبوا منه أن يعلمهم الصلاة لأن طبيعته حينئذ تختلف عن طبيعتهم ...


    ولو كان السيد المسيح هو الله لقال وهو يعلم تلاميذه ليتقدس اسمي بدلا من " لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ " ... وإذا كان الخطاب في الصلاة موجه للآب فقط ... " أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ " ... فاين باقي أقانيم الله ... أي أين الابن وأين الروح القدس ؟؟؟


    والملاحظ أن السيد المسيح عندما علمهم الصلاة طلب منهم أن يتوجهوا بها الى ... " أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ " ... بينما كان هو حينئذ على الأرض ... فهل كان يرفعها لنفسه بنفسه !!! إن هذا كله ينفى الألوهية عن السيد المسيح ...


    واللــــــــــــــه سبحانه أعلى وأعظم
    يتبع بإذن الله وفضله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 4: جاء في سورة الأعراف 73-78 ..." وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آَمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76) فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) " ...
    ثم ذكر الناقد ما ورد في تفسير البيضاوي لتلك الآيات ... والذي مفاده أن قوم ثمود جاءوا بعد قوم عاد ... وعمروا الأرض ونحتوا البيوت في الجبال ... وكانوا في خصب وسعة فعثوا وأفسدوا في الأرض وعبدوا الأصنام ... فبعث الله فيهم صالحاً من أشرافهم فأنذرهم ... فسألوه آية (معجزة) ... فأَخْرَجَ لهم ناقَةً من داخل صَّخرة ... وأَخرجَ من هذه الصخرةِ أيضاً ابنَاً للناقة ... فآمَنَ بصالح بعضُهم وكَفَرَ به آخرون ... وكانت هذه الناقةُ تُخيفُ أَنعامَهم ... وتَشربُ ماءَهم ... ولكن كانوا هم في المقابلِ يَشْرَبون لَبَنَها ... ولذلك اتَّفَقوا على قَتْلِها واقتسام لَحْمها ... فلما قَتَلوا الناقة أَخْفَت الأَرضُ داخلَها ابنَ الناقة ... وبعدَ ثلاثةِ أَيام وَقَعَ بهم العذابُ ... وأَنْجى اللهُ صالحاً - عليه السلام - إِلى فلسطين.
    والناقد يسأل: هل من المعقول أن الصخرة تتمخض وتلد ناقة ؟؟؟ والناقة تشرب كل البئر وتطعم كل المدينة ؟؟؟ وهل من المعقول أنه عندما تتسبب الناقة في أذية المدينة بطرد الأنعام فيذبحها الناس ... يُهلك اللهُ المدينةَ كلها مقابل ذبح ناقة !!! وهل من المعقول أن تسمع الصخرة رُغاء الفصيل (صرخة ابن الناقة) فتنشق ويدخل بها ويعود جزءاً من الصخرة كما كان ؟؟؟ أليس هذا أشبه بحكايات ألف ليلة وليلة؟!!

    قبل الرد على ما أثاره الناقد سنلخص السياق الذي وردت فيه هذه الآيات لنفهم مغزاها وذلك كما ورد في تفسير الظلال:


    إن كل رسول من الرسل (صلوات الله عليهم جميعاً) قد جاء إلى قومه بعد انحرافهم عن التوحيد الذي تركهم عليه رسولهم الذي سبقه ... فبنو آدم الأوائل نشأوا موحدين لرب العالمين كما كانت عقيدة آدم وزوجه ... ثم انحرفوا حتى إذا جاء نوح- عليه السلام- دعاهم إلى توحيد رب العالمين مرة أخرى ... ثم جاء الطوفان فهلك المكذبون ونجا المؤمنون ... وعمرت الأرض بهؤلاء الموحدين لرب العالمين ... حتى إذا طال عليهم الأمد انحرفوا إلى الجاهلية كما انحرف من كان قبلهم ... حتى إذا جاء هود أهلك المكذبون بالريح العقيم ... ثم تكررت القصة ... وهكذا ...

    ولقد أرسل كل رسول من هؤلاء إلى قومه فقال: «يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ» ... وقال كل رسول لقومه: «إني لكم ناصح أمين» ... معبرا عن ثقل التبعة وخطورة ما يعلمه من عاقبة ما هم فيه من الجاهلية في الدنيا والآخرة ورغبته في هداية قومه ... وهو منهم وهم منه ... وفي كل مرة وقف «الملأ» من علية القوم وكبرائهم في وجه كلمة الحق هذه ورفضوا الاستسلام لله رب العالمين ... ثم ينقسم قومه إلى أمتين متفاصلتين على أساس العقيدة ... وعندئذ يجيء الفتح ... ويفصل الله بين الأمة المهتدية والأمة الضالة ... ويأخذ المكذبين المستكبرين ... وينجي الطائعين المستسلمين ... هذا ولم يذكر القرآن إلا قليلاً من التفصيلات بعد هذه القاعدة الأساسية المشتركة في الرسالات جميعاً.


    إن مصارع المكذبين كما يعرضها هذا القصص تجري على سنة لا تتبدل: نسيان لآيات الله وانحراف عن طريقه ... إنذار من الله للغافلين على يد رسول ... استكبار عن العبودية لله وحده والخضوع لرب العالمين ... اغترار بالرخاء واستهزاء بالإنذار واستعجال للعذاب ... طغيان وتهديد وإيذاء للمؤمنين ... ثبات من المؤمنين ومفاصلة على العقيدة ...

    وهذه هي اللمسة المستفادة من تتابع السياق القرآني في السورة على النحو الذي تتابع به ... «لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ، فَقالَ: يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ، إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ... قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ: إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ. ... فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ، وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا، إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ» ... الأعراف 59-64


    وتمضي عجلة التاريخ، ويمضي معها السياق، فإذا نحن أمام عاد قوم هود: «وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً، قالَ: يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ، أَفَلا تَتَّقُونَ ؟؟؟ قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ: إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ، وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ ... فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا، وَقَطَعْنا دابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا، وَما كانُوا مُؤْمِنِينَ» ... الأعراف 65-72 ... إنها نفس الرسالة، ونفس الحوار، ونفس العاقبة ... إن قوم عاد هؤلاء من ذراري نوح والذين نجوا معه في السفينة ... وما من شك أن أبناء هؤلاء المؤمنين الناجين في السفينة كانوا على دين نوح عليه السلام كانوا يعبدون الله وحده، ما لهم من إله غيره، وكانوا يعتقدون أنه رب العالمين ...


    ثم تأتى صفحة أخرى من صحائف قصة البشرية ... ومصرع جديد من مصارع المكذبين ... «وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً ... قالَ: يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ» ... الأعراف 73... ذات الكلمة الواحدة التي بها بدأ هذا الخلق وإليها يعود ... ويزيد هنا تلك المعجزة التي صاحبت دعوة صالح ... حين طلبها قومه للتصديق: «قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ، هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً» ... الأعراف 73


    والسياق هنا لأنه يستهدف الاستعراض السريع للدعوة الواحدة ... ولعاقبة الإيمان بها وعاقبة التكذيب ... لا يذكر تفصيل طلبهم للخارقة (أي للمعجزة وهي الناقة) ... بل يعلن وجودها عقب الدعوة ... وكذلك لا يذكر تفصيلاً عن الناقة أكثر من أنها بيِّنة من ربهم ... وأنها ناقة الله وفيها آية (معجزة) منه ... ومن هذا الإسناد نستلهم أنها كانت ناقة غير عادية ... أو أنها أخرجت لهم إخراجاً غير عادي ... مما يجعلها بينة من ربهم ... ومما يجعل نسبتها إلى الله ذات معنى ... ويجعلها آية على صدق نبوته ... ولا نزيد على هذا شيئاً مما لم يرد ذكره من أمرها في هذا المصدر المستيقن (أي في القرآن الكريم) - وفيما جاء في هذه الإشارة كفاية عن كل تفصيل آخر- فنمضي نحن مع النصوص ونعيش في ظلالها: «فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ» ... الأعراف 73 ... إنها ناقة الله، فذروها تأكل في أرض الله، وإلا فهو النذير بسوء المصير..


    وبعد عرض الآية والإنذار بالعاقبة ... يأخذ صالح في النصح لقومه بالتدبر والتذكر ... والنظر في مصائر الغابرين، والشكر على نعمة الاستخلاف بعد هؤلاء الغابرين: «وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ، وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ، تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها قُصُوراً، وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً ... فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ، وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ» ... الأعراف 74


    والنبي صالح يذكر قوم ثمود باستخلاف الله لهم من بعد قوم عاد ... وإن لم يكونوا في أرضهم ذاتها ... ولكن يبدو أنهم كانوا أصحاب الحضارة العمرانية التالية في التاريخ لحضارة قوم عاد ... وبذلك صاروا خلفاء ممكنين في الأرض ... وهو ينهاهم عن الانطلاق في الأرض بالفساد ... إغتراراً بالقوة والتمكين، وأمامهم العبرة ماثلة في قوم عاد الغابرين !!!


    10.
    وهنا نلمح فجوة في السياق على سبيل الإيجاز والاختصار ... فقد آمنت طائفة من قوم صالح ... واستكبرت طائفة " قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ ... قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ... قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آَمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ " الأعراف 75-76

    11. وعلى الرغم من البينة (المعجزة) التي جاءهم بها صالح ... اعتدوا على ناقة الله التي جاءتهم آية (معجزة) من عنده على صدق نبيه في دعواه ... والتي حذرهم نبيهم أن يمسوها بسوء فيأخذهم عذاب أليم:
    «فَعَقَرُوا النَّاقَةَ ... وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقالُوا: يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ» الأعراف 77

    12.
    ولا يستأني السياق في إعلان الخاتمة ... ولا يفصل كذلك: «فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ ... فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ» الأعراف 78 ... ليرسم لنا مشهد صالح الذي كذبوه وتحدوه: «فَتَوَلَّى عَنْهُمْ، وَقالَ: يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ، وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ» الأعراف 79 ...إنه الإشهاد على أمانة التبليغ والنصح والبراءة من المصير الذي جلبوه لأنفسهم بالعتو والتكذيب ... وهكذا تطوى صفحة أخرى من صحائف المكذبين ... ويحق النذير بعد التذكير على المستهزئين ... انتهى تفسير الظلال

    لقد هلك الذين كذبوا بنبي الله صالح وبرسالة ربه ... بل واعتدوا على الناقة ... وهى المعجزة التي أرسلها الله لهم كطلبهم وحذرهم من أن يمسوها بسوء " مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ... قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ... وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ ... فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ " الشعراء 154-157 ... لقد نال المكذبون جزاءهم شأنهم شأن أمثالهم من قوم نوح وقوم عاد ... إذن وما مصير من آمن بالله ونبيه من قوم صالح ؟؟؟ " فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ... إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ " هود 66


    نأتي الى أسئلة السيد الناقد: هل من المعقول أن الصخرة تتمخض وتلد ناقة ؟؟؟ والناقة تشرب كل البئر وتطعم كل المدينة ؟؟؟ وهل من المعقول أن تسمع الصخرة رُغاء الفصيل (صرخة ابن الناقة) فتنشق ويدخل فيها ابن الناقة ... ويعود جزءاً من الصخرة كما كان ؟؟؟


    إن القرآن الكريم وكما هو واضح من نصوصه ... لم يفصّل قصة الناقة المعجزة على النحو الذي سأل عنه الناقد ... كما أَنه لا يوجَدُ حَديثٌ صحيحٌ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفَصِّلُ ما أَجْملَه القرآنُ عنها ... ولكن كُلُّ ما قالَه القرآنُ: إِنَّ اللهَ جَعَلَ الناقةَ آيةً ومعجزة لقومِ ثمود كطلبهم من صالح لإثبات نبوته ... ولكن لم يذكر القرآن كيفَ كانَتْ آية ... بل ذكر أَن ثمود لم يَلْتَزِموا بتحذيرِ صالحٍ لهم من أن يمسوا الناقة بسوء ... وأَنهم عُذِّبوا بعدَ ثَلاثةِ أَيامٍ من ذَبْحِها ... ونجّى الله نبي الله صالح والذين آمنوا به مما لحق بالمكذبين من قومه ...

    من ناحية أخرى ذكر بعض المفسرين قصصاً وأخباراً عن هذه الناقة ... كذكرهم أن الناقة خُلقت من صخرة ... أو هضبة من الأرض ... ونحو ذلك من الأخبار التي لا تستند إلى دليل نقلي ينهض بها ... وفى هذا الصدد يقول الشيخ رشيد رضا: " ولا يصح شيء يحتج به في خلق الناقة من الصخرة، أو من هضبة من الأرض، كما روي عن أبي الطفيل". تفسير المنار ... وقال الإمام الرازي أيضاً: " واعلم أن القرآن قد دل على أن في الناقة {آية} أي معجزة ... فأما ذِكْر أنها كانت آية من أي الوجوه ... فهو غير مذكور ... والعلم حاصل بأنها كانت معجزة من وجه ما لا محالة ". تفسير الرازي ... وهذا هو المسلك الأسلم في الوقوف عند ظاهر القرآن ... وعدم الخوض في تفاصيل الوقائع من غير دليل معتبر ... فما دام القرآن نفسه (وهو الحجة البالغة) لم يذكر تفصيلاً عن {الناقة} أكثر من أنها {بينة} من ربهم ... وأنها {ناقة الله} ... وفيها {آية} منه ... فليُكْتَفَ بما أخبر به القرآن الكريم ... دون الخوض فيما لم يرد ذكره من أمرها في هذا المصدر المستيقن أو في حديث صحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم ...


    ولكن على صعيد آخر وبصرف النظر عن أي رواية عن هذه الناقة ... فلا عاقل يمكنه أن ينكر أن ناقة صالح عليه السلام هي معجزة إلهية بكل المقاييس ... والله عز وجل يؤيد رسله بالمعجزات لتكون برهانا واضحا على صدقهم ... حتى لا يجد الجاحد سبيلا إلا الإيمان ... والمعجزة هي أمر خارق للعادة بالطبع ... يظهره الله على يد من اصطفاه تصديقا له في دعوته ... ولما كانت المعجزة فعلا من أفعال الله عز وجل فأي استحالة في وقوعها ؟؟؟ إن وقوع المعجزة مهما كان نوعها ليس أعجب من خلق السماوات والأرض وما فيها ... وليس بأعجب من خلق الحياة المتجددة كل يوم.


    إن معجزة الناقة هي كغيرها من معجزات الأنبياء ... مثل معجزات إحياء الموتى وخلق الطائر الناتج عن النفخ ... وهما معجزتان لعيسى عليه السلام ... ومثل تفجير الحجر عيونا وشق البحر ... وهما معجزتان لموسى عليه السلام ... الى غير ذلك من معجزات الرسل ... وإذا كان الناقد يعترف بتلك المعجزات لرسل الله الكرام ... فلم ينكرها في حق نبي الله صالح عليه السلام الذي أيّدَهُ الله بمعجزة الناقة ... شأنه شأن أخيه عيسى عليه السلام ؟؟؟


    وسأل الناقد: وهل من المعقول أنه عندما تتسبب الناقة في أذية المدينة بطرد الأنعام فيذبحها الناس ... يُهلك اللهُ المدينةَ كلها مقابل ذبح ناقة !!!


    لقد طلب قوم صالح منه معجزة لإثبات نبوته ... فقدم لهم هذه الناقة ... وأرشدهم الى طريقة التعامل معها ... وحذرهم من أن يمسوها بسوء حتى لا يلحق بهم العذاب " مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا ... فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ... قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ... وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ " الشعراء 154-156 ... وفوق ذلك دعاهم الى ترك عبادة الأصنام والإفساد في الأرض ..." وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ " الأعراف 73 ... فماذا كان تصرفهم ؟؟؟ أفسدوا في الأرض وعبدوا الأصنام ... وخالفوا أمر ربهم وتحدوه " فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ ... وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ " الأعراف 77 ... فماذا حدث ؟؟؟ تحقق وعد الله فيهم ... لقد نال المكذبون المفسدون عابدي الأصنام منهم جزاءهم شأنهم شأن أمثالهم من قوم نوح وقوم عاد ... " فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ " الأعراف 78 ... ولكن هل أهلك الله المدينة كلها كما ادعى الناقد ؟؟؟ الإجابة لا ... وكيف ؟؟؟ " فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ... إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ " هود 66 ... لقد نجى الله باقي أهل المدينة الذين أمنوا بالله ونبيه من قوم صالح ...


    إن واقعة إهلاك الله من لم يؤمنوا بالله ونبيه وأفسدوا في الأرض ... سيجد الناقد ما يماثلها في كتابه المقدس مع نبي الله نوح على سبيل المثال ... حيث أهلك الله بطوفان نوح جميع البشر باستثناء نوح البار ومن معه من المؤمنين والصالحين في زمانه ... بمعنى أن كل نسل آدم قد هلك بالطوفان باستثناء من شهد الله لهم بالصلاح والبر ... حتى الحيوانات والطيور هلكت في هذا الطوفان ... " فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ ... الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ» ... وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. " التكوين 6/ 7 – 8 ..." فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ ... فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ" التكوين 6/ 13


    ثم ماذا ؟؟؟ ... " وَقَالَ الرَّبُّ لِنُوحٍ: «ادْخُلْ أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِكَ إِلَى الْفُلْكِ، لأَنِّي إِيَّاكَ رَأَيْتُ بَارًّا لَدَيَّ فِي هذَا الْجِيلِ " التكوين 7/1 ... فماذا حدث بعد ذلك ؟؟؟ ..." وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ كَثِيرًا جِدًّا عَلَى الأَرْضِ، فَتَغَطَّتْ جَمِيعُ الْجِبَالِ الشَّامِخَةِ الَّتِي تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ ... فَمَاتَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ كَانَ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَالْوُحُوشِ، وَكُلُّ الزَّحَّافَاتِ الَّتِي كَانَتْ تَزْحَفُ عَلَى الأَرْضِ، وَجَمِيعُ النَّاسِ ... كُلُّ مَا فِي أَنْفِهِ نَسَمَةُ رُوحِ حَيَاةٍ مِنْ كُلِّ مَا فِي الْيَابِسَةِ مَاتَ ... فَمَحَا اللهُ كُلَّ قَائِمٍ كَانَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ: النَّاسَ، وَالْبَهَائِمَ، وَالدَّبَّابَاتِ، وَطُيُورَ السَّمَاءِ فَانْمَحَتْ مِنَ الأَرْضِ ... وَتَبَقَّى نُوحٌ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ فَقَطْ. " التكوين 7/ 19 -23



    وأما عن سؤال الناقد ... وهل يُهلك اللهُ المدينةَ كلها مقابل ذبح ناقة !!! فإننا نذكره بأن البشرية كلها ماتت ... وذبح المسيح (الذي هو الله رب العالمين) على الصليب أيضاً مقابل أكل آدم ثمرة من شجرة ... وذلك حسب جوهر العقيدة النصرانية ... وكيف ؟؟؟


    طبقاً لعقيدة السيد الناقد فإن آدم قد ارتكب خطيئة عندما عصى الله واكل ثمرة من شجرة معرفة الخير من الشر في الجنة التي نهاه الله عن الأكل منها ... وقد سميت هذه الخطيئة بالخطيئة الأصلية ...


    ترتب على ارتكاب آدم لتلك الخطيئة (وكما يعتقد النصارى) أن فسدت طبيعته الصافية المخلوق بها ... ومن ثم ورّث هذه الطبيعة الفاسدة المستجدة لذريته حتى قيام الساعة ... " وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا ... لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ " التكوين 2/16-17


    وحيث أن هذه الخطيئة كانت في حق الله فترتب على ذلك أن هذه الخطيئة أصبحت خطيئة غير محدودة ... ورّثها آدم لذريته من بعده وحتى يوم القيامة ... وبالتالي يلزمها كفارة وذبيحة غير محدودة حتى يغفر الله هذه الخطيئة التي وقعت في حقه سبحانه وتعالى ... وحيث لا يوجد غير محدود الا الله ... ولذلك لزم أن يتجسد الله بذاته ويأخذ شكل بشر مثلنا هو السيد المسيح حتى يُصلب فيموت كذبيحة ... وبالتالي يغفر الله تلك الخطيئة الأصلية الغير محدودة !!!!!! " لأنهم لو عرفوا ما صلبوا رب المجد" كورونتوس الأولى 2/8


    وعليه فإن كل من يؤمن بأن السيد المسيح (وبداخله الله) صُلب ومات كذبيحة وكمخلص للبشرية من خطيئة آدم سَيُعطى عطية مجانية من الله ويغفر له مباشرة ما ورثة من خطيئة آدم التي يرثها كل فرد منا عند ولادته ... وإلا سيظل محملاً بما ورثة من خطيئة آدم المذكورة وأيضاً بالطبيعة الفاسدة وحتى موته آثما بهذه الخطيئة ... بل وسيعاقب عليها أيضا يوم القيامة !!!!!! ... " لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ (أي يهلك البشر نتيجة خطيئة آدم المورثة لهم) ... هكَذَا فِي الْمَسِيحِ (من يؤمن بهذا العمل الفدائي والتضحية) سَيُحْيَا الْجَمِيعُ. " رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنتوس 15/22.


    أما تهكم الناقد بقوله: أليس هذا أشبه بحكايات ألف ليلة وليلة ؟؟؟ فإننا نقول له ... هل كان السيد المسيح يتهكم على من يخالفه في اعتقاده ؟؟؟ أم انه نسب له أنه قال " وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ ... بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ ... أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ ... وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ " متى 5/44 ... الأمر الذي يدل على أنه حتى الشيطان عدوك ليس فقط عليك أن تحبه ... بل ويجب أن تصلى من أجله !!!




    واللــــه تعالى أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللـــه وفضله




    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 5: جاء في سورة الشعراء 176-190 " كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ... إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ ... إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ... فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ... وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ... أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ ... وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ... وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ... وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ ... قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ... وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ... فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ... قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ... فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ... إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ "

    ثم قال الناقد أن ابن عباس قال: فتح الله على مدين باباً من جهنم ... فأرسل عليهم منها حراً شديداً أخذ بأنفسهم فلم ينفعهم ظل ولا ماء ... فدخلوا في الاسراب ليهربوا فيها فوجدوها أشد حراً من الظاهر ... فخرجوا هرباً إلى البرية ... فبعث الله عليهم سحابة فيها ريح طيبة باردة ... فأظلتهم الظلّة فوجدوا لها برداً ونسيماً ... فنادى بعضهم بعضاً حتى إذا اجتمعوا تحت السحابة ألهبها الله عليهم ناراً ... ورجفت بهم الأرض من تحتهم ... فاحترقوا كاحتراق الجراد في المقلى ... وقال قتادة: بعث الله شعيباً إلى أصحاب الأيكة وإلى أهل مدين ... فأما أصحاب الأيكة فأُهلكوا بالظلة ... وأما أهل مدين فأخذتهم الرجفة صاح بهم جبريل صيحة فهلكوا جميعاً ... وقال البيضاوي: سلط الله عليهم الحر سبعة أيام حتى غلت أنهارهم ... وأظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم ناراً فاحترقوا ...
    ثم سأل الناقد: لا نجد في الكتاب المقدس كلمة عن رجل اسمه شعيب أُرسل إلى مدين ... ولا أن مدين هلكت بالنار ... وهل من المعقول أن سحابة تبعث نسيماً عليلاً وهواء طيباً وهي نار حامية تحرق المدن فتفنيها ؟؟؟


    بداية نلخص تفسير هذه الآيات:هذه قصة شعيب مع أصحاب الأيكة (بقرب مَدْيَن) ... نزل بها جماعة من الناس وأقاموا بها ... فبعث الله إليهم شعيباً كما بعث إلى مدين ... فكذبوه في دعوته ... فحذرهم من عقوبة الله وأمرهم بإعطاء الكيل وافياً ... حيث كان يشيع بينهم بخس الكيل والميزان ... ونقص حقوق الناس بالتطفيف والخسران ... كما حذرهم من الفساد في الأرض بالقتل وقطع الطريق وارتكاب الموبقات وإطاعة الهوى ... فاستنكروا عليه ذلك ... لأنه مُساوٍ لهم في البشرية ... وانه من الراسخين في الكذب ... وتحدوه بان يسقط عليهم قطعاً من عذاب من السماء إن كان من الصادقين في الرسالة ...

    واستَمرُّوا على تكذيبه ... فسلَّط الله عليهم الحر الشديد ... فكانوا يفرون منه إلى غير حمى ... إلى أن أظلتهم سحابة من الشمس فاجتمعوا تحتها ... فأسقطها الله عليهم ناراً فأهلكتهم جميعاً في يوم شديد الهول ... انتهى ملخص تفسير المنتخب

    إن اللمسة المستفادة من هذا السياق القرآني على النحو الذي تتابع به ... هو عرض لمصرع المكذبين وفق سنة الله التي لا تتبدل ... وهي: نسيان لآيات الله وانحراف عن طريقه ... إنذار من الله للغافلين على يد رسول ... استكبار عن العبودية لله وحده والخضوع لرب العالمين ومنهجه ... اغترار بالرخاء واستهزاء بالإنذار واستعجال للعذاب ... طغيان وتهديد وإيذاء للمؤمنين ... ثبات من المؤمنين ... وقوع العذاب ... وهذا بهدف " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً " الشعراء 190 ... أي عظة وعبرة.


    وإذا كان الناقد كما يقول ... لا يجد في كتابه المقدس كلمة عن رجل اسمه شعيب أُرسل إلى مدين ... ولا أن مدين هلكت بالنار ... ولا ما تضمنته قصة شعيب هذه من عظة وعبرة تستفيد منها البشرية جمعاء ... كما هو واضح ... فسيادته وشأنه ... لكن برغم هذا الاختلاف ... فإننا نحترم عقيدة السيد الناقد التي لا توجد فيها مثل هذه القصة المفيدة ... ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نقول لسيادته" لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ " الكافرون 6 ...


    هذا وإنه من الثابت أن القرآن الكريم هو آخر وحي للسماء لأهل الأرض منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان ... ويتبعه حالياً ما يقارب من ربع سكان كوكب الأرض ... كما ان الإسلام حالياً هو اسرع الديانات انتشاراً في البلاد الصليبية أي في أوربا وأمريكا ... ادخل الرابط:http://www.ebnmaryam.com/vb/t20719.html ... وبالتالي فإن الإسلام لا يحتاج لأن يتوافق حرفياً مع أديان سبقته ... بل إن أتباع الأديان السابقة يجب عليهم أن يتبعوا أحدث رسالة وصلت من السماء لأهل الأرض ...


    وإذا كان منهج القرآن الكريم هو عرض مثل هذه القصص الواقعية ليستفيد ويتعظ منها البشر على نحو ما ذكر ... فإننا في المقابل نجد أن اتباع الكتاب المقدس يتعجبون منها ... ولكنهم في نفس الوقت ... يوافقون على أسلوب آخر في عظة البشر ... هذا ... ونضع بين يدي القارئ الكريم أمثلة من تلك العظات التي يوافق عليها الناقد ولا نعلق عليها ... فبضدها تتميز الأشياء:


    " حِينَمَا أُرْسِلُ إِلَيْكَ أَرْتِيمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ ... بَادِرْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ ... إِلَى نِيكُوبُولِيسَ ... لأَنِّي عَزَمْتُ أَنْ أُشَتِّيَ هُنَاكَ ... جَهِّزْ زِينَاسَ النَّامُوسِيَّ وَأَبُلُّوسَ بِاجْتِهَادٍ لِلسَّفَرِ حَتَّى لاَ يُعْوِزَهُمَا شَيْءٌ ... يُسَلِّمُ عَلَيْكَ الَّذِينَ مَعِي جَمِيعًا ... سَلِّمْ عَلَى الَّذِينَ يُحِبُّونَنَا فِي الإِيمَانِ ... اَلنِّعْمَةُ مَعَ جَمِيعِكُمْ ... آمِينَ. " رسالة بولس لتيطس 3/12-15


    " بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ إِلَيَّ سَرِيعًا ... لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي ... إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ وَذَهَبَ إِلَى تَسَالُونِيكِي ... وَكِرِيسْكِيسَ إِلَى غَلاَطِيَّةَ، وَتِيطُسَ إِلَى دَلْمَاطِيَّةَ ... لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي ... خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ ... أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ ... اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ ... أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ ... وَالْكُتُبَ أَيْضًا وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ " رسالة بولس الثانية إلي تيموثاوس 4/9-13


    " سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا وَأَكِيلاَ وَبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ ... أَرَاسْتُسُ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ ... وَأَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضًا ... بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ الشِّتَاءِ ... يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَفْبُولُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُسُ وَكَلاَفَدِيَّةُ وَالإِخْوَةُ جَمِيعًا. " رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 4/19-21


    "سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ ... سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي ... الَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ ... سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيرًا ... سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ، الْمَأْسُورَيْنِ مَعِي، اللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ ... سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي الرَّبِّ ... سَلِّمُوا عَلَى أُورْبَانُوسَ الْعَامِلِ مَعَنَا فِي الْمَسِيحِ، وَعَلَى إِسْتَاخِيسَ حَبِيبِي ... سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ ... سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ أَرِسْتُوبُولُوسَ ... سَلِّمُوا عَلَى هِيرُودِيُونَ نَسِيبِي ... سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ نَرْكِيسُّوسَ الْكَائِنِينَ فِي الرَّبِّ ... سَلِّمُوا عَلَى تَرِيفَيْنَا وَتَرِيفُوسَا التَّاعِبَتَيْنِ فِي الرَّبِّ ... سَلِّمُوا عَلَى بَرْسِيسَ الْمَحْبُوبَةِ الَّتِي تَعِبَتْ كَثِيرًا فِي الرَّبِّ ... سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ الْمُخْتَارِ فِي الرَّبِّ، وَعَلَى أُمِّهِ أُمِّي ... سَلِّمُوا عَلَى أَسِينْكِرِيتُسَ، فِلِيغُونَ، هَرْمَاسَ، بَتْرُوبَاسَ، وَهَرْمِيسَ، وَعَلَى الإِخْوَةِ الَّذِينَ مَعَهُمْ ... سَلِّمُوا عَلَى فِيلُولُوغُسَ وَجُولِيَا، وَنِيرِيُوسَ وَأُخْتِهِ، وَأُولُمْبَاسَ، وَعَلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ مَعَهُمْ ... سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ ... يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ تِيمُوثَاوُسُ الْعَامِلُ مَعِي، وَلُوكِيُوسُ وَيَاسُونُ وَسُوسِيبَاتْرُسُ أَنْسِبَائِي ... أَنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هذِهِ الرِّسَالَةِ، أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ ... يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ غَايُسُ مُضَيِّفِي وَمُضَيِّفُ الْكَنِيسَةِ كُلِّهَا ... يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرَاسْتُسُ خَازِنُ الْمَدِينَةِ، وَكَوَارْتُسُ الأَخُ. " رسالة بولس إلى رومية 16/3 -23


    أما سؤال الناقد ... وهل من المعقول أن سحابة تبعث نسيماً عليلاً وهواء طيباً وهي نار حامية تحرق المدن فتفنيها ؟؟؟ وللإجابة على ذلك ... نعم من المعقول لأن الذي أصدر هذا الأمر هو الله سبحانه وتعالى الذي لا يعجزه شيء وهو " بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " البقرة 117 ... وكان يتوجب على الناقد قبل أن يسأل وينتقد الآخر ويتعجب أن السماء تمطر ناراً ... كان عليه أن يقرأ ما في كتابه المقدس ليجد فيه أن السماء لم تمطر ناراً فحسب ... بل أمطرت أيضاً مع النار كبريتاً ... فأحرق المدن وسكانها ونبات الأرض ... " فَأَمْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتًا وَنَارًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ ... وَقَلَبَ تِلْكَ الْمُدُنَ، وَكُلَّ الدَّائِرَةِ ... وَجَمِيعَ سُكَّانِ الْمُدُنِ ... وَنَبَاتَ الأَرْضِ. " سفر التكوين 19 /24-25


    ولماذا أيضاً لم يقرأ الناقد في كتابه المقدس قبل أن يسأل وينتقد الآخر ويتعجب أن السماء تمطر ناراً ... لماذا لم يقرأ أن موسى عليه السلام مد يده على البحر فانشق البحر فعبر قومه ... " وَمَدَّ مُوسَى يَدَهُ عَلَى الْبَحْرِ ... فَأَجْرَى الرَّبُّ الْبَحْرَ بريح شرقية شديدة كل الليل وجعل البحر يابسة وانشق الماء ... فَدَخَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ عَلَى الْيَابِسَةِ ... وَالْمَاءُ سُورٌ لَهُمْ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ يَسَارِهِمْ ... وَتَبِعَهُمُ الْمِصْرِيُّونَ وَدَخَلُوا وَرَاءَهُمْ. " سفر الخروج 14/21-23... ويعلق القس انطونيوس فكرى في تفسيره على ذلك فيقول: ما أعجب اسمك يا رب فالهواء والريح والبحر، الكل يطيعك.





    واللـــــه تعالى أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللـــه وفضـــله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 6: جاء في سورة الأعراف 166 " فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ "ذكر الناقد ما قاله البيضاوي في تفسيره لتلك الآية: { فَلَمَّا عَتَوْاْ عَمَّا نُهُواْ عَنْهُ } تكبروا (أي اليهود) عن ترك ما نهوا عنه كقوله تعالى : { وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبّهِمْ } ... { قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خاسئين } كقوله : { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَىْء إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } ... والظاهر يقتضي أن الله تعالى عذبهم أولاً بعذاب شديد فعتوا بعد ذلك فمسخهم ... ويجوز أن تكون الآية الثانية تقريراً وتفصيلاً للأولى ... روي: أن الناهين لما أيسوا عن اتعاظ المعتدين كرهوا مساكنتهم ... فقسموا القرية بجدار فيه باب مطروق ... فأصبحوا يوماً ولم يخرج إليهم أحد من المعتدين فقالوا: إن لهم شأناً ... فدخلوا عليهم فإذا هم قردة ... فلم يعرفوا أنسباءهم ولكن القردة تعرفهم ... فجعلت تأتي أنسباءهم ... وتشم ثيابهم ... وتدور باكية حولهم ثم ماتوا بعد ثلاث ... وعن مجاهد مسخت قلوبهم لا أبدانهم.
    ثم قال سيادته ونحن نسأل: هل من المعقول أن نقابل إنساناً مُسخ قرداً أو خنزيراً ؟؟؟ ألا تعلّمنا الطبيعة أن كل شيء يبذر بذراً كجنسه ؟؟؟ أليس من يقول إن القمح صار شعيراً وإن العنب صار تيناً ... كمن يقول إن الإنسان صار قرداً أو خنزيراً ؟؟؟


    ذَكَرَ القرآنُ الكريم قصةَ أَصحابِ قريةِ من اليهود كانت قريبة من البحر ... كانوا يعملون بصيد السمك ... فأراد الله اختبارهم فأمر الله السمك (الحيتان) بعدم الاقتراب من سواحلهم في أيام العمل الست ... بينما يكثر في يوم السبت ... وهو يوم يحرم عندهم فيه العمل ... بل إن هذه الحيتان (الأسماك) كانت تظهر على الماء في يوم السبت إمعانًا في اختبارهم ... فما كان من هؤلاء القوم إلا أنهم شرعوا يحتالون الحيل ... ورُوي أنهم كانوا يقيمون حواجز (مصائد) للسمك يوم الجمعة ... ثم يأخذون ما وقع في هذه المصائد يوم الأحد ...

    وقد انبرى فريق منهم يحذر العصــاة من مغبة عملهم هذا ... بينما اكتفى فريق ثالث بعدم المشاركة في الإثم وقالوا للفريق الناهي عن المنكر لِمَ تعظون هؤلاء العصاة الهالكون ... " وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا ... وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ ... كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ... وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ... قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ " الأعراف 163-164 ... فماذا حدث لهؤلاء اليهود العصاة ؟؟؟ لقد أَوقعَ اللهُ بهم العِقاب ... وأَنجى إِخوانَهم الملْتَزِمين الناصحين ... وكانَ عِقابُهم اَيةً من آياتِ الله ... حيثُ مَسَخهم اللهُ قردةً خاسِئين ... قال تعالى: " فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ ... وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ... فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ " الأعراف 165-166


    والإِنسانُ لا يَصيرُ قِرْداً في الوضع الطبيعي ... لأَنَّ الإِنسانَ إِنْسان ... والقِردَ قِرْد ... واليهودُ سكانُ تلك القريةِ لم يَكونوا أَصلاً قُروداً ... ولم يَصيروا قُروداً برغبتِهم واختيارِهم وإِرادتِهم ... لكن اللهَ هو الذي مَسَخَهم قُروداً ... وحَوَّلَهم من بَشَرٍ إِلى قُرود ... ومَنْ نَظَر إِليهم رآهُم قُروداً ... وكان هذا المسخُ والتحويلُ خارقةً من الخوارق ... وآيةً من آياتِ الله ... ولذلك فإن هذا الأمر لا يَدْعو إِلى الاستغرابِ والإنكار والاعتراض ... لأَنَّ اللهَ قالَ لأولئك القومِ: كُونوا قردةً خاسئين ... فصاروا قردةً خاسئين ... لأَنَّ اللهَ سبحانه: " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا ... أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " يس 82 ... ولو أَرادَ اللهُ أَنْ يَجعَل القمح شعيراً فَعَل ... فلا رادَّ لمشيئته ...


    وقد ورد في تفسير الطنطاوي: إن الله تعالى عاقب القوم أولاً بالعذاب البئيس ... الذي يتناول البؤس والشقاء والفقر في المعيش ... " وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ " الأعراف 165 ... فلما لم يرتدعوا ويثوبوا إلى رشدهم ... مسخهم مسخا خِلقيا وجسميا ... فكانوا قردة على الحقيقة ... وهو الظاهر من الآية ... وتلك العقوبة كانت جزاء إمعانهم في المعاصي ... وتأبيهم عن قبول النصيحة ... وضعف إرادتهم أمام مقاومة أطماعهم ... وانتكاسهم إلى عالم الحيوان لتخليهم عن خصائص الإنسان ... فكانوا حيث أرادوا لأنفسهم من الصغار والهوان ...


    هذا وقد استدل العلماء بهذه الآيات الكريمة على تحريم الحيل القبيحة التي يتخذها بعض الناس ذريعة للتوصل إلى مقاصدهم الذميمة ... وغاياتهم الدنيئة ومطامعهم الخسيسة ... إن الله تعالى أخبر عن أهل السبت من اليهود بمسخهم قردة ... لما تحايلوا على إباحة ما حرمه الله تعالى عليهم من الصيد ... بأن نصبوا الشباك يوم الجمعة ... فلما وقع فيها الصيد ... أخذوه يوم الأحد ...

    قال بعض الأئمة:ففي هذا زجر عظيم لمن يتعاطى الحيل على المناهي (النواهي) الشرعية ... ومعلوم أنهم لم يستحلوا ذلك تكذيباً لموسى عليه السلام وكفراً بالتوراة ، وإنما هو استحلال تأويل واحتيال ... ظاهرة ظاهر الإيفاء (الالتزام) ... وباطنه باطن الاعتداء ... ولهذا مسخوا قردة ... لأن صورة القردة فيها شبه من صورة الإنسان ... فلما مسخ أولئك المعتدون دين الله تعالى ... بحيث لم يتمسكوا إلا بما يشبه الدين في بعض مظاهره دون حقيقته ... مسخهم سبحانه قردة يشبهونهم في بعض ظواهرهم دون الحقيقة ... جزاء وفاقا ... وفى الحديث الشريف " لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود ... وتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل " ... انتهى تفسير الطنطاوي


    وبالنسبة لسؤال الناقد: هل من المعقول أن نقابل إنساناً مُسخ قرداً أو خنزيراً ؟؟؟ والإجابة لا ... ولماذا ؟؟؟ قال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ !!! القردةُ والخنازيرُ ... هي مما مُسِخ ؟؟؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لم يُهلِكْ قومًا ... أو يُعذِّب قومًا ... فيجعل لهم نسلًا ... وإنَّ القردةَ والخنازيرَ كانوا قبلَ ذلك " ... الراوي: عبدالله بن مسعود | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2663 | خلاصة حكم المحدث: صحيح | ... أي أن القِردةَ والخَنازيرَ كانوا قَبلَ مَسخِ بَني إِسرائيلَ ... فدَلَّ ذلكَ عَلى أَنَّها ليستْ منَ المَسخِ ... وأنَّ القِردَةَ والخَنازيرَ الَّتي نَراها اليومَ لَيستْ مُنحدِرةً مِن نَسْلِ الَّذين مَسخَهمُ اللهُ مِن عُصاةِ بَني إِسرائيلَ.



    لقد كان يتوجب على الناقد قبل أن يسأل ويتعجب عن مسخ الله لبعض اليهود العاصين المتحايلين على أوامر الله ... كما ذكر في القرآن الكريم ... أن يقرأ أولاً ما ورد في سفر التكوين 19/ 26 ... والذي يحكى قصة امرأة لوط التي مُسِخت وصارت عمود ملح: " وَنَظَرَتِ امْرَأَتُهُ مِنْ وَرَائِهِ فَصَارَتْ عَمُودَ مِلْحٍ. " ... وفى ذلك يقول القس أنطونيوس فكري في تفسيره: أن الله حولها بقدرته لعمود ملح ...



    وكان على الناقد أيضاً قبل أن يسأل ويتعجب عن ذلك ... أن يقرأ أولاً عن سير القديسين والشهداء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية " الشهيدات جايانا ورهيبسيمى والعذارى " ... في عهد الإمبراطور دقلديانوس في روما عام 312م ... وكيف تم تعذيب " رهيبسيمى " بتقطيع أطرافها وبتعذيبها بالنار حتى استشهدت هي وبقية العذارى (وكان عددهن حوالي 35) حيث عذبن حتى الموت ... وبعد ذلك بأسبوع نال الملك المتوحش الذي فعل بهن ذلك عقابه ... إذ أثناء صيده في الغابة تحول إلى صورة خنزير برى ... ولم يشفه من حالته تلك سوى القديس غريغوريوس الأرمني الذي كان محبوسا في جب لمدة 15 سنة ... هذا وقد ظهرت الشهيدات في رؤيا للقديس غريغوريوس بمدينة أشميازين Etshmiadzin ... وبُنيت حول الكنيسة الكبيرة هناك ثلاث كنائس في موضع استشهاد هؤلاء العذارى ... اقرأ ما ورد في موقع الأنبا تكلا:
    http://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_786.html ... ونقول " مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ " متى 11/15



    ولكن ما موقف السبت في الكتاب المقدس ؟؟؟ إن السبت كلمة عبرانية معناها " راحة " ... ويتوجب على اليهود في يوم السبت ترك أشغالهم المادية والاستراحة ... وذلك تذكارًا لليوم السابع من الخليقة ... وهو يوم السبت الذي باركه الله وقدسه لأن فيه استراح الرب من جميع أعماله ... " فَاكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالارْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا ... وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِل ... فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ ... وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَقَدَّسَهُ ... لأنه فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقا " سفر التكوين 2/1- 3



    ويقول سفر الخروج 20/8-11 يجب أن نستريح في اليوم السابع ... لأن الله استراح فيه من الخليقة وقدسه " اذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ ... سِتَّةَ ايَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ ... وَامَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ الَهِكَ ... لا تَصْنَعْ عَمَلا مَا انْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَامَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ ابْوَابِكَ ... لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا ... وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ ... لِذَلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ.".



    وإذا كان القرآن الكريم قد اتفق مع الكتاب المقدس في عدد أيام خلق السماوات والأرض وهى ستة أيام ... إلا أنه اختلف عنه في ذلك الأمر اختلافا جوهرياً ... فبينما نسب الكتاب المقدس لله أنه استراح في يوم السبت من " جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ " ... نجد أن القرآن الكريم يقول: " وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ... وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ " ق 38 ... أي أن الله خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ... لكن لم يترتب على ذلك الخلق أي تعب ( لغوب ) أو إعياء حتى يستريح الله ... كما نسب الكتاب المقدس لله ذلك (تعالى الله عما يقولون).



    وعلى هذا فإنه عندما خالف أحد اليهود السبت بالعمل فيه ... قتلوه بدون رحمة كأوامر الرب لموسى " وَلمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل فِي البَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَباً فِي يَوْمِ السَّبْتِ ... فَقَدَّمَهُ الذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَباً إِلى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ الجَمَاعَةِ ... فَوَضَعُوهُ فِي المَحْرَسِ لأَنَّهُ لمْ يُعْلنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ ... فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ ... يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ» ... فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. " سفر العدد 32-36




    واللــــه تعالى أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللـــه وفضـــله








    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 7: جاء في سورة الحجر 27 " وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ " ... وجاء في سورة الجن 14" وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا " ... وجاء في سورة الأحقاف 29 " وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا ... فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ " ... وجاء في سورة هود 119" وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " ... وجاء في سور النمل 38- 39 " قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ... قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ " ... وجاء في سورة سبأ 12-13 " وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ... يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ " ...

    قال الناقد: يعلّم القرآن بوجود خليقة غير الشياطين اسمها الجن والعفاريت ... مخلوقين من نار جهنم ... وهم يأكلون ويشربون ويتزوجون ويحيون ويموتون ... ومنهم المسلمون الذين كانوا يزدحمون حول محمد عند قراءته القرآن ... وأنهم كانوا مسخَّرين من سليمان لبناء الهيكل والقصور والتماثيل وغير ذلك.
    والناقد يسأل: إن كانت العفاريت مخلوقةً مِن نار وهي روحانية تصعد وتنزل وتخترق جميع الأماكن، فكيف تتزوج وكيف تموت؟


    إن الجن عالم ثالث غير الملائكة والبشر ... وهم مخلوقات عاقلة واعية مدركة ... وهم مكلفون أي مأمورون ومنهيون ... والجن أمة كالإنس ... وسميت بذلك لأنها تتوارى عن الأنظار ولا ترى ... والعفريت مارد قويٌّ شديد من الجن ... والشياطين هم عتاة الجن ومن تمرد منهم ... ولا أحد يمكنه أن ينكر أمراً أثبته الله سبحانه وتعالى خالق الكون والعالم بما فيه ... والمنكرون ليس لهم أدلة على إنكارهم ... فخلاصة القول في هذا الأمر ... أن الجهل بالشيء ليس دليلا على عدم وجوده.



    والقرآن الكريم صريح في أن الجن خلق من نار (ولكنها ليست نار جهنم كما أفاد الناقد) ... قال سبحانه وتعالى: " وخلق الجان من مارج من نار " الرحمن 15 ... كما قال سبحانه وتعالى: " وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ " الحجر 27 ...وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خلقت الملائكة من نور ... وخلق الجان من مارج من نار (المارِجُ: اللَّهيبُ المُختلِطُ بسَوادِ النَّارِ) ... وخلق آدم مما وصف لكم». صحيح مسلم – 2996 ... وآدم خلقه الله من تراب مثلما خلق السيد المسيح عيسى" إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " آل عمران 59 ... وفى هذا يقول سفر التكوين 2/7 ... " وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ ... وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ ... فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً "



    وإذا كانت مادة خلق الإنسان هي التراب ... فإن هذا التراب حوله الله بقدرته الى أجسامنا البشرية ... وبأسلوب وكيفية لا أحد يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ... وبالمقياس البشرى القاصر فإن هذا الجسم البشرى الترابي يجب أن يذوب إذا غطس تحت الماء مثلاً ... وهو أمر لا يحدث نظراً لما أودع الله سبحاته في هذا الجسم من خصائص غيبية تخفى علينا ... وإذا كان يخفي علينا كبشر هذه الخصائص ... فإن الحال كذلك مع الجان ... خلقوا من نار لكنهم لهم أيضاً خصائص غيبية تخفى علينا كبشر ... إذن فعلم البشر قاصر فيما يتعلق بعالم الجان الغيبي الذى له بالطبع مقاييسُه الغيبيةُ الخاصَّة، التي لا تُقاسُ على مقاييسِ عالَمِ الإِنسِ الماديّ بشواهده المحسوسة من مأكل ومشرب وزواج وممات ... الخ ... لذلك فطريقُنا الوحيد لمعرفةِ عالمِ الجنِّ الغيبيِّ هي النَّصّ القائمُ على آياتِ القرآن الكريم ... وما صَحَّ من حديثِ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم.



    والجن مخلوقات مثلنا لا يعلم حقيقتها إلا الله ... لكنهم مكلفون مثلنا ... ولذلك فمنهم الصالح والطالح ...وقد قال سبحانه وتعالى على لسان الجن: " وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا " الجن 11 ... وقال عن لسانهم أيضاً " وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا " الجن 14 ...



    وجاء في التفسير الواضح: ... " كان النبي صلّى الله عليه وسلّم نازلا في موضع يسمى (نخلة) من ضواحي مكة، وبينما هو يصلى في جوف الليل يقرأ القرآن ... ويناجى صاحب الملك والجبروت ... إذ صرف الله إليه سبعة من أشراف الجن ... فاستمعوا إليه وهو يقرأ، ولم يشعر بهم ساعة نزولهم عليه وانصرافهم إلى قومهم، ونزل قوله تعالى:" وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا ... فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ " الأحقاف 29



    واذكر يا محمد لقومك وقت أن صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروا القرآن وأنت تتلوه، قالوا لبعضهم: أنصتوا أدبا لهذا الحديث الذي ما سمعنا مثله أبدا، فلما قضى وانتهى النبي منه، رجعوا إلى قومهم منذرين يقولون: إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به ... ولن نشرك بربنا أحدا " ... انتهى التفسير الواضح



    ولذلك فمن البديهي ما جاء في سورة هود 119 ... " وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " ... أي: أنه سبحانه سيملأ جهنم من الجن والإنس الذين اتبعوا إبليس وجنده ولم يهتدوا للإيمان. التفسير الميسر



    وجدير بالذكر أن الله قد أعطى الجن قدرة لم يعطها للبشر وقد حدثنا عز وجل عن بعض قدراتهم ... فمن ذلك: سرعة الحركة والانتقال ... فقد تعهد عفريت من الجن لنبي الله سليمان عليه السلام بإحضار عرش ملكة اليمن إلى بيت المقدس في مدة لا تتجاوز قيام رجل من جلوسه ... قال سبحانه وتعالى: " قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ... وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ " النمل 39 ... أي قال مارد قويٌّ شديد من الجن: أنا آتيك به قبل أن تقوم من مجلسك هذا ... وإني لقويٌّ على حَمْله، أمين على ما فيه، آتي به كما هو لا أُنقِص منه شيئًا ولا أبدله. التفسير الميسر



    وقد أخبر الله - سبحانه وتعالى - في كتابه الكريم أيضاً بأنه سخر الجن لسليمان - عليه السلام - إذ قال: " وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ... وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ... وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ... وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ... يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ ... اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ " سبأ 12-13 ... فهذا يدل على أن الله - سبحانه وتعالى - سخر لسليمان - عليه السلام - الجن تطيعه وتنفذ أمره فيهم، ويعملون له ما يشاء من ضخم المباني والعمائر والتماثيل.



    أما ابليس فهو ليس من الإنس ولا من الملائكة بالطبع ولكنه " إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ " الكهف 50 ... وابليس هذا وجنده من الشياطين قال الله فيهم " فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ... إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " النحل 98-99 ... ولذلك فإننا نتعجب كل العجب كيف نسب كتبة الأناجيل للسيد المسيح عليه السلام أن ابليس قد جرّبه واختبره أربعين يوماً !!! ... " ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ ... فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ (أي ابليس) وَقَالَ لَهُ (أي للسيد المسيح):" إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا. " متى 4/ 1



    ليس هذا فحسب لكننا لا ندرى ما سبب استخدام كتبة الاناجيل كلمات والفاظ تدل على مدى سيطرة ابليس على السيد المسيح عليه السلام اثناء ما كان يختبره (كما ورد في النص أدناه ...متى( 4 / 1-10) مثل: ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ ... ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ ... ونحن نرى ان السيد المسيح عليه السلام كان معصوماً بالطبع من سيطرة ابليس أو الخضوع لتوجيهاته اطلاقاً !!!!!!!



    ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ ... فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا ... فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: " إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا" ... فَأَجَابَ وَقَالَ:" مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ" ... ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، وَقَالَ لَهُ:"إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ" ... قَالَ لَهُ يَسُوعُ:" مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ " ... ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، وَقَالَ لَهُ: "أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي"... " حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ !!!
    وطالما أن ابليس قد اختلى في البرية مع السيد المسيح حتى يجربه ويختبره ويمتحنه !!! إذن فبالضرورة أن يكون السيد المسيح قد اطلع على التفاصيل الوافية للسؤال الذي طرحه السيد الناقد بخصوص أكل وشرب وزواج وحياة وممات من عاشره من الجن ... " أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً " ... وبالتالي لا بد أن يكون السيد المسيح قد أخبر تلاميذه واتباعه بذلك ... ولهذا فنحن في شوق للاستماع لما سيقوله الناقد في هذا الصدد ... فربما نزداد علماً في هذا الموضوع الغيبي !!!


    واللــــــــه تعالى أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللـــــــه وفضـــــله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 8: جاء في سورة النحل 68-69" وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ... ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ... إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " ... افاد الناقد أن البيضاوي قال: { شَرَابٌ } يعني العسل لأنه مما يشرب ... و{ فِيهِ شِفَآءٌ لِلنَّاسِ } إما بنفسه كما في الأمراض البلغمية ، أو مع غيره كما في سائر الأمراض ، إذ قلما يكون معجون إلا والعسل جزء منه ...وعن قتادة أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن أخي يشتكي بطنه فقال : « اسقه العسل » فذهب ثم رجع فقال : قد سقيته فما نفع فقال : « اذهب واسقه عسلاً فقد صدق الله وكذب بطن أخيك ...
    والناقد يسأل: إذا كان المريض لم ينل الشفاء ... فكيف يصدّق الله ويكذّب بطنه ؟؟؟ وهل هذا الرد يبيّن صدق محمد ... أم صدق تأثير العسل ؟؟؟

    " وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ " الأنبياء 70 ... إن الناقد يعتقد أنه لن يقرأ نقده إلا القارئ السطحي الساذج فقط ... وكيف ؟؟؟ لقد حاول الناقد أن يوهم من يعتقد أنه سيقرأ نقده ... أن البيضاوي يشهد (اعتماداً على حديث لرسول الله) أن العلاج الذي أرشد اليه رسول الله وأصر عليه (اسقه عسلاً) لم ينفع مع المريض ... وذلك حتى يصل الناقد في النهاية لهدفه الخفي ... وهو أن يفقد القارئ الساذج مصداقية كل ما قاله الرسول بالتبعية في أي أمر آخر !!!


    لكن من يدقق في ذلك سيعلم أن السحر قد انقلب على الساحر .... وأنه " وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ " فاطر 43 ... أي أن ضرر المكر السيئ لا يصيب إلا من دبروه ... وكيف ؟؟؟ لقد ذكر الناقد بعضاً من كلام البيضاوي ولكنه أخفى وبتر باقي كلامه الذي فيه تكملة حديث رسول الله ... كل ذلك حتى يوهم القارئ الساذج أَنَّ الرجلَ لم يتمَّ شِفاء بَطنِه ... رغمَ شربه العَسَلَ ... وهذا معناهُ أَنَّ العسلَ ليس فيه شفاءٌ للناس كما ذَكَر القرآن !!! هذا ... وتكملة كلام البيضاوي هو: " اذهب واسقه عسلاً فقد صدق الله وكذب بطن أخيك ... فسقاه ... فشفاه الله تعالى ... فبرأ ... فكأنما أنشط من عقال. " !!!


    وحتى نفهم ونستوثق من ذلك تماماً ... سنذهب لنص الحديث وهو: " أنَّ رجلًا أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: أخي يشتكي بطنَهُ، فقال: (اسقِهِ عسلًا) ... ثم أتاهُ الثانيةَ ... فقال: (اسقِه عسلًا)... ثم أتاهُ الثالثةَ فقال: (اسقِه عسلًا) ... ثم أتاه فقال: قد فعلتُ ؟؟؟ فقال: (صدقَ اللهُ ... وكذبَ بطنُ أخيكَ ... اسقِه عسلًا) ... فسقاهُ فبرأَ " ... الراوي: أبو سعيد الخدري | المحدث: البخاري | المصدر : صحيح البخاري ... الصفحة أو الرقم: 5684 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ...


    شرح الحديث:


    خَلَقَ اللهُ العَسَل وجعَلَ فيه شِفاءً للنَّاسِ ... وجَعَل سبحانه للشِّفاءِ بِه أسبابًا أُخرى كتَكرارِ الشَّرابِ وغيرِ ذلك ممَّا يُقدِّره بحِكمتِه ... وفي هذا الحَديثِ يقولُ أبو سعيدٍ الخُدريُّ رضي الله عنه: أنَّ رجُلًا أَتى النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقالَ: " أخي يَشتَكي بَطْنَهُ " ... أي: هو مريضٌ ووجعُه في بَطْنِه، فقالّ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «اسْقِهِ عَسَلًا» أي: اسقِهِ عسلَ النَّحلِ ... فإنَّ فيه شفاءً، كما قال الله{فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} النحل 69 ... أيْ: من أَدواءٍ تُعرضُ لهم ... فسَقَى الرجُلُ أخاهُ عسلًا ثلاثَ مراتٍ فلمْ يَبرَأْ ... فكأنَّه شَكَّ في فائدةِ العَسلِ ... فقالَ بعدَ المرَّةِ الثالثةِ: قدْ فعلتُ ؟؟؟ أي: قد فعلتُ ما أَمرتني به وسقَيْتُهُ عسلَ النَّحلِ ولكنَّه لم يبرَأْ ... فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم:«صدَقَ اللهُ، وكذَبَ بَطْنُ أخيكَ، اسقِهِ عَسَلًا» ... أي: صدَقَ اللهُ فيما قالَهُ عن عَسلِ النَّحلِ {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} ... وكذَبَ بطنُ أخيكَ ... لأنَّه لم يَستجِبْ للدَّواءِ في المرَّات السابِقةِ فيَحْتاجُ إلى جُرُعاتٍ أُخرى ... فكرَّرَ: اسْقِهِ عَسلًا مرةً رابعةً ... " فَسَقاهُ فَبَرَأَ " ... أي فشفى ... فظهَر صِدقُ اللهِ وصِدقُ رَسولِهِ فيما أَخبرَ به ... ولكنَّ الشفاءَ لهُ أسبابٌ لا بدَّ مِن الأخْذِ بها، كتعدُّدِ جُرعات الدَّواءِ الكافية للقَضاءِ على المرضِ ... والحديث يوضح ضرورة الأخذ بالأسباب والسبل المؤدية الى الشفاء من الأمراض ... وفيه أيضاً لزومُ تَصديقِ كلِّ ما أخبَر الله عزَّ وجلَّ بِه.
    إن هذا الحديث يبرهن على الثقةُ المطلقةُ من الرسول صلى الله عليه وسلم بما ورد في القرآن الكريم ... وأنه " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ... إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى " النجم 3-4 ... ولماذا ؟؟؟ لأنه بالرغم من تكرار إخباره بعدم شفاء بطن المريض عدة مرات ... إلا أن الرسول أصر على استكمال العلاج بالعسل ... جازماً أَنَّ العسلَ لا بُدَّ أَنْ يشفيَ للرجلِ بَطْنَه بإِذْنِ الله ... ونَسَبَ الكذب لبطن المريض والصدق لله ... وبَرَأَ الرجلُ بالفعل وشفى تماماً بعد تناوله جرعة إضافية من العسل ... فمعظم الأمراض تحتاج إلى تكرار واستكمال جرعات الدواء حسب حالة المريض ... وصدق الله وكذبت بطن المريض.

    وأنظر لدقة الفاظ واحكام الصياغة في القرآن الكريم ... إن القرآنَ لم يَقُلْ: إِنَّ العسلَ شفاءٌ لكلِّ الأَمراض ... إِنما ذَكرَ أَنه شِفاءٌ لبَعْضِ الأَمراض: " فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ " النحل 69 ... أي فيه وفى غيره شفاء للناس ... أما لو كانَ العسلُ هو الشِفاءً الوحيد لكُلِّ الأَمراضِ ... لقال القرآن: " هو الشِّفاءُ للناس " !!! إن القرآن بهذه الآية لفت النظر الى عظمة الخالق سبحانه ... وأن عادم صناعة الله الذي يخرج من بطن النحلة مفيد ... بل وفيه شفاء للناس ... هذا وننصح القارئ الكريم بالبحث على محرك البحث (جوجل) ليبحث ويقرأ عن عسل النحل وانواعه ومكوناته وخصائصه وفوائده ... ويعلم قدرة خالقه حتى في عادم صناعته الذي يخرج من بطن النحلة !!!!


    لكن لا ندرى لماذا يبحث الناقد ويجهد نفسه في البحث عن مصادر الشفاء في شريعة غيره التي لا يؤمن بها سيادته ... ويحرم نفسه من التركيز على مصادر الشفاء المتوفرة في كتابه المقدس ... وكيف ؟؟؟ ورد فيانجيل مرقص 16/17-18 " وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ ... يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ ... وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا لاَ يَضُرُّهُمْ ... وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ " ... أي أن المؤمنين من اتباع الكتاب المقدس مزودين ومنفردين بخاصية لا يتمتع بها غيرهم ... وهي أنهم " َيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ (أي يشفون) " ... وهذه بشرى بالشفاء التام والمؤكد والفوري لكل أصحاب الأمراض حتى المستعصية منها ... ونداء لأصحاب القلوب الرحيمة من المؤمنين بالكتاب المقدس والمحتم تواجدهم ... أن يبادروا بوضع أيديهم على هؤلاء المرضى فيشفونهم على الفور ... الأمر الذى سيعود على هؤلاء المؤمنين بالأجر والثواب بالطبع ... وعلى المرضى بالشفاء الفوري من المرض وتوفير نفقات العلاج ... مع خالص تحياتنا للسادة الأطباء الذين لن يجدوا من يعالجونهم حينئذ.



    واللــــــــــــــــــــه تعالى أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللــــــــــه وفضــــــــــــــله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 9: جاء في سورة الإسراء 1 ... " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " ...
    ونَقَلَ الناقد من تفسيرِ البيضاويِّ خُلاصَةَ حادثةِ الإِسراءِ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم من المسجدِ الحرامِ في مكةَ إِلى المسجدِ الأَقصى في بيت المقدس ... ثم عروجِه إِلى السمواتِ العُلى حتى انتهى إلى سدرة المنتهى ... ثم عودَتِه إِلى مكة في جزءٍ من الليل ... واستغرابِ المشركين تلك الحادثة ... وارتداد أناس ممن آمن به ... وتصديقِ المؤمنين بها.
    والناقد يسأل: من هم شهود معجزة الإسراء المحمدية ؟؟؟ إن من شروط المعجزة أن تكون أمام شهود ... وأن تكون ذات فائدة ... وهذا مالا يتوفر للإسراء والمعراج ... كما أن المسجد الأقصى لم يكن موجوداً زمن محمد ... بل بُني بعد موته بنحو مئة سنة ... فكيف صلى فيه ووصف أبوابه ونوافذه ؟؟؟

    § لا أحد ينكر أن البشر الآن وبعد أكثر من 14 قرناً على حدث الإسراء والمعراج ... يستطيعون التحدث وتبادل الرسائل والمعلومات في لحظة مع انسان سافر واقام في القمر ... بل ومشاهدته في نفس اللحظة ايضاً ... وسيكون هذا هو الحال مستقبلاً مع كواكب أخرى بالطبع ... هذا ولا ينكر أحد أن الإنسان اليوم يستطيع أن يقطع الرحلة من المسجد الحرام للمسجد الأقصى في أقل من ساعة في طائرة تفوق سرعتها سرعة الصوت ... ولا ندرى ما يمكن أن يتمكن الإنسان من تحقيقه أكثر وأكثر من ذلك في القريب العاجل ؟؟؟ ولكن إذا أخبرنا أحداً ممن عاصر السيد المسيح مثلا بهذه الحقائق فلن يصدق ... وله في ذلك عذره ... فإذا كان البشر بعلمهم المحدود استطاعوا تنفيذ كل هذا ... بل وسيستطيعون تنفيذ أكثر وأكثر منه ... فما بالنا بقدرة خالق الكون كله واستطاعته ؟؟؟

    §
    إن الآية الكريمة التي يستشهد بها الناقد ... " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ " ... تبدأ بكلمة " سُبْحَانَ " ... وفى ذلك يقول تفسير الشعراوي: كلمة (سبحان) جاءت هنا لتشير إلى أن ما بعدها أمر خارج عن نطاق قدرات البشر ... فإذا ما سمعته إياك أن تعترض أو تقول: كيف يحدث هذا ؟؟؟ بل نزه الله أن يشابه فعله فعل البشر ... فإن قال لك: إنه أسرى بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس في ليلة ... مع أنهم يضربون إليها أكباد الإبل شهراً ... فإياك أن تنكر ... فربك لم يقل: سرى محمد ... بل أسري به ... فالفعل ليس لمحمد ولكنه لله ... وما دام الفعل لله فلا تخضعه لمقاييس الزمن لديك ... ففعل الله ليس كفعل البشر.

    § ومعلوم أن قطع المسافات يأخذ من الزمن على قدر عكس القوة المتمثلة في السرعة ... أي: أن الزمن يتناسب عكسيا مع القوة ... فلو أردنا مثلا الذهاب إلى الإسكندرية سيختلف الزمن لو سرنا على الأقدام عنه إذا ركبنا سيارة أو طائرة ... فكلما زادت القوة قل الزمن ... فما بالك لو نسب الفعل والسرعة إلى الله تعالى !!! إذا كان الفعل من الله فلا زمن ... والله جعل في الكون قانونا عاما للناس ... وقد يخرق هذا القانون أو الناموس العام ليكون معجزة للخاصة الذين ميزهم الله عن سائر الخلق ... انتهى تفسير الشعراوي

    §
    إن معجزة الإسراء والمعراج لم يكن لها شهود ... وذلك حتى يتحقق الهدف والفائدة منها ... فما معنى ذلك ؟؟؟ نذهب الى تفسير الشعراوي نجد: حدث الإسراء ليلا ... " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا "الإسراء 1 ... لتظل المعجزة غيباً يؤمن به من يصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فلو ذهب في النهار لرآه الناس في الطريق ذهابا وعودة ... فتكون المسألة إذن حسية مشاهدة لا مجال فيها للإيمان بالغيب ... لذلك لما سمع أبو جهل خبر الإسراء طار به إلى المسجد وقال: إن صاحبكم يزعم أنه أسري به الليلة من مكة إلى بيت المقدس ... فمنهم من قلب كفيه تعجبا، ومنهم من أنكر، ومنهم من ارتد.

    § أما الصديق أبو بكر فقد استقبل الخبر استقبال المؤمن المصدق ... ومن هذا الموقف سمي الصديق، وقال قولته المشهورة:
    «إن كان قال فقد صدق» ... ثم قال: «إنا لنصدقه في أبعد من هذا ... نصدقه في خبر السماء (الوحي) ... فكيف لا نصدقه في هذا» ؟؟؟إذن: الحق سبحانه جعل هذا الحادث محكاً للإيمان ... وممحصاً ليقين الناس ... حتى يُغربل من حول رسول الله ... ولا يبقى معه إلا أصحاب الإيمان واليقين الثابت الذي لا يهتز ولا يتزعزع ... انتهى تفسير الشعراوي

    §
    ولا شك أن هؤلاء الذين غُربلوا من حول الرسول كانوا هم أصحاب الإيمان واليقين الثابت الذي لا يهتز ولا يتزعزع ... وهم من انتشر الإسلام على أيديهم منذ أكثر من 14 قرناً من الزمان ... وهم من تمكنوا من أن تمتد بقعته من الصين شرقاً لباريس غرباً في غضون بضع عشرات من السنين بعد بزوغ فجره ... ويؤمن به حالياً ما يقارب من ربع سكان كوكب الأرض ... بل وهو الآن أسرع الديانات انتشاراً على الإطلاق في البلاد الصليبية أي في أوربا وأمريكا ... ادخل الرابط: http://www.ebnmaryam.com/vb/t20719.html ...

    § إن من ضمن فوائد معجزة الإسراء والمعراج هو ما ذكر في نفس الآية التي أشار اليها الناقد
    " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا " الإسراء 1 ... نعم " لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا " ... فالله سبحانه يريد أن يجعل لرسوله صلى الله عليه وسلم خصوصية ... وأن يريه من آيات الغيب الذي لم يره أحد ... وليرى صلى الله عليه وسلم حفاوة السماء به ... ويرى مكانته عند ربه الذي قال له: " ولا تك في ضيق مما يمكرون " النحل 127 ... وأنه في سعة من عطاء الله ... وإن أهانه أهل الأرض ... فسوف يحتفل به أهل السماء ... وإن كان في ضيق من الخلق ... فهو في سعة من الخالق.

    §
    لقد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج في السماء ما لم يراه بشر من قبل ... وذلك كما ذكر في سورة النجم 18 ... " لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى " ... وتفسير ذلك: " عظم الله من شأن ما أراه لنبيه من العجائب التي أطلع عليها في تلك الليلة ... لأنها أموراً عظاماً ... لا يحيط بها الوصف ... وأكرمه برؤيتها ليزداد يقيناً على يقينه ... وثباتاً على ثباته ... وقوة على قوته في تبليغ رسالة الله ... وحمل أمانته " ... تفسير الطنطاوي

    § إن معجزات الأنبياء أتيحت مشاهدتها لمن عاصروها فقط ... وتبقت بعد ذلك ذكراها وحقيقتها معتمدة على مصداقية من نقلوها من بعدهم ... هذا ويكفي لثُبوتِ معجزةِ الإسراء والمعراج أنها مدرجة ضمن آيات القرآن الكريم ... فما معنى ذلك ؟؟؟ إن القرآن الكريم هو معجزة الإسلام الخالدة بكل المقاييس ... وكيف ؟؟؟ لقد تضمنت آيات القرآن الكريم تحدياً للإنس والجن مجتمعين على أن يأتوا بمثل هذا القرآن في نظمه ومعانيه ومضمونه ... حتى ولو كانوا متعاونين بعضهم يظاهر بعضاً ... وكان ومازال وسيظل هذا التحدي قائماً وحتى قيام الساعة ... ولم ولن يأتي أحد بمثل هذا القرآن ... الأمر الذي يبرهن على إعجازه وصحة كل ما جاء فيه ... بل ويبرهن أيضاً على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
    " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا " الإسراء 88

    §
    وخلال ليلة المعراج فرضت الصلوات الخمس التي مارسها ويمارسها مليارات ومليارات من البشر على مدار ما يزيد عن 14 قرناً في بيوتهم أو في المساجد الموجودة في كوكب الأرض ... كما يقرأ هؤلاء آية سورة الإسراء التي استشهد بها الناقد ... الأمر الذي يبرهن بديهياً على ايمان كل هؤلاء البشر بصحة معجزة الإسراء والمعراج بالطبع ...

    §
    إن منطق الناقد يحتم علينا أن نسأله بنفس اسلوبه ... فنقول له على سبيل المثال لا الحصر:

    1.
    لقد نسب الكتاب المقدس لكل من أخنوخ وإيليا صعودهم إلى السماء ... فأما أخنوخ قيل عنه " بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ" (عب 11: 5) ... وأما إيليا قيل عنه " فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ" (2مل 2: 11) ... وفى هذا يقول موقع الأنبا تكلا
    takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/402.html
    http://st-
    ... السماء التي أُصعد إليها كل من أخنوخ وإيليا هي السماء الثالثة (الفردوس) ... أما السماء التي
    صعد إليها السيد المسيح فهي سماء السموات ... فمن هم شهود صعود هؤلاء الثلاثة الى السماء ؟؟؟

    2.
    من هم شهود اختطاف بولس الى السماء الثالثة (وهي الفردوس حسب مفهومه) ... حيث قال: " أَعْرِفُ إِنْسَانًا فِي الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً ... أَفِي الْجَسَدِ ؟؟؟ لَسْتُ أَعْلَمُ، أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ ؟؟؟ لَسْتُ أَعْلَمُ ... اللهُ يَعْلَمُ ... اخْتُطِفَ هذَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ. " (2كو 12: 2، 4)
    3.
    من هم شهود أن الرب بعد أن خلق السماوات والأرض استراح وتنفس في اليوم السابع ... " لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ»." الخروج 31/17 ... أو حسب نسخة KJV ...
    refreshed.
    on the seventh day he rested, and was

    4.
    صعد موسى الى جبل سيناء ليكلم الله ..." وَدَخَلَ مُوسَى فِي وَسَطِ السَّحَابِ وَصَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ ... وَكَانَ مُوسَى فِي الْجَبَلِ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. " سفر الخروج 24/18 ... فماذا حدث ؟؟؟ " ثُمَّ أَعْطَى مُوسَى عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ لَوْحَيِ الشَّهَادَةِ: لَوْحَيْ حَجَرٍ مَكْتُوبَيْنِ بِإِصْبعِ اللهِ. " الخروج 31/18 ... فمن هم الشهود على تلك الأحداث ... بل ومن هم الشهود على أن لوحي الشهادة كتبا بإصبع الله ؟؟؟

    5. " كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ " رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 3: 16 ... من هم الشهود على ذلك ؟؟؟
    وللرد على مقولة الناقد: أن المسجد الأقصى لم يكن موجوداً زمن محمد صلى الله عليه وسلم ... وبُني بعد موته بنحو مئة سنة ... فكيف صلى فيه محمد ووصف أبوابه ونوافذه ؟؟؟ نقول للسيد الناقد:

    § لا أحد يجهل أن المسجد الأقصى كان هو قبلة المسلمين في صلاتهم بعد هجرة النبي
    محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلىالمدينة المنورة عام 1 هـ الموافق 622م ... وبالتالي كان المسلمون يتوجّهون إلى المسجد الأقصى في صلواتهم ... ومكثوا على ذلك مدة 16 شهرًا تقريبًا ... وروى عن البراء بن عازب أنه قال: " لما قَدِمَ النَّبيُ صلى الله عليه وسلم المدينةَ ... صلّى نَحوَ بيتِ المقدسِ سِتةَ عَشرَ شهرًا أو سبعةَ عَشرَ شهرًا ... وكان يُحبُ أنْ يُوَجِّهِ إلى الكَعبةِ " ... فأنزل اللّه تعالى " قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ " البقرة ١٤٤ ... المحدث: البخاري ... المصدر: صحيح البخاري ... الصفحة أو الرقم: 7252 .

    § وعن أبي ذرٍّ قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ ... أيُّ مسجدٍ وُضِعَ في الأرضِ أوَّلُ ؟؟؟ قال: المسجدُ الحرامُ ... قلتُ: ثم أيُّ ؟؟؟ قال: المسجدُ الأقصى ... قلتُ: كم بينهما ؟؟؟ قال أربعون سنةً ... وأينما أدركَتْك الصلاةُ فصَلِّ فهو مسجدٌ ... صحيح مسلم ... الصفحة أو الرقم: 520 ... هذا وإنه من المعلوم أن ابراهيم واسماعيل عليهما السلام هما اللذان رفعا قواعد المسجد الحرام ... " وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ " البقرة 127

    § فإذا ذهبنا الى موقع ويكبيديا الموسوعة الحرة (المسجد الأقصى) نجد ... " وقد اختلف المؤرخون في مسألة الباني الأول للمسجد الأقصى على عدة أقوال: أنهم الملائكة ... أو النبي آدمأبو البشر ... أو ابنه شيث ... أو سام بن نوح ... أو النبي ابراهيم " انتهى ما ورد في ويكبيديا ... وكل هؤلاء دون استثناء قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بمدة كبيرة ...

    §
    وفى موقع ويكبيديا الموسوعة الحرة (المسجد الأقصى) نجد أيضاً ... " واشترطوا أن يأتي خليفة المسلمين بنفسه إلى القدس ليتسلّم مفاتيحها منهم ... فخرج عمر بن الخطاب من المدينة المنورة حتى وصل القدس، وذلك عام 15 هـ الموافق 636م ... وأعطى أهلها الأمن وكتب لهم العهدة العمرية ... وقد صحبه البطريرك "صفرونيوس" فزار كنيسة القيامة، ومن ثم أوصله إلى المسجد الأقصى ... فلمّا دخله قال: «الله أكبر، هذا المسجد الذي وصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم» ... انتهى ما ورد في ويكبيديا


    فكيف يعقل بعد كل هذا أن المسجد الأقصى لم يكن موجوداً زمن محمد صلى الله عليه وسلم ... وبُني بعد موته بنحو مئة سنة كما ادعى السيد الناقد !!!


    واللــــــــــــــــــــه تعالى أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللــــــــــه وفضــــــــــــــله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 3 1 2 ... الأخيرةالأخيرة

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على توهم لإنتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئله إجتماعيه 1
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 09-10-2017, 06:28 PM
  2. الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة اجتماعية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 08-10-2017, 03:02 PM
  3. الرد على انتقادات في القرآن الكريم بعنوان أسئلة تشريعية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 24-05-2017, 11:39 AM
  4. الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة جغرافية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 03-02-2017, 08:38 PM
  5. الرد على تدليس بعنوان .. مغالطات منطقية في القرآن الكريم ( 1 / 2 )
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 10-01-2015, 09:48 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية