الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى ... 2 3
النتائج 21 إلى 26 من 26

الموضوع: الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 18: جاء في سورة الفيل 1-5 ... " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ... أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ... وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ... تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ... فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ" ...
    قال الناقد أن البيضاوي رُوي أن واقعة الفيل وقعت في السنة التي وُلد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وقصتها أن أبرهة ملَك اليمن بنى كنيسة بصنعاء وسماها القليس ... وأراد أن يصرف الحجاج إليها ... فخرج رجل من كنانة فقعد فيها ليلاً فأغضبه ذلك ... فحلف ليهدمن الكعبة ... فخرج بجيشه ومعه فيل قوي اسمه محمود وفيلة أخرى ... فلما تهيّأ للدخول وعبّأ جيشه قدم الفيل ... وكان كلما وجّهوه إلى الحرم برك ولم يبرح ... وإذا وجّهوه إلى اليمن آو إلى جهة أخرى هرول ... فأرسل الله تعالى طيراً ... كل واحد في منقاره حجر وفي رجليه حجران أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة ... فترميهم فيقع الحجر في رأس الرجل فيخرج من دبُره ... فهلكوا جميعاً.

    والناقد يسأل: كيف آثر الفيل أن يعاون الوثنيين ويهرب من معاونة المسيحيين ... فكلما وجَّهوه لكعبة الأوثان رفض السير وكلما وجهوه إلى اليمن هرول ؟؟؟ وكيف أدركت الطير ذلك فاشتركت في الحرب مع الوثنيين ضد المسيحيين ؟؟؟ وكيف تفاهمت جماعات الطير وعرفت مكان الموقعة وأحضرت الحجارة وملأت أفواهها وأرجلها ورمت بها جيش المسيحيين دون الوثنيين ؟؟؟ وكيف انحاز الرب للفيل وللطير ولأصحاب الكعبة الوثنيين ضد المسيحيين ؟؟؟ وكيف ينزل الحجر الذي هو أصغر من الحمصة من فم الطير إلى رأس الرجل فيخترق رأسه وعنقه وصدره وبطنه ويخرج من دبُره ؟؟؟

    §
    سنذهب أولاً الى تفسير المنتخب لنقف على تفسير تلك الآيات ... " قد علمت يا محمد علماً لا يخالطه شك ... فِعْل ربك بأصحاب الفيل ... الذين قصدوا الاعتداء على البيت الحرام ... قد علمت أن الله قد جعل سعيهم لتخريب الكعبة في تضييع وإبطال ... فخيب مسعاهم ... ولم ينالوا قصدهم ... وسلَّط الله عليهم من جنوده طيرا أتتهم جماعات متتابعة وأحاطت بهم من كل ناحية ... تقذفهم بحجارة من جهنم ... فجعلهم كورق زرع أصابته آفة فأتلفته." انتهى تفسير المنتخب

    §
    قصة أصحاب الفيل واقعة تاريخية ثابتة ... روتها كتب التاريخ ... وأرّخ بها العرب أحداثهم في تلك الحقبة ... وقد نزلت سورة الفيل على النبي (الذى ولد بعد هذه الواقعة بخمسين يوماً) في مكة المكرمة ... وفي وقت كان يعيش فيه من أهل مكة أناس رأوا حادث الفيل بأعينهم ... أو على الأقل سمعوا عنه ... وبعضهم من أعداء النبي ... فلو لم تكن هذه القصة حقيقية ... وعلى النحو الذى وردت به في القرآن الكريم ... لظهر من العرب من يسارع إلى تكذيب هذه السورة وينتهزها فرصة للكيد للنبي والطعن عليه وتكذيبه والتشنيع عليه ... لكن شيئاً من ذلك لم يحدث ... لكن ما حدث أن الجميع تلقوا سورة الفيل بالقبول ... لأنها قصت عليهم حقيقة معروفة عندهم لا شك فيها ... ولا يستطيع أحد منهم إنكارها ...

    § ومن الجدير بالذكر أن الشعراء الجاهليين الوثنيين (قبل الإسلام) الذين عاصروا حادثة الفيل كانوا قد نظموا شعراً في هذه الحادثة في حينه ... ليكون مدعاة فخر لأصنامهم ... حيث زعموا أن لها من القدرة ما أحبط كيد أبرهة ... ثم جاء القرآن الكريم لاحقاً وبعد حوالي خمسون عاماً فذكر نفس قصة حادثة الفيل ... ولكن بعد أن نسب لله وحده القدرة على احباط كيد أبرهة ...

    §
    إن سؤال الناقد يتمحور حول تعجبه من انحياز قصة الفيل لنصرة الوثنيين على المسيحيين وهم أَقربُ إِلى اللهِ منِ الوثنيّين ... كما ذكر سيادته ... وبداية نقول ... ما كان لسيادته أن يتعجب ... فشتان ثم شتان بين ما فعله أبرهة وجيشه وبين ما سمعناه في الكتاب المقدس ... " مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا ... وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ ... فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا. " متى 5/ 39-40 ... وسمعنا أيضاً ... " وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ ... بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ ... أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ ... وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ " متى 5/44

    § فإذا كانت هذه النصوص صحيحة وملزمة لمن يعتنق الديانة المسيحية ... إذن فهي لا تخول لأحد تحريك الجيوش للاعتداء على دول الجوار ... ويكون ما فعله أبرهة وجيشه ... جعلهم يُنسبون زوراً للديانة المسيحية السمحة التي نادى بها السيد المسيح ... والله سبحانه وتعالى لم يَنْحَزْ للعربِ الوثَنيّين ضد من نُسبوا زوراً للمسيحية الحقة التي جاء بها السيد المسيح عليه السلام ... إِنما أرسل الله من يدافع عن بيتِه المحَرَّمِ المعَظَّم ضد من أراد هدمه ...

    §
    لقد توجهَ أَبرهةُ بجيشِه وفيلِه ليهدِم الكعبة ... لا ليقاتِلَ قُرَيْشاً ... فمعركَتُه لم تكن ضدّ قريشٍ الوثنيّين ... وإنما كانت ضدَّ البيتِ المحرَّم !!! ولذلك لما وَصَلَ إِلى ضواحي مكةَ لم يشتبكْ في حَرَبٍ مع قُرَيْش ... ورِجالُ قريشٍ عَرَفوا هذا ... حيثُ أَخْلَوْا له مَكَّة، وصَعَدوا إِلى الجبالِ، يُراقبونَ ما سيَحْدُث ... ولما طلب عبدُ المطلبِ زعيمُ مكة من أبرهة أن يعيد اليه إبله التي اغتصبها منه ... فاستعجب أبرهة من طلب عبدُ المطلبِ استرداد إبله وعدم حديثه عن تخوفه من رغبة أبرهة في هدم الكعبة فسأله عن ذلك ... فقال له عبد المطلب كلمته المشهورة والتي صارت مثلاً ... وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها ... قال عبد المطلب: " أما الإبل فإنها لي ... وأما البيت فله ربٌ يحميه " ... وبالفعل حمى الله بيته الحرام ... الكعبة المشرفة ... ولحق بأبرهة وجيشه ما روته سورة الفيل ... " وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ "المدثر 31

    § إن اللهَ سبحانه وتعالى كان يَعلمُ بالطبع أَنَّ قريشاً آنذاك ملأوا الكعبة بالأصنام التي عَبَدوها وجَعَلوها آلِهَة تعبد من دون الله ... وهو سبحانه لم يُدافِعْ عنهم ولا عن أَصنامِهم ... ولكن حادثةَ الفيلِ كانتْ دِفاعاً عن الكعبةِ المُشَرَّفَة ... حيث حمى اللهُ الكعبةَ من الهَدْم ... وهذه الكعبةُ ضمنَ بيتِ اللهِ الحرام ... أَوَّلِ بيتٍ بُنِيَ في الأَرضِ لعبادَةِ الله ... والذي بَناهُ إِبراهيمُ وإِسماعيلُ عليهما السلام لعبادَةِ الله ... وستكونُ هذه الكعبةُ المشرفَةُ قِبْلَةً للأُمةِ المسلمةِ القادمة ... التي سَيستخلِفُها اللهُ على الأُمم ... وسيولَدُ بالقربِ من الكعبةِ محمدُ بنُ عبدِ الله ... الذي سيكونُ النبيَّ الخاتم صلى الله عليه وسلم.

    §
    لقد حمى الله الكعبة المشرفة التي اتجه ويتجه وسيتجه اليها مليارات ومليارات من البشر على مدار أكثر من 1400 سنة مضت وفى السنوات التي ستأتي ... وزارها ويزورها وسيزورها على مدار هذه الأعوام والأعوام القادمة مليارات من الحجاج او المعتمرين ...

    § ومن أَجْلِ هذه المعاني حمى اللهُ الكعبةَ من جيشِ أَبْرَهَة ... لا من أَجْلِ قريشٍ الوثنيّين ... وأَمَرَ اللهُ الفيلَ أَنْ لا يَستجيبَ لأَمْرِ أَبرهَةَ بالسيرِ نحو الكَعْبَة ... ونَفَّذَ الفيلُ أَمْرَ رَبِّه ... ولذلك كان هذا الفيلُ أَعْقَل ممن تعجبوا من تلك الحادثة !!! هذا ولم تتوجّه الطيرُ الأَبابيلُ إِلى أَصحابِ الفيلِ بنفسها بالطبع ... إِنما الذي وَجَّهَها وأَرسَلَها هو اللهُ رب العالمين ... واللهُ هو الذي أمرها بأن تحمل حجارةَ من سِجّيل ... وهو الذي أمرها بأن تقصفَ بها أَصحابَ الفيل.

    §
    إِنَّ الأَفعالَ في سورةِ الفيلِ مسنَدَة إِلى الله، فاللهُ هو الذي فَعَلَ بأَصحابِ الفيل ما فَعَل، وهو الذي أَرسلَ عليهم الطيرَ الأَبابيل، وهو الذي أمَرَها أَنْ تَرميهم بالحِجارة، وهو الذي أَهْلَكَ أَصحابَ الفيل، وهو الذي جَعَلَهم كعصفٍ مأكول ... وكانت حادثةُ أَصحابِ الفيل مُقَدّمَةً للإِسلام، وتهيئَةً له ... والرسولُ صلى الله عليه وسلم وُلِدَ عام الفيل ... وبَعَثَهُ الله ُ نبيّاً بعدَ أَربعينَ سنةً من تلك الحادثة ... ولذلك ذَكَرَها اللهُ في القرآن ... باعتبارِها آيةً من آياتِه.

    § إن ما حدث كان بالطبع خارقة غير معهودة ... حيث أرسل الله جماعات غير معهودة من الطير ... تحمل حجارة غير معهودة ... ففعلت بالأجسام فعلاً غير معهود ... وهذا مما لا شك فيه من طلاقة مشيئة الله وقدرته سبحانه وتعالى ... وهذه الطلاقة لا تجعل العقل البشري هو الحاكم الأخير ... أما بالنسبة الى الروايات التي تصف أحجام الطير وأشكالها وما فعلته بالأجسام ... فهذا امر لا نذكره الا على النحو الذي ذكره القرآن واجمله ... دون الخوض فيما وراء ذلك من اجتهاد بشرى لا يفيد ...

    §
    وارسال الله جنده على من يخالف قوانينه هو أمر يمكن للناقد أن يطلع عليه في كتابه المقدس ... " وَأَتَى مَلِكُ أَشُّورَ بِقَوْمٍ مِنْ بَابِلَ ... وَأَسْكَنَهُمْ فِي مُدُنِ السَّامِرَةِ عِوَضًا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ... فَامْتَلَكُوا السَّامِرَةَ وَسَكَنُوا فِي مُدُنِهَا ... وَكَانَ فِي ابْتِدَاءِ سَكَنِهِمْ هُنَاكَ أَنَّهُمْ لَمْ يَتَّقُوا الرَّبَّ ... فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَيْهِمِ السِّبَاعَ فَكَانَتْ تَقْتُلُ مِنْهُمْ. " سفر الملوك الثاني 17/ 24-25 ... وفى ذلك يقول القس أنطونيوس فكري في تفسيره: فَأَرْسَلَ عَلَيْهِمِ السِّبَاعَ = كان هذا ليعرف السكان الجدد في أرض الله ... أن الله صاحب الأرض لهُ قوانينه فيحترموها ... وأنه قادر أن يجعل السباع تلتهمهم إن خالفوا ... وكان الله هنا يؤدبهم بالطريقة التي يفهمونها ... فربما كانت السباع تحمل لهم معنى مخيف فهموا منهُ أن إله الأرض غاضب. " انتهى التفسير

    § وانظر أيضاً الى موضع ومكان عقاب الرب لهذه المدينة ...
    " عاقبت يد الرب المدينة ... فأصاب أهلها اضطراب عظيم جدا ... وتفشى في صغيرهم وكبيرهم داء البواسير. " سفر صموئيل الأول 5/9 ... ترجمة الحياة ... وفى ترجمة الفاندايك ... " وَضَرَبَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ، وَنَفَرَتْ لَهُمُ الْبَوَاسِيرُ. "


    واللــــــه تعالى أعلم وأعظم

    يتبع بإذن اللـــــه وفضــــله




    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي




    الرد على السؤال رقم 19: جاء في سورة يوسف 67 " وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ " ... وذكر الناقد أن البيضاوي قد ذكر في تفسيره لذلك: لأنهم كانوا ذوي جمال وأبهة ... مشتهرين في مصر بالقربة والكرامة عند الملك ... فخاف عليهم أن يدخلوا كوكبة واحدة فيعانوا (أي يحسدوا) ... ولعله لم يوصهم بذلك في الكرة الأولى لأنهم كانوا مجهولين حينئذ ... أو كان الداعي إليها خوفه على بنيامين ... وللنفس آثار منها العين والذي يدل عليه قوله عليه الصلاة والسلام في عوذته «اللهم إني أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة»
    والناقد يسأل: من أين جاء القرآن بهذه القصة التي لم تذكرها التوراة ... فنسب لواحدٍ من أنبياء الله خرافةً تنافي العلم ... وتنافي الإيمان بعناية الله ؟؟؟

    § إذا كان الناقد يقول إن هذه القصة لم تذكرها التوراة ... فنقول لسيادته أن مرجعية المسلمين هي القرآن الكريم وليس التوراة ... وذِكْرُ الحادثةِ في القرآن يَكفي لقَبولِها والإِيمانِ بها ... سواءٌ ذَكَرَتْها التوراةُ أَمْ لا ... لكن على صعيد آخر فهناك قصص في التوراة لم تذكر في القرآن الكريم ... مثل قصة المرأتين اللتين اتفقتا على أكل ولديهما !!! هذا ولن نعلق على هذه القصة لأننا لا نهدف لتجريح الآخر ... إنما سنترك ذلك للقارئ الذكي !!! "
    ثُمَّ قَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «مَا لَكِ؟» فَقَالَتْ: «إِنَّ هذِهِ الْمَرْأَةُ قَدْ قَالَتْ لِي: هَاتِي ابْنَكِ فَنَأْكُلَهُ الْيَوْمَ ثُمَّ ... نَأْكُلَ ابْنِي غَدًا ... فَسَلَقْنَا ابْنِي وَأَكَلْنَاهُ ... ثُمَّ قُلْتُ لَهَا فِي الْيَوْمِ الآخَرِ: هَاتِي ابْنَكِ فَنَأْكُلَهُ فَخَبَّأَتِ ابْنَهَا ... فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ كَلاَمَ الْمَرْأَةِ مَزَّقَ ثِيَابَهُ." سفر الملوك الثاني 6/28-30

    §
    هذا وقد ورد في تفسير الطنطاوي: " قال يعقوب (الأب العطوف) لأبنائه وهو يودعهم: يا بنى إذا وصلتم إلى مصر ... فلا تدخلوا كلكم من باب واحد ... وأنتم أحد عشر رجلاً ... بل ادخلوا من أبوابها المتفرقة ... بحيث يدخل كل اثنين أو ثلاثة من باب ... قالوا: وكانت أبواب مصر في ذلك الوقت أربعة أبواب ... قالَ اللهُ عز وجل ... " وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ ... وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ " يوسف 67 ... انتهى التفسير

    § ومن الجدير بالذكر ان القرآن الكريم لم يصرح عن سبب ذلك ... ولم يعلل الرسول في حديثٍ صحيحٍ عن هذا الشأن ... وإنما كل الذي ورد في ذلك هو قوله تعالى في الآية التي تليها مباشرة ...
    " وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ ... مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا "يوسف 68 ... ولكن لم يصرح القرآن بالحاجة التي كانت في نفس يعقوب ... والمراد بالحاجة هنا: نصيحته لأبنائه بأن يدخلوا من أبواب متفرقة ... ومعنى {قضاها} أظهرها ولم يستطع كتمانها ... يقال: قضى فلان حاجة لنفسه إذا أظهر ما أضمره فيها ...

    §
    هذا وقد اجتهد بعض المفسرين وذكروا أسباباً متعددة لوصية يعقوب هذه لأبنائه ... فقد ورد في تفسير الطنطاوي لذلك ... " وأحسن هذه الأسباب ما ذكره الألوسي في قوله: نهاهم عن الدخول من باب واحد ... حذراً من إصابة العين ... أي من الحسد ... فإنهم كانوا ذوي جمال وشارة حسنة ... فكانوا مظنة لأن يعانوا (أي لأن يحسدوا) إذا ما دخلوا كوكبة واحدة ... ثم قال: والعين حق ... كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ...

    § وقيل: إن السبب في وصية يعقوب لأبنائه بهذه الوصية ... خوفه عليهم من أن يسترعى عددهم حراس مدينة مصر إذا ما دخلوا من باب واحد ... فيترامى في أذهانهم أنهم جواسيس أو ما شابه ذلك ... فربما سجنوهم ... أو حالوا بينهم وبين الوصول إلى يوسف عليه السلام ... انتهى التفسير

    §
    وإذا كان الناقد يتعجب من أن قصة يعقوب في القرآن الكريم قد نسبت لواحدٍ من أنبياء الله خرافةً تنافي العلم ... فنقول لسيادته أن الأنبياء في القرآن الكريم جميعهم موقرون لأنهم هم الذين اصطفاهم الله من البشر ... وطهرهم وعصمهم من الكبائر ونزههم عن المعاصي وذلك حتى يبلغوا بأمانة رسالة الله وينشروا تعاليمه بين البشر ... ويكونوا أيضا قدوة حسنة وصالحة لأتباعهم للاقتداء بهم كبشر مثلهم ... وبذلك أيضا يكون قد أغلق الطريق تماما على من يمكنه التحجج بأفعال الأنبياء المشينة إن وجدت (حاشاهم) ... " اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ "الحج 75

    §
    لكن من العجيب أننا نجد حال الأنبياء في الكتاب المقدس على النقيض من ذلك تماماً ... فقد نسب إليهم الكتاب المقدس كبريات الذنوب والمعاصي منها: (زنا محارم – زنى بحليلة الجار – القتل – السكر – الكفر بالله وعبادة الأصنام ... الخ) وكيف ذلك ؟؟؟

    نوح عليه السلام:
    شرب نوح الخمر فسكر وتعرى ورأى ابنه عورته فلعنه نوح ... سفر التكوين 9 /20 – 25 ... هذا في الوقت الذي ذكر فيه القرآن عن نوح ... " سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ... إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ... إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ"الصافات 79-81
    لوط عليه السلام:
    شرب الخمر وسكر وزنا بالمحارم (بابنتيه) وحملتا سفاحا منه ... سفر التكوين 19 / 30 -36 ... هذا في الوقت الذي ذكر فيه القرآن عن لوط ... " وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ... وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنْ الصَّالِحِينَ " الأنبياء 73-75
    يعقوب عليه السلام
    **
    مكر بابيه اسحق وسرق البركة من أخيه عيسو ... سفر التكوين 27 / 18 -40
    **
    صارع الرب وكاد أن يغلبه ...سفر التكوين 32 / 24 -30
    **
    لطم الخدود وشق الجيوب وكفر بقضاء الله حين سمع بخبر أكل الذئب لابنه يوسف عليه السلام: سفر التكوين 27 /32 – 35 ...
    ** هذا في الوقت الذي ذكر فيه القرآن عن يعقوب ...
    " وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيم "يوسف 6
    موسى عليه السلام:
    **
    خان الله عز وجل هو وأخوه هارون ولم يقدسا الله تبارك وتعالى بين شعب إسرائيل كما أمرهما ... التثنية 32 /48 -51
    **
    أساء الأدب مع الله وهو يخاطبه ... سفر الخروج 5/22-23
    ** هذا في الوقت الذي ذكر فيه القرآن عن موسى ...
    "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً " مريم 51
    هارون عليه السلام:
    ** صنع هارون العجل لبنى إسرائيل ثم عبدوه جميعا من دون الله ...
    سفر الخروج 32/1-6 ... Ø هذا في الوقت الذي ذكر فيه القرآن عن هارون ... " وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً " مريم 53
    داود عليه السلام:

    ** يزني بحليلة جاره فتحمل منه ... فيخطط مؤامرة لقتل زوجها ليخفى جريمته ... ثم يقتله ويتزوجها ... وينجب منها سليمان عليه السلام !!!... ارجع للقصة كاملة في سفر صموئيل الثاني إصحاح 11
    ** يقتل 200 من الفلسطينيين ويقطع غلفهم (أي حشفة ذكورهم) ليقدمهم مهرا لعروسه ميكال بنت شاول ...
    سفر صموئيل الأول 18/25 – 29
    ** يرقص بكل قوته أمام الرب ويتكشف فتحتقره امرأته ...
    سفر صموئيل الثاني 6/ 14 – 21
    ** ينام في حضن فتاه عذراء غريبة عنه لتدفئه ...
    سفر الملوك الأول 1/ 1-4
    ** ينشر بالمناشير شعوبا كاملة – أطفالا ونساء وشيوخا ورجالا ...
    سفر الأيام الأولى 20/3-5
    ** هذا في الوقت الذي ذكر فيه القرآن عن داود ...
    "اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ " ص 20

    سليمان عليه السلام:
    ** تزوج وعاشر العديد من النساء (1000 إمراه) مخالفا بذلك الشريعة ... وهؤلاء النساء أملن قلبه حتى كفر بالله وعبد الأصنام ...
    سفر الملوك الأول 11/1 -12
    ** هذا في الوقت الذي ذكر فيه القرآن عن سليمان ...
    " وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ " ص 30

    اشعياء (شعيب) عليه السلام:
    ** مشى عريانا وحافيا ثلاث سنوات ...
    سفر اشعياء 20 / 2 – 5
    ** هذا في الوقت الذي ذكر فيه القرآن عن شعيب ...
    " قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ "هود 87
    إبراهيم عليه السلام:
    ** يضحى بشرفه وشرف زوجته ساره خوفا على نفسه من القتل ولتحقيق مكاسب دنيوية ... ويأمر زوجته بالكذب ... ارجع للقصة كاملة في
    سفر التكوين إصحاح 12
    ** هذا في الوقت الذي ذكر فيه القرآن عن إبراهيم ...
    " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ... شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ... وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ " النحل 120 -122
    كان هذا هو موجز الأنباء أما الأنباء بالتفصيل تجدها في الرابط


    §
    أما بالنسبة لبعض التفاسير التي عللت طلب يعقوب عليه السلام من أبنائه الدخول من أبواب متفرقة وليس من باب واحد لخوفه على أبنائه من الحسد ... الأمر الذي ادعى الناقد أنه خرافه تنافي العلم ... فنقول لسيادته:

    1.
    الحسد في اللغة يأتي على معنى تمني زوال نعمة المحسود إلى الحاسد ... ويأتي معناه الاصطلاحي على أنه إحساس نفساني مركب من استحسان نعمة في الغير بتمني زوالها عنه وإلحاقها به ... وتدل كلمة "العين" على معنى الحسد أيضًا ... وهي أداته ... ومن تعريفها أنها نظر باستحسان مشوب بحسد من خبيث الطبع يحصل للمنظور منه ضرر.

    2. نص القرآن الكريم والسنة النبوية على حقيقة الحسد ووقوع أثره على الإنسان ... وطرق الشفاء منه بالأذكار والأدعية والرقى ... ومن ذلك المعوِّذتان وآية الكرسي ... والرقى الشرعية من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

    3.
    جاء العلم الحديث وأثبت وجود الحسد وأكد على أثره ... حيث أثبت وجود أنواع شتى من الإشعاع الكهرومغناطيسي تحيط بجسم الإنسان وتؤثر عليه ... كما أن الجسم والدماغ ينتجان ويولدان مجالات كهرومغناطيسية داخلية خاصة بهما ... ولا يمنع العلم من تفاعل هذه الموجات وتأثيرها على بعض ... وما الحسد إلا موجات يطلقها المؤثر على المتأثر فينفعل بها ويظهر أثرها عليه ... وذلك هو الأثر الواضح للحسد ولا يزال العلم يكتشف كل يوم جديدًا ... وقد يوقفنا في المستقبل على حقائق أكثر ثبوتًا وتفصيلًا.

    4. كما أثبتت التجارب العلمية في علم النفس وعلم وظائف الأعضاء ... أن بعض الأشخاص لهم قدرة طاقية نفسية داخلية، ويمكنهم التحكم في بعض وظائف لا إرادية للجهاز العصبي ... مثل سرعة ضربات القلب وسرعة التنفس والمقاومة الجهدية الكهربية للجلد ... ولهؤلاء الأشخاص تأثير على الآخرين ... وتبعث من جسدهم طاقة تؤثر على الشخص العادي ... وتوجد على امتداد الحبل الشوكي ... وخاصة في بؤرة العين ... وهذا هو الأثر الحقيقي للعين وللحاسد يثبتها العلم بوضوح.
    للمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع ... ادخل الرابط:


    §
    لكن وفى هذا المقام ... نود أن نشير الى أن النصارى يمارسون بعض الطقوس في الكنيسة مثل (المعمودية ... الرشم) وذلك لتزويدهم بالروح القدس (الأقنوم الثالث لله) ... ولهم منا كل الاحترام في ذلك رغم عدم اقتناعنا به ... فمبدأ المسلمين ... " لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ " الكافرون 6 ...ولكن لماذا لم يسأل الناقد نفسه أولاً نفس السؤال الذي سأله لغيره ... هل التعميد والرشم يطابق أم يتنافى مع العلم ؟؟؟
    التعميـد:
    وهو طقس يتم فيه تغطيس الفرد عاريا (الأطفال حديثي الولادة ...
    أو الرجال والنساء الكبار في حالة رغبتهم الدخول في المسيحية) في جرن المعمودية وهو عبارة عن مغطس به ماء نقى وزيوت ... قام الأب الكاهن بأداء صلوات وشعائر عليه ... فيحل على هذا الماء الروح القدس (الاقنوم الثالث للإله) !!! ويصبح هذا الماء قادرا على منح الميلاد الجديد للمعمدين فيه وتطهيرهم من خطاياهم ... والمعمودية بمثابة ختم الإيمان وهو الباب الوحيد الذي يدخل منه الفرد إلى الإيمان بالمسيح ... وهو شرط أساسي للحصول على الخلاص من الخطيئة الأصلية التي ورثها كل فرد منا من آدم بعد أن أكل من شجرة معرفة الخير من الشر في الجنة.
    هذا وقد قام يوحنا المعمدان بتعميد السيد المسيح في نهر الأردن (عيد الغطاس) ... ولكن لا ندرى ما سبب تعميد بشر لله الظاهر في الجسد ؟؟؟ " ... وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا ... وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ ... وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. " إنجيل لوقا 3 / 21 – 22
    الرشـــــــــــــــــــــــــــــــــــم:
    بعد التعميد يقوم الأب الكاهن بيده بدهان جلد الإنسان في 36 موضع في سائر الجسم (من الأمام والخلف ومن أعلى إلى أسفل) بزيت الميرون المقدس وذلك بعد قيام الأب الكاهن بالصلاة على هذا الزيت أولا ... ويسمى ذلك المسحة المقدسة والتي تجعل الروح القدس (الاقنوم الثالث للإله) يعمل في الإنسان ويؤهله لميراث ملكوت السماوات.

    §
    أما بالنسبة لادعاء الناقد أن هذه القصة تنافي إيمان يعقوب عليه السلام بعناية الله !!! فإن القارئ الذكي والذي قرأ وتدبر الآيات التي وردت في هذه السورة من اقوال يعقوب عليه السلام ... سيجد ما يبرهن على أن الإيمان بعناية الله كان مترسخاً في قلبه عليه السلام:

    1.
    "قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا ... فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ "... يوسف 18
    2.
    "قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ ... فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ "... يوسف 64
    3.
    "قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ "... يوسف 66
    4.
    "وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ... إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ... عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ... وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ "... يوسف 67
    5.
    "وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ ... مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا ... وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ ... وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "... يوسف 68
    6. "قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ... عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ... إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ "... يوسف 83
    7.
    "قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ... وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ" ... يوسف 86
    8.
    "يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" ... يوسف 87
    9.
    "فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ... قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ" ...يوسف 96
    10.
    " قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "... يوسف 98


    واللــــــــه أعلم وأفضل
    يتبـــع بإذن اللــــه وفضله




    التعديل الأخير تم بواسطة سيف الإسلام ; 11-01-2018 الساعة 01:31 PM
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 20: جاء في سورة البقرة في الآيات من 67 – 73 قصةَ بقرةِ بني إسرائيل ... وخُلاصَتُها أَنه قُتِلَ قَتيلٌ من بني إِسْرائيل ... زَمَنَ موسى عليه السلام ... ولم يُعْرَف القاتل ... ولما رَفَعوا القضيةَ إِلى موسى عليه السلام ... أَخْبَرَهم بأَمْرِ اللهِ لهم أَنْ يَذْبَحوا بقرة ... فعَجِبوا من ذلك ... وظَنّوهُ يَهزأُ بهم ... فنفى ذلك ... ولما سَأْلوهُ عن عمرِها ولونِها وعملِها أَخبرهم ... عند ذلك ذَبَحوها مُكْرَهين ..." وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ... وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ " ... ولما ضُربَ القَتيلُ بجزءٍ من تلك البقرة ... أَحياهُ اللهُ وأَخبرَ عن قاتله ... " فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " البقرة 73
    وقال الناقد إن تاريخ بني إسرائيل من أوله إلى آخره خالٍ من هذه القصة ... وقال ولعل النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَخْذِ تلك القصةِ مما ورد في التوراة في
    سفر التثنية 21/1-9 وهو ... " إِذَا وُجِدَ قَتِيلٌ فِي الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَمْتَلِكَهَا وَاقِعًا فِي الْحَقْلِ، لاَ يُعْلَمُ مَنْ قَتَلَهُ ... يَخْرُجُ شُيُوخُكَ وَقُضَاتُكَ وَيَقِيسُونَ إِلَى الْمُدُنِ الَّتِي حَوْلَ الْقَتِيلِ ... فَالْمَدِينَةُ الْقُرْبَى مِنَ الْقَتِيلِ، يَأْخُذُ شُيُوخُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ عِجْلَةً مِنَ الْبَقَرِ لَمْ يُحْرَثْ عَلَيْهَا، لَمْ تَجُرَّ بِالنِّيرِ ... وَيَنْحَدِرُ شُيُوخُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ بِالْعِجْلَةِ إِلَى وَادٍ دَائِمِ السَّيَلاَنِ لَمْ يُحْرَثْ فِيهِ وَلَمْ يُزْرَعْ، وَيَكْسِرُونَ عُنُقَ الْعِجْلَةِ فِي الْوَادِي ... ثُمَّ يَتَقَدَّمُ الْكَهَنَةُ بَنُو لاَوِي، لأَنَّهُ إِيَّاهُمُ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيَخْدِمُوهُ وَيُبَارِكُوا بِاسْمِ الرَّبِّ، وَحَسَبَ قَوْلِهِمْ تَكُونُ كُلُّ خُصُومَةٍ وَكُلُّ ضَرْبَةٍ ... وَيَغْسِلُ جَمِيعُ شُيُوخِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ الْقَرِيبِينَ مِنَ الْقَتِيلِ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْعِجْلَةِ الْمَكْسُورَةِ الْعُنُقِ فِي الْوَادِي ... وَيُصَرِّحُونَ وَيَقُولُونَ: أَيْدِينَا لَمْ تَسْفِكْ هذَا الدَّمَ، وَأَعْيُنُنَا لَمْ تُبْصِرْ ... اِغْفِرْ لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ الَّذِي فَدَيْتَ يَا رَبُّ، وَلاَ تَجْعَلْ دَمَ بَرِيءٍ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ ... فَيُغْفَرُ لَهُمُ الدَّمُ ... فَتَنْزعُ الدَّمَ الْبَرِيءَ مِنْ وَسَطِكَ إِذَا عَمِلْتَ الصَّالِحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. "
    ثم قال سيادته ... هذه هي شريعة التوراة التي تبين بشاعة القتل ... حيث يعلن ويعترف شيوخ الشعب أنهم لا يعرفون القاتل بغسل أيديهم على الذبيحة رمز البراءة ... ثم يطلبون الغفران لتلك الخطية المجهولة الفاعل ... وقال سيادته إن هذا كله معقول ... ولكن هل من المعقول أن قطعة لحم من العِجلة يُضرب بها القتيل فيحيا ويتكلم؟


    §
    إن موضوع البقرة في التوراة الوارد في سفر التثنية 21/1-9 أعلاه ... يتلخص في وضع قاعدة وهى أنه إذا حدث وأن تم العثور على جثة قتيل في حقلك ولم يُعلم قاتله ... حينئذ يخرج شيوخك وقضاتك ويقيسون المسافات بين القتيل والمدن المجاورة ... وعلى شيوخ المدينة الأقرب مسافة الى القتيل أن يأخذوا بقرة بصفات محدده ... ويذهبون بها الى وادي ذات صفات محددة أيضاً ويكسرون عنق تلك البقرة ... ثم يَغْسِلُ جَمِيعُ شُيُوخِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ الأقرب للْقَتِيلِ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْعِجْلَةِ الْمَكْسُورَةِ الْعُنُقِ فِي الْوَادِي ... وَيَقُولُونَ: أَيْدِينَا لَمْ تَسْفِكْ هذَا الدَّمَ ... وَأَعْيُنُنَا لَمْ تُبْصِرْ ... بمعنى أنهم لا يعرفون القاتل ... فَيُغْفَرُ لَهُمُ الدَّمُ ...
    وورد في تفسير انطونيوس فكرى لذلك: لأن القاتل غالبًا يسكن في أقرب مدينة لمكان القتيل ... فأهل هذه المدينة (أي المدينة الأقرب) هم المُكلفون بالقيام بالطقوس المذكورة إذا لم يتمكنوا من معرفة القاتل ... وورد أيضاً غسل الأيادي علامة أنهم أبرياء من دم القتيل. انتهى التفسير

    §
    أما قصة البقرة في القرآن الكريم فهي أن بنى إسرائيل (أيام موسى) كانوا قد قتلوا نفسا منهم ... ثم جعل كل فريق يدرأ عن نفسه التهمة ويلحقها بسواه ... ولم يكن هناك شاهد فأراد الله أن يظهر الحق على لسان القتيل ذاته ... وكان ذبح البقرة وسيلة إلى إحيائه ... وذلك بضربه ببعض من تلك البقرة الذبيح ... وهكذا كان، فعادت إليه الحياة ... ليخبر بنفسه عن قاتله ... وليجلو الريب والشكوك التي أحاطت بمقتله ... وليحق الحق ويبطل الباطل بأوثق البراهين ... ولكن ... فيم كانت هذه الوسيلة ... والله قادر على أن يحي الموتى بلا وسيلة ؟؟؟ ثم ما مناسبة البقرة المذبوحة مع القتيل المبعوث ؟؟؟ إن البقر يذبح قرباناً كما كانت عادة بني إسرائيل ... وبضعة من جسد ذبيح ترد بها الحياة إلى جسد قتيل ... وما في هذه البضعة حياة ولا قدرة على الأحياء ... إنما هي مجرد وسيلة ظاهرة تكشف لهم عن قدرة الله ... التي لا يعرف البشر كيف تعمل ... فهم يشاهدون آثارها ولا يدركون كنهها ولا طريقتها في العمل و: «كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» البقرة 73 ... كذلك بمثل هذا الذي ترونه واقعاً ولا تدرون كيف وقع ... وبمثل هذا اليسر الذي لا مشقة فيه ولا عسر. تفسير ظلال القرآن

    § وإذا كان الناقد يقول ان شريعة التوراة ... تبين بشاعة القتل ... حيث يعلن ويعترف شيوخ الشعب أنهم لا يعرفون القاتل بغسل أيديهم على الذبيحة كما ذُكر ... فنقول لسيادته أن القرآن الكريم قد امتدح التوراة الأصلية التي نزلت على موسى ...
    " إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ " المائدة 44 ... هذا وقد ورد في القرآن الكريم ما شرعه الله على بَنِي إِسْرَائِيلَ من ضرورة قتل القاتل المعتدى ... ولكنه لم يذكر أي شيء يتعلق بغسل الأيدي أو حتى الاستحمام على ذبيحة كعلامة على البراءة من دم القتيل ... " مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا " المائدة 32

    §
    وفى شريعة محمد صلى الله عليه وسلم أيضاً أوجب الله القصاص لدفع الاعتداء في القتل بقتل القاتل لمنع البغي " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى "البقرة 178 ... وماذا بعد ؟؟؟ " فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ... ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ"البقرة 178 ... فإن سَمَت نفوس أهل الدم ودفعوا بالتي هي أحسن ... فآثروا العفو عن إخوانهم وجب لهم دية قتيلهم ... وعلى أولياء الدم اتباع هذا الحكم بالتسامح دون إجهاد للقاتل أو تعنيف ، وعلى القاتل أداء الدين دون مماطلة أو بخس ، وفى حكم القتل الذى فرضناه على هذا الوجه تخفيف على المؤمنين بالنسبة إلى حكم التوراة الذى يوجب في القتل القصاص ، كما فيه رحمة بهم بالنسبة إلى الذين يدعون إلى العفو من غير تعرض للقاتل ، فمن جاوز هذا الحكم بعد ذلك فله عذاب أليم في الدنيا والآخرة . تفسير المنتخب

    § وقال الناقد إن تاريخ بني إسرائيل في التوراة من أوله إلى آخره خالٍ من قصة البقرة التي وردت في القرآن الكريم ... وأضاف سيادته: ولعل النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَخْذِ تلك القصةِ مما ورد في التوراة في
    سفر التثنية 21/1-9 ... ونقول لسيادته: أن القارئ الذكي والمدقق فيما أورده الناقد سيجد أنه لا توجد أدنى علاقة بين ما ذكر في سفر التثنية وبين قصة البقرة في القرآن الكريم ... وكيف ؟؟؟ لأن ما ورد في سفر التثنية عبارة عن قانون غايته إظهار بشاعة القتل ومعرفة القاتل بواسطة قضاة أقرب مدينة ... وإنذار لمن يكتم الحقيقة ... أما ما ورد في القرآن الكريم فهو قصة حقيقية وقعت احداثها بالفعل ... أما كون أن هناك بقرة في الموضعين فهذا لا يعنى بالطبع أن القصة الواقعية في القرآن قد اقتبست من القاعدة القانونية بسفر التثنية ... فالبقر كان يذبح قرباناً كما كانت عادة بني إسرائيل كما ورد في تفسير ظلال القرآن ...

    §
    أما كون الناقد لم يجد قصة البقرة في القرآن الكريم مكتوبة عنده في التوراة التي بين يديه حالياً ... فهو وشأنه !!! فنحن المسلمون نجزم بأن ما ذُكر في القرآن الكريم هو الصوابُ والصحيح ... وما لم يُذْكَرْ فيه نتوقَّفُ عن قَبولِه !!! وما خالَفَه نجزمُ بأَنه خَطَأ ... وبما أَنَّ قصةَ البقرةِ مذكورةٌ في سورةِ البقرة ... فإِننا نجزمُ بوقوعِ أَحداثِها التي ذَكَرَها القرآن ...

    § هذا ونود أن نلفت نظر السيد الناقد أنه على سبيل المثال لا الحصر ... أننا لا نجد في القرآن الكريم القاعدة التي ذكرت في نفس سفر التثنية (الذي حاول سيادته أن يطعن القرآن الكريم به) ... وهذه القاعدة تقول
    " لاَ يَدْخُلِ ابْنُ زِنًى فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ حَتَّى الْجِيلِ الْعَاشِرِ ... لاَ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ." سفر التثنية 23/2 ... فالقرآن الكريم لم يذكر هذه القاعدة بتاتاً ... بل بالعكس نفى أن تحمل نفس إثم نفس أخرى إطلاقاً ... " مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ... وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " الاسراء 15

    §
    فإذا وجد الناقد فيما ذكرناه إجابة مقنعة ورضيت بها نفسه واطمأن بها باله فيكفيه هذا ... والا فلديه مزيداً من الرد ليقرأه:

    1.
    طبقاً لما ورد في سفر التثنية فإن موسى عليه السلام وتأسيساً على وحي الله المباشر له ... هو بلا منازع كاتب الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس (التوراة) ... ولماذا ؟؟؟" فَعِنْدَمَا كَمَّلَ مُوسَى كِتَابَةَ كَلِمَاتِ هذِهِ التَّوْرَاةِ فِي كِتَابٍ إِلَى تَمَامِهَا ... أَمَرَ مُوسَى اللاَّوِيِّينَ حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ قَائِلاً: «خُذُوا كِتَابَ التَّوْرَاةِ هذَا وَضَعُوهُ بِجَانِبِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ، لِيَكُونَ هُنَاكَ شَاهِدًا عَلَيْكُمْ " التثنية 31/24-26

    2.
    إذن فكيف يمكن أن يَرد في سفر التثنية هذا وهو أحد اسفار هذه التوراة ... خبر موت موسى ودفنه في مكان مجهول ... بل وحسب قول الرب !!! ... " فَمَاتَ هُنَاكَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ ... حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ !!! وَلَمْ يَعْرِفْ إِنْسَانٌ قَبْرَهُ إِلَى هذَا الْيَوْمِ " سفر التثنية 34/5 ... بل وكيف يكتب موسى أنه تم البكاء عليه بعد موته !!! " فَبَكَى بَنُو إِسْرَائِيلَ مُوسَى فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ ثَلاَثِينَ يَوْمًا " سفر التثنية 34/8 ... وبالطبع لا يمكن لعاقل أن يصدق أن موسى كتب ذلك قبل موته !!!

    3.
    وحتى يخرج النصارى من هذا المأزق ... قال القس أنطونيوس فكرى في تفسيره للإصحاح الأخير من سفر التثنية ص 126 والذي يتضمن خبر موت موسى والبكاء عليه بعد موته ... " هذا الإصحاح غالبًا الذي كتبه هو يشوع بن نون ... لينهى به أسفار موسى بقصة موت موسى " انتهى التفسير ... وكلمة غالباً هذه تعنى احتمال أن يكون الكاتب هو يشوع بن نون ... كما تعنى أيضاً احتمال أن يكون الكاتب هو شخص آخر ولكنه مجهول !!! وبالطبع لا يجوز التعامل مع نصوص مفترض أنها وحي السماء للأرض بهذا الشكل ... بالإضافة الى ذلك فإن احتمالية أن يكون الكاتب هو يشوع بن نون مرفوضة تماماً أيضاً ... ولماذا ؟؟؟ لأن نفس هذا الاصحاح تضمن في العدد 9 ... " َيَشُوعُ بْنُ نُونٍ كَانَ قَدِ امْتَلأَ رُوحَ حِكْمَةٍ ... إِذْ وَضَعَ مُوسَى عَلَيْهِ يَدَيْهِ ... فَسَمِعَ لَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَعَمِلُوا كَمَا أَوْصَى الرَّبُّ مُوسَى " ... فكيف يتكلم يشوع بن نون عن نفسه بصيغة الغائب ؟؟؟ فلو كان هو الكاتب لقال: وأنا يشوع بن نون كنت قد امتلأت روح حكمة ...... " ... إذن فهو لم يكتب هذا الكلام ... والخلاصة فالكاتب مجهول ... فأين هي قدسية الوحي ونحن أمام نصوص مجهولة المصدر ؟؟؟

    4.
    إذن فهذه النصوص وبلا شك دُسّت وزُجَ بها وأدخلت في توراة موسى من بعده ... ولا يعرف عنها موسى شيئاً ولم يراها بالطبع ... بل وبديهياً لم يوحى الله لموسى بإدراج مثل تلك النصوص في توراته بتاتاً ... هذا ولا يقبل بالطبع أن تدُس يد بشر حرفاً واحداً في هذه الاسفار لأنها وحي الله المباشر لموسى ... فالوحي كامل غير منقوص بالطبع ... ولا يحتاج الى تدخل خارجي أو مساعدة أو مساندة من آخرين لتصويبه أو لاستكماله ... ولا يمكن لأحد بالطبع التغاضي عن مراعاة قدسية وحرمة النصوص الإلهية ... والتلاعب بزيادتها أو إنقاصها ... وإلا لو سُمِحَ بذلك (كما حدث واتضح) ... وجب على الفور اهدار محتويات نصوص تلك التوراة ... وبالتالي اهدار كل اسفارها وبكافة ما تحتويه ... ومن ضمنها النص الذى استشهد به السيد الناقد ليطعن به القرآن الكريم ...

    5.
    وبالإضافة الى ذلك فإن سفر التثنية (وهو أحد اسفار هذه التوراة) لا يحكى عن موت موسى ودفنه فقط ... وحزن الأيام الثلاثين للعبرانيين عليه بعد موته ... بل حكي أيضاً أن موسى فاق جميع الانبياء ... إذا ما قورن بالأنبياء الذين جاؤوا بعده ... وكيف ؟؟؟ يقول كاتب سفر التثنية: " وَلَمْ يَقُمْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى الَّذِي عَرَفَهُ الرَّبُّ وَجْهًا لِوَجْهٍ "سفر التثنية 34/10

    6. إن هذه الشهادة (وبهذه الصياغة) لم يكن من الممكن أن يدلي بها موسى لنفسه بالطبع ... أو أن تكون لشخص آخر أتى بعده مباشرة مثل يشوع بن نون ... بل إن هذه شهادة لشخص عاش بعد موسى بقرون عديدة ... وقرأ عن أنبياء عديدين بعد موسى ... ولا سيما أن المؤرخ قد استعمل الصيغة المعبرة ... " وَلَمْ يَقُمْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى الَّذِي عَرَفَهُ الرَّبُّ وَجْهًا لِوَجْهٍ " سفر التثنية 34/10 ... أما عن قبر موسى فيقول الكاتب: " وَلَمْ يَعْرِفْ إِنْسَانٌ قَبْرَهُ إِلَى هذَا الْيَوْمِ " سفر التثنية 34/7 ... وكل هذه الأمور تبرهن على أن أيدى البشر دسّت وزجت وادخلت في التوراة المنسوبة لموسى (التي يفترض أنه تلقاها من الله مباشرة) نصوصاً لم يقلها ... ولا يعرف عنها شيئاً ... الأمر الذى يدفعنا لضرورة اهدار كل الأسفار التي نسبت لموسى ومن ضمنها سفر التثنية الذى استشهد به الناقد لطعن القرآن الكريم !!! " وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ " الأنبياء 70

    7.
    هذا ونهدى للناقد معلومة لا يعلمها ... لأنه لو علمها ما استدل بأسفار من الكتاب المقدس لطعن القرآن الكريم ... وما هي هذه الهدية ؟؟؟ إن معظم اسفار الكتاب المقدس لا يعلم النصارى متى كتبت ولا من هو كاتبها ... فعلى سبيل المثال لا الحصر وحسب ما ورد في موقع الأنبا تكلا:

    ××
    سفر صموئيل الأول وسفر صموئيل الثاني: ... " ... كاتب سفري صموئيل الأول وصموئيل الثاني غير معلوم " !!!
    http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS...II-Samuel.html


    ××
    سفر الملوك الأول وسفر الملوك الثاني: ... " ... لا نعرف على وجه اليقين من هو كاتب سفر الملوك ... ولكن من المؤكد أن السفر من الأسفار القانونية التي أقرها علماء اليهود وقبلتها الكنيسة الأولى " !!!
    ××
    سفر أستير: ... "... جاء في التلمود أن كاتب هذا السفر هو المجمع العظيم (الذي يرأسه عزرا) ... ويرى القديس أغسطينوس أنه من وضع عزرا الكاتب ... بينما يُرجح الكثير من الآباء ما نادى به يوسيفوس المؤرخ اليهودي أنه من وضع مردخاي نفسه "
    http://st-takla.org/pub_Bible-Interp...oduction.html#


    ××
    سفر راعوث: ... " ... يبدو أن الكاتب هو صموئيل النبي ... سجل لنا قصة فتاة أممية متزوجة بإسرائيلي ... أحبت حماتها بطريقة فائقة ... وتعلقت بإله حماتها وشعبها ... يبدو أن القصة وقعت أحداثها في عصر القضاة " !!!

    8.
    هذا ومن الجدير بالذكر أن طائفة البروتوستانت قد حذفت (7) اسفار من العهد القديم (الشطر الأول من الكتاب المقدس) ولا تعترف بهم ... بل ويطلق عليهم " أسفار الأبوكريفا " أي ... " الكتابات المزيفة "

    9.
    أما القرآن الكريم فقد أنزله الله بواسطة الروح الأمين (الملاك جبريل) حرفاً ونصاً مباشرة على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلام منذ حوالي 1400 سنة وباللغة العربية ... " وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ " الشعراء 192-195 ... ويتألف القرآن الكريم من ثلاثين جزءاً تحتوي على (114)سورة بها (6236) آية ... نزل بعضها بمكة والبعض الآخر نزل بالمدينة المنورة ...

    10.
    وقد أنزل القرآن الكريم على مدار (23) سنة متصلة هي عمر الرسالة وكان يُدون ويكتب ويُراجع ويَحفظه الصحابة أيضاً بالصدور تباعاً وفور نزوله مباشرة حتى وصل إلينا على النحو الموجود بين أيدينا الآن وذلك عن طريقين:

    الطريق الأول ... التواتر: أي اعتماد حفظة القرآن الكريم من كل جيل (منذ نزوله) لمن يحفظونه من الجيل الذي يليهم – كتابة وتلاوة حرفاً ونصاً – وهكذا وبنفس الأسلوب وحتى يومنا هذا ...
    الطريق الثاني ... المخطوطات

    11.
    هذا وقد أنزل القرآن الكريم في كثير من الأحيان نتيجة لأحداث مرت بالمسلمين في وجود الرسول بينهم ... ليوضح لهم الموقف والحل والدروس المستفادة ... ويؤكد على مشاركة السماء لأحداث الأرض ... واطلاعها على البشر في أدق المواقف لترسيخ مبدأ مراقبة الله للبشر.

    12.
    وقد تضمن القرآن الكريم تعهد الله بحفظه من أي تحريف " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " الحجر 9 ... كما تضمن القرآن آية تعلن عن عدم استطاعة الأنس والجن أن يأتوا بمثل هذا القرآن – وحتى قيام الساعة – وبما تضمنه من اعجازات منهجيه ... بلاغية ... لغوية ... عددية ... علمية ... تنبؤ بأمور الغيب ... وغير ذلك ... " قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا " الإسراء 88 ... ومازال التحدي قائماً.

    §
    هذا وإذا كان الناقد يؤمن بمصداقية موضوع البقرة في التوراة الوارد في سفر التثنية 21/1-9 الذي لخصناه بعاليه ... ولكنه يسأل هل من المعقول أن قطعة لحم من العِجلة يُضرب بها القتيل فيحيا ويتكلم ؟؟؟ فنقول لسيادته:

    1. إن الناقد سيجد في كتابه المقدس أنه عندما مست جثة رجل العظام المتبقية من جثة أَلِيشَعُ في قبره ... قام هذا الرجل على رجليه وعاش ...
    " وَمَاتَ أَلِيشَعُ فَدَفَنُوهُ ... وَفِيمَا كَانُوا يَدْفِنُونَ رَجُلاً إِذَا بِهِمْ قَدْ رَأَوْا الْغُزَاةَ ... فَطَرَحُوا الرَّجُلَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ ... فَلَمَّا نَزَلَ الرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أَلِيشَعَ عَاشَ وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ." سفر الملوك الثاني 13/20-12 ... أي أن عظام ميت أحيت ميتاً !!! وإذا كان هذا الأمر قد حدث بالفعل ... فإنها لمعجزة تفوق معجزة إحياء السيد المسيح للموتى بالطبع !!!

    2.
    إن القاعدة التي وردت في سفر التثنية للتحري عن جريمة القتل المجهولة الفاعل وذلك بقياس المسافة بين جثة القتيل وأقرب مدينة اليه ... ومن ثم تكليف شيوخ تلك المدينة بعمل طقوس معينة من غسل ايديهم على بقرة مكسورة العنق وخلافه ... إن هذه القاعدة تطرح العديد والعديد من علامات التعجب والاستفهام ... ولكننا لن نتحدث في ذلك وسنترك الاجابة عنه لذكاء القارئ لأننا لا نهدف الى تجريح الآخر !!!

    3. لقد اتضح مما ذكرناه بعاليه أن نصوص التوراة وبما تضمنته من سفر التثنية ... قد انتابتها يد البشر ... فدست بها نصوصاً لا يمكن أن تكون من وحي السماء للأرض ... وبذلك لا يمكن أن تُتخذ مرجعاً يعتد به للمقارنة مع ما ورد في القرآن الكريم.

    4.
    إن أي عاقل يجب أن يُفَرِّقُ بينَ الفعلِ البشريِّ العادي ... وبين المعجزةِ الربانية ... التي يُجريها الله ويَجعلُها آيةً لعباده ... وهذه المعجزةُ لا بُدَّ أَنْ تكونَ خارقةً لعاداتِ البشر ... وإلا لما كانت معجزة ... فقيام الميت مبعوثا ناطقاً ... على ضربة من بعض جسد لبقرة بكماء مذبوحة ... ليس فيها من حياة ولا مادة حياة ... هو بالقطع معجزة ربانية أجريت على أيدى موسى عليه السلام بقدرة الله عز وجل ... " فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " البقرة 73 ... أي فقلنا لكم على لسان موسى: اضربوا القتيل بجزء من هذه البقرة ، ففعلتم : فأحيا الله القتيل وذكر اسم قاتله ... ثم سقط ميتاً ، وكانت معجزة من الله لموسى ... لأن الله قادر على كل شيء ... وبقدرته هذه يحيى الموتى يوم القيامة ... ويريكم دلائل قدرته لعلكم تعقلونها وتعتبرون بها . تفسير المنتخب ... " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " يس 82

    5. ونتعجب كيف يغفل الناقد عن معجزات مماثلة لمعجزة سورة البقرة هذه ... والتي أجراها الله على أيدي موسى أيضاً ... والتي لا يمكن أن تخضع لحسابات البشر ... وهذه المعجزات
    يمكن للناقد أن يقرأها في كتابه المقدس ومنها:

    **
    تحوّل العصا (الجماد) إلى حيَّة (كائن به روح وحياة) ... ثم في لحظات تحول تلك الحية إلى عصا مرة أخرى ... " فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ (أي لموسى): «مَا هذِهِ فِي يَدِكَ؟» فَقَالَ: «عَصًا» ... فَقَالَ: «اطْرَحْهَا إِلَى الأَرْضِ» ... فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ فَصَارَتْ حَيَّةً ... فَهَرَبَ مُوسَى مِنْهَا ... ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ وَأَمْسِكْ بِذَنَبِهَا» ... فَمَدَّ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ ... فَصَارَتْ عَصًا فِي يَدِهِ. " سفر الخروج 4/2-4

    **
    ضرب موسى ماء النهر بعصاة فتحول ماء النهر الى دم ... " فَفَعَلَ هكَذَا مُوسَى وَهَارُونُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ ... رَفَعَ الْعَصَا وَضَرَبَ الْمَاءَ الَّذِي فِي النَّهْرِ أَمَامَ عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ وَأَمَامَ عُيُونِ عَبِيدِهِ ... فَتَحَوَّلَ كُلُّ الْمَاءِ الَّذِي فِي النَّهْرِ دَمًا. " سفر الخروج 7/20

    **
    ضرب هارون تراب الأرض بعصاه فصار بعوضاً ... " مَدَّ هَارُونُ يَدَهُ بِعَصَاهُ وَضَرَبَ تُرَابَ الأَرْضِ ... فَصَارَ الْبَعُوضُ عَلَى النَّاسِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ ... كُلُّ تُرَابِ الأَرْضِ صَارَ بَعُوضًا فِي جَمِيعِ أَرْضِ مِصْرَ. " سفر الخروج 8/ 17

    **
    " فَمَدَّ مُوسَى عَصَاهُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ ... فَجَلَبَ الرَّبُّ عَلَى الأَرْضِ رِيحًا شَرْقِيَّةً كُلَّ ذلِكَ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيْلِ ... وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ ... حَمَلَتِ الرِّيحُ الشَّرْقِيَّةُ الْجَرَادَ " سفر الخروج 10/13

    **
    شق البحر بعصا موسى حتى يعبر بنو إسرائيل ... " وَارْفَعْ أَنْتَ عَصَاكَ وَمُدَّ يَدَكَ عَلَى الْبَحْرِ وَشُقَّهُ ... فَيَدْخُلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ عَلَى الْيَابِسَة " سفر الخروج 14/16

    § وختاماً لقد جعل الله الميت يقف أمام بنى اسرائيل وينطق باسم قاتله ... فانكشفت الجريمة بطريقة لا تحتمل الجدل، وفي نفس الوقت رد الله على جحود بني إسرائيل باليوم الآخر والبعث ... وجعلهم يرون البعث وهم أحياء ... وقد ورد في تفسير الشعراوي: وانظر إلى العظمة في القصة ... جزء من ميت يضرب به ميت فيحيا ... إذن المسألة أعدها الحق بصورة لا تجعلهم يشكون أبدا ... فلو أن الله أحياه بدون أن يضرب بجزء من البقرة ... لقالوا لم يكن قد مات، كانت فيه حياه ثم أفاق بعد اغماءه ... ولكن الله أمرهم أن يذبحوا بقرة حتى تموت ليعطيهم درسا إيمانيا بقدرة الله ... وهم الماديون الذين لا يؤمنون إلا بالماديات ... وأن يأخذوا جزءا منها وأن يضربوا به القتيل فيحيا وينطق باسم قاتله ويميته الله بعد ذلك ... يقول الحق جل جلاله:
    {كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}البقرة 73 ... ليرى بنو إسرائيل وهم على قيد الحياة كيف يحيى الله الموتى ... وليعرفوا أن الإنسان لا يبقى حيا بأسباب الحياة ... ولكن بإرادة مسبب الحياة في أن يقول «كن فيكون».البقرة 117


    واللــــــــه أعلم وأعظم
    يتبــــــــــــع بإذن اللــــه وفضله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 21: جاء في سورة الرعد 13 " وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ " ... ثم ذكر الناقد أن البيضاوي قال في تفسيره عن ذلك: عن ابن عباس، سُئل النبي عن الرعد فقال: ملَك موكّل بالسحاب معه مخازين من نار يسوق بها السحاب ... وأخرج الترمذي عن ابن عباس: أقبلت اليهود إلى محمد فقالوا أَخبِرنا عن الرعد ما هو ؟؟؟ قال ملَك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله ... فقالوا: فما هذا الصوت الذي يُسمَع ؟؟؟ قال: زَجْرُهُ بالسحاب حتى ينتهي الى حيث أُمِرَ ... قالوا: صدقت... ثم ذكر سيادته بعد ذلك أحاديث عن رسول الله غير صحيحة ...
    وسأل السيد الناقد: إذا كان الرعد والبرق من الظواهر الطبيعية الناتجة عن احتكاك السحاب ببعض فكيف يقولون إنها ملائكة؟


    §
    نذهب أولاً لنقرأ ما ورد في تفسير البيضاوي لهذه الآية:{وَيُسَبِّحُ الرعد} ويُسبّح سامعوه (أي يُسبّح سامعو الرعد بحمد الله سبحانه رجاء للمطر) ... {بِحَمْدِهِ} ملتبسين به فيضجون بسبحان الله والحمد لله ... أو يدل الرعد بنفسه على وحدانية الله وكمال قدرته ... ملتبساً بالدلالة على فضله ونزول رحمته ... (أي: يُظهر قدرة الله تعالى لتسخير جميع ظواهر الكون ... قال تعالى: " وإن من شيء إلا يسبح بحمده " الإسراء ٤٤... كما أضاف البيضاوي ... وعن ابن عباس رضي الله عنهما ... سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرعد فقال: « ملك موكل بالسحاب معه مخازين من نار يسوق بها السحاب » ... {والملائكة مِنْ خِيفَتِهِ} أي من خوف الله تعالى وإجلاله... انتهى تفسير البيضاوي

    §
    ومن الجدير بالذكر في هذا المقام أنه قد ورد في الكتاب المقدس أن مخلوقات الله تسبحه أيضاً ... ونذكر منها ما ورد في سفر المزامير 148/ 1-4:" سَبِّحُوا الرَّبَّ مِنَ السَّمَاوَاتِ ... سَبِّحُوهُ فِي الأَعَالِي ... سَبِّحُوهُ يَا جَمِيعَ مَلاَئِكَتِهِ ... سَبِّحُوهُ يَا كُلَّ جُنُودِهِ ... سَبِّحِيهِ يَا أَيَّتُهَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ... سَبِّحِيهِ يَا جَمِيعَ كَوَاكِبِ النُّورِ ... سَبِّحِيهِ يَا سَمَاءَ السَّمَاوَاتِ وَيَا أَيَّتُهَا الْمِيَاهُ الَّتِي فَوْقَ السَّمَاوَاتِ."

    § هذا والناقد يسأل: إن الرعد والبرق من الظواهر الطبيعية الناتجة عن احتكاك السحاب ببعض ... فلماذا يقول البيضاوي إن الرعد هو أحد الملائكة ؟؟؟ ونقول للناقد إن الآية القرآنية التي استدل بها سيادته لم تصرح إطلاقاً بأن الرعد هو أحد الملائكة ... ولو أمعن القارئ الذكي في نصوص الأحاديث التي أوردها الناقد عن الرعد ... سيجدها تدل على أن الرعد ليس أحد الملائكة ... إنما للرعد ملكاً اُسْندت واوكلت اليه مهمة خاصة ... ومعه أدوات لتنفيذ هذه المهمة كما ورد بالنص: ... " ملَك موكّل بالسحاب معه مخازين من نار " ... إذن وما هي المهمة التي أوكلت لهذا الملك كما ورد بالأحاديث ؟؟؟ " يسوق بها السحاب حيث شاء الله " ... أي يدفع هذا الملك السحاب ويقوده الى حيث يشاء الله ... ثم نتابع الحديث حيث يقول " فقالوا: فما هذا الصوت الذي يُسمَع ؟؟؟ قال: زَجْرُهُ بالسحاب " ... (ولم يقل زجرة أو صوت الملك) " ...

    §
    ومن الناحية العلمية فإن البرق هو الضوء المبهر الذي يظهر فجأة في قلب السماء في الأيام التي تسوء فيها أحوال الجو ... وهو عبارة عن الضوء الناشئ نتيجة تصادم سحابتين أحدهما تحمل الشحنة الكهربائية السالبة والأخرى تحمل الشحنة الكهربائية الموجبة ... فينتج عن هذا التصادم شرارة قوية تصدر على هيئة الضوء الذي نراه فجأة ثم يختفي ... كما أن هذا الضوء يعقبه صوت عالٍ قادم من السماء وهو ما يسمى بالرعد ... وينزل المطر ...

    § إن التفاصيل العلمية الحديثة لهذه الظاهرة الطبيعية التي ذكرناها تتطابق مع ما ورد في قوله تعالى
    " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ " النور 43 ... فما تفسير ذلك ؟؟؟ أي ألم تر أيها النبي أن الله يسوق بالريح سحاباً، ثم يضم بعضه إلى بعض ويجعله متراكماً (مجتمعا بعضه فوق بعض)، فترى المطر يخرج من خلال السحاب، والله ينزل من مجموعات السحب المتكاثفة التي تشبه الجبال في عظمتها برداً، كالحصى ينزل على قوم فينفعهم أو يضرهم تبعاً لقوانينه وإرادته ولا ينزل على آخرين كما يريد الله فهو سبحانه الفاعل المختار، ويكاد ضوء البرق الحادث من اصطكاك السحب يذهب بالأبصار لشدته ... وهذه الظواهر دلائل قدرة الله الموجبة للإيمان به ... تفسير المنتخب

    §
    ويؤكد القرآن الكريم أيضاً المفهوم العلمي لهذه الظاهرة في قوله تعالى: {فالزاجرات زجرا} الصافات 2 ... أي الملائكة تزجر السحاب أي تسوقه حيث يأذن الله ... أيسر التفاسير ... فعندما تتدافع السُحب وتحتك مع بعضها ويحدث البرق الناشئ من الشحنة الكهربائية يتبعه الرعد والتفريغ الكهربائي ...

    § إن توكيل الله تعالى لبعض الملائكة ببعض الأمور يصرّفون أمرها بأمر الله سبحانه وتعالى في الكون هو أمر مشهور ... أظهر من أن يبرهن عليه ... كتوكيل ملك بقبض الأرواح ... وآخر بالرياح والمطر ... وآخر بالجنة، وآخر بالنار، وهكذا ... وقد تضافرت آيات القرآن الكريم بإثبات ذلك لله تعالى ... قال تعالى:
    " وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ... وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ... وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ... فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ... فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا " النازعات 1-5 ... وقال تعالى: " فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا " الذاريات 4 ... وهذه الآيات الكريمات يراد بها الملائكة وما يفعلونه من اعمال كلفهم الله بها ... وهذا أمر بديهي ومنطقي ...

    §
    مما تقدم فإن مفهوم الأحاديث التي أشار اليها الناقد يتلخص في أن الله أسند وأوكل الى أحد ملائكته مهمة أن يسوق السحاب إلى الأرض التي أراد الله سبحانه وتعالى أن ينزل المطر فيها ... وبالتالي فإن هذا السحاب سيتصادم مع بعضه فيحدث البرق والرعد (الكهرباء الناشئة عن تصادم السحاب) ... وكما ورد بالحديث " معه مخازين من نار " ... وما ذكرته تلك الأحاديث ليس بوصف مادي ... وإنما وصف لعالم الغيب الذي لا ندركه مع أنه جزء من الكون ... تجري فيه الأحداث بحسب سنة الله التابعة له ... ولكن تترابط وتتفق أحداث عالم الغيب مع أحداث عالم الشهادة ... وإن عجز الإنسان عن إدراك ولمس عالم الغيب هذا وقياسه فإن هذا لا يبرر عدم الإيمان به ...

    § لقد فهمنا حديثاً هذه الآيات والأحاديث تماماً وبالمعنى الحقيقي الذى قصدته ... بعد أن فهمنا موضوع الشحنات الكهربائية بالسحب واصطدامها ببعضها ... ولكن بالطبع لم يفهم هذه الحقائق العلمية ولا هذا التفسير المذكور رعاة الغنم في بادية الصحراء الذين عاصروا سماع تلك الآيات والأحاديث في حينه ... ولا العديد من الأجيال بعدهم ...
    ولكن المعجز أن صياغتها ناسبت كل عصر وكل عقل ... حتى أن رعاة الغنم هؤلاء أصبحوا بهذا المنهج سادة للأمم ... وامتدت حضارتهم من الصين شرقاً لباريس غرباً في غضون عدة عشرات من السنين من سماعهم للقرآن الكريم والأحاديث النبوية ... بل واصبح اتباع دين الإسلام ما يقارب من ربع سكان كوكب الأرض ... كما اصبح الإسلام هو اسرع الديانات انتشاراً في البلاد الصليبية (أي في أوربا وامريكا) ... ادخل الرابط

    §
    لكن يظل هناك أسئلة تطرح نفسها ... من الذي علّم محمدًا النبي الأمي تلك الحقائق العلمية قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا وقد كان راعياً للغنم في بادية صحراء قاحلة خالية من المكتبات المتطورة وأجهزة الاتصالات والتقنية الحديثة والجامعات العالمية ... ومن الذي أخبره أن الرعد ناتج عن دفع السحاب وبالتالي اصطدامه مع بعضه وبما يحمله من شحنات كهربائية ... الأمر الذي يتطابق مع التفسير العلمي الذي جاء به العلماء لهذه الحقائق الكونية التي لم تكتشف إلا في العقود الأخيرة !!! ومن المعجز أيضاً أن صياغة هذه النصوص ناسبت فكر العصور الأولىبمفهوم بسيط يصلح لأهل البادية ... كما ظلت تلك النصوص كما هي حتى وصلت الينا الآن فتطابقت تماماً مع مفهوم وحقائق العصور الحالية ... أليس هذا دليلا قاطعًا على أن القرآن كلام الله، وأن محمد صلى الله عليه وسلم هو رسوله !!!

    §
    وبما أن السيد الناقد يسأل ويستفسر فإننا في المقابل نطلب من سيادته شرح الآتي من كتابه المقدس:

    1.
    ورد في سفر المزامير 18/ 13-14" أَرْعَدَ الرَّبُّ مِنَ السَّمَاوَاتِ ... وَالْعَلِيُّ أَعْطَى صَوْتَهُ، بَرَدًا وَجَمْرَ نَارٍ ... أرسل سهامهم فشتتهم وبروقا كثيرة فأزعجهم." ... أي وغضب الله هنا يمثل على أنه رعد وبَرَدْ ونار وسهام لتشتت أعداء الله ... أما من يسير مع الله فهو يسمع الرعد (صوت الله) ويقدم توبة ... والبرق يشير لوعود الله للتائب ... فالبرق يعقبه مطر، والمطر يعتبر خير عظيم. " تفسير القس انطونيوس فكرى ... فما هو التفسير العلمي وليس الرمزي لذلك لكي نتعلم ؟؟؟

    2.
    ورد في سفر أيوب 37/ 2-5 " اسْمَعُوا سَمَاعًا رَعْدَ صَوْتِهِ وَالزَّمْزَمَةَ الْخَارِجَةَ مِنْ فِيهِ (أي من فمه) ... بَعْدُ يُزَمْجِرُ صَوْتٌ، يُرْعِدُ بِصَوْتِ جَلاَلِهِ، وَلاَ يُؤَخِّرُهَا إِذْ سُمِعَ صَوْتُهُ ... اَللهُ يُرْعِدُ بِصَوْتِهِ عَجَبًا. " ... الرعد يُسمَّي صوت الله -مز 3:29 ... كذا نوره = البرق ... تفسير انطونيوس فكرى ... فما هو التفسير العلمي لذلك وليس الرمزي لكي نتعلم ؟؟؟

    3.
    سفر الرؤيا 4/5 " وَمِنَ الْعَرْشِ يَخْرُجُ بُرُوقٌ وَرُعُودٌ وَأَصْوَاتٌ ... وَأَمَامَ الْعَرْشِ سَبْعَةُ مَصَابِيحِ نَارٍ مُتَّقِدَةٌ ... هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ. " ... ونحن نسأل: وهل عرش الله يخرج منه بروق ورعود وأصوات ؟؟؟ وهل لله سبعة أرواح ؟؟؟ وما هو التفسير العلمي وليس الرمزي أو العاطفي لذلك كله لكي نتعلم من السيد الناقد ؟؟؟


    واللــــــــه أعلم وأعظم
    يتبــــــــــــع بإذن اللــــه وفضله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 22:
    أولاً: جاء في سورة الفلق 1-5 " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ... مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ... وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ... وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ... وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ " ... وذكر الناقد انه جاء في تفسير البيضاوي: {وَمِن شَرّ النفاثات فِى العقد} ومن شر النفوس أو النساء السواحر اللاتي يعقدن عقداً في خيوط وينفثن عليها ... والنفث النفخ مع ريق وتخصيصه ... «لما روي أن يهودياً سحر النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى عشرة عقدة في وتر دسه في بئر ... فمرض النبي صلى الله عليه وسلم ونزلت المعوذتان » ... وأخبره جبريل عليه الصلاة والسلام بموضع السحر ... فأرسل علياً رضي الله تعالى عنه فجاء به فقرأهما عليه ... فكان كلما قرأ آية انحلت عقدة ووجد بعض الخفة ... ولا يوجب ذلك صدق الكفرة في أنه مسحور ... لأنهم أرادوا به أنه مجنون بواسطة السحر ... وقيل المراد بالنفث في العقد إبطال عزائم الرجال بالحيل ... مستعار من تليين العقد بنفث الريق ليسهل حلها وإفرادها بالتعريف ... لأن كل نفاثة شريرة بخلاف كل غاسق وحاسد ...

    ثانياً: جاء في سورة البقرة 102 " وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ "
    وذكر الناقد انه جاء في تفسير البيضاوي: والمراد بالسحر ما يستعان في تحصيله بالتقرب إلى الشيطان مما لا يستقل به الإنسان ... وذلك لا يستتب إلا لمن يناسبه (أي يماثل الشيطان) في الشر وخبث النفس ... فإن التناسب شرط في التضام والتعاون ... وبهذا تميز الساحر عن النبي والولي.
    وذكر الناقد أقوالاً من الكتابِ المقَدَّس ... تَنْهى عن تَعَلُّمِ السِّحر وتنهر السحرة ... ثم سأل سيادته:
    كيف يصيب السحرُ المؤمنَ المحفوظ بعناية الله ؟؟؟
    § إذا كان السيد الناقد يريد أن يوجه رسالة للمسلمين بأن عقيدته تَنْهى عن تَعَلُّمِ السِّحر وتنهر السحرة ... فنحن نحييه على ذلك ... ونحب أن نطمئنه أن الشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم أخو السيد المسيح عليه السلام ... تتضمن نفس الايمان أيضاً ...
    فالسحر في الإسلام من السبع الموبقات أي المهلِكاتُ ... لأنَّها تُهلِكُ صاحبَها بِدُخولِه النَّارَ وعذابِه ...فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اجتنبوا السبعَ الموبقاتِ ... قالوا: يا رسولَ اللهِ ، وما هن ؟ قال : الشركُ باللهِ ، والسحرُ، وقتلُ النفسِ التي حرّم اللهُ إلا بالحقِّ، وأكلُ الربا ، وأكلُ مالِ اليتيمِ ، والتولي يومَ الزحفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ " الراوي: أبو هريرة - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6857

    §
    هذا وسنذهب لتفسير المنتخب لنقف على معنى الآية 102 من سورة البقرة التي استدل بها الناقد ... " وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ .... " ... أي ولقد صدَّقوا ما تَتَقَوَّله شياطينهم وفجرتهم على ملك سليمان ... إذ زعموا أن سليمان لم يكن نبياً ولا رسولاً ينزل عليه الوحي من الله ... بل كان مجرد ساحر يستمد العون من سحره ... وأن سحره هذا هو الذي وطَّد له الملك وجعله يسيطر على الجن والطير والرياح ... فنسبوا بذلك الكفرَ لسليمان ... وما كفر سليمان ... ولكن هؤلاء الشياطين الفجرة هم الذين كفروا ... إذ تقوَّلوا عليه هذه الأقاويل ... وأخذوا يعلِّمون الناس السحر من عندهم ومن آثار ما أنزل ببابل على الملكين هاروت وماروت ... مع أن هذين الملكين ما كانا يعلِّمان أحداً حتى يقولا له: إنما نعلِّمك ما يؤدى إلى الفتنة والكفر فاعرفه واحذره وتَوَقَّ العمل به ... ولكن الناس لم ينتصحوا بهذه النصيحة ... فاستخدموا ما تعلَّموه منهما فيما يفرقون به بين المرء وزوجه ... نعم كفر هؤلاء الشياطين الفجرة إذ تقوَّلوا هذه الأقاويل من أقاويلهم وأساطيرهم ذريعة لتعليم اليهود السحر ... وما هم بضارين بسحرهم هذا من أحد ... ولكن الله هو الذى يأذن بالضرر إن شاء ... وأن ما يؤخذ عنهم من سحر سيضر من تعلَّمه في دينه ودنياه ولا يفيده شيئاً ... وهم أنفسهم يعلمون حق العلم أن من اتجه هذا الاتجاه لن يكون له حظ في نعيم الآخرة ... ولبئس ما اختاروه لأنفسهم لو كانت بهم بقية من علم ... انتهى تفسير المنتخب
    § وتوقف الناقد أَمامَ
    سورةِ الفَلَق " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ... مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ... " ... ومن أَنَّها نزلَتْ في سِحْرِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ... وهذه السورة ومعها اختها سورة الناس يطلق عليهما المعوذتين ... وهما من أدوية الشفاء المجانية في صيدلية محمد صلى الله عليه وسلم ... يتناولها كل من يصاب بمرض السحر أو الحسد أو ما شابه ذلك ... بدلا من اللجوء للدجل والشعوذة والخرافات ... وكما سنفصل ادناه.

    §
    ولأن محمداً صلى الله عليه وسلم بشر وله صفات البشر مثلنا ..." قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ " الكهف 110 ... ولذلك اقتضت حكمة الله أن يكون هو أول من يتناول هذا الدواء ... وبذلك أعطى مثالاً لأتباعه بتجربة ومشاهدة عملية بالشفاء من المرض فور تناوله هذا الدواء " قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " الأحزاب 21.

    § والسحر مرض ... ومن أنواعه سحر التخيل ... وقد تعرض موسى عليه السلام لسحر التخيل هذا حينما القى السحرة حبالهم وعصيهم على الأرض امام فرعون ... فماذا حدث ...
    " فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ... فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى " طه 66 – 67 ... أي فتخيَّل موسى من السحر أنها انقلبت ثعابين تتحرك وتسير ... فأحس موسى بالخوف لِما رآه من أثر السحر ... ومن احتمال أن يلتبس السحر على الناس بالمعجزة.

    §
    لقد جرت على محمد صلى الله عليه وسلم مثل سابق اخوانه من الأنبياء ... كل النواميس المعتادة التي كتبها الله على بني آدم من جملة البشر ... فهم يبتلون لأنهم جميعاً بشر ويتعرضون لما يتعرض له البشر من الحزن والفرح ... والعسر واليسر والمرض والشفاء والقتل (كيحيى وزكريا عليهما السلام) والموت ... وذلك ليظهر الله شرفهم في هذه الأحوال المتفاوتة ... ويبين أمرهم ... ويتم كلمته فيهم ... ولتتحقق مقتضيات بشريتهم ... والسحر من جملة تلك الأمراض ... ولذلك فقد شاء الله عز وجل أن يقع مرض السحر الظاهري هذا على محمد صلى الله عليه وسلم لحكمة عظيمة ... وهي أن تستفيد الأمة ... وتتعلم ماذا تفعل إن حدث لأحد أفرادها شيء مثل هذا ...

    § ومرض السحر الذي أصيب به محمد صلى الله عليه وسلم
    كان مرضاً بدنياً منحصراً فيما روته السيدة عائشة في حديث البخاري (6063) ... " مكث النبيُّ صلى الله عليه وسلم كذا وكذا ... يخيلُ إليه أن يأتي أهلَه ولا يأتي ... " ... بمعنى أنه يظهر له قدرته على معاشرة زوجاته ... فإذا دنا منهن لم يقدر على إتيانهن ... ولذلك فإن ما تعرض له صلى الله عليه وسلم لا يتعارض مع عصمته ... لأنه لم يؤثر في قواه العقلية أو صفته الشرعية ... وإنما أثر في شيء من نشاطه البدني فحسب ... ومع أنه أمر جسدي فإن الرعاية الإلهية قد شملته ... وتولاه الله بالحفظ ... وسلمه وشفاه ...

    §
    وقد أكد نفس ذلك الحديث ... أن هذا السحر كان مرضاً جسدياً تم علاجه ... حيث جاء في آخره " فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أما اللهُ فقد شفاني " ... هذا ولم يكن هناك تأثير لهذا السحر بالطبع على عقله أو روحه صلى الله عليه وسلم (أي محل تلقى الوحي والقرآن) فقد تكفل الله بحفظهما ... لأنه وكما ورد في سورة النجم 2-4 ... " مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ... وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ... إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ".

    § لقد نزل جبريل آنذاك بالدواء الشافي للسحر من السماء
    " فأتاه جبريلُ فنزل عليه بالمُعوِّذتَيْن " الألباني (السلسلة 2761) ... وفي بعض روايات حديث السحر هذا أنه صلى الله عليه وسلم رقي بهاتين السورتين ... وكلما رقي بآية انحلت عقدة ... حتى انحلت العقد كلها ... وشفي بفضل الله تماما ... وفي سورتي الفلق والناس (واللتان تسميان بالمعوذتين) قيل كان " رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يتعوَّذُ ب {أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}ويقولُ يا عقبةُ تعوَّذْ بهما فما تعوَّذَ متعوِّذٌ بمثلِهما "الألباني -1463 ...

    §
    ومن ينظر نظرة إنصاف ... فإنه يرى أنه إذا كان الرسول قد سحر إلا أنه لم يترك ... وإنما سأل الله ودعاه ... فاستجاب له ربه ... وجاءه جبريل وغيره من الملائكة ... وأخبره الله بحقيقة حاله ... ورقاه جبريل ... ورقى صلى الله عليه وسلم نفسه ... وبرئ بفضل الله عز وجل سريعا ... فإن دل هذا على شيء فإنما يدل أولا على بشريته صلى الله عليه وسلم ... وثانيا على عصمة الله عز وجل له ... وكريم منزلته صلى الله عليه وسلم عنده ... وعلى عظيم عنايته تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم.

    § لقد شاء الله أن يقع مرض السحر هذا على النبي صلى الله عليه وسلم مرة ... لكي تتعلم الأمة من بعده على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم كيفية علاج السحر بهذا الدواء
    (أي بالصبر على البلاء ... وكثرة الدعاء لله لرفع هذا البلاء ... والرقية بقراءة المعوذتين أي سورتي الفلق والناس) ... ولولا أن الله شاء بنبيه ذلك ... لذهب الجميع إلى الشعوذة والدجل والخرافات ... فالمؤمنون يسيرون على هديه صلى الله عليه وسلم ويستشفون بهذه الأمور ... أما الجهلة فإنهم يذهبون إلى أماكن الدجل والشعوذة.

    §
    إِنَّ اللهَ يَحفظُ عبادَه المؤمنين ... ومع ذلك يَبْتَليهم بالضّرِّ ... ويَأْذَنُ أَنْ يُصابوا بالأَذى ... وليس وقوعُ هذا بهم دليلاً على عدمِ محبَّتِه لهم ... أَو تخلّيه عنهم ... وهم عندما يُصابونَ بالضُّرِّ والأَذى يلجؤون إِليه ... ليكشفَ عنهم ما بهم ... وبذلك يَزدادونَ قُرْباً منه سبحانه ... وهذا ما حَصَلَ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الذي هو اسوة للمسلمين جميعاً.

    § لكن العجب كل العجب أن في الوقت الذي يسأل فيه السيد الناقد: كيف يصيب السحرُ المؤمنَ المحفوظ بعناية الله ... يغفل سيادته أن كتبة الأناجيل قد نسبوا للسيد المسيح عليه السلام
    أن ابليس قد جرّبه أربعين يوماً !!! استمع للنصوص الآتية:

    «أما يسوع ... فعاد من الأردن ممتلئا من الروح القدس ... فاقتاده الروح في البرية أربعين يوما ... وإبليس يجربه ... ولم يأكل شيئا طوال تلك الأيام ... فلما تمت ... جاع ... ثم أصعده إبليس إلى جبل عال ... وأراه ممالك العالم كلها في لحظة من الزمن ... وقال له: «أعطيك السلطة على هذه الممالك كلها وما فيها من عظمة ... فإنها قد سلمت إلى ... وأنا أعطيها لمن أشاء ... فإن سجدت أمامي ... تصير كلها لك!» ... فرد عليه يسوع قائلا: «قد كتب: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد!» ... ثم اقتاده إبليس إلى أورشليم ... وأوقفه على حافة سطح الهيكل ... وقال له: «إن كنت ابن الله ... فاطرح نفسك من هنا إلى الأسفل ... فإنه قد كتب: يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك ... فرد عليه يسوع قائلا: «قد قيل: لا تجرب الرب إلهك !!!»لوقا 4/ 1-10 ترجمة الحياة
    §
    وهنا تطرح الأسئلة التالية نفسها:

    1.
    إن السيد المسيح حسب عقيدة الناقد هو الله رب العالمين خالق السماوات والأرض وما بينهما !!! " لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ. " رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 2/8 ... فهل يليق بأن يُجرّب الله من ابليس أشر خلق الله ... ثم ننتظر نتيجة الامتحان لنعرف هل سينجح أم سيكون الأمر غير ذلك ؟؟؟ وهل كان هناك احتمال للفشل في التجربة أساساً ... وعلى ذلك أجريت لنبرهن على حتمية النجاح ؟؟؟ وكيف سمح الآب للروح القدس أن يقتاد المسيح ليقف كتلميذ يُمتحن امام ابليس اللعين لمدة أربعين يوماً !!!

    2.
    وإذا كان السيد المسيح قال اثناء هذا الاختبار لإبليس " قد قيل: لا تجرب الرب إلهك " لوقا 4/10 ... فلماذا من البداية خالف الروح القدس ذلك النص الإلهي واقتاد الرب يسوع المسيح (وهو الرب الإله) الى البرية كطفل صغير مطيع ... وقدمه لإبليس بأريحية حتى يجرب الرب الإله ولمدة أربعين يوماً ؟؟؟

    3.
    وبعد أن اقتاد الروح القدس المسيح في البرية !!! سلمه الى ابليس ليقتاده هو الآخر أيضاً !!! وهنا نتعجب كيف يليق أن يستخدم كتبة الاناجيل كلمات والفاظ تدل على مدى سيطرة ابليس على السيد المسيح عليه السلام اثناء ما كان يجربه مثل: " ثم أصعده إبليس إلى جبل عال " ... " ثم اقتاده إبليس إلى أورشليم " ... " وأوقفه على حافة سطح الهيكل " ... وفى الترجمة اليسوعية " فصعد به إبليس " ... ولا ندرى كيف حمل ابليس السيد المسيح وصعد به الى قمة الجبل ... وهل عندما حمله ... كان المسيح آنذاك ناسوت فقط ... أم كان بداخله اللاهوت ... فالقاعدة تقول: لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين ... وهل يليق التحدث عن الله بمثل هذه العبارات وكأنه طفل صغير ساكت مطيع ... والروح القدس الذى بداخله لا تأثير له !!!

    4.
    ونحن نرى ان السيد المسيح عليه السلام كان معصوماً بالطبع من سيطرة ابليس أو الخضوع لتوجيهاته أو تجاربه اطلاقاً ... فإبليس أدني مخلوقات الله ... فلا يعقل أن يجرّب الأدنى الأعلى ... أو يضعه في موضع شك أو تجربة ... لأن ذلك إقرار بأن الأعلى دون المسؤولية التي أُسْنِدت إليه ... وأنه مشتبه به أو مشكوك في أمره ... وهذا كله لا يليق بمقام الله عز وجل.

    5.
    وهل من الممكن رؤية ممالك كوكب الأرض كلها من فوق جبل لمجرد أنه عال ؟؟؟ " ثم أصعده إبليس إلى جبل عال ... وأراه ممالك العالم كلها في لحظة من الزمن " لوقا 4/5 ... ثم ومن الذي زود ابليس (أشر مخلوقات الله) بهذه القدرة المعجزة ليعرض للرب يسوع المسيح في لحظة من الزمن ... ممالك الكرة الأرضية كلها ويقتنع المسيح بذلك ؟؟؟

    6.
    لقد أخبر ابليس السيد المسيح أنه يمتلك ممالك العالم كلها ... ويمكن أن يعطيها للمسيح بشرط أن يسجد المسيح له ... حيث قال ابليس للمسيح: «أعطيك السلطة على هذه الممالك كلها وما فيها من عظمة ... فإنها قد سلمت إلى وأنا أعطيها لمن أشاء ... فإن سجدت أمامي ... تصير كلها لك!»لوقا 4/6-7 ... وبدلا من أن يكذبه المسيح ... ويخبره بأن كل الممالك هي في ملك الربّ ... أو أنها في مُلكِه هو لأنه هو الرب ... رد عليه المسيح قائلاً: " فرد عليه يسوع قائلا: «قد كتب: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد!» " لوقا 4/8

    7.
    ولو كان السيد المسيح هو الإله وطلب منه ابليس أن يسجد له ... لقال لإبليس بل أنت الذي يجب أن تسجد لي ... فأنا ربك فاعبدني ... بل وكيف تدّعي أن الممالك كلها لك وأنا أملكها ... ولكن طالما لم يصرِّح المسيح بألوهيته في مثل هذا الموقف الحسّاس والتحدّي الصارخ من إبليس ... اذن فقد كان السيد المسيح على علم تام بأنه رسول مبعوث من رب العالمين ... بل لقد بيّن المسيح لإبليس من يكون الإله الحق الذي يستحقّ العبادة والسجود له ... " فرد عليه يسوع قائلا: «قد كتب: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد!» " لوقا 4/8 ... نعم إياه وحده ... دون شريك أو ابن ... إن المسيح بكلامه هذا لم يُقحم نفسه مع الله في وحدانيتة واعترف له بها ... ولم يدخل نفسه في الربوبية مع الله وخصّه بالعبادة وحده.

    8.
    لقد اقتاد الروح القدس السيد المسيح للبرية ليقدمه لإبليس حتى يُجربه ... كما افادت بذلك النصوص المذكورة ... وبالفعل أخضعه ابليس لثلاث تجارب ... كان آخرها طلب ابليس منه أن يلقى بنفسه من فوق حافة سطح الهيكل ... فرد عليه المسيح قائلا: «قد قيل: لا تجرب الرب إلهك !!!» لوقا 4/ 10 ... إن هذه العبارة التي نطق بها الفم الشريف للسيد المسيح ... تنفى تماماً الوهية السيد المسيح ... ولماذا ؟؟؟ لأن لو كان المسيح هو الرب الإله لما سمح أصلا أن يُجرب من ابليس مره ثم مره ثم مره ... مخالفاً بذلك القاعدة التي وردت فيسفر التثنية 6/ 16 والتي لا تسمح بتجربة الرب الإله ... " لاَ تُجَرِّبُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ " ... والتي اكدها هو مرة اخرى بفمه الشريف«قد قيل: لا تجرب الرب إلهك !!!»لوقا 4/ 10 ... والمسيح بتلك العبارة فرّق بين ذاته وشخصه وبين ربّه الإله ... حيث لم يقل لإبليس لا تجرّبني فأنا الرب إلهك ... أو كيف تجرب من خلقك ... وبذلك يكون المسيح دون أدنى جدال قد أقر بأن له رب واله ... ولا يستطيع المسيح أن يُجرِّبَه ...

    9.
    واخيراً وليس آخراً ... ما الفائدة من تجربة السيد المسيح واجتيازه لها بنجاح ... فطبيعته الإلهية (كاعتقاد النصارى) تختلف تماماً عن طبيعتنا البشرية الخالصة ... وبالتالي لا يعتبر نجاحه في التجارب حجة على البشر للاقتداء به في مثل هذه التجارب مع ابليس أو فصيلته من الشياطين !!!


    واللـــــــــــــــــــــــه أعلم وأعظــــــم
    يتبـــع بإذن اللـــــــــه وفضله

    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    469
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    خاتمــــــــــــــــــــــــــــــة

    ·
    لقد لمس القارئ الذكي بالطبع مدى التجني على الإسلام الذي ورد في هذا النقد ... بالإضافة إلى تناوله فرعيات العقيدة وليس صُلبها وأساسها ... الأمر الذي يدفعنا إلى الرجاء من قارئنا الذكي الى ضرورة أن يطلع على جدول مقارنة بين بعض مما ورد في الكتاب المقدس والقرآن الكريم وذلك فيما يتعلق بصُلب وأساس العقائد وليس القشور والفرعيات التي اثارها السيد الناقد ...

    يرجى الاطلاع على رابط ... مقارنة بين الإسلام والمسيحية
    http://www.ebnmaryam.com/vb/t188865.html

    ·
    وإننا نشكر الناقد على تناوله لما أسماه " أسئلة علمية في القرآن الكريم " ... لأنه دون أن يدري وظناً منه أنه سيثير التراب على السماء ... إنما في حقيقة الأمر أثاره على نفسه وأنقلب السحر على الساحر كما تبين من الردود المفحمة أعلاه ... " وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ "الأنبياء 70

    ·
    والآن أصبح أمام السيد الناقد أن يختار:
    إما التزام الصمت حفاظاً على عقيدته وعلى تماسك شعوب بلادنا ...
    " لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ "الكافرون 6
    أو أن يعاود النقد غير العادل على الإسلام وحينئذ سنضطر للرد على نحو مماثل ... " وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا "الاسراء 8

    هذا وقد لمس الجميع بالطبع من خلال هذه الردود مدى عظمة الإسلام وانه رسالة السماء الأخيرة للأرض ولا شك ... وأنه لو كان غير ذلك لما وجدنا في بنيانه اليوم تلك الردود المفحمة والحاضرة ومنذ اكثر من أربعة عشر قرناً ... وهي ردود لا نجد مثلها عند الآخر.

    الحمـــــــــــــــــــد للـــــــــــــــــــــه
    تم بفضل وتوفيق من الله سبحانه وتعالى



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى ... 2 3

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على توهم لإنتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئله إجتماعيه 1
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 09-10-2017, 06:28 PM
  2. الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة اجتماعية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 08-10-2017, 03:02 PM
  3. الرد على انتقادات في القرآن الكريم بعنوان أسئلة تشريعية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 24-05-2017, 11:39 AM
  4. الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة جغرافية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 03-02-2017, 08:38 PM
  5. الرد على تدليس بعنوان .. مغالطات منطقية في القرآن الكريم ( 1 / 2 )
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 10-01-2015, 09:48 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية