لماذا أمر نبيُّ الإسلامِ بإطلاقِ اللحيةِ للرجالِ؟!

كثُرت الثرثرةُ والاستهزاءُ من المعترضين حول أمرِ النبيِّ محمد للمسلمين بإطلاق اللحية لكل رجالهم...

وقالوا عنها:إنها هذه رجعية، وعدم نظافة وقذارة.....
ومنهم من قال:"موس بنصف جنيه تحلق دقنك وترجع نظيف"....!

تعلقوا على استهزائهم بما جاء في الآتي :
1-صحيح البخاري برقم 381 عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ
عَنْ النَّبِيِّ r أَنَّهُ أَمَرَ بِإِحْفَاءِ الشَّوَارِبِ وَإِعْفَاءِ اللِّحْيَةِ.

2-صحيح مسلم برقم 384 عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :"عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ قَصُّ الشَّارِبِ وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ وَالسِّوَاكُ وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ وَقَصُّ الْأَظْفَارِ وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ وَنَتْفُ الْإِبِطِ وَحَلْقُ الْعَانَةِ وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ". قَالَ زَكَرِيَّاءُ: قَالَ مُصْعَبٌ :وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ.

3-مسند أحمد برقم 902 عَنْ عَلِيٍّ tقَالَ:" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ r لَا قَصِيرٌ وَلَا طَوِيلٌ عَظِيمَ الرَّأْسِ رَجِلَهُ عَظِيمَ اللِّحْيَةِ مُشْرَبًا حُمْرَةً طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ عَظِيمَ الْكَرَادِيسِ شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأَنَّمَا يَهْبِطُ فِي صَبَبٍ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ r ".
تعليق شعيب الأرنؤوط : حسن لغيره.


الرد على الشبهة

أولًا:إن اللحيةَ زينة لكل رجل مهما كان دينه ومعتقده، فلا علاقة لها بدين أو معتقد... فسبحان من زين الرجال باللحية، وزين النساء بضفائر شعرها....
وها هو الغرب اليوم منذُ سنة 2016م إلى اللحظة أصبحوا يطلقون لحاهم ،خاصة أهل السينما، والمغنيين ، والمصارعين... ثم قلدهم أهل الشرق من أهل الفن والمقلدين ...فعن أي رجعيةٍ يتحدث هؤلاء المعترضون وقد أصبحت الآن موضة للرجال على مستوى العالم ولا علاقة لها بدين .....

الفارق بين وجه الرجل والمرأة والشاب الأمرد هو اللحية والشارب...فمن أطلقها كان رجلًا واضحًا... فهي من علامات الرجولة...ولا علاقة لها بدين

وكان الأنبياءُ جميعًا مطلقون لحاهم كما جاء وصفهم في الكتبِ المقدسة ، ولم يرسل اللهُ رسولًا إلا كان صاحب لحية ووقار....
ولما بعثَ اللهُ محمدًاr كان أهلُ مكة وغيرهم –الوثنيون- يطلقون لحاهم،لأنها سمة من سمات الرجولة؛ فأبو جهل، وأبو لهب، وعتبة، وشيبة... كانوا يطلقون لحاهم...
كذلك أحبار اليهود، ورهبان النصارى، والمجوس ...فاللحية سمة من السمات المشهورة عند العرب وغيرهم ...

لكنّ النبيَّ الكريم r أمر بحفِ الشاربِ حتى لا يتشبه المسلم بالكافر الذي يطلقها ، وحتى لا يتسخ شاربه عند الأكل أو الشرب فيسوء مظهره...

جاء في مسند أحمد برقم 8430 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ tأَنَّ النَّبِيَّ rقَالَ :"جُزُّوا الشَّوَارِبَ وَاعْفُوا اللِّحَى وَخَالِفُوا الْمَجُوسَ".
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم.

وفي صحيح البخاري برقم 5440 عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" مِنْ الْفِطْرَةِ حَلْقُ الْعَانَةِ وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ وَقَصُّ الشَّارِبِ".

وفي روايات عشرٌ من الفطرة ،منها إعفاء اللحية و وقص الشارب ...
وهذا يعني أن من يطلق شاربه إلى أن يسقط إلى فمه فقد خالف سنة الأنبياء ...

كان النبيُّ محمد r صاحب لحية عظيمة، كما كان من الأنبياء قبله، ولم يكن بدعًا منهم...
وكان يقص من شعر الشارب الذي ينزل على الشفة العليا ، ولا يحلقه تمامًا بهذه الطريقة التي أراها اليوم –للأسف- عند بعض المشايخ ومقلديهم....
ونحن -المسلمين- نتأسى بالنبيِّ محمد، وبمن سبقه من الأنبياء بسننهم ووقارهم ، وإن التشبهَ بالكرامِ فلاحٌ....
قال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)(الأحزاب).

ثم إن هذه الشبهة هي نتاجُ خيالٍ مريضٍ، وجهلٍ عريض من أشباه الرجل ولا رجال ...
فليتهم يقلدون يسوع المسيح المرسوم على الصور في كنائسهم وبيوتهم، أو يقلدون تلاميذ يسوع و الرهبان بدءًا من بولس صاحب اللحية العظيمة إلى قساوستهم اليوم....!

وأتساءل: هل الإله يسوع-بحسب معتقدهم- والتلاميذ والآباء الكهنة والرهبان أصحاب رجعية ، وبحاجة إلى موس بنصف جنيه ينظفوا أنفسهم من القذارة كما يدعون ...؟!


ثانيًّا: إن العجيب في هذه المسألة أن المعترضين يجهلون تمامًا ما جاء في كتابهم المقدس؛ حيث أمر الربُّ بإطلاق اللحية، وعدم قص أي جزء منها أبدًا....
وذلك في سفر اََلاَّوِيِّينَ إصحاح 19 عدد 27 " لا تحلقوا رؤوسكم حول أطرافها، ولا تقصوا شيئا من لحاكم".(الترجمة العربية المشتركة).

ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يعترضون على النبي محمد وعلى أمره بإعفاء اللحية لرجال المسلمين، وهذا هو كتابهم المقدس فيه أمر الربُّ بإعفائها وعدمِ قصِ شيء منها ؟!
لا تعليق!

كتبه/ أكرم حسن مرسي
باحث في مقارنة الأديان