.

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خير المرسلين وعلى أصحابه وأهل بيته أجمعين . . أما بعد ،

أخي السائل : كان الصحابة يسألون رسول الله كثيرا ً في أمر دينهم ، وكانوا يعجلون بالإستفسار عن معنى الآيات المنزلات ،

وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً [الإسراء : 106]

وأنت تعلم بأن القرءآن لم ينزل جملة واحدة ، حتى يستبين للناس أمره مجملاً ،

كما حدثت بعض الأمور التي جعلت التوقف عن السؤال والإستفسار شيء ضروري ،

فقد كان الناس حديثي عهد بالإسلام ، وكان إذا سمع أحدهم الآية قال لو أن ربي قال كذا وكذا ، أو يقول لو أنه ذكر لنا كذا وكذا ،
أو ماذا كان يقصد ربنا بهذا ، فإذا ما نزلت الآيات اللاحقة لتلك الآية ترى الرجل يهتز في دينه ويقول أنا تنبأت بذلك ،
أو أنا سألت محمدا ً فبات ورجع ليجاوبني على سؤالي بآية ، أنا لو شيئت لقلت مثل ذلك ،
وكذلك كانت اليهود تشكك المؤمنين في دينهم بقولهم أن محمداً يستجمع منكم اليوم ما سيقوله لكم باكرا ًولقطع الطريق على الشيطان وعلى اليهود

أُنزلت تلك الآية حتى يتمم الله كلمته :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ [المائدة : 101]

فتوقف الناس عن السؤال ، فلما وجدوا القرءآن يجيبهم بما في أنفسهم ، تيقنوا أن القرءآن وحي من عند الله ، وليس من عند محمد كما أراد الشيطان واليهود أن يسؤوهم في دينهم بالريبه .

وعاد القرءآن يفتح لهم طريق السؤال ، والتفقه في الدين عندما بشرهم بقوله :

الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً
[المائدة : 3]

بارك الله لي ولكم في القرءأن العظيم

والصلاة والسلام على خاتم المرسلين

.