السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أثناء تصفحى لأحد المواقع المسيحية وجدت شبهة إتهام محمد بن أبى بكر للخليفة عثمان رضى الله عنه بتحريف القرآن



وروى الحافظ ابن عساكر‏:‏ أن عثمان لما عزم على أهل الدار في الانصراف ولم يبق عنده سوى أهله، تسوروا عليه الدار، وأحرقوا الباب، ودخلوا عليه، وليس فيهم أحد من الصحابة ولا أبنائهم، إلا محمد بن أبي بكر، وسبقه بعضهم فضربوه حتى غشي عليه، وصاح النسوة‏:‏ فانزعروا، وخرجوا‏.‏
ودخل محمد بن أبي بكر وهو يظن أنه قد قتل، فلما رآه قد أفاق قال‏:‏ على أي دين أنت يا نعثل ‏؟‏‏.‏
قال‏:‏ على دين الإسلام، ولست بنعثل ولكني أمير المؤمنين‏.‏
فقال‏:‏ غيرت كتاب الله ‏؟‏‏.‏
فقال‏:‏ كتاب الله بيني وبينكم، فتقدم إليه وأخذ بلحيته وقال‏:‏ إنا لا يقبل منا يوم القيامة أن نقول‏:‏ ‏{‏رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا‏}‏‏[‏الأحزاب‏:‏ 67‏]‏، وشطحه بيده من البيت إلى باب الدار، وهو يقول‏:‏ يا ابن أخي، ما كان أبوك ليأخذ بلحيتي قال ابن كثير كتاب البداية والنهاية المجلد7ص 166-168 قال محمد بن أبو بكر الصديق عندما حاصر عثمان أبن عفان لقد غيرت كلام الله فى القرآن ]

راجع الباية والنهاية لأبن كثير المجلد7ص 166-168




الرد على هذه الشبهة التافهة بسيط جدا

هذه الشبهة بحسب زعم كاتبها وردت فى كتاب " البداية والنهاية " لإبن كثير ومعروف أن هذا الكتاب ليس من كتب السنة الصحيحة بل هو كتاب سيرة وتاريخ

المسلمون لا يأخذون دينهم من كتب السيرة والتاريخ لأن الروايات التى تشتمل عليها هذه الكتب لا يمكن التحقق من صحتها على عكس كتب السنة الصحيحة

بمعنى لو أردنا أن نتحقق من الرواة فى سلسلة سند هذه الرواية فلن نستطيع لأن " الحافظ بن عساكر " الذى روى هذه الرواية بحسب زعم كاتب الشبهة عندما روى هذه الرواية لم يخبرنا رواها عن من ومن روى عن من وهكذا

إذا إفترضنا جدلا صدق هذه الرواية ( من أن محمد بن أبى بكر قد إتهم الخليفة عثمان بتحريف القرآن ) فالرد على هذه الشبهة وقتها سيكون سهل جدا ويتلخص فى أن الإمام على رضى الله عنه وكل الصحابة الذين عاصروا واقعة إحراق المصاحف لم ينتبهوا إلى أن الخليفة عثمان قد قام بإحراق المصاحف بهدف تحريف القرآن والشخص الوحيد الذى إنتبه هو محمد بن أبى بكر !!!!!!

هل يعقل هذا ؟؟؟!!!

هذا كلام بعيد كل البعد عن العقل والمنطق

فأنا سبق أن ذكرت فى موضوعى السابق الذى يبرئ الخليفة عثمان من تهمة تحريف القرآن هذه الكلمات بالحرف :


كما هو معلوم فإن القرآن محفوظ فى الصدور وبعض الصحابة كانوا يحفظون القرآن كاملا
فلو إفترضنا جدلا أن الخليفة عثمان قد قام بإحراق المصاحف بهدف تحريف القرآن فإن فعله هذا مهما طال الزمان أو قصر كان سيتم فضحه لا محالة من قبل الصحابة الذين يحفظون القرآن كاملا

هذا هو رابط الموضوع لمن أراد الإطلاع عليه


http://www.ebnmaryam.com/vb/t208237.html


إذا الإدعاء بأن محمد بن أبى بكر قد إتهم الخليفة عثمان بتحريف القرآن حتى لو صحت الرواية هو إدعاء غير منطقى بالمرة نظرا للأسباب التى ذكرتها

أخيرا : هذا الرد هو إجتهاد شخصى لذا أرجو التصحيح قبل إعتماد الرد فى حالة وجود خطأ

وجزاكم الله خيرا