استكمالا لنفس الاية التي ذكرناها في الجزء الاول


.
يقول النصارى ان لفظة وروح منه فيها دلالة على التثليلث في القران !!!!

و نقول هذا جهل فظيع

تفسير ورح منه معناها : نفخة الروح التي ارسل بها جبريل من الله عز وجل الى مريم عليه السلام حينما حبلت بعيسى عليه الصلاة و السلام كما كانت النفخة التي خلق بها ادم فهي نفخة اخرى خلق بها عيسى عليه الصلاة و السلام بغير اب

نقرا من تفسير ابن كثير رحمه الله :
(( ولهذا قال : ( إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ) أي : إنما هو عبد من عباد الله وخلق من خلقه ، قال له : كن فكان ، ورسول من رسله ، وكلمته ألقاها إلى مريم ، أي : خلقه بالكلمة التي أرسل بها جبريل ، عليه السلام ، إلى مريم ،
فنفخ فيها من روحه بإذن ربه ، عز وجل ، فكان عيسى بإذن الله ، عز وجل ، وصارت تلك النفخة التي نفخها في جيب درعها ، [ ص: 479 ] فنزلت حتى ولجت فرجها بمنزلة لقاح الأب الأم والجميع مخلوق لله ، عز وجل ; ولهذا قيل لعيسى : إنه كلمة الله وروح منه ; لأنه لم يكن له أب تولد منه ، وإنما هو ناشئ عن الكلمة التي قال له بها : كن ، فكان . والروح التي أرسل بها جبريل ، قال الله تعالى : ( ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام ) [ المائدة : 75 ] . وقال تعالى : ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) [ آل عمران : 59 ] . وقال تعالى : ( والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين ) [ الأنبياء : 91 ] وقال تعالى : ( ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها [ فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ] ) [ التحريم : 12 ] . وقال تعالى إخبارا عن المسيح : ( إن هو إلا عبد أنعمنا عليه [ وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ] ) [ الزخرف : 59 ] .

وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة : ( وكلمته ألقاها إلى مريم ) هو كقوله : ( كن ) [ آل عمران : 59 ] فكان وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان الواسطي قال : سمعت شاذ بن يحيى يقول : في قول الله : ( وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ) قال : ليس الكلمة صارت عيسى ، ولكن بالكلمة صار عيسى .

وهذا أحسن مما ادعاه ابن جرير في قوله : ( ألقاها إلى مريم ) أي : أعلمها بها ، كما زعمه في قوله : ( إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه ) [ آل عمران : 45 ] أي : يعلمك بكلمة منه ، ويجعل ذلك كما قال تعالى : ( وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك ) [ القصص : 86 ] بل الصحيح أنها الكلمة التي جاء بها جبريل إلى مريم ، فنفخ فيها بإذن الله ، فكان عيسى ، عليه السلام . ))
انتهى كلام الامام ابن كثير رحمه الله

و لهذا شبه الله عز وجل خلق ادم عليه الصلاة و السلام بخلق عيسى عليه الصلاة و السلام فقال عز وجل :((إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكن من الممترين ))

و نقرا كلام الامام القرطبي في تفسيره للاية الكريمة :
((قوله تعالى :
إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب دليل على صحة القياس . والتشبيه واقع على أن عيسى خلق من غير أب كآدم ، لا على أنه خلق من تراب . والشيء قد يشبه بالشيء وإن كان بينهما فرق كبير بعد أن يجتمعا في وصف واحد ; فإن آدم خلق من تراب ولم يخلق عيسى من تراب فكان بينهما فرق من هذه الجهة ، ولكن شبه ما بينهما أنهما خلقهما من غير أب ; ولأن أصل خلقتهما كان من تراب لأن آدم لم يخلق من نفس التراب ، ولكنه جعل التراب طينا ثم جعله صلصالا ثم خلقه منه ، فكذلك عيسى حوله من حال إلى حال ، ثم جعله بشرا من غير أب ))
انتهى كلام الامام القرطبي

و هذا يفسر التشابه في قوله تعالى عن خلق ادم عليه الصلاة و السلام :((فنفخنا فيه من روحنا))

فهل قال احد بان القران صرح بالوهية ادم عليه الصلاة و السلام !!!!!

ثم ان كلمة الروح في القران الكريم لها عدة معاني حسب موضعها فتارة هي روح البشر :((و يسالونك عن الروح قل الروح من امر ربي )) و تارة يكون معناها جبريل عليه السلام :((فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا )) و تارة يكون معناه النفخة التي خلق بها ادم عليه الصلاة و السلام ((فاذا سويته و نفخت فيه من روحي))

و لهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فيكتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح الجزء الثالث :

((قالوا : وقال أيضا في سورة التحريم :

ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين .

فيقال : أما قوله تعالى :

فنفخنا فيه من روحنا .

وقوله : في سورة الأنبياء :

والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين .

فهذا قد فسره قوله تعالى :

فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ( 17 ) قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ( 18 ) قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا .

وفي القراءة الأخرى : ليهب لك غلاما زكيا .

فأخبر أنه رسوله وروحه ، وأنه تمثل لها بشرا ، وأنه ذكر أنه [ ص: 277 ] رسول الله إليها ، فعلم أن روحه مخلوق مملوك له ، ليس المراد حياته التي هي صفته سبحانه وتعالى :

وكذلك قوله :

فنفخنا فيها من روحنا .

وهو مثل قوله في آدم عليه السلام :

فإذا سويته ونفخت فيه من روحي .

وقد شبه المسيح بآدم في قوله :

إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون .

والشبهة في هذا نشأت عند بعض الجهال من أن الإنسان إذا قال : روحي ، فروحه في هذا الباب هي الروح التي في البدن ، وهي عين قائمة بنفسها ، وإن كان من الناس من يعني بها الحياة ، والإنسان مؤلف من بدن وروح ، وهي عين قائمة بنفسها عند سلف المسلمين وأئمتهم وجماهير الأمم .

والرب تعالى منزه عن هذا ، وأنه ليس مركبا من بدن وروح ، ولا يجوز أن يراد بروحه ما يريد الإنسان بقوله : روحي ، بل تضاف إليه ملائكته وما ينزله على أنبيائه من الوحي والهدى والتأييد ، ونحو ذلك
. )) انتهى كلام الامام بن تيمية رحمه الله

و في كلام ابن تيمية رحمه الله جواب على بعض جهال النصارى الذين قالو بان لفظ وروح منه فيها دلالة على ان روح عيسى عليه الصلاة و السلام من روح الله عز وجل
و هذا من كذبهم و افترائهم كما بين ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله

و يقول ابن كثير رحمه الله في الرد على مثل هذا الكذب

((
فقوله في الآية والحديث : ( وروح منه ) كقوله ( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه )[ الجاثية : 13 ] أي : من خلقه ومن عنده ، وليست " من " للتبعيض ، كما تقوله النصارى - عليهم لعائن الله المتتابعة - بل هي لابتداء الغاية ، كما في الآية الأخرى .
وقد قال مجاهد في قوله : ( وروح منه ) أي : ورسول منه . وقال غيره . ومحبة منه . والأظهر الأول أنه مخلوق من روح مخلوقة ، وأضيفت الروح إلى الله على وجه التشريف ، كما أضيفت الناقة والبيت إلى الله ، في قوله : ( هذه ناقة الله )
))