اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،


نقرأ من الحديث الشّريف :

يتقَاربُ الزَّمانُ ، وينقُصُ العمَلُ ، ويُلقى الشُّحُّ ، ويَكثرُ الهَرْجُ . قالوا : وما الهَرْجُ ؟ قالَ : القتلُ القتلُ

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 6037 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


شرحه :


يُبَيِّنُ النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّم عن بَعْضٍ مِن أشْراطِ السَّاعةِ وعَلاماتِ آخِرِ الزَّمانِ الدَّالَّةِ على إدْبارِ الدُّنيا وانتِهاءِ هَذِه الحَياةِ، وأَوَّلها تَقارُب الزَّمانِ فَتَقْصُر السُّنونَ والأَعْوامُ والشُّهورُ واللَّيالي والأَيَّامُ، فَتُصبِح السَّنةُ كالشَّهرِ، ويَنْقُص العِلمُ بِمَوتِ العُلَماءِ، أو يُرْفَع العِلمُ النَّافِعُ المُقْتَرِنُ بالعَمَلِ الصَّالِحِ، ويُلْقى الشُّحُّ، أي: يَنتشِر البُخلُ الشَّديدُ عَلى اختِلافِ أنْواعِه، ويَتمكَّن مِن قُلوبِ النَّاسِ حَتَّى يَبخَلَ الغَنيُّ بِمالِه، ويَبخَلَ العالِمُ بِعِلمِه، ويَبخَلَ الصَّانِعُ بِصِناعتِه، وتَظهَر الفِتَنُ، أي: تَتَكاثَر الأُمورُ الكَريهةُ الَّتي تَضُرُّ النَّاسَ في دينِهم ودُنياهم مِن الخيانةِ والظُّلمِ والحَرائِقِ والزَّلازِلِ وانْتِشار المَعاصي، "وَيَكثُر الهَرْج"، أي: ويَكثُر قَتلُ النَّاسِ بَعضِهم لِبَعضٍ ظُلمًا وعُدوانًا؛ لِمُجَرَّدِ هَوى النَّفسِ وإشْباعِ رَغَباتِها الخَبيثةِ، أو استِجابةً لِبَعضِ الأفْكارِ والآراءِ الهَدَّامةِ الَّتي تَخْدِم أعْداءَهم وهُم لا يَشعُرونَ.
في الحَديثِ: إخْبارُ النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلَّم عن الغَيبِ، وذِكرُه بَعضًا مِن عَلاماتِ السَّاعةِ، وهو عَلامةُ من علاماتِ نُبُوَّتِه صَلَّى الله عليه وسلَّم.

- إنتهى -


كما يُلاحظ المتابع الكريم فقد أصبحنا الآن لا نصحو إلاّ على خبر تفجير مسجد هنا أو كنيسة هناك أو غارة جوّية أو حوادث دهس مُتعمَّدة يسقط على إثرها المئات من الأبرياء العُزّل !


اللهمّ صلّ وسلّم وزد وبارك على الذي لا ينطق عن الهوى .