الحروب ظاهرة انسانية قديمة بقدم الانسان علي وجه الأرض
وهي تنقسم الي قسمين :
1- حرب تدافع عن قضية عادلة :
كالدفاع عن الوطن وحماية المستضعفين والمظلومين والدفاع عن الحقوق المختلفة الخ الخ .
2- حرب تدافع عن قضايا ظالمة :
كإحتلال أراضي الغير لمطامع دنيوية مختلفة او حروب الإبادة سواء كانت دينية او عرقية الخ الخ .
ومعلوم لدي كافة عقلاء الأرض الفرق بين الإثنتين ومدي مشروعية كل حرب علي حده
المهم أن الأناجيل تنسب عبارة ليسوع الناصري تساوي بين الحربين بل ويضع الاثنتين في سلة واحدة ويصدر الحكم التاريخي
" رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ " ( مت 52:26)
ومناسبة هذه العبارة كما تحكي الأناجيل انه أثناء محاولة القبض علي يسوع الناصري إستل أحد تلاميذه سيفا او سكينا وضرب به أحد المعتدين علي يسوع الناصري فنهره عن ذلك وأطلق هذا الحكم التاريخي
كل من يقاتل بالسيف فإنه يقتل بالسيف
وبغض النظر عن مصدر السكين او السيف وبغض النظر عن مدي تناقض هذه العبارة مع العهد القديم الذي يحكي لنا عن حروب إبادة جماعية بأوامر إله العهد القديم وبغض النظر أن المسيحية علي مدار تاريخها لم تلتزم بهذا النص إلا فيما ندر وهو ما ينبئ بعدم جدواه أصلا
ولكن هذا النص يضعنا أمام إشكالية ومأزق كبير
فالمفروض أن من أصدر هذا الحكم بحسب الإيمان المسيحي هو رب العالمين والتاريخ يخبرنا عن أناس عاشوا بالسيف وماتوا ميتة طبيعية جدا سواء حملوه في الدفاع عن حق أو في الدفاع عن باطل
وهاهو رجل عربي بعد إصدار الحكم بما يقرب بستة قرون يخوض أكثر من مائة حرب ينتصر فيها جميعا ويموت علي فراشه !!
بل أن الشئ اللافت للنظر أن أغلب الحروب التي خاضها بطلنا ( سيف الله المسلول خالد بن الوليد المخزومي ) كان أعداؤه أضعاف مضاعفة
فيكفي أن نعرف أن عدد قواته في غزوة مؤتة 3 الاف مقاتل بينما كان تعداد الروم والقبائل المسيحية المتحالفة معهم 80 ألف مقاتل
وفي معركة اليمامة كانت قوات مسيلمة الكذاب أضعاف أعداد جيش خالد بن الوليد
وكان عدد قواته في معركة ذات السلاسل 18الف مقاتل بينما كان عدد الفرس المجوس يقدر بنحو 80الف مقاتل
وفي معركة اليرموك كان تعداد قواته 30 الف مقاتل بينما كان يقترب تعداد الرومان والقبائل العربية المسيحية المتحالفة معها ما يقرب من 240 ألف مقاتل
وبالرغم من ضئالة تعداد قواته وتجهيزاتها الحربية بالمقارنة بتعداد أعدائه إستطاع أن ينتصر فيها جميعا ولم يستطع أعدائه من النيل منه الا ببعض الخدوش والجروح
ويكفي أن تعرف أنه في غزوة مؤتة تكسرت في يده 9 سيوف حتي لم يعد يوجد ما يقاتل به الا صفيحة ضد أتباع يسوع الناصري أنفسهم !!
وعلي الرغم من كثرة معاركه هاهو يموت علي فراشه ويعلن هزيمة يسوع الناصري وهو علي فراش الموت قائلا
" لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء. "
وبموت البطل أسدل الستار علي أسطورة ألوهية الإنسان يسوع الناصري وكشف جزء من تناقضات أقواله مع الواقع
مات وهو يردد " فلا نامت أعين الجبناء "
ونحن نرددها من بعده
فرحم الله سيف الله المسلول فقد هزمهم في حياته وبعد موته