د- وصف اليهود فى بعض النصوص يخالف وصف اليهود اليونانيين ، وهذا يعنى أنها كانت تأتى بمعناها الخاص :-
فى بعض النصوص نجد وصف لليهودي يخالف وصف اليهودي اليوناني (أي الاسرائيلي الذى قلد اليونانيين فى الأفكار واسلوب الحياة) ، فمن المعروف تاريخيا أن هناك فئة من بنى اسرائيل تشبهت باليونانيين وقلدتهم ، فهناك من استخدم لغتهم اليونانية وترك العبرية وهناك من ترك الشريعة ولم يختن وهناك من عبد الأصنام وهناك من مزج المعتقدات اليهودية بالفلسفات اليونانية الوثنية(مكابيين الأول 1: 14 الى 1: 16 ، 1: 45 الى 1: 55 )
للمزيد عن صفات هؤلاء راجع الفقرة 3 من المبحث الأول - الفصل الثاني - الباب الثاني
ونجد وصف اليهودي كالآتي :-
فى رسالة رومية :-
2 :17 هوذا انت تسمى يهوديا و تتكل على الناموس و تفتخر بالله
ونجد لوقا وهو يتكلم عن تيموثاوس فى سفر أعمال الرسل :-
16 :3 فاراد بولس ان يخرج هذا معه فاخذه و ختنه من اجل اليهود الذين في تلك الاماكن لان الجميع كانوا يعرفون اباه انه يوناني
بولس ختن تيموثاوس من أجل اليهود
أي أن كلمة اليهود هنا كانت بمعناها الخاص وليس العام أي بمعنى من يتمسك بتعاليم الناموس فى أمور حياته ويرفض الالتصاق بأجنبي وهو من يهتم بالناموس ويعمل به وهذا الوصف يخالف وصف الذين تأثروا بالثقافة اليونانية من بنى اسرائيل والمشار اليهم فى سفر المكابيين
وكذلك وهو يتحدث عن والدة تيموثاوس ويصفها بأنها يهودية من سفر أعمال الرسل :-
16 :1 ثم وصل الى دربة و لسترة و اذا تلميذ كان هناك اسمه تيموثاوس ابن امراة يهودية مؤمنة و لكن اباه يوناني
المقصود أن أمه يهودية هو المعنى الخاص للكلمة وهو أنها كانت من المتدينين
بدليل هذا النص من رسالة تيموثاوس الثانية :-
3 :15 و انك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة ان تحكمك للخلاص بالايمان الذي في المسيح يسوع
حفظه للكتب المقدسة منذ طفولته مرجعه الى تدين والدته
وأيضا من سفر أعمال الرسل :-
18 :12 و لما كان غاليون يتولى اخائية قام اليهود بنفس واحدة على بولس و اتوا به الى كرسي الولاية
18 :13 قائلين ان هذا يستميل الناس ان يعبدوا الله بخلاف الناموس
وعندما نقرأ رسالة غلاطية نجد أن بولس يتحدث عن من اتبعوا المسيح عليه الصلاة والسلام ويقول أنهم يهود لأنهم اتبعوا الناموس
فنقرأ :-
2 :13 و راءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم
وفى نفس الرسالة نقرأ المعنى العام لكلمة يهود عندما يقول بولس :-
2 :15 نحن بالطبيعة يهود و لسنا من الامم خطاة
ل-من انجيل يوحنا فان عيد الفصح هو عيد اليهود أي عيد اليهودي المتمسك بالتقليد ولغة الأجداد وأيضا اليوناني أي الاسرائيلي المتشبه باليونانيين :-
من انجيل يوحنا نقرأ :-
11 :55 و كان (( فصح اليهود )) قريبا فصعد كثيرون من الكور الى اورشليم قبل الفصح ليطهروا انفسهم
11 :56 فكانوا يطلبون يسوع و يقولون فيما بينهم و هم واقفون في الهيكل ماذا تظنون هل هو لا ياتي (( الى العيد ))
ثم نقرأ :-
12 :9 فعلم (( جمع كثير من اليهود )) انه هناك فجاءوا ليس لاجل يسوع فقط بل لينظروا ايضا لعازر الذي اقامه من الاموات
ثم نقرأ :-
12 :12 و في الغد (( سمع الجمع الكثير الذي جاء الى العيد ان يسوع ات الى اورشليم ))
ثم نقرأ :-
12 :18 لهذا ايضا لاقاه الجمع لانهم سمعوا انه كان قد صنع هذه الاية
12 :19 فقال الفريسيون بعضهم لبعض انظروا انكم لا تنفعون شيئا هوذا العالم قد ذهب وراءه
12 :20 (( و كان اناس يونانيون من الذين صعدوا ليسجدوا في العيد ))
عيد الفصح هو عيد خاص باليهود (يوحنا 11 :55) ولم يكن مسموح لغريب أن يشاركهم فيه الا اذا كان قد تحول الى اليهودية تحول كامل
أي طبق كل الطقوس اليهودية ومن ضمنها الختان
فنقرأ من سفر الخروج :-
12 :48 (( و اذا نزل عندك نزيل و صنع فصحا للرب فليختن منه كل ذكر)) ثم يتقدم ليصنعه فيكون كمولود الارض و اما كل اغلف فلا ياكل منه
ونقرأ من سفر العدد :-
9 :14 (( و اذا نزل عندكم غريب فليعمل فصحا للرب حسب فريضة الفصح و حكمه )) كذلك يعمل فريضة واحدة تكون لكم للغريب و لوطني الارض
وكان اليهود سيطلقون عليه مسمى دخيل وليس يونانيين
وهذا يعنى أن هؤلاء اليونانيين الذين صعدوا ليسجدوا فى الهيكل فى عيد الفصح (يوحنا 12: 20) كانوا من بنى اسرائيل الذين تشبهوا باليونانيين فى استخدام اللغة وبعض العادات ولكنهم مختونين
أي أن كلمة عيد اليهود فى (يوحنا 11 :55) كانت تشمل يهود متمسكون بلغتهم العبرية أو الآرامية وكانت تشمل أيضا اليونانيين أي بنى اسرائيل الذين تشبهوا باليونانيين الحقيقيين
المفضلات