4- هذا الفهم لنبوءة ملاخي لم تسبب اشكالية لكاتب هذا النص فى انجيل لوقا ولا المسيحيين فى القرون الميلادية الأولى

لأنهم كانوا يدركون أن رسالة المسيح خاصة ببنى اسرائيل فقط
لهذا لفق هذا الفهم الغريب للنبوءة

ولكنه يحدث اشكالية للمسيحيين الحاليين الذين يعتقدون أن رسالته عالمية
فاذا صدقوا ما ورد فى انجيل لوقا فعليهم الاعتراف بأن رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام كانت لبنى اسرائيل فقط
وهذا دليلا على أن المسيحيين فى القرون الميلادية الأولى لم يسمعوا بشئ اسمه عالمية رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام


5- لم تكن لنبوءة ملاخي علاقة بـــ يوحنا المعمدان (سيدنا يحيى) ولا المسيح عليهما الصلاة والسلام

نبوءة ملاخي كانت تتحدث عن النبي الخاتم أخر المرسلين ولهذا أشار الى أنه يأتي قبل يوم الرب اليوم العظيم والمخيف (ملاخي 4: 5) والمقصود هو يوم القيامة الذى تنحل فيه السماوات والأرض (بطرس الثانية 3: 10 الى 3: 12) ، وليس مجئ المسيح عليه الصلاة والسلام الأول ولا الثاني

وذلك ليفهم القارئ أنه لن يأتي بعد هذا النبى الخاتم نبي ، فلا نبي بينه وبين يوم القيامة (يوم الحساب)
وأن هذا النبي الخاتم سينجح فى رسالته وسيرد الناس الى الدين الحق والخير
فهو النبي الذى أنشأ أمة عظيمة من مختلف الأعراق ولكنها تجتمع على عبادة الله وحده لا شريك له سادت العالم لأكثر من ألف عام
فهو فى الحقيقة من هيأ لرب العالمين شعب يعبده عبادة صحيحة
هذا انطبق على شخص واحد فقط قال أنه رسول الله ولم يخزيه الله أبدا بل نصره على جميع أعدائه
انه النبي الأمي محمد بن عبدالله عليه وعلى جميع الأنبياء صلوات الله وسلامه


6- بطرس فى سفر أعمال الرسل لايزال ينتظر تحقيق نبوءة ملاخي و مجئ النبي الذى سيرد كل شئ مما يعنى أن لوقا الكاتب الأصلي للانجيل لم يكتب فى انجيله هذا النص عن يوحنا المعمدان

سفر أعمال الرسل يسجل أعمال التلاميذ بعد ارتفاع المسيح عليه الصلاة والسلام
أي أن أحداثه بعد أحداث انجيل لوقا وكاتبه هو أيضا لوقا

ولكننا نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
3 :20 و يرسل يسوع المسيح المبشر به لكم قبل
3 :21 الذي ينبغي ان السماء تقبله (( الى ازمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع انبيائه القديسين منذ الدهر ))

بطرس لا يزال ينتظر زمان رد كل شئ الذى تحدث عنه جميع الأنبياء
وهذا يعنى أن تلك النبوءات لم تتحقق فى رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام المكتوبة فى الأناجيل وأنها لم تتحقق بعقيدة الصلب والفداء المزعومة ولم تتحقق بــ يوحنا المعمدان

ولكن المحرفون يصرون على نسب كل شئ للمسيح عليه الصلاة والسلام بالرغم من عدم انطباق النبوءات عليه فزعموا أنه سيحقق تلك النبوءات فى المجئ الثاني له وتناسوا أن نبوءة ملاخي تقول أن من سيرد كل شئ ليس المسيح عليه الصلاة والسلام ولكنه ايليا

اليهود يكذبون والمسيحيين يكذبون على كذب اليهود وكلاهما لم ينتبه الى (إشعياء 42 ) الذى يخبرنا بأن النبي المرسل الى العالم ستكون بداية دعوته من أرض قيدار وهم أبناء اسماعيل أي لن يكون من نسل بنى اسرائيل
وأن
( إشعياء 35 ) يخبرنا بانتقال بهاء وجلال كرمل وشارون الى أرض صحراوية جافة أي انتقال النبوة من أرض سكن بنى اسرائيل الى أرض أخرى لقوم أخريين