المبحث التاسع (9-5-6) :- جملة (الخلاص هو من اليهود) تعنى أن خلاص بنى اسرائيل يخرج من اليهود
نقرأ من انجيل يوحنا ما ورد على لسان المسيح عليه الصلاة والسلام للمرأة السامرية :-
4 :22 انتم تسجدون لما لستم تعلمون اما نحن فنسجد لما نعلم ((لان الخلاص هو من اليهود))
بعض المسيحيين يستغل جملة (الخلاص هو من اليهود) ويوهم الناس أن هذا دليل على عالمية الرسالة
ولكنه على خطأ لأن المقصود هو أن خلاص بنى اسرائيل يخرج من اليهود
فكلمة يهود فى ذلك الزمان لم تكن تعنى كل بنى اسرائيل و لكن فئة معينة
حيث أن :-
1- فى الأصل هو يتكلم مع السامرية ، و السامريين طبقا لاعتقاد كاتب انجيل يوحنا كانوا من بنى اسرائيل (يوحنا 4: 12) ، وفى نفس الوقت لم يكن يطلق عليهم كلمة يهود
2- وكان فى ذلك الزمان لكلمة (اليهود) دلالتان احدهما عامة وهو كل اليهود سواء المتمسكون بالناموس أو من تركوه وتشبهوا باليونانيين ، وسواء كانوا فى فلسطين أو مشتتيين
أما الدلالة الأخرى فهي خاصة و المقصود منها المتدينين أي المتمسكين بالناموس
و فى هذه الجملة كانت كلمة (اليهود) بمعناها الخاص
فهو كان يقول أن الخلاص يأتي من المتمسكين بالشريعة من سكان اليهودية و الذين كانوا فى ذلك الزمان فئة من بنى اسرائيل وليس كل بنى اسرائيل
و كان بنى اسرائيل فى ذلك الزمان عبارة عن يهود متمسكين بالناموس و أيضا يهود يونانيين وهم الذين تشبهوا باليونانيين الحقيقيين فى أفكارهم وطرق معيشتهم ولغتهم و كذلك السامريين
فلم تكن الجملة دلالة على عالمية الرسالة و انما كان المقصود أن بداية صلاح فئات بنى اسرائيل المشتتين فى العالم سيكون من المتمسكين بالشريعة للمزيد عن الدلالتان لكلمة اليهودي راجع :-
المفضلات