فضل قيام الليل


حث النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل وأنه عادة واظب وثبت عليها الصالحون قبلنا وأنه يقربنا إلى الله ومكفر للذنوب


روى الترمذي وأحمد: عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات))


يقول الله تعالى واصفا عباده المؤمنين: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً} (السجدة)، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عبد الله لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل) متفق عليه.


يقول قائل:
تــتــجــافــى جــنــوبــهــم عــن الــمــضــاجــع:114:


كــلــهــم مــابــيــن خــائــف مــتــهــجــد وطــامــع


تــركــوا لــذة الــكــرى لــلــعــيــون الــهــواجــع


وأســتــهــلّـــت عــيــونــهـــم فــائــضـــات الــمــدامـــع


وأوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الله أقرب ما يكون من الأرض في ثلث الليل الأخر


عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له)) متفق عليه.


قال الشاعر:


قلت يا ليل هل بجوفك سرُّ عامـر بالحـديث والأسرارِ


قال لم ألق في حياتي حديثاً كحديث الأحباب في الأسحارِ


ويأمر الله تعالى نبيه بقيام الليل في قوله: ((وَمِنْ اللَّيْل فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَة لَك عَسَى أَنْ يَبْعَثك رَبّك مَقَامًا مَحْمُودًا)) الإسراء


وفعل النبي صلى الله عليه وسلم ما أمره الله به


عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم ليصلي حتى ترم قدماه، أو ساقاه فيقال له، فيقول((أفلا أكون عبدا شكورا)) البخاري


قال تعالى: ((أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الأخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب)) الزمر


اي: أهذا الكافر المتمتع بالدنيا خير، أم من هو عابد لربه طائع له، يقضي ساعات الليل في القيام والسجود لله، يخاف عذاب الأخرة، ويأمل رحمة ربه؟
تقدير السؤال: أنه لا يستوي الذين يعلمون ربهم ودينهم الحق والذين لا يعلمون شيئا،إنما يتعظ ويعرف الفرق أصحاب العقول السليمة



عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أتاني جبريل فقال: يا محمد ، "عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجازى به ،واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس")) صحيح الحاكم والبيهقي


قال تعالى واصفا عباده المحسنين: ((وكانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون)) الذاريات


اي: كانوا قليلا من الليل ما ينامون، يصلون لربهم قانتين له، وفي أخر الليل قبيل الفجر يستغفرون الله من ذنوبهم.


أألـــهــتــك الــلــذائــذ والأمــانــي عــن الــبــيــض الأوانــس فــي الــجــنــانِ



تـــعــيــش مــخــلَّــداً لا مــوت فــيــهــا وتــلــهــو فــي الــجــنـــان مــع الــحِســـانِ


تــنــبــه مــن مــنــامــك إنَّ خــيــراً مــن الــنــوم الــتــهــجــد بــالــقــرآن ِ


كم كان النبي يصلي من الليل؟


كما ورد في الصحيحين أنه لم يزد على 11 ركعة ولكن هذا ليس شرطا


عن ابن عمر أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل فقال رسول الله عليه السلام: ((صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى)) البخاري


عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قام بعشر أيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة أية كتب من القانتين، ومن قام بألف أية كتب من المقنطرين)) أبي داوود وابن خزيمة


الغافلين: اي عن ذكر الله
القانتين: العابدين المطيعين لله وربما يراد هنا الدين يطيلون القيام
المقنطرين: الحاصلين على الأجر العظيم ، والقنطار كناية عن عظم الأجر والثواب


وفضل النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفريضة صلاة الليل


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)) مسلم