الطريق للسعادة في الدنيا والآخرة في قيام الليل
قال ابن عباس رضي الله عنه: "من صلى ركعتين أو أكثر بعد العشاء، فقد بات لله ساجدًا أو قائمًا"،فأهل الليل هم أسعدُ الناس بربهم ومناجاته، والوقوف بين يديه ، كيف لا وهم في أُنس بالرحمن الرحيم؟!،وهم من أحسن الناس وجوهًا لأنهم خلوا بالرحمن فألبَسهم من نوره.

* يشرح الصدر ويصلح القلب ويهذب النفس :
ـ حين إختار الله تعالى نبينا المصطفي عليه الصلاة والسلام للرسالة لما فيها من دور كبير وعمل شاق ،أمره بقيام الليل ،قال تعالى له:{ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)المزمل}
ـ ومن العجيب أن قيام الليل هو أول شيء فرض على الصحابة ،حتى تتربى نفوسهم وتَقْوَى قلوبهم، فلما تربَّوْا رُفِع فَرضه عنهم، فما تركه واحد منهم.

* علامة الإخلاص لله:
ـ لا يقيمه إلا مخلص لله .
ـ لا يمكن أن يقيمها منافق ،لأنها قربى لله ،وفيها يقف المخلص لله بين يدي الله في جوف الليل حيث لا يعلم بهم أحد إلا الله .
ـ والمؤمن يلجأ فيها إلى الله فرارًا وإنابة واعترافًا بحقه سبحانه عليه ,و رجاء رضاه .
ـ والمنافق ليله لهو ونوم ولغو وسهو وضحك .
ـ والمخلص ليله ذكر وقيام وسجود وبكاء وتوبة
ـ قال تعالى : {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ(81) الأنعام}.

* من صفات المتقين وعمل الفائزين:
ـ قال الله فيهم : { كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) الذاريات }.
ـ يقول الله فيه : {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ(9) الزمر}.

* قيام الليل ليس للغافلين :
ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم :[إن في الجنة غرفًا يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام ـ رواه مسلم].
ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم :[إن في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم، يسأل الله تعالى خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة ـ بصحيح مسلم].
ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم : [عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، وتكفير للسيئات، ومنهاة عن الإثم ـ صححه الألباني].
ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم : [إن الله ليضحك إلى رجلين: رجل قام في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره، فتوضأ ثم قام إلى الصلاة، فيقول الله لملائكته: ما حمل عبدي على ما صنع؟ فيقولون: ربَّنا، رجاء ما عندك، وشفقة مما عندك، فيقول: فإني أعطيته ما رجا وأمَّنته مما يخاف ـ صححه الألباني].

* سبب لحسن الخاتمة :
ـ قال تعالى : {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) الذاريات }.
ـ قال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ(16) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(17) السجدة}.

* النبي صلى الله عليه وسلم يدعون له :
ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ـ رواه مسلم].
ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أيها الناس, أفشوا السلام, وأطعموا الطعام, وصلوا الأرحام, وصلوا بالليل والناس نيام, تدخلوا الجنة بسلام ـ رواه الترمذي].
ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم, وقربة إلى ربكم, ومكفرة للسيئات, ومنهاة عن الإثم ـ حسنة الألباني].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ