1- شرح بعض الكلمات الآرامية بسبب اختلاف اللهجات الآرامية من الجليل عن أورشليم وأيضا لأن الموجه اليهم الانجيل كانوا من بنى اسرائيل الذين يتحدثون اللاتينية أو اليونانية ولا يتحدثون الآرامية
ان شرح وتفسير بعض الكلمات الآرامية ليس دليلا على أن الانجيل موجه الى الأمميين فهناك أكثر من سبب لشرح بعض الكلمات :-
أ- قد يكون السبب هو تأخر كتابة تلك النصوص عن الزمان التي حدثت بها :-
فنتيجة لاختلاف الزمان قد تختفى بعض الكلمات من التداول ولكن يظل الدارسون للغة على علم بمعناها بينما يجهل معناها العامة ، فنحن العرب نجد كلمات عربية كان يستخدمها القدماء وموجودة بالكتب والأشعار ولكنها لم تعد متداولة فنذهب لنبحث عن معناها فى القواميس العربية
ب- وقد يكون السبب أن أغلب يهود ذلك العصر هم من يهود الشتات :-
المولودين منذ عدة أجيال بعيدا عن فلسطين ولا يتحدثون الا لغة القوم الذين يعيشون بينهم وكان عدد كبير منهم لا يجيدون الآرامية وبحاجة الى من يفسر لهم بعض كلماتها خاصة الدارجة بين الاسرائيليين المقيمين فى فلسطين
فاليهود اليونانيين الذين كانوا أغلبهم من مواليد الشتات قلدوا اليونانيين الحقيقيين فى لغتهم وعادتهم وحتى عقيدتهم وتركوا عادات وتقليد أجدادهم
للمزيد عنهم راجع هذا الرابط :-
ج- و قد يكون السبب هو اختلاف فى بعض دلالات الكلمات بين أصحاب اللغة الواحدة حسب المنطقة التي يعيشون فيها :-
فمثلا فى مصر يقولون الطماطم بينما فى الشام يقولون عليها البندورة ، لذلك يحتاج المصري العادي لمن يفسر له معنى كلمة (بندورة ) وكلاهما عربيان وحتى فى نفس البلد ستجد بعض الكلمات الموجودة فى منطقة غير موجودة فى منطقة أخرى ويكون سكانها بحاجة لمن يفسر لهم معناها وكلاهما من بلد واحد
ولذلك اذا لاحظنا سنرى فى أحد النصوص أن المصلوب يتكلم ويهود عصره لا يفهمون ماذا قال
حيث نقرأ النص من انجيل مرقس :-
15 :34 و في الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا (( الوي الوي لما شبقتني )) الذي تفسيره الهي الهي لماذا تركتني
15 :35 (( فقال قوم من الحاضرين لما سمعوا هوذا ينادي ايليا ))
الحاضرين من بنى اسرائيل ومع ذلك لم يفهموا ماذا قال وظنوا أنه ينادى ايليا
لأنه ببساطة شديدة كانت لهجة أهل الجليل مختلفة عن لهجة أهل أورشليم ولذلك كان الكاتب يفسر المعنى لجميع اليهود أيا كانت لهجتهم أو لغتهم
فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا :-
(وكانت آرامية الجليل هي اللهجة التي نطق بها المسيح ورسله وهي تختلف اختلافاً واضحاً عن لهجة الجنوب السائدة آنذاك في اورشليم وما حولها (متى 26: 73))انتهى ومن نفس الموقع سنجد أكثر من لهجة للآرامية فى ذلك الوقت بخلاف لهجة أهل الجليل وأهل أورشليم و السامريين و الآرامية البابلية الموجودة فى التلمود البابلي و غيرها )
انتهى
و نجد الاشارة الى اختلاف اللهجات بين أهل الجليل وأهل أورشليم فى انجيل مرقس :-
14 :70 فانكر ايضا و بعد قليل ايضا قال الحاضرون لبطرس حقا انت منهم (( لانك جليلي ايضا و لغتك تشبه لغتهم ))
فتفسير بعض الكلمات فى انجيل مرقس ليس دليلا أبدا على أن هذا الانجيل كان موجه الى الأمميين ولكنه موجه الى بنى اسرائيل سواء الذين عاشوا بعيدا عن أرض فلسطين ولم يتحدثوا الآرامية وكانت هناك بعض الكلمات الدارجة بين سكان فلسطين لا يدركون معناها أو لأنه تم كتابته فى عصر مختلف عن العصر الذى تناول أحداثه وكانت هناك اختلاف فى الكلمات
المفضلات