المبحث السابع (7-1-6) زيف النصوص التي تزعم نجاح بولس فى أفسس
نقرأ نصوص فى الاصحاح 19 من سفر أعمال الرسل تزعم نجاح بولس فى أفسس :-
19 :1 فحدث فيما كان ابلوس في كورنثوس ان بولس بعدما اجتاز في النواحي العالية جاء الى افسس فاذ وجد تلاميذ
ثم نقرأ :-
19 :20 هكذا كانت كلمة الرب تنمو و تقوى بشدة
ثم تخبرنا النصوص :-
19 :24 لان انسانا اسمه ديمتريوس صائغ صانع هياكل فضة لارطاميس كان يكسب الصناع مكسبا ليس بقليل
19 :25 فجمعهم و الفعلة في مثل ذلك العمل و قال ايها الرجال انتم تعلمون ان سعتنا انما هي من هذه الصناعة
19 :26 و انتم تنظرون و تسمعون انه ليس من افسس فقط بل من جميع اسيا تقريبا استمال و ازاغ بولس هذا جمعا كثيرا قائلا ان التي تصنع بالايادي ليست الهة
19 :27 فليس نصيبنا هذا وحده في خطر من ان يحصل في اهانة بل ايضا هيكل ارطاميس الالهة العظيمة ان يحسب لا شيء و ان سوف تهدم عظمتها هي التي يعبدها جميع اسيا و المسكونة
19 :28 فلما سمعوا امتلاوا غضبا و طفقوا يصرخون قائلين عظيمة هي ارطاميس الافسسيين
الزيف هنا فى الزعم بأن الكلمة كانت تتقوى وتزداد فى أفسس لدرجة الادعاء بأن صناع الهياكل لأرطاميس تضايقوا بسبب كساد صناعتهم
فهذه نصوص دخيلة على النص وهذه هي الأدلة :-
1 - من رسالة كورنثوس الثانية نعرف أن بولس يأس من الحياة بسبب مشاكل اسيا مما يعنى عدم نجاح كرازته فيها
اذا قرأنا الرسالة الثانية الى كورنثوس التي تقول :-
1 :8 فاننا لا نريد ان تجهلوا ايها الاخوة من جهة ضيقتنا التي اصابتنا في اسيا اننا تثقلنا جدا فوق الطاقة
(( حتى ايسنا من الحياة ايضا ))
نجد أن موقف بولس فى أسيا كان موقف عصيب لدرجة أنه يأس من الحياة
فلم يكن فقط مجرد اثارة مشكلة
فاذا كانت هناك مشكلة مثل التي صنعها ديمتريوس فى وجود ايمان أعداد كثيرة فهذا لا يجعل شخص مؤمن ييأس من الحياة
فاليأس من الحياة معناه فشل دعوته فى أسيا بما فيها أفسس
وهذا يعنى زيف تلك النصوص التي حاولت الزعم بأن بشارة بولس وتعاليمه كانت تنتشر فى أفسس وأسيا وزيادة أعداد المصدقين به محاولين ايهام الناس أن هذا أثر على رواج صناعة الأوثان
فهذا التأثير المزعوم لم يحدث أصلا
لأن بولس أصلا فى أفسس كان يبشر فى مجمع اليهود بين اليهود واليونانيين (اليونانيين بالنسبة الى اليهود فى ذلك العصر كانت تعنى بنى اسرائيل الذين ارتدوا عن الشريعة وقلدوا اليونانيين الحقيقيين - راجع الفصل الثاني والثالث من الباب الثاني )
فنجد أن بولس فى أفسس كان يقابل تلاميذ ويدخل مجمع اليهود ويكرز لليهود واليونانيين وليس الى الأمم (أعمال 19 :1 ، 19 :8 ، 19 :10)
2- كيف لم يسمع التلاميذ فى أفسس عن الروح القدس بينما كان بريسكلا وأكيلا فى أفسس للبشارة
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
18 :18 و اما بولس فلبث ايضا اياما كثيرة ثم ودع الاخوة و سافر في البحر الى سورية و معه بريسكلا و اكيلا بعدما حلق راسه في كنخريا لانه كان عليه نذر
18 : 19 فاقبل الى افسس و تركهما هناك و اما هو فدخل المجمع و حاج اليهود
ثم نقرأ :-
18 : 24 ثم اقبل الى افسس يهودي اسمه ابلوس اسكندري الجنس رجل فصيح مقتدر في الكتب
18 :25 كان هذا خبيرا في طريق الرب و كان و هو حار بالروح يتكلم و يعلم بتدقيق ما يختص بالرب عارفا معمودية يوحنا فقط
18 :26 و ابتدا هذا يجاهر في المجمع فلما سمعه اكيلا و بريسكلا اخذاه اليهما و شرحا له طريق الرب باكثر تدقيق
اذا نعرف من تلك النصوص أن اكيلا وبريسكلا كانا فى أفسس وكانا يدخلان مجمع اليهود و يعلمان اليهود بتعاليمهم
ولكن الغريب أن يأتي بعد ذلك هذا النص من سفر أعمال الرسل :-
19 :1 فحدث فيما كان ابلوس في كورنثوس ان بولس بعدما اجتاز في النواحي العالية جاء الى افسس فاذ وجد تلاميذ
19 :2 قال لهم هل قبلتم الروح القدس لما امنتم قالوا له و لا سمعنا انه يوجد الروح القدس
19 :3 فقال لهم فبماذا اعتمدتم فقالوا بمعمودية يوحنا
التلاميذ فى أفسس لم يسمعوا بتعاليم بولس فأين كان أكيلا وبريسكلا ؟؟؟!!!!!!!!!!!!
هذا يوضح أن القصة فى الاصحاح 19 عن نجاح تعاليم بولس فى أفسس كانت قصة مختلقة
المفضلات