المطلب الأول (1-6-3-3) :- الحواريين يبشرون بالعودة الى الناموس والدين الحق بين بنى اسرائيل فقط ، وحتى من خالفهم فى التعاليم كان يوجه تعاليمه الى بنى اسرائيل فقط

المقدمة :-
ظل الحواريين (التلاميذ) بعد رفع المسيح عليه الصلاة والسلام يجوبون بلاد العالم حتى يبشروا بين جميع فئات بنى اسرائيل سواء اليهود أو اليهود اليونانيين (المتشبهين باليونانيين) الذين تشتتوا بالبلاد
فكانوا يبشرونهم الى العودة الى الايمان برب العالمين والعودة الى الناموس بكل ما فيه من تعاليم سواء كانت تعاليم أخلاقية وأيضا فرائض وكانوا يصححون لهم تلك المفاهيم الوثنية والفلسفات اليونانية التي تسللت الى عقولهم ويخبرونهم بحقيقة أنبياء الله عز وجل وأنهم صالحون ويدعون الى الايمان بالغيبيات وبالجنة والنار
انها التعاليم التي علمها لهم المسيح عليه الصلاة والسلام حيث كانت مضمون رسالته الى بنى اسرائيل

ونرى هذا بوضوح شديد فى رسالة يعقوب الى الأسباط 12 (يعقوب 1 :1)
أي أنه يوجه رسالته الى بنى اسرائيل فقط ويدعوهم فيها للعمل بالناموس
ولم تكن الرسالة موجهة أبدا الى باقي الأمم ، وحتى من خالفهم فى التعاليم وهو طبقا لرسائل العهد الجديد بولس فلم يكن يوجه تعاليمه الى الأمم ولكن أيضا الى بنى اسرائيل فقط

فقد كان سفرهم وترحالهم وكذلك بولس الى بنى اسرائيل فى الشتات ،
فقد كانوا هم الخراف الذين كانوا خارج حظيرة بنى اسرائيل فى فلسطين و لم يكن يعنيهم أبدا الأمميين

و لكن استغل البعض فى الأزمان اللاحقة عدم معرفة الناس باسلوب حديث بنى اسرائيل فى زمان كتابة العهد الجديد و قاموا بتحريف دلالات الكلمات و مفاهيمها بالاضافة الى تحريفهم فى الكتاب لايهام الناس بعالمية رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام بعد أن قاموا بتحريفها

فقاموا بتحريف كلمة (الأمة) وكان المقصود بها أمة بنى اسرائيل و تحويلها الى (الأمم)
و قاموا بايهام الناس بأن الرسائل الموجهة الى الرومانيين والتسالونكيين والغلاطيين موجهة الى بنى اسرائيل متجاهلين حقيقة أن بنى اسرائيل فى ذلك الزمان كانوا يطلقوا على الاسرائيلي مسمى الموطن الذى استوطن فيه


بمعنى :-
اذا كان هناك أشخاص من بنى اسرائيل استوطنوا مصر فكان يتم اطلاق مسمى مصريين عليهم ولكن كانوا يعرفون أنهم مصريين من بنى اسرائيل و ليسوا مصريين حقيقيين وهكذا مع الاسرائيليين الذين تشتتوا فى جميع الأمم أما المصريين الحقيقيين واليونانيين الحقيقيين و ...الخ
فكانوا يطلقون عليهم مسمى الأمم أو الأمميين
و أيضا كانوا يطلقون على الاسرائيلي الذى اعتنق فكر مخالف لهم مسمى هذا الفكر مثل الأبيقورى

و يحتوى هذا الموضوع على :-

الفرع الأول (1-1-6-3-3) :- المسيح عليه الصلاة والسلام أوصى التلاميذ بالكرازة بين بنى اسرائيل فقط وليس الأمم

الفرع الثاني (2-1-6-3-3) :- محاولة نشر تعاليم مخالفة لتعاليم الحواريين (التلاميذ) بين بنى اسرائيل فقط

الفرع الثالث (3-1-6-3-3) :- تحريف فى العهد الجديد فى الأزمان اللاحقة لايهام الناس بعالمية رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام

الفرع الرابع (4-1-6-3-3) :- تحريف كلمة (الأمة) و تحويلها الى (الأمم)