بسم الله الرحمن الرحيم

وَحِيُ السُنَّة النَّبَوِيَّة حَقِيقَةٌ قُرآنيَّة





مقدمة

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين, وأتمَّ علينا النِّعمة وجعل أُمَّة الإسلام خيرَ أمة, وشرَّفها بِبِعثَة خير البشر وَحَفِظَ دينها بحفظ كتابها الكريم وسُنَّة نبيها , فقيَّد الله العلماء الأجِلاء لضبطِها وإحكامِها فقاموا على ذلك أعظم القيام, حتى شهد بذلك أعداء الإسلام مما لا يخفى عن الأنام.

ونحن في هذا الموضوع لن نتكلم عن مكانة السُنَّة فيكفي أن تعرف مكانة صاحبها لتعي قيمتها وأهميتها, ولن نتكلم عن حُجِّيتها من حيث تدوينها والأمر بتبليغها, بل سنناقش اللَّبِنَة الأولى التي يقوم عليها الإيمان بالسُنَّة, فإن الإيمان بالسُنَّة قائم على مقدمتين, الأولى هيمشروعية الإيحاء التشريعي خارج الكتب المقدسة, والثانية إثبات أنَّ السُنَّة النبوية شريعة ربَّانية, وهذا ما سنبينه من القرآن الكريم إن شاء الله, وذلك لندحض افتراء من غلا في إِعراضِه وفرَّط في اتباعِه فزعم أن الرَّسول لم يتكلم من أمور الوحي إلا بالقرآن, وأنَّ إيمان المسلمينبسُنَّة النبي شرك بالله عز وجل !

فأسأل الله تعالى أن يُلهمنَا رُشدَنا, وأن يوفقنا لقول الحق والعمل به, وأن يُلين قلوب العباد لتقبله, ولا يسعني إلا أن أقول بقوله: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [القصص : 56]


تحميل