تساؤلات حول نظرة القديس يوحنا الدمشقي لموضوع الثالوث الأقدس
في الفصل 8/القسم 1 من كتابه (المئة مقالة في الإيمان الأرثوذكسيّ) :

--------------------------------------------------------

"إذاً نؤمن بإله واحد، بدءٍ واحد لا بدءَ له، غير مخلوق ولا مولود، لا يزول ولا يموت، أبديّ، لا يُحصر ولا يُحدّ، ولا يحاط به، لا تُحصر قوّته، بسيط وغير مركّب، صانع كل المخلوقات، مايرى منها وما لا يرى،مترفّع عن كلّ جوهر لجلال جوهره، وكائن فوق كلّ الكائنات، فائق اللاهوت، وفائق الصلاح، وفيّاض، هو النور بالذات، والصلاح بالذات، والحياة بالذات، والجوهر بالذات، لأن وجوده ليس من غيره، ولا من كلّ الموجودات"

كيف يكونون بدءا واحدا الأقنوم الثانى مولود والثالث منبثق من الأقنوم الأول ؟
كيف يكون الإله الواحد (ككل) غير مولود وأحد أقانيمه مولود ؟
كيف يكون الإله الواحد (ككل) بسيط وغير مركب وهو ثلاثى الأقانيم ؟
--------------------------------------------------------
"فالأقانيم متّحدون دون اختلاط، ومتميّزون دون انقسام"
"إنّ اللاهوت لا يمكن أن يُقسم إلى أقسام، وهو على نحو ما يصير في ثلاثة شموس متواجدة بعضها في بعض، وهي لا تنفصل، فيكون مزيج النور واحداً، والإضاءة واحدة"


كيف يتحد شيئان بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تركيب ؟
إذا تواجدت ثلاثة شموس متماثلة فى بعض بلا انفصال فصارت كشمس واحدة لا تنفصل .. فهى بالتأكيد قد اختلطت وامتزجت ببعضها !! ثم ما أدرانا أن هذه الشمس الواحدة مكونة من ثلاثة شموس فقط لا أكثر ولا اقل ؟
وكيف تكون إضاءة ونور 3 شموس مجتمعة = إضاءة ونور كل شمس منفردة ؟
--------------------------------------------------------
"وهو جوهر واحد، ولاهوت واحد، وقوّة واحدة، ومشيئة واحدة، وفعل واحد، ورئاسة واحدة، وسلطة واحدة"
"لذلك نقرّ بعدم تركيب الأقانيم الثلاثة، وبعدم اختلاطهم، ولذلك أيضا نعترف بوحدة الأقانيم في الجوهر، و بأنّ كلّ واحد منهم هو في الآخر، وبأنها هي هي مشيئتهم، وفعلهم، وقوّتهم، وسلطتهم"


هذا القول مخالف لنصوص الأناجيل ... فالقوة والمشيئة والعلم والعبادة والأفعال والرئاسة تنسب صراحة إلى أقنوم واحد فقط وهو الأقنوم الأول (الآب) ولا تنسب للإله الواحد ككل :
(أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
(لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ، لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
(أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ)
(وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ)
(وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ)
(وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ)
(قَالَ لَهَا يَسُوعُ: يَا امْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لاَ فِي هذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ . لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ. اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا)
(ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ)
--------------------------------------------------------
"ونقول أيضاً إنّ الروح القدس من الآب، ونسمّيه روح الآب، ولا نقول إنّ الروح القدس من الابن، ومع ذلك نسميه روح الابن"

إذا كيف يكون لهم نفس الجوهر وهم متمايزون ؟
كيف يكونون متساوين فى الأزلية والقدرة والسلطة والوجود ووجوب العبادة وأحدهم فقط هو سبب وجود الأثنين الآخرين ؟
--------------------------------------------------------
"فإذا حدّدنا الجوهر بقولنا إنه الجواب على السؤال: "ما هذا؟"، والأقنوم بأنه الجواب على السؤال: "من هذا؟"، نقول إنّ ما يأتي إلينا، في التجسد هو الله في جوهره الإلهي، أما مَنْ يأتي إلينا فهو ليس أقنوم الآب، بل أقنوم الابن وأقنوم الروح القدس"

أليس ذلك دليلا على أن الأقانيم الثلاثة ليس لها نفس الطبيعة والجوهر والكيان والذات ؟
هل من أتى إليهم إذن (إله ناقص) ؟
هل انفصلت الأقانيم وأتى إليهم أقنومى الإبن والروح القدس فقط ؟
هل (مات) الروح القدس على الصليب إذن ؟
وكيف عاش الآب بدون روحه القدس فى فترة الإنفصال ؟
--------------------------------------------------------
" نؤمن بآب واحد، مبدإ الجميع وعلّتهم،لم يلده أحد، وهو وحده أيضاً غير معلول ولا مولود، صانع الكلّ، وأب بالطبيعة لمن هو وحده "الابن الوحيد"، ربنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح، وهو مصدر الروح القدس، ونؤمن بابن الله الواحد والوحيد، ربنا يسوع المسيح، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، من ذات جوهر الآب، الذي به كان كل شيء، فبقولنا إنّه قبل الدهور، نبيّن أنّ ولادته لم تكن في الزمن ولم تيتدئ، لأنّ ابن الله لم ينتقل من العدم إلى الوجود فهو بهاء المجد الذي كان دائماً مع الآب وفي الآب، مولود من ولادة أزلية لا بدء لها، فإنّه ما كان قطّ زمن لم يكن الابن فيه، بل حيثما الآب فهناك الابن المولود منه، لأنه بدون الابن لا يسمّى آباً، وإذا لم يكن له الابن، فليس هو آباً، وهذا أفظع من كلّ كفر، وعليه لا يمكن القول إنّ الله خالٍ من الخصب الطبيعي، والخصب هو أن يلد المِثْلَ من ذاته -أي من جوهره الخاصّ- مثيلاً له في الطبيعة"

هل الأقنوم الثانى (نور من نور، إله حق من إله حق) أم (نور فى نور، إله حق فى إله حق) ؟ كما قال يسوع : (لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ) و (لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ) ؟
أليس القول السابق دليلا على أنهما (إلهين) (منفصلين) (غير متكافئين) ؟
كيف يكون شيئا ما مولودا (قبل كل الدهور) ووالده أيضا موجودا قبل كل الدهور ؟ أليس لا بد من وجود فارق زمنى بين الوالد والمولود ؟
ما معنى أنه (لا يمكن القول إنّ الله خالٍ من الخصب الطبيعي) ؟ هل تنسب (الخصوبة الطبيعية) لله ؟
--------------------------------------------------------
"لذلك كل ما هو للآب هو أيضاً للروح، ما عدا اللاولادة، التي لا تشير إلى جوهر أو رتبة مختلفين، بل إلى طريقة الوجود، فإنّ آدم مثلا هو غير مولود لأنّه جبلة الله، وشيتًا مولود لأنّه ابن آدم، وحواء منبثقة من ضلع آدم، وهي غير مولودة، ولا يختلف واحدهم بالطبيعة عن الآخر، لأنّهم بشر، بل يختلفون في طريقة وجودهم"

إذا كان كل ما هو للآب هو أيضاً للروح، ما عدا اللاولادة ... أليس بذلك يكون حتميا إختلاف هذه الأقانيم فى الطبيعة والجوهر ؟؟ فكلمة (ما عدا) تشير إلى أفضلية وتميز الأقنوم الأول !!!
الروح القدس هو روح الله الآب ... وبدونه فالآب (كيان ميت) ... فكيف ينبثق (سبب الحياة) من كيان ميت ؟ من أين أتت القدرة لهذا الكيان الميت الناقص لكى تنبثق منه الحياة ؟
لماذ لم يذكر أن الروح القدس (نور من نور، إله حق من إله حق) كما هو أقنوم الإبن ؟ أليست الأقانيم متساوية ولها نفس الجوهر ؟ أليس الروح القدس إله (منبثق) من الآب ؟
وفات القس أنه - وإن كان آدم وشيث وحواء لهم نفس الطبيعة البشرية ويختلفون فقط فى طريقة وجودهم - إلا أنه لا أحد يقول أنهم (شخص واحد) أو (كيان واحد) بل (ثلاثة) بشر مختلفين متمايزين منفصلين !!!!
--------------------------------------------------------
"لذلك لا نقول بآلهة ثلاثة، آب وابن وروح قدس، بل بالأحرى بإله واحد، الثالوث المقدّس، مرجعُ الابنِ والروحِ فيه إلى علّة واحدة، بدون تركيب ولا اختلاط فإنهم متّحدون، كما قلنا، لا للاختلاط بل للتواجد بعضهم في بعض ونفوذ أحدهم في الآخر، بدون امتزاج، ولا تشويش، ولا انفصال، ولا انقسام "

بالعقل ... فإن التمايز والإختلاف يقتضى أن يكونوا ثلاثة ... كل منهم بجوهر وطبيعة وكيان وقدرات محددة بالطبع ... فأضلاع المثلث المتساوية منفصلة عن بعضها بزوايا متساوية ولا تكون متحدة إلا إذا انطبقت على بعضها وبالتالى تكون خطا مستقيما ولا تعود مثلثا !!! ...أليس كون الأقنوم الأول هو علة وجود الأقنومين الثانى والثالث دليلا على أنه (غير مساو ) و (أفضل) من كليهما ؟
كيف يندمج شيئان وينفذان فى بعضهما بدون اختلاط ولا امتزاج ؟
--------------------------------------------------------
"إنّ تشبيه الأقانيم الثلاثة في الجوهر الواحد بالشمس وشعاع الشمس ونور الشمس هو تشبيه قديم في اللاهوت المسيحي، وهو يوضح أنّ الشمس لا يمكن أن تكون شمساً دون شعاع ودون نور، كذلك الآب لا يمكن أن يكون آباً دون ابن ودون روح، وكما أنّ الشمس لا تأتي إلينا كلّها، بل فقط بشعاعها ونورها، كذلك الله الآب لا يأتي إلينا إلاّ بابنه وروحه، وكما أنّ الشعاع والنور هما من ذات جوهر الشمس، كذلك الابن والروح هما من ذات جوهر الآب"

هل شعاع (حرارة) الشمس = الشمس كلها ؟
هل نور (ضوء) الشمس = الشمس كلها ؟
هل طبيعة وجوهر مادة الشمس هى نفسها طبيعة وجوهر خاصية الحرارة وموجات الضوء الشمسى ؟
الشمس لها (كيان محدود) ... فهل (كيان) الضوء والحرارة محدودان ؟
كيف يطلب الرب من عباده الإقتناع بأمر يعلم هو سبحانه أنه يستحيل عليهم فهمه وإدراكه وتقبله ؟ لماذا خلق لهم العقل إذا ؟ نعلم أن العقل البشرى المحدود لا يمكنه إدراك (طبيعة الله) فنؤمن بالغيب أنه (إله واحد) لم نره ولن نراه فى الدنيا ... لكن كيف يطالبنا الله تعالى بأن نؤمن بأنه : (ثلاثة اقانيم متحدة بدون تركيب ولا اختلاط ولا امتزاج) ؟ كيف يطالبنا الله بأن نؤمن بأن (الوالد) و (المولود) سواء حتى فى الأزلية ؟ ما معنى أن أؤمن أولا ثم أفهم فيما بعد ؟ ما فائدة عقلى الذى خلقه الله تعالى لى ؟