"أما بالنسبة ليوحنا فقد قرأت في موقع بايبل ريسيرشر أن هناك قراءة مختلفة في بعض المخطوطات لهذا العدد ا " يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى: «هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي». يو 1 :15
هذه القراءة تقول أن يوحنا قال " هذا ( يعني المسيح ) الذي قالـ(ها) " إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي "
حسنا ماذا تقول المخطوطات اليونانيه فى هذا الموضع
لدينا عدة قرائات
القراءه الحاليه تقول باليونانيه (اوتوس هين هون ايبون autos yn On eipon ) اى الذى قلت عنه
لكن المخطوطات لها رأى اخر
فمثلا
هناك قراءه فى منتهى الخطوره تقول (اوتوس هين هو ايبون autos yn O eipon ) والفارق بينهما حرف واحد هو n بعد الـ O حولتها من ضمير وصل او ما يعرف بالاسم الموصول (الذى) الى اداة تعريف (الـ) فتغيرت الجمله تماما واصبحت
(هذا هو القائل) وأصبح المعنى
" يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى: «هَذَا هُوالقائل: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي»
اى ان يوحنا يقول أن قائل جملة " إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي " هو المسيح شخصيا ، وهذا يجعل المسيح مبشرا برسول يأتى من بعده أعظم منه طبقا للمعنى المتعارف عليه لهذه الجمله بل وان هذا الذى سيأتى بعده خلق قبله وهو صار قدامه لانه سبقه فى الخلق (لانه كان قبلى) وهو ما يعنى انه اعظم منه اضافة الى انه يوافق تماما ما لدينا من احاديث عن ان الرسول كان اول خلق الله ، اضافة الى انه يطابق تماما الايات التى تؤكد ان المسيح كان " مبشرا برسول يأتى من بعدى " فلفظة يأتى بعدى نصا موجوده فى انجيل يوحنا فى هذه المخطوطات
1 - المخطوطه السينائيه (رقم واحد فى العالم فى تصنيف المخطوطات وهى اقدمها وتعود للقرن الرابع الميلادى وهى اهم المخطوطات على الاطلاق وترمز بحرف (ألف) العبرى لانها الاولى فى العالم من حيث الاهميه)
2 - المخطوطه الفاتيكانيه (وهى المخطوطه التاليه للسينائيه من حيث الاهميه وتاريخها يعود للقرن الرابع الميلادى ايضا وترمز بالحرف B )
3 - المخطوطه الافرايميه (وهى التاليه للفاتيكانيه من حيث الاهميه وتاريخها يعود للقرن الخامس الميلادى وترمز بالحرف C )
4– كتابات اوريجن (القرن الثالث الميلادى ) وهو من اشهر اباء الكنيسه على الاطلاق
5 – البرديات 66 ، 75 تحوى القراءه نفسها (وتعود للقرن الثالث الميلادى) وتمت اضافة حرف N صغير جدا (أصغر من الخط المستخدم فى كتابة البرديه دلالة على انه محشور بينهما ولم يكن موجودا فى النسخ الاول لها) بين حرفى الـ O والـ E فى كلمة Eipon
وقد قام ويستكوت وهورت (وهما من اشهر علماء المخطوطات والكتاب المقدس بوضع هذه القراءه فى نسختهما باعتبارها القراءه الاصليه لانها موجوده فى اهم وأقدم 3 مخطوطات يونانيه فى العالم بينما اشارا للقراءة القديمة بين اقواس لانها غير اصليه ومحرفه

وفى الحقيقه فان الكنائس بذلت جهدا كبيرا فى تحريف القراءه ولن نخفى جهدها العظيم هذا ، الا ان الله فوق الجميع مهما ارادوا ان يطفئوا نوره
انظر الى بقية المعلومات
لقد قام الكتبه المحرفين والمزورين تدعمهم الكنائس بمحاولة تحريف فى هذه القراءه بالفعل وقد حدد تشايندروف الذين قاموا بالتحريفات واكد ان محاولة تحريف السينائيه كانت على يد الناسخ الذى يرمز له بالرمز C2 وهو (كما سبق ان ذكرت فى مقالاتى المجمعه عن علوم المخطوطات اليونانيه) يعود للقرن السابع الميلادى (قرن الاسلام و انتشاره الواسع ) ونفس الشىء حدث فى الفاتيكانيه لكن القراءه القديمه بقيت ظاهره وواضحه رغم التحريف ويعود تاريخه B2 الى القرن السابع ايضا (مصادفه عجيبه) اما الافرايميه فيعود محرفها الى القرن التاسع الميلادى ( C3 )
وكان التحريف يتم باضافه حرف الـ N صغير فوق حرف O وبينه وبين حرف E فى اول كلمة Eipon لجعل القراءة مشابهه للحاليه ويظهر هذا بصوره واضحه فى الفاتيكانيه ، اضافة للبرديات 66 ، 75 وهما من أهم واقدم البرديات
وكان يمكن القول ان المسأله مساله نسيان لكن اتفاق اقدم واهم 3 مخطوطات فى العالم على نفس القراءه تؤكد ان الامر يستحيل تصور فكرة اتفاق النسيان فيه ، اضافة الى ان التصحيح المشبوه تم فى القرن السابع عند ظهور الاسلام وانتشاره
وبامكانكم الرجوع الى مقالات المخطوطات الكامله التى نشرتها فى منتدى الجامع وبن مريم للتاكد من التواريخ التى ذكرتها سابقا للمحرفين فى كل هذه المخطوطه

وقد اثار هذا الوضع انتباه العلماء فيقول متزجر مثلا
The awkwardness of the reading as well as absence of previous mention of john testimony , prompted more than one copyist to make adjustments to the text

غرابة القراءة وغياب اى اشارة سابقه لشهادة يوحنا (يقصد ان الجمله تفترض ان يوحنا قال عنه هذا من قبل حتى يقول الان هذا هو الذى قلت عنه بينما الانجيل لا يذكر انه قال هذا مما جعل القراءه ( هذا الذى قلت عنه) ضعيفه وغير مقبوله لانه لم يقل عنه هذا من قبل ، مما يقوى القراءه الاخرى (هذا هو القائل)) جعلت اكثر من ناسخ يحاول اضافة تعديلات على النص
وهو هنا يبرر محاولات تحريف النص المتكرره
حتى أن بعض المخطوطات فى محاولاتهم الحثيثه لطمس القراءه القديمه ، اضافت كلمة الى النص وهى umin وهى صيغة المفعول الغير المباشر فى اليونانيه للمخاطب الجمع وهى تستخدم فى خطاب المفرد للتعظيم والتكريم (كما تستخدم Vous الفرنسيه مثلا اى بمعنى حضرتكم) فهو طبقا للتحريف الجديد ( أنت هو الذى قلت عنه " إن الذى يأتى بعدى صار قدامى لأنه كان قبلى " ) وذكرت هذا مخطوطات لاحقه فى القرن السابع الميلادى
ذكرت كتعديل فى المخطوطه بيزا ( التعديل يعود تاريخه للقرن السابع الميلادى بينما المخطوطه للقرن السادس تقريبا)
وكتعديل لاحق على المخطوطه فرير W والتى تحفظ الان فى واشنطن وتعود فى تاريخها للقرن الخامس (لكن التعديل اللاحق غير محدد التاريخ)
والمخطوطه X المحفوظه فى المانيا (ميونخ) وتعود للقرن العاشر ورمزها 033 (وهنا ذكرت القراءه فى المتن لا كتعديل لان الكنيسه تدبرت امرها فحرصت على هذا فى ذلك الوقت المتأخر