7- وهذا النص ( الأعداد من 43 الى 49 من الاصحاح 13 من سفر أعمال الرسل ) والذى يتحدث عن ايمان الأمم هو نص محرف وهذه هي الأدلة :-
نعم هو نص محرف فلم يكن هناك ايمان للأمم ولا الكرازة بينهم فى النص الأصلي والقصة تقول أن بولس وبرنابا ذهبا الى أنطاكية بيسيدية ودخلوا مجمع اليهود فى يوم السبت ( ليضمنا تجمع أكبر عدد من اليهود لأنه يوم الصلاة والاجازة من العمل لدى اليهود )
وبدأ بولس يخطب بينهم ويكرز بينهم بالكلمة ، ثم بعد الانتهاء ومغادرة المكان طلب الأمم من بولس وبرنابا أن يخاطبوهم بالكلمة مرة أخرى فى السبت المقبل !!!!! ، وفى السبت التالي اجتمعت كل المدينة فى المجمع !!!
فغار اليهود وناقضوا وجدفوا على ما يقوله بولس ولكن بولس قال لهم أنهم أصبحوا غير مستحقين لكلمة الحياة وأنه هوذا يتوجه الى الأمم ، وفرح الأمم بذلك وأمن جموع منهم وانتشرت الكلمة فى الكورة كلها
ولكن اليهود أثاروا وجوده المدينة والنساء المتعبدات ضد بولس وبرنابا فإضطهدوهم وأخرجوهم من المدينة فنفضا غبار أرجلهما وذهبا الى مدينة أخرى
فنقرأ النص :-
13 :14 و اما هم فجازوا من برجة (( و اتوا الى انطاكية بيسيدية و دخلوا المجمع يوم السبت و جلسوا ))
13 :15 و بعد قراءة الناموس و الانبياء ارسل اليهم رؤساء المجمع قائلين ايها الرجال الاخوة ان كانت عندكم كلمة وعظ للشعب فقولوا
13 :16 فقام بولس و اشار بيده (( و قال ايها الرجال الاسرائيليون و الذين يتقون الله اسمعوا ))
13 :17 اله شعب اسرائيل هذا اختار اباءنا و رفع الشعب في الغربة في ارض مصر و بذراع مرتفعة اخرجهم منها
ثم نقرأ :-
13 :42 و بعدما خرج اليهود (( من المجمع جعل الامم )) يطلبون اليهما ان يكلماهم بهذا الكلام (( في السبت القادم ))
13 :43 و لما انفضت الجماعة تبع كثيرون من اليهود و الدخلاء المتعبدين بولس و برنابا اللذين كانا يكلمانهم و يقنعانهم ان يثبتوا في نعمة الله
13 :44 و في السبت التالي اجتمعت كل المدينة تقريبا لتسمع كلمة الله
13 :45 فلما راى اليهود الجموع امتلاوا غيرة و جعلوا يقاومون ما قاله بولس مناقضين و مجدفين
13 :46 فجاهر بولس و برنابا و قالا كان يجب ان تكلموا انتم اولا بكلمة الله و لكن اذ دفعتموها عنكم و حكمتم انكم غير مستحقين للحياة الابدية هوذا نتوجه الى الامم
13 :47 لان هكذا اوصانا الرب قد اقمتك نورا للامم لتكون انت خلاصا الى اقصى الارض
13 :48 فلما سمع الامم ذلك كانوا يفرحون و يمجدون كلمة الرب و امن جميع الذين كانوا معينين للحياة الابدية
13 :49 و انتشرت كلمة الرب في كل الكورة
13 :50 و لكن اليهود حركوا النساء المتعبدات الشريفات و وجوه المدينة و اثاروا اضطهادا على بولس و برنابا و اخرجوهما من تخومهم
13 :51 (( اما هما فنفضا غبار ارجلهما عليهم و اتيا الى ايقونية ))
وبالطبع التناقض واضح فى تلك القصة وهذه هي الأدلة :-
أ- تناقض الطبعات فى وجود أو عدم وجود كلمة (الأمم) يؤكد حدوث التحريف :-
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
13 :42 و بعدما خرج اليهود (( من المجمع جعل الامم )) يطلبون اليهما ان يكلماهم بهذا الكلام (( في السبت القادم ))
طبقا لهذا النص فان الأمم هم من طلبوا من بولس وبرنابا أن يكلموهم بهذا الكلام فى يوم السبت القادم
وهذا غريب جدا لأن السبت هو يوم الصلاة وترك العمل لدى اليهود وليس الأمم ، فاذا كان من يريد سماع هذا الكلام من الأمم فلماذا يطلبون منهم أن يكون فى يوم السبت و ليس فى أي يوم أخر وفى أي مكان أخر غير مجمع اليهود ؟؟!!!!!
لأنه لم تكن الأمم هم من طلبوا هذا ولكنهم كانوا من بنى اسرائيل
واذا عدنا الى الطبعات المختلفة باليونانية لهذا النص من موقع Bible Hub نجد أن هناك اختلافات فى هذا النص بين الطبعات فهناك أربعة طبعات لا يوجد بهم كلمة الأمم، وهم :-
، Nestle GNT 1904 ،Westcott and Hort 1881
Westcott and Hort / [NA27 variants]،Tischendorf 8th Edition
فنقرأ :-
Ἐξιόντων δὲ αὐτῶν παρεκάλουν εἰς τὸ μεταξὺ σάββατον λαληθῆναι αὐτοῖς τὰ ῥήματα ταῦτα.
ب- من الغريب جدا أن تجتمع المدينة كلها فى مكان واحد
كيف ذلك ؟؟؟!!!!!! ، فهل المجمع كان على أرض المدينة كلها حتى يشمل كل السكان ؟؟؟!!!!!!!!
والغريب أن يسمح اليهود (وهم رافضين لكلام بولس) لبولس بالدخول مرة أخرى الى المجمع وتركه يتكلم حتى يقنع الوثنيين أو حتى الدخلاء المتعبدين
ج- ولماذا يقنع بولس الوثنيين فى مجمع اليهود الرافضين له ولكلامه ، ألا يوجد مكان أخر يحدث به الوثنيين والدخلاء المتعبدين غير مجمع اليهود :-
والأكثر من ذلك أنهم ينتظرونه حتى السبت المقبل (موعد الصلاة لبنى اسرائيل ) ليسمعوا تعاليمه (أعمال 13 :42) ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!
فهذا يتناقض تماما مع النصوص التالية لهذا النص التي توضح محاولة اليهود التخلص منه
فكيف يتركونه كل هذه الفترة داخل مجمعهم يتكلم بدون أي رد فعل منهم ولا يتذكروا أن يفعلوا شئ ضده الا بعد الانتهاء من تعاليمه وكلامه واقناع الناس ؟؟؟!!!!!!!!!!!
هذا بالاضافة الى ما أوضحته فى البنود السابقة من استحالة قبول اليهودي الجلوس والالتصاق مع شخص أممي لم يطبق التقليد اليهودي
وأيضا فاسلوب مخاطبة بولس للجالسين توضح أنه لم يكن يتحدث الا لبنى اسرائيل فقط فهو يتكلم دائما عن الآباء البيولوجيين للجالسين
فكيف يكون بينهم أمميين ؟؟!!!!
حيث نقرأ :-
13 :17 اله شعب اسرائيل هذا (( اختار اباءنا و رفع الشعب )) في الغربة في ارض مصر و بذراع مرتفعة اخرجهم منها
وأيضا :-
13 :32 و نحن ( نبشركم بالموعد الذي صار لابائنا )
13 :33 ( ان الله قد اكمل هذا لنا نحن اولادهم ) اذ اقام يسوع كما هو مكتوب ايضا في المزمور الثاني انت ابني انا اليوم ولدتك
(للمزيد راجع الفقرة ب- البند 5 - المبحث الثاني - الفصل الأول - الباب السادس)
د- اذا كان الكورة كلها أمنت بكلام بولس فكيف عندما أثار اليهود اضطهاد ضده لم تتحرك الكورة كلها لمساعدته
بل تركته ليرحل من المدينة ؟؟!!!!!!!!!!!!!!
أين الايمان ، وأين المؤمنون ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ص- جملة (نفضا غبار ارجلهما ) تعنى أن المدينة رفضت الايمان ولم يؤمن فيها أحد :-
يبدوا أن المحرف الذى أراد ايهام القارئ أن بولس وبرنابا بشرا بين الأمميين وأن الأمم قبلوا البشارة ولكنه لم ينتبه الى هذا النص فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
13 :48 فلما سمع الامم ذلك كانوا يفرحون و يمجدون كلمة الرب و امن جميع الذين كانوا معينين للحياة الابدية
13 :49 و انتشرت كلمة الرب في كل الكورة
13 :50 و لكن اليهود حركوا النساء المتعبدات الشريفات و وجوه المدينة و اثاروا اضطهادا على بولس و برنابا (( و اخرجوهما من تخومهم ))
13 :51 ((اما هما فنفضا غبار ارجلهما عليهم و اتيا الى ايقونية ))
تخيلوا بعد الادعاء أن الأمم فرحوا بقبول الكلمة وان الكلمة انتشرت فى كل الكورة ولكن نجد أنه لمجرد رفض وجوه المدينة لبولس وبرنابا فخرجا من المدينة وهما ينفضان غبار أرجلهما وهذا التعبير يعنى بكل بساطة (( أن المدينة كلها )) لم تؤمن بما يقوله بولس وبرنابا ولم يصدقوا كلامهم
والدليل هو :-
فنقرأ من انجيل لوقا :-
10 :10 (( و اية مدينة دخلتموها و لم يقبلوكم )) فاخرجوا الى شوارعها (( و قولوا ))
10 :11 (( حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم )) و لكن اعلموا هذا انه قد اقترب منكم ملكوت الله
و من انجيل متى :-
مت 10 :14 (( و من لا يقبلكم و لا يسمع كلامكم )) فاخرجوا خارجا من ذلك البيت او من تلك المدينة (( و انفضوا غبار ارجلكم ))
فحتى و ان رفضهم وجوه المدينة ولكن باقي المدينة والغالبية العظمى قبلوهم طبقا لما يزعمه النص ، والعبرة بالغالبية
فهذا يعنى انه ما كان يجب أن ينفضا غبار أرجلهما ولكنهم فعلوا ذلك لأنه لم يؤمن بهم أحد فى المدينة أصلا هذا ان كانا بشرا بين الأمم فى تلك المدينة فى الأساس وهذا لم يحدث
ع- من رسالة بولس الثانية الى تيموثاوس فان بولس لم ينجح فى نشر تعاليمه وتم اضطهاده :-
فنقرأ :-
3 :10 و اما انت فقد تبعت تعليمي و سيرتي و قصدي و ايماني و اناتي و محبتي و صبري
3 :11 و اضطهاداتي و الامي مثل ما اصابني في انطاكية و ايقونية و لسترة اية اضطهادات احتملت و من الجميع انقذني الرب
بولس يمدح تيموثاوس لأنه اتبعه وصدقه ويشكوا من الاضطهادات التي قابلها فى أنطاكية و أيقونية ولسترةمما يعنى أنه لم ينجح فى تلك البلاد ولم يصدق تعاليمه أحد فمن صدقه هو تيموثاوس لذلك مدحه ثم شكى رفض الباقون له
وبولس هنا لا يشير من قريب ولا من بعيد أن هناك أحد فى تلك البلاد صدقه
ف - لماذا بعد الزعم بقبول الأمم للايمان نجد أن بولس وبرنابا دخلا مجمع اليهود فى مدينة أيقونية :-
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
14 :1 و حدث في ايقونية انهما (( دخلا معا الى مجمع اليهود )) و تكلما حتى امن جمهور كثير من اليهود و اليونانيين
أليس الأمم قبلوا الكلمة فكان من المفترض أن يذهبوا الى السوق الرئيسي حيث الجميع مجتمعين (وثنيين ويهود وأتقياء ) ولكنهم ذهبوا الى مجمع اليهود لأنهم أصلا يقصدون بنى اسرائيل وليس الأمم
ك - كيف يكون دخول الأمم فى الايمان فى الاصحاح 13 بينما نجد بولس فى الاصحاح 18 يهدد اليهود بأنه سيذهب الى الأمم :-
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
18 :5 و لما انحدر سيلا و تيموثاوس من مكدونية كان بولس منحصرا بالروح و هو يشهد لليهود بالمسيح يسوع
18 :6 و اذ كانوا يقاومون و يجدفون نفض ثيابه و قال لهم دمكم على رؤوسكم (( انا بريء من الان اذهب الى الامم ))
والسؤال هو :-
كيف يكون الأمم أمنوا وتم البشارة بينهم فى الاصحاح 13 بينما نجد فى الاصحاح 18 نص يخبرنا أن بولس لم يكرز بين الأمم قبل الاصحاح 18 ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ل - كيف كرز بولس بين الأمم ونجح فى ذلك بينما اليهود فى روما عاصمة الامبراطورية لم يعرفوا بايمان الأمم :-
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
28 :16 و لما اتينا الى رومية سلم قائد المئة الاسرى الى رئيس المعسكر و اما بولس فاذن له ان يقيم وحده مع العسكري الذي كان يحرسه
28 :17 و بعد ثلاثة ايام استدعى بولس الذين كانوا وجوه اليهود فلما اجتمعوا قال لهم ايها الرجال الاخوة مع اني لم افعل شيئا ضد الشعب او عوائد الاباء اسلمت مقيدا من اورشليم الى ايدي الرومانيين
ثم نقرأ :-
28 :22 و لكننا نستحسن ان نسمع منك ماذا ترى لانه معلوم عندنا من جهة هذا المذهب انه يقاوم في كل مكان
اليهود فى روما عاصمة الامبراطورية يسمعون أن مذهبه يتم مقاومته أي لا نجاح لتعاليمه
ثم نقرأ :-
28 :28 فليكن معلوما عندكم ان خلاص الله قد ارسل الى الامم و هم سيسمعون
بولس يخبر اليهود فى روما أن الخلاص أرسل الى الأمم وهم سيسمعون أي أن اليهود فى روما لم يسمعوا بهذا الأمر من قبل
و- المؤرخ الروماني "سيوتونيوس" (Suetonius) والذى عاش فى الفترة بين 69 م الى 122 م كان يعرف أن المسيحيين هم فرقة من فرق اليهود ولم يكن هناك ايمان لأمميين :-
ذكر أن الشجار الذى كان السبب فى قرار الامبراطور كلوديوس بطرد اليهود من روما هو شجار كان بين اليهود بسبب رجل اسمه خريستوس (أي المسيح ) ، وكان يقصد بين اليهود الذين اتبعوا المسيح علي الصلاة والسلام وبين اليهود الذين لم يتبعوه ولم يذكر المؤرخ أن هذا الشجار ضم الأمميين فقد كان نزاعا يهوديا خالصا، مما يعنى أنه لم يكن هناك ايمان للأمم
حتى أن قرار الطرد نفسه كان لليهود فقط
فنقرأ من تفسير القس أنطونيوس فكرى :-
(وُجدَ في كورنثوس عدد ضخم من اليهود الذين طردهم كلوديوس قيصر من روما وقرار كلوديوس شمل المسيحيين. فكانوا يعتبرون أن المسيحية هي طائفة من اليهود.وكان غالبًا طرد اليهود من روما بسبب شغبهم الذي أثاروه ضد المسيحيين. فلقد سجل المؤرخ أن اليهود تشاجروا بسبب شخص اسمه خريستوس (أي المسيح وهو ظن أنه اسم أحد الأشخاص))
انتهى
أي أن الحاكم الروماني طرد اليهود من روما بسبب شغبهم ولم يشمل القرار طرد الأمميين
كل هذا يؤكد أن الأعداد فى الاصحاح 13 التي تتحدث عن دخول الأمم فى الايمان فى الأصل هو نص محرف
فالنص الأصلي كان يتكلم عن كرازة بولس وبرنابا فى مجمع اليهود ، حيث كانا يبشران لليهود فقط ولكن اليهود رفضوا تصديقهم فصنعوا وقيعة مع النساء المتعبدات ( وهن من اليهود ) فخرج بولس وبرنابا من تلك المدينة ونفضا غبار أرجلهما أي لم يؤمن أحد من تلك المدينة بهما
وانما الذى حدث هي مجموعة من التحريفات تم اضافتها أكثر من مرة فكل ناسخ يضيف من عنده نص لايهام الناس أن الرسالة كانت الى الأمميين حتى نتج فى النهاية هذا الكم من التناقضات
المفضلات